شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه. بعثه بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى كما انه ننصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى اتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنن الوقت فاثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاننا نحمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. على ما من به علينا ان يجعلنا مسلمين فان الله عز وجل ينعم على من يشاء من عباده فيصطفيه ويقذف في قلبه نورا نسلك به الصراط المستقيم ويخرجه به من الظلمات الى النور والمؤمن اذا استشعر عظيم منة الله عليه كان ذلك موجبا لشهود فضله. والاكثار من بحمده والثناء عليه. ولهذا من المهم ان نستشعر هذه النعمة التي من الله تعالى بها علينا ان جعلنا مسلمين تلفتوا وانظروا حولكم في ارض الله الواسعة. كم هم الذين يطلبون النور ويأملون ادراكه لكنهم لا يصيبونه ولا يحصلونه اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. لا لا يستوي الاعمى والبصير. ولا يستوي من هداه الله الى النور. ومن هو في الظلمات ليس خارج منها فاحمدوا الله ايها المسلمون على هذه النعمة واشكروه عليها فانها نعمة تستوجب حمدا وثناء. لكن اكثر الناس يغفل عن حمد الله على هذه النعمة. لانه نشأ بين ابوين مسلمين. وفي بلاد مسلمة او في بيئة مسلمة ودرج على هذا الاحسان وغفل عن ان الله لو شاء لحرمه هذا النور النور الذي به يسعد الانسان في دنياه وفي اخراه. لذلك احمدوا الله جل وعلا ان جعلكم مسلمين فله الحمد على ذلك كثيرا تمحمدوه جل وعلا على ان اصطفاكم وسلك بكم سبيل التعلم التعرف على دين الله عز وجل فان طلب العلم ومعرفة وشهود مجالس العلم نعمة عظمى يمن الله تعالى بها على من يشاء من عباده جاء في الصحيحين من حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فمنحة عظمى ومنة كبرى ان يمن الله تعالى عليك بطلب العلم وسلوك سبيل التعرف على ارث رسول الله صلى الله عليه وسلم. على معرفة ما تركه من جاء بالهدى ودين الحق على معرفة هذا النور الذي به يدرك الانسان سعادة الدنيا وفوز الاخرة. فان الله يرفع الذين امنوا والذين اوتوا العلم درجات مراتب عالية رفيعة كمساء يمر علينا ان شاء الله تعالى في قراءتنا فاحمدوا الله ان اصطفاكم وجعلكم ممن يتعلم ويتعرف على دين الله ويقرأ ما كان عليه هدي رسول صلى الله عليه وسلم فهذه نعمة تستوجب حمدا وشكرا. احمدوا الله عز وجل على ما من به من الامن في هذه البقعة المباركة والناس يتخطفون من حول هذه البلاد الطيبة. فهذه نعمة تستوجب حمدا وشكرا عليها بمعرفة فضل الله عليكم واحسانه. والقيام بحقه من تقواه وطاعته. فانه قد وعد المتقين بفتح بركات السماوات والارض. ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من بركات وليست بركة عطايا وهبات منن ومنح من الله جل وعلا يمن بها على عباده المتقين فتحفظ النعم وتقيد بالشكر ومعرفة الفضل وتقوى الله في السر والعلن. ان من فيحمد الله تعالى عليه ما يسر من هذه الدروس المباركة والدورات العلمية النافعة في هذه البقعة الطاهرة التي هي خير بقاع الارض وخير بلاد الله مكة البلد الحرام. فاحمدوا الله ان يسر لكم التعبد لله حضور هذه المجالس وشهودها ومن حق اهل الفضل ان يشكروا وان يدعى لهم وان يذكروا بالجميل لقد كان لرئاسة شؤون الحرم المكي وحرم والمسجد النبوي كان لها فضل في قامت بمثل هذه الدورات وتكرارها. فلهم منا خالص الدعاء ان الله يسددهم ويوفقهم. وعلى رأسهم الرئيس العام فضيلة شمعالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس وفقه الله وكذلك الاخوة في توجيه والارشاد فلهم جهود مشهورة في ترتيب هذه الدروس وتنسيقها واقامتها. فاسأل الله لهم التوفيق والسداد والاعانة والهداية والتوفيق. ايها الاخوة الكرام في هذا المجلس والمجالس التالية في ستة ايام ان شاء الله تعالى. نقرأ في كتاب العلم من صحيح الامام البخاري رحمه الله وهذا الكتاب انتخبته واخترته بين كتب هذا الكتاب المبارك والسفر الجليل لان العلم مفتاح كل خير والمؤلف رحمه الله الامام البخاري بدأ بكتاب بدء الوحي. اول ما بدأ وتحدث عن بدء نزول القرآن رسول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وما اوحي اليه ثم عطف على ذلك كتاب الايمان لانه الثمرة الناتجة عن هذا الوحي فالوحي جاء بالايمان ثم انتقل في ثالث الكتب الى كتاب العلم واتى به بعد البابين المتقدمين لان العلم به يعرف ما اوحى به النبي صلى الله عليه وسلم وبه يثبت الايمان وبه يزيد ويقر ويطير فان الايمان يزيد بزيادة العلم. فكلما ازداد الانسان علما ومعرفة ازداد ايمانا ويقينا ورسوخا في قبول اخبار الله عز وجل والانقياد لما جاء به الشرع من الاحكام. كتاب العلم كتاب جليل فيه من بيان فضل العلم. وبيان ادابه. وبيان حكم طلبه. وبيان تفاصيله وطرق تحصيله. وبيان مهماته ما اسأل الله عز وجل ان ينفعنا به فقد ابدع رحمه الله في تصانيف تراجم هذا الكتاب وما جمعه فيه من الاحاديث والاثار. الامام البخاري هو من ائمة الاسلام واعلام الهدى وهو ممن حفظ الله حفظ الله تعالى بهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. الف هذا الكتاب في القرن الثالث الهجري. وكان قد تحرى فيه غاية طاقته. ووسعه وجهده ان اجمع فيه ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وتحرى في ذلك غاية مراتب الصحة. ومنتهى الطاقة في ثبوت ما اراد سياقه من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو من انفع الكتب لطالب العلم. بل جدير بطالب العلم ان يديم النظر فيه فانه حوى فقها رواية ودراية لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عز ان يوجد نظيرها او ان يوجد مثيلها في المنقول من كتب اهل العلم والمحفوظ من دواوينهم ومؤلفاتهم. ولذلك كان هذا الكتاب اصح كتاب من بعد كتاب الله عز وجل لشدة العناية به ولجميل صنع المؤلف في ترتيبه وتصنيفه واجتهاده هذه في سياقه على نحو يثبت العلم ويزيده. ايها الاخوة كتاب العلم كتاب اشتمل على بيان العلم فظلا وادبا وحكما مسائل وتفاصيل. فقبل ان نشرع في قراءة هذا الكتاب والتعليق على ابوابه تراجمه نسأل انفسنا ما المراد بالعلم؟ الذي صنف المؤلف رحمه الله هذا الكتاب ونظمه على هذا النحو جمع مسائل العلم فيه وما يتعلق به. المصنف رحمه الله بدأ الكتاب ببيان فضل العلم. فقال العلم باب فضل العلم ولم يعرف العلم. فما المراد بالعلم الذي عقد المؤلف هذا الكتاب عليه او عقد المؤلف هذا الكتاب له وجمع الاحاديث المتعلقة به. انه العلم بقول لله وبقول رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو العلم الذي بين المصنف فضله وتحدث عن اداب طلبه وبين احكامه ومسائله. العلم المراد بالعلم في هذا التصنيف هو العلم بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وليعلم ان العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نوعان العلم الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم نوعان وهما على مرتبتين في الفضل والمنزلة النوع الاول من العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو العلم بالله. هو العلم بالله والنوع الثاني من العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو العلم بالطريق الموصل الى الله العلم بالطريق الموصل الى الله. اذا العلم الذي جاءت به الشريعة الذي في الكتاب الحكيم وفي السنة المطهرة نوعان علم يتعلق بالله عز وجل وهو التعريف به سبحانه وهو العلم به والنوع الثاني العلم بالطريق الموصل اليه. كيف نصل الى رضا الله؟ كيف نحقق العبودية له؟ هذا هو الذي جاءت به الشريعة. وكل الاحاديث الواردة في فضل العلم والحث عليه وبيان منزلة اهله ومرتبة حامليه تعود الى واحد من هذين النوعين اما علم بالله واما علم بالطريق الموصل الى الله. يقول قائل ما المراد بالعلم بالله. ايش تقصد؟ بالعلم بالله. العلم بالله هو التعرف على الله. جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليه من نوح الى خاتمهم محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه جاءوا جميعا بالتعريف بالله جاؤوا بالله معرفين يعرفون الخلق بالله على هذا اجتمعت كلمة الرسل من اولهم الى اخره. لكن نصيب التعريف بالله في هذه الشريعة المطهرة اعظم من كل ما جاءت به الرسل جميعا. فكان نصيب بيان مال الله من الكمال والتعريف به في هذا الدين في هذه الرسالة الخاتمة اعظم مما جاء به موسى اعظم مما جاء به عيسى اعظم مما جاء به جميع النبيين. صلوات الله وسلامه عليهم. فكان التعريف بالله في هذه الشريعة قد بلغ الغاية والمنتهى فليس وراء تعريف النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعريف وليس ثمة طريق يعرف به الخلق ربهم الذي يعبدون. اكمل من الطريق الذي جاء به محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. فقد بلغ الغاية في التعريف بالله. ولا عجب في ذلك فهو اعلم الخلق بربه. كما قال الله عليه وسلم اما والله اني لاعلمكم بالله فهو اعلم الخلق بالله وبالتالي تعريف تعريف وبيانه اكمل بيان. عرفه جل في علاه عرفه عرف نفسه سبحانه في الذي جاء به رسوله تعريفا بينا واضحا فالقرآن كله تعريف بالله ببيان اسمائه الحسنى وصفاته العلا وافعاله الجميلة وحقوقه الواجبة وشرائع الدالة على عظيم اتقانه. وبليغ حكمته ونافذ حكمه جل في علاه فكان القرآن دائرا على بيان ما لله من الكمالات على التعريف بالله هذا هو العلم الاول. فمثلا عندما تقرأ قل هو الله احد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم كن له كفوا احد. تتعرف على من بهذا؟ انت تتعرف على الله. ولهذا جاء في الصحيح بل في الصحيحين ان رجلا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يصلي باصحابه فاذا جاء الى ختم القراءة في كل ركعة ختم بقراءة قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فاستغرب الصحابة من صنيعه كيف يفعل هذا ولم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لم يكن يختم كل قراءة بقراءة الاخلاص بل كان يقرأ بما بما تيسر ثم يركع دون ان يختم ذلك بقراءة سورة الاخلاص لما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه خبر صاحبهم انه كان اذا قرأ في صلاته يقرأ ثم اذا اراد الركوع ختم بقراءة سورة الاخلاص. فقال له فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سلوه. لما يفعل ذلك لم يصنع ذلك وهذا هو الشاهد. فذهبوا اليه فسألوه فقال انها صفة الرحمن. وانا احب ان اقرأ بها اه هذا صحابي تدبر معاني هذه الاية فاحب ما فيها من التعريف بالله جل في علاه فكان يختم كل قراءة بقراءة الاخلاص. فلما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه بقوله انها صفة الرحمن وانه يحب ان يقرأ بها فقال صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه هذه المنزلة العالية ان تبلغ مرتبة يحبك فيها الله عز وجل هي من اعلى المراتب هذه المرتبة هي ثمرة العلم بالله. هذا الصحابي لم يكن يكرر هذه السورة لفظا قل هو الله احد. الله الصمد لم يلد دون ان يقف عند معانيها عندما يقرأ قل هو الله احد يوقن ان الله لا شريك له في الهيته لا شريك له في ربوبيته لا شريك له في اسمائه وصفاته لا شريك له فيما يجب له من العبادة سبحانه وبحمده فيتذكر انه احد فينفي عنه شركة كل شركة كل شريك. لذلك اذا قرأ الله الصمد وقف عند معانيها عرفنا معنى وانه الله الذي تصمد له الخلائق. فكل الخلائق في السماوات والارض. وفي البر البحر تقضى حوائجها من قبله جل في علاه. الصمد هو الذي يتوجه الخلق اليه في حوائجهم فيقصدون سبحانه في طلب الحوائج نحن كلنا في صلواتنا وفي ادعيتنا نسأل الله مسائل من الذي يقضيها؟ الله جل في علاه يقضيها الصمد الذي تتوجه له القلوب وتلهج بذكره الالسن سبحانه وبحمده بقضاء الحوائج. هذا من علمي بالله جل في علاه وهذا من العلم العظيم الرفيع الشاب. العلم بالله اعلى مراتب العلم. وهو الذي قال فيه جل لو على انما يخشى الله من عباده العلماء وهم العالمون به العارفون وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية الشهيرة التي رواها احمد واصحاب السنن من حديث ابن عباس تعرف على والله في الرخاء يعرفك في الشدة. فان التعرف على الله لا يكون الا بعد العلم به. وبعد معرفته جل في هذا هو العلم الاول وهو اشرف العلوم والعلم الثاني النوع الثاني من العلم هو العلم الذي يعرف به كيف يوصل الى رضا الله. كيف يتحقق؟ كيف تتحقق العبودية له جل وعلا هو العلم بالصلاة واحكامها. العلم بالزكاة واحكامها. العلم بالصوم واحكامه. العلم بالحج واحكامه. العلم بالجهاد واحكامه. العلماء بالمعاملات البيع والشراء واحكامها. العلم بسائر انواع المعاملة التي تكون بين الناس من المعارضات وغيرها كل هذا من العلم بالطريق الموصل الى الله عز وجل. وهذا علم لان من عرف الله لا بد ان يقوم في قلبه طلب ربه. والرغبة في الوصول اليه. ولن يصل اليه الا بايش؟ الا بتحقيق العبودية له بامتثال امره. وسلوك الصراط الموصل اليه والصراط الموصل اليه هو تحقيق العبودية لله في الصلاة وفي الزكاة وفي الصوم وفي الحج وفي اداء الفرائض اذا تحقق للعبد الجمع بين هذين الفضلين بين فضل العلم به والعلم بالطريق الموصل اليه. فانه يصل الى الذروة من الخيل والى الغاية من السعادة والى المنتهى من المطالب. انه يصل الى محبة الله جل في علاه ولذلك جاء في الصحيح في حديث الولاية الشهير رواه البخاري من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل. من آذى لي وليا فقد اذنته بالحرب. ثم قال في بيان كيف تحصل الولاية من آذى لي وليا فقد آذنته اي اعلنته بالحرب. كيف تحصل هذه المرتبة؟ قال يقول الله تعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ثم قال ولا يزال عبدي هذي المرتبة الاولى اداء الواجبات والفرائض ثم المرتبة الثانية ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها. معية تسديد وتوفيق وهداية وارشاد هي ثمرة محبة الله لعبده حتى احبه حتى يحبك الله. فاذا تحقق لك هذان العلمان العلم بالله والعلم ليش يا اخوان في الطريق الموصل اليه ابشر فانك تبلغ هذه المنزلة. يحبك الله فيكون سمعك وبصرك ويدك ورجلك التي تمشي بها يؤيدك ويسددك يحفظك ويعينك ولئن استنصرته لينصرنه ولئن استعذته ليعيذنك فهذه منزلة رفيعة عالية اذا يا اخواني العلم نوعان العلم الذي جاءت به الشريعة نوعان علم بالله نعم واثنوا على العلم بالطريق والموصل اليه. بايهما افتتحت الرسالة. سؤال باي نوعي العلم افتتحت الرسالة والوحي بالنوع الاول اقرأ باسم ربك الذي خلق تعريف بالله خلق من على اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم بدأت بدأ الوحي بايش؟ بالعلم بالله عز وجل ثم جاءت بعد ذلك الشرائع ولذلك بماذا ختمت سورة اقرأ؟ ختمت بالنوع الثاني من العلم. وهو ايش؟ تسجد واسجد واقترب. هذا النوع الثاني من العلم وهو العلم بالطريق الموصل اليه بعد التعريف بالله جاء التعريف بالطريق الموصل اليه واسجد واقترب. اي اقترب الى ربك بطلب مرضاته ونحن كل طاعة نتقرب بها الى الله نقترب اليه كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقربت ومن تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. ومن يمشي اتيت به هرولة فضل الله وبره واحسانه وعطاؤه واقباله على عباده هذا يا اخواني امر يبين لنا شريف ما نشتغل به في مثل هذه الحلقات. اننا نتعرف على الله ونتعرف على الطريق الموصل اليه. كل هذه الدروس العلمية بشتى صنوفها وتفنن ابوابها واختلاف انواعها تحقق واحد من هذين الغرضين اما انها تعريف بالله واما انها تعريف بالطريق الموصل جل في علاه نحن في كتاب العلم سنقرأ فضل هذين العلمين والاداب التي ينبغي ان يتحلى بها من يسلك هذا الطريق. فانه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم الكريم ان يسلك بنا واياكم سبل السلام وان يجعلنا من عباده وحزبه المفلحين. نقرأ بعون الله وتيسيره وتسديده ما ذكره الامام البخاري رحمه الله. في كتاب العلم. سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام الحافظ ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة الجعفي البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه. قال رحمه الله تعالى كتاب العلم بسم الله الرحمن الرحيم باب فضل العلم وقول الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم المدرجات والله بما تعملون خبير. وقوله عز وجل رب زدني علما المؤلف رحمه الله الامام محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري وهو من ائمة الاسلام وعلماء الامة الكبار الذين حفظ الله بهم الدين. قال رحمه الله كتاب العلم وكتاب العلم احد كتب صحيح البخاري الذي جمع فيه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم سننه وايامه وبينا المقصود بالعلم عندما تحدثنا في المقدمة وانه علم بالله وعلم بالطريق الموصل اليه تصنيف المؤلف رحمه الله لكتاب العلم هل هو امر ابتكره؟ الجواب لا. كل اصحاب السنن وكثير من اهل العلم المؤلفين في دواوين السنة كتبوا في العلم. والكتابة في شأن العلم على نوعين اما كتاب اما كتابة مضمنة ضمنة مؤلف كما هو الشأن في صحيح البخاري فان كتاب العلم من جملة كتب الكتاب وهذا السفر الجامع الصحيح المختصر وعلى هذا النحو جرى اصحاب الكتب الستة. فالامام مسلم رحمه الله ضمن كتابه الصحيح جملة من الاحاديث المتعلقة بالعلم وجعلها في ابواب معدودة وكذلك الامام الترمذي وابو داوود والنسائي وابن ماجة كلهم جمعوا ما يتعلق بالعلم في ابواب الا ان اكثرهم تصنيفا وترجمة هو الامام البخاري رحمه الله فانه ذكر فيه قريبا من ثمانين حديثا بعده النسائي رحمه الله فقد ذكر قريبا من خمسين حديثا وبعد ذلك يتنازل الامر الى ثلاثة عشر حديث ذكرها الامام مسلم في صحيحه فكل العلماء من اصحاب السنن خصوا هذا الكتاب وهذا الباب بعناية فجمعوا الاحاديث المتعلقة بالعلم هذا النوع الاول من التصنيف وهو ما جعل وهو ان يظمنوا كتابا من كتب يضمن مؤلفاتهم كتابا يتصل بالعلم ويأتي على احاديثه. النوع الثاني هو ان يفردوا العلم بمؤلف مستقل. وعلى هذا جرى جماعة من الائمة. من ابرزهم واوسعهم الامام ابن عبد البر ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله في كتاب جامع بيان العلم وفضله. فهو من اوسع الكتب في جمع ما يتعلق بالعلم وفضله واحكامه ومسائله. ومنه ايضا اخلاق العلماء للاجر ومنه اي من هذا النوع الذي افرد العلم فيه بمؤلف مستقل ادب الاملاء والاستملال السمعاني وكتابة تذكرة تذكرة السامع والمتكلم في او المتكلم في ادب العالم والمتعلم لابن جماعة والمؤلفات في هذا كثيرة. المقصود ان العلم تناوله العلماء على نحوين. منهم من ضمنه كتابا من كتبه وخصه بعناية بجمع الاحاديث المتعلقة به. ومنهم من افرده بكتاب مستقل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم