ما اصاب عبدا هم هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك توسل الى الله عز وجل بتمام العبودية له في ذاته وفي اصله اللهم اني عبدك بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله فائدة ابن القيم رحمه الله قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد قال فائدة في المسند وصحيح ابي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن عمتك ناصيتي بيدك ماضي في حكمك عدل فيك قضائك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك وانزلت وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استترت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه وفرحا قال قالوا يا رسول الله افلا نتعلمهن؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن. فتضمن هذا الحديث العظيم امورا من المعرفة والتوحيد والعبودية منها طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته وقتف اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا الحديث بهذه الفائدة حديث عظيم شريف المقام. ما احوج الانسان الى تعلمه حفظه وتدبر معانيه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن مسعود او لاصحابه عندما سألوه افلا نتعلمه افلا نتعلمهن يعني هذه الكلمات وما وما تضمنته من المعاني يعني هذه الكلمات وما تضمنته من المعاني قال صلى الله عليه وسلم بلى يعني تعلموهن ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن قال بلى وهو كافي في الجواب لكن النبي صلى الله عليه وسلم اعاد تأكيد المعنى الذي اجاب به في قوله بلى بقوله ينبغي ان يتأكد في حق من سمعهن ان يتعلمهن وتعلمهن من جهتين من جهة معرفة ما تضمنته من المعاني ومن جهة ضبط الالفاظ ومن جهة ظبط الالفاظ فالتعلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن اي معنى والافضل هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود قال فيه قال فيه صلى الله عليه وسلم ما اصاب عبدا هم ولا حزن هم ولا حزن الهم هو كل ما نزل بقلب الانسان مما يشغله في امر مستقبله فالهم يتعلق بما يكرهه الانسان في مستقبل زمانه او ما يخافه بمستقبل زمانه اما الحزن فهو ما يصيب قلبه من الالم بسبب ما مضى من حوادث الزمان او ما نزل به من المكروه فالحزن يشمل الماضي والنازل واما الهم فهو فيما يتعلق بما يخافه او يحذره او يكرهه مما يكون في المستقبل فهذا شامل لدفع كل المؤذيات الماضية والمستقبلة المؤذيات المعنوية مؤذيات القلب من الاحزان على ما وقع ونزل من المصائب او ما يتوقع ويخشى من قادم من قادم النوائب قبر عن نفسه ابن عبدك ابن امتك قبرا عن اصله وانه في سلسلة عباد الله فهو ملكه جل في علاه ماض فيه حكمه سبحانه وبحمده ناصيتي بيدك قبر عن تمام قدرة الله عليه ناصيتي بيدك ماض في حكمك اي نافذ في قضاؤك ماض في حكمك فما حكم به وقضى لا راد له ثم قال عدل في قضاؤك يعني ما نزل بي مما اكره وما اخشاه مما يقع في مستقبل الزمان كله بعدلك ليس فيه ظلم ولا فيه نزول للشيء في غير موضعه لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه بل هو عدل من رب العالمين بعد هذا التوسل جاء السؤال التوسل السابق هو توسل حال الانسان وب بعظ اوصاف الرحمن من تمام القدرة وكمال العدل قال اسألك بكل اسم هو لك اي بجميع اسمائك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمت به او علمته او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك فشمل كل اسماء الله ما علمها الانسان وما لم يعلمها ولله الاسماء الحسنى فدعا الله بجميع اسمائه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وهذا اوسع واشمل دعاء باسمائه جل في علاه اسألك بكل اسم هو لك هذا عموم لكل الاسماء ثم جاء التفصيل وذلك في مقام السؤال والتوسل والتمجيد لله عز وجل سميت به نفسك وهذا شامل لكل اسماء الله لان كل اسماء الله هو الذي سمى نفسه بها سبحانه وبحمده او انزلته في كتابك وهذا شامل لكل الاسماء التي جاء الخبر عنها في كتاب الله. جاء الخبر عنها في كتاب الله. او علمته احدا من خلقك يعني على وجه التخصيص وذاك بما يفتحه الله تعالى على الانبياء من التعليم او استأثرت به في علم الغيب عندك يعني فلم تطلع عليه احدا من خلقك فلم فلم يعلمه احد من عبادك لا ملك ولا نبي ولا رسول قال في السؤال بعد هذه التوسلات ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ان تجعل القرآن بما فيه من الهدى والنور والبركة والخير ربيع قلبي اي يسعد به قلبي. فالربيع هو اطيب فصول السنة ليس حارا ولا قارا ولا جافا ولا يابسا بل هو على وجه من الاعتدال يحصل به كمال الانتفاع فلذلك وصف المطلوب في السكون وزوال الهموم والاحزان بقوله ربيع قلبي ونور صدري الذي ابصر به مواقع الهدى وادرك به الخير واسلم به من الضوائق وجلاء حزني اي زواله والجلاء لا يكون لشيء الا بعد نزوله واصابته ولذلك هي تقول جليت الحديد جليت آآ الشيء ازلت ما علق به مما يطلب ازالته هو عدم ثباته ولذلك قال في الحزن جلاء حزني وفي الهم ايش قال وذهاب همي وغمي الذهاب هو الازالة لكن لا يلزم ان يكون ذلك قد نزل به لان الهم فيما يتعلق بالمستقبل واضاف غمي الفرق بين الهم والغم الغم هو ما نزل بالانسان مما يكره في الحاضر كالغم ما غطى القلب من الالام الحاظرة والحزن ما غطى القلب او ما اصاب القلب من الم لماض واما الهم فهو ما الم القلب مكروه المستقبل هذا الفرق بينها لكن اذا لم يذكر الغم مع الهم فان الهم يشمله وذهاب همي وغميه الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه فرحا نعم يقول رحمه الله في بيان هذا الحديث وما فيه من المعاني وقفنا فقط حتى نكون على تصور بمعاني ما تقدم نعم قال فتضمن هذا الحديث العظيم امورا من من المعرفة والتوحيد والعبودية. منها ان الداعي به صدر سؤاله بقوله اني صدر سؤال بقوله اني عبدك ابن عبدك ابن امتك وهذا يتناول من فوقه من ابائه وامهاته الى ابويه ادم وحواء. وفي ذلك تملك له استخدام. وفي هذا وفي ذلك تملق تملق له واستخدام بين يديه واعتراف بانه مملوكه واباؤه مماليكه. وان العبد ليس له غير باب سيده وفضله واحسانه وان سيده ان ان اهمله وتخلى عنه هلك. ولم ولم يؤره ولم يؤوه احد ولم يؤويه يؤيه احد ولم يعطف عليه بل يضيع اعظم ضيعة فتحت هذا فتحت هذا الاعتراف اني فتحت فتحتها الا انه عندي انا نسخة شوي فتحت هذا هذا الاعتراف اني لا لا غنى بي عنك طرفة طرفة عين وليس لي من اعوذ به والوذ به غير سيدي الذي انا عبده. وفي ضمن ذلك الاعتراف بانه مربوب مأمور من هي مدبر مأمور منهي انما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه فليس هذا شأن العبد بل شأن المملوك والاحرار الملوك والاحرار واما واما العبيد فتصرفهم على محض العبودية فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون اليه سبحانه في قوله ان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. وقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. ومن عاد ومن عاد ومن عاداهم عبيد عبيد عبيد القهر والربوبية. فاظافتهم اليه كاظافة سائر البيوت الى الى مالكه. واضافة اولئك كاظافة البيت الحرام اليه واضافة واضافة ناقته اليهود اضافة الى ناقته اليه وداره التي هي الجنة اليه. واضافة عبودية رسوله اليه بقوله وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا وقوله سبحان الذي اسرى بعبده وقوله انه لما قدم عبد الله يدعوه انه لما وانه لما وانه لما قام عبد الله يدعوه. وفي التحقيق بمعنى قوله اني عبدك التزام عبوديته. ومن الذل والخضوع والانابة وامتثال عبوديته من الذل اه وفي التحقيق بمعنى قوله اني عبدك التزام عبوديته من الذل والخضوع والانابة. وامتثال امر سيد واجتناب ناهيه ناهيه؟ نهي نهيه ودوام الافتقار اليه واللجؤ اليه والاستعانة به والتوكل عليه والعياذ وعياد العبد به ولياده به لا يتعلق قلبه بغيره محبة وخوفا ورجاء وفيه ايضا اني عبد من جميع الوجوه صغيرا وكبيرا حيا حيا وميتا. مطيعا معافى ومبتلى. بالروح بالروح والقلب واللسان والجوارح وفيه ايضا ان ان مالي ونفسي ملك لك. فان العبد وما يملك لسيده وفيه ايضا انك انت الذي مننت علي بكل ما انا فيه من نعمة فذلك كله من انعامك على عبدك وفيه ايضا اني لا اني لا اتصرف فيما خولتني من ما لي ونفسي الا بامرك كما يتصرف العبد الا باذن سيده. واني لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياء ولا نشورا فان صح له شهود ذلك فقد قال اني عبدك حقيقة. ثم قال طيب هذا كل هذه المعاني كلها مما يتبين به كمال الذل والافتقار بهذه الكلمة اذا استشعرها العبد كما كما انها تدل على كمال الانقياد والاستسلام فقول العبد واقراره اللهم اني عبدك اي دليل منقاد خاشع مستسلم فقد تضمنت كمال الذل وكمال الانقياد ثمن الذل بالاقرار في اقراره بالعبودية واقراره بان بانه خلقه وملكه وانه يدبره وانه يرزقه واما كمال الانقياد لان العبد لا يتصرف الا باذن سيده واذا كان كذلك فانه منقاد لامر ربه لا يخرج عنه ولا يخالف ما امر به بل هو منقاد له ففي هذه الكلمة اثبات كمال خضوع والافتقار والذل وكمال الانقياد والاستسلام لرب العالمين بعد ذلك قال ثم قال ناصيتي بيدك اي انت المتصرف في تصرفني كيف تشاء لست انا المتصرف في نفسي وكيف يكون وكيف يكون له في نفسه تصرف من من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه وقلبه بين اصبعين من اصابعه وقلبه بين اصبعين من اصابعه وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاءه كله اليه سبحانه. ليس الى العبد منه شيء بل هو وفي قبضة سيده اضعف من من مملوك ضعيف حقير ناصيته بيد سلطان قاهر مالك له تحت تصرفه وقهره بل بل الامر فوق ذلك ومتى شهد العبد ان ناصيته ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف شاء لم يخفهم بعد ذلك ولم ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين المتصرف فيهم سواء المتصرف فيهم سواهم والمدبر والمدبر لهم غيرهم فمن شهد نفسه بهذا سواهم والمدبر لهم غيرهم فمن شهد نفسه بهذا المشهد صار فقره وضرورته الى ربه وصفا لازما له. ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر ولم يعلقوا ولم يعلقوا امله ورجاءه بهم. فاستقام توحيد فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته. ولهذا قال هود لقومه اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم وقوله. طيب قوله ناصيتي بيدك هذا فرع عن العبودية فان العبد المملوك المخلوق المدبر لا يخرج في شيء من شؤونه عن تدبير خالقه الا انه ذكر ذلك على وجه الخصوص للبراءة من الحول والقوة ذكر هذا على وجه الخصوص ما قال ورزقي عندك انما قال ناصيتي بيدك فابرأ من حولي وقوتي فانت الذي تدبرني وانت الذي تصرفني وامري كله في يديك لا حول لي ولا قوة في دفع او رفع لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت فقوله ناصيتي بيدك الاقرار بكمال البراءة من الحول والقوة وان التصرف كله لله عز وجل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والاقرار بهذا يفيد فائدتين اشار اليهما رحمه الله. الفائدة الاولى البراءة من الحول والقوة وهذا ما قررناه وبالتالي اذا برئ من حوله وقوته علق قلبه بربه الامر الثاني ان جميع الخلق ليس في يديهم نفع ولا ضر فجميع الخلق نواصيهم بيده جل في علاه فلا ينفعون العبد شيئا ولا يجلبون له نفعا ولا يدفعون عنه ضرا ولا يكشفون عنه مكروها بل هم فقراء كفقرك تماما فاذا اقررت بفقرك و ان انك لا تملك لنفسك حولا ولا قوة وان الله هو المتصرف بشأنك فكذلك الخلق هم كذلك وما يجريه الله تعالى على ايديهم من النفع هو بامره جل في علاه. لو شاء ما كان ولما شاء كان كما شاء كان وما لم يشأ لم يكن احاط بكل شيء علما سبحانه وبحمده واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك ايش ما نفعوك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما ضروك كله بقضاء وقدر جف رفعت الاقلام وجفت الصحف هذا معنى ناصيتي بيدك فناصي فالاقرار بان الناصية بيد الله عز وجل يعني ان التصرف كله اليه وافوظ وامري الى الله ان الله بصير بالعباد. هذا الحديث من اشرف الاحاديث واهمها معنى