وفيه من الفوائد شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه وعلى الامة وحرصه صلى الله عليه وسلم على الا يكلفه من من العمل ما قد يشق عليهم. حتى وان قو عليه في فترة الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه له الحمد في الاولى والاخرة ولهم الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قيام الليل حفظه اصحابه الكرام رظي الله تعالى عنهم وبينوا كيف كان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يصلي الليل بيانا يجعل المؤمن يرى ما كان صلى الله عليه وسلم يصنعه رأي عين. فقد وصفوه وصفا دقيقا حتى في ادق اعماله في صلاته في الليل صلى الله عليه وسلم نقل الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم؟ فقد مر معنا في ما قرأناه من صحيح الامام البخاري طول سجودهم صلى الله عليه وسلم وان الصحابة قدروا طول سجوده صلى الله عليه وعلى اله وسلم بانه كان يسجد قدر خمسين اية وهذا في صفة سجود النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته في صلاة القيام وكذلك في نصب قدميه قالت عائشة طلبت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فوقعت يدي على قدميها المنصوبتين وهو في المسجد اي في مكان سجوده يقول اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. فهذا الوصف الدقيق لقيامه صلى الله عليه وسلم لامتثال ما امر به صلى الله عليه وسلم من الصلاة كصلاته قال صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. وهذا يشمل الاقتداء به في الفرض وفي النفل. فحري بالمؤمن ان اتني بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان الاجر يعظم والثواب يكبر والجزاء يتضاعف بقدر ما مع الانسان من الاخلاص والمتابعة لسيد الانام صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلنحرص على معرفة وسنته صلى الله عليه وسلم في في صلاته لتعظم اجورنا وتزيد حسناتنا وندرك من بركات الصلاة واثارها وكبارها ما تزكو به نفوسنا. يقول المصنف رحمه الله في بيان تحريض النبي الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير ايجاب ذكر في ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في شفقة النبي ورحمته بالامة. اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا وللحاضرين. حبيبي. قال حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا ما لك. عن ابن عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع العمل وهو يحب ان يعمل به. خشية ان يعمل به الناس فيفرض عليهم. وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط واني لاسبحها. هذا الحديث حديث عائشة في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته وشفقته بامته وحرص على الا يشق عليهم بشيء من العمل الذي قد يترتب عليه اشقاق وقد قال الله تعالى في وصف الرسول الكريم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما علمتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. اللهم صل على محمد. فهذه صفته صلى الله عليه وسلم. في حرصه الا يحمل الامة ما يمكن ان يكون شاقا عليها. او ما يلحقها به نوع من العلن. تقول عائشة ساق المصلي باسناده من حديث الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ان ان كان النبي صلى الله وسلم ليدع العمل. ان مخففة من الثقيلة والتقدير انه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل اي لا يترك العمل والمقصود بالعمل ما ليس واجبا ولا مفروضا من صالح الاعمال والتطوعات والمستحبات. يدع العمل ان يتركه يدع العمل ان يتركه ولا يأتي به ليس رغبة عنه ولا زهدا فيه وانما يتركه مع رغبته فيه الخشية ان يفرض على الامة ولذلك قال وهو يحب ان يعمل به. اي ميل نفسه ورغبته في ان يعمل لكنه يترك ذلك خشية ان يفرض على الامة. ولذلك قال خشية ان يعمل به ناس يفرظ عليهم. اذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك شيئا من التطوعات والنوافل وهو يحب ان يعمل بها. وسبب الترك هو خشيته صلى الله عليه وسلم ان يعمل الناس في ذلك العمل يفرض عليهم فيكون شاقا عليهم. ثم ذكرت نموذجا تطبيقيا لهذا. يعني هي قد ذكرت وصفا لحاله صلى الله عليه وسلم وهو انه كان يرغب عن فعل بعض الاعمال مع حبه لها خوفا ان يعمل الناس فيكون هذا سببا لفرض ذلك العمل عليهم ذكرت لذلك مثالا وهو ما كان صلى الله عليه وسلم يفعله في صلاة الضحى. قالت رضي الله تعالى عنها وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة ضحى ما سبح اي ما صلى. فالتسبيح يطلق على الصلاة. ووجه تسمية الصلاة تسبيحا ان الصلاة فيها من تسبيح الله وتعظيمه في الركوع والسجود ما جعل اسم الصلاة مأخوذا من الفعل الذي يكون فيها والقول الذي يحصل فيها فانت اذا ركعت وسجدت قلت سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي سبوح قدوس رب الملائكة والروح فسميت الصلاة تسبيحا لما فيها من تسبيح الله عز وجل وهذا من باب من باب تسمية الشيء ببعض ما يكون فيه. تسمية الشيء ببعض ما يكون فيه. وقيل ان الصلاة سميت تسبيحا لان الصلاة تنزيه لله عز وجل وتعظيم بقيامها وركوعها وسجودها وابكارها وكل ما فيها كله تعظيم لله عز وجل ولذلك سميت الصلاة تسبيحا لان التسبيح تعظيم وتنزيم وتقديس لله عن رب العالمين. وبه يتبين ان قولها رضي الله تعالى عنه ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى اي ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى فسبحة الضحى اي صلاة الضحى. وهذا قول من عائشة رضي الله تعالى عنها خبر عما علمتهم من عمل النبي صلى الله عليه وسلم. وشهدت فقالت ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قط يعني مطلقا ما حفظت عنه انه سبح سبحة الضحى. واني لاسبحها. وانا اصليها فتخبر انها لم ترى النبي صلى الله عليه وسلم يسبح سبحة الضحى واخبرت عن نفسها انها تصليها الجواب عن نفي عائشة رضي الله تعالى عنها سبحة الضحى مع ان الاحاديث قد جاءت في فضيلة صلاة الضحى ان عائشة رضي الله تعالى عنها اخبرت عن ان النبي صلى الله عليه وسلم ما سبح سبحة الضحى فيما شاهدته ورأته والضحى يكون في النهار فقد تكون رضي الله تعالى عنها لم تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى وعدم مشاهدتها له في هذا الشهر لا ينفي ان يكون قد صلاها صلى الله عليه وسلم عند غيرها قد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى نقل ذلك جماعة من اصحابه بل عائشة رضي الله تعالى عنها اخبرت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الضحى اربعا هذا الخبر جمعه مع خبر انها ما رأت هو ان عائشة النفق ادامة النبي صلى الله عليه عليه وسلم لصلاة الضحى. اما الفعل فقد فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وثبت عنه بقول عائشة نفسه رضي الله تعالى عنها والخلاصة ان صلاة الضحى سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله اما فعله فما اخبرت به عائشة من ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى اربعا واما قوله فقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من اصحابه بصلاة الضحى. جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة انه قال وصاني خليلي بثلاث على سورة ثلاثة ايام من كل شهر وان اصلي الضحى وان اوتر قبل ان انام وجاء مثله ايضا عن ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه. وهو في صحيح الامام مسلم. وجاء مثله عن ابي ذر وهو في السنن فكل هذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم حث اصحابه على صلاة الضحى وفي حديث زيد ابن ارقم في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الاوابين حين الفصال والاوابون هم الرجاعون. وحين ترمب الفصال اي حين يشتد حر الشمس فلا تقوى صغار ابلي على البروك لشدة الحر تربظ الفصال اي تحتر وتحتمي الارظ فتقوم صغار الابل على الارض لشدة الحرارة. وهذا معنى قوله حين ترمظ الفصال. والفصال جمع فصيل وهو صغير الابل الذي فصل عن امه والملك سمي فصيلا. فصيل بمعناه مفصول اي مفعول مفصول عن امه. والمقصود ان سبحة الضحى ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ذهب جماهير العلماء الى ان انها مستحبة مطلقا. وذهب بعض اهل العلم الى ان صلاة الضحى ليست مستحبة لكل احد بل هي مستحب لمن لم يكن له نصيب من الليل يعني ما يقيم الليل يقتصر على شيء يسير من صلاة الليل. اما من له نصيب من الليل فانه لا يصلي الضحى. هذا ما ذهب اليه بعض اهل العلم جمعا بين الاحاديث. والذي يظهر والله تعالى على ان صلاة الضحى سنة مطلقا لنذر النبي صلى الله عليه وسلم اليها ولعموم قوله صلاة الاوابين حين ترمض الفصال وهذا لا يفرق فيه له نصيب من الليل ومن لا نصيب له من الليل. والنبي صلى الله عليه وسلم انما ترك صلاة الضحى احيانا لاجل ان يفرض على الامة ولذلك ذكرته عائشة رضي الله تعالى عنها في سياق معنى هذا المعنى قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليترك لا يدع العمل وهو يحب ان وهو يحب ان يعمل خشية ان يعمل به الناس فيفرض عليهم. ثم ذكرت لذلك مثالا وهو ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم من ترك صلاة الضحى قالت وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط واني لاسبحها ففعل عائشة لها رضي الله تعالى عنها لعلمها بما جاء من ندب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على صلاة الضحى ثم ذكر المصنف رحمه الله حديثا اخر في شأن قيام الليل نعم عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة او الرابعة فلم يخرج اليهم رسول الله فلما اصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج اليكم خشيت ان تفرض عليكم وذلك في رمضان. هذا خبر حال النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته لامته وتركه الخروج للصلاة باصحابه في المسجد في رمضان خشية ان يفرض عليهم روى البخاري باسناده من حديث الزهري عن عروة ابن الزبير عن عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد اي صلى ليلة من الليالي صلاة الليل في المسجد وذلك في رمضان وقد جاء هذا مبينا في حديث زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجر خصيفة اي ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل له مكانا قريبا من محترا اي مختصا به صلى الله عليه وسلم. فكان يخرج في رمظان يصلي فيه اما لضيق المكان في حجرته صلى الله عليه وسلم وهذا واضح فانه كان صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان يسجد غمز عائشة حتى ترفع قدميها ليسجد صلى الله عليه وسلم هذا هذا بيت سيد الورى امام المتقين صفوة الخلق اذا اراد ان يسجد يهمز زوجته حتى ترفع رجليها ليسجد موقع موضع قدميها رضي الله تعالى عنها. فكان النبي في رمضان الاشتغال واجتهاده احتجر خصيفة وهي شيء من انتاج او مأخوذ من عسف من من عسف النخل وصلى به صلى الله عليه وعلى اله فرأوا اصحابه تقول عائشة رضي الله تعالى عنها فصلى بصلاته ناس يعني في الليلة الاولى ممن حضر المسجد لما رأوه يصلي صفوا وراءه صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته. فكثر الناس تكرر هذا في الليلة التالية وهم اكثر من الاولى ثم في الليلة الثالثة تسامع الناس فكثروا كثروا ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة او الرابعة يعني استمر هذا لثلاث ليال او اربع ليال فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خرج اليهم بل بقي صلى الله عليه وسلم في حجرته فلما اصبح قال صلى الله وسلم باصحابه قد رأيت الذي صنعتم يعني من اجتماعكم واحتشادكم ومجيئكم وفي بعض الروايات اجتمع الناس حتى عجز المسجد عن اهله. يعني اجتمع عدد كبير حتى ضاق المسجد عمن فيه لكنه لم يخرج اليهم صلى الله عليه وسلم. واخبر انه لم يخفى عليه صنيعه. وقد جاء في رواية زيد بن ثابت انهم رفعوا اصواتهم لينبهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل بعضهم حصد الباب اي رمى على الباب شيئا من الحسبة بها للنبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج اليهم ولم يخرج صلى الله عليه وسلم ولذلك قال لهم لما خرج صلى الله عليه وسلم قد رأيت الذي صنعتم يعني من الاجتماع والتنبيه ولم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم الذي منع من الخروج والصلاة باصحابه خشيته صلى الله عليه وسلم ان يفرض عليهم قيام رمظان ويكون في ذلك عليهم من المشقة والعنا ما قد لا يطيقه الناس. فمن رحمته صلى الله عليه وسلم ثم اذا امتنع مع كبير ما حصل من حشد ليصلوا معه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وذلك في رمضان. هذا الحديث فيه من الفوائد اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان. بالصلاة والقيام وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام رمظان وندب اليه وبين عظيم الاجر حاصلة به؟ فقال صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اظهر قيامه صلى الله عليه وسلم في رمضان فصلى خارج البيت مع ان الصلاة في البيت افضل لكنه اظهر الصلاة ليعرف ذلك الناس فيأخذ عنه الصلاة في رمضان قولا وفعلا خبرا ورؤيا. ولذلك خرج صلى الله عليه وسلم فصلى في المسجد اما للعلة التي ذكرت من ضيق من ضيق المكان في بيته وطول قيامه واما لكون خروجه صلى الله عليه وسلم اراد به ان يعلم الناس بانه يقيم رمظان ويصلي في الليل. او يمكن ان هذا السبب وذاك كلاهما قائم. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم سن قيام الليل في رمضان بقول وفعله. وفيه من الفوائد حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على اقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فانهم لما رأوه يصلي صلوا بصلاته صلى الله عليه وسلم. واتموا به وهنيئا لمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فصلاته اكمل صلاته خشوعا وركوعا وسجودا وفي اشاعة الخير بين الناس ونشر ما فيه نفع بين الناس فان الذين صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم اول ليلة تحدثوا بذلك فتسامع الناس فكثروا في الليلة الثانية. ثم تسامح الناس بذلك فكثروا في الليلة الثالثة. وهذا من الخير والبر ومن دعا الى هدى ان كان له مثل اجر من عمل به لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. فينبغي للانسان ان احرص على الدعوة الى البر ولا تحقر نفسك. لا تحقر نفسك لا تدري لعل الله ان يدخلك الجنة بعمل غيرك بان تدعوه في رفع الله درجتك ويحط وزرك بدلالتك غيرك على الخير وقد قال الله جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وفيه من الفوائد جواز التنفل في المسجد مع ان الاصل في النافلة ان تكون في البيت. ولذلك في حديث زيد ابن ثابت لما خرج قال له قال له قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لم لم يخفى علي ما صنعته ولكني خشيت ان تكتب عليكم ثم قال صلى الله عليه وسلم فصلوا في بيوتكم فان افضل صلاة الرجل في بيته الا المكتوبة انه صلى الله عليه وسلم كان قد صلى في خارج بيته. فدل ذلك على الجواز وان المفضول قد يعتريه ما اجعله فاضلا او قد يجعله مقدما او يجوز فعله. فان النبي صلى الله عليه وسلم صلى النافلة في المسجد او في زمن قد يشق على بعض فلذلك تجنبه النبي صلى الله عليه وسلم وحرص على وقاية الامة حيث قال لقد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم وذلك في رمضان اي وذلك الحدث والخبر وقع في رمظان؟ نعم هذي بعظ الفوائد لعل فيها كفاية قال رحمه الله تعالى باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل حتى ترم قدماه. وقالت عائشة رضي الله عنها حتى تفطر قدماه والفطور الشقوق. قال حتى تناه ابو نعيم قال حدثنا مسأل عن زياد قال سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول ان كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم او ليصلي حتى تلموا قدماه اوساقاه. ان كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم او ليصلي حتى تلم قدماه او ساقه فيقال له فيقول النبي صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا اللهم صلي وسلم على رسول الله. باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليلة حتى ترم قدماه. هذا بيان اجتهاد سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه في قيام الليل وصلاة القيام. وهذا الخبر لم يكن في رمضان ليس ثمة ما يدل على انه كان في رمضان بل هو خبر عن قيامه على وجه العموم والاشمال قيام النبي صلى الله عليه وسلم يعني في صلاة الليل وفي التطوع حتى ترم قدماه اي حتى تنتفخ قدماه والقدم هي ما يقوم عليه الانسان من مفصل الكعب وما وراء ذلك ساق اولا ذكر المصنف رحمه الله قول عائشة في هذا الشأن وسيأتي حديث عائشة عائشة مستقلة وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان يقوم حتى تفطر قدماه. تفطر قدماه اي تتشقق قدماه من طول القيام صلى الله عليه وسلم. قال والفطور الشقوق ان فطرت في انشقت في قوله تعالى اذا السماء فطرت اي شقة وكما قال الله تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هداة تفطرن منه اي يتشققن من عظم هذا القول وهم انهم دعوا للرحمن ولدا سبحانه وبحمده عائشة رضي الله تعالى عنها كان يقوم اي من الليل حتى حتى تفطر قدماه اي حتى تتشقق من طول القيام ولا عجب فانه كان صلوات الله وسلامه عليه يقرأ قراءة طويلة وقد امره الله تعالى بطول القيام وطول الصلاة فقال سبحانه وبحمده وسبحه ليلا طويلة اي صلي صلاة طويلة. وقد قال الله تعالى قم الليل الا قليلة يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. فكان ممتثلا امر الله عز وجل. ويقوم هذا القيام الطويل صلوات الله وسلامه عليه حتى كرم قدماه. وقد جاء في خبر قيامه وطول قيامه ما قصه عبدالله بن مسعود وحذيفة من انه كان يقوم قياما طويلا ممتدا يقرأ فيه سورا طوال صلوات الله وسلامه عليه. وقراءته قراءة ترسل وليست قراءة هل كان صلى الله عليه وسلم لا يمر باية تسبيح الا سبع ولا باية سؤال الا سأل ولا باية استعاذة الا استعاذ. تقول يقول البخاري رحمه الله فيما نقل باسناده عن زياد عن شعبة كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى كرم قدماه في صلاة الليل او ساقاه. شك الراوي هل الذي يرم هو قدماه او ساقاه؟ فيقول فيقال له في ذلك اي فيقال له ويورد عليه في هذا الشأن ما يقال له خفف كيف تفعل هذا وانت قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. اي لا تشق على نفسك. والله عز وجل يقول في محكم كتابه اذا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر واتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما فمنة الله عليه بمغفرة الذنوب ظاهرة جلية وهذا في السنة السادسة من الهجرة. يقول المغيرة رضي الله تعالى عنه فيقال له فيقول كيف يجيب على من يقول يعني خفف ولا تثقل على نفسك على هذا النحو وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك فيقول افلا عبدا شكورا. استفهام استنكار. اي كيف لا يكون مني هذا وقد من الله عليه بما من؟ ومنته تستوجب شكره افلا اكون عبدا شكورا اي عظيم الشكر قائما بحق الله عز وجل مجتهدا فيما يقربني اليه وفيما يكافئ نعمه وان كان ذلك لا يمكن ان يأتي به. لان العبد مهما فعل فانه لن يكافئ نعم الله تعالى وانما يستمطر فظله ويستوجب مزيدا لقول الله تعالى واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. فالنبي صلى الله عليه وسلم قل لمن يقول له في شأن القيام افلا اكون عبدا شكورا اي كيف لا اكون كذلك؟ وقد من علي وموجب المنة الشكر والشكر يكون بالقول ويكون بالقلب ويكون بالعمل يكون بالقلب في الاقرار بفظل الله وانعامه واظافة النعمة اليه ويكون قول بحمده والثناء عليه وتمجيده وتقديسه واضافتها له ويكون بالعمل وذلك بان يسخر الانسان نعم الله في طاعته. فالشكر ليس فقط قولا باللسان يتجرد عنه عمل الجوارح والاركان بل الله لما امر بالشكر قال اعملوا ال داود شكرا وقليل من عبادي الشكور. فالشكر سبقت ان تقول اشكر الله احمد الله الحمد لله والشكر لله بل هذا من الشكر وهو بعضه وانما يتم الشكر بان ينضم الى شكر القول واللسان شكر القلب والجوارح. افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والظمير المحجبة هذا رجل انعم عليه اهدي اليه هدية او اعطي عطاء فقال لمن اعطاه هذا العطاء افادكم مني ثلاثة امور افادتكم النعماء اي افادكم انعامكم علي ثلاثة يدي اي ان اعمل لكم شكرا ولساني ان اتكلم بالثناء عليكم و الظمير المحجبة اي قلبي. فهو مقر بفظلكم وشاكر لكم. فالشكر لا تقوم قدمه ولا يكتمل عمله الا بان يجتمع شكر القلب مع شكر القول مع شكر اللسان والنبي صلى الله عليه وسلم هنا باي انواع الشكر شكر بقلبه او بلسانه او بقوله بهم جميعا بقلبه قرارا بفضل الله. وبلسانه بما بما قرأ وسبح واثنى على الله في صلاته ودعاه وبعمله قائما وقاعدا وراكعا وساجدا صلوات الله وسلامه عليه. فجمع كل هذه الاوجه من شكر الله عز وجل في عمله صلوات الله وسلامه عليه فاكتمل له الشكر فهو اعظم الشاكرين و اكثر العابدين فلا احد اعظم شكرا ولا اجزل شكرا الى النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل. ولذلك قال اما والله اني لاتقاكم لله واخشاكم له واعلمكم به فتقواه هي شكره وخشيته هي شكره والعلم به هو الباعث على شكره القيام بحقه سبحانه وبحمده. هذا الحديث فيه جملة من من الفوائد من فوائده اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة ربه. وانه وصلى الله عليه وسلم كان عظيم الطاعة مجتهدا فيما يقربه الى الله عز وجل بكل ما يستطيع. وفيه من الفوائد ان الطاعة قد يترتب عليها شيء من الارهاق والعناء البدني لكن ذلك لا يضر. فان النبي صلى الله عليه وسلم كانت تتشقق قدماه من طول القيام ولم يضره ذلك بل كان ذلك في ذات الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في اصبع دمجت في سبيل الله قال ان انت الا اصبع دميتي وفي سبيل بالله ما لقيتي. فالانسان يقدر نفسه لله فكيف بقدمين تتشققان؟ لا شك ان ذلك من اهون ما يكون في ذات الله وفيه من الفوائد ان عطاء الله يوجب شكره منة الله تستوجب الاقبال عليه. فمن اخذ العطاء سببا للاعراظ فقد اشتغل باسباب رفع النعم. كل ما زاد الله عليك انعام ازدد له عبادة. كل ما زاد الله لك عطاء فقابله فان ذلك يثبت العطاء ويوجب المزيد. كما كان صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان لو كان اعبد الناس لربه صلى الله عليه وسلم. مع عظيم احسان الله اليه. فكان كلما لعطاء اقترب من الله جل وعلا. ولذلك يقول لمن يورد عليه افلا اكون عبدا شكورا. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم حقق العبادة لله في ذروتها واعلى صورها فلن ينقطع عن عبادة الله يعلم خطأ اولئك الضالون المضلون الذين يقولون ان الانسان يبلغ من التعبد في درجات العبودية ما يسقط عنه التكليف. وهذا قول جملة من غلاة النساك الذين جمعوا جهلا وعمى فان فان اعبد الناس لربه لم يسقط عنه التكليف بل كان كلما زاد فضل الله عليهم اقترب منه وزاد في العبودية له. وقد قال له جل في علاه واعبد ربك الى متى؟ حتى يأتيك اليقين ليس للعبادة منتهى ولا اجل الا بالموت. فاليقين هو الموت في قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. فادم العبادة لله. واجتهد في الترقي في طاعته. وبذل للوصف في التقرب اليه. ومن عجائب ما قرأت في سير الصالحين ما على الجنيد رحمه الله كان يحتضر اي في سياق الموت وكان يقرأ القرآن فقيل له طول عليك يعني في هذه الحال وتقرأ القرآن فقال رحمه الله ابادر صحيفتي قبل ان تطوى. ابادر قبل ان تطوى. يعني هذا هذه القراءة وهذه العبادة تكتب وتسجل. وانا ابادر هذه الانفاس التي هي في في نهايتها وتشرف على على الانقضاء ان تنتهي وانا لم اسجل فيها عملا. ابادر وصحيفتي قبل ان تطوى وانا وانت ما احوجنا الى مبادرة صحائفنا قبل ان تطوى. مبادرتها بالصالحات والاشتغال بالطاعات وبذل الوسع فيما يقرب الى العزيز الغفار. ولا ندري اي عمل يقع موقع القبول. لا تقل صليت صمت وفعلت وحجيت كذا حجة ما تدري اين القبول؟ ليس الشأن بالكثرة ولا بسعة العمل الشأن كله شأن لن يقبلك الله ولا ندري اي عمل يقبل من مقبول من العمل ما ندري ما عندنا ضمانة لذلك لما جاء الى عبد الله ابن عمر يطلبه شيئا من المعونة ارسل مع ابنه شيئا من المال فقال له ابنه بعد ان اعطى الفقير ما اعطاه قال تقبل الله يا ابتي. قال يا بني لو علمت ان الله تقبل مني سجدة واحدة يعني لو تيقنت ان الله قبل مني سجدة واحدة وقعت موقع قبول رب العالمين ما كان غائب احب الي من الموت. ما كان غائب احب الي من الموت حتى اموت على عمل مقبول. فينبغي للانسان ان يجتهد ويبذل وسعه ويسأل الله القبول ويحسن الظن بالله عز وجل. ويحقق الاوصاف التي توجب القبول. وما ازداد في الطاعة زاد الله له في العطاء ومن زاد في الخير قربه الله عز وجل وقد قال ربنا جل في علاه في بيان الفضل الذي يدركه من سعى في طاعة الله وما تقرب الي يقول من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب اليه ذراعا تقربت منه باعا ومن يمشي اتيته هرولة. تقدم الى الله ستجد الله جل وعلا يسرع في فضله واحسانه انهي اليك؟ اسأل الله من فضله وان يستعملنا واياكم في طاعته وان يسلك بنا سبيل الهدى وان يثبتنا على اعمال التقى يجعلنا من حزنه واوليائه. وان يختم لنا بالصالح وان يجعلنا من اسعد عباده عند لقائه