غفر له ما تقدم من ذنبه. ما معنى غفر له ما تقدم من ذنبه؟ اي ان الله يستره فلا يفضحه هذا المعنى الاول والمعنى الثاني ان الله يمحو خطأه ويتجاوز عن ذنبه لا يستطيع الخلق ان يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض معينا ظهريا كما قال الله جل وعلا قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ظهيرا ذكر المصنف رحمه الله في هذا الباب حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال الامام اي الذي يتقدم في الصلاة في الصلاة الجهرية اذا قال الامام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا امين. وهذا خطاب للامة. من الرجال والنساء انهم اذا صلوا خلف الائمة وقالوا غير المغضوب عليهم ولا الضالين فليقولوا امين. امين ايش معناها؟ امين معناها اللهم استجب. هذا معنى امين. امين معناها اللهم استجب. ولذلك كل من قال امين فقد وافق الداعي في سؤاله. على هذا او غيره من الدعاء كل من قال امين على دعاء فانه مشارك للداعي فيما دعا ولذلك قال الله تعالى في موسى وهارون لما دعا موسى على فرعون وقومه قال الله عز وجل قد اجيبت دعوتكما فاستقيموا ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. قد اجيبت دعوتكما مع ان الداعي موسى عليه السلام لكن جعل الدعوة لهما لان هارون عليه السلام كان يؤمن على دعاء موسى. ولهذا هذا اذا قال الامام في قراءته اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذا دعاء فقل امين. يعني اللهم استجب. هذا معنى هذه الكلمة وقد قيل امين كلام كثير لكن اصوب ما يقال فيها انها كلمة بمعنى استجب فهي اسم فعل طلب. اسم فعل طلب امين اسمه فعل طلب. اي انك تطلب من الله عز وجل الاستجابة. وان يجيب الدعاء. من فضيلة هذه السورة انه اذا قال المأموم امين ووافق قوله اي قوله امين قول الملائكة اي تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه شف الفضل العظيم الذي اكثر الناس عنه غافلون. عندما يقول حنا الان في صلاة التراويح كم صلينا البارح من من ركعة صلينا عشرين ركعة وثلاث ركعات ثلاثة وعشرين ركعة في كل ركعة يقرأ الامام الفاتحة. ويقول المأمومون امين. اما ترجو في هذه المرات المتكررة ان يكون قولك امين موافقا لقول الملائكة فتفوز بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه فضل عظيم. لكن القلوب تغفل او لا تعلم. لا تعلم ما تدرك ما جاء من فضائل اذا علمت غفلت وانساها الشيطان هذه الفضائل وتلك العباد فلا يستحضر هذه المعاني لكن اذا قال مأموم امن ووافق تأمينه تأمين الملائكة فعند ذلك ثوابه واجره غفر له ما تقدم من ذنبه. انظر عطاء الله عز وجل. وعظيم احسانه على عباده لكثرة اخطائنا فتح الله لنا ابواب المغفرة ونوعها. لكثرة تقصيرنا قصورنا جعل الله تعالى اسباب المغفرة كثيرة. ومتنوعة ولا حصر لها في باب او فينبغي للمؤمن ان يجد في طرق الابواب. وسلوك السبل وطلب المأمول من مغفرة العزيز الغفار جل في علاه. واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا. ثم اهتدى. فليحرص المؤمن على هذه ولا يؤاخذه بخطيئته ذاك فضل الله عز وجل. فالمغفرة تتضمن معنيين. وينال بها الانسان فضلين الامر الاول ان الله يستره فلا يفضحه. وهذي في حد ذاتها منا ونعمة اذا تيسرت العبد يسترك الله كلنا عورات وخطايا وذنوب وقصور وتقصير. نأمل من الله الستر والعافية من الله المغفرة التي يستر بها خطأنا. لكن يكمل الفضل عندما ينضاف الى هذا ان الله يمحوه ويتجاوز عنه ولا يعاقبك به. وبه تكمل المغفرة. اذا المغفرة تضمن امرين فقوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه اي ستر الله تعالى ذنوبه فلم يفضحه هذا الاول والثاني ان الله جل في علاه سبحانه وبحمده يتجاوز عن هذه الخطايا فلا يعاقب فلا يعاقب العبد بها. منة منه وفضلا جل في علاه. وقوله صلى الله عليه وسلم من ذنبه يشمل كل ذنب صغير او كبير لان من هنا بيانية وليست تبعيضية. وذنب مفرد مضاف والقاعدة في كلام العرب ان المفرد المضاف يفيد العموم. فقول امين طبعا بقلب اذا وافق قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وقد قال بعض اهل العلم ان المقصود بالذنب هنا هو الصغائر فقط دون الكبائر. لكن هذا يحتاج الى دليل اصل بقاء المطلق على اطلاقه والعام على عمومه. والهبات والعطايا منن ومنح من الله عز وجل لا يمكن ان يحدها قياس او ان يضيقها مضيق بل فظله جل في علاه واسع فنقول الاصل ابقاء اللفظ على عمومه فيقال هذا فضل الله يؤتيه من يشاء فانه من قال امين غفر له ما تقدم من ذنبه لكن فيما يتعلق بحقوق العباد حقوق العباد خارجة عن هذا الامر. فان حقوق العباد لابد من اداءها لانها لا تسقط عفو الله ومغفرته اذ له متعلق في حقوق العباد فلابد من ايفاء العبادة حقوقهم. هذا الفرق بين هذا وذاك. بين الذنوب التي في حق الله والذنوب التي في حق العباد فقوله غفر له ما تقدم من ذنبه هو فيما يتصل الذنوب التي من حقه جل في علاه. وقال بعض اهل العلم بل حتى ذنوب العباد. طبعا هذا محمول على من اجتهد في ادائها ونزع عن ظلم العباد. هذا القول محمول على هذا. وايضا فيما يتعلق بالكبائر محمول على من لم يصر عليها يديم العمل بها. واما من اصر على ذلك فان الاصرار على الكبائر يمنع من مغفرتها ويمنع من التجاوز عنها. نعم هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد الحديث ان قول امين بالنسبة للمأموم بعد فراغ الامام. من قول ولا الضالين لا يلزم ان ينتظر المأموم الامام حتى يقول امين. بل يقول امين عند فراغ المأموم من لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال الامام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا امين. وقوله فقولوا امين السنة فيها الجهر والحديث دال على ذلك حيث قال فقولوا امين. والقول في الاصل في هذا السياق يشاكل القول الاول وقول الامام اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين جهر او سر جهر او سر. قول قول جهر فكذلك قول المأموم يكون على نحو قول الامام فيقول امين. وفيه سنية التأمين بعد فراغ الفراغ من الفاتحة لو اختلف العلماء هل هذا خاص بالصلاة؟ ام يكون في كل قراءة للفاتحة في الصلاة وفي غيرها؟ والذي يظهر والله اعلم ان مستحب وسنة مطلقا. التأمين بعد قراءة الفاتحة مستحب وسنة مطلقا. في وفي غيرها وفيه من الفوائد فظيلة التأمين وانه يدرك به الانسان هذا الفضل العظيم والاجر كبير فانه اذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. وفيه عظيم فظل الله عز وجل على عباده بتنويع اسباب المغفرة وتلوين الاسباب التي يدركون بها عفوه وصفحه وتجاوزه. حيث جعل هذا من اسباب حط الخطايا والسيئات. وفيه ان المأموم لا يأتي العمل قبل فراغ امامه من العمل. لانه امام والامام هو المقدم. قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به. نعم. قال رحمه الله تعالى سورة البقرة قول الله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها. هذه السورة هي ثاني سورة في القرآن العظيم وهي سورة البقرة سميت سورة البقرة بهذا الاسم لان فيها ذكر خبر البقرة. التي ابتلى الله تعالى بها بني اسرائيل حيث قال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. فسميت هذه السورة بما ذكر في وهذا مطرد في اسماء سور القرآن. ان اسماء سور القرآن تشير الى بعض مضمونها. اما من حيث اللفظ واما من حيث المعنى من حيث اللفظ سورة البقرة سورة ال عمران سورة النساء سورة المائدة كل هذه اسماء تشير الى بعض ما جاء فيها من هذه مما يتعلق بهذه الالفاظ فال عمران ذكر فيها خبر ال عمران النساء ذكر فيها ما يتعلق بالنساء باللفظ المائدة ذكر فيها فيها خبر المائدة التي طلبها بنو اسرائيل من عيسى بن مريم وهلم جر. والانعام ما ذكر الله تعالى فيها خلق الانعام وهكذا. فيكون الاسم مشيرا الى بعظ ما تظمنته ايات من الالفاظ او من المعاني كالاخلاص. فان سورة الاخلاص سميت بهذا لان مظمونها وموظوعها الاخلاص. ومثل ايظا الفاتحة فانها سميت بهذا لانه يفتتح بها يفتتح بها القرآن وسميت الحمد لان الله افتتح فيها بالحمد. وسميت الصلاة لانها فرض في قراءة الصلاة متى اسماء تتصل ببعض ما يتعلق بالسورة او بعض ما فيها من الالفاظ او بعض ما فيها من المعاني وسورة البقرة هي الوالية لسورة الفاتحة وقد جاء في فضلها احاديث كثيرة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان ليفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وفيه انه قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا البقرة ال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين والفرقين الطواف تظلان صاحبهما ثم قال في البقرة اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. اي السحرة وهذا يبين عظيم فضل هذه السورة المباركة. وفيها من الفضائل الشيء الكثير. افتتح الله تعال البقرة بقوله بعد بسم الله الرحمن الرحيم التي هي في اول كل سورة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. هذه الاية افتتح الله تعالى بها سورة البقرة. الف لام ميم هذه حروف. مقطعة افتتح الله بها بعض سور كتابه الحكيم. وهي على انواع الف لام ميم الف لام راء الف لام ميم صاد كاف هاء ياء عين صاد طه نون طاء سين ميم طاء حا ميم وما اشبه هذا وهذه الحروف لا معنى لها في كلام العرب وقال بعض اهل العلم بل لها معنى. واختلفوا في تحديد معناها. فمنهم من قال انها اقول للسور وقيل اسماء لله. وقيل اسماء للنبي صلى الله عليه وسلم. وقيل اقوال كثيرة لكن الراجح ما قاله امام المفسرين من التابعين مجاهد بن جبر قال هذه حروف لا معنى لها طيب كيف لا معنى لها؟ هل في كلام الله ما لا معنى له؟ الجواب هي في ذاتها لا معنى لها. لكنها دلوا على عظيم اعجاز القرآن الحكيم. لهذا تأمل في اكثر الاية السور التي افتتحت بهذه الاحرف يأتي بعدها تعظيم القرآن. والثناء عليه الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. الف لام راء كتاب احكمت اياته. ثم فصلت من لدن حكيم عليم طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى وهلم جر يأتي ذكر القرآن بعد ذكر هذه الاحرف اشارة الى ان القرآن الذي هو من كلام العرب الذي يتركب من هذه الاحرف هو كلام معجز معينا ظهيرا معينا تحقيق المطلوب وهو الاتيان بمثل القرآن. فالمقصود ان هذه الاحرف ليس لها معنى لكن معناها هو التحدي للعرب الذين اوتوا فصاحة وبيان هم اصحاب لسان لكنهم يعجزون عن ان يأتوا بمثل هذا القرآن او بعشر سور من مثله او بسورة من مثله عجز العرب على فصاحتهم ان يأتوا بشيء مما تحد مما تحداهم الله عز وجل فدل ذلك على اعجاز هذا القرآن وعظيم ما فيه من البراهين الدالة على انه رب العالمين سبحانه وبحمده. ومن عجائب هذا الكتاب ان الله افتتحه بالتحدي لذلك بعض الكفار احد باحثين الالمان قرأ عن القرآن وآآ لفت نظره مكانة القرآن في نفوس المسلمين وكان من اشد اعداء الاسلام اراد ان يطالع القرآن حتى يرى ايش هذا الكتاب الذي له هذه المنزلة في قلوب اصحابه؟ فلما قرأ الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه كان هذا حاملا له على استكمال القرآن كله. يقول ما في كتاب يفتتحه صاحبه بالتحدي الا هذا الكتاب. الله عز وجل يقول الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. ما فيه شك كله حق. ليس فيه مطعم. وهذا تحدي. لكل من قرأ القرآن ان يبحث عن موطن من مواطن الريب والشك فيه. ليس فيه موطن يدخل منه اعداؤه وخصومه عليه. بل هو محكم. متقن. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم ايش؟ حميد. شف كيف ذكر هذين الوصفين. حكيم فلا يمكن ان يتطرق خلل الى القرآن لانه محكم. وحميد ان يستحق ان يحمد. لانه تكلم الكلام الذي لا يأتيه باطل لا من بين يديه ولا من خلفه. مهما اجتهد المجتهدون في طلب او اعتراض على القرآن منه لا يمكن ان يصلوا من ذلك الى شيء. فهو كتاب محكم متقن اتقنه جل في علاه في الفاظ ومعانيه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال الله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا. ولهذا هذه السورة يفتتحها الله تعالى بهذا المعنى العظيم. ثم بعد ان يذكر انه ما فيه ولا شك ولا يتطرق اليه ادنى اشتباه. يبين من المنتفعون بالقرآن. هدى التقييم هدى للمتقين. فاعظم المنتفعين بالقرآن هم اهل التقوى. القرآن هداية للناس جميعا لكن الله عز وجل عندما ذكر المتقين على وجه الخصوص لماذا؟ لانهم هم الذين استفادوا من هذه هداية هم الذين انتفعوا فذكرهم الله بالوصف الخاص دون سائر الخلق مع انه خطاب للناس كافة يا ايها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون فالقرآن هدى للمتقين لانهم الذين انتفعوا بالقرآن بعظاته واحكامه واوامره ونواهيه حققوا التقوى بالقيام بما فيه. لهذا لا يفوز بالقرآن الا اهل التقوى الذين تطيب قلوبهم وتحضر عند كلام رب العالمين هدى للمتقين. بعده ذكر الله عز وجل جملة من اوصاف المتقين. اول الوصف ذكره الله لاهل التقوى ما هو؟ الذين يؤمنون بالغيب. هذا ابرز صفات اهل التقوى انهم يؤمنون بالغيب. واعظم غيب هو الله جل في علاه. فاننا نؤمن به ولم نره نؤمن به ولم تدركه حواسنا لكننا نشهد اياته في الافاق والانفس وفي السماء والارض وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. لذلك كان من ابرز صفات اهل التقوى انهم يؤمنون بالغيب. ثم بعد ذلك ذكر جملة من الاعمال بعد ذكر طيب قلوبهم وسلامة صدورهم بما فيها من الايمان الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. وهذا هو القسم الاول من اقسام الناس الذين افتتح الله تعالى بهم ذكرى اقسام الناس في سورة البقرة اما القسم الثاني فهم اهل الكفر. قال الله تعالى بعد ذلك ان الذين كفروا سواء عليهم. اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم بما كانوا هذا هو القسم الثاني وهم الكفار وهو المقابل للقسم الاول. القسم الاول للايماء المتقون المؤمنون والقسم الثاني الكافرون اما القسم الثالث فهم اهل النفاق الذين قال الله تعالى فيهم واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن يصلحون والذين قال الله تعالى فيهم يخادعون الله وهو خادعهم. فذكر الله جملة من صفاتهم بعد ذكر صفات المؤمنين. اذا ذكر الله اقسام الناس في اول سورة البقرة ابتداء بالمؤمنين ثم الكافرين في اية او ايتين ثم ذكر صفات المنافقين في جملة من الايات وظرب لهم مثالا حتى يتبين حالهم لخطورة النفاق وخطورة اهله فبين الله عز وجل فيهم ما يكشف حالهم لانهم اصحاب حال ملتبسة اذ ان النفاق اظهار الايمان والاسلام وابطال الكفر. فبين الله عز وجل حالهم بيانا واضحا جليا