وهو ان الله تعالى لم يزل بصفاته آآ قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفات ازلية كذلك لا يزال عليها ابدية اه ذكرت في اثناء شرح امس ان هذه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فكنا قد قرأنا ما يتصل قول المصنف رحمه الله آآ ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزد اه بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته اه ثم اه قال وكما كان بصفاته ازلية كذلك لا يزال عليها ابدية ليس بعد خلق الخلق استفاد الاسم الخالق الى اخر ما ذكر رحمه الله آآ وقلت ان هذه قطعة من كلام المصنف رحمه الله هي ما تصل بتقرير اتصاف الله تعالى بصفاته ازلا وابدا. كل هذه الجمل لتقرير هذا المعنى وسلك المصنف رحمه الله في تقرير هذا المعنى آآ مسلك التأصيل ابتداء بذكر آآ القول او الذي يجب اعتقاده في اسماء الله عز وجل وذلك في قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته ثم اضاف اليها هذا فيما يتعلق بالازلية وكما كان اه وكما كان بصفته ازلية كذلك لا يزال عليها ابديا اثبات انها ابدية لا حد لها تنتهي عندها فهو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء. هذا التأصيل او التقعيد او التقرير ثم انتقل بعد ذلك الى التمثيل واختار في التمثيل اسم الخالق فقال ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري. وكلاهما قريب في المعنى الخالق والباري وتقدم الكلام على هذين الاسمين والفرق بينهما له معنى الربوبية ولا مربوب الان بعد ان ذكر المثلين استشهد بالقياس على آآ هذين المثلين بالربوبية فالخالقية ثابتة لرب العالمين والبر خالق ثابت لرب العالمين صفة البر ثابتة لرب العالمين قبل ايجاد البريئة وقبل خلق الخلق مثل الربوبية فانه جل وعلا له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق ثم استدل بوصف اخر على صحة اتصاف الله تعالى بهذه الصفات قبل خلق خلقه قال وكما انه محي الموتى قبل آآ وكما انه محي الموتى بعدما احياهم استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك يستحق قسم الخالق قبل انشائهم هذا التمثيل الذي ذكر فيه المصنف رحمه الله تصوير التأصيل المتقدم فذكر فيه اسم الخالق البارئ مثالا على صحة ما تقدم من اتصاف الله تعالى بصفة ازلا وابدا. بعد ذلك ذكر ادلة على هذا الاصل وهو ان الله لم يزل بصفاته ان الله تعالى متصف بصفاته ازلا وابدا فذكر في ذلك كم دليل خمسة ادلة. الدليل الاول قال رحمه الله ذلك بانه على كل شيء قدير وكل شيء اليه فقير هذا الثاني وكل امر عليه يسير هذا الثالث لا يحتاج الى شيء هذا الرابع ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذا الخامس هذه خمسة ادلة ذكرها المصنف رحمه الله تدل بمجموعها على ما او يدل كل واحد منها على ما تقدم من تأصيل قطعة من كلام المؤلف يذكر فيها بعض الشراح مسألة التسلسل و هذه المسألة هي من المسائل الحادثة التي لم تكن اه من قبل بكلام المتقدمين ولم يتناولها سلف الامة القرون المفضلة بل هي من المسائل الحادثة التي اثارها المشبهون فاحتاج اهل السنة الى الجواب عنها وبيان الصحيح من الفاسد فيها فان كلمة التسلسل محدثة لا وهي لفظ مجمل فان التسلسل يراد به اتصال الشيء بالشيء الى ما لا نهاية هذا معنى التسلسل التسلسل اتصال شيء بشيء الى ما لا نهاية الى ما لا توقف واطلاق هذا فيما يتعلق حق الله عز وجل يحتاج الى تفصيل لان لفظ التسلسل مجمل لم يرد في الكتاب ذكره ولم يرد في السنة كذلك لا نفيا ولا اثباتا. والقاعدة في مثل هذه الالفاظ المجملة ايش القاعدة ان تستفصل هل يستفصل فيها ومعنى الاستفصال ان ينظر ما تحمله من معنى صحيح يثبت وما تتظمنه من معنى الرديء ينفى التسلسل نوعان في الجملة النوع الاول التسلسل في المؤثرين والفاعلين معنى التسلسل في المؤثرين والفاعلين ان يكون للحادث فاعل وللفاعل فاعل وهلم جر فتقول هذا صنعه المهندس والمهندس آآ صنعه الله فالان تسلسلت في الفاعلين فلكل فاعل فاعل موجب هذا يسمى تسلسل في المؤثرين الفاعلين هذا النوع من التسلسل ممنوع باتفاق اهل الاسلام لا خلاف بين اهل التوحيد والايمان في ان هذا باطل لا يجوز الاقرار به بل هذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل امنت بالله وفي رواية فليقل امنت بالله ورسله وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم وهنا فيه اضافة هذا الوسواس الى الشيطان في الاول به ان الناس يقولون ذلك. وهذا هو قول شياطين الانس والجن يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق الله وهذا تسلسل في الفاعلين طلب ان يكون لكل موجود موجد ان يكون لكل فاعل فاعل فهذا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بلغه اي اذا بلغ به الحد ان يقول فمن خلق الله فليستعذ بالله ولينتهي يعني ليقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وليتوقف عن التفكير في هذا الامر فانه لا يوصله الا الى حيرة وظلال فالله خالق كل شيء سبحانه وبحمده وقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى له ان امتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا؟ حتى يقول هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله وهذا اخبار متقدم من النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الانحراف العظيم الذي يزينه يزينه شياطين الانس وشياطين الجن اذا هذا النوع من التسلسل ممنوع بالاتفاق دلت السنة بل دل الكتاب والسنة والاجماع على بطلانه. وقد اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وامر بالاستعاذة منه ما اسم هذا النوع من التسلسل التسلسل في الفاعلين والمؤثرين. النوع الثاني من التسلسل التسلسل في المفعولات بالحوادث الاثار والمقصود به انه ما من حادث الا وقبله حادث وما من حادث الا وبعده حادث فهنا تسلسل في المضي فيما مضى وتسلسل فيما يستقبل. فلا يكون حادث الا وقبله حادث ولا يكون حادثا الا وبعده حادث. فتكون الحوادث متعاقبة في الماضي والمستقبل هذا النوع من التسلسل الذي هو في الفاعلين والمؤثرين في في المفعول في المفعولات والاثار والحوادث فيه ثلاثة اقوال للناس القول الاول منع التسلسل في الماضي والمستقبل يعني ان الحوادث لها بداية ولها نهاية. وهذا قول جهم بن صفوان قول ابي هذيل العلاف الثاني جواز التسلسل تسلسل الحوادث في المستقبل دون الماضي وهذا قول المعتزلة والاشعرية والقول الثالث جوازة تسلسل الحوادث بالماضي والمستقبل وهذا قال عنه ابن تيمية رحمه الله قول ائمة اهل الحديث قول ائمة اهل الحديث ومقصود بائمة اهل الحديث الذين ادركوا هذه المسألة والا فالسابقون لم يتكلموا بهذا من الصحابة والتابعين واهل القرون المفضلة لكن من جد فيهم القول من ائمة السنة قالوا بان التسلسل في حوادث بالاثار بالمفعولات يكون في الماظي وفي المستقبل مثل ما ذكرت هذه المسألة ليس لها كبير فائدة ولا يزداد بها علم وبصيرة الا لمعرفة بطلان قول المحرفين فقط واما في ذاتها هي مسألة حادثة ولو كان فيها اه ما يزداد به العلم لبينها وتكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما اضطر اهل السنة للكلام عنها ردا على المحرفين الذين خاضوا في ذلك فبين اهل العلم ما تقتضيه الادلة وما تفيده النصوص وان كان ذلك لم يأتي بالنص انما جاء بالمعنى وفي هذه النبذة المختصرة كفاية لطالب العلم المبتدئ في هذه المسألة وان كان آآ يطلب الزيادة فهي مبسوطة وقد تكلم عنها شيخ الاسلام رحمه الله بقريب من مئة صفحة في منهاج السنة النبوية وفصل فيها تفصيلا بينا وتقسيمات وتفريعات الذي ذكرته هو ملخص مناسب للمبتدئ ليتصور هذه المسألة حتى اذا ذكرت يكون عنده قاعدة مختصرة او نبذة حول هذه المسألة مسألة التسلسل