الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابو بكر عبد الله بن الامام ابي داود سليمان السجستاني رحمه الله تعالى في منظومته الحائية ولا تكفرن اهل الصلاة وان عصوا. فكلهم يعصي وذو فرش يصفح. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع وسنته باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا المقطع من هذه المنظومة تطرق فيه المؤلف رحمه الله الى مسألة الايمان حقيقة الايمان وما يتعلق به من مسائل وهي مسألة الاسماء والاحكام مسألة الاسماء والاحكام هكذا تعرف في كلام اهل العلم الاسماء يعني مؤمن كافر فاسق لكن والاحكام اي ما يتعلق باحكام هذه الاسماء في الاخرة من الجنة والنار المؤلف رحمه الله ابتدأ اولا بذكر اصل من اصول اهل السنة والجماعة وهو ما يتعلق بالتكفير فقال ولا تبصرن على الصلاة وان عفوا تناهى المؤلف رحمه الله عن تكفير اهل الصلاة والتكفير مأخوذ من الكفر وقوله لا لا تكثرن اي لا تكفر والتكفير هو نسبة الشيء الى الكفر سواء كان المنسوب فعلا او شخصا فان المنسوب الى الكفر قد يكون فعلا كقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين الرجل والشرك او الكفر ترك الصلاة لجعل النسبة الى الكفر نسبة عمل وايضا شواهد هذا كثيرة في السنة يطلق الكفر على العمل فالتكفير قد يضاف الى العمل وقد يضاف الى العامل وقول الله تعالى والكافرون هم الظالمون هنا نسب الوصف الى العامل والمؤلف رحمه الله هنا يبحث في نسبة الكفر الى الاشخاص في نسبة الكفر الى الاشخاص ولذلك قال ولا تكفرن اهل الصلاة وان حصلوا البحث في نسبة الاشخاص الى الى الكفر والكفر من حيث اللغة هو يدور على معنى التغطية والستر هذا اصل معناه الكلمة فهذا الاصل الكاف والفا والراء يدور على هذا المعنى وهو التغطية والسائر ومن حيث الاصطلاح الكفر حكم شرعي يثبت بدليل فليس الكفر امرا يوكل الى الاراء او للاجتهادات من حيث وصفه بل مرد هذا الوصف الى الكتاب والسنة الى ما جاء عن عن الله و عن رسوله فلا يوصف شيء بانه كفر الا بدليل والمؤلف رحمه الله لها في هذا المقطع عن اضافة الكفر الى اهل الصلاة او اضافة واو نسبة اهل الصلاة الى هذا الوصف وهو وصف الكفر وقال ولا تكثرن اهل الصلاة اهل اي اصحاب الصلاة والاهل في اللغة تطلق على من يجمعك واياهم على من يجمع الشخص وغيره في نسب او دين او عمل فقول اهل الصلاة اي الذين يجتمعون على هذا العمل وهو الصلاة والصلاة معروفة. هي الركن الثاني من اركان الاسلام الذي لا يصح ايمانه وعلى حال العبادية المفتتحة بالتكبير والمقتسمة بالتسليم الصلاة هنا الصلوات المفروضة التي فرضها الله تعالى على المسلم فمن كان من اهلها اي قائما بها فانه لا ينسب الى الكفر ولا يوصف به من حيث الاصل وخصت الصلاة بهذا الحكم لعظيم مكانتها ورفعة منزلتها بين العبادات والاعمال والمقصود بالعبادات والاعمال هنا العبادات والاعمال الظاهرة لان مناطق الاسمى في الدنيا هو العمل الظاهر ولذلك لم يظف المؤلف النهي عن نسبة النسبة الى الكفر الى عمل باطل فلم يقل ولا تكثرن اهل التعظيم اهل اهل المحبة اهل المحبة على سلامة القلب وما اشبه ذلك من الاوصاف الخفية بل اضاف ذلك الى عمل ظاهر لان الاسماء في الدنيا تجري على الظواهر فالمسلم والمنافق والكافر انما يستحقون هذه الاسماء في الدنيا بناء على ما ظهر منهم ولان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جعل الصلاة سببا للنسبة وصحتها ففي الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وذبح ذبيحتنا تذاك المسلم له ما لنا وعليه ما علينا وفي رواية عند البخاري فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله فهذا يدل على ان من صلى هذه الصلاة صحت نسبته الى الاسلام وبه يتحقق فيه الوصف الذي ذكر المؤلف او الحكم الذي ذكره المؤلف من النهي عن التكفير ولا وهذا لا يعني انه لا يكفر بسبب اخر. لكن المقصود ان من قام في هذه الصفة وهو انه من اهل الصلاة فانه لا يكفر الا ببرهان وبينة واضحة كان يأتي بمكفر ظاهر من تكذيب الله تكذيب رسوله او سب الله وسب رسوله او ما الى ذلك من من الامور التي هي معلومة من الدين بالضرورة الصلاح هي المميز الذي يميز اصحاب هذا الحكم وهو مسألة التكفير هذا ما درج عليه اهل السنة والجماعة من اعتماد الصلاة فارقا بين اهل الاسلام وغيره ولذلك لا نكفر اهل القبلة كما ذكر ذلك جملة من اهل العقائد والمقصود باهل القبلة اهل الصلاة اي الذين يستقبلون هذه القبلة وهذا لكون الصلاة جامعة ولحديث انس المتقدم من صلى صلاتنا وقوله ولا ولا تكثرن اهل الصلاة اي من قام بهذه الفريضة وان عصوا وفعلها عصر يعني وان حصلت منهم المعصية والمعصية هي المخالفة في الاصل وتطلق على ثلثين من العبث الاول ترك ما امر الله تعالى به. فكل من ترك ما امر الله تعالى به فقد عصى الثاني فعل ما نهى الله تعالى عنه فكلما من فعل ما نهى الله عنه فانه عاصم فقوله رحمه الله وان عصوا اي ترك ما امنوا به او فعلوا ما نهوا عنه وقوله رحمه الله وان عصاه يشمل كل معصية صغيرة او كبيرة فان المعاصي مهما عظمت لا يخرج بها الانسان عليه عن وصف الاسلام ولا ينسب به بذلك الى الكفر. ما لم تكن المعصية مكفرة فقولوا وان عصوا المقصود به كبائر الذنوب. المقصود به كبائر الذنوب. كالزنا والسرقة شرب الخمر وما اشبه ذلك من الذنوب والمعاصي فانه لا يكفر بهذه الذنوب تشهد لهذا ما جاء في الصحيحين من حديث ابي ذر حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بين فضيلة قول لا اله الا الله قال وان زنا وان سرق قال الا وان زنا وان سرق. كررها عليه ثلاثة. وفي الاخير قال النبي صلى الله عليه وسلم وان زنا وان وان سرق رغم انف لذا وهذا يدل على ان هذه السوءات وهذه السيئات لا يكفر بها صاحبها ومنه ايضا ما في الصحيح من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان على ان لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان ولا نقتل اولادنا ولا نأتي بهتان نحتج بين ايدينا وارجلنا ولا نعصيه في معروف امور بايعها النبي صلى الله عليه وسلم على عليها اصحابه. ثم قال فمن وفى فاجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا ستره الله تعالى فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عقبه وهذا دليل على ان هذه السيئات ومخالفة هذه الذنوب ومخالفة هذه النواهي بما لا يخرج به الانسان عن الاسلام. لقوله صلى الله عليه وسلم فهو كفارة له. ان عقب به وان لم يعاقب به فهو الى الله وان شاء غفر له وان شاء عقبة فقوله وان عصوا يشمل كل كبائر الذنوب لكن ينبغي ان يعلم انه لا يدخل في قوله وان عصوا بالكفر. فان الكفر معصية لكن العصر بالكفر فقد خرجوا عن وصف الاسلام. ولم تنزعهم الصلاة وكذلك يخرج من قوله وان عفوت نسبة الكفر لمن ترك اصلا من اصول الاسلام ركنا من اركان الاسلام فان قوله رحمه الله ولا تكثرن اهل الصلاة وان عصوا هذا متفق عليه بين اهل السنة والجماعة فيما يتعلق بكبائر الذنوب اما ما يتعلق ما هو اعظم من ذلك؟ كثرة الصلاة مثلا او ترك الصيام او ترك الزكاة او ترك الحج فهذه مسائل وقع فيها خلاف بين اهل العلم فمنهم من كفر بتركها ومنهم من لم يكفر بتركها والمؤلف اشار الى الصلاة خصوصا فقالوا ولا تكثروا من اهل الصلاة لان الصلاة فارق الخلاف فيه قوي بين اهل العلم كان الصلاة اهل الاسلام. ومن ترك الصلاة فانه لا يدخل تحت هذا الوصف الذي ذكره المؤلف لانه ليس من هذه الصلاة ولا من اهل القبلة. والخلاف في كفر ثالث الصلاة خلاف قديم وان كان الاتفاق قد حكي على كفر تارك الصلاة لكن الخلاف مشهور في بين اهل العلم وبين علماء الاسلام فعبدالله بن عبد الله يقول لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون عملا تركه كفر الا الصلاة لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون عملا تركه كفر الا الصلاة وقد جاء في ذلك حديث بريدة وحديث جابر حديث بريدة في قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم صلاة ومن تركها فقد كفر وحديث جابر فيه قال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تراجع قال بين الرجل والشرك او الكفر ترك الصلاة والحديث بتاع الامام مسلم. الحديث الاول حديث بريدة عند اصحاب السنن واحمد والمقصود ان قوله وان عصوا يعني غير ترك الاركان فان ترك الاركان محل خلاف بين العلماء. هل يكفر صاحبه او لا؟ فمثلا من كفر بترك الصلاة؟ لا يقال انك خالفت منهج اهل السنة والجماعة. من كفر بترك الزكاة لا يقال انك خالفت مناهج اهل السنة والجماعة لان هذه من المسائل التي وقع فيها خلاف بين علماء الاسلام واهل السنة لكن من كفر بالزنا من كفر بشرب الخمر من كفر بالعقوق من كفر كتمان آآ الغنيمة وما اشبه ذلك من الكبائر والذنوب والمعاصي فانه مخالف لطريق اهل السنة والجماعة فقوله وان عصوا اي فيما يتعلق بكبائر الذنوب هي محل الخلاف بين اهل السنة وغيرهم وهذه المسألة من الله تعالى بها على اهل السنة بسلوك الصراط المستقيم حيث سلموا من بدعة التكفير خلافا الخوارج والمعتزلة فقد خالف في هذا الاصل الخوارج والمعتزلة. فالخوارج كفروا بالسيئة والمعصية والكبيرة كفروا بالكبيرة. اما المعتزلة فانهم لم يكفروا بالكبيرة لكن لكنهم قالوا ان مرتكب في منزلة بين المنزلتين بين الاسلام والكفر فلا يوصف بانه مؤمن ولا يوصف بانه كافر وهذا قول مبتدع حدث في زمن التابعين فان اهل السنة لما ردوا على الخوارج تكفيرهم لمرتسب كبيرة جاء واصل بن عطاء فقال ان مرتكب الكبيرة ليس بكافر وليس بموت وزعم ان بهذا تجتمع النصوص. وهو قد خالف الجماعة وخرج عن صراط اهل السنة والجماعة واعتزل اماما من ائمة اهل السنة وهو الحسن البصري فسموا معتزلة وقد رد عليهم الائمة وبينوا خطأ سبيله وهؤلاء في الحقيقة للمعتزلة الذين قالوا المنزلة بالمنزلة بين المنزلتين لا يفارقون الخوارج من حيث الحكم في الاخرة فانهم يتفقون مع الخوارج في ان من خرج عن الاسلام سواء كان بالكفر او بالمنزلة بين المنزلتين انهم جميعا في النار مخلدون وهذا فيه ان الخلاف بين المعتزلة والخوارج انما هو خلاف في الاسماء دون الاحكام. لان الاسماء صافي هضر معي ما يتعلق بوصف الانسان بالمسلم او المؤمن والكافر والمنافق واما الاحكام فهو ما يتعلق بالحكم على الناس في الاخرة هذه البدعة التي حدثت في زمن الصحابة والتابعين ورد عليها الائمة بينوا خطأ اصحابها وبينوا ضلالهم من ادلة الكتاب ومن ادلة السنة وظل في مسألة التكفير طائفة ثالثة وهم غلاة المرجئة حيث انهم اثبت الايمان بمجرد المعرفة فمن عرف الله فهو مؤمن ولو لم يصدق رسولا ولو لم يأتي بشرائح ولو لم يؤمن باصول الايمان سيكفي في حصول الايمان المعرفة وهؤلاء ظلوا ومن اقوالهم لا يضر مع الايمان معصية او سيئة وهذا في ظاهره لا اشكال فيه. لكن اذا تأملت معنى الايمان عندهم وجدت انه ليس بصحيح والمقصود بالضرر هنا انه ولا يعاقب مطلقا وليس اهلا للعقوبة. وهذا لا شك انه غلط ولهذا ينبغي ان يتأمل التابعة لمثل هذه الاقوال معانيها ودلالاتها والا يحكم عليها لمجرد حسن مظهرها آآ ما قد يتبادر الى آآ الفهم من ظاهرها بل لابد من معرفة حقيقة ما يريد هؤلاء بمثل هذه الكلمات والذي ينبغي للمؤمن ان يتوقف الكفر والتكفير يتوقى الكفر عملا والتكفير قولا واعتقاده الا اذا قام الدليل على كفر على كفر آآ الكافر فعند ذلك يجب اعتقاد كفر الكافرين من يقول مثلا لا نكفر اليهود والنصارى هذا لا شك انه ضال مكذب للكتاب والسنة. لقد كفر الذين قالوا ان الله الف ثلاثة وهذا حكم من الله جل وعلا سيجب اعتقاد ما جاء في الكتاب من تكفير من هو اهل للكفر. البحث هو في تفسير اهل الصلاة اهل القبلة. تكفير المسلمين اما غيرهم فانهم يوصفون بما يستحقونه من الاوصاف والاسمى ولا يجوز ان يجاهد الانسان في هذا او ان يختم صرحت الادلة في الكتاب والسنة عليه اما ما يتعلق بهذه المسألة فهي فيما يتصل بتكفير المسلمين. وهم اهل الصلاة واهل القبلة. هؤلاء يجب ان يتوقع تكفيرا ومع التوفي ان لا يحكم على معين بالكفر الا بعد تحقق قيامه المكفر مع انتفاء الشر مع توفر الشرط وانتفاع المعرفة اذا لابد في تفسير المعين من من تحقق ان الفعل كفر هذي المرتبة الاولى ولهذا الذي يكفر بمجرد المعصية هذا ضال خارج عن طريق اهل السنة والجماعة لماذا؟ لانه لم يتحقق في ان الفعل كفر ثم بعد ذلك اذا ثبت ان الفعل كفر بدليل من الكتاب والسنة عند ذلك يبحث في بقية مراتب المسألة لتحقيق الكفر على الفاعل. يعني اذا حكمنا بان الفعل كفر لا يلزم منه ان يكون الفاعل كافرا بل لابد من النظر في في المعين وفي الشخص المعين. هل توافرت فيه الشروط؟ شروط تنزيل الحكم. هل انتفت عنه المواد كل هذه امور لابد من النظر فيها فمن شروط التكفير البلوغ. فاذا صدر قول ليس قاطع لم يبلغ قول الكفر من قاتل لم يبلغ لا يحكم بالكفر لانتفاع شرط من الشروط يؤدب وينهى لكن يبقى التأديب والنهي والزجر عن هذه الاقوال آآ في شق والحكم بالكفر في الاخر ساعتين ترجع مسألة وهذه مسألة اذا لابد من توافر الشروط وانتفاء الموانع اي ان تزول الموانع المانعة من نزول الحكم فقد يكون الفعل كفرا وقد تكون الشروط متوافرة لكن يوجد مانع يمنح من تنزيل حكم الكفر مثاله الاكراه فاذا اقتل الانسان على قول من اقوال الكفر او فعل من افعال الكفر وهو غير راضي فانه لا يكفر. وهذا ليس باجتهاد مجتهد او تأمل متأمل. او قول عالم لماذا؟ بقول الله تعالى يقول الله تعالى الا من كفر الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. يقول الله تعالى من كفر ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن منشرح بالكفر صدره. فمن كفر معاقب الا في هذه الحال اذا وجد مانع وهو اثراء الاكراه. مانع من ثبوت الحكم في حق معين. لهذا لا بد من التلوث في هذه المسألة ومن الناس من تجده يقف في صغار مسائل العلم التي تطال افراد وتخص حالات خاصة فلا يقول لا اعرف اسألوا اهل العلم لكن فيما يتعلق بمسألة الكفر يطلق لسانه فتجده يكفر ويقف بالكفر من فعل كذا يطلق الحكم لا على افراد بل على امم وجماعات. وهذا من الخطأ الكبير والخطر العظيم الذي يجب ان يحذر وان يتقى فالتكفير خطير في الناحيتين خطير في ان لا ان لا يوصف به من يستحقه وخطير في ان يوصف به من لا يستحق لكن اذا كان الانسان في دائرة الاسلام يجب ان تنظر وتعيد النظر مرات تلو مرات في تنزيل هذا الحكم وهذا الوصف وهذا الاثم عليه فان الشأن خطير ولد اذا جاء التحذير منه ففي الصحيحين من حديث ابن عمر حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لاخيه يا كافر فقد جاء بها احدهما. جاء اي رجع بها احدهما اما من وصف بها واطلقت عليه او من تكلم بها ووصف غيره بها فلذلك يجب على المؤمن ان يتروى وان يتمهل واعظم من ينكر تكفيره على التقوى والايمان وان كان هذا الحكم يشمل اهل الاسلام جميعا. يعني ينكر التكفير على المتقي وعلى غيره. ممن هو موصوف من اهل من هو موصول فيها لاهل القبلة؟ او او ممن هو من اهل الصلاة. فانه لا يجوز ان يكفر وينكر هذا التكفي لكن كلما حلت قدم الانسان في الطاعة والاحسان والايمان ازداد النكير في في مسألة تكفيره. فاعظم من يستحق التوبيخ والزم والتحذير منه هم من يكفر صحابة رسول الله الذين يكفرون ابا بكر وعمر هؤلاء اعظم المكفرين. الذي يكفرون عثمان وسائر الصحابة ويقولون ما بقي من الصحابة الا فيها هؤلاء اعظم المكفرين هؤلاء تفسيرهم اشد تفسيرا ممن يكفر من بعدهم او القلم آآ للعلماء في هذا قوله. قال وذو العرش يصفح اي يترك المعاقبة فالصفح وترك للتأديب والمعاقبة. اصدر ترك التأنيب والمعاقبة. وقيل ان الصفح ابلغ من العفو. لان العفو هو التجاوز ولهذه المسألة خطيرة وبعض من يبلى بتكفير الصحابة يقول عن بعض الفرق ويصفها بانها مكفرة. ويقول هؤلاء يكفرون المسلمين في حين انه يجهل انه كفر سادق الدنيا بعد الانبياء وهم ابو بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم ولذلك ينبغي ان نوضح هذا الامر وان يجلى ان التكفير سيئة خطيرة سواء كانت في حق من تقدم من الامة او في منح او في حق من تأخر. لا فرق وفي حق من تقدم اعظم لان فضيلة اولئك واسلامهم وايمانهم قد بالنص لا شك فيه وتكفير من ثبتت تزكية الله له اعظم من تكفير من هم بعدهم ممن لم يأتي فيهم ما اتى في الاولين. فالذي يكفر من قال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة فالزبير في الجنة وطلحة في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وابو عبيدة في الجنة وعبد الرحمن في الجنة هؤلاء جاء النطق عليها فمن كفر هؤلاء اعظم تكفير واحد من الناس لا يعرف حاله ولا يعلم مقامه. وان كانت تكفير جريمة. وسيئة في الحالين تكفير اهل الاسلام في الحالين سيئة لكن السيئات تتفاوت والسيئات مراتب وانما ننبه لهذا لان بعض المبتدعة يروج على الناس في هذا الامر فينبغي ان يعلم ان اعظم الناس تفسيرا هم من كفر الصحابة رضي الله عنهم. هؤلاء هم اصل البدعة وشرها ومعهم ايضا الخوارج الذين هم اول من بدأ هذه الفتنة واظهرها فانهم كفروا عليا رضي الله عنه وارضاه وكفروا سائر الصحابة الذين كانوا في الفتنة وهؤلاء على خطر كبير وقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم قاتلهم علي بنص النبي صلى الله عليه وسلم واقروا على ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فينبغي ان تعلم هذه الامور وان تستحضر في مثل هذه المسألة وهي مسألة التكفير. بدعة التكفير المعاصرة آآ في اشكال كبير وذلك ان كثيرا ممن ينتسبون الى السنة ينطلي عليهم بدعة هؤلاء ويظنون انهم على حق او انهم على شيء من العلم وهم في الحقيقة يدخلون في قول النبي صلى الله عليه لم يقتلون اهل الاسلام ويذرون اهل اهل الاوثان فان التكفير لابد فيه من بينة وبرهان واذا شك الانسان في مسلم هل هو كافر او غير كافر؟ فما هو الاصل الذي يعمل؟ الاصل بقاء ما كان على ما كان. الاصل بقاء الاسلام. من ثبت فاسلامه بيقين فلا يرفع عنه الا بيقين. وهذه قواعد تبنى عليها هذه المسألة وتؤصل عليها الثلاث اذا شك الانسان هل هذا كافر او ليس بكافر من اهله وهو من اهل الصلاة ومن الاسلام فالاصل انه ليس بكافر حتى يتيقن انه من اهل الكفر بقيام مكفر كسب الله او سب رسوله او آآ رمي عائشة بما برأها الله به من الزنا او ما اشبه ذلك من البلايا التي اه يقع فيها ويفرط فيها بعض الناس المؤلف يقول ولا تكفرن ولا تكفرن اهل الصلاة وان حصل. فكلهم كله اي كل الناس والضمير يمكن ان يعود الى اهل الصلاة يعني جميع المسلمين يقع منه معصية فكلهم يعطي وذو العرش ينصح المعصية ليست سببا لا تكفيه بل المعصية سبب للعقوبة ان شاء الله تعالى ما لم يتب منها الانسان ويأتي بما اه او يأتي بما يكفرها اه يغفرها قد يعاقب بها لكنها ليست سببا للتكفير. فكلهم كل بني ادم يعصي وقد جاء في ذلك ما رواه جاء الترمذي في جامع للحديث قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. كل ابن بلا استثناء خطاء وخير الخطائين التوابون قوله رحمه الله فكلهم يعطي بانواع المعاصي الصغير والكبير فعل الامر ترك الامر واو فعل كل هذا يقع من الناس وذو العرش يصفح اي صاحب العرش وهو الرب جل وعلا وذو بمعنى صاحب والعرش هو اعظم المخلوقات التي خلقها الله تعالى فهو اعظم من السماوات والارض وهو الذي خصه الله تعالى بالاستواء عليه. لشرفه وعلو منزلته الرحمن على العرش استوى. وهو سرير الملك واستواء الله تعالى على عرشه يليق بذاته. لا يقول فيه الا ما قال جل وعلا وما فهمه سلف الامة فان مالكا رحمه الله ورضي عنه امام دار الهجرة لما سئل كيف استوى؟ قال مستواه معلوم والشيخ مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. فالله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. المقصود ان العرش هو اعظم المخلوقات واولها. ثم قال المؤلف على خلاف في مسألة ايهما اسبق في الخلق مع ان كان التأمين لكن الصفح هو ترك التأنيب والمعاقبة واصل الصف والاعراب عصر السطح في اللغة هو الاعراب لكنه فيما يضاف الى الله تعالى المقصود به ترك التأنيب والمعاقبة فقوله وذو العرش يفرح ان يتجاوز سبحانه وبحمده عن عباده ويستر ما يكون من سيئاتهم و لا يؤنبهم عليها وهذا فيه تعليل لعدم التكفير. فان المؤلف رحمه الله نهى عن تفسير اهل الصلاة ثم ذكر علة ذلك بقوله فكلهم يعطي وذو العرش يصفح اي كلهم اهل تقصير ومعصية والله تعالى يتجاوز ويصبح لا يجوز تفسير احد بهذا السبب هذا لا يتعلق بمسألة آآ التكفير التي اشار اليها المؤلف رحمه الله في هذا البيت ثم قال وقل انما الايمان قول ونية بعد ان فرغ من بيان ما يتعلق بمسألة التكفير امتلأ انتقل رحمه الله الى قيام ما يتصل به من مسألة الايمان تذكر اولا تذكر في ذلك مسألتين المسألة الاولى آآ حقيقة حقيقة الايمان والمسألة الثانية ان الايمان يزيد وينقص ونجعل هذا ان شاء الله تعالى في الدرس القادم يوم السبت باذن الله. والله تعالى اعلم وصلى اللهم صلي وسلم على نبينا محمد