بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر المحرم من سنة خمس وثلاثين واربعمئة والف من هجرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. نحن في جامع الراجحي بحي بحي الجزيرة في مدينة الرياظ نعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس السادس عشر بعد المئة من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله وقد توقفنا في الدرس الماضي في اثناء الكلام على باب عوامل الجزم وقلنا ان ابن مالك رحمه الله تعالى عقد هذا الباب في اربعة عشر بيتا شرحنا منها كم بيت شرحنا منها ثمانية ابيات فيبقى على ذلك ستة ابيات وفيها يقول ابن مالك رحمه الله تعالى والفعل من بعد الجزاء ان يقترن بالفاء او الواو بتثليث وجزمنا ونصب لفعل اثر فاوين بالجملتين اكتنفا والشرط يغني عن جواب قد علم والعكس قد يأتي ان المعنى فهم. واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب تأخرت فهو ملتزم وان تواليا وقبل ذو خبر فالشرط رجح مطلقا بلا حذر وربما رجح بعد قسم شرط بلاد خبر مقدم تكلم ابن مالك رحمه الله تعالى في هذه الابيات الباقية على احكام تتعلق باسلوب الشرط بعد ان شرحناه لانه اه تكلم على اسلوب الشرط لان جوازم الفعل المضارع التي تجزم فعلين هي ادوات الشرط الجازمة. فلهذا استطرد بالكلام على اسلوب الشرط وبين اركانه وماذا يقتضيه؟ ثم دخل في شيء من احكام اسلوب الشرط في هذه الابيات. فقال رحمه الله الله تعالى والفعل من بعد الجزاء ان يقترن بالفاء او الواو بتثليث امن ذكر رحمه الله حكم الفعل المضارع المعطوف بالواو او الفاء على جواب الشرط لو اتيت باسلوب شرط اداة شرط وفعل شرط وجواب شرط ثم عطفت على جواب الشرط فعلا مضارعا بالواو او الفاء كأن تقول ان تجتهد تنجح ثم اعطف على تنجح تقول ان تجتهد تنجح وتفرح او ان تجتهد تنجح فتفرح ما حكم هذا المضارع اذا عطف بالواو او الفاء على جواب الشرط؟ يقول يجوز فيه ثلاثة اوجه الجزم وهو الاقوى والاكثر والرافع وهو جائز والنصب وهو قليل نحو من يأتي اكرمه واعطه هدية او واعطيه او واعطيه من يجتهد ينجح فيفرح و فيفرح فيفرح اما الجزم وهو الاقوى والاكثر فهو على عطف المفردات عطفت مفردا على مفرد فاخذ اعرابه فقولنا من يجتهد ينجح ويفرح نقول يفرح معطوف على الفعل ينجح مجزوم مثله وعلى ما يجوز من السكون واما الرافع وعلى ماذا على الاستئناف على الاستئناف على انه خبر لمبتدأ محذوف اي من يجتهد ينجح وهو يفرح هو يفرح اذا ما الذي وقع بعد الواو جملة مكونة من مبتدأ وخبر الا ان المبتدأ محذوف وهذه الجملة معطوفة على الجملة السابقة عطف جمل من يجتهد ينجح هذه جملة عطفت عليها قولك وهو ينجح فقولنا استئناف لا يعني ذلك انه لا ارتباط بين الكلامين مطلقا وانما المعنى ان الكلام ليس على عطف المفردات واما النصب فعلى ان الواو حينئذ هي واو المعية والفاء هي فاء السببية والمضارع بعدهما منصوب بان مضمرة وجوبا على معنى اه من يجتهد ينجح ويفرح ها يعني من يجتهد يحصل له نجاح والفرح او النجاح والفرح لان ان ستنسبك مع فعلها بمصدر اسم ولهذا يجعلنا التقدير حينئذ على تقدير الاسماء وسبق ذلك في الباب السابق وقد جاءت هذه الاوجه الثلاثة الجزم الرفع والنصب في قوله سبحانه وتعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء الفعل يغفر عطف بالفاء على جواب الشرط يحاسبكم فقرأ اكثر العشرة بالجزم فيغفر وقرأ عاصم وابن عامر بالرفع فيغفر وجاء في الشاذ قراءته بالناصب فيغفر وجاءت الاوجه الثلاثة ايضا في قول النابغة الذبياني فان يهلك ابو قابوس يهلك ربيع الناس والبلد الحرام ونأخذ بعده بذناب عيش اجب ظهري ليس له سلام والشاهد في قوله ونأخذ فهو معطوف على قوله يهلك فان يهلك ابو قابوس يهلك ربيع الناس والبلد الحرام ونأخذ بالجزم ونأخذ بالرفع على ان المعنى ونحن نأخذ اول نأخذ على ان الواو للمعية وقال سبحانه وتعالى من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم او ونذرهم قراءتان في اوضح المسالك بكى رحمه الله تعالى ان في هذا الفعل المعطوف بالواو الاوجه الثلاثة جاء في القراءة الاوجه الثلاثة الا ان المذكور في كتب التفسير والقراءات الرافع والجزم هذا المذكور فيها ولم يذكر فيها النصب طيب هذا اذا كان العاطف بالواو او الفاء. طيب اذا كان العطف بثم فالجزم جائز طبعا جائز من هذا الاصل الاصل في العطف عطف مفردات فكل فكل احرف العطف تعطف فلا اشكال في الجزم من يجتهد ينجح ثم يفرح طيب والرافع يجوز بعد ثم الجواب نعم جوزه اكثر النحويين لانهم يجوزون الاستئناف بعد ثم وان كان الاشهر ان الواو والفاء هما حرفا الاستئناف لكن قد تأتي ثم حرف استئناف لكن النصب هو الذي لا يجوز لان ان المضمرة لا تضمر الا بعد واو المعية اوفاء السببية على المعنيين السابقين وهذا هو الوالد واما في بقية حروف العطف او وبقية حروف العطف فلا يجوز لك فيها الا الجزم لان الجزء لان الجزم على عطف المفردات وهذا هو الاصل في كل حروف العطف واما الرافع فقلنا على ماذا الاستئناف والاستئناف لا يكون الا بالواو او الفاء. وبعضهم كما قلنا جوزه بثم. اما البقية فلا يأتي بعدها استئناف والنصب كذلك لا يكون الا بعد الواو والفاء على معنى السبيلية على معنى واو المعية فهي سببية ولهذا تجدون ان ابن مالك النحوين يقيدون العطف هنا بالواو والفاء ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى وجزمنا ونصب لفعل اثر فاء او واو بالجملتين اكتنفا ذكر هنا رحمه الله تعالى حكم الفعل المضارع المعطوف بالواو او الفاء على فعل الشرط على فعل الشرط كأن تقول ان تجتهد وتحرص تنجح ما حكم تحرص المعطوف بالواو او بالفاء على فعل الشرط ذكره في هذا البيت قال وجزمنا ونصب يجوز فيه حينئذ الجزم وهو الوجه الاكثر والاقوى ويجوز فيه النصب وهو جائز. اما الجزم فكما سبق على انه من عطف المفردات وهذا هو الاصل واما النصب فكما سبق على ان الواو للمعية والفاء للسببية والمضارع بعدهما منصوب بان مضمرة على تقدير اه قدر كيف تقدر الاسماء من يجتهد ويحرص ينجح اذا بالنصب من يجتهد وينجح ان ينجحه صارت اسم لانها منصوبة بان وان والفعل اسم مؤول فان تجعل التقدير على تقدير الاسماء. يعني من يحصل منه اجتهاد وحرص ينجح وهكذا يقول من يأتي ويبكر اكرمه او من يأتي ويبكر يجوز الوجهان وان كان الجزم هو الظاهر والاكثر. طيب. اما الجزم فلا يحتاج الى شواهد لانه الاصل والاكثر من شواهد النصب هنا قول الشاعر ومن يقترب منا ويخضع نؤوه ولا يخشى ظلما ما اقام ولا هضما من يقترب منا ويخضع نؤوه من اداة الشرط يقترب فعل الشرط نؤيه جواب الشرط ثم عطف على فعله اشترط فقال ويخضعا بالناصب طيب اذا فيجوز حينئذ في هذا الفعل وجهان الجزم والنصب واما الرفع فلا يجوز لماذا لان الرفع كما عرفنا من قبل على ماذا الاستئناف والاستئناف يمتنع قبل تمام الجزاء لان جملة الشرط مكونة من اداة الشرط وفعل الشرط وجواب الشرط فانت لا تستأنف كلام من جديد حتى ينتهي الكلام السابق والا يتقطع الكلام حينئذ ولا يصح بخلاف المسألة الاولى في جواب الشرط المسألة الاولى العطف على جواب الشرط فحينئذ جملة الشرط اكتملت باركانها من يجتهد ينجح ثم قلت ويفرح حينئذ يصح ان تجعل استئنافا اما اذا عطفت على فعل الشرط فلا يصح الرفع لان الاستئناف حينئذ يمتنع لانه لا يأتي قبل تمام الجزاء فلا يجوز ان تقول من يجتهد ويحرص ينجح على تقدير على تقدير الاستئناف يعني من يجتهد وهو يحرص ينجح فتجعل جملة هو يحرص معطوفة عطف جمل على قولك من يجتهد ثم يأتي بعد ذلك جواب الشرط وتكون قد استأنفت قبل مجيء جواب الشيخ هذا ممتنع هذا ممتنع لكن لو لو قلنا ان المضارع المرفوع ليس مرفوعا على الاستئناف وانما هو مرفوع على الاعتراظ جملة معترضة كأن تقول مثلا من يجتهد واحب المجتهد ينجح من يجتهد ينجح ثم اتيت بجملة معترظة بين الشرط وجوابه فقلت من يجتهد واحب المجتهد ينجح حينئذ الفعل لا شك انه مرفوع لكنه ليس مرفوع على الاستئناف وانما هو مرفوع عن الاعتراظ والاعتراظ كما تعرفون هذي طبيعته انه يقع بين المتلازمين اعتراض يقع بين متلازمين ولا يضر الجملة حينئذ قال سبحانه وتعالى ان تؤمنوا وتتقوا يؤتيكم اجوركم ان تؤمنوا فعل الشرط وتتقوا معطوف على فعل الشرط مجزوم ام منصوب ها في الصناعة النحوية نقول الوجهان جائزان هذا في الصناعة النحوية دون نظر لشيء اخر لكن لو نظرنا الى ان الافضل في القرآن دائما ان يحمل على الاقوى والاحسن وان يحمل على نظائره وان يحمل على الكثير فيه وفي كلام العرب والا يحمل على الاوجه القليلة الا اذا لم نجد مخرجا اخر. وعلى ذلك ينبغي ان نقول ان الفعل هنا مجزوم مجزوم على الوجه الاقوى والاكثر سواء يكثر فيه القرآن الكريم او في كلام العرب ودائما نفرق يا اخوان بين الصناعة النحوية وبين ما يخص هذا المثال فالصناعة قد تجوز اوجها الا ان المثال قد لا يجوز فيه الا وجه واحد واحد بحسب المعنى او بقرائن اخرى. وتكلمنا عن هذه المسألة اكثر من مرة وقال الشاعر زهيد في معلقته المشهورة ومن يك ذل فيبخل بفضله على قومه يستغنى عنه ويذمم الشاهد في قوله فيبخل عطفه على فعل الشرط على الوجه الاكثر فجزم ثم قال ابن مالك رحمه الله والشرط يغني عن جواب قد علم والعكس قد يأتي ان المعنى فهم رحمه الله تعالى في هذا البيت ان جواب الشرط يجوز حذفه ان دل عليه دليل وكذلك فعل الشرط يجوز حذفه ان دل عليه دليل على القاعدة العامة في الحذف ان كل ما دل عليه دليل جاز حذفه اما حذف جواب الشرط لدليل وكثير جدا بكلام عرب الا انه على نوعين النوع الاول ما يجوز حذفه اذا قلنا ما يجوز حذفه يعني ما يجوز حذفه وما يجوز ذكره والتصريح به وذلك اذا لم يكن لفظ الدليل لفظ الجواب اذا لم يكن لفظ الدليل هو نفسه لفظ الجواب كأن تقول سيارتك يا اخي قديمة ومتعبة فان استطعت اي ان استطعت تغييرها فافعل او تقول رأيت خرفانا طيبة ان رغبت يعني ان رغبت آآ فيها اريتك اياها. وهكذا قال سبحانه وتعالى وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية اي فان استطعت ذلك فاتهم باية فالجواب هنا محذوف دل عليه قوله فتأتيهم بآية اه هنا يصح في الاية مثلا ان تقول في الكلام فان استطعت ان تأتيهم باية فاتهم باية. يصلح ان تصرع بالجواب وان تحذف الجواب او الامثلة المصنوعة التي قلناها قبل قليل يصح ان تحذف وان تصرح. والنوع الثاني من حذف جواب الشرط ما يجب فيه حذف الجواب يعني لا يجوز التصريح بالجواب حينئذ وذلك ها متى اذا كان لفظ الدليل هو لفظ الجواب اذا كان لفظ الدليل هو هو لفظ الجواب المحذوف الذي يدل على الجواب المحذوف نعم. كقولك انت ظالم ان ضربته انت ظالم ان ضربته قدر الجواب ان ضربته فانت ظالم لفظ الجواب المحذوف هو هو لفظ الدليل حينئذ لا يصح في الكلام ان تقول انت ظالم ان ضربته فانت ظالم. هذا يسمونه عي او تقول انت راسب ان لم تجتهد يعني ان لم تجتهد فانت راسب او تقول لم انجو ان نجا يعني ان نجا لم انجو قال الزهير ابن مسعود عشية غادرت الحليس كانما على النحر منه لون برد محبر. فلم ارقه ان ينجو منها وان يمت فطعنة لا عش ولا بمغمد يقول فلم ارقه ان ينجو منها. يعني ان ينجو منها لم ارقه ان ينجو منها ان نجا من هذه الطعنة ما قرأت عليه رقية لكي يشفع وان يمت منها فطعنتنا لا غش ولا بمغمر يعني وان يمت طعنتي طعنة لا غسل وحذف المبتدع وذكرنا في باب المبتدأ والخبر ان المبتدأ يحذف كثيرا في صدر الجواب جواب الشرط ومثل هذا الاسلوب اعني الثاني اذا كان لفظ الدليل هو هو لفظ الجواب في هذا الاسلوب خلاف بين النحويين فما ذكرناه هو قول جمهور البصريين يقولون ان الجواب محذوف. والمتقدم دليل عليه والقول الثاني في المسألة قول الكوفيين وبعض البصريين يقولون ان المتقدم عينه هو الجواب ومتقدم هو هو الجواب فعند هؤلاء يجوز ان تقدم الجواب ويجوز ان تؤخر الجواب وان اخرته فله احكام وان قدمته فله احكام والراجح الاول معنى وصناعة اما في الصناعة فلو كان الجواب لاقترن بالفاء وآآ لانها ذات الشرط لها الصدارة وهذا يدل عليه ادلة كثيرة ان ادوات الشرط والاستفهام له الصدارة واما من حيث المعنى وهذا الذي يجعل البصريين كثيرا يدققون في احكامهم ولا يقبلون بالظواهر وهو مراعاتهم الشديدة للمعاني ولهذا يقول عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية كثيرا ان اهل البصرة هم اهل التحقيق والكوفة هم اهل الظاهر لانهم يقفون عند المعاني كثيرا والقاعدة عندهم ان اختلاف الاسلوب يدل على اختلاف المعنى يعني ما اختلف الاسلوب الا ان المعنى يختلف. ليس يختلف تماما وانما فيه اختلاف ولهذا يقول البصريون والجمهور يقول انت اذا قلت انت ظالم فقد ابتدأت بخبر جازم السامع عندما يسمعه تقول انت ظالم ما يفهم الشرط وانما يفهم الخبر الجازم انت ظالم ثم يبدو لك ان تعلق الامر بالشرط وتقول ان ضربته فهذا معنى يقصد اليه المتكلم وهو خلاف المعنى الاخر الذي يقصد التعليق منذ البداية فيقول ان ضربته هذا التعليق. اه فهمنا طيب ماذا يكون فانت ظالم المعاني مختلفان وان كان المعنى الاجمالي واحد لكن المعاني التفصيلية تختلف وهذا التخصيص بعد التعميم ان يأتي الامر مخصصا منذ البداية يختلف عن الامر التي يأتي عاما ثم بعد ذلك يخصص. وان كانت النتيجة واحدة وهو ان هذا العموم ليس على العموم وانما مخصص ولذلك امثلة كثيرة جدا في في النحو وخلافات كثيرة تعود الى هذا الامر من الامثلة مثلا وان كنا نقف عند كثير منها مثلا تقدم الفاعل هل الفاعل يتقدم او لا يتقدم في قولك قام محمد ولو قلنا محمد قام محمد فاعل متقدم ام مبتدأ خلاف شرحناه في الفاعل فالجمهور يقولون انه مبتدأ وآآ جمهور الكوفيين يقولون انه فاعل متقدم انهم يجوزون تقدم الفاعل وذكرنا حينذاك ادلة كثيرة صناعية ومعنوية تنصر قول الجمهور انه مبتدع. منها ان المعنى يختلف واذا قال لك قائل محمد ماذا تفهم ها لا تفهم انه قام لا تفهم انه قام قد يقول محمد اخوك خلاص ما في فعل ابدا ولا فاعل محمد اخوك فالعربي عندما يقول محمد لا يفهم الفاعل ابدا لا يفهم الفاعلية وانما يفهم انه اوقع الاسم في ابتداء الكلام وهو مبتدأ ثم بعد ذلك يخبر عنه بخبر قد يكون هذا الخبر فعلا محمد قام. وقد يكون غير فعل محمد اخوك ولهذا ينظرون الى هذه المعاني ويدققون فيها هم الذين يعني لا يرضون بالاخذ بالظاهر وهم الذين تنضبط معهم المقاييس وهم الذين تسندهم الادلة المختلفة الصناعية والقياسية في الابواب الاخرى ففي هذه المسألة مثلا لو خرجنا من المفرد الى الجمع وقلنا قام المحمدون ثم قدمنا الفاعل لكانت العرب تقول ماذا المحمدون قاموا فهذا يدل على ان محمد مبتدأ فاعل هذا يدل على ان المحمدون فاعل اي هذا يدل على ان المحمدون مبتدأ لانه لو كان فاعلا لم تعمل فيه شيئا غير التقديم قام محمد قدم الفاعل لو كان فاعل مقدم تقدم الفاعل فقط فكنت تقول المحمدون؟ قام وهذا لا تقوله العرب وهذا يدل ايضا على ان العرب بالفعل تقصد هذا الاختلاف في المعنى عندما تقدم الاسم طيب الكلام الان على ماذا على حذف جواب الشرط من حذف جواب الشرط ما سيأتي في البيت التالي عند اجتماع شرط وقسم اذا اجتمع شرط وقسم فيحذف الجواب الثاني منهما واذا كان الشرط فان جوابه محذوف. فلهذا يدخل ايضا في هذه المسألة كل هذا كلام على حذف جواب الشرط طيب وحذف فعل الشرط ايضا يجوز حذف فعل الشرط لدليل نحو اجتهد جيدا والا ترسب اجتهد جيدا والا ترسب يعني وان لا تجتهد ترسب ان لا صار بينهما اضغام فقلنا الا والا ثم حذفنا فعل الشرط فصاد جملة والا ترسب. اذا فعل الشرط هنا محذوف لدليل يقول اقرأ الكتاب وستعرف الطريقة والا علمتك او والا اعلمتك يعني والا تفهم آآ اعلمتك تقول من يجتهد ينجح ومن لا يرصد يعني ومن لا يجتهد يرفض هكذا كل ما دل عليه دليل جاز ان تحذفه. قال الاحوص فطلقها فلست لها بكفء والا يعلو مفرقك الحسام يأمره ان يطلق زوجته فطلقها فلست لها بكفء والا يعلو يقول والا تطلقها يعلو ثم حذف فعل الشرط ومن حذف فعل الشرط الاسلوب المشهور الذي سبق في بابه كان واخواتها كقولهم ان خيرا فخير ان خيرا فخير اي ان فعلت خيرا فجزاؤك خير وعرفنا انه في الجملة اكثر من ظبط ومن حيث فعل الشرط اسلوب الاخر المشهور عندما يأتي عندما يأتي اسم بعد اداة الشرط اذا جاء بعد الشرط بعد اداة الشرط اسم لقوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجر ان احد من المشركين استجارك فاجره اين فعل الشرط؟ احد اسم. ايمكن ان يكون فعل شرط قالوا ان فعل الشرط محذوف دل عليه المذكور واحد فاعل لفعل الشرط المحذوف. يعني وان استجارك احد فاجره الا انه لا يجوز لك في الكلام ان تجمع بين العوظ والمعوظ اما ان تذكر الاول ان استجارك احد فاجره او تذكر الثاني ان احد استجارك فاجره وقوله تعالى وان ضعفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. يعني ان اقتتلوا فاصلحوا بينهما وهذه المسألة وهي ما اذا اتى اسم بعد اداة الشرط اختلف فيها النحويون على ثلاثة اقوال وهي من المسائل المشهورة كأن تقول اذا محمد جاءك فاكرمه يجوز هذا لا اشكال فيه من حيث الجواز جائز ومسموع وفصيح سواء تقدم الفعل اذا جاء محمد فاكرمه او تقدم الاسم اذا محمد جاء فاكرمه. كلاهما جائز لكن الخلاف في التخريج في تخريج الاسم اذا ولي اداة الشرط والقول الاول قول جمهور البصريين ان فعل الشرط محذوف واداة الشرط داخلة الا هذا الفعل المحذوف والاسم فاعل لهذا الفعل المحذوف واما الفعل المذكور فدليل على الفعل المحذوف وهذا الذي قلناه قبل قليل وشرحنا عليه وان احد يعني وان استجارك احد فالفعل محذوف والاسم المذكور فاعله فيكون الكلام حينئذ من باب ماذا من باب حذف الف علم وبقاء الفاعل وهذا كثير منتشر في اللغة الفعل يجوز ان يحذف اذا دل عليه دليل لا اشكال في ذلك ويبقى فاعله القول الثاني في المسألة للكوفيين يرون انه مبتدع والفعل الذي بعده خبره طيب واين فعل الشرط؟ ان احد استجارك ان اداة شرط احد مبتدع استجابك خبر المبتدأ فاجره جواب الشرط اين فعل الشرط قالوا فعل الشرط مفهوم حينئذ من الجملة نعم هم يقرون ان الشرط لابد ان يكون بفعل فان الشرط عقلا لا يكون الا بفعل لا تقول اذا الساعة جئتك ما يصلح لابد ان يكون الشرط فعلا لكن يقولون الاسلوب صحيح وفعل الشرط مفهوم من الجملة يعني لو استجارك قولهم واضح يقول فعل الشرط في اللفظ فعل الشرط في اللفظ الان فعل او جملة جملة اسمية الا انه يؤخذ من هذه الجملة الاسمية مضمونا فعل الشرط اذا هم لا لا يمنعون في الظاهر وقوع الجملة تعلى شرط ما عندهم اشكال في ذلك فعل الشرط عندهم لا اشكال في انه يقع جملة اسمية كما رأيتم. جملة اسمية يعني جملة وقياس قولهم وقياس قولهم لو وقع فعل الشرط ماضيا ان قام محمد قمت ان قام ام هذا فعل ماض ما اعرابه في محل جزم ها او لا محل له من الاعراب هذا كلام من كلام الكوفيين وعلى كلام الجمهور ها في محل جزم هذا شرحناه في المحاضرة الماضية الظاهر بعضها والتي قبلها نعم اذا وقع فعل الشرط وجواب الشرط فعلين ماضيين ففي المسألة قولان اكثر النحويين ان الفعل الماضي حينئذ محله الجزم وهذا الموقع الوحيد الذي يكون الفعل الماضي فيه حكم اعرابي فيقول من قام قام فعل ماض في محل جزم يعني يجعلون الجزم واقع على لفظه وقياس قول الكوفيين انه يمكن ان يكون الجزم حينئذ واقعا على الجملة يعني قام نقول فعل ماضي مبني على الفتح لا محل من اعراب والفاعل ضمير تقديره هو والجملة الفعلية هو في محل في محل جزم لانك على قول الكوفي وان احد استجارك احد مبتدأ واستجارك خبره طيب وجزم الفعل الشرط؟ وقع على ماذا يقول وقع على الجملة اذا فالجملة في محل جزم اذا اجازوا وقوع الجملة فعل شرط طيب القول الاول لجمهور البصريين ان الفعل محذوف واحد فاعله والقول الثاني للكوفيين ان احد مبتدأ والفعل بعده الخبر والقول الثالث وهو الاخفش جواز الامرين يجوز العرابين في مثل هذا الاسلوب والقول الاول قول جمهور البصريين هو الموافق للقياس هو الموافق للقياس لان الشرط اتفاقا لا يكون الا بفعل حتى الكوفيين يقرون بان الشرط لا يكون عقلا الا بفعل وعلى قول جمهور البصريين ابقينا الامر على قياسه يعني ابقينا الشرط بفعل على تقدير فعل محذوف وحذف الفعل وبقاء الفاعل ليس قليلا او ضعيفا وانما هو كثير جدا في الكلام لا من لا اشكال فيه ولا خلاف في جواز حذف الفعل اذا دل عليه دليل وذكرنا في باب الفاعل ان الفعل يحذف في مواضع كثيرة متى ما دل عليه دليل فذكرنا الان حذف جواب الشرط وذكرنا حذف فعل الشرط ثم نقول ويجوز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا لدليل فما الذي يبقى اداة الشرط الاسلوب يعني؟ نعم. كأن تقول لاحدكم ستعاقبه وان اعتذر فيقول وان يعني وان اعتذر فسأعاقبه هذا كلامي انا اقول نعام؟ هذا الذي يقول ما جاز الحذف الا بدليل لكن هذا الدليل الذي قلته انا هل هو فعل الشرط وجواب الشرط لان التي قلتها انت ام جملة سابقة جملة سابقة هذا كلام وهذا كلام نعم طبعا ما يجوز ان يحذف الا لدليل دليل لفظي او دليل معنوي بس لابد من دليل قال الراجز قالت بنات العم يا سلمى وان كان فقيرا معدما قالت وان يعني وان كان فقيرا معدما فاريده. جزاك الله خير قال الشاعر احفظ وديعتك التي استودعتها يوم الاعاذب ان وصلت وان لم ان وصلت وان لم احفظ وديعتك ان وصلت وان لم فقوله ان وصلت ذكر اداة الشرط وفعل الشرط وحذف جواب الشرط يعني ان وصلت فاحفظ وديعتك وقوله وان لم يعني وان لم توصل فاحفظ وديعتك هذا ففعل الشرط وجواب الشرط وفي الحديث الذي رواه البخاري قال عليه الصلاة والسلام بهذا اللفظ الذي رواه البخاري فان جاء صاحبها والا استمتع بها نحو يقول رواية دائما ومن ذلك رواية هذه الرواية لانهم لو قطعوا بانه قول النبي عليه الصلاة والسلام لن لنتهى الخلاف في الاحتجاج به وفي الحديث روايات كثيرة جدا تخالف هذا الاستشهاد المهم قال فان جاء صاحبها والا استمتع بها التقطير الكلام هذه على اللقطة التقدير فان جاء صاحبها ماذا يفعل فردها اليه طيب والا استمتع قدر وان لم يأتي فاستمتع بها فقوله فان جاء صاحبها حذف الجواب وردها اليه. وقوله والا استمتع بها حذف فعل الشرط يعني وان لم يجأ فاستمتع بها ثم نقول وقد تحذف اداة الشرط وفعل الشرط فقط ما الذي يبقى جواب الشرط وهذا على قول الجمهور بالاسلوب السابق الذي شرحناه بنحو قولك زرني اكرمك زرني اكرمك ما جازم اكرمك عند الجمهور شرط محذوف يعني زرني ان تزرني اكرمك وقال بعض النحويين ان الجازم هو فعل هو فعل الامر يعني فعل الطلب نفسه فهؤلاء يقولون مجزوم بالطلب ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما اخرت فهو ملتزم معلوم ان الشرط له جواب والله وتقول محمد والله ان قام لاكرمنه. فهو جائز لا في دليل على ان في دليل على ان الامرين جائزان الا ان جعله لي الشرط هو الارجح يعني الاحسن والاكثر والاقوى وان القسم له جواب اما الشرط فجوابه اما مرجوم لفظا نحو من يأتي اكرمه واما اه مقترن بالفاء من يأتي فهو مكرم واما القسم فجوابه وعلى ذكر القسم ابن مالك رحمه الله في الالفية لم يعقد بابا للقسم مع ان النحويين يعقدون بابا للقسم لانه اسلوبهم جدا في العربية وقد عقده في اصل في اصل الالفية وهي الكافية الشافية لكنه من الابواب التي من الابواب القليلة التي لم ينقلها ابن مالك من اصل الالفية الى الالفية اما القسم فجوابه اما مضارع مؤكد بالنون وذلك اذا كان مضارعا مثبتا مثل والله لاقومن او مقترن بلقد مثل والله لقد قام محمد او مقترن بان نحو والله ان محمدا مسافر او مقترن باللام نحو والله لمحمد مسافر او منفي بماء او لا او ان نحن والله ما محمد مسافر وابن مالك رحمه الله تعالى في البيت الذي قرأناه بقوله واحذف لدى اجتماع شرط وقسم تواب ما اخرت فهو ملتزم يقول واذا اجتمع في الكلام شرط وقسم كان الجواب للاول منهما وجوابه الثاني محذوف لدلالة الاول عليه نحو ان قام زيد والله يقوم فكر ان قام زيد هذا اسلوب الشرط. والله هذا اسلوب القسم وكلاهما يطلب جوابا وقد تقدم الشرط. فيجب ان يكون الجواب للشرط فنقول والله ان قام زيد فيقول ان قام زيد والله يقم بالجزم فيكون الجزء فيكون القسم حينئذ معترظا بين الشرط وجوابه وان قدمت القسم وقلت والله ان قام زيد ليقومن بكر ويكون الجواب للقسم فتقول والله ان قام زيد ها لا يقومن بكر فتجعل الجواب للقسم فيكون الشرط حينئذ معترضا بين القسم وجوابه. تقول من يأتي الي وربي اكرمه واذا قدمت القسم قلت وربي من يأتي الي لاكرم لاكرمنه لاكرمنه. يعني وربي لاكرمنه نعم اذا كان مضارعا مثبتا لا بد من دخول اللام والتوكيد بالدون قال سبحانه وتعالى قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله اين الجواب لا يأتون يأتون الفعل هنا مرفوع او او مجزوم مرفوع طيب ما الذي اجتمع عندنا في قوله لئن اجتمعت اللام في قوله لئن اللام هذه هي الموطئة للقسم يعني الدالة على قسم محذوف يعني والله لئن وقوله ان هذا الشرط اذا فاجتمع قسم وشرط وتقدم القسم فوجب كون الجواب لي القسم فقال لا يأتون نعم ولو تقدم الشرط فقيل في الكلام ان اجتمعت الانس والجن والله لا يأتوا فتحذف قال سبحانه وتعالى لان ارسلنا عليهم ريحا فرأوهم اصفرا لظلوا من بعده يكفرون لئن ارسلنا عليهم ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون. فقال لظلوا جواب القسم قلنا ان جواب جواب الشرط اما ان يكون مضارعا مجزوما او يكون ماضيا او مقترنا بالفاء. هنا لظل مقترن باللام. يعني ليس جوابا للشرط بل هو جواب للقسم لان قسم هو الذي تقدم لان اللام موطئة للقسم قال تعالى ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك ما تبعوا وهذا جواب القسم. اذا فاذا اجتمع قسم وشرط وجب كون الجواب للاول وحذف الجواب الثاني لدلالة الاول عليه. ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى وان تولي وقبل ذو خبر فشرط رجح مطلقا بلا حذر يقول رحمه الله ان توالي الشرط والقسم ان اجتمع وتقدم عليهما ذو خبر وتقدم عليهما ذو خبر يعني طالب خبر ما الذي يطلب الخبر المبتدأ او ما اصله المبتدع المبتدأ يطلب الخبر ما اصله المبتدأ؟ يعني اسم كان واسم ان والمفعول الاول في باب ظن طيب فاذا اجتمع شرط وقسم وتقدم عليهما ذو خبر تقدم عليهما ذو خبر. يعني تقدم عليهما مبتدأ يطلب خبرا كأن تقول محمد ان قام والله يكرمه محمد ان قام والله يكرمه هنا اجتمع قسم وشرط ان قام والله لكن تقدم عليهما مبتدأ ما الحكم وان تواليا وقبل ذو خبر فالشرط رجح يعني رجح ان يكون الجواب للشرط مطلقا ما معنى مطلقا؟ يعني سواء تقدم الشرط على القسم او تقدم القسم على الشرط فتقول محمد ان قام والله اكرمه او محمد والله ان قام اكرمه هذا واجب او راجح ابن مالك يقول فالرجح فالشرط رجح ها اذا ليس واجبا نعم نعم هذا الحكم راجح يعني الاحسن والاكثر وان التزمت بالقاعدة السابقة يعني ان يكون الجواب المتقدم فهذا جائز فهذا جائز فتقول والله ان قام محمد اكرمه نعم ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى وربما رجح بعد قسم شرط بلا ذي خبر مقدم وربما رب هنا يراد بها التقليل يقول رحمه الله تعالى وقد جاء قليلا ترجيح كون الجواب للشرط مطلقا. مع انه لم يتقدمهما ذو خبر. قلنا اذا تقدم شرط وقسم فالجواب لمن للمتقدم للاول فان جاء قبلهما مبتدأ الافضل ان يكون الجواب دائما للشرط يقول ابن مالك جاء في قليل من الكلام جعل الجواب للشرط مطلقا تقدم او تأخر مع انه لم يأتي قبلهما مبتدع فتقول ان قام محمد والله اكرمه او والله ان قام محمد اكرمه الكلام منع الان على تقدم القسم. لو تقدم القسم والله ان قام محمد على القاعدة السابقة للقسم والله ان قام محمد لاكرمنه. يقول هنا يجوز بقلة جاء في قليل من الكلام ان تجعل الجواب بالشرط مع انه متأخر وتقول والله ان قام محمد اكرمه. قال الاعشى لان منيت بنا عن غب معركة لا تنفنا عن دماء القوم نمتثل تقول لئن منيت بنا لئن هذه اللام القسم وان للشرط والذي تقدم القسم ومع ذلك قال لان منيت بنا لا تلفنا فجزم فجعله جواب للقسم افجعله جوابا للشرط ولو صار على الاكثر كان يقول لان منيت بنا لا تلفينا ويرفع لان جواب القسم غير مجزوم. وقالت الشاعرة لان كان ما حدثته اليوم صادقا اصوم في نهار القيظ للشمس بادية فقالت لان كان ما حدثته اصم لئن تقدم القسم على الشرط ومع ذلك قالت اصم بالجزم فجعلته جوابا للشرط ولو سارت على الاكثر كانت تقول اصوم بالرفع وما ذكره ابن مالك رحمه الله تعالى في في هذا الحكم الاخير وهو انه اذا تقدم القسم على الشرط ويجوز ان نجعل الجواب الشرط مغلقا هذا قول الفراء ونصره ابن مالك هنا كما ترون وان كان صرح بانه قليل قال ربما لكنه جائز تعز قليل واما الجمهور فانهم يمنعون هذا الوجه ويجعلونه من ظرائر الشعر وهذا الذي جاء ظرورة شعيرية لا نقيس عليها في النثر. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين