القاعدة الثالثة والاربعون يأمر الله بالتثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها ويأمر ويحث على المبادرة على امور الخير التي يخشى فواتها. وهذه القاعدة في القرآن كثير قال تعالى في القسم الاول يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. وفي قراءة فتثبتوا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة وقد عاتب الله المتسرعين الى اذاعة الاخبار التي يخشى من اذاعة فقال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوهم الى والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقال تعالى بل كذبوا بما احيطوا بعلمه ومن هذا الباب الامر بالمشاورة في الامور واخذ الحذر. والا يقول الانسان ما لا يعلم في هذا ايات كثيرة فهذه الفائدة التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهي امر الله تعالى المؤمنين تثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها. اي يخشى مما تؤول اليه. فالعاقبة هي ما يؤول اليه الامر وينتهي فان الله سبحانه وتعالى يأمر بالتثبت في كل ما يخاف ويحذر عاقبته و ظرب لذلك امثلة من ذلك في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ظربتم في سبيل الله فتبينوا. اي اذا ظربتم في الجهاد والقتال فتبينوا فيمن يلقي عليكم السلام. هل هو مسلم او لا؟ لان من الناس من يبادر الى قتل من يلوح له في ارض القتال دون تبين. والدماء امرها خطير. وخطبها جليل ولذلك كانت اول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة. من حقوق العباد قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في يعني في الحقوق التي تكون بين الناس. اما في حق الله فاول ما يسأل عنه ويقضى فيه التوحيد. وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. فيضيق عليه الامر. ولا مخرج له. وقد قال ابن عمر رضي الله عنه ان من الورطات او ان من ورطات الامور التي لا مخرج لها الدماء. والورطة هي الدخول فيما لا يمكن الانفكاك منه. من عسير الامر وصعبه. ولذلك طلب الله جل وعلا وامر من عباده وامر وعباده في هذه الاية بالتبين والتثبت. كذلك في الاخطاء. قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ يعني نبي خبر وهو الخبر الذي يترتب عليه امر فتبينوا وفي قراءة فتثبتوا. وعلل الله عز وجل الامر في قوله ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. الامر الثالث او المثال الثالث الذي ذكره المؤلف هو ما بالاخبار واذاعتها قال رحمه الله وقد عاتب الله المتسرعين الى الى اذاعة الاخبار التي يخشى من اذاعتها ما يتعلق بامر المؤمنين على وجه العموم او بامر من يهم امره اهل الاسلام. من يهم امره اهل الاسلام فانه لا يجوز ان يشاع دون تثبت. كان ينقل عن عالم خبر او ينقل عن حاكم خبر قبل ان يتثبت في هذا الامر وهل من المصلحة ان يذاع او لا؟ قال الله جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او يعني مما له عاقبة سواء كان امرا مما يسر به او مما تخشى عاقبته اذاعوا به اي نشروه وافشوه بين الناس ولو ردوه الى الرسول هذا في وجوده صلى الله عليه وسلم. والى اولي الامر منهم هذا بعده صلى الله عليه وسلم وكذلك في وقته في غير حضرته صلى الله عليه وسلم. لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعني لعلمه اهل الفقه والفقه هنا ليس فقط ادراك احكام المسائل التفصيلية من ادلتها الشرعية انما الاستنباط هنا معناه النظر في عواقب الامور. وهو اعلى من الفقه بمسائل الفروع. لان الفقه درجات منه ما يتعلق بمعرفة احكام الشرائع وافعال العبادة وهذا لا شك انه من المهمات اهم منه ادراك عواقب الامور. ومعرفة سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه ان هذا من غاية الفقه وهو اعلى من الفقه في الاحكام التفصيلية. ولذلك امر الله عز وجل برد الامر من الامن او الخوف مما يخشى عاقبته تحذر مآلاته الى اهل العلم ليعرف هل من المناسب ان يذاع او لا؟ وقال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. هذا فيه عدم فيه وجوب عدم المبادرة الى ما لم تحط به علما وهذا يتطلب اي شيء يا اخوان. يتطلب النظر فيما يرد عليك. فلا تكذب ما لم تحط به علم ولا تبادر الى قبول ما لم تحط به علما بل الواجب ادراك الامور بنظر ثاقب وعقل راجح ليتوصل الى الهدى فيما يعرض له. طيب. يقول ومن هذا الباب يعني من هذا الباب الذي ندب الله سبحانه تعالى عباده المؤمنين في القرآن الى عدم التعجل الامر بالمشاورة في الامور واخذ الحذر. والا يقول الانسان ما لا يعلم وفي هذا وفي هذا ايات كثيرة والمقصود التمثيل ليدرك ما ذكره من قاعدة نعم واما القسم الثاني واما القسم الثاني فقوله وسارعوا مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. فاستبقوا الخيرات اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون والسابقون السابقون. اي السابقون في الدنيا الى الخيرات. هم السابقون في الاخرة الى والكرامات والايات كثيرة في هذا المعنى. وهذا الذي ارشد الله عباده اليه هو الكمال ان يكونوا حازمين لا يفوتون فرص الخيرات. وان يكونوا متثبتين خشية وقوع المكروهات والمضرات ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الندب الى التعجب اداء ما فرض الله من الحج حجوا قبل ان لا تستطيعوا ان تحجوا. فانه امر بالحج علل المبادرة اليه بعدم تمكن الانسان من الحج اما لتغير حاله او لمانع خارج عنه اما بسبب مانع شخصي او مانع العام مانع خاص او مانع خارجي. طيب الفارق بين تعبير المؤلف رحمه الله بين قسمي القاعدة. قال في الاول يأمر بالتثبت وعدم العجلة. والثانية قال ويحث على المبادرة الى امور الخير وبهذا نعرف الفرق بين العجلة والسرعة. ايهما المحمود؟ والعجلة؟ العجلة ليست ممدوحة مذمومة والذي امر الله به وحث عليه واثنى على اهله هو المسارعة والمسابقة. طيب ما الفرق بينهما؟ الاستعجال هو طلب الشيء قبل اوانه قبل اوانه. واما المسارعة فهي طلب الشيء في اول وقته. وهذا الفرق بينهما ولذلك لا تمدح العجلة بل تذب لانها مطالبة بفعل الشيء قبل حلول وقتك مجيئه بخلاف المسارعة فانها فانه مأمور بها لكون المسارعة مبادرة الى ما امر الله به ورسوله. طيب القاعدة القاعدة الرابعة والاربعون عندما النفس او خوف ميلانها الى ما لا ينبغي يذكرها والله ما يفوتها من الخير وما يحصل لها من الضرر. وهذا في القرآن كثير وهو من انفع الاشياء في حصول استقامة لان الامر والنهي المجرد لا يكفي اكثر الخلق في كفهم عما لا ينبغي حتى يقرن بذلك ما يفوت من المحبوبات التي تزيد اضعافا مضاعفة على المحبوب الذي يكرهه الله. وتميل اليه النفس وما يحصل من المكروه المرتب عليه كذلك قال تعالى واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة فهنا لما ذكر فتنة الاموال والاولاد التي مالت باكثر الخلق عن الاستقامة قال مذكرا لهم ما ان افتتنوا وما يحصل لهم ان سلموا من الفتنة. وان الله عنده اجر عظيم. وقال تعالى ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة تكون عليهم وكيلا. وقال تعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرفه. ومن كان كان يريد حرف الدنيا نؤتيه منها وماله في الاخرة من نصيب. وقال تعالى رأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. والايات في هذا المعنى الجليل كثيرة جدا. فاذا بالناظر اصلها وقال سهل عليه تنزيل كل ما يرد منها على الاصل المتقرر والله اعلم. هذه القاعدة واضحة وهي ومن حكمة التشريع ان الله سبحانه وتعالى اذا امر بامر تميل اليه النفوس باعتبار الجبل لهو الخلقة مما عاقبته الظرر عليها في الدنيا او الاخرة يذكر ذلك ويبين ما يفوت الانسان من الخير بسببه فيكون الزاجر له عن هذا امرين الامر الاول نهي الله سبحانه وتعالى والامر الثاني ما يفوته من الخير. لان الانسان انما يفعل ما يفعل رغبة في تحصيل الخير. فيبين له ان ما يحصله من الخير لا يقارن بما فاته من الخير الابدي الثابت الباقي. وهذه مسألة اذا صاحبها الانسان واستحضرها اعانه اعانه ذلك على كثير من الخير. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى شيئا يعجبه من كان يقول لبيك ان العيش عيش الاخرة. لماذا يقول هذا؟ يذكر نفسه بان الدنيا مهما كانت من الجمال والكمال والتمام من حيث التنعم فهي لا تقارن بما اعده الله لعباده المؤمنين. في الدار الاخرة فلا ينبغي للعاقل ولا يحسن لصاحب اه الرشد ان يقبل على هذه الدنيا. بل الواجب لمن نفسه ان يبادر الى استدراك الهفوات والى الاستكثار مما ينفعه في الدار الباقية وضرب لذلك الامثلة منها قوله تعالى بعد نهيه عن خيانة الله ورسوله قال واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة والمراد بالفتنة اي سبب الزلل والخطأ. فان المال والولد من اعظم ما يحصل به الافتتان. لبني ادم المال استكثارا والولد مباهاة واستكثارا ايضا. فلما ذكر هذه هاتين الفتنتين قال وان الله عنده اجر عظيم. يعني من كف نفسه عن هذه الفتن في الاموال والاولاد فانه يكف نفسه عن زائد ويربط قلبه بما هو خير وابقى وان الله عنده اجر عظيم يفوق يحصله الانسان بهاتين الفتنتين. فتنة المال والولد. وتدبر هذا في ايات الكتاب يوقف الانسان على شيء كثير من حكم هذا القرآن واسراره لكن الامر مغلق على كثيرين بسبب الغفلة عن التدبر. افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها نعوذ بالله. وذكر ايضا مثالها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا يعني عن المنافقين يعني عن الكفار والمعارضين لشرع الله فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة؟ يعني اذا كان هذا يمكنكم في الدنيا فهو في الاخرة ممتنع وانما ذكر مجادلة الله في الاخرة لبيان مدى العقوبة التي تحصل للانسان. لان الانسان لا يتمكن من ذلك يوم القيامة وهذا نظير قول الله تعالى الذين ياكلون الربا؟ نعم. فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله. في من؟ اصر على اكل ولم يتركه. ذكر الحرب بيان لعظم الذنب. ومنه ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي من عادى وليا فقد اذنته بالحرب او بالمحاربة. فذاك دليل على عظم الجرب لانه لا يقوم شيء لرب العالمين الذي بيده الامر كله واليه يرجع الامر كله. الا الى الله تصير الامور. نعم. وظرب مثالا ايظا بقوله ومن كان يريد حرف الدنيا يعني ما فيها من النعيم والزهرة نؤته منها وماله يعني فيصيبه من هذه مهما كان فانه يفوت عليه ما في الاخرة ولذلك قال وما له في الاخرة من نصيب. ما له في الاخرة من نصيب هذا نفي لكل حظ يكون في الاخرة. وجه ذلك نعم يا خالد وجه نفي اي حظ في الاخرة من هذه اية نكرة في سياق النفي فتعود. لانه نصيب نكرة وهي في سياق النفي. النفي هنا ظاهر ولا نص نص لانه سبق بمن؟ التي تفيد التنصيص على العموم. طيب. ايضا قال الله تعالى افرأيت ان متعناهم اي المكذبين للرسل والمتاع يذكر في القرآن غالبا في مواظع التنعم المذموم. فالمتاع هنا هو التنعم المذموم بفعل المحرمات وترك الواجبات. افرأيت ان متعناهم سنين سنين مديدة متوالية ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. اما بالموت او بالعقوبة. ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون يعني ما ما الذي ينفعهم بعد زواله عنهم؟ ما اغنى عنهم ما الذي ينفعهم؟ وما الذي يحصل لهم بسبب ذلك التنعم؟ لا يحصل لهم شيء ولا يغني عنه شيء وهذا يوجب عدم الاغترار بما مكن الله عز وجل العبد منه في هذه الدنيا فانه تأتي يوم القيامة فردا ويترك كل ما خوله الله عز وجل من المناصب والاموال والانساب والجاه خلف ظهره ولا يقدم على الله الا بعمله. نسأل الله عز وجل حسن العمل. طيب ووجه ذلك انه ما كانوا قد حصلوه في الدنيا لم يكن سببا لفوزهم بالاخرة بل كان سببا لفوات الخير الاعظم في الاخرة. ثم قال القاعدة القاعدة الخامسة والاربعون حث الباري في كتابه على الصلاح والاصلاح هذه القاعدة من اعم القواعد فان القرآن يكاد ان يكون كله داخلا تحتها. فان الله امر بالصلاح في ايات متعددة والاصلاح واثنى على الصالحين والمصلحين في ايات اخر. والصلاح ان تكون الامور كلها مستقيمة مقصودا بها غاياتها الحميدة. فامر الله بالاعمال الصالحة واثنى على الصالحين. لان مال الخير تصلح القلوب والايمان وتصلح الدين والدنيا والاخرة. وضدها فساد هذه الاشياء وكذلك في ايات متعددة فيها الثناء على المصلحين فيها الثناء على المصلحين ما افسد الناس والمصلحين بين الناس والتصالح فيما بين المتنازعين. واخبر على وجه العموم ان الصلح خير. فاصلاح الامور الفاسدة السعي في ازالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص. ومن اهم انواع الاصلاح السعي في اصلاح احوال المسلمين في اصلاح دينهم ودنياهم كما قال شعيب ان اريد الا الاصلاح ما استطعت فكل ساع في مصلحة دينية او دنيوية للمسلمين فانه مصلح. والله يهديه يرشده ويسدده وكل ساع بضد ذلك فهو مفسد والله لا يصلح عمل المفسدين. ومن اهم ما يكون ايضا السعي في الصلح بين المتنازعين كما امر الله بذلك في الدماء والاموال والحقوق الزوجين والواجب ان يصلح بالعدل ويسلك كل طريق توصل الى الملاءمة بين المتنازعين. فان اثار الصلح بركة وخير وصلاح. حتى ان الله تعالى امر المسلمين اذا جنح الكفار الحربيون الى مسالمة والمصالحة ان يوافقوهم على ذلك متوكلين على الله. وامثلة هذه القاعدة لا تنحصر وحقيقتها السعي في الكمال الممكن حسب القدرة بتحصيل المصالح او تكميمها او ازالة المفاسد والمضار او تقليلها الكلية والجزئية المتعدية والقاصرة والله اعلم. الحقيقة ان هذه اذا هي لب الاسلام وعليها تدور رحى ايات القرآن. فلا اية في كتاب الله الا والمراد بها الاصلاح الصلاح والاصلاح والصلاح كما قال رحمه الله والاصلاح في الامور الفاسدة السعي في ازالة ما تحتوي عليه من الشرور والضرر العام والخاص لان الظرر والشرط يكون عاما وهذا ما يتعلق بالامة جميعها. ويكون خاصا وهو ما يتعلق للفرد او بالمجموعة الخاصة والشريعة جاءت بالصلاح والاصلاح. ولذلك من القواعد المقررة هو ما ختم به المؤلف رحمه الله هذه القاعدة من ان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح من كل وجه وتكفيرها. وهم معناه قوله وتكميله وازالة المفاسد وتعطيل المفاسد وتقليلها. وكلا الامرين الاول والثاني هو في الحقيقة صلاح واصلاح. ولذلك هذه الامة امة مرحومة بهذه الشريعة المباركة. وهي خير الامم واعظمها سعيا في الاصلاح. وكل من وصفها بغير ذلك فاما جاهل او مستكبر. ولذلك ينبغي ان يبرز هذا الجانب العظيم في شريعة الاسلام. وهي انها شريعة صلاح واصلاح ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بانه رحمة. فقال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين والرحمة لا يمكن ان يأتي منها فساد. وقد قال الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وهذا لا يمكن ان يتصور منه ان يكون شر او فساد. بل ليس منه الا الاصلاح. وادراك هذه الامور واظهارها من واجبات طلبة العلم في هذا الوقت. لا سيما هذا الوقت وان كان واجبا في كل وقت لكن في هذا الوقت لان الدعاية على اهل الاسلام كثيرة التي تشوهه وتطلب المعايب وتنبش عن العيوب فيه او في اتباعه اما فيه فهم خائبون خاسرون. لانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو المحكم الذي لا فساد فيه ولا عيب ولا نقص مهما ادعى المدعون. واما في اتباعه فالقصور في اتباعه لكن مع ان اتباعه فيهم لكن القصور التي الذي فيهم اذا وازناه بالقصور الذي في غيرهم وجدناه شيئا يسيرا. لا يقال بما عند غيرهم من اهل الملل من اهل الكتاب ومن غيرهم. ولذلك كانت هذه الامة في مجموعها مصطفاة. قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذي اذا اصطفينا من عبادنا ثم اتى التقصير فماذا قال؟ فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات وهؤلاء جميعا مصطفون حتى الظالم لنفسه. وهذا يبين لنا منزلة هذه الامة. وعظيم ما من الله به عليها نسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم على الاسلام. القاعدة السادسة والاربعون ما امر الله به في كتابه اما ان وجه الى من لم يدخل فيه فهذا امر له بالدخول فيه. واما ان يوجه لمن دخل فيه فهذا وبه ليصحح ما وجد منه ويسعى في تكميل ما لم يوجد منه. وهذه القاعدة مطردة في جميع الاوامر والية وصولها وفروعها فقوله تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا من القسم الاول وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا من الثاني والثالث فانه امرهم بما ويصحح ويكمل ايمانه من الاعمال الظاهرة والباطنة وكمال الاخلاص فيها والنهي عما يفسدها وينقصها وكذلك امروه للمؤمنين ان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا رمضان امر بتكميل لذلك والقيام بكل شرط ومكمل لذلك العمل. والنهي عن كل مفسد ومنقص لذلك العمل وكذلك امره لهم بالتوكل والانابة ونحوها من اعمال القلوب. هو امر بتحقيق ذلك وايجاد ما لم من وبهذه القاعدة نفهم جواب الايراد الذي يورد على طلب المؤمنين على طلب المؤمنين من ربهم الهداية الى الصراط المستقيم. والله قد هداهم الى الاسلام. جوابه ما تضمنته هذه القاعدة ولا يقال هذا تحصين للحاصل. فافهم هذا الاصل الجميل النافع الذي يفتح لك من ابواب العلم كنوزا وهو في غاية اليسر والوضوح. ملخص هذه القاعدة ما ذكره في ترجمتها قال ما امر الله به في كتابه اما ان يوجه الى من لم يدخل فيه كالايات التي خاطب الله فيها اهل الكتاب. او التي خاطب فيها الناس عموما ان خطابه للناس عموما يشمل المسلم والكافر. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. هذا خطاب لجميع الناس المؤمن والكافر فهذا الخطاب العام للمؤمن والكافر او لمن لم يدخل في الاسلام هو طلب لهؤلاء فيما امروا به وهذا واضح. ولا اشكال فيه. صحيح واضح؟ طيب المثال الثاني او القسم الثاني هو توجيه الخطاب بما اتصف به. توجيه الخطاب لمن اتصف به كالايات التي وجه الله فيها الخطاب للمؤمنين وامرهم فيها مثلا بالايمان او للمتقين ونعم. او ما اشبه ذلك من الايات التي هي من لوازم الايمان او هي منه. فهل هذا تحصيل حاصل كما اشار رحمه الله او ان انها تتضمن امرا؟ الجواب تتضمن امرا زائدا فهي تفيده امرين الامر الاول وجوب ايش؟ الثبات على هذا الوصف. يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. هذا امر بايش؟ بالثبات على الايمان والثاني التكميل والزيادة. اشار الشيخ رحمه الله الى امر اخر وهو الطلب. طلب ما هو موجود اصله كطلب الهداية من الله من اهل الهداية. كل المسلمين يقولون في صلاتهم اهدنا الصراط المستقيم. ما هذا الطلب هل هو طلب لموجود؟ فيكون تحصيلا تحصيل حاصل؟ الجواب لا هو طلب زيادة الموجود وتكميله. ولذلك يستدل بهذه الاية الاية على ان الهداية لا منتهى لها. فف فوق كل هداية هداية ولذلك لا ينقطع الانسان عن طلب الهداية لانه لا درجة ينتهي بها المقام ويقول قد بلغت وانتهى الامر. بل هذه الاية من الادلة الدالة على ان فوق كل هداية هداية وفوق كل صلاح صلاح. وهذا يوجب للانسان ان يبذل الجهد في تحقيق ما دعا به من الهداية والصلاح. ولذلك قال رحمه الله فافهم هذا الاصل الجليل النافع الذي يفتح لك من ابواب العلم كنوزا صحيح يفتح للانسان كنوزا لانه يعلم بذلك انه ليس هناك حد ينتهي اليه في الصلاح والايمان دعوة وعملا دعوة يعني دعوة الناس في توجيههم وامرهم لا تقل هؤلاء خلاص اتصفوا بالايمان ولا حاجة الى الدعوة ننتهي عن الحديث بل امر بالمعروف وذكر بالخير حتى اهل الخير يكون في ذلك خير لك وخير لهم