يبين الله جل وعلا عظيم ذل الملائكة الملائكة هم من اكثر من يشفع يوم القيامة وهم يدعون لاهل الايمان في هذه الدنيا. بان يغفر الله لهم وان يقيهم الشرور وسائر اخبر الله تعالى به عنهم في الدنيا وكذلك في الاخرة. لكن هؤلاء الذين يشفعون يوم القيامة. هل لهم ما هي حالهم عند كلام الله عز وجل وعند وحيه سبحانه وبحمده. يقول الله تعالى في بيان ذل هؤلاء حتى فزع عن قلوبهم حتى اذا فزعت قلوبهم يعني حتى اذا كشف الفزع وانجلى الوجل وما نزل بقلوبهم من الخوف والتعظيم والخشية بسبب تكلم الله بالوحي. قالوا ماذا قال ربكم وهذا يبين انهم عباد مقهورون. انهم عباد اذلاء بين يدي رب العالمين. فاذا تكلم الله بالوحي اذا تكلم الله تعالى بالاذن في الشفاعة هذه حالهم. حتى اذا فزع عن قلوبهم لماذا؟ كانوا على هذه الحال لعلمهم بعظيم قدر ربهم جل في علاه. وكلما عظم علم العبد بقدر ربه امتلأ قلبه خوفا له وخشية منه جل في علاه يقول الله عز وجل انما يخشى الله من عباده من العلماء انما يخشى الله من عباده العلماء فهم الذين كملوا العلم بالله فلما كمل علمهم بالله عظمت خشيته في قلوبهم لعلمهم بجلاله وعظمته وجماله وكامل صفاته سبحانه وبحمده فكان ذلك ملقيا في قلوبهم الهيبة اعظم الخلق خشية لله عز وجل محمد ابن عبد الله لماذا؟ لانه صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق علما به ومعرفة به جل في علاه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح اما والله اني لاخشى اعلمكم بالله واخشاكم له اما والله اني لاعلمكم بالله واخشاكم له فكلما زاد العلم عظمت المعرفة بالرب واذا عظمت المعرفة بالرب زادت الخشية منه والاجلال له والتعظيم له والمحبة سبحانه وبحمده فلذلك الملائكة لعظيم علمها بقدر الله عز وجل تكون حالها على ما ذكر الله عز وجل حتى اذا فزع عن قلوبهم كشف الفزع وانجلى عنهم الوجل وزال عن قلوبهم الخوف الذي اعتراها بسبب كلام الله عز وجل حتى اذا فزعت قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم فمن شدة فزعهم يستبينون ويستوضحون ما اوحاه الله تعالى ماذا قال ربكم؟ فيأتي الجواب الذي ينتظر كل قول يقوله جل في علاه قالوا الحق فلا يقول الا الحق فهو الحق جل في علاه. وقوله الحق سبحانه وبحمده. فذلكم الله ربكم الحق. فماذا بعد الحق الا الضلال فقوله الحق جل في علاه ولذلك يقولون قال الحق وهذا القول وهذا الوصف ينتظم كل ما يقوله الرب جل في علاه فلا يقول الا حقا في امر القدر والكون وفي امر الشرع والدين ثم قال ثم قالوا وهو العلي الكبير. ختم الله تعالى هذه الاية بقول الملائكة فيما يقولونه بعد سماع الوحي يذكرون صفتين من صفاته وهو العلي الذي له العلو المطلق جل في علاه. وعلو الله الثابت له ثلاثة انواع علو قدر وعلو قهر وعلو ذاك كلها ثابتة له جل في علاه كعلو القهر قال الله جل وعلا فيه وهو القاهر فوق عباده وعلو القدر ما لكم لا ترجون لله وقارا وما قدروا الله حق قدره. وهو العلي العظيم سبحانه وبحمده وهو الحميد المجيد وهو الغني الحميد فكل صفاته تدل على عظيم قدره. اما علو ذاته فهو الذي اخبر في كتابه الرحمن على العرش استوى اي على سبحانه وبحمده وقال جل وعلا اامنتم من في السماء اي من على السماء وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. جل في علاه فهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده. فله العلو والمطلق بهذه المعاني الثلاثة. واذا كان عاليا تقاصرت كل المخلوقات دونه سبحانه وبحمده ثم ذكر مع علوه وصفا اخر وهو انه الكبير فهو الكبير الذي يتضائل ويضمحل بين يدي كبره جل في علاه كل شيء فله الكبرياء في السماوات والارض سبحانه وبحمده لا يحيط العباد علما به ولا ادراكا لعظيم صفاته جل في علاه اذا كان كذلك اذا كانت هذه حال من يدعى من دون الله وهذه حال رب العالمين جل في علاه. وما له من الكمالات فان القلوب البصيرة والعقول الصحيحة لا يمكن ان تتوجه الى سواه. ولا ان تقصد غيره بل لا تقصد الا الله الملك الحق المبين جل في علاه لا تقصد الا الله الملك الحق المبين جل في علاه وبيان هذا الخبر في هذه الاية الكريمة عن حال الملائكة في قوله جل وعلا حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ما جاء في صحيح الامام البخاري من وسط حال اذا تكلم الله تعالى بالوحي في السماء يقول وفي الصحيح يعني في صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال هذه هذان الحديثان بيان لمعنى قوله تعالى حتى اذا فزع القلوب وافضل ما فسر به القرآن القرآن. وكلام سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه يقول صلى الله عليه وسلم اذا قظى الله الامر في السماء اذا قظى الله تعالى الامر في السماء يعني اذا حكم بما شاء جل وعلا في العلو والامر هنا يشمل القظاء الكوني والقظاء الشرعي. اذا قظى الله الامر في السماء والله تعالى يقظي كونا ما ويقضي شرعا ما يشاء. وكلاهما يسمى قضاء الصلاة من قضاء الله بر الوالدين من من قضاء الله عبادة الله وحده لا شريك له من قضاء الله وهو قضاء شرعي وقضاء الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. هذا القضاء يسمى القضاء ايش؟ الشرعي الديني الامري ويقضي الله تعالى قضاء كونيا وهو ما يجري به كل حركة وسكون في الكون فما من شيء الا بحكمه جل وعلا. ومنه قوله تعالى من القضاء كوني وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. هذا القضاء قضاء كوني قدري. فالله يقضي بهذا وهذا. فقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء يشمل القضاء الكوني القدري الذي ينتظر حوادث الكون كلها ويشمل القضاء الديني الشرعي الذي عنه تصدر الشرائع والاحكام اذا قضى الله الامر في السماء اي في العلو استمع الى حالي اعظم الخلق قدرة وقوة وهم الملائكة. كيف يكون حالهم عندما يسمعون قضاء الله ووحيه ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله ضربت الملائكة هذه الملائكة العظام باجنحتها اي ذلت لله عز وجل وخضعت لقوله جل في علاه فتضرب باجنحتها اي تضعها على ما يشاء الله تعالى من خلقه ذلا لله عز وجل اذا تكلم بالوحي في السماء جل في علاه خضعان لقوله اي انقيادا وطاعة وذلا وتسليما لما يقضيه الله عز وجل في امر شرعه وامر دينه فهم الذين قال الله تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون هذه صفتهم عندما يقضي الله تعالى القضاء الذي يقضيه جل في علاه في السماء ان انهم يضربون باجل ويضعونها خضعانا لقوله جل وعلا وقوله خظعانا لقوله اي ذلا له وانقيادا لما يوحيه جل في علاه اليهم من امر الدين وامر الدنيا من امر الدين وامر الكون. فانه سبحانه وبحمده يقضي هذا وذاك. كل يوم هو في سبحانه وبحمده وقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كأنه سلسلة على صفوان هذا تمثيل تشبيه نبوي لاثر قول الله عز وجل في ملائكته كأن اي كانه عندما يسمعون وحي الله عز وجل وقوله التشبيه هنا ليس لقوله فقوله ليس كمثله شيء لانه من صفات لكن التشبيه باثر قوله في الملائكة عندما يسمعون الوحي كانه سلسلة على صفوان بلوغ قوله ونفوذه اليهم وسماعهم لوحيه. حيث قال ينفذهم ذلك اي يصل اليهم ويبلغهم وحي الله عز وجل كما يصلهم وينفذهم صوت جر السلسلة على صفوان. قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ وهذا بيان لهذه الاية وان ذلك الفزع الذي يصيبهم هو لعظيم اجلالهم لله وكبير ما يغشاهم من الخضوع والذل لله عندما يتكلم الله سبحانه وبحمده بالوحي ويتكلم بالامر من امره جل وعلا في السماء حتى اذا فزع عن قلوبهم اي حتى اذا كشف عن قلوبهم واستبانوا الوحي قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال مسترقي السمع ومسترق السمع هم الجن وهم خلق من خلق الله ملكهم جل في علاه قدرات واعطاهم ومنحهم قوة على شيء من خلق الله عز وجل. وعلى شيء من مما يفوق قدرة الانسان فمن ذلك ما اخبر به من استراقهم السبع اي استراقهم ما تتكلم به الملائكة من وحي الله عز وجل. فهم يسرقون شيئا مما اوحى الله تعالى الى ملائكته عندما يتكلم الملائكة فيما بينهم بالوحي الذي اوحاه الله تعالى لهم مما يدبر به امر مملكته جل في علاه يدبر به امر الكون سبحانه وبحمده. يقول فيسمعها مسترق السمع يسمع ما اوحى الله تعالى به الى الملائكة فيما تتكلم به فيما بينها ثم بين مسترق السمع في وصفه قال ومسترق السمع هكذا اي يركب بعضه على بعض يقول فحرفها وصفها سفيان ابن عيينة بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه اي انه يركب بعضهم على بعض الجن حتى يصلوا الى السماء فيسمع ما تتكلم به الملائكة في السماء الدنيا حيث ذكر الله تعالى عن حال الجن في استراق نستمع في سورة الجن وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع هذا قبل الوحي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانا كنا نقعد منها مقاعدا للسبع فمن يستمع الان اي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يجد له جهابا رصدا اي يرمى بالشهاب الذي يمنعه من استراق السمع صيانة للوحي لكن هذا الاستراق لم يلغى بالكلية انما شدد ولذلك قال انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبة فمن يستمع الان يجد له شهابا رصد هذا التحول كله صيانة للوحي الذي اوحاه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. ومن العلماء من يقول ان هذا هذه الحراسة لم تلقى على حالها كما كانت وقت نزول الوحي. بل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي تمكنوا من السماع ما لم يكن يمكنهم سماعه قبل موته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي. وعلى كل حال تمت استراق للسمع لكنه اقل بكثير مما كان عليه الحال قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كما دل عليه ما الله في سورة الجن في خبرهم عن والسمع وما جرى من تغير وتحول. يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله عن حال مسترق السبع فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته اي الذي يسترق السمع يسمع الكلمة ويبلغها من تحته من الجن حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن اي حتى يلقي ما سمع من الوحي على لسان الكاهن او وبه يعلم ان كل من يخبر عن المغيبات فهو لا يخلو اما ان يكون ساحرا او كاهنا لان الشياطين لا توحي الا الى اوليائها كما قال الله جل وعلا قل هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين؟ على من؟ تنزلوا على كل افاك ها؟ اثيم افاك يعني عظيم الكذب اثيم اي متورط في الاثم فلا تتنزل على غير هؤلاء وما الذي تتنزل به؟ تتنزل بشيء ظئيل يسير قليل مما استرقته من السمع وهؤلاء يضيفون اليه مئات الكذبات. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيلقيها حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاذب. لكن ما حال هذه الجن التي استرقت السمع يقول فربما ادركه الشهاق قبل ان يلقيها وربما القاها قبل ان يدركاه. يعني الشهاب مشترك السابع لكن يمكن ان يكون ادراك الشهاب بعد ان يلقي الكلمة ويمكن ان يكون الادراك قبل ان يلقي الكلمة الى من تحته. قال في كذب معها مئة كذبة. من الذي يكذب؟ اما مسترق السمح واما الكاهن والساحر واما كلاهما يكذب هذا وهذا فيضيفون على تلك الكلمة التي سمعت من الوحي مئات الكلمات. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيكذب معها مئة كذبة وهذا ليس المقصود به العدد بذاته انما يكذب معها كذبا كثيرا. ولذلك قال الله تعالى في وصف من تتنزل عليهم الشياطين قال تنزلوا على كل افاك والأفاك من هو اخفاء الافاك هو كثير الكذب سيء العمل ولذلك قال اثيم اي متورط في الاثم. ثم بسبب هذا هذه الكلمة التي يتلقاها مسترق السمع من الملائكة يصدق بتلك الكلمة يقول في كذب معها مائة كلمة كذبة فيقال اي يقول الناس الذين يأخذون عنهم ما يخبرون به من الوقائع والحوادث اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء وهذا بيان ضعف عقول هؤلاء اذ انهم يصدقون جميع كذبه بكلمة واحدة صادقة وهذا خلاف العدل فان الكلمة الصادقة اذا احتفت بمئة كذبة اي بكذب كثير واذك مبين لم يكن لها قيمة لانه لا يمكن الفرز بين الصدق والكذب ولا يمكن معرفة الصواب من الخطأ. فاذا كان كذلك فالواجب على المؤمن ان ان يعرض عن كل هذه الخزعبلات وهذه الكذبات ولهذا جاء الوعيد الشديد في من يأتي الى الكهان وعظم الوعيد في حق من يأتي اليهم فيصدقهم. ففي صحيح من مسلم عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال صلى الله الله عليه وسلم من اتى كاهنا او عرافا فسأله فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما وفي رواية الامام احمد قال من اتى كاهنا فسأله فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد فالذين يأتون الكهان نوعان نوع يسأل ولا يصدق هل هذا سالم من العقوبة؟ الجواب لا هذا عنده من الاثم والوزر انه بلغ احباط صلاة اربعين يوما هذا معنى قوم معنى قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما اي ان الذنب الذي وقع في ايه؟ يذهب باجر وثواب اربعين يوما. صلاة اربعين يوما فان صدقه فهنا يقول قد كفر بما انزل على محمد يعني كفر بايش؟ ما الذي انزل على محمد؟ القرآن كفر بالقرآن الذي يقول في محكم التنزيل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. ويقول جل في علاه عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلكه من بين يديه ومن خلفه رصد ليعلم ان قد ابلغ رسالات ربه واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا. انظر الى العناية الفائقة حتى في الوحي انه ليس وحيا يصل الى الرسول فيبلغه كيفما كان بل في غاية الدقة اوكل الله من يحفظ الوحي يوحد حفظا عظيما فلا يزاد فيه ولا ينقص. احصى احاط بما لديهم واحصى كل شيء عدد بخلاف ذاك الكاذب الذي يتلقى عن الجن فانه يسمع الكلمة الصدق ويزيد عليها مئة كذبة فلا يقبل منه شيء بخلاف الوحي الذي اخبرت به الرسل فانه حق وصدق. هذا هو حال الملائكة على عظيم منزلتهم بقدرهم عند رب العالمين انهم اذا سمعوا قول الحق علاهم من الذل والخضوع ما يجعلهم يضربون باجنحتهم قضى عادا لقوله سبحانه وبحمده وذلك بين يديه جل في علاه. وفي الحديث الاخر حديث النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه بيان وتفصيل لبعض ما اجمل في حديث ابي هريرة والحديث وان كان في اسناده مقال حديث ابي حديث النواس بن سمعان سمعان رضي الله تعالى الا انه يبين بعض ما تضمنه حديث ابي هريرة. قال قال صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يحيي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة رجفة او قال رعدة شديدة وذلك قال خوفا من الله اي اجلالا له والسماوات خلق من خلق الله يعظم الله جل وعلا. كما قال سبحانه وتعالى وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فكل خلق الله كل ما تراه من خلق الله ذليل بين يدي الله. مربوب له جل في علاه لكن ثمة في الخلق نوعان خلق منحهم الله تعالى الاختيار بين تحقيق العبودية وعدمها وخلق لا يملكون الا ان يكونوا عبيدا لله عز وجل فليس لهم خيار فنحن بنو ادم الانس والجن خير الله تعالى هؤلاء بين ان يسلكوا سبيل النجاة وبين ان يتركوا طاعة الله عز وجل كما قال تعالى وهديناه النجدين فمنكم كافر ومنكم مؤمن فهذا حال العبادة العبودية الاختيارية اما سائر الخلق فانهم لا يخرجون عن امر الله عز وجل سبحانه بعبده فهم اذلاء له جل في علاه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا سمع ذلك اهل السماوات يعني الملائكة صعقوا وخروا لله سجدا. وهذا يفسر معنى قوله ضربت الملائكة باجنحتها. خظع هذا اللقاء قوله فيكون اول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما اراد ثم يمر جبريل على الملائكة اي على سائر الملائكة الذين سمعوا وحي الله عز وجل كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل استفهاما واستعلاما لما اوحاه الله تعالى فيقول جبريل عليه السلام قال الحق كما قال تعالى حتى اذا فزع قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. قالوا قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل. يعني الملائكة يرددون هذا القول قال الحق وهو العلي الكبير. فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله تعالى وخلاصة ما في هذا الباب هو بيان ان الخلق مهما عظمت قدرتهم مهما عظمت قوتهم مهما عظم جاههم انه لا لا ينتفع من ذلك بشيء بل هم اذلاء بين يدي الله والله عليهم طالب وهو لهم مالك وهو فوقهم قاهر لا يخرجون عن حكمه جل في علاه. ومن علم بالله ذل له وكلما زاد علمك بربك زاد تعظيمك ومحبتك وانقيادك له واستسلامك له جل في علاه هذا ما افاده الباب وبه يعلم ان اولئك الذين يتوجهون الى غير الله بطلب الحاجات يتوجهون الى الملائكة الى الرسل الى الصالحين الى الشهداء الى بطلب ما يطلبونه منهم انما يتوجهون الى انحراف وضلال فلا تقضى الحاجات الا من البريات قل هو الله احد ايش الله ايش؟ الصمد الذي تقصده كل الخلائق. هذا معنى الصمد. فالصمد هو الذي تقصده كل الخلائق في حوائجها فلا تقضى حاجة الا من قبله سبحانه وبحمده. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. اللهم املأ قلوبنا بمحبتك وارزقنا تعظيمك واعنا على توحيدك اللهم ارزقنا قول لا اله الا الله والعمل بها واختم لنا بها يا ذا الجلال والاكرام اجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله ايمانا وتصديقا. اللهم اعني على الطاعة وصف عنا السيئة من الاعمال اللهم احفظ بلاد المسلمين من كل سوء وشر. خذ هذه البلاد يا رب العالمين من الاشرار وكيد الفجار وفق ولاتها الى ما تحب وترظى من الاعمال اللهم ايدهم بنصرك واعزهم بعزك ومكن لهم يا ذا الجلال والاكرام وانصرنا ولا تنصر علينا امن المستضعفين من المؤمنين وانجهم يا رب العالمين واجعل عاقبة المسلمين خيرا وبرا وسلاما عادة وتوفيقا وصلى الله وسلم على نبينا محمد