ومن اخر ما نزل من القرآن وقد قيل انها اخر سورة نزلت قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول قل ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم. مئة مرة او قال اكثر من مئة مرة وقد امر الله تعالى عباده ان يختموا الاعمال الصالحات بالاستغفار. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا ويقول اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه. وقد قال تعالى والمستغفرين بالاسحار فامرهم ان يقوموا بالليل ويستغفروا بالاسحار. وكذلك ختم سورة المزمل وهي سورة قيام الليل بقوله واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. وكذلك في الحج قال فاذا اخذتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. واذكروه كما هداكم. وان كنتم من قبله لمن الضالين ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله. ان الله غفور رحيم ترتيب الشيخ رحمه الله بديع في بيان هذه القضية الكبرى وهي ان العبد مأمور ان يتوب الله تعالى دائما بدأ اولا بذكر الايات النصوص التي فيها الامر بالتوبة. من كل احد وذكر فيها توبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو افضل الناس عبادة. ثم بعد ذلك بين ان الله سبحانه وتعالى امر بالتوبة بعد الصالحات بعد الطاعات. فقال وقد امر الله سبحانه ان يختم الاعمال الصالحات بالاستغفار. وذكر شواهد ذلك. وذكر ان هذا لا يقتصر على عمل واحد بل هو هو مأمور به في ختم الاعمال وفي ختم الاعمار. ختم الاعمال واضح فيما ساقه من الادلة. في الصلاة وفي سورة المزدلفة وفي الحج وختم الاعمار فيما ذكره في غزوة تبوك وفي آآ اذا جاء نصر الله والفتح. فهذا على ما ذكره رحمه الله من ان التوبة يحتاج اليه الانسان دائما في ختم الاعمال وفي ختم الاعمار عند وقوع السيئات والاخطاء. نعم. بل انزل سبحانه وتعالى في اخر الامر لما غزى النبي صلى الله عليه عليه وسلم غزوة تبوك وهي اخر غزواته. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم. ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه. ثم تاب عليهم ليتوبوا. ان الله هو التواب التواب الرحيم. يا ايها الذين امنوا تاب عليهم ليتوبوا. تاب عليهم ليتوبوا. وش المعنى يا ناصر ثم تاب عليهم ليتوبوا. فعلل فعله بوقوعه. ثم تاب عليهم ليتوب. عبد العزيز ها؟ اي نعم. تابوا الاولى اي يسر وفقهم للتوبة. والثانية اي قبلها منه. ثم فعليهم يسر الله لهم طريق التوبة فوقع ذلك منهم في قوله ليتوبوا لاجل ان يتوبوا فيتوبوا عليه فيتوب عليهم سبحانه وتعالى. نعم انه كان توابا. فامره الله تعالى ان يختم عمله بالتسبيح والاستغفار. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك الله اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم ان انه كان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي واسرافي في امري وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزمي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما سر وما اعلن. لا اله الا انت. سبحان الله العظيم. الاصل في الدعاء الاجمال. وعدم لكن في مقام الاعتذار والاستغفار يأتي التطويل والاطناب تعرضا للرحمة وطلبا للعفو الاحظ هذا في كل الموارد او في اكثر الموارد التي فيها طلب المغفرة. تجد تفصيل لا تجده في غيره من الادعية. اللهم اغفر لي خطئي وجهلي واسرافي في امري. وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطأي وعمي لي وكل ذلك علم. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت. كل هذا تفصيل واطناب في طلب المغفرة والعفو وهذا لا يكون في الغالب الا في مقام الاستغفار والاعتذار وطلب التوبة والعفو من رب العالمين وذلك لعظيم حق الله على عباده وعظيم تقصيرهم فيه. ومثل هذا يقول بعض الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقل ذلك لحاجته اليه. انما انما كان يقول ذلك معلما لامته. وهذا من جهلهم وغلوهم برسول الله صلى الله عليه وسلم. رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج كغيره الى المغفرة والتوبة والعفو والرحمة. من رب العالمين ولذلك كان يطيل هذه الاطالة في دعائه وسؤاله. ثمان انه ورد انه كان يقول ذلك في مواطن ليست مواطن تعليم. يعني يسمعها منه السامع الناقل لها دون ان يكون في مقام تعليم اما ان يكون ساجدا في صلاة ليل او ما اشبه ذلك. مما يدل على انه يقول محتاجا اليه صلى الله عليه وسلم. نعم وكل ذلك عندهم لا يقولون انما قال ذلك ليسن لا لانه محتاج اليها وانه وقع منه. وفي الصحيحين ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي. قال قلت اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. ذهب البخاري رحمه الله الى ان هذا الدعاء يقال في ختم الصلاة قبل السلام بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لحديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه انه ذكر ترى بعد التشهد قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه. وهذا محل الدعاء في الصلاة. فان قاله في هذا فهو حسن وان قاله في يضيفه حسن لكن آآ الحديث لم يحدد موضعا لهذا الدعاء انما فيه انه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان دعاء يدعو به في صلاته. نعم. وفي السنن عن ابي بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني في دعاء ادعو به لاصبحت واذا امسيت. فقال قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه. اشهد ان لا اله الا انت. اعوذ بك من شر نفسي ومن شر للشيطان وشراكه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم. قله اذا اصبحت واذا امسيت واذا اذا اخذت مضجعك يعني افتتاح للنهار وافتتاح لليل واختتام لاعمال اليوم. اذا اصبحت واذا واذا اخذت مضجعك وهذا يدل على ما تقدم من حاجة الانسان الى الاستغفار في كل الاحوال. فليس لاحد ان يظن استغناه عن التوبة الى الله والاستغفار من الذنوب. بل كل احد محتاج الى ذلك دائما. قال الله تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقين والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما آآ يعني بعد ذكر الاذان انظر الى هذه هذه الاية بعد ان ذكر الله عز وجل حمل الانسان للامانة ووصفه بما هو وصف لازم له من حيث الجنس انه ظلوم جهول كما قال سبحانه وتعالى انه كان ظلوما جهولا الظلم ظد العدل والجهل العلم وبهما فساد الدين والدنيا. ذكر انقسام الناس في هذا الحمل باعتبار المآل الى قسمين. منافقين ومشركين هؤلاء لهم العذاب. ثم مؤمنون ومؤمنات. وهؤلاء يتوب الله عليهم. لانهم لم ما يجب عليهم في حق هذه الامانة. ولذلك قال ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات. بعد ان ذكر حمل الامانة لانه مهما كان الانسان مجتهدا في حملها والقيام بها مبتعدا عن الظلم والجهل متحليا بالعدل والعلم فانه لا بد من تقصير. يحتاج معه الى ان يتوب الله عليه. ولذلك ما قال ويدخل والمؤمنات جنات او ما اشبه ذلك بعد ذكر هذه الامانة العظيمة قال ليعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات لكونهم بالكلية ان حمل هذه الامانة والقيام بواجبها ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات الذين اجتهدوا في القيام بحمل هذه الامانة والتحلي بالعلم والعدل ومع ذلك يحتاجون الى ان يتابع عليه. ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله انه غفورا رحيما. نسأل الله من مغفرته ورحمته. نعم فالانسان فالانسان ظالم جاهل وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة غايتهم يعني منتهاهم. الغاية بمعنى الموت. يعني منتهى المؤمنين والمؤمنات ان يحتاجوا الى التوبة ليجاب مع معهم من تقصير. نعم. وغاية وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة. وقد اخبر الله تعالى من كتابه بتوبة عباده الصالحين ومغفرته لهم. وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لانه يدخل الجنة احد بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان غمدني الله برحمة منه وفضل. وهذا لا ينافي قوله تعالى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية فان الرسول صلى الله عليه وسلم نفى باء المقابلة والمعادلة والقرآن اثبت ما السبب؟ هذا الجمع بين قوله تعالى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية وامثالها من الايات التي فيها ان دخول الجنة بسبب العمل الصالح او بالعمل الصالح. وبين قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة احد بعمله. فالجمع ان المنفي في قوله بعمله باء المقابلة والمعاوضة. والمعادلة فانها فانه مهما عمل الانسان لا يستحق ما اعده الله عز وجل من النعيم لكونه لم يكمل ما يجب عليه. في العبودية. واما قوله كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفت في الايام الخالية فهو بيان ليش؟ لسبب الدخول. لا لان ذلك لا لان ذلك عوض ومقابل وبعض العلماء يقول ان الباء المثبت هنا هي في بيان مراتب دخولهم المراتب بيان مراتبهم بعد دخولهم الجنة لا في اصل الدخول. فان الدخول بفضل الله ورحمته ثم التمايز الذي يكون بين مراتب بين مراتب اهل الجنة انما هو باعمالهم. فيكون اصل الدخول منة ورحمة والمنزلة في الجنة بازاء العمل في مقابل العمل. وكلا الجمعين يعني قريب متوجه. نعم وقول من قال اذا احب الله عبدا لم تضره الذنوب معناه انه اذا احب عبدا الهمه التوبة والاستغفار فلم يصر على الذنوب. ومن ظن ان الذنوب لا تضر من اصر عليها فهو ضال. مخالف للكتاب والسنة واجماع السلف والائمة. بل من يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة يران وانما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله. بل من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وانما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ. والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس الله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون واجعلنا منهم يا رب العالمين. ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب فهو من جنس المشركين الذين الله تعالى عنهم فيقول الذين اشركوا هل رجع الشيخ رحمه الله الى آآ بيان مخالفة من خالف في مسألة القدر وان من اسباب عدم التمييز بين الحقائق القدرية الكونية وبين الحقائق شرعية الاحتجاج بالقدر عليه. ورحمه الله اتى بما يتعلق بالتوبة استطرادا. في ذكره لما يحبه الله من الاعمال. الم يمثل الشيخ رحمه الله للمحبوبات والمنهيات والمكروهات بعد ان فرغ من ذلك عاد الى الموضوع الاصلي وهو الكلام على التفريق بين ايش؟ بين الحقائق القدرية الكونية وبين الحقائق الشرعية الامنية من ابرز ما وقع فيه الذين لم يفرقوا بين الحقائق الكونية القدرية وبين الحقائق الشرعية يعني ما ميزوا بين الخلق والامر بين الارادة الشرعية وبين الارادة الكونية انهم جعلوا القدر حجة على المعصية. فضربوا القدر بالشر ظربوا عطلوا الشريعة بالقدم فهذا من ثمار عدم التمييز بين الارادة الكونية الشرعية الارادة الكونية الخلقية وبين الارادة الشرعية. واضح؟ هذا ليس انتقالا الى موضوع جديد هذا صلة الموضوع السابق وانما فما تقدم هو استطراد. نعم ومن ظن ان القدر حجة لاهل الذنوب فهو من جنس المشركين الذين قال الله تعالى عنهم. سيقول الذين لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. قال الله تعالى ردا عليهم كذلك فكذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ان تتبعون الا ظن وان انتم الا تخصون. قل فلله حجة بالغة. فلو شاء لهداكم اجمعين طيب الان ذكر الله عز وجل ما فعله الكفار من الاحتجاج بالقدر على الشرك. سيقول الذين ولو شاء الله ما اشرك يعني ما وقع منا الشرك. ولا اباؤنا يعني ولا اشرك اباؤنا ولا حرمنا من شيء. يعني ولم يحرم من دونه شيئا ماذا قال الله جل وعلا كذلك كذب الذين من قبلهم. كذبوا في اي شيء هل هم كذبوا في نسبة ذلك الى الله بان الله اوجد ذلك؟ لا لانه ما ما في اشكال انه من تمام الاعتقاد ان تعتقد انه ما من حركة ولا سكون في الكون ولا واقع الا بمشيئة الله عز وجل لكن التكبير هنا لا في ان ذلك بمشيئة الله لكن في الاحتجاج بالمشيئة على الرضا والمحبة و القبول والصحة هذا الذي كذبه الله ولذلك قال هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. ثم بعد ذلك قال فلله قل فالله الحجة بالغة لله الحجة البالغة التي تبلغ من الخصم المقتل. فان الله سبحانه وتعالى لا يعذرهم بهذا ولم يقبل منهم هذه الحجة وهي الاحتجاج بالقدر على صحة ما وقع منه لانهم كاذبون في الاستدلال على محبة الله للشيء بمشيئة الله له لان الله يشاء الشيء وهو لا يحبه سبحانه لحكمة اقتضاها جل وعلا. ولو كان القدر حجة لاحد لم يعذب الله المكذبين للرسل كقوم نوح وعاد وثمود والمؤتفكات وقوم فرعون ولم يأمر باقامة الحدود على المعتدين فالكلام في الرد على الذين احتجوا بالقدر على المعاصي. وهذا صلة ما تقدم من البحث في التفريق بين الارادة الكونية القدرية وبين الارادة الشرعية الامرية. فان من توابع هذا البحث ومما يتصل به هذه المسألة وهي الاحتجاج بالقدر على المعاصي هل في القدر حجة؟ على المعصية؟ الجواب لا. ولذلك كذب الله جل وعلا من احتج بالقدر على وقوع الشرك في قوله تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا. يعني اننا انما اشركنا الله عز وجل واذا كان قد قدره علينا فنحن ممتثلون لامره. فلا لوم عليه. فقال الله جل وعلا كذلك كذب الذين منهم مع ان الله سبحانه وتعالى ذكر في غير ما اية ان ما يكون منهم بتقديره كما قال الله جل وعلا ولو شاء الله ما فعلوه لكن فرق بين اثبات ذلك من جهة القدر وبين الاحتجاج بذلك على مخالفة الشرع. فان الذي كذبهم الله فيه هو احتجاجهم بهذا على اي شيء على مخالفة الشرع هذا اولا ثانيا ان الاحتجاج بالقدر يفضي الى تعطيل الشرائع. ولذلك الذين يحتجون بالقدر ويغلون في اثبات القدر هم شر من القدرية الذين ينكرون القدر ويقولون الامر انف لان مقتضى قول هؤلاء يعني من من من يغلو في ذات القدر ان يبطل الشرائع والاديان. وانه لا انكار على من كفر بالله ومن ارتكب المعاصي ومن فعل ما خالف فيه امر الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال ولو كان القدر حجة لو كان القدر حجة لاحد لم يعذب الله المكذبين للرسل. كيف يعذب وهم محتجون بقدر الله عز وجل. في مخالفتهم للرسل. نعم. نقول ولم يأمر باقامة الحدود. المهم انه ترتب على الاحتجاج بالقدر ابطال الشرائع. هذا ملخص الكلام. ملخص الوجه الثاني في الرد على الاحتجاج بالقدر ان الاحتجاج بالقدر يقدر يفضي الى ابطال الشرائع والاديان وتعطيلها. طيب ولا يحتج احد ولا يحتج احد بالقدر الا اذا كان متبعا لهواه ولا يحتج احد بالقدر الا فاذا كان متبعا لهواه بغير هدى من الله. ومن رأى القدر حجة لاهل الذنوب يرفع عنهم الذم والعقاب فعليه الا يذم احدا ولا يعاقبه اذا اعتدى عليه. وهذا لا يكون من احد وهذا من الاوجه في على الاحتجاج بالقدر يعني من كان يرى ان القدر حجة يرتفع بها اللوم والعقاب عن من خالف امر الله وترك ما اوجب فيلزم على قوله هذا الا يعاقب من خالف امره او اعتدى عليه. لانه انما فعل ذلك بقدر هذا الوجه نعم بل يستوي عندهم ما يوجب اللذة وما يوجب الالم ولا سواء لا سواء بينما يوجب اللذة مما يفرح به الانسان ويقبل عليه وما يوجب الالم مما يخالف الطبع وينفر منه الانسان. نعم. فلا يفرق بين من يعمل معه خيرا ومن يعمل معه مشرا وهذا ممتنع طبعا وعقلا وشرعا. يعني فاذا صفعه احد الكف كفا قال له جزاك الله خيرا واذا اهدى اليه كتابا قيما قال جزاك الله خيرا لان الفعل سواء وهذا لا يمكن ان تقره ان تقره عقول ولا طباع ولا شرائع ولذلك قال وهذا ممتنع اي مستحيل لا يكون طبعا وعقلا وشرعا. ومما يدل على التفريط وعدم التسوية بين الخير والاحسان وبين الشر العصيان ما يأتي من الايات. نعم ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ وقال الا افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ وقال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعل كالذين امنوا ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم اما يحمون؟ وقال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا. وانكم الينا الا ترجعون. وقال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم موسى قال موسى يا ادم انت ابو البشر. خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه اسجد لك ملائكته اخرجتنا ونفسك من الجنة. فقال له ادم انت موسى الذي اصطفاك الله وبكلامي وكتب لك التوراة بيده فبكم وجدت مكتوبا علي قبل ان اخلق وعصا ادم ربه فقواه. فقال باربعين سنة. قال فلما تلمني على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة قال فحج ادم موسى اي غلبه بالحجة. وهذا الحديث ظلت فيه طائفتان طائفة كذبت به لما ظنوا انه يقتضي رفع الذنب والعقاب عمن عصى الله لاجل القدر وطائفة شر من هؤلاء جعلوا حجة. وقد يقولون القدر حجة لاهل الحقيقة الذين شهدوه قد يقولون وقد يقولون القدر حجة لاهل الحقيقة الذين شهدوه. او الذين لا ان له فعلا ومن الناس من قال انما حج ادم موسى لانه ابوه او لانه قد او لان الذنب كان في شريعة ولو ما في اخرى. او لان هذا يكون في الدنيا دون الاخرة وكلها هذا باطل. هذا الحديث من الاحاديث المهمة في مسألة الاحتجاج بالقدر وفي مسألة وفي باب القدر عموما. ولذلك لابد من الوقوف عنده. الحديث هذا فيه خبر النبي صلى الله عليه وسلم عما كان بين ادم وموسى من من المحاجة وذلك ان موسى عليه السلام سأل الله عز وجل ان يريه ادم فلما رآه قال له يا ادم انت ابو البشر وهذا اشكال فيه خلقك الله بيده ونفخ فيك في من روحه واسجد لك ملائكته. كل هذا لا اشكال قل جاءت به النصوص ولا اشكال فيه من جهة القدر معنى لا اشكال فيه يعني فيما نحن نبحث فيه. قال لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة هنا موضع الاشكال الذي ظلت فيه الطوائف الذي الذين اشار اليهم الشيخ رحمه الله في كلامه. وهو السؤال والاحتجاج الاحتجاج ليس في انه ابو البشر او خلقه الله بيده انما الحجة التي احتج بها موسى على ادم انه اخرج ادم نفسه وذريته من الجنة. فقال له ادم انت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه اي خصك والاصطفاء هنا هل هو في جنس الكلام او في امر اخر؟ الجواب ليس في جنس الكلام لان الله كلف غيره كلم ادم وكلم اه محمدا صلى الله عليه وسلم وكلم نوح وكلم غيره من الرسل. انما الذي وقع فيه الاصطفاء لموسى عليه السلام ان الله ابتدأ الوحي اليه بالتكليب. لا بالواسطة. اوحى اليه مباشرة. ولذلك كان كليم الله كان موسى عليه السلام عليه السلام كليم الله فكليم الله لانه ابتدأ الوحي اليه بايش؟ بالكلام والا فان الله كلم غيره من الرسل. طيب اه اصطفاك الله بكلامه وكتب لك التوراة بيده. وهذا مما اختص الله به ادم عليه السلام ان كتب الله له بيده نعم كتب الله التوراة لموسى بيده كتبها بيده له سبحانه وتعالى اكراما له. وهذا فيه ان التوراة اختصت بهذا. ومع هذا فالقرآن افضل منها من حيث الوحي ومن حيث الاثر ومن الشمول منافع الدنيا والاخرة. ولكن التوراة خصها الله بان كتبها بيده. طيب. قال فبكم وجدت مكتوبا علي قبل ان اخلق وعصى ادم ربه فغوى. وهذا يدل على ان قوله وعصى ادم ربه فغوى مما جاء في التوراة وهو في القرآن قال موسى عليه السلام باربعين سنة يعني ان الله كتب عليك ذلك قبل خلقك باربعين سنة. قال فتلومني على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة. قال فحج ادم وموسى اي غلبه. غلبه في اي كي في الحجة وابطال ما عارض به. فالسؤال ما الذي وقعت فيه المحاجة؟ ما هو موضوع المحاجة؟ هل هو معصية ادم هل هو الاخراج من الجنة؟ الذي ترتب على المعصية؟ الجواب المخاصمة وقعت في الاخراج المترتب على الجنة على الاخراج المترتب على المعصية. دليل هذا من الحديث ما الاشكال الذي سأل موسى ادم قال لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فدل ذلك ان ان المناقشة والمحاجة ليست في المعصية. لم يقل له لم عصيت الله انما قال له لما اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فاحتج ادم عليه السلام على موسى بان الله قد كتب عليه وعلى بني ادم هذه المصيبة وهي الاخراج من الجنة. فالمحاجة لم تكن في المعصية انما كانت في اي شيء؟ في الاخراج وهو ما ترتب على العصيان. وهذا لا لا اشكال في ولا حرج في ان يحتج الانسان قدر على المصيبة يعني اذا نزلت بالانسان مصيبة وقيل له لماذا كذا؟ قال هذا هذا مما قدره الله عليك. فالاحتجاج قدر على المصائب امر لا حرج فيه ولا اشكال فيه بل هو من اسباب الرضا بالقدر ان يرجع الانسان الامر الى الله عز وجل اما الاشكال والمحظور هو الاحتجاج بالقدر على المعايب على المعاصي والذنوب فهذا هو الذي رده الشيخ رحمه الله بالاوجه السابقة وساق هذا الحديث لابطال استدلال من استدل به على اي شيء على ان على انه يحتج بالقدر على المعصية ويستدلون بان ادم احتج على موسى بالقدر. فالجواب انتبه الجواب ايش؟ ان المحاج والمخاصم لم تكن وقعت في في المعصية انما هي في المصيبة التي ترتبت على المعصية وهي الاخراج من الجنة ولذلك كان السؤال لماذا واجتنا ونفسك والمعصية هل وقعت من بني ادم ام او من ادم؟ من ادم لكن المصيبة نالته وذريته واضح طيب الشيخ رحمه الله بعد ان ان بعد ان ذكر الحديث بين افتراق الناس في هذا الحديث وذكر ثلاث فرق الفرقة الاولى وهذا الحديث ظلت فيه طائفتان. الطائفة الاولى كذبت به. اي ردته ولم تصدقه ولم تقبل به. وهذا هو طريق واهل الاعتزال على رأسهم ابي علي وعلى رأسهم ابو علي الجبائي. رد هذا الحديث ولم يرفعوا به رأسه. وقالوا لو اثبتنا هذا الحديث لبطلت الشرائع. فالطريق السهل عندهم هو رد الحديث. والجواب على هذا ان هذا الحديث متفق على صحته. تلقته بالقبول والتصديق. فلم تزل الامة تسمع هذا الحديث وتصدق به من لدن النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا فلا وجه لانكاره. وانما ننظر الى وجه الاستدلال به حتى نبطل المبطل بهذا الحديث. اذا طائفة كذبت به وسبب التكذيب انهم قالوا يفضي الى ابطال الشرائع ولذلك قال لما ظنوا انه يقتضي رفع الدم والعقاب عن من عصى الله لاجل القدر وهذا يتضمن ابطال الشرائع. طيب. وطائفة وهي الطائفة الثانية شر من هؤلاء اي شر من القدرية المعتزلة شر من اهل الاعتزال وهم الجبرية الذين غلوا في الاثبات وكونهم شر من الطائفة الاولى لوجهين الوجه الاول انهم ابطلوا الشرائع والاديان وجعلوا القدر حجة على الكفر والعصيان هذا الوجه الاول الوجه الثاني لانهم صاروا فتنة صاروا فتنة حملت كثيرا من الناس على التكذيب بالقدر. لان مذهب هؤلاء يخالف قل عقل اذ ان الانسان يدرك من نفسه ان له اختيارا. فلما خالفوا ما هو في نفوس الناس وعقولهم كانوا فتنة لكثير من الناس فحملوهم على على التكذيب بالقدر وهذا وجه كونهم شرا. اذا الطائفة هذي وهم الجبرية الغلاة في الاثبات شر من من القدرية قال جعلوه حجة يقولون وقد يقولون حجة يعني لاهل المعاصي وقد يقولون هذا في طائفة منهم القدر حجة لاهل الحقيقة الذي الذين شهدوه او الذين لا يرون ان لهم فعلا ان اجعلوه حجة لفئة من الناس خاصة وهم الذين شهدوا الحكم القدري فالغوا الحكم الشرعي. واما عموم الناس فانهم يعاملون ويطالبون بالحكم الشرعي. ولكن من بلغ منزلة عالية في اليقين حتى بلغ جهود الحكم القدري فاصبح ما يرى من شيء الا يلاحظ فيه قدر الله عز وجل فانه يسقط التكليف تجف القدر على الشر وهذا باطل وكذب. طيب يقول رحمه الله ومن الناس من قال هذا جواب من حاول الجم بين الحديث وبين غيره من النصوص. فهذا القسم الثالث هم اهل الحق من حيث الاصل والقصد. انتبه الطائفة الثالثة هم اهل الحق من حيث القصد والاصل. يعني هم يثبتون القدر. ولا يحتجون به على المعصية. فلا القدر حجة على المعاصي ولا ينفونه. كيف تعاملوا مع هذا الحديث؟ هؤلاء من حيث الاصل على صواب او لا. على صواب. لكن من كان على صواب في قصده واصله لا يلزم ان يكون في جوابه عما فيه اشكال من النصوص مصيبا فقد يخطئ وهذا ما اشار اليه الشيخ رحمه الله في القسم التالي الذين اخطأوا في اي شيء؟ في الجواب مع صحة قصودهم واصولهم. يقول ومن الناس من قال انما احج ادم موسى لانه ابوه يعني انما حجه لا لكون ما احتج به حجة انما لكونه ابى والاب له غلبة وسلطة على ولده. واما اهل الغي والضلال فتجدهم يحتجون بالقدر اذا اذنبوا واتبعوا ويضيفون الحسنات الى انفسهم اذا انعم الله عليهم بها. كما قال بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري. اي مذهب وافق هواك كمذهب هبتبي هذا خاتمة او صلة ما تقدم من الاحتجاج بالقدر على الذنوب. يقول الشيخ رحمه الله الله ان منهج اهل البغي والضلال اهل البغي اهل الاعتداء والضلال اي الزيغ عن الصراط المستقيم يحتجون بالقدر اذا اذنبوا يعني اذا وقع الانسان منهم في معصية قال هذا ما كتبه الله علي هذا ما قدره الله علي واما اذا حصل منهم طاعة فهم يضيفونها الى انفسهم. يقول حججت وصليت وزكيت وفعلت وفعلت. فينسب الاعمال الصالحة الى نفسه. واما ما يقع من المعاصي فانه يحتج عليها بالقدر. فيحمله هذا على الاستكثار من السيئات والاغترار حسنات والاعجاب بالنفس ومعلوم ان الاعجاب بالنفس من اعظم اسباب هبوط العمل. فالعمل اذا عجب به الانسان واصبح نصب عينيك يراه صباح مساء ويذكره صباح مساء لا على وجه الثناء على الله عز وجل انما على وجه الاعجاب به وانه من من قبل نفسه كان ذلك سببا لحبوط عمله. فيجب على المؤمن ان يحذر من هذا وان يضيف السيئات الى نفسه والحسنات الى الله جل وعلا وهذا هو المنهج القرآني فان الله عز وجل قال فما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك هذا هو المنهج القرآني الحسنات تشمل النعم بالتوفيق الى الصالحات وتشمل ايضا النعم من الرزق ساعتهما الى ذلك من متاع الدنيا. فكل هذا من الله جل وعلا. يعني يشمل جميع النعم النعم الدينية والنعم الدنيوية. والسيئات تشمل ايضا الامور اه المصائب الدينية والمصائب الدنيوية. فالواجب على المؤمن ان يحذر من الاعجاب بالنفس. وان ينسب الى الله عز وجل فاذا فعل طاعة فليحمد الله وليسأله قبولها ولا يغتر بها ويرى ان له آآ بها فضلا وانه اه من قبل نفسه وانه انما فعلها لحسن اه عمله وجودة ايمانه ورسوخ يقينه بل لولا ان الله وفقه اليها لما وفق. وهذه مسألة مهمة يحتاجها الانسان عند فعل الطاعة وعنده فعل المعصية. اذا فعلت المعصية انه من من نفسك ولا تلم غير نفسك ولذلك سيأتينا في الحديث بعد قليل فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فالانسان يجب ان يحمد الله على الحسنات ويلوم نفسه عند السيئات ويوجه اليها اليوم. قال رحمه الله وفي مقابل منهج هؤلاء وطريقهم وانه هو الذي جعلهم مسلمين وجعلهم يقيمون الصلاة والهمهم التقوى وانه لا حول ولا قوة الا بك. فزال عنهم بشهود القدر العجب والمن. واذا فعلوا سيئة استغفروا الله تابوا اليه منها. دليل صحة هذا المنهج وسلامة هذا الطريق ما يذكره من من الاحاديث. كما في صحيح البخاري ففي صحيح البخاري عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. من قالها اذا اصبح مؤمنا بها فمات من يومه دخل الجنة ومن قالها اذا امسى مؤمنا بها فمات من ليلته دخل الجنة هذا الحديث الحقيقة انه من اعظم الاحاديث معنى في التوبة والاستغفار. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار والسيد هو المتوج الملتجأ اليه الذي يتولى امر الجماعة الكبيرة هذا اللغة فالسيد هو المتولي على السواد وهم الجماعة الكثيرة الكبيرة. وسيد الاستغفار اي اعلى الفاظ الاستغفار واجمعه واجمعه. فاعلى الفاظ الاستغفار واجمعها ما تظمنه هذا الحديث لاشتماله على الاداء التي توجب قبول الدعاء. يقول آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار ان يقول العبد. اللهم انت ربي لا اله الا انت وهذا فيه التوسل الى الله جل وعلا بوصفين عظيمين من اوصافه. الوصف الاول وذلك في قوله اللهم انت ربي فانت تتوسل الى الله جل وعلا بربوبيته والربوبية انه سبحانه وتعالى رباك بالنعم وامدك من كل خير وبلغك شيئا فشيئا كمالك. في الخلق وفي العمل وفي كل شيء. اللهم انت ربي لا اله الا انت هذا فيه التوسل الى الله جل وعلا بالالهية. وهما من اخص ما اتصف به سبحانه تعالى واجمع ما اتصف به سبحانه وتعالى. الربوبية في الافعال والصفات والالهية فيما يجب له. فالربوبية فعله والالهية حقه جل وعلا فتتوسل اليه بفعله وما يجب له سبحانه وتعالى من افراده بالعبادة. لا اله الا انت خلقتني وانعمت. خلقتني هذا مقتضى الربوبية. وكرر ليبين ما يتعلق به خاصة بعد ان الربوبية العامة والالهية العامة ذكر الربوبية الخاصة والالهية الخاصة. فتوسل الى الله جل وعلا في استغفاره بالالهية على وجه العموم والربوبية على وجه العموم ثم انتقل الى التوسل بالربوبية الخاصة والالهية الخاصة خلقتني وانعم وهذا فيه التوسل اليه جل وعلا بفعل العبد. حيث انه توسل اليه بالعبودية فتوسل اليه بفعل الرب بفعله سبحانه تعالوا بفعل العبد في قوله وانا عبدك. ثم قال وانا على عهدك ووعدك. انا اي القائل لهذا القول على عهدك اي ملتزم لشرعك مع اقراره بهذين لم يستغنى عن الالتزام بالشريعة. ولم يخرج عن الشريعة ويكتفي في الاقرار السابق بل فعل ما يقتضي ما تقتضيه الالهية وما تقتضيه الربوبية من التزام الشريعة. انا على عهدك اي ملتزم بعهدك وشرعك ودينك وهذا العهد قد اخذه الله جل وعلا على كل احد في السابق واللاحق في السابق في عالم الذر وفي الفطر وفي اللاحق بما بعثه الله سبحانه وتعالى من الرسل الناس مبشرين ومنذرين اه انا على عهدك ووعدك اي ومصدق بوعدك فقول ووعدك اي مصدق بوعدك انك تجزي على الاحسان احسانا وانك تؤاخذ المسيء بسيئتك. فقوله ووعدك اي يتضمن الايمان بوعد الله عز وجل وهذان الركنان في هذه الجملة وانا على عهدك ووعدك هما الايمان والاحتساب. من صام ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب ايمانا اي تصديقا وامتثالا واحتسابا اي تصديقا بالوعد والجزاء. فهذا معنى قوله انا على عهدك ووعدك لكن في هذا كله هو مقيد بالاستطاعة ولذلك ما استطعت اي ما استطعت التزاما وعملا بهذا الواحد وتصديقا بهذا الوعد. ثم بعد ان ذكر التقييد بالاستطاعة حتى لا يغتر الانسان بقوته وحوله وما عنده من