هل تعلم له سمية؟ وقال جل في علاه لم يكن له كفوا احد وكل هذه النصوص دالة على انه لا يلحق به غيره ولا يمكن ان يدخل مع غيره في قضية بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله واعلم ان الخروج من الطريق على وجهين اما احدهما فرجل زل عن الطريق وهو لا يريد لا يضرب فيها الامثال لان القياس بناؤه على الحاق النظير بنظيره والمثيل بمثيله. والله جل وعلا ليس له نظير. والغيب والامور الغيبية ليس مما يمكن ان تلحق فيها امثال او تظرب فيها الامثال والنظائر الا الخير فلا يقتدى بزلته فانه هالك واخروا عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الامة حقيق على من يعرفه وان يحذر الناس منه ويبين للناس قصته لان لا يقع احد في بدعته فيهلك واعلم رحمك الله انه لا يتم اسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم انه بقي شيء من امر الاسلام لم يكفناه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى به فرقة وطعنا عليهم وهو مبتدع ضال مضل محدث في الاسلام ما ليس فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. يقول المصنف رحمه الله امام ابو محمد الحسن ابن علي البربهاري في كتابه شرح السنة واعلم ان الخروج من الطريق المقصود بالطريق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه طريق اهل السنة والجماعة على وجهين يعني يقع على صورتين اما احدهما هذا تفصيل بيان رجل زل عن الطريق زل اي خرجت به القدم عن الصراط المستقيم دون قصد ولا ارادة وانما وقع ذلك عن خطأ واجتهاد قال رحمه الله وهو لا يريد الا الخير فمعه حسن القصد سلامة النية لكنه لم يوفق لاصابة الحق قال بشأن هذا فلا يقتدى بزلته اي لا يقتدى بما وقع فيه من خطأ ولا يقبل ما جاء فيه من زلل بل يرد عليه ذلك وان كان حسن القصد فزلله وخطؤه ينبغي ان يكون مانعا من الاقتداء به وان حسن قصده سلمت نيته فسلامة المقاصد وحسن النوايا لا يبرر قبول الاخطاء بل يتجنب خطأه ويقبل ما عنده من خير قال رحمه الله فانه هالك المقصود هالك من اقتدى به في هذه الحال الضمير في قوله فانه هالك ليس من زلة قدمه اراد الخير فانه مجتهد والمجتهد اذا صدق في اجتهاده وبذل وسعه في اصابة الحق ولم يصبه فهو مندرج في قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر فقوله فانه هالك قد يتوهم متوهم ان الضمير يعود الى منزلة قدمه وخرج على الصراط المستقيم مع ارادته الحق والهدى والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الظمير يعود الى من اقتدى بزلته مع علمه بخطأه فانه لا يصلح في هذه الحال اقتداء بل يرد قوله الخطأ ويحفظ له اجتهاده وانه ما اراد الا الخير وما اراد الا الحق. وهذا ليس كالصنف الثاني وهو من قال فيه واخر عاند الحق اخر عاند الحق اي علمه وادركه وعرفه لكنه انصرف عنه استكبارا علوا وعنادا وخالف ما كان وخالف من كان قبله من المسلمين اي من اهل السنة والجماعة فهو ضال مضل ضال في نفسه لتركه الحق وعدم اخذه به ومضل لمن اقتدى به وجعله اسوة وقدوة قال شيطان مريد والمقصود بالشيطان هنا كل من خرج عن الصراط المستقيم وهو وصف يطلق على كل معاند معتدل لانه مأخوذ من شطنة اذا خرج وتمرد ولذلك اكد معنى اه واكد مراده بالشيطان في قوله مريد في هذه الامة قال حقيق على من يعرفه اي يجب ويحق على من يعرفه ان يحذر الناس منه من يعرفه اي من يعلم حاله ويعلم ضلالة وعدم انحرافه واعلم تزيينه للباطل ان يحذر الناس منه لان هذا من اخطر ما يكون على الناس اذ انه يفسد اديانهم ويحول بينهم وبين الوصول الى الهدى والنور الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قال ويبين للناس قصته ان يكشفوا خبره. فالمقصود بالقصة هنا الخبر. لئلا يقع احد في بدعته فيهلك هذه احوال الناس من حيث آآ الخروج عن الصراط المستقيم. وانظر الى تفريقه رحمه الله بين حال المخطئ المريد للحق وبين حال المخطئ المعاند في حال الاول نهى عن الاقتداء به لكنه لم يذكر التحذير منه ولا ولا وصفه بالضال او بالمضل او ما الى ذلك. بخلاف الثاني المعاند فان حاله توجب ان ان يبين ظلاله وان يحذر من مسلكه بعد ذلك قال واعلم رحمك الله انه لا يتم اسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلمة لا يتم اسلام احد الا اذا جمع هذه الخصال متبعا اي لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وقد نفى الله تعالى عن ان يكون له نظير او ان يكون له مثيل او ان يكون له سمي وند فقال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال سبحانه وبحمده مصدقا اي لما جاء به صلى الله عليه وسلم من الاخبار فالاتباع الاوامر والاحكام والتصديق للاخبار مسلما اي غير معارظ لا في الاحكام ولا في العقائد بل ينبغي ان يسلم لكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اي تسليما تاما كاملا بالطواعية والانقياد والقبول والامتثال لما جئنا لما جئت به من الحكم وكذلك لما جاء به من الخبر. قال فمن زعم انه بقي شيء من امر الاسلام لم يكفناه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم من زعم ان شيئا من الدين سواء كان ذلك في العقائد او في اصول الاحكام لم يبينه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكشفوه للناس فانه قد كذبهم رضي الله تعالى عنهم وذلك ان الصحابة بلغوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وامتثلوا ما امرهم الله ما امرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله بلغوا عني ولو اية فلم يبق شيء من امر الدين ولا من احكام الشريعة الا وقد جاء بيانها وايظاحها تبليغها من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فكل من سلك طريقا غير طريقهم وسار في سبيل غير سبيلهم فانه مكذب لهم يقول رحمه الله وكفى به فرقة وطعنا عليهم. ونحن مأمورون بلزوم طريقهم والسير على نهجهم كما قال الله تعالى ومن يشقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت بصيرة واحق من يوصف بهذا الوصف من شق الصحابة وفارقت سبيلهم وطريقهم فهم اول من يدخل في قوله تعالى ويتبع غير سبيل المؤمنين فهم سادات هم سادات المؤمنين وهم هم اهل الاسوة والقدوة وهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لما عدى الفرق وسئل عن وصف الفرقة الناجية فقال هم من كان على مثل ما انا عليه واصحابي هم الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي مسعود خير الناس قرني وهم الذين رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وكل هذا وغيره من الفضائل انما هو لما كانوا عليه من تمام الديانة وسلامة العمل واستقامة السبيل والمنهج فمن ترك طريقهم وخالف سبيلهم فقد خرج عن الصراط المستقيم وكفى به فرقة وطعنا عليهم قال رحمه الله وهو مبتدع ضال مضل مبتدع فيما اخترعه من امر الدين الذي لم يكن عليه حال الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولم يكن في اقوالهم والمأثور عنهم. ضال لخروجه عن سبيلهم. مضل كونه مو لكون خروجه موجبا لاغترار غيره به تأسيا واقتداء. محدث محدث في الاسلام ما ليس فيه وهذا تأكيد لمعنى قوله مبتدع قال رحمه الله واعلم واعلم رحمك الله انه ليس في السنة قياس ولا يظرب لها الامثال. ولا تتبع فيها الاهواء وهو التصديق باثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح. لا يقال لما وكيف؟ طيب. قوله رحمه الله واعلم رحمك الله انه ليس في السنة قياس اعلم رحمك الله انه ليس في السنة المقصود بالسنة اصول الاعتقاد وليس المراد بالسنة هنا مسائل الاحكام فان عامة علماء الامة جارون على اثبات القياس في مسائل الاحكام وانما المقصود هنا في مسائل الاعتقاد وذلك ان مسائل الاعتقاد بناؤها على الخبر وهي امور غيبية لا سبيل للعقل في اثباتها او نفيها انما مهمة العقل في ذلك التدبر والتفهم انقياد والاقرار والقبول وليس ان يقيس او ان يلحق بما جاء في الكتاب والسنة من الاخبار ما لم يرد به الخبر والقياس المنفي هنا هو قياس التمثيل واما القياس الاولوي وهو ما يعرف الجلي فهذا مما عمل به السلف واخذوا به فيما يتعلق باسماء الله تعالى وصفاته وانما الممنوع من القياس هو قياس التمثيل او قياس الشمول الذي يكون فيه الذي يسوى فيه الله تعالى بغيره واما قياس الاولى فهذا لا بأس به وقد استعمل في بعض المواضع اذا قوله رحمه الله واعلم رحمك الله انه ليس في السنة قياس اي في مسائل الاعتقاد واما مسائل العمل والاحكام فان القياس احد الاصول التي تبنى عليها الان الاحكام وهو احد الادلة الشرعية قال في بيان في بيان المقصود بالقياس المنفي في مسائل الاعتقاد قال ولا يضرب فيها الامثال يسوى فيها بقياس شمولي او تمهيلي قال رحمه الله ولا تتبع فيها الاهواء بالتأكيد لا تتبع فيها الاهواء يعني الاذواق وما تشتهي النفوس وما تميل اليه العقول فان ذلك مظنة الزلل و لذلك نهى الله تعالى عن اتباع الهوى في الحكم وهو مما يمكن ان يكون مدركا بالعقل فكيف في مسائل الاعتقاد التي هي ابعد ما يكون عنان يستدل لها بالعقول او ان يستدل عليها بالاراء والافكار فهي اخبار عن مغيبات لا سبيل الى ادراكها تفصيلا من طريق العقل قال رحمه الله ولا تتبع فيها الاهواء وهو التصديق باثار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بيان ما الذي يجب في السنة اي فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد بما يتصل باسماء الله وصفاته وفيما يتصل ببقية مسائل الايمان قال وهو التصديق هكذا عندكم وهو التصديق باثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح لا يقال لم وكيف المقصود بهذا بيان المسلك الذي ينبغي ان يصار اليه ويثار عليه فيما يتعلق بالعقائد العقائد تقابل بالتصديق والقبول والاقرار وهذه حقيقة الايمان لان الايمان عمل قلبي جماعه الاقرار والاذعان الايمان عمل قلبي جماعه الاقرار والاذعان ولهذا فان الواجب على اهل الايمان الاقرار ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الاعتقاد وهذا الاقرار ينبغي ان يكون سالما من الكيف قال ولا شرح بلا كيف ولا شرح اما قوله بلا كيف المقصود بذلك الا يقال فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه او اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه على الصورة الفلانية او ان حقيقته وكونه على هذا النحو فان ذلك لا سبيل الى ادراكه لان قال كيف مجهول كما قال الامام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء سأله رجل وهو في الحلقة كيف الرحمن على العرش استوى؟ كيف استوى شق عليه السؤال حتى علاه العرق من شدة وقع السؤال عليه ثم قال الاستواء معلوم يعني من حيث المعنى تدركه العرب بفهم كلامهم يدركه العرب بما يعرفونه من معنى للاستواء الكيف مجهول اي لا يمكن ادراكه لان معرفة كيفية الاشياء فرع عن معرفة حقيقتها ومن الذي يدرك حقيقة الله عز وجل كيفية ذاته فهذا مما لا تحيط به العقول سبحانه وبحمده و السؤال عنه والايمان به واجب اي الاقرار به واجب لان النص جاء به والسؤال عنه بدعة والنهف ونفي التكييف يستلزم نفي التمثيل لانه اذا لم يكن له كيف؟ فانه لا مثل له. وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولهذا يقول العلماء من غير تكييف ولا تمثيل. هنا اقتصر على ذكر التكييف قال بنا كيف؟ لانه اذا اغلق باب التكييف لم يصل الانسان الى التنفيذ فان التكييف عتبة توصل الى الى التمثيل لانه لا يمكن ان تذكر الكيفيات الا بادراك الامثال والنظائر والله ليس له مثيل ولا ولا نظير سبحانه وبحمده. قوله ولا شرح المقصود بالشرح اي لا يزيد في ما اخبر الله تعالى به عن نفسه عما جاءت به الاخبار الشرح المنفي هنا هو الشرح الذي يستلزم اما ذكر الكيفيات امثلة واما التحريف والتعطيل واما الشرح الذي هو بيان المعنى فهذا كما قال الامام مالك رحمه الله الاستواء معلوم اي من حيث المعنى الاستواء بقوله تعالى الرحمن على العرش استوى اي علا سبحانه وبحمده لكن كيف على هذا شيء؟ لا تطيقه عقولنا والانسان يعجز عن ادراك ما هو اسهل من ذلك مما يتعلق بنفسه اتصال روحه ببدنه يضيق عقل الانسان عن ادراك حقيقة الروح وكيف تتصل بالبدن وما تأثيرها على الاعضاء وكيف اذا خرجت الروح عن الاعضاء عن البدن تعطل البدن عن الحركة واصبح جثة هامدة هذه كلها امور في نفسه وبدنه لا يستطيع ان يدركها. بل كيف تجري كثير من الامور في بدنه من حركته وتنقلاته هو لا يدري ما الذي يجعل القدم تنتقل الى الجهة التي يريد الذهاب اليها بنيته ان يذهب الى المكان الفلاني هذا ما يتعلق بمسألة الاعصاب والجهاز العصبي في البدن والاوامر التي يرسلها العقل والقلب الى الاعضاء الحركة والسكون هذا مما يخفى على عامة الناس اكثرهم ومع هذا لا يجدون في ذلك اشكالا ويدركون حقائق هذه الاشياء برؤيتها فعجز العقل عن ادراك هذه المخلوقات يقتضي انه يعجز عن ادراك الخالق لها جل في علاه. المدبر لها سبحانه وبحمده. ولهذا يقول المصنف رحمه الله بلا كيف ولا شرح والمقصود بنفي الشرح هنا ايش الشرح الذي يقتضي تمثيلا او يقتضي تعقيلا اما الشرح الذي يقتضي بيانا واذا حل المعنى فانه لا يدخل في قوله ولا شرح وحتى يتبع هذا المعنى اظاف المؤلف تبيينا فقال فلا يقال لما وكيف لا يقال فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد سواء الايمان بالله او الايمان بالملائكة او الايمان بالغيبيات الاخرى ليقال لم لا يسأل عنها عن عن العلة في ذلك ولا يسأل عن كيف؟ لانها لا يمكن تكييفها الملك ينزل من السماء الى الارض في ساعة واحدة لا يمكن ان يقال كيف لانها الملائكة لا تعرف تعرف حقيقتها وما اعطاها الله تعالى من قدر من قدرة لكن نؤمن بان الله عز وجل على كل شيء قدير سبحانه وبحمده وهذا يوصد ويغلق مثل هذه التساؤلات لم؟ وكيف بل مطلوب في مسائل الاعتقاد في مسائل الغيب ان يؤمن بها الانسان على نحو ما جاء عن الله ورسوله على مراد الله ورسوله واذا تكلم في شيء من ذلك يكون كلامه فيها وفق ما دلت عليه المعاني في لسان العرب دون ان يخوض في الحقائق والكيفيات والكن فان ذلك علم فان ذلك علمه الى الله جل في علاه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد