هو لمعنى واحد مشترك بين السورتين وهو ان ما فيهما من كشف العورات. وما جاء من النهي عن الجلوس يوم الجمعة والامام يخطب حبوة محمول على هذا. فقد جاء في نقرأ بعض الاحاديث ثم اذا كان ثمة اسئلة نجيب عليه اللي عنده سؤال يكتب حتى نتمكن من الجواب باذن الله بعد قراءة ما يسر الله من الحديث نعم السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب هل يخص شيئا من الايام قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن سفيان عن المنصور عن ابراهيم عن علقمة متى قمت لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله قيمة وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيع هذا الباب فيه ترجم المصنف رحمه الله الامام البخاري رحمه الله الباب هل يخص شيئا من الايام يعني بصالح عمل او صوم او غير ذلك؟ وهذا جاء به المصلي رحمه الله في هذا الموضع بعد حديثه عن صوم يوم الجمعة ويشير الى ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نهى عن تخصيص يوم الجمعة بالصوم كما جاء ذلك فيما رواه رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وسلم لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلها بقيام فهذا سؤال اورده المصنف ليبين انه لم يكن من عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يخص شيئا من الايام بصيام او بعمل صالح دون سائر الايام بل كان عمله صلى الله عليه وسلم اي عمله بالصالحات على وجه الدوام. وهذا يشكل عليه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يصوم الاثنين ويكثر بصيامه حتى قيل له صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ذلك فقال اتى يوم ولدت فيه بعثت فيه او اوحي الي فيه. فهو يوم له منزلة من حيث ما جرى فيه قدرا فان الله تعالى اجرى فيه قدرا انزال ولادة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بعثته صلى الله عليه وسلم فكان يكثر من صومه شكرا لله عز وجل على هذا المنة والمنحة. الا ان الجواب ان عائشة رضي الله تعالى عنها اجابت عن سؤال ليس المقصود به هل كان ثمة يوم يخصه بصوم؟ انما ارادت ان تبين فهمت من السؤال ان السؤال هل كان ينشط في يوم دون يوم ويعمل في وقت دون وقت ام كان عمله في الصالحات مستمرا دائما؟ هذا معنى هذا السؤال باب باب هل يخص شيئا من الايام؟ وساق المصرف باسناده عن علقمة قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص من الايام شيئا اي بعمل دون سائر الايام؟ قالت لا كان عمله ديما. اذا عائشة رضي الله تعالى عنها فهمت من السؤال هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العمل في ايام دون غيرها؟ ام انه كان يديم العمل؟ ويحافظ عليه وليس المقصود انه هل كان يخصص شيئا من الايام بشيء من صالح العمل. انما المقصود هل كان يعمل في يوم ويترك العمل في بقية الايام قالت رضي الله تعالى عنها لا لم يكن كذلك. فليس هذا هدي ولا سنته صلى الله عليه وسلم. كان عمله ديمة عمله دائما فاذا عمل صالحا اثبته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ثم اشارت الى كمال حال النبي صلى الله عليه وعلى وسلم وانه على حال من الطاعة والاحسان قد يقصر عنها كثير من من الناس فقالت وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيع فقد كان صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لربه كان يقيم حتى تتفطر قدماه صلى الله عليه وسلم اي حتى تتورم قدمه من طول قيامه وهو الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وهو الذي بلغه الله تعالى المنازل العالية والمكانة الرفيعة لكنه صلى الله عليه وسلم جعل عطاء الله موجبا لشكره والثناء عليه والزيادة في طاعته. ولهذا لما قيل له صلى الله عليه وسلم في كثرة عباده مع حق الله عز وجل خطاياه ومغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا فجعل العطاء موجب مزيد اجتهاد ومزيد اعتناء ومزيد بذل ومزيد تقرب الى الله عز وجل خلافا لما قد يتوهمه الناس او بعضهم من ان العطاء يوجب الركون وادعت والسكون هذا لم يكن هديه صلوات الله وسلامه عليه بل كان يدعو على نقيض ذلك فكان اذا زاد وشكى. قال الله تعالى واذ تأذى ربكم لئن شكرتم ليزيدن لازيدنكم. فموجب العطاء شكر معطي جل في علاه ولذلك كان عمله ديمة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده حرص التابعين على معرفة هدي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فكانوا يسألون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينالون منهم ويكشفون عن صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا ان من طرق تحصيل العلم السؤال فالسؤال قالوا من الطرق التي ينال بها الانسان علما كثيرا. فجدير بالمؤمن ان يسأل وان يحسن السؤال. وقد قال الله تعالى فاسأل قالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وبعض الناس لا يوفق الى حسن السؤال فلا يصيب جوابا. ويقع هو والمسؤول في حيرة لكن اذا احسن السؤال وحرص على ادخاله فتح الله له من ابواب العلم والجواب ما يدرك به ما يؤمن من العلم والمعرفة وفيه من الفوائد تلقي العلم عن النساء فعلقمة يسأل عائشة رضي الله تعالى عنها ام المؤمنين ويتعلموا منها فقد حوت عائشة رضي الله تعالى عنها علما غزيرا جزيلا ذاك انها خاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه فادركت من العلم ما لم يدركه غيرها رضي الله تعالى عنها وفيه من الفوائد اختصار الجواب في السؤال بما يكون مبينا مطلوب دون تشتيت. لذلك اجابت جوابا مباشرا فقالت كان عمله ديما. اي عمله مستمرا متواصلا. وفي من الفوائد بيان ان حرصك على سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني انك ستصل الى ما وصل اليه النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ من الطاعة والعبادة اعلى المنازل. ولذلك اشارت رضي الله تعالى عنها الى هذا المعنى بقوله وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيع. اي يقدر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر عليه وفيه الاشارة الى ان الانسان ينبغي له ان يحرص في اخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم على ما يطيق وما يقدر فبقدر ما يستطيع ينال من هديه صلى الله عليه وسلم لكن يكلف من العمل ما يطيق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اكذبوا من الاعمال ما تطيقون يعني الذي تقدرون عليه وتستطيعونه دون ان تحملوا انفسكم علة ومشقة او ما اشبه ذلك مما يمكن ان يكون سببا للانقطاع قالت في وصف عمله كان عمله ديمة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اكلفوا من الاعمال ما تطيقون. فان الله لا يمل حتى تملوا كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه. نعم. قال رحمه الله تعالى باب صوم يوم عرفة. وساق باسناده عن ام الفضل بنت الحارث اننا سن تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فارسلت اليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه. قال حدثنا يحيى ابن سليمان قال حدثنا ابن وهب او قرئ عليه قال اخبرني عمرو عن بكير عن قريب عن ميمونة رضي الله عنها ان الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. فأرسلت اليه بحلال وهو واقف في الموقف فشرب منه الناس انظرون هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لبيانهما ورد في صيام يوم عرفة. يوم عرفة من اعظم ايام السنة. جاء فيه قول سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وقد اختلف العلماء رحمهم الله اي يوم افظل بالنظر الى ايام السنة يوم النحر او يوم عرفة على قولين فمنهم من قال ان الافظل يوم عرفة ومنهم من قال ان الافظل يوم النحر وورد في ذلك احاديث والصواب ان كلا اليومين له فضل. في جانب لا يشاركه فيه الاخر. فيوم عرفة يوم طيب فيه حط السيئات والذنوب والخطايا لعموم المسلمين ممن صام هذا اليوم ولاهل الموقف خاصة فانه يدرك الناس في ذلك اليوم من مغفرة الذنوب ما لا يدركونه في غيره ولذلك جاء في الصحيح من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبد من النار من يوم عرفة. ما من يوم اكثر في وجه اخر ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. فهذا يوم عظيم ويوم مشهور. وصيامه جاء فيه ما رواه الامام مسلم من حديث ابي قتادة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة قبله والسنة التي بعده. يكفر سنتين. السنة التي قبله والتي بعده. وهذا فضل من الله عز وجل وعطاء لمن صام هذا اليوم محتسبا الاجر عند الله عز وجل. المصنف لم يذكر هذا الحديث لانه ليس على شرطه لكن جاء بما يفيد مشروعية صيام عرفة. وذلك من خلال ما ساقه من احاديث التي تمارى فيها ناس وشك فيها ناس في صوم النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وانما شك في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة انهم عرفوا من فضله ومنزلته ومكانته ما لا يفوته رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قدر عليه الا ان يكون ثمة مانع. فلذلك كما رووا في صومه صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة هل كان صائما او لا وهذا يشير الى ان فضيلة صيام يوم عرفة مستقرة عند الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وهذا وجه الشاهد او وجه الرب بين هذا الباب وبين الحديث الذي ساقها. فلا ليس فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم صام عرفة لكن هي مشيرة الى ان صوم عرفة مشهور بين الناس لذلك شك الناس في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. وساق باسناده من حديث ام الفضل بنت الحارث انا ناسا تماروا عندها ام الفضل بنت الحارث هي ام عبد الله ابن عباس وهي ام الفضل ابن عباس زوجة العباس عم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكانت اخت ام ايضا هي اخت ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم. فميمونة بنت الحارث خالة عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عن الجميع. فام الفضل تخبر ان اناسا تماراوا اي تجادلوا وتناقشوا تباحثوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم اصائم ام لا؟ فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم يعني منهم من قال انه صائم بناء على ما استقر في نفوسهم من فضيلة صوم يوم عرفة وبعضهم قال ليس بصائم بناء على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مسافرا وهو مشتغل بعبادة وطاعة تحتاج الى تقوي فلذلك قالوا ليس بصائر. فقالت فارسلت رضي الله تعالى عنها ارسلت ام الفضل الى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح باناء فيه لبن. اي فيه حلاب. كما جاء في الرواية الاخرى. وهو واقف على بعيره اي واقف على ناقته صلى الله عليه وسلم. واستشكل بعضهم انه واقف على ناقة وهي تقول وهو واقف على بعيره. وهذا الاشكال يزول بان البعير يطلق على هذا الجنس. من الحيوان ذكرا كان كوصف الانسان الانسان يطلق على الذكر والانثى من بني ادم. فكذلك البعير اسم يطلق على الذكر والانثى من الابل. فلا اشكال في وصف الناقة بالبعير لكن الذي درج في استعمال الناس تسمية البعير اطلاق البعير على الذكر من الابل. وهذا ليس اه متسق على لسان العرب بل هو مما جرى به الاصطلاح في بعض الجهات. ولذلك هي تقول رضي الله تعالى انا وهو واقف على بعيره ومعلوم انه انما كان انما كان واقفا على ناقته القصوى صلى الله عليه وسلم على راحلة القسوة وهي نار قال وهو واقف على بعيره فشربه اي شرب اللبن الذي بعث اليه صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الثانية ان ميمونة رضي الله تعالى عنها قالت ان الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. والمقصود بالناس اصحابه ممن شهد الموقف من اهل الاسلام. فهو لفظ عام اريد به الخصوص فارسلت اليه بحلام يعني بلبن محلوب وهو واقف في الموقف اي واقف على ناقته صلى الله عليه وسلم في عرفة فشرب منه والناس ينظرون فتبين بهذا انه لم يكن صائما صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل كان مفطرا وتبين هذا للخاص والعام. وبه يتبين ان الافضل للحاج في عرفة الا يصوم. لان لو لانه لو كان الصوم فضيلة لسابق اليه النبي صلى الله عليه وسلم وانا دابا اليه بل قد جاء في النسائي في سنن النسائي وابي داود من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. وهذا يؤكد ان وما اقل احواله الكراهة بالنسبة لمن كان في عرفة من الحجاج لكن لو ان احدا كان في عرفة غير حاج في بعرفة فانه لا يدخل في النهي لان النهي انما هو لمن كان من من الحجاج لانهم مشغولون بطاعة وعبادة تحتاج الى تقوي وسيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم لم يكن صائما في ذلك الموقف بل كان مشتغلا بالطاعة فاستعان بما استعان به من الفطر. هذان الحديث ان فيهما جملة من الفوائد. او او قبل الفوائد الحديث الاول الذي بعثت التي بعثت القدح هي ام الفضل. والحديث الثاني التي بعثت الحلاب هي ميمونة وهذا ليس اختلافا لان ام الفضل وميمونة اختان فيحتمل ان كل واحدة منها منهن بعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم حلافا ويحتمل انهن اشتركن في بعث اللبن الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرت كل واحدة منهن بما شاركت فيه من بعث اللبن الى النبي صلى الله عليه وسلم فلا اشكال حينئذ. في الحديث من الفوائد فقه وام الفضل وميمونة رضي الله تعالى عنهن. فانهن اردن بيان حال النبي صلى الله عليه وسلم من غير سؤال ولا عناء وذلك بان بعثنا اليه صلى الله عليه وسلم اللبن الذي تبين به انه ليس بصائم وفيه من الفوائد الاحتيال لنيل العلم والمعرفة فانهن يبعثن ذلك الحلاب الى النبي صلى الله عليه وسلم لاجل السقاء او لاجل اطعام النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظهر انما بعثنا به لاجل ان يتبين حاله وينقطع ما كان بين الناس من اشتباه وشك اكان صائما ام لا منها قربة وطاعة لله عز وجل. ولذلك قال الله تعالى فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر وفي الاية الاخرى قال فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. فامر الله تعالى بالاكل من هذه القربات في الهدايا وفيه من الفوائد المباحثة في العلم فان هؤلاء تباحثوا في العلم في موقفهم بعرفة رضي الله تعالى عنهم ها كان صائما او لا؟ وفيه من الفوائد اشتغال الحجاج ببحث المسائل التي تعود عليهم بالنفع. فانهم تناقشوا في حال النبي صلى الله عليه وسلم لان لانه القدوة والاسوة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وفيه من الفوائد جواز الركوب على الراحلة مدة طويلة فالنبي صلى الله عليه وسلم وقف على راحلته منذ ان دخل عرفة الى ان انصرف منها لم ينزل عن راحلته صلى الله عليه وسلم. وهذا مشروط فيه ان لا يكون في الوقوف على الدابة اسقاق الا يكون في الوقوف على الدابة اشقاق او اذى. فان كان ثمة اشقاق او اذى فانه لا يجوز. وفيه من الفوائد شرب الماء او الحلى امام الناس. لا سيما اذا كان هذا مما يترتب عليه مصلحة. وعليك ان ما قيل من ان الاكل بين الناس من خوارم المروءة ليس بصحيح على اطلاقه بل هو محمول فيما لا يحمد من الانسان محمول على ما لا يحمد من الانسان اما ما كان فيه بيان حكم شرعي او تقتضيه الحال او يترتب عليه مصلحة فان ذلك لا لوم فيه ولا حرج. وفيه من الفوائد قبول النبي صلى الله عليه وسلم الهدية ممن ارسلها اليه فان ام الفضل ارسلت اليه بالقدح اجنبية منه ليس بينه وبينها رحم ولا نسب انما هي صهر. فهي من اقارب زوجه صلى الله عليه وسلم وقبل منها ما ارسلت اليه وشرب. صلى الله عليه وسلم ما بعثت به من من لبن هذه بعض الفوائد التي تضمنها هذا الحديث. نعم قال رحمه الله تعالى باب صوم يوم الفطر. قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا عن ابن شهاب عن ابي عبيد مولى ابن ازهر. قال شهدت العيد مع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم واليوم الاخر تأكل فيه من نسككم؟ قال ابو عبدالله قال ابن عيينة من قال مولى ابن ازهر فقد اصاب ومن قال مولى علي عبدالرحمن بن عوف فقد اصاب قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا هويل قال حدثنا عمرو بن يحيى عن ابيه عن ابي سعيد رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر ان حرب وعن الصماء وان يختبر الرجل في ثوب واحد وعن صلاة بعد الصبح والعصر باب صوم يوم الفطر اي ما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويوم الفطر هو اول يوم من شوال وسمي هذا اليوم بهذا الاسم لان لانه اليوم الذي يظهر فيه اهل الاسلام الفطر بعد امساكهم وصيامهم شهر رمضان الذي امروا بصيامه في قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فسمي اليوم الاول من ايام يوم الفطر لانه يظهر به الفرق بين رمظان وبين غيره. اذ ان فطره عبادة وقربة وطاعة لله عز وجل. وهو يوم فرح كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. فقوله صلى الله وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره هذه فرحة تتكرر يوميا مع كل افطار وفرحة تأتي سنويا عندما يستكمل المؤمن عدة رمضان بصيام بصيام ما فرض عليه وشرع له ثم على على ما احل الله عز وجل في ذلك اليوم فيكون هذا اليوم يوم سرور وفرحة تقرب الله عز وجل في هذا اليوم بطاعته في الفطر كما اطاعه المؤمن في الصوم. ولذلك سمي هذا اليوم يوم الفطر وصوم يوم الفطر الفطر متفق على على انه لا يشرع وانه مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد جاء فيه جملة من الاحاديث ساقها المصنف رحمه الله الامام البخاري في صحيحه منها ما ذكره من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه حيث قال هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما هذان المشار اليه اليومان اللذان سيتحدث عنهما اما اليوم الاول فهو يوم فطركم من صيامكم. فهذا مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه. والنهي في الاصل يقتضي المدح واما اليوم الثاني قال واليوم الاخر تأكلون فيه من نسك من نسككم وهو يوم الاضحى والنسك المقصود بهما يتقرب الى الله بذبحه في ذلك اليوم من الهدايا التي يتخرب المؤمن التي يتقرب المؤمنون اكلها في ذلك اليوم فان والاضاحي فقوله رضي الله تعالى عنه واليوم الاخر تأكلون فيه من نسككم اي مما تقربتم الى الله تعالى بذبحه والنهي في هذا الحديث حمله جماهير العلماء بل عامة العلماء على التحريم وانه يحرم صيام هذين اليومين. ولا يجوز صيامهم استقلالا ولا تبعا. ويجب صيامهما لا في فرض ولا في نفل. فلا يجوز لصيام يوم الفطر ويوم الاضحى لا في القضاء ولا في الكفارات ولا في النزول ولا في التطوعات اذ انهما يومان يحرم صومهما لنهي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الحديث الاخر حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر هذان يوم ان نهى النبي صلى الله عليه وسلم مجالس المجالس العامة او جلوسي بين اولاده كلها مما يندرج فيما نهي عنه. هذي الاحاديث فيها جملة من الفوائد فوائد الحديث النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الاضحى. وهو نهي اتفق عليه العلماء و عن صيامهما يوم النحر ويوم الفطر. وهذا ما تقدم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الذي ساقه اولا. قال عن الصماء اي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصماء. والصماء هي صفة في اللباس. يكون فيها الانسان على نحو من الاستتار والاشتمال بلباس لا معه من دفع ما قد يؤذيه كما انه يضاف الى ذلك انه يفضي الى كشف العورة. ولذلك قالوا فيما جاء النهي عنه من اشتمال الصماء والذي نص عليه هنا ابو سعيد وهو قوله وعن الصماء اي نهى عن الصماء انه يلتحف بثوب ثم يرفعه ومن اسفل الثوب ويضعه على منكبه ولا يكون تحت هذا الثوب ما يسره. واذا فعل هذا ما الذي سيرضيه؟ سينكشف جانبه احدى جانبيهم الجانب الايمن او الجانب الايسر. واذا لم يكن ثمة ثوب تحته فما الذي سيفضي اليه؟ ها في العورة هذا هو اشتمال الصماء. هذا هو اشتمال الصماء الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه في الصلاة وفي غيرها لانه يفضي الى كشف العورات ولا يحقق المطلوب من اللباس لان اللباس يطلب من امرين اما لستر العورات واما لطلب الزينة والتجمل. والاصل في اللباس هو ستر العورة والزينة وتجبن كمال قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم هذا المقصود الاول من اللباس لباسا ايش؟ يواري سوءاتكم ان يستروا عوراتكم. ثم قال وريشا اي وما وتتجملون به اي وما تتجملون به من الريش وهو ثياب وهي ثياب الزينة. وهو ما زاد على ما تستر به العورات. ثم قال ولباس التقوى ذلك خير واجمل من هذا ولاء. واكمل من هذا وذاك هو ما يكون في القلوب من التقوى. واذا قال ولباس تقوى ذلك خير. التقوى لباس. يصطبر به السلوك لكن اصله يكون في القلب. وذلك سمى الله تعالى دينه صبغة فقال صبغة الله ومن احسن من الله صبغة؟ لا احسن منه صبغة جل في علاه. فلذلك ينبغي ان يعلم ان كل لباس يفضي الى كشف العورة فانه مني عنه على اي صفة كان. فنهيه الصماء في هذا الحديث لان الصماء ليس فقط انه لا يتمكن من دفع ما يمكن ان يضره انما هو لاجل ان لباس الصماء يفضي الى كشف العورات. ولذلك قرن به الاحتباء فقال وان الرجل في ثوب واحد وان يحتبي الرجل هو ان يلصق فخذيه وساقيه ببطنه. ويجلس على مقعدته هذا الاحتباء نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقيد النهي بان بان يحتمل في ثوب واحد اي لا يكون تحته ثوب واحد الا ثوب واحد. فاذا جلس هكذا يكون محتبيا فان لم يكن تحت هذا الثوب ثوب يستره افظع الى ايش؟ الى انكشاف عورته. فما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الحبوة انما نهى عنه صلى الله عليه وسلم لاجل ما في هذه الصفة من الجلوس اذا كان عليه ثوب واحد من كشف العورات. ولذلك فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين النوعين من من صفة اللباس التي تفظي الى كشف العورات والنهي هنا هل هو على وجه الكراهة ام على وجه التحريم؟ الجواب على وجه التحريم. لان الله تعالى امر بستر العورات ونهى عن كشفها بل عاد قوما تعبدوا له بكشف العورات وجعل ذلك من اختراعاتهم التي اظافوها لرب العالمين زورا وبهتانا. فالله يأمر بالستر والزينة يا بني دابا خودو زينتكم عند كل مسجد. اذا النهي في الحديث. حديث ابي سعيد عن الصماء. وان يحتبي الرجل في ثوب واحد سنن ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنان يحتبي الرجل يوم الجمعة والامام يخطب. هذا الحديث جماهير العلماء على ضعفه لكن لو قيل بثبوته كما قال ذلك بعض اهل الحديث فصحح الحديث فهو محمول على ما اذا كانت الحبوة تفظي الى كشف العورة. او قد تؤدي الى نقظ الوظوء بما يخرج منه وهو لا يشعر او تفضي الى الذهاب وعدم التركيز مع مع الخطيب بالنوم ونحوه هذي العلل التي ذكروها في هذا الاجر وان كان الحديث ضعيفا لكن النهي هنا لم لم يقتصر على يوم الجمعة بل هو نهي عام ان يحتبي الرجل في ثوب واحد سواء في جلوسه لسماع الخطبة او جلوسه في سماعه لاصحابه او جلوسه في ذلك لتوارد الاحاديث في النهي عن صيامنا هذين اليومين. وليعلم ان من صام هذين اليومين فانه لا تبرأ ذمته بالصيام كما انه اثم بصيامه. فان كان عليه قضاء فانه لا يجزئه صيام هذين اليومين. وان كان عليه فانه لا يجزئه صيام هذيلا يومين. وان كان عليه نذر فانه لا يجزئه صيام هذا اليوم. وذلك انه يوم نهي عن صيامه فلا يصح صومه لا قضاء ولا كفارة ولا نذرا ولا تطوعا. وفيه من الفوائد نهي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن كل ما تنكشف به العورات. فنهى صلى الله عليه وسلم الاحتمال الصماء ونهى صلى الله عليه وسلم عن الاحتباء بثوب واحد. وفي من الفوائد ان اللباس الذي لا يستر العورات مما ينهى عنه على اي صفة كانت. وعليه كما يلبسه بعض الناس مما يبدي العورة ويبرز المفاتن وهذا يكثر في النساء. فانه لا يحقق المطلوب بل هو لانه لا يتحقق به المطلوب من ستر العورات. وستر العورات مما امر به النبي الله عليه وسلم وجاءت الشريعة به جاء فيما رواه احمد باسناد جيد من طريق بهج الحكيم عن ابيه عن جده انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم او سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ يعني ما ما الذي ينبغي لنا في شأن العورات قال صلى الله عليه وسلم ان استطعت ان لا يرينا احد فافعل استر عورتك عن كل احد. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان استطعت ان لا يرن احد فافعل. فقال له الرجل فقيل له الرجل خاليا يعني ما معه احد. ايكون كذلك حتى في حال الخالية؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم الله احق يستحي منه. الله احق ان يستحي منه. فهذا يدل على ان الانسان ينبغي ان يحتاط. وان من كشف العورة الا ما دعت الحاجة اليه من قضاء حاجة او اغتسال او ما اشبه ذلك. وعليه فكل لباس يبدي العورات مما يخالف ما جاء به الاثر وصح به الحديث عن سيد الانام صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقوله في الحديث وعن صلاة بعد الصبح والعصر هذا بيان لبعض اوقات النهي هذي فاتتنا الجملة وعن صلاة بعد الصبح والعصر اي مما نهي عنه ان يصلي الانسان صلاة لا سبب له صلاة لا سبب لها بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر. وقد تقدم الكلام عن اوقات النهي ولعله يأتي وقت اوسع لتناول وبيان اوقات النهي نقتصر على هذا ونجيب على الاسئلة ونكمل ان شاء الله التعليق على الاحاديث بعد صلاة التراويح