من رسول الا اعطاه من الايات ما على مثله امن البشر. واما ما اتى الله محمدا صلى الله عليه وسلم من الايات فهي لا تحد ولا تعد من كثرتها وقوتها ووضوحها ولله الحمد القاعدة السابعة والاربعون اذا كان سياق الايات في امور خاصة واراد الله ان يحكم عليها وذلك الحكم لا يختص بها بل يشملها ويشمل غيرها. جاء الله بالحكم العام. وهذه من اسرار القرآن وبدائعه. واكبر دليل على احكامه وانتظامه العجيب. وامثلة هذه القاعدة كثيرة منها لما ذكر الله المنافقين وذمهم واستثنى منهم التائبين فقال الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين. فلما اراد الله ان يحكم لهم بالاجر لم يقل وسوف يؤتيهم اجرا عظيما. بل قال وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما لهم غيرهم من كل مؤمن ولان لا يظل اختصاص الحكم بهم. هذه القاعدة قاعدة مفيدة كما قال المؤلف رحمه الله وتتكرر كثيرا في كلام الله جل وعلا. وذلك ان الله سبحانه وتعالى في بعض الايات يذكر واجب عليه سلف الامة ودل عليه العقل لانه من صفات الكمال التي تجب له سبحانه وتعالى. وقد علم ما العباد عاملون قبل ان اعملوا الاعمال وقد ورد عدة ايات يخبر بها انه شرع كذا او قدر كذا ليعلم كذا فوجه هذا قضايا خاصة اما يعقبها في ذكر الاجر والجزاء او في ذكر ما يتعلق بتلك الحادثة او بتلك القصة او بتلك القضية يذكرها على وجه العموم ليشمل تلك وغيرها ومن ذلك ومثل به رحمه الله في قوله في قول الله تعالى في المنافقين الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين ثم قال وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. فاثبت انهم المؤمنين ثم عقب في الحكم فقالوا سوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما وهذا عام لهم ولغيرهم. فائدة هذا تعميم ما ذكره المؤلف رحمه الله ليشملهم يعني ليشمل الحكم المذكورين في الاية ويشمل غيرهم لان الايمان لا يقتصر على هذا الوصف فقط على هذا وغيره. هذا هذه فائدة من فوائد التأمين. من فوائد التأميم ايضا الحكم عليهم اثبات الوصف لهم فان الله سبحانه وتعالى قال وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما فعلم بهذا ان اولئك من المؤمنين الموعودون بهذا الفضل العظيم. فائدة التعميم في الحكم اضافة الى ما ذكر الحكم على اولئك. وايضا من فوائده بيان ان تلك الخصال من خصال الايمان في هذا السياق. فهذه كلها فوائد من التعميم والقرآن اسراره لا تنقظي وعجائبه لا لكن يحتاج الى تدبر للتوصل اليها. نعم ثم ذكر مثالا ثانيا فقال ولما قال ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله الى قوله اولئك هم الكافرون واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. لم يقل واعتدنا له من حكمة التي ذكرناها ومثله ولله ينجيكم منها. اي هذه الحالة التي وقع السياق لاجلها ومن كل كرب قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية. فان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين. لنجانا من هذه لان وان من الشاكرين والله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون. فقوله من كل كرب تعميم لكل ما يطلب النجاة منه نعم. القاعدة الواضحة لكن يعني ينبغي لقارئ لكتاب الله عز وجل ان يستصحبها معه ليستفيد من تطبيقاته عند النظر وتلمس الفوائد في الايات لتكن معك هذه حتى تستطيع ان تعمم النص وتستفيد منه باكبر قدر ممكن. نعم. القاعدة الثامنة والاربعون متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها؟ كان بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء. وذلك انه تقرب مقصود هذه القاعدة ان الله سبحانه وتعالى في كتابه ذكر وصف العلم بالنسبة له مطلقا عاما وذكره ايضا مقيدا بما سيكون. وذكره ايضا متعلقا بالشيء بعد وجوده. متعلقا بالشيء بعد وجوده. فالعلم يتعلق بالمعلوم قبل وجوده وبالمعلوم بعد وجوده. تعلق علم الله سبحانه وتعالى بالاشياء قبل وجودها لا اشكال فيه. فالله سبحانه وتعالى يعلم الشيء قبل وجوده. فهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم. يشمل علمه سبحانه وتعالى بكل شيء قبله لوجوده. فما فائدة ذكر علمه سبحانه وتعالى؟ العلم متعلقا بالشيء بعد وجوده. لقوله تعالى الا لنعلم من يتبع الرسول وما اشبه ذلك مما ذكر فيه العلم لاشياء بعد الوجود. فمن العلماء من قال ان العلم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى بعد وقوع الاشياء انما هو علم الظهور والجزاء. علم الظهور والجزاء يعني العلم الذي يترتب عليه الثواب وهذا معنى قول المؤلف رحمه الله متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء من ثواب وعقاب. واضح؟ هذا هو الوجه الذي يسير عليه اكثر المفسرين فيحملون تلك الايات التي فيها التي فيها الخبر بتعلق علم الله بالاشياء بعد وجودها على انه علم الظهور يعني ظهور حقيقة ما اخبر الله او علم الله كونه وهو الذي يترتب عليه الجزاء من وعقاب؟ نعم. اقرأ القاعدة وسنذكر قولا اخر اذا لم اذا لم يذكرها الشيخ رحمه الله وذلك انه تقرر في والسنة والاجماع ان الله بكل شيء عليم. وان علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي والظواهر والجليات والخفيات والماضي والمستقبل. وقد علم ما نعلم ان صفة العلم بهذا نعلم ان صفة العلم من اوسع الصفات تعلقا. فهي تتعلق بكل شيء. من اوسع صفات الله عز وجل تعلقا صفة العلم. تتعلق بكل شيء. بالماضيات المستقبلات والحاضرات وتتعلق بالممكنات والممتنعات والواجبات تتعلق بالظواهر تتعلق بكل شيء. المهم ان انها من اوسع الصفات تعلقا. لانها تتعلق بكل شيء. وهذا امر مجمع عليه دل عليه الكتاب والسنة ان هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء واما علمه باعمال العباد وما هم عاملون قبل ان يعملوا علم لا يترتب عليه الجزاء لانه انما يجازى على ما وجد من الاعمال. وعلى هذا الاصل نزل ما عليك من الايات كقوله يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم رماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب وقوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم ان يتبعوا الرسول الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. وقوله تعالى ان الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب. ولا يعلم من الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. وقوله لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا ومدى وما اشبه هذه الايات كلها على هذا الاصل. القول الثاني في هذه الايات التي فيها الله سبحانه وتعالى بعلمه بالاشياء ان علمه سبحانه وتعالى يتعلق بالشيء قبل وجوده. ويتعلق بالشيء بعد وجوده هو تعلق علمه بالشيء بعد وجوده غير تعلق علمه بالشيء قبل وجوده. وهذه مسألة قد لا كثير من الناس. الان علمنا بان غدا الجمعة. هذا قبل وقوعه. اليس كذلك؟ اذا جاء يوم الجمعة وعلمنا انه يوم الجمعة. علمنا به تعلق بعد بعد وجوده. هل هذا العلم الذي بعد الوجود هو العلم سابق لا علم اخر وهذا هو معنى هذه الايات التي فيها اثبات علم الله سبحانه وتعالى او تعليق علم الله سبحانه وتعالى بالشيء بعد وجوده. فهو علم اخر متجدد لكنه علم لا يعارض العلم بل يصدق العلم السابق. وهذا القول اختاره شيخ الاسلام رحمه الله. وقال انه واضح يدل عليه كتاب الله سبحانه وتعالى وهو ان تعلق علم ان تعلق علم الله سبحانه وتعالى بالاشياء على هذه الوجهين. وان العلم الثاني ليس كالعلم الاول. من حيث اما من حيث المطابقة فهو هو لان علم الله جل وعلا لا يختلف بمعنى ان ما قضاه وعلم كونه فلابد يقول كما علم نعم القاعدة التاسعة والاربعون اذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به ارادتهم فتح لهم بابا انفع لهم منه واسهل واولى. وهذا من لطفه. قال تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن اسألوا الله من فضله فنهاهم عن التمني الذي ليس بنافع وفتح لهم ابواب الفضل والاحسان وامرهم ان اسألوه بلسان المقال وبلسان الحال. ولما سأل موسى عليه السلام رؤية ربه حين سمع كلامه الله منها سلاه بما اعطاه من الخير العظيم. قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالات وبك كلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين. وقوله تعالى ما ننسخ من اياتنا ونوسع نأتي منها او مثلها وقوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. وفي هذا المعنى ايات نعم هذي القاعدة مفيدة جدا وهي قاعدة في الحقيقة لتربية النفوس و اشغالها بما ينفع يقول رحمه الله اذا منع الله عباده المؤمنين شيئا والمنع هنا اما ان يكون منعا قدريا او شرعيا المنع القدري بان يمنع الله سبحانه وتعالى وقوع ذلك قدره. او شرعيا بان يحرمه عليهم ويمنعه منهم. وذلك مما تتعلق به نفوسهم واراداتهم. فان الله سبحانه وتعالى يفتح لهم بابا انفع. لهم منه واسهل واولى فجمع الباب المفتوح ازاء الباب المغلق النفع والسهولة والاولوية. ومثل ذلك بعدة ايات منها قوله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض فنهى الله سبحانه وتعالى هنا عن تمني ما حصل به فضل بعضنا على بعض بما لا يمكن تحصيله من المفضول. فالله سبحانه وتعالى فضل الرجال على النساء. باشياء فلو ان النساء جلسن يتمنين ما فضل به الرجال لاشتغلوا بما لا يمكن ادراكه وفاتهم خير كثير. ولذلك قال الله سبحانه للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسب. ثم وجه قال واسألوا الله من فضله. وهذا اجعله منك على بال في كل امر يصعب عليك ادراكه. ان الفضل بيده سبحانه وتعالى فاسأله منه. فان الله سبحانه وتعالى بيده الخير واذا لجأ اليه العبد صادقا في تحصيل الفضل والخير فانه لا يرده سبحانه وتعالى. بل يعطيه ما سال او يعطيه خيرا مما سأل. كذلك في قصة سؤال موسى عليه السلام رؤية الله عز وجل. انه لما سأل رؤية ربه سبحانه وتعالى وقال له الله جل وعلا انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله الدكة وخر موسى صعقا بعد ذلك اخبره الله جل وعلا بعد ان افاق وتاب واخبر بانه مؤمن اقر بانه من اول من امن به ولو لم يره قال له الله جل وعلا مسليا عن الطلب السابق يا موسى اني اصطفيتك هذا بيان المنن التي اختصها اختصه بها اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي. فذكر وجه الاصطفاء بان جعله من المرسلين وهذا يشاركه فيه غيره من الرسل. وبكلام هذا اختص به دون غيره من الرسل. ولذلك كان موسى عليه السلام من وصفه الخاص به ايش؟ من وصفه الخاص به انه كليم الله. وذلك ان الله ابتدأ الرسالة اليه بتكليمه بخلاف غيره من الرسل فان ابتداء الرسالة كانت طريق الرسول الملكي جبريل عما موسى عليه السلام فخاصيته من جهة من هذا الجانب او من هذه الجهة ان الله ابتدى اليه الارسال بالتكليف مباشر دون واسطة اليك يسمى كليم الله وان كان بقية الرسل بعضهم من حصل له الفضل بتكريم الله كنبينا صلى الله عليه وسلم في ليلة الاسراء. لكن الذي اختص موسى ان تكريمه لربه كان ابتداء في الرسالة. طيب اصطفيتك على الناس برسالته وبكلامه فخذ ما اتيتك من الوحي ومن الفضل وكن من الشاكرين لهذه النعم التي مننت بها عليك. يعني ولا تشغل نفسك بما لا يمكن وادراكه وهو طلب ايش؟ الرؤية في في الدنيا. نعم. القاعدة الخمسون ايات الرسول هي التي يبديها الباري ويبتديها. واما ما ابداه المكذبون له واقترحوه فليست ايات. وانما هي تعنتات وتعجيزات وبهايات الايات معاية والاية هي العلامة الدالة على صدق الشيء وايات نوعان ايات شرعية ومن اعظمها القرآن وايات قدرية خلقية وهي كثيرة جرت في عهده صلى الله عليه وسلم من انشقاق القمر وجراير الماء من يديه وتسبيح الحصى بين يديه و غير ذلك من الايات الكثيرة الدالة على صدقه. ايات الرسول اي الايات الدالة على صدقه. ايها اعظم الايات الشرعية الايات القدرية الايات الشرعية اعظم. ولذلك ابقى الله الاية الشرعية ولم يبقي لنا اية كونية. ما بقي انشقاق القمر بعد موته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر اية لمن ادركه. لكن الاية العامة التي وجهت لكل احد ويستفيد منها كل احد هي الاية باقية انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم مصرحا بهذا في قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا اوتي على مثل اوتي ما على مثله امل البشر. وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم فهذا فيه بيان ان اعظم اياته صلى الله عليه وسلم هو القرآن العظيم. ولا اشكال بل ان القرآن اعظم ايات جميعا فهو اعظم اية وهي المعجزة اللي يسمى في لسان كثير من المتأخرين المعجزة القرآن يقول المؤلف رحمه الله ايات الرسول هي التي يبديها الباري ويبتديها يعني بدون طلب انما يأتي بها ابتداء كما جرى النبي صلى الله عليه وسلم في شقاق القمر وتسبيح الحصى بين يديه ونبع الماء من بين اصابعه وغير ذلك. واما ما ابداه المكذبون له واقترحوه عليه يعني فليست ايات. انما هي في الحقيقة تعجيزات وتعنتات لا يقصدون بها الايمان انما يقصدون بها التعنيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والعدد هو المشقة يعني الحاق المشقة به والحاق العجز به هذا معنى قوله تعنتات وتعجيزات. نعم. وبهذا يعرف الفرق بينها وبين الايات وهي البراهين والادلة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل. وعلى صدق كل خبر اخبر الله به انها الادلة والبراهين التي يلزم من فهمها على وجهها صدق ما دلت عليه ويقينه. هذي فائدة مهمة اشار اليها الشيخ رحمه الله ان كل اية للنبي صلى الله عليه وسلم فهي دالة على صدقه وصدق جميع الرسل. الذين اخبر بهم صلى الله عليه وسلم لانه خبره صدق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. كما قال الله جل وعلا وما ينطق عن الهوى. ايضا كل اية بها صلى الله عليه وسلم فهي تدل على صدقه في ذلك الخبر المقارن وفي جميع ما اخبر به. وهذان امران اشار اليهما في قوله رحمه الله والادلة على صدق الرسول وغيره من الرسل. وعلى صدق كل خبر اخبر الله به. فليست اية فقط تختص بالخبر المقارن لتلك الاية. بل هو دليل على صدقه في كل ما اخبر به. نعم. وبهذا المعنى ما ارسل الله يبقى لي احد من الناس بعدها عذر فعلم بذلك ان اقتراح المكذبين لايات يعينونها ليست من ذا القبيل وانما مقصودهم بهذا انهم وطنوا انفسهم على دينهم الباطل. وعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فلما دعاهم الى الايمان واراهم شواهد الايات ارادوا ان يبرروا ما هم عليه عند والسفهاء بقولهم ائتنا بالاية الفلانية والاية الفلانية ان كنت صادقا. وان لم تأتي بذلك افلا نصدق فهذه طريقة لا يرتضيها ادنى منصف. ولهذا يخبر تعالى انه لو اجابهم الى ما طلبوا لم يؤمنوا لانهم وطنوا انفسهم على الرضا بدينهم. وعرفوا الحق ورفضوه. وايضا فهذا من جهلهم في الحال والمآل اما الحال فان هذه الايات التي تقترح وتعين جرت العادة ان المقترحين لم يكن قصدهم الحق فاذا جاءت ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة الحاضرة. واما المآل فانهم جزموا لا تردد فيه انها اذا جاءت امنوا وصدقوا. وهذا قلب للحقائق. واخبار بغير الذي في فلو جاءتهم لم يؤمنوا الا ان يشاء الله تعالى. طيب اه هذا الكلام الاخير مهم يقول رحمه الله ولهذا يخبر تعالى انه لو اجابهم الى ما طلبوا لم يؤمنوا. لانهم وطنوا انفسهم على الرضا بدينهم. وعرفوا الحق ورفضوه وايضا طيب اما هذا ففي قوله تعالى واقسم بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنون بها قل انما الايات عند الله اي هو الذي يأتي بها وما يشعركم اي وما يعلمكم انها اذا جاءت لا يؤمنون وافئدتهم وابصارهم فما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعبئون. وهذا فيه التشديد على من طلب وهو واضح في كلام الشيخ رحمه الله في قوله وايضا فهو من جهلهم في الحال والمآل. اما في الحال فان هذه الايات التي تقترح وتعين جرت العادة ان المقترحين لها لم يكن قصدهم الحق. وهذا بتتبع واستقراء حال الطالبين للايات من وصل. فاذا جاءت ولم يؤمنوا بها يعني ولم يؤمنوا نعم. قال ولم يؤمنوا عوجلوا بالعقوبة الحاضرة وهذا مما جرى عليه سنة الله سبحانه وتعالى. انه اذا طلب قوم اية تدل على صدق رسوله وجاءت الاية ثم لم يؤمنوا بها فان عاقبتهم تعجيل العقوبة. وذلك لان كذبهم قد ظهر وانقطعت حجتهم ولا فائدة في ايمانه في الحقيقة او ولا فائدة في امهال في الحقيقة لا فائدة في امهالهم لانهم مصرون على هذه الحال القبيحة السيئة وهي معاندة الرسل والمطالبة بالايات وعدم التسليم بها. قال واما المآل يعني عاقبة الطلب الذي طلبوه فانهم جزموا جزما لا تردد فيه انها اذا جاءت امروا وصدقوا وقد كما قال الله عز وجل في الاية التي ترونها قبل قليل واقسموا بالله جهد ايمانهم يعني بكل ما يستطيعون ويقدرون عليه من ايمان لئن جاءتهم اية ليؤمنون بها. وهم لا يعلمون ما يكون في المستقبل. لا سيما وان قلوبهم منتكسة قد عميت على الحق فانه لا يؤمن وفاؤهم بما عاهدوا الله عليه من الايمان اذا جاءت الايات. انها اذا جاءت وصدقوا وهذا قلب للحقائق. واخبار بغير الذي في قلوبهم. فلو جاءتهم لم يؤمنوا الا ان يشاء الله. نعم النوع ذكره الله ذكره الله في كتابه عن المكذبين في ايات كثيرة جدا. كقولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا الايات وقوله ولو اعدد خطاب النبي صلى الله عليه وسلم طلبوا منه ايات معجزة ليستدلوا بها على صدقه. ولكنهم لم يجابوا الى ذلك رحمة من رب العالمين بهم. لانهم لو اجيبوا ولم يؤمنوا لهلكوا لكن الله لم يجبهم مع ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء من جاء من الايات ما هو اعظم ما اقترحوه نعم والثانية وقولي ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبولا الى اخرها وايضا ما هو اخرها؟ لم يكونوا ما كانوا ما كانوا يؤمنون. ما كانوا يؤمنون الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. وهذه الاية فيها بيان حال هؤلاء. انه لو جاءتهم ما لو جاءهم ما اقترحوه من الايات شف ماذا يقول؟ ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة التي طلبوها. وكلمهم الموتى اي بعثنا الاموات من ابائهم. الذين قالوا احيوهم لنرى هل لقوا ما تقولون من جزاء ام لم يلقوا؟ وحشرنا عليهم كل شيء قبلة يعني جئناهم بكل اية غير الملائكة والموتى. ما كانوا يؤمنون. وهذا دليل على توطن الكفر والتكذيب في قلوبهم اكانوا يؤمنوا الا ان يشاء الله. استثناء يعني ان الايمان ليس سببه هذه الايات. انما الايمان سببه منة من رب العالمين يمن بها على من يشاء. ولذلك ابو بكر رضي الله عنه لما اتى قومه فرحون اهل مكة اتى اتى قومه فرحين في خبر الاسراء يريدون ان يوقعوا الشك في قلبه قالوا ان ان محمدا يقول انه قد اسري به الى بيت المقدس ورجع في ليلة فماذا قال؟ قال ان كان قد قالها فقد صدق فاني اصدقه في خبر السماء يأتيه في ساعة هذا دليل على صدق الايمان ورسوخه ولكن اكثرهم يجهلون الخطاب اما في حق المؤمنين الذين طمعوا ان يأتي النبي بالايات المقترحة او الخطاب في حق الكفار الذين اقترحوا هذا وهم في الحقيقة يجهلون انه لو جاءتهم لما امنوا ولما استقاموا او يجهلون ايضا سوء عاقبة هذه الاقتراحات وهو ان الله يعجل لهم العقوبة. قولان لمفسرين في ختام هذه ايه الاية؟ نعم وايضا اذا تدبرت الاقتراحات التي عينوها لم تجدها في الحقيقة من جنس البراهين وان فما هي لو فرض الاتيان تكون شبيهة بآيات الاضطرار التي لا ينفع الايمان معها؟ ويصير شهادة انما الايمان النافع هو الايمان بالغيب. فكما انه المنفرد بالحكم بين العباد في اديانهم وحقوقهم وانه لا حكم الا حكمه. وان من قال ينبغي او يجب ان يكون الحكم كذا وكذا. فهو متجر على الله متوثب على حرمات الله واحكامه. فكذلك براهين احكامه لا يتولاها الا هو فمن اقترح شيئا من عنده فقد ادعى مشاركة الله في حكمه. صحيح. ومنازعته في الطرق التي يهدي ويرشد بها عبادة ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي او قال اوحي الي ولم يوح الي شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله. وهذا فيه سوء عاقبة اقتراح الايات. وان المقترح حين للايات قد جهلوا بحق الله عز وجل وما قدروه حق قدره. وهذا السر في ختم الاية السابقة ايضا في قوله ولكن ان اكثرهم لا يجهلون ولكن اكثرهم يجهلون. فان الله سبحانه وتعالى هو الحكم. واليه الحكم في كل شيء منه. مما بدينه وشرعه وما جرت به سنته. فلا يجوز لاحد ان يتقدم بين يديه سبحانه وتعالى بطلب الايات والبراهين بل الله عليم خبير. الله اعلم حيث يجعل رسالته فالله سبحانه وتعالى اعلم. حيث يظهر الايات متى تكون نافعة ومتى لا تكون نافعة نعم القاعدة الحادية والخمسون كلما وردت المهم خلاصة هذه القاعدة ان الايات التي جاء فيها الرسول ابتداء هي الايات التي تنفع وتدل على صدق الرسل. اما الايات التي طلبها المكذبون فهي في الحقيقة لا يصح ان تسمى اية لانها تعقب العقوبة لمن لم يؤمن بها ولانها في الحقيقة سؤال ما يؤول به الايمان بالغيب ايمانا بالشهادة لانهم يطلبون اشياء قريبة من المشاهدات ومعلوم ان الايمان الذي يتفاضل به اهله انما هو هو الايمان بالغيب لا الايمان بالشهادة. نعم