بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة ليلة اثنين الرابع عشر من شهر محرم من سنة خمس وثلاثين واربعمئة والف. في جامع الراجحي في حي الجزيرة بمدينة الرياظ. نعقد بحمد الله توفيقه الدرس الرابع عشر بعد المئة من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله ما زال الكلام على باب اعراب الفعل وذكرنا ان ابن مالك رحمه الله تعالى عقد هذا الباب في تسعة عشر بيتا وقد شرحنا فيما سبق احد عشر بيتا فيبقى منها ثمانية ابيات وكلها كما نبهنا على ذلك من قبل عن نصب المضارع بان مضمرة ونقرأ هذه الابيات الثمانية قبل ان نشرح ما تيسر منها. قال فيها ابن مالك رحمه الله وبعدها جواب نفي او محظين ان وسترها حتم نصب والواو والفاء والواو كالفاء انتفض مفهوم مع فلا تكن جلدا وتظهر الجزع وبعد غير النفي جزما ان تسقط الفاء والجزاء قد قصد. وشرط جزم بعد نهي ان تضع ان قبل لا دون تخالف يقع والامر ان كان بغير افعل فلا تنصب جوابه وجزمه اقبل والفعل بعد الفاء في الرجا نصب كنصب ما الى التمني ينتسب وان علس من خالص فعل عطف نصبه ان ثابتا او منحذف وشذ حذف ونصب في سوى ما مر فاقبل ما منه عدل واقبل منه ما عدل روى وقد بدأنا بالكلام على نصب المضارع بان مضمرة في الدرس الماضي ولخصنا الكلام بنصب المضارع بان المضمرة وقلنا ان خلاصة ذلك ان المضارع ينصب بان مضمرة وجوبا في خمسة مواضع وينصب بان نضمره جوازا في خمسة مواضع ايضا فينسب فينصب وجوبا بعد لا بعد لام الجحود وبعد او التي بمعنى حتى او الا وبعد حتى وبعد فاء السبب لي واو المعية المسبوقتين بنفي او طلب محظين وينصب بان مضمرة جوازا ايضا في خمسة مواضع بعد لام تعليل وبعد او والواو والفاء ثم اذا عطفت المضارع المضارع على اسم خالص وشرحنا من ابيات ابن مالك اولها وقد ذكر فيها موضعا واحدا من مواضع النصب بان مضمرة جوازا وهو اذا وقع المضارع بعد لا من تعليل وذكر ثلاثة مواضع من مواضع نصب المضارع بان مضمرة وجوبا وهي بعد لم الجحود وبعد او التي بمعنى حتى او الا وبعد حتى فيبقى من مواضع النصب بان مضمرة وجوبا موضعا موضعان وهما بعد وفاء السببية وبعد واو المعية وفيه ما يقول ابن مالك رحمه الله وبعد فجواب نفي او طلب محظين ان وسترها حتم النصب والواو كلفا انتفض مفهومه مع فلا تكن جلدا وتظهر الجزع الى اخر الابيات التي قلناها قبل قليل فنقرأها بيتا وبيتا ونشرحها قال رحمه الله وبعد فا جواب نفي او طلب محظين ان وسترها حتم نصب يقول رحمه الله الحرف ان ينصب المضارع وستره حينئذ واجب اي مضمر وجوبا اذا وقع بعد فاء السببية اذا كانت جوابا لنفي محض او طلب محض فالمضارع اذا ينتصب بان مضمرة وجوبا اذا وقع بعد فاء السببية لكن بشرط كونها بعد نفي محض او طلب محض وهو بذلك رحمه الله الى اسلوب عربي جميل تأتي فيه الفاء العاطفة سببية جوابية لنف او طلب اي ان الفاء مع كونها عاطفة قد تدل ايضا على السببية وعلى الجوابية بحيث تدل على ان الثاني متسبب عن الاول فلو لم يكن الاول لم يكن الثاني ولا يراد بها عموم العطف الذي تدل عليه حروف العطف بحيث كل واحد من الاول والثاني يقع بمنعزل بمنعزل عن عن الاخر فهنا ثلاثة اشياء هنا العطف والسببية والجوابية لنفي او طلب فالعطف كما نعرف يدل على ان المعطوف والمعطوف عليه مشتركان في الفعل والسبب اياه تدل على ان الاول السبب الثاني والجوابية تدل على ان معنى الكلام معنى الشرط ان المعنى المقصود هنا معنى الشرط فنحو جاء محمد فزيد الفاهنا عاطفة فقط تدل على ان ما قبلها محمد وما بعدها زيد اشتركا في الفعل لكن على الترتيب لكن لا علاقة لاحدهما الاخر. يعني ليس مجيء محمد سبب مجيء زيد بحيث لو ما جاء محمد فان زيدا يجيء لا علاقة له فقدنا محمد جاء قبله فوقع مجيء زيد بعده ونحو قولك الخطيب يسلم على الناس فيخطب الجمعة الخطيب يسلم على الناس في خطب الجمعة الفاء هنا ايضا للعطف فقط لان السلام ليس سببا للخطبة وفقدوا بينت الترتيب الذي حدث. انه سلم بعد ذلك خطب بحيث ان الخطيب لو لم يسلم هل كان سيخطب نعم هذا ليس السلام سببا للخطبة الا انه وقع قبله ونحو قولك زيد سرق فقطعت يده زيد سرق فقطعت يده الفاء هنا عاطفة وسببية لان السرقة سبب القطع ولولا السرقة ما قطعت يده ونحو قولك الرجل يسرق يسرق فتقطع يده الرجل يسرق فتقطع يده الفاء هنا عاطفة وسببية ولم ينصب المضارع بعدها بل رفع لماذا لانها ليست جوابية لنفي او طلب الرجل يسرق فعل مضارع مرفوع لم يسبق بنفي ولا بطلب فتقول الرجل يسرق فتقطع رفعا فاذا قلت العاقل لا يسرق فتقطع يده العاقل لا يسرق فتقطع يده الفاء هنا عاطفة و سببية و جوابية جوابيا لنفي فعاطفة عاطفة سببية لان المعنى نفي السرقة والقطع المرتب عليها رجل لا يسرق فتقطع يده انت تريد هنا ان تنفي قطع اليد المترتب على سرقة ولا تريد ان تقول ان الرجل لا يسرق هذا معنى صحيح ولو اردته لقلت الرجل لا يسرق لكن اذا قلت الرجل لا يسرق فتقطع يده. فنصبت ما بعد الفاء فانت حينئذ لا تريد ان تقول ان الرجل لا يسرق لا تريد ان تنفي عنه السرقة وانما تريد ان تنفي عنه قطع اليد المترتب على السرقة يعني تريد ان تنفي الامرين عنه وكون الثاني مترتب على الاول ولا تريد ان تنفي كل واحد عنه على حدة لا تريد ان تقول ان الرجل لا يسرق الرجل لا تقطع يده والمعنى حينئذ قائم على الشرط يعني الرجل لا يسرق ان يسرق تقطع يده فهذا هو الاسلوب الذي نتكلم عليه بخلاف الاساليب السابقة فهي لا تدخل في مسألتنا كما شرحناها واحدة واحدة طيب فاذا حملت الجملة السابقة الرجل لا يسرق فتقطع يده اذا حملت الكلام على معنى الجواب وجب النصب على معنى على تقدير العاقل لا يسرق ان يسرق تقطع يده والمعنى كما قلنا نفي الامرين معا متسببا الثاني عن الاول هذا المعنى الذي يراد بهذا الاسلوب انك تريد ان ان تنفي الامرين عنه معا بحيث تدل على ان الثاني متسبب عن الاول. وان حملت الكلام على العطف المطلق لو حملت الكلام على العطف المطلق لا على الجواب جاز الرفع جاهز الرفع الرجل لا يسرق فتقطع يده الا ان المعنى حينئذ سيعود الى مطلق العطف سيذهب معنى الجواب الذي قلناه قبل قليل وسيكون المعنى معنى الكلام الرجل لا يسرق والرجل لا تقطع يده هذا المعنى حينئذ اذا اذا رفعت ولا شك ان المعنى الدقيق المقصود بهذه الجملة على النصب ام على الرفع على النصب واما الرفع فليس خطأ صحيح لكنه سيعود بالجملة الى معنى العطف المطلق طيب مثال اخر لو قلت انت لا انت لا تهمل دروسك فترسوا انت لا تهمل دروسك فترسب ان نصبت فترسب فمعنى ذلك انك حملت الكلام على الجواب جعلتها سببية جوابية على معنى الشرط تريد ان تنفي الامرين عدم الاهمال والرسوب عنه بحيث يكون الثاني متسببا عن الاول والتقدير انت لا تهمل دروسك. ان تهمل ترسب. هذا المعنى الذي تريد ان توصله اليه وان رفعته انت لا تهمل دروسك فترسب كان الكلام على العطف المطلق لا تريد ان تربط احدهما بالاخر وانما تريد ان تنفي كل واحد منهما عن هذا الرجل على حدة. تقول انت لا تهمل على كل حال وانت لا ترسب على كل حال هذا هو المعنى اذا رفعت يقول انت لا تهمل سواء كنت ستنجح او سترسب وانت لا ترسب سواء اهملت او اجتهدت ولا شك ان المعنى الدقيق الذي تريده العرب بمثل هذه الجملة على النصب طيب لو قال قائل انت لا تهمل دروسك فتنجح ها انت لا تهمل دروسك فتنجح الفاء هنا عاطفة سببية جوابية فان نصبت كان التقطير انت لا تهمل دروسك ان لم تهمل تنجح والمراد كما قلنا اجتماع الامرين فيك عدم الاهمال والنجاح متسببا متسببا الثاني النجاح من الاول عدم الاهمال تريد ان تقول انت لا تهمل وهذا يسبب لك النجاح او تريد ان تقول انت تنجح لانك لا تهمل وان رفعت انت لا تهمل دروسك فتنجح كان ذلك على العطف المطلق على معنى انت لا تهمل فانت تنجح انت لا تهمل فانت تنجح المعنى انت لا تهمل على كل حال وانت تنجح على كل حال ولا تريد ان ترتب شيئا على شيء فان كنتم منتبهين للمثالين اه اتضح لكم ان تنجح في المثال الاول انت لا تهمل دروسك فترسب انت لا تهمل دروسك فترسب ها ترسب معطوفة على ماذا الا تهمل انت لا تهمل دروسك انت لا ترسب معدوفة على تهمل فاذا قلنا انت لا تهمل دروسك فتنجح هل تنجح معطوفة على تهمل؟ انت لا تهمل انت لا تنجح لا وانما معطوفة على لا تهمل معطوفة على لا تهمل يعني انت لا تهمل انت تنجح وهذا كله جائز في الكلام لا اشكال فيه تقول انت لا تعصي والديك وتطيعهما يعني انت تطيعهما ولا تعصي كل ذلك جائز بما ما دام المعنى واضحا ومفهوما فما سبق بيان لهذا الاسلوب ولامثلته بعد ان يتضح هذا الاسلوب بشيء من الامثلة نعود الى ما ذكره ابن مالك من ان المضارع ينتصب بان مضمرة وجوبا اذا وقع بعد فاء السببية وفاء السببية يشترط فيها ان تكون مسبوقة بنفي محض او طلب محض امثلة مجيئه فالسببية جوابا للنفي ان تقول لم تسافر فترضي والديك لم تسافر فترضي والديك ويجوز ان تقول لم تسافر فتغضب والديك فان اردت العطف المطلق كنت تقول لم تسافر فتغضب والديك على معنى لم تسافر لم تغضب والديك وان اردت الجوابية فانك تنصب لم تسافر ان لم تسافر ترضي والديك قلنا اذا حملتها على الجوابية يعني على معنى الشرط فانك تنصب وتقدر في الثاني لم تسافر ان تسافر تغضب والديك ولهذا كان لك ان تنصب وفهمنا انك لو قلت لم تسافر فترضي والديك والعطف هنا على ماذا على الفعل فقط اما الفعل والنفي لم تسافر ان لم تسافر ترظي والديك ويكون حينئذ كيف على عدم السفر لكن لو قلت لم تسافر فتغضب فتغضب والديك يعني لم تسافر ان تسافر تغضب والديك طيب واذا قلت البار لا يتأخر عن البيت فثقلق امه البار لا يتأخر عن بيت هذا النفي فهذه السببية تقلق هذا المضارع الواقع بعدها السببية المسبوق بنفي فان صبت كان ذلك على معنى الجوابية يعني تريد اجتماع الامرين في البر وهما عدم التأخر وقلق امه متسببة الثاني على الاول تنفي عنه الاول عدم التأخر الذي يسبب الثاني او تنفي عنه الثاني الذي يتسبب عن الاول فان رفعت فتقلقوا امه كان ذلك على مطلق العطف ليس على الجوابية كانك قلت البار لا يتأخر عن البيت البار لا تقلقوا امه واذا قيل ليس زيد ضعيفا فيهزم ليس زيد ضعيفا فيهزم الناصب على الجوابية على معنى لا يكون من زيد لا يكون من زيد ضعف يسبب هزيمته فاردت ان تنفي عنه الامرين الضعف وما يترتب عليه وهو الهزيمة وان رفعت ليس زيدا ضعيفا فيهزم كان المعنى حينئذ ليس زيد ضعيفا ليس زيد يهزم على مطلق العطف. ولا شك ان المعنى دائما على الاول الا ان المعنى الثاني ليس بخطأ ومن ذلك ان تقول لا يغضب العاقل فيفقد صوابه ولا يتبلد حسه فيفقد كريم الاحساس ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى لا يقضى عليهم فيموتوا عن اهل النار لا يقضى عليهم فيموتوا المعنى حينئذ والله اعلم لا يريد الاخبار عنهم انهم لا يقضى عليهم ولا يريد الاخبار عنهم انهم لا يموتون وانما المعنى المراد نفي الامرين عنهما نفي الامرين عنهما مترتبا الثاني عن الاول يقول لا يصيبهم قضاء تسبب موتهم يصيبهم عذاب يصيبهم اشياء كثيرة لكن لا تسبب لهم الموت لا يقضى عليهم فيموتون وقرأ في الشواذ بالرفع لا يقطع عليهم فيموتون والمعنى حينئذ والله اعلم نفي الامرين عنهما على حد سواء يعني يخبر عن اهل النار بانهم لا يقضى عليهم ويخبر عن اهل النار انهم لا يموتون ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى في قراءة السبعة لا يؤذن لهم فيعتذرون لا يؤذن لهم فيعتذرون يقولون معنى الاية والله اعلم انهم لا يؤذن لهم و انهم لا يعتذرون لو ارادوا الاذن فقط ما حصلوه ولا اراد الاعتذار فقط ما حصلوه ولا يشترط اعتذار قائم على اذن يعني حتى لو ارادوا ان يعتذروا مباشرة دون استئذان فان هذا لن يكون منهم احتجوا على ذلك بايات اخرى لا تعتذروا اليوم ونحو ذلك يعني لن يكون احد لن يكون هذان الامران منهما منهم لا مجتمعين ولا منفردين ولو قيل لا يؤذن لهم فيعتذروا لجاز ويكون المعنى حينئذ نفي الاذن الذي يترتب عليه الاعتذار او نقول نفي الاعتذار الذي يترتب على الاذن وهكذا اذا فاء السببية لابد ان تسبق بنفي ما حظه النفي قد يكون بالحرف حروف النفي مثل لم ولن ولا عن نافية كقوله تعالى لا يقطع عليهم فيموتوا وقد يكون النفي بالفعل تليس قل ليس زيد ضعيفا فيهزما وقد يكون النفي بالاسم كقولك انت غير مهمل فترسبا اذا فالمراد معنى النفي ولا يشترط فيه اداة معينة الا انه اشترط في النفي ان يكون محضا لماذا لاخراج النفي غير المحض ويراد بالنفي غير الماحض النفي المنتقض بالا كأن تقول البار لا يتأخر الا فتقلق امه او الرجل لا يسرق الا فتقطع يده وكذلك النفي المنتقض بنفي اخر كقولك لا يزال زيد يهمل فيرسب لا يزال زيد يهمل فيرسب وقد سبق لكم في باب كان واخواتها انها ما زال واخواتها كلها نفي نفي لان ما حرف نفي ازالة زوال الشيء انتفاؤه فاذا قلت ما زال زيد مريضا ان تثبت او تنفي تثبت كيف تثبت انه مريظ وانت قلت ماء لان ما نفي وزال نفي ونفي النفي اثبات ويخرج ايضا النفل المحض النفي التالي لهمزة التقرير النفي الذي يسبق بهمزة التقرير. همزة التقرير كما تعرفون هي في الاصل همزة استفهام. لكن خرجت عن حقيقة الاستفهام وصار يراد بها التقرير والتوبيخ كأن تقول الم تهمل فترسبوا من قبل تقول ذلك تقريرا له وتوبيخا له ولا تريد ان تستفهم الم تهمل فترسب من قبل ان اردت الجوابية هنا يعني اردت بقولك الم تهمل فترسب من قبل تعلى الرسوب مترتبا على الاهمال فحينئذ ترفع ترفع ولا تنصب الم تهمل فتاروا السبل من قبل على الاستئناف والمعنى الم تهمل فانت ترسب من قبل وان اردت مطلق وان اردت مطلق العطف دون ان تجعل الثاني مترتبا او متسببا من الاول حينئذ عطفت الثاني على الاول فجزمت وقلت الم تهمل فترسب من قبل كانك قلت الم تهمل؟ الم ترسب من قبل فحينئذ يخرج الكلام عن الجوابية ويكون المراد مطلق العطف والتشريك ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى اي من النفي المسبوق بهمزة التقرير الم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها الم يسير بالارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وتكون انتصب هنا طيب وقوله المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة جاء الفعل مرفوعا احتج بذلك بعض النحويين على ان همزة التقرير خروجها عن النفي المحض ضعيف لان بقاء الاستفهام فيها لان الاستفهام لم يزل تماما عنها وقالوا حينئذ اذا نظرت الى انها للتقرير وللتوبيخ فحينئذ تخرجها عن النصب في قوله فتصبح الارض مخضرة وان رأيت انها في الاصل للاستفهام ثم صحبه التوبيخ جاز لك ان تبقي النصب. كقوله فتكونا وهذا القول له قياس مستقيم له قياس مستقيم وهو يعود الى مسألة تبحث في البلاغة وهو خروج الاشياء عن معانيها الاصلية لخروج الاستفهام ام معناه الاصلي الاستفهام الى معان اخرى كالتقرير والتوبيخ والاستهزاء الى اخره فهل هذه الادوات عندما خرجت عن معانيها الاصلية الى هذه المعاني الجديدة انسلخت عن معانيها الاصلية انسلاخا تاما كسبت المعاني الجديدة ام انها اكتسبت المعاني الجديدة وبقي فيها من المعنى السابق بقية هذا خلاف والذي يظهر والله اعلم الثاني ان معنى الاستفهام لم يزل ولكنه ضعف لانك لا تريد حينئذ حقيقة الاستفهام ثم اكتسب مع ذلك معاني اخرى بحسب المعنى المعاني الجديدة طيب كل ما سبق امثلة للفاء السببية الجوابية بعد النفي طيب والفاء السببية الجوابية بعد الطلب اولا ما المراد بالطلب في النحو كل ما دل على كل ما دل على طلب حصروها في ثمانية اشياء وهي الامر نحو اذهب آآ تدل على طلب الذهب والنهي لا تذهب تدل على طلب عدم الذهاب والدعاء نحو رب اغفر لي ربي لا تعذبني والاستفهام نحو هل ذهبت تطلب جواب السؤال والعرض ويكون بالا نحن الا تذهب تطلب منه الذهاب لكن برفق والتحظيظ ويكون بي هلا ولو ما ولولا نحو هلا تذهب تطلب منه الذهاب لكن بحث وتوكيد والتمني ويكون بنيت تقول ليتك تذهب تطلب حصول ذهابه لكن على سبيل التمني والترجي ويكون لعل نحو لعلك تذهب تطلب حصول ذهابه واذا كان الطلب غير محض فالمضارع عند الجمهور واجب الرفع يجب ان يرفع يعني لا يجوز ان ينصب. لان الطلب غير محرم. وجز الكسائي وغيره وكثير من المتأخرين والمعاصرين النصب على سبيل الترجي. هذه كم ثمانية فاذا اضفنا اليها النفي السابق صارت تسعة وتسمى في النحو الاجوبة التسعة هذا مصطلح الاجوبة التسعة وقد نظم وقد نظمها بعضهم بقوله مر وانهى وادعو سل واعرض لحظهم تمن وارجو كذاك النفي قد كمل ملأ مروانها وادعو سل واعرض لحظهم تمن وارجك ذاك النفي قد كمل الامثلة مثال الامر تعالى فاكرمك تعالى فاكرمك او تعالى فاكرمك او تعالى فاكرمك مم المضارع وقع بعد الفاء والفاء وقعت بعد طلب اذا نقول ننصب نقول تعالى فاكرمك نعم نعم هنا منصوب بان مضمرة وجوبا. ومن ذلك قول الشاعر يا ناقصي لي فسحا عنيقا يناق سيري عنقا فسيحا الى سليمان فنستريحا قال سيري هذا فعل امر ماذا يترتب عليه ها فنستريح قوله نستريح هذا جواب السيل جوابه يعني الذي يترتب عليه. الجواب اوسع من الجزاء الجواب كل ما يترتب على ما قبله اما الجزاء فهو ما كان بمعنى الشرط فنستريح هو جواب السير. صرت طيب ماذا يكون على السير؟ ماذا يترتب عليه نرتاح سيري فنستريحا ومثال النهي قولك لا تهمل ها فترسب او فتنجح قال تعالى لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي لا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي فحلول الغضب بسبب هاه الطغيان ام عدم الطغيان؟ الطغيان بحسب الطغيان بسبب الطغيان اذا فهذا كقولك لا تهمل فترسب ام لا تهمل فتنجح اه لا لا تهمل فتنجح لا تهمل فترسب الرسوب بسبب الاهمال او عدم الاهمال الاهمال نعم اذا مثل لا لا تهمل فترسب نعم لا تهمل فترسب اسلوب كيف؟ هذا الملبس. طب هذه اية هذه اية نقول الاية يعني انها بهالجانب اوسع يعني نعم قلنا ما لا اشكال. لانك اذا قلت لا تهمل انت هنا ذكرت النفي وذكرت الاهمال فلك في بعد ذلك ان تراعي الاهمال فقط فتقول لا تهمل فترسب لان الاهمال سبب الرسوب ولك ان تراعي عدم الاهمال يعني نفي الاهمال فتقول فتنجح لان عدم الاهمال سبب النجاح. كلاهما جاز. ستأتي مسألة مختلف فيها سابينها يعني بسبب هذا اللابس بعض النحوين منعوا مسألة معينة سيئة الكلام عليها طيب مثال الدعاء ان تقول رب اغفر لي ماذا يكون فافلح رب اغفر لي فافلح قال الشاعر ربي وفقني فلا اعدل عن سنن الساعين في خير سنن ربي وفقني الجواب ماذا اثرت على ذلك فلا اعدل مثال الاستفهام ان تقول هل تزورني الليلة فاكرمك قال تعالى فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا وفي الحديث المشهور هل من داع؟ فاستجيب له استجيب مضارع وقع بعد فاء السببية وفاء السببية هنا وقعت بعد استفهام هل من مستغفر ماذا يترتب على ذلك فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه قال الشاعر هل تعرفون لبناتي فارجو ان تقضى فيرتد بعض الروح للجسد مثال العرض ان تقول الا تجتهدوا فتنجح ومن ذلك قول الشاعر يا ابن الكرام الا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما رائي كما سمعا ومثال التحضيظ ان تقول هلا تجتهدوا فتنجح هلا تزورني فاكرمك قال تعالى لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق اصدق مضارع جاء بعد الفاء والفاء وقعت بعد التحظيظ بي لولا وامثال التمني قولك ليتك تجتهد فتنجح قال تعالى يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما ومثال الترجي قولك لعلك تجتهد فتنجح ومن ذلك قراءة حفص لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلعا الى اله موسى والطلب كما رأيتم كالنفي يشترط فيه ان يكون محضن واشتراط كونه محضن ماذا يخرج؟ يخرج الطلب غير المحض ماذا يراد بالطلب غير المحض يعني كالطلب باسم الفعل تقول صح هاد جواب له يعني امر يترتب عليه صح فنسمع الخطيب ترفع وكذلك الطلب بالمصدر نحو سكوتا فنسمع الخطيب وكذلك الطلب بالخبر بنحو قولك حسبك تقول حسبك فينام الناس قلنا اشتراطهم كونه طلب محضن يخرج الطلب غير المحض وذكرنا ماذا يعني ذلك اخذا بالمعنى لان المعنى في الجميع طلب بلا شك فيجيزون ان تقول نزالي فنكرمك او فنكرمك صح فنام او فننام فهما فتستفيد اوفى تستفيد حسبك فلا تندم او فلا تندم وسيشير ابن مالك الى الخلاف في هذه المسألة في بيت قادم. ايضا بعد ان انتهى من الكلام على الفاء ذكر الواو فقال رحمه الله والواو كالفاء انتهت مفهوم مع فلا تكن جلدا وتظهر الجزع يقول رحمه الله ان المضارع بعد واو المعية حكمه كحكمه بعد فاء السببية مثال ذلك لا تكون جلدا وتظهر الجزع بل وهو في هذا المثال عاطفة وتدل ايضا على المعية وجوابية جوابية لوقوعها بعد نفي او محض. بعد نفي او طلب فاذا قصدت الجوابية نصبت لا تكن جلدا وتظهر الجزع ويكون المراد النهي عن الجمع بين الامرين ان تنهى عنهما معا كونك جلدا واظهار كالجزع وان اردت مطلق العطف عطفت تظهر على تكن فجزمته لا تكن جلدا لا تظهر الجزع ويكون المراد النهي عن كل واحد منهما على حدة اي لا تكن جلدا ولا تظهر الجزع ولا شك ان المعنى هنا على الاول لان النهي عن كون المرء جلدا ذم لا مدح لا تقول الانسان لا تكن جلدا اذا المعنى هنا لا يجيز لك الرافع لفساد المعنى وامثلة وجوبا بعد واو المعية بعد الاجوبة التسعة مثال النفي ان تقول محمد لا يهمل دروسه وينجحا قال تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين دائما تمسكوا بالمعنى انظروا للمعنى لا تكونوا كمن يدرس النحو في الرياضيات. النحو ليس كالرياظيات النحو يعتمد على المعنى فلهذا قد يجوز في في المثال اكثر من وجه اكثر من وجه النحو لكن يختلف المعنى فعندما نقول الحكم كذا يعني على هذا المعنى وعندما يقول يجوز كذا ويجوز كذا ويجوز كذا اي جوازا نحويا لكن المعنى قد يختلف ففي هذه الاية ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم يعلم الصابرين الواو للعطف وللمعية وجوابية لان معرفة الصابرين تترتب على معرفة الذين جاهدوا في سبيل الله واذا كان المعنى على الجوابية فانك تنصب بعدها ويعلم الصابرين واذا اردت مطلق العطف فيجوز فتقول ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ويكون المعنى حينئذ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما يعلم الله الصابرين وهذا جائز الا ان المعنى الاول هو الادق لانه يدل على الجوابية مثال الامر ان تقول اجتهد وتنجحا تعال واكرمك يستشهدون بذلك بقول الشاعر فقلت ادعي وادعو ان اندى لصوت ان ينادي داعياني فقلت لها قلت ادعي وادعوا يريد ادعي مع دعائي ولا يريد ان يصدر كل فعل من صاحبه مستقلا عن الاخر وانما يريد ادعي مع دعائي. وادعو مع دعائك ولهذا نصب قال وادعوا اي مع ولو جعل الواو لمطلق العطف نجاسة ادعي وادعو وحينئذ يذهب معنى الجوابية. ومثال النهي ان تقول لا تهمل وتنجحا لا تهمل وتنجح او لا تهمل وترسبا قال الشاعر لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم اراد ان ينهاه عن الامرين معا لانه واو معية ولو جعل الواو لمطلق العطف على معنى لا تنهى عن خلق و لا تأتي مثله لضعف المعنى لانه لا يريد منك ان ان تنهى عن خلق لان بعض الاخلاق جميلة وبعضها سيئة اذا فالمعنى هو الذي قد يجيز لك اكثر من وجه ولهذا يذكر النحويون ان هذه الامثلة في هذه الباب قد يجب فيه وجه او وجهان او ثلاثة او اربعة او خمسة كل ذلك بحسب المعنى لا قاعدة له ولا ضابط الا المعنى مثال الدعاء ان تقول رب اغفر لي واسعدا مثال الاستفهام ان تقول هل تزورني الليلة واكرمك قال الشاعر الم اك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والاخاء مثال العرض الا تجتهد وتنجح ومثال التحظير هلا تجتهد وتنجح مثال تمني ليتك تسافر وتحصل العلم فمن ذلك قراءة حمزة وحفص يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا فنصب لانه اراد المعية والجوابية اي يا ليتنا نجمع الامرين نرد ولا نكذب ولو جعل الواو للعطف لمطلق العطف فكان المعنى والله اعلم يا ليتنا نرد يا ليتنا لا نكذب باياتي ربنا فيضعف المعنى المراد لان منية اهل النار حينئذ ليس فقط العودة الى الدنيا وان وانما منيتهم ان يعودوا ويؤمنوا ومثال الترجي ان تقول لعلك تستعجل فنأكل غداءنا لعلك تستعجل فنأكل غداءنا لعلك تستعجل ونأكل غداءنا نعم الامثلة متشابهة الفاء انتهينا منها. كانها سببية نعم قلنا هذه معية هنا معية لا في الواو معية لعلك تستعجل ونأكل غداءنا لعلك تجمع تجمع لنا الامرين استعجالك و اكل غدائنا. لعلك تجتهد. هم. يعني لعله يكون منك استعجال ويكون منا اكل لغدائنا الفاء كيف تنجح او تنجح؟ وتنجح سمعنا زميلية هنا ولا له نوى ومعية اذا قلت لعلك تجتهد وتنجح يعني لعله يكون منك اجتهاد ونجح المعية معية يعني ان يحدث الامران منك لا يشترط ان يكون معا في وقت واحد قد يكون في وقت واحد وقد يكون في اكثر من وقت لكن ان يحدث لان الاجتهاد يكون قبل النجاح لكن المراد ان يحدث منك نعم كيف لعلك السببية قد تفهم من الاسلوب ولا تفهمون الالفاظ لان المعاني اوسع كثيرا من الالفاظ فان اللفظ الواحد قد يدل على معنى معين ثم اذا دخل في اسلوب قد تفهم انت من هذا الاسلوب اشياء لا من الفاظها من لفظة معينة منها وانما من ترقب هذا الاسلوب اما واو المعية فهي تدل على الجمع بين الامرين يعني لعله يكون منك اجتهاد ونجاح اما اذا اردت بكلامك السببية فتأتي بالفاء لعلك تجتهدوا فتنجح وسيأتي لنا اسلوب ثالث ايضا في هذا الاسلوب نفسه وهو ان تحذف الهاء والواو تقول لعلك تجتهد تنجح او اجتهد تنجح وحينئذ سينجزم الفعل المضارع مع ان الفعل مضارع من حيث المعنى النجاح مترتب على الاجتهاد ايضا ولهذا عادوها الى الشرط وكل ذلك يعود الى الجواب لان قلنا ان الجواب اوسع من معنى الجزاء والشرط الجزاء ما كان على معنى شرط؟ والجواب كل ما ترتب على ما قبله آآ السببية والمعية والشرط كله مترتب على ما قبله فالترتب ربما هو الذي يوحي بمعنى السببية متوقعة فعلا المعية صرفة ماذا تعني بالصرفة تقع قلنا لا يشترط لا يشترط ان تفعل الامرين في وقت واحد في زمن واحد في مكان واحد وانما معنى المعية ان يحدث الامران منك. نعم ان يصدر منك ولهذا قلنا لعلك تجتهد وتنجح الاجتهاد لا يكون في زمن النجاح وان يكون قبل النجاح وانما المراد لعله يكون منك اجتهاد ونجاح والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين