من بني ادم فانهم كلهم اذا ماتوا انقطعت احكام الدنيا عنهم وترتبت عليهم احكام الموت وهذا ليس منفيا في قوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات ليس هذا المنفي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى قوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء الاية هذه الاية تدل بظاهرها على ان الشهداء احياء غير واموات وقد قال في اية اخرى لمن هو افضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم انك ميت وانهم ميتون. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال له الوجه الذي اوجب ذكر هذه الاية في جملة هذا الكتاب وهو كتاب دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب وهو ان الله تعالى نهى المؤمنين عن ان يقولوا ان قتل في سبيل الله او عن من قتل في سبيل الله انه ميت يقول تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون هذه التي في البقرة والثانية بل احياء عند ربهم يرزقون فالذي اوجب ذكره هذه الاية ضمن الايات انها نهت عن وصف من قتل في سبيل الله بانه ميت مع ان الله تعالى قضى بالموت على كل احد فقال انك ميت وانهم ميتون ومثله وما كان لبشر من قبلك الخلد. افإن مت فهم الخالدون فاخبر الله تعالى عن موته صلى الله عليه وسلم وانه ليس احد خارج عن هذا الحكم ليس احد خارجا عن هذا الحكم فما الجمع ما الذي اثبته لكل احد وهو الموت؟ وما الذي نفعه في قوله تعالى بل احياء عند ربهم بل احياء ولكن لا تشعرون بل احياء عند ربهم يرزقون. الجواب اتضح الاشكال طيب الجواب والجواب عن هذا ان الشهداء يموتون الموتة الدنيوية. فتورث اموالهم وتنكح نساؤهم باجماع المسلمين وهذه الموتة هي التي اخبر الله نبيه انه يموتها صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في الصحيح عن الصديق رضي الله عنه انه قال لما توفي صلى الله عليه وسلم بابي انت وامي والله لا يجمع الله عليك موتتين. اما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها. وقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات واستدل على ذلك بالقرآن ورجع اليه جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلا يرضون الله شيئا. هذا الذي استدل به ابو بكر رضي الله عنه على موت النبي صلى الله عليه ووجوب الثبات بعد موته فهي لم تكن استدلالا على الموت فقط بل على وجوب المضي على ما مات عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم آآ اذا الموتة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولكل البشر هي الموتى التي تفارق فيها الروح البدن وتنقطع بها احكام الدنيا الموتى التي سماها الموتة الدنيوية التي تنقطع بها احكام الدنيا وهذه لكل ميت للرسل والنبيين والشهداء والصالحين وسائر الخلق انما المنفي شيء اخر وهو ما سيبينه الان في قوله رحمه الله واما الشهاء واما الحياة التي اثبتها الله للشهداء واما الحياة التي اثبتها الله للشهداء في القرآن وحياته صلى الله عليه وسلم التي ثبت في الحديث انه يرد السلام على من سلم عليه فكلتاهما حياة برزخية ليست معقولة لاهل الدنيا اما في الشهداء فقد نص تعالى على ذلك بقوله ولكن لا تشعرون. وقد فسرها النبي صلى الله عليه بانهم تجعل ارواحهم في حواصل طيور خضر ترتع في الجنة وتأوي الى قناديل معلقة تحت فهم يتنعمون بذلك واما ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه لا يسلم عليه احد الا رد عليه الله روحه. حتى يرد عليه السلام وان الله وكل ملائكة يبلغونه سلام امته. فان تلك الحياة ايضا لا يعقل لا يعقل حقيقتها اهل الدنيا لانها ثابتة له صلى الله عليه وسلم مع ان روحه الكريمة في اعلى عليين مع الرفيق الاعلى فوق ارواح الشهداء فتعلق هذه الروح الطاهرة التي هي في اعلى عليين بهذا البدن الشريف الذي لا تأكله الارض. يعلم الله حقيقته ولا يعلمها الخلق. كما قال في جنس ذلك ولا لكن لا تشعرون ولو كانت كالحياة التي يعرفها اهل الدنيا لما قال الصديق رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم مات ولما جاز دفنه ولا نصب خليفة غيره ولا قتل عثمان ولا اختلف اصحابه ولا جرى على عائشة كما جرى ولسألوه عن الاحكام التي اختلفوا فيها بعده كالعول وميراث الجد والاخوة ونحو ذلك طيب اذا بين المؤلف رحمه الله ان الحياة التي اثبتها الله تعالى لمن اثبتها من الشهداء والنبيين حياة مختلفة عن حياة الدنيا غير معهودة غير معروفة ولذلك قال تعالى ولكن لا تشعرون فاثبت حياة لا يدركها الناس ولا يعلمون وقوله ولكن لا تشعرون اي لا تعلمون. حقيقة تلك الحياة وصفتها وكمالها وما اعد الله تعالى لاهلها على وجه الواقع والحقيقة فان ذلك لا يعلمه الا الله كما قال تعالى وما تأويله الا الله فالفرق بين الحياة الثابتة لهم والموت الثابت لهم ان الموت هو ما يجري على كل بني ادم بل على كل الخلق من مفارقة الحياة وثبوت حكم الموت واما الحياة الثابتة فهي حياة لا يعلمها الا الله تعالى تكون فيها من الاحوال ويكون فيها من النعيم ويكون فيها من السرور والبهجة لاهله ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال ولكن لا تشعرون نعم واذا صرح القرآن بان الشهداء احياء في قوله تعالى بل احياء وصرح بان هذه الحياة لا يعرف اهل الدنيا بقوله ولكن لا تشعرون. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت حياته في القبر بحيث يسمع السلام ويرده واصحابه الذين دفنوه صلى الله عليه وسلم لا تشعر حواسهم لا تشعر حواسهم بتلك الحياة عرفنا انها حياة لا يعقلها اهل الدنيا ايضا ومما يقرب هذا للذهن حياة النائم. فانه يخالف الحي في جميع التصرفات. مع انه يدرك الرؤيا يعقل المعاني والله تعالى اعلم. وهذا من باب التقريب وضرب المثال فالنائم حي لكنه في حياة مختلفة فيرى ما لا يراه الاحياء يشعر بما لا يشعر به الاحياء ويجري عليه ما لا يجري على الاحياء. ولذلك حكمه مختلف عن حكم الاحياء. رفع القلم عن ثلاثة ومنها وهو منهم النائم حتى يستيقظ فحياته مختلفة عن حياة الاحياء من حيث الاحكام ومن حيث الحقيقة والواقع فكذلك حياة الشهداء وكذلك حياة الانبياء هي مختلفة عن حياة غيرهم هنا سؤال يحتاج الى وقفة وقد ذكر ذلك الطبري رحمه الله بتفسيره وهي وهو وهو ما الذي ميز الشهداء عن غيرهم بالذكر مع ان جميع الاموات من المؤمنين وغير المؤمنين يحيون حياة مختلفة في قبورهم فهم احياء بعد موتهم حياة برزخية اما في نعيم واما في عذاب فلماذا خص هؤلاء بالذكر دون غيرهم واضح الاشكال الكفار في قبورهم معذبون واهل الايمان في الجملة منعمون والشهداء هم الذين خصهم الله بالذكر في قوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء فلماذا خصوا بالذكر قصه بالذكر مع كون غيرهم يشترك معهم في انه حي بعد موته ان حياتهم فيها من الكمال وما تبتهج به النفوس ما لا يكون لغيرهم من اصناف الناس فلذلك خصوا بالذكر مع ان الحياة للجميع. الان الحياة الدنيا حياة او ليست حياة والاخرة حياة او ليست حياة ماذا قال الله تعالى في الدار الاخرة؟ وان الدار الاخرة لهي الحيوان كانه لا حياة فيما عداها. وانما وصفها بهذا لكمال ما فيها من حياة اهلها باقتران النعيم بابدانهم باقتران ارواحهم وابدانهم في التنعم والشعور بكل ما يكون في الاخرة من نعيم بالنسبة اهل النعيم ومن عذاب بالنسبة لاهل الكفر وصف الحياة التي الذي اثبته الله تعالى للشهداء انما هو لاجل ما من الله تعالى به عليهم من كمال النعيم. يوظح هذا الاية الثانية التي ذكر الله تعالى فيها حياة الشهداء وهي اية سورة ال عمران. قال الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ها فرحين بما اتاهم فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم كل هذا تفصيل لتلك الحياة انها حياة يقع فيها كل هذه الامور على وجه الكمال. واذا قال بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يحقوا بهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فكل هذا يبين طبيعة تلك الحياة فما اجمله الله تعالى في سورة آآ البقرة في قوله بل احياء فصله وبينه في سورة ال عمران توصيفا لتلك الحياة توصيفا لتلك الحياة وانها حياة كاملة في رزق اهلها ونعيمهم وشعورهم ما يمن الله تعالى به عليهم من الوان النعم ومن ذلك ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله الصحابة عن قوله جل وعلا بل احياء عند ربهم يرزقون فقال ارواح ارواحهم في حواصل ارواحهم في اجواف طير قبر تسرح في الجنة حيث شاءت وهم على ذلك اذ اطلع عليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا فيقولون لا يا ربنا وقد انعمت علينا واعطيتنا مما اعطيتنا فيردد عليهم السؤال حتى اذا رأوا انهم لا يتركون من هذه المسائلة التي يسألهم الله تعالى فيها عما يشتهون زيادة على ما من به عليهم فيقولون ان ترد ارواحنا الى اجسامنا فنقتل في سبيلك فيتركهم الله تعالى عندما يظهر انهم لا حاجة لهم في مزيد من النعيم الذي انعم في مزيد من النعيم الذي انعم به عليهم اذا حياتهم حياة مختلفة كاملة وافية ولذلك وصفوا بانهم احياء. مع ان الجميع جميع الموتى احياء لكنها حياة مختلفة عن حياة الدنيا هي حياة البرزخ لكن هؤلاء ميزوا بانهم احياء لكمال حياتهم هذا وجه تخصيص الشهداء بهذا الوصف نعم ثم قال المصنف رحمه الله قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح ما نصه؟ ومعلوم بالظرورة ان جسده صلى الله عليه وسلم في الارض طري مطرا وقد سأله الصحابة كيف تعرض كيف تعرض؟ كيف تعرض صلاتنا عليك؟ وقد ارمت فقال ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء ولو لم يكن جسده في ضريحه لما اجاب بهذا الجواب. وقد صح عنه ان الله وكل بقبره ملائكة بلغونه عن امته السلام. وصح عنه انه خرج بين ابي بكر وعمر وقال هكذا نبعث هذا مع القطع بان روحه الكريمة في في الرفيق الاعلى في اعلى في اعلى عليين مع ارواح الانبياء. وقد صح عن انه رأى موسى يصلي في قبره ليلة الاسراء ورآه في السماء السادسة او السابعة. فالروح هناك فالروح كانت هناك ولها اتصال بالبدن في القبر واشراف عليه وتعلق به. بحيث بحيث يصلي في قبره ويرد من يسلم عليه وهي في الرفيق الاعلى ولا تنافي بين الامرين. الجواب عن هذا الاشكال كيف يكون هذا؟ يقول فان شأن الارواح غير شأن الابدان غير شأن الابدان انتهى محل الغرض من كلام ابن القيم. وبالتالي لا مجال للقياس ولا مجال للسؤال بكيف لان الروح امرها خفي وغير معلوم الان ارواحنا في ابداننا هل نستطيع ان نعرف حقيقة هذه الروح التي بها نسري وبها نمشي وبها نحيا وبها نحس؟ الجواب لا كما قال تعالى يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وهذا يدل على عجز الانسان وظعفه وقلة حيلته هؤلاء الذين يصادمون النصوص ويعارضون الوحي البين. لو سألتهم عن كيف اعمل عقولهم؟ كيف يشتغل العقل الذي يصادم النص كيف يعمل وكيف يعارظ ما اجاب؟ ما استطاع ان يجيب فاذا كان الانسان عاجزا عن ادراك شيء بين جنبيه لا يستطيع ان يعرف حقيقة هذه الروح التي بها الحياة. مع اقرار الجميع بان ثمة ارواحا بها يحيا الناس امر لا يمكن ان ينكر اتفقت عليه البشرية مع ذلك لا يعرفون هذه الارواح منذ ان خلقهم الله الى يومنا هذا على رغم كل ما اوتوا من قدرة وتطور وعلم ومعرفة علمنا انه ليس كل ما يمكن ان يرد على العقل من معارضة يستمر فيه الانسان. يمضي معه الناس بل الانسان بل يجب ان يقف عند حدود النصوص وان يسلم الامر الى الله فما سلم في دينه الا من سلم لله ولرسوله ولذلك ينبغي في مثل هذا ان لا يدخل الانسان فيها الا يدخل فيها في هذه الامور بعقله ويعارض وحي ربه بل يسلم للنصوص وكما قال الله تعالى في كتابه وما اوتيتم من العلم الا قليلا نعم وهو يدل على ان الحياة المذكورة غير معلومة الحقيقة لاهل الدنيا. قال تعالى بل احياء ولكن لا تشعر والعلم عند الله العلم عند الله. اذا تبين ان الحياة المثبتة لهم هي حياة مختلفة عن الحياة المعهودة لا تدرك حقيقتها بين الله شيئا مما يجري فيها في قوله تعالى بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين وان الله لا يضيع اجر المؤمنين. اللهم اجعلنا منهم نعم قوله تعالى او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. هذه الاية الكريمة تدل بظاهرها على ان الكفار لا عقول لهم اصلا. لان قوله شيئا نكرة في سياق النفي. فهي تدل على العموم. وقد جاء ايات اخرى تدل على ان الكفار لهم عقول يعقلون بها في الدنيا. كقوله تعالى وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين والجواب انهم يعقلون. اتضح الاشكال الاية قوله تعالى او لو كان اباهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون تدل بظاهرها على ان الكفار لا عقول لهم اصلا لقوله لا يعقلون شيئا ولا يهتدون لقوله تعالى لان قوله شيئا في قول لا يعقلون شيئا نكرة في سياق النفي فتفيد ايش العموم لا يقعون شيئا بالكلية فتدل فهي تدل على العموم وقد جاءت ايات اخر تدل على ان الكفار لهم عقول يعقلون بها في الدنيا كقوله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل مستبصرين والاستفسار لا يكون الا لذوي العقول ولا يكون الا لذوي فكر والفهم وقد قال الله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم على الاخرة غافلون وهذا يثبت انهم مدركون يعرفون اه بعقولهم اشياء مما تصلح به دنياهم. كما ان الواقع يشهد بان الكفار يدركون لهم عقول يفكرون بها ثم لو كان المقصود انهم لا يعقلون شيئا بالكلية لما كلفوا لان لان العقل شرط التكليف فلا يثبت تكليف الا بعقل لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة المجنون حتى يفيق والصغير حتى يبلغ لنقص عقله والنائم حتى يستيقظ لغياب ادراكه واحساسه وعقله حال نومه العقل هو مناط التكليف فقوله لا يعقلون شيئا يحتاج الى ان يفهم ما الذي نفاه الله تعالى عنه من العقل الجواب يقول المصنف رحمه الله. والجواب انهم يعقلون امور الدنيا دون امور امور الاخرة دون امور الاخرة كما بينه تعالى بقوله وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون هذا هو الوجه الذي اجاب بها المصنف رحمه الله وقد اقتصر عليه وهو ان المنفي لا يعقل شيئا من امر الهداية لا يعقلون شيئا مما تحصل به النجاة لا يعقل شيئا مما يدركون به سعادة الاخرة وفوزها هذا هو المنفي عن الكفار وليس المنفي اصل العقل او العقل بالكلية بل المنفي هو العقل النافع العقل الراشد العقل الهادي الى الصراط المستقيم. هذا ماذا اجاب به المصنف رحمه الله في قوله انهم يعقلون امور الدنيا دون امور الاخرة واستدل لها بقول استدل لذلك بقوله يعلمون ظاهرا بالحياة الدنيا وهم على الاخرة هم غافلون وثمة اوجه اخرى ذكرها العلماء في الجواب والجمع بين اياتنا في العقل واثباته للمشركين فقال بعض اهل العلم ان قوله تعالى لا يعقلون شيئا ان الله تعالى انما نفى عنهم العقل لانهم لم يستعملوه للوصول الى ما يجب علمه وما يتحقق لهم به معرفة الله تعالى ومعلوم ان من عطر شيئا عن الاستعمال فهو كالفاقد له فالذي يعطل بصره عن النظر فهو كالاعمى والذي يعطل سمعه عن ادراك المسموعات فهو كالاصم والذي يعطل بدنه عن الحركة فهو كالعاجز الزمني المشلول وبالتالي قوله تعالى لا يقولون شيئا لانهم عطلوا عقولهم عن ادراك ما ينفعهم ومعرفة ما ينجيهم. هذا يختلف عن الجواب السابق هذا وجه اخر الوجه الثالث الذي ذكره بعض اهل العلم ان النفي باعتبار باعتبار بعض احوالهم وليس باعتبار كل الاحوال لكن هذا يشكل عليه انه قال لا يعقلون شيئا اه شيئا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم لكن يقال باعتبار احوالهم المتعلقة بهداية قلوبهم وبهذا يرجع هذا الوجه الى ما تقدم من الوجهين السابقين هناك وجه رابع وهو ان الاية لم تنفي عنهم العقل بالكلية انما بينت انهم يتبعون اباءهم ولو كان اباؤهم لا عقول لهم فهي بيان انهم يسيرون على طريق ابائهم ويتبعون مقدميهم ولو كانوا على ظلالة فلا يهم ما كانوا عليه ولا ينظرون الى ما ورثوه من ابائهم اهو هدى ام ضلال؟ انما يكتفون بان ابائهم فعلوا ذلك للاستمرار على ما هم عليه من ظلالة وعماية وهذه وان كانت جوابا عن هذا الموضع لكنها آآ ليست جوابا عن المواضع الاخرى التي فيها نفي العقل عن المشركين والكافرين جماع الجواب ان يقال ان الله تعالى نفى العقل عن الكفار لانهم لا يعقلون في امور الاخرة او انهم لا يستعملون عقولهم في طلب الهداية هذا او ذاك هو المنفي في قوله تعالى لا يعقلون شيئا وفي الايات التي نفى الله تعالى فيها العقل عن الكافرين نعم تم لنفسه نعم قوله تعالى. لكن هناك صلبكم عمي هذه هذا نفي للادوات التي يحصل بها العقل. لكن هنا نفي للعقل نفسه وهو ثمرة السمع وثمرة البصر وثمرة آآ القول والكلام نعم. قوله تعالى انما حرم عليكم الميتة والدم. الاية هذه الاية تدل بظاهرها على ان جميع انواع الدم الحرام ومثلها قوله تعالى في سورة في سورة النحل انما حرم عليكم الميتة والدم الاية وقوله في سورة المائدة حرمت عليكم الميتة والدم الاية. وقد ذكر في اية اخرى ما يدل على ان الدم لا يحرم الا اذا كان مسروحا. وهي قوله تعالى في سورة الانعام الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا الاية واضح الايات الثلاثة التي في سورة البقرة وفي سورة النحل وفي سورة المائدة بين الله تعالى فيها تحريم الدم ولم يقيد ذلك بشيء فافاد العموم لقوله الدماء والالف واللام تفيد الاستغراق فيشمل كل دم اكان مسفوحا او غير مسفوح باية الانعام قيد ذلك بالمسفوح قل لا يوجد فيما اوحي اليه محرما على طاعمه اطعموه الا يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم او لحم خنزير فما الجمع هل يقال ان الدم جميعه محرم ام ان المملوءة المحرم هو ما كان مسبوحا هنا عندنا طريقان وهما مسلكان لاهل العلم في الجمع بين الايات اما ان يقال ان ذكر المسفوح لا ينافي العموم بناء على القاعدة ان ذكر بعظ افراد ان ذكر بعظ افراد العام بحكم لا يخالف العام لا يقتضي او لا يفيد التخصيص وهنا ذكر الدم ثم ذكر الدم المسفوح فهذا ليس نفيا للحكم عما عدا الدم المسفوح. هذا مسلك والمسلك الاخر ان يقال قوله جل وعلا الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا هذا مقيد وقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم مطلق. المطلق على المقيد فيقال ان المقصود بقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم المقصود به الدم المسفوح ننظر الى اي المسلكين نزع المصنف رحمه الله ونحتاج الى الجواب اي المسلكين اصوب بهذا المقام. نعم يقول رحمه الله والجواب ان هذه المسألة من مسائل تعارض المطلق والمقيد والجار على اصول ما لك والشافعي طبعا المطلق والمقيد يطلق ويراد به العام والخاص يطلق ويراد به العام والخاص فيمكن ان يقال ان هذه المسألة من مسائل تعارض العام والخاص نعم لان التقييد والاطلاق هما نوع من العموم والخصوص ومندرج في بحث العام والخاص. نعم والجاري على اصول ما لك والشافعي والشافعي واحمد حمل المطلق على المقيد لا سيما مع اتحاد الحكم والسبب كما هنا وسواء عند وسواء عندهم تأخر المطلق عن المقيد كما هنا او تقدم وانما قلنا هنا ان المطلق متأخر عن المقيد. لان القيد في سورة الانعام وهي وهي نزلت قبل النحل. مع انهما كيتان الا ايتا الا ايات معروفة والدليل على ان الانعام قبل النحل قوله تعالى في النحل. وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك. الاية والمراد ايمان قص عليه بالانعام بقوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر. الاية. واما كون الانعام نزلت قبل البقرة والمائدة فواضح لان الانعام مكية بالاجماع الا ايات منها والبقرة مدنية بالاجماع والمائدة من اخر ما نزل من القرآن ولم ينسخ من منها شيء لتأخرها فيكون هنا نزل النص المقيد المقيد قبل المطلق اول ما نزل قوله تعالى الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا وقول انما حرمت عليكم الميتة والدم بالايات الاخرى بعد المقيد فتحمل على المقيد يحمل المطلق على المقيد فيكون قوله الدم الالف واللام هنا ليست للاستغراق انما هي للعهد ايش الذهني وليس الذكر الذكر المفترض ان يكون في النص لكن العهد الذهني والعهد الذهني ما هو؟ ما جاء في اية الانعام نعم وعلى هذا فالدم اذا كان غير مسفوح كالحمرة التي تظهر في القدر من من اثر تقطيع اللحم فهو ليس بحرام لحمل المطلق على المقيد وعلى هذا كثير من العلماء وما ذكرنا من عدم النسخ في المائدة قال به جماعة وهو على القول بانه بان قوله تعالى فان جاؤوك ظحك بينهم هذه مسألة مستقلة يعني وهو يقول ان اية سورة المائدة من اخر ما نزل ولم ينسخ منها شيء قرر ذلك في قوله رحمه الله الان يتكلم عن هل في المائدة شيء منسوخ او لا وما ذكرنا من عدم النسخ في المائدة قال به جماعة وهو على القول بان قوله تعالى فان جاؤوك فاحكم بينهم الاية وقوله او اخران من غيركم غير غير من غير منسوخين غير منسوخين صحيح. وعلى القول بنسخهما لا لا يصح على الاطلاق. يعني لا يصح اطلاق هذا بان بان ايات المائدة غير مسبوقة. وهذه مسألة استطرادية والعلم عند الله انما تبين الان ان المؤلف رحمه الله رجح في النظر مسلك حمل المطلق على المقيد وليس هذا من قاعدة ذكر بعض افراد العام بحكم لا يعارظ او لا يخالف العام لا يعد تخصيصا لماذا؟ لان ذاك فيما يظهر والله اعلم يشترط فيه تقدم العام على الخاص قدم العام على الخاص هذا من وجه ومن وجه اخر ان الادلة دلت على ان الدم غير المسفوح ليس حراما وقد كان يطحى النبي والدم على البرمة ولم ينه عنه صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على ان العموم في قوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ليس على وجهه فلا تعمل قاعدة ذكر بعض افراد العام بحكم لا يخالف العام لا يقتضي تخصيصا