فيخلف بعضهم بعضا وهو نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله اي اعلى منه هذا احسن ما يفسر به معنى الابدان في كلام السلف رحمهم الله. وليس لهم عدل. ثم نعم وكان مشرك العرب يدعون انهم اهل الله لسكناهم مكة ومجاورة البيت. وكانوا بسكناهم مكة بسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون به على غيره كما قال تعالى فقد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون. مستكبرين به سامرا يجرون وقال تعالى واذ يمكروا بك الذين كفروا. مستكبرين به اي بالحرب. الظمير يعود الى الحرم وقيل مستكبرين به الباء هنا بمعنى عنه اي مستكبرين عنه. واكثر المفسرين على ان الظمير في قوله به يعود الى الحرم اي مستكبرين بكونكم من اهل الحرم عن اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك الى قوله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه من اوليائه الا المتقون. فبين سبحانه ان المشركين ليسوا دنياؤه ولا اولياء بيته. انما اولياؤه المتقون. وثبت في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جهارا من غير سر. ان الله عليه وسلم كالعرنيين وذكر خبرهم. الوجه الثالث ان افاضل المهاجرين لم يكونوا من اهل الصفة. بل كبرائهم كابي بكر وعمر وعثمان وغيرهم ممن شهد لهم بالسبق والفضل لم يكونوا من اهل الصفة بل فلان الليثوني باغنياء يعني طائفة من من اقاربه. انما ولي الله وصالح المؤمنين وهذا موافق لقوله تعالى فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين الآية وصالح المؤمنين هو من كان صالحا من المؤمنين وهم المؤمنون المتقون اولياء الله. قوله تعالى فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. المعنى اي ان جبريل وصالح المؤمنين اولياء اولياء اولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال والملائكة بعد ذلك ظهير اي معينين مناصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يبين لنا عظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يدافع عنه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة جميعهم. بعد ذلك وهذا فيه عظيم فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته عند الله سبحانه وتعالى صلى الله على نبينا محمد. نعم. ودخل في ذلك ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر اهل بيعة قال الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا الفا واربعمائة وكلهم في الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة مثل هذا الحديث الاخر ان اولياء المتقون ايا كانوا وحيث وحيث كانوا. الله اكبر كما ان من الكفار من يدعي ايا كانوا حيث كانوا. ايا كانوا زمانا ومكانا وجنسا ها ايا كانوا جنسا وحيث كانوا زمانا ومكانا. وهذا فيه الحث لكل من رغب في لهذا الفضل ان يتصف بالتقوى فطريق تحصيل ولاية النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه ان يحقق ما جاء به صلى الله عليه وسلم في القول والعمل ان اوليائي ان اوليائي المتقون. ايا كان وحيث كانوا ايا كانوا هذا من حيث الجنس ومن حيث الاعيان. وحيث كانوا زمانا ومكانا نعم كما ان من الكفار من يدعي انه ولي الله وليس وليا لله بل عدو له. فكذلك من المنافقين الذين يظهرون الاسلام يقرون في الظاهر بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الله وانه مرسل الى جميع الانس بل الى الثقلين. الانس والجن. ويعتقدون في الباطن ما ذلك مثل ان لا يقروا في الباطن بانه رسول الله. وانما كان ملكا مطاعا برأيه من جنس غيره من الملوك او يقولون انه رسول الله الى الاميين دون اهل ختام كما يقوله كثير من اليهود والنصارى او انهم مرسل الى عامة الخلق لله اولياء خاصة لم يرسل اليهم ولا يحتاجون اليه. بل لهم طريق الى الله من غير في جهته كما كان الخضر مع موسى او انهم يأخذون هدفي. الصوفية كثير لا سيما في غلاتهم من المتقدمين. يظنون ان لهم طريقا يوصل الى الله من غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم والجواب عليهم ظاهر من الكتاب والسنة واظهر ما يكون او من اظهر ما يكون ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان انه يأتي باب الجنة يستفتح فيقول الخازن من؟ فيقول محمد فيقول بك امرت لافتح لاحد بعده فلا يمكن ان يوصل الى الجنة الا من طريقه صلى الله عليه وسلم ولذلك شد الله عز وجل جميع الطرق الموصلة اليه الا طريق النبي صلى الله عليه وسلم. فكل من رغب في في الوصول الى الجنة من غير طريقه فان لا يعبث وانما يسير في غير سبيل وفي غير هدى. نعم او انهم او انهم يأخذون عن الله كل ما يحتاجون اليه وينتفعون به من غير واسطة او انه مرسل بالشرائع الظاهرة وهم وافقون له فيها. واما الحقائق الباطنة فلم يرسل بها او لم يكن يعرفها او هم اعرف بها منه او يعرفونها مثل ما يعرفها من غير طريقته وقد يقول بعض هؤلاء ان اهل الصفة كانوا مستغنيين عنه ولم يرسل اليهم ومنهم من يقول ان الله اوحى الى اهل الصفة في الباطن ما اوحى اليه ليلة المعراج. فصار اهل الصفة بمنزلة فصار اهل الصفة بمنزلته وهؤلاء من فرط جهلهم لا يعلمون ان الاسراء كان بمكة قبل ان يكون صفة وقبل ان يكون لها احد. لكن هؤلاء من عجائب من عجائب الناس يعني يجهلون الشرع والتاريخ نعم كما قال تعالى سبحان الذي اسرع بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا لا حول وان الصفة لم تكن الا بالمدينة. وكانت صفة في شمال مسجده صلى الله عليه وسلم ينزل بها الغرباء الذين ليس لهم اهل واصحاب ينزلون عندهم فان المؤمنين كانوا يهاجرون الى النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة. فمن امكنه ان ينزل في مكان نزل به ومن تعذر ذلك عليه نزل في المسجد الى ان يتيسر له مكان ينتقل اليه ولم يكن اهل الصفة ناسا باعيانهم يلازمون الصفة بل كانوا يقلون تارة ويكثرون اخرى ويقيم الرجل بها زمانا ثم ينتقل منها. والذين ينزلون بها هم من جنس سائر المسلمين ليس لهم مزية في علم ولا دين بل فيهم من ارتد عن الاسلام وقتله النبي صلى الله عليه وسلم العرنيين الذين اجتو المدينة اي استوخموها. فامر لهم النبي صلى الله عليه وسلم اي ابن لها لبن وامرهم ان يشربوا من ابوالها والبانها فلما صحوا قتلوا الراعي مشتاق الذود فارسل النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتي بهم فأمر بقطع ايديهم ورجلهم وسمرت اعينهم وتركهم في الحرة يستسقون فلا يسقون. الشيخ رحمه الله اطال في ذكر اهل الصفة وذلك ان كثيرا ممن يدعون الولاية ينتسبون الى اهل السلطة. ويرون ان اهل الصفة لهم من المكانة والفضل ما ليس ولغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فابطل الشيخ رحمه الله ذلك بما بينه من ان اهل الصفة كغيرهم من المسلمين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه ايضا لم يكن هذا وصفا لاقوام باعيانهم بل هو وصف لاقوام يأتون ينزحون يعني يأتون ويتغيرون بمعنى ان الذي يأتي الى المدينة وليس له مكان يبقى في هذا المكان زمنا ثم بعد ذلك اذا تيسر له مكان يسكنه او تجارة يعمل بها ترك هذا المكان فلم يكن اهل الصفة جماعة من المؤمنين معينين لا يتغيرون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم ان النسبة اليه نسبة الصوفية اليهم ليست بصحيحة. وما يقال من انهم ينتسبون اليهم وان اللفظ مشتق الصوفية مشتقة من آآ الصفة ليست بصحيح لان الصوفية اصح ما قيل في اشتقاقها انها مشتقة من الصوف ولو كانت مشتقة من الصوف لكان ها صفرو صفو او صفي اما الصوفية فانه مشتقون فان اللفظ مشتق من الصوف وذلك انهم كانوا يلبسونه كثيرا ثم بين الشيخ ايضا ان منهم من حصلت منه الردة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يبين انهم لا يختصون بميزة عن غيرهم من المؤمنين بل هم كغيره. نعم. وحديثهم في الصحيحين من حديث انس وفيه انهم نزلوا الصفة فكان ينزلها مثل هؤلاء ونزلها من خيار المسلمين سعد بن ابي وقاص وهو افضل من نزل بالصفة ثم انتقل عنها ونزلها ابو هريرة وغيره. وقد جمع ابو عبدالرحمن السلمي السلمي. السلمي من نزل الصف. نعم. واما الانصار فلم يكونوا من اهل الصفة وكذلك كابر المهاجرين دينك ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وعبدالرحمن ابن عوف وابي عبيدة ابن الجراح وغيرهم لم يكونوا من اهل الصفة. وقد روي انه كان بها غلام للمغيرة بن شعبة وان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا واحد من السبعة وهذا الحديث كذب باتفاق اهل العلم. وان كان قد رواه ابو نعيم في الحلية وكذا كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة الاولياء والابدان والنقباء انتقل رحمه الله الى تظعيف ايظا ما يحتج به هؤلاء من تخصيص هؤلاء الزهاد والعباد في خصائص دون غيرهم من اهل العلم والسبق والفرظ. فيقول رحمه الله وروي بهم حديث انهم اربعون رجلا الجباء والاوتاد والاقطاب. مثل اربعة او سبعة او اثني عشر او اربعين او سبعين او مئات او ثلاثمائة وثلاثة عشر او القطب الواحد. عفا الله عنه فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينطق السلف بشيء من هذه الالفاظ بلفظ الابدان فهذا الكلام صلة ما تقدم من كلام الشيخ رحمه الله في ابطال قول من قال ان اهل الصفة كانوا مستغنيين عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانه لم يرسل اليهم ويجعل هذا حجة له في عدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وان عنده من العلم ما يستغني به عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم. فبين الشيخ رحمه الله يقال هذه الحجة من عدة اوجه. تقدم منها ان اهل الصفة لم يكونوا اناسا يلازمون الصفة بل كانت محلا لاطياف النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الذين لا يجدون لهم مأوى ثم اذا فتسهلت امورهم ووجدوا ما يكونون فيه ويستقرون فيه انتقلوا عنه. ثم ايضا ابطل بان من بان اهل الصفة لا يتميزون عن غيرهم من اهل الاسلام بوصف مميز. بل هم كغير من الصحابة وليسوا احسن الصحابة بل منهم من ارتد كما ذكر رحمه الله في قوله بل فيهم من ارتد عن الاسلام وقتله النبي صلى افضل وهم خير من اهل الصفة. فدل ذلك على ان ما زعموه في اهل الصفة ليس بصحيح. ثم بعد ان تلك الاوجه التي افظل فيها تخصيص اهل الصفة بفظل زائد عن غيره من الصحابة انتقل الى ما ورد فيه كقول القائل فيما يسنده الى النبي صلى الله عليه وسلم ان غلام المغيرة ان غلاما المغيرة دخل فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم هذا واحد من السبعة. والمراد بالسبعة الذين يخلف بعضهم بعضا. ولا تخلو منهم الارض. ثم استطرد بعد بيان كذب هذا الحديث وانه لا يلزم من كونه في الحلية انه صحيح. لان حلية الاولياء كتاب من افضل كتب في جمع اخبار الزهاد الا ان الا انه يروي الموضوعات. وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان ما في حلية الاولياء وطبقات الاصفياء صحيح. لكن لا يعني هذا ان كل ما فيه صحيح ولا يلزم من هذا ان كل ما فيه صحيح بل فيه موضوعات كثيرة كما قال الذهبي رحمه الله. المهم انه لا يلزم من من كونه في الحل ان يكون ثابتا. بل هذا حديث كذب باتفاق اهل العلم كما ذكر الشيخ رحمه الله. ثم انتقل الى بيان مسألة مهمة يستند اليها المنحرفون من الصوفية في تسويغ ما هم عليه من مخالفة الشر. وذلك بانهم يقسمون الناس الى مراتب ويجعلون من يبلغ تلك المراتب في منزلة قد لا قد تصيغ له الخروج عن الشريعة يجوز له ان يتعبد بما يراه وبما يوحى اليه. فبين رحمه الله ان كل ما يروى من هذه طبقات ليس بصحيح فقال وقد وكذا كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة الاولياء يعني في عددهم والابدان النقباء والنجباء والاوتاد والاخبار. الاولياء يعني جمع الجمع ولي وهو الصالح. لكن المقصود الصوفية بالاولياء غير المقصود العام الذي دل عليه الكتاب والسنة مما يبين المؤلف رحمه الله اوصافه في هذه الرسالة. الاولياء درجة يختصون بخصائص ولهم مناقب ليست بغيره والابدان جمع بدن وهم الذين يبذل بعضهم بعضا. فيخلف بعضهم بعضا في في الارض. والنقباء والنجباء والاوتاد والاخطاء ثم قال مثل ثلاثة او مثل ثلاثة اربعة او اربعة او سبعة او اثني عشر او اربعين او وثلاث مئة او ثلاث مئة وثلاثة عشر هذا كله خلاف في عدد الابدان والنقبا والنجباء والاوثان منهم من يقول انهم ثلاثة ومنهم من يقول انهم اربعة ومنهم من يقول انهم سبعة وهلم جر. الخلاف ليس في نوع واحد بل في هذه الانواع في عدة هذه الانواع في عدد الابدان في عدد النجباء في عدد النقباء في عدد الاوثان. اما القطب فهو واحد. والقطب هو الذي هو الذي تنزل به الحوائج من دون الله تعالى. وهو شرك اكبر في الالهية وفي الربوبية. يقول رحمه الله ليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم ينطق السلف بشيء من هذه الالفاظ الا بلفظ الابدان هذا الذي نطق به السلف وجاء عن بعضهم هذا اللفظ والمراد بالابدان هم الذين يحفظ الله بهم الشرف من ما بالعلم والبيان ومن المجاهدين بالسيف والسناد الذين تحفظ بهم الشريعة انهم بالشام وهو في المسند من حديث علي رضي الله عنه وهو حديث منقطع ليس بثابت ومعلوم ان عليا ومن معه من الصحابة كانوا افضل من معاوية ومن معه بالشام. فلا يكون الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي. وقد اخرجها في الصحيحين عن ابي سعيد عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم او الطائفتين بالحق. وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت بين المسلمين في خلافة علي فقتلهم علي بن ابي طالب واصحابه فدل هذا الحديث الصحيح على ان علي بن ابي طالب اولى بالحق من معاوية واصحابه. وكيف يكون ابدان من ادنى العسكرين دون اعلاهما. والشيخ رحمه الله في هذا المقطع ذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الابدان وبين انه لا يصح من جهة السند ولا يصح من جهة المعنى. فقال وروي فيهم اي في الابدال انهم اربعون هذا في عددهم. وانهم بالشام هذا في مكانهم. وفي المسند من حديث علي رضي الله عنه. وهو في المسند من حديث علي رضي الله وهو حديث منقطع ليس بسببه. فلم يثبت من جهة السلف. اما من جهة المعنى فانظر الى الجواب عنه. قال او الرد عليه. قال ومعلوم ان عليا ومن معه من الصحابة كانوا افضل من معاوية ومن معه بالشام. الابدال في اي مكان؟ في الشام. وعلي ومن معه افضل من معاوية رضي الله عنه ومن معه. يقول فلا يكون افضلا فلا يكون افضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي لانه اذا كان عسكر علي افضل من عسكر معاوية فهذا يدل على انه لا يكون افضل الناس معاوية رضي الله عنه ما دليل تفضيل علي ومن معه على معاوية ومن معه؟ ما اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يعني على حين خلاف وافتراق من المسلمين يقتلهم يقتل من؟ يقتل هذه المارقة اولى الطائفتين بالحق يعني اقربهما الى الحق وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية. والذي قاتلهم علي رضي الله عنه فتبين من جهة السند ومن جهة المعنى ان حديث الابدان لا يصح لانه لا يخلو منهم زمان فاذا كان عسكر علي افضل بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم وليسوا فيه كذلك على انهم ان ان الحديث ليس صحيحا من جهة المعنى والواقع حيث ان عسكر علي ثبت بما لا معارض له من السنة انه افضل من عسكر معاوية رضي الله عن الجميع. نعم. فدل هذا الحديث الصحيح على ان علي ابن ابي طالب اولى بالحق من معاوية. واصحابه وكيف يكون الابدال من ادنى العسكريين دون اعلاهما؟ نعم. وكذلك ما يرويه بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه انشد منشد قد لسعت حية الهوى كبدي. فلا طبيب لها ولا راقي. الا الحبيب الذي شغفت به فعنده رؤيتي وترياقي. وان النبي صلى الله عليه وسلم تواجد حتى سقطت البردة عنه منكبه فانه كذب باتفاق اهل العلم بالحديث. واكذب منه ما يرويه بعضهم انه مزقت توبة وان جبريل اخذ قطعة منه فعلقها على العرش. فهذا وامثاله مما يعرف واهل العلم والمعرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم انه من اظهر الاحاديث كذبا عليه وكذلك ما يرمونه عن عمر رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وابوه ابو بكر يتحدثان وكنت بينهما كالزنجي. وهو كذب موضوع باتفاق اهل العلم حديث. طيب. قوله وان النبي تواجد حتى سقطت البردة عن منكبه. يعني لما سمع هذه الابيات هذه الابيات فيها قول فعنده رقية معروفة الرقية. وترياقي اي شفائي. الترياق هو الشفاء. يقول وان النبي تواجد التواجد من الوجه والوجد في اللغة هو المحبة الخالصة. والمراد تواجد اي انه محالة او اعتراه حال بسبب شدة الحب حتى سقطت البردة عليك به. وهذا ليس بصحيح. كما ذكر رحمه الله فانه كذب باتفاق اهل العلم بالحديث. فلم يثبت من حيث السند. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بالشعر كاعتنائه واهتمامه وتأثره بالقرآن. ولم ينقل مثل ذلك اي مثل هذا الذي ذكروه عنه لما سمع هذه الابيات في سماعه لكتاب الله عز وجل ومعلوم ان سماع كتاب الله عز وجل اعظم اثرا لمن عقله وفهمه. والنبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس فهما علما بمراد الله عز وجل من من كلامه. فلا يسوء ولا يجوز ان تثبت هذه القصة. لا من حيث السند لضعف باتفاق اهل العلم ولا من حيث المعنى ايضا. ثم كذلك مما يذكره الصوفية لتجويز وتسويغ ما هم عليه عليه من الاقبال على الاشعار وضعف النفوس وعدم قوتها على تقبل المعاني الكبار ما ذكره رحمه الله في قوله واكثر مما يرويه بعضهم انه مزق ثوبه. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم من شدة وجده ومحبته مزق ثوبه وان جبريل اخذ قطعة منه يعني من من ثوبه فعلقها على العرش كل هذا كذب. يقول فهذا وامثاله مما يعرف اهل العلم والمعرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم انه من اظهر الاحاديث كذبا عليه. لانه ما كان يخفى مثل هذا عن على الناس لو كان من النبي صلى الله عليه وسلم وايضا من جملة ما يستدل به الصوفية في تسويق ما هم عليه من هجره من الكتاب والسنة وعدم اقبالهم على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغنائهم بما هم عليه من احوال وطرق عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره رحمه الله في قوله وكذلك ما يروونه عن عمر رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر يتحدثان وكنت بينهما يعني لا افهم ما يقولها. يريدون بهذا انهم عندهم من العلم وانهم وصل الى مرتبة لم عمر رضي الله عنه. ولا شك ان مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم اعلى مراتب البشر. وان ابا بكر رضي الله عنه افضل هذه الامة او بل افضل الناس بعد الانبياء. وهو اعلى من عمر رضي الله عنه. لكن لا يسوغ ولا يجوز ان يكون ما يدور بين النبي صلى الله عليه وسلم. وابي بكر من حديث خفيا عليه لانه اما ان يتكلم بلسان عربي مبين واما ان يتكلم بغيره. وهما انما يتكلمان بلسان عربي وعمر من العرب يفهم ما يقولان فهذا ليس بصحيح كما هو الظاهر من حال عمر رضي الله عنه. وان كان قد وان كان ابو بكر رضي الله عنه تفهم من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراده ما لا يفهمه غيره. هذا لا اشكال فيه. فابو بكر اخص الناس بفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته وقال ان وقال رسول الله ان رجلا خيره الله بين الدنيا وبين الاخرة فاختار او بين الدنيا وبين ما في الدنيا وبينما عند ما عند الله فاختار ما عند الله بكى ابو بكر رضي الله عنه حيث فهم منها ما لم يفهمه غيره من الصحابة وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم خير فاختار لكن هذا لا يكون فيه عمر ولا غيره بهذه المنزلة التي ذكرت في هذا الاثر الموضوع. ان يكون كالزنج يعني لا يعقل من الكلام فهذا كذب والصوفية تعتمد مثل هذه الامور لتسويغ وتجويز ما هم عليه من انحراف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته نعم. ان في من يقر برسالته العامة في الظاهر ومن يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك فيكون منافقا. فيكون منافقا الواو. والمقصود هنا ان في من يقره في رسالته العامة الظاهر من يعتقده. والمقصود هنا ان في من يقر برسالته العامة في الظاهر من يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك فيكون منافقا وهو يدعي في نفسه وامثاله انهم اولياء الله مع كفرهم في الباطن بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما عنادا واما الجهلاء كما ان كثيرا من النصارى واليهود يعتقدون انهم اولياء الله وان محمدا رسول رسول الله لكن يقولون انما ارسل الى غير اهل الكتاب وانه لا يجب علينا لانه ارسل الينا رسلا قبله. فهؤلاء كلهم كفار مع انهم يعتقدون في طائفتهم انهم اولياء الله وانما اولياء الله الذين وصفهم الله تعالى بولاية بقوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا يتقون وهؤلاء لم يحققوا هذين الوسطين اما النصارى الذين يعتقدون ان محمدا رسول الله ان محمدا رسول الله ولا يؤمنون به فهؤلاء لم يؤمنوا. كما انهم لم يتبعوا. واما من يقر برسالة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الامة ظاهرا ويخالفهم في الباطل ولا يرى وجوب اتباعه. فهذا وان كان قد امن به في الظاهر. لكنه لم يتقي حيث انه لم اتبع فما ان ايمانه منقوص لان من تمام الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم اتباعه في الظاهر والباطن واعتقاد وجوب ذلك نعم ولابد في الايمان من ان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. ويؤمن بكل لرسول ارسله الله وكل كتاب انزله الله كما قال تعالى قولوا امنا بالله انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. وقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله الى اخر السورة وقال في اول السورة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقنا ما هم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فلا بد في الايمان من ان تؤمن ان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده ان الله ارسله الى جميع الثقلين الجن والانس. فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن فضلا عن ان يكون من اولياء الله المتقين. ومن امن ببعض ما جاء به وكفر ببعض فهو كافر ليس بمؤمن كما قال الله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان فرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا وبين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم كان الله غفورا رحيما. بعد ان ذكر الشيخ رحمه الله في المقطع السابق صنفين من الناس من امن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر دون الباطن. ومن لم يؤمن به رسولا اليه بل امن رسول للعرب خاصة دون غيرهم كما هو في طوائف من اليهود والنصارى. بين الله الرد على هؤلاء فقال لابد في الايمان من ان يؤمن اي الانسان بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر وهذا هو الايمان المجمل الذي يجب على كل احد وهو اول درجات الايمان ثم بعد ذلك فصل رحمه الله في نوع من انواع الايمان وهو الايمان بالرسل. لانه هو محل البحث فقال رحمه الله ويؤمن بكل رسول ارسله الله وكل كتاب انزله الله ثم بين الادلة على وجوب الايمان بجميع الرسل. والايمان بكل كتاب انزله الله سبحانه وتعالى. وان من يحقق ذلك فانه ليس بمؤمن. ولذلك ذكر الله جل وعلا عن قوم نوح انهم عصوا الرسل كما قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين. وهل ارسل رسول قبل نوح؟ الجواب لا. لم يرسل رسول قبل ولا نروح ومع ذلك قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين. وذلك ان تكذيبهم لنوح هو تكذيب لكل رسول وقال جل وعلا في فرعون فعصى فرعون الرسول وجعل بعض المفسرين الرسول عام لكل رسول ليس فقط يعني الالف واللام هنا ليست للعهد الذهني وهو موسى عليه السلام والمراد موسى عليه السلام انما جميع الرسل وانها الاستغراق الجميع كذب جنس الرسل لما كذب موسى ثم ذكر رحمه الله ما الذي يلزم من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ بعد الايمان بجميع الرسل ذكر ما يجب في خصوص النبي صلى الله عليه وسلم وانه خاتم النبيين لا نبي بعده وان الله ارسله الى جميع الثقلين الجن والانس فيجب على كل احد ان يصدق بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يتبعه فيما جاء به. وكل من لم يصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر من اهل النار لا نقاش في هذا ولا بحث لان الامر محسوم وهو من اصول ما يجب اعتقاده في رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما طرأ على الناس الشك في هذا لما دخلتهم دعاوى التقريب بين الاديان والقول بان الاديان السماوية كل من اتبع دينا نجى هذا ليس بصحيح هذا تكبير للاخبار الصريحة الواضحة في عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. وانه مبعوث الى كافة الخلق وعامة الورى وان من لم يصدق به ويؤمن به فانه من اهل النار ومن ابرز ما يكون في الدلالة على ذلك ما رواه الشيخان من قوله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة. يهودي ولا نصراني. ثم لا يؤمن بي الا كان من اصحاب النار او من اهل النار. وهذا امر فصل واضح وجلي ينبغي التأكيد عليه. وينبغي تبيينه للناس لا سيما عند خفائه بسبب اختلاط المسلمين في الكفار ودعوة كثير من المسلمين الى التسامح الذي يلزم منه في نظر هؤلاء ان نقرهم على ما هم عليه من كفر التسامح وانه لا اكراه في الدين هذا امر لكن ان نقر ان دينهم صحيح هذا الذي ننكره اما اقرار اليهود والنصارى على اديانهم فهذا قد جاء في الكتاب وفي السنة ما يدل على انه انهم لا يتعرض لهم في اديارهم بمعنى انهم لا يكرهون على ترك اديانهم والدخول في الاسلام لا اكراه في الدين لكن نفي الاكراه لا يلزم منه ايش؟ التصويب والتصحيح والاقرار بان ما هم عليه صواب وانهم يصلون به الى مرضاة الله والى جنته وهذا امر مهم ينبغي التأكيد عليه في مجتمعات المسلمين لكثرة الدعاية المعارضة لهذا نعم ومن الايمان به الايمان بانه هو الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ امره ونهيه ووعده ووعيده وحلاله وحرامه. فالحلال ما احله الله ورسوله. والحرام ما حرمه الله رسوله والدين ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فمن اعتقد ان لأحد من اولياء طريقا الى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من اولياء واما خلق الله تعالى للخلق ورزقه عنده. الثانية التي بدأ بها في قوله آآ والمقصود هنا ان في من يقر برسالته العامة في الظاهر من يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك. بدأ رحمه الله بالرد على النصارى ثم عقب ذلك في الرد على الباطنية. الذين يعتقدون عدم وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في باطن الامر نعم واما خلق الله تعالى للخلق ورزقه اياهم واجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم على اعدائهم وغير ذلك من جلب المنافع ودفع المضار فهذا لله وحده يفعله بما يشاء من الاسباب لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل. اذا الوساطة وساطة خلق او الرسل بين الله وعباده نوعان. وساطة ثابتة وهي وساطة الدلالة على الله عز وجل ووساطة تبليغ امره سبحانه وتعالى الوسط الثانية هي الوساطة في انزال الحوائج وطلب قضائها وهذه ممنوعة بل هي شرك وكفر بالله عز وجل وذكرها رحمه الله استطرادا لما ذكر النوع الاول من الوساطة بين وساطة الرسل بين الله وخلقه ذكر النوع الثاني حتى يتبين ما الذي يجب من الذي يحرم