النصوص ودلالتها على الامر من حيث مكانته وقيام العمل به فما لا يقوم فما لا يقوم العمل الا به فهو ركن وما يقوم به مع نقص له بدل او يجبر فهو بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال المؤلف رحمه الله نقلا عن حديث جابر انه قال فلما كان يوم التروية توجهوا الى منى فاهلوا بالحج وركب النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وامر بقبة من تضرب له بنمرة فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش الا انه واقف عند المشعر الحرام. كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فاجاز كما كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فاجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له. فاتى بطن الوادي فخطب الناس وقال ان دمائكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا افي بلدكم هذا الا كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وان اول دم اضع من دمائنا دم ابني ربيعة ابن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هدية. وربا موضوع واول ربا اضع من ربانا ربا عباس ابن عبدالمطلب فانه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء فان اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن الا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه فان فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به كتاب الله. وانتم تسألون عني وانتم تسألون عني فما انتم قائلون. قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت فقال باصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات ثم اذن بلال ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا. ثم ركبا حتى اتى الموقف جعل بطن ناقته القسواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص واردف اسامة بن زيد خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق بالقسواء الزمام حتى ان رأسها ليصيب مورك رحله. ويقول بيده اليمنى ايها الناس السكينة السكينة كلما اتى جبلا من الجبال ارخى لها قليلا حتى تصعد. حتى اتى المزدلفة. فصلى بها المغرب والعشاء باذان واحد اقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح باذان واقامة ثم ركب القصواء حتى اتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى اسفر جدا. فدفع قبل ان تطلع الشمس واردف الفضل ابن عباس حتى اتى بطن محسر فحرك قليلا. ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى اتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف الى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم اعطى عليا فنحر ما غبر واشركه في هديه ثم امر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر وطبخت فاكل من لحمها وشرب من مرقها. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فافاض الى البيت فصلى بمكة الظهر فاتى بني عبد المطلب يسكون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا ان يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه وكان صلى الله عليه وسلم يفعل المناسك ويقول للناس خذوا عني مناسككم فاكمل ما يكون من الحج الاقتداء فيه بالنبي صلى فاكمل ما يكون من الحج الاقتضاء فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم ولو اقتصر الحاج على الاركان الاربعة التي هي الاحرام. طيب عرفة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا السياق الذي ذكره المصنف رحمه الله وبقية حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو من اجمع الاحاديث في ذكر ما قام به وما عمله صلى الله عليه وسلم في حجة الحج ستة ايام نبتدئ باليوم الثامن وينتهي باليوم الثالث عشر ولكل يوم اسم اول اول ذلك يوم التروية وهو الذي بدأ به آآ مقطع درسنا في هذه الليلة حيث قال فلما كان يوم التروية يعني جاء يوم التروية وهو وهو اليوم الثامن من ذي الحجة توجهوا الى منى اي توجه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن كان معه من الحجاج الى منى والتوجه الى منى في هذا اليوم الاجماع من عقد على انه سنة وليس واجبا يصلون فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر من يوم عرفة قال فاهلوا بالحج اي اهلوا بالحج وهم من كان قد تحلل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين لم يسوقوا الهدي اهله بالحج يعني لبوا به قالوا لبيك اللهم حج او لبيك حجا وركب النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه فصلوا بها وظاهر الامر انهم لبوا بالحج من اماكنهم التي نزلوها لم يقصدوا الحلم ولم يرجعوا الى الميقات فالحاج يحرم بالحج بعد التحلل من العمرة من مكانه الذي نزل فيه ولو كان في منى يقول وركب النبي صلى الله عليه وسلم يقول وركب النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر اي صلى بمنى هذه الصلوات والمكث في منى عبادة طاعة قربة يذكر فيها الله تعالى ببدنه وفي باقامته في هذا المكان وبلسانه وبما يقوم به من العبادات والصلوات ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس من يوم عرفة وامر بقبة من شعر تظرب له بنمرة فسار النبي صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش الا انه واقف عند المشعل الحرام جريا على ما كانوا عليه كما كانت قريش تصنع في الجاهلية حيث كانوا لا يخرجون الى عرفة بل يجعلون الحجيج يمضون الى عرفة وهم يمكثون في المزدلفة ويقولون لا نعظم شيئا غير الحرم و عرفة خارج حدود الحرم يا المشعر الحلال هي المشعر الحلال وهي خارج آآ حدود الحرم اذا آآ اتوا الى حدود الحرم من جهة مزدلفة مكثوا فظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم واقف وليس بخارج لكنه اخلف ما كانوا عليه فجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجوز الناس حتى اتى عرفة عرفة هي المكان المعهود المعروف وهي محل فرض الحج الذي هو ركنه الاعظم حيث قال صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالرحمن ابن يعمر قال الحج عرفة ذاك ان من ادرك عرفة فقد ادرك الحج ومن فاتته عرفة فقد فاته الحج فوجد القبة قد ضربت له بنمرة وانا قرية صغيرة خارج حدود عرفة من جهة الحرم هي اقرب الى الحرم اي الى حدود الحرم من من عرفة نزل بها صلى الله عليه وسلم حتى زاغت اذا زاغت الشمس امر بالقصواء وهي ناقته التي كان قد حج عليها فرحلت له اي اعدت وهيئت ليأتي المكان الذي يخطب فيه يقول فاتى بطن الوادي وهو وهو وادي عرنة وهو بين عرفة وبين مزدلفة والمشاعر بينها يفصل بين كل واحد منها والاخر واد فاتى بطن الوادي فخطب الناس وذكر مصنف رحمه الله خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خطبة جامعة ذكر فيها من قواعد الاسلام واصوله وما جاء به من الهدى والنور في امور اه صلاح المعاش والمعاد ما هو حري بالعناية والاهتمام بدأ ذلك بتحريم الدماء والاموال ثم بعد ذلك ذكر تحريم اه المال بتحريم الربا وهرب الجاهلية ثم ذكر حق النساء اه ثم اه بعد ذلك بين الامر الجامع الذي ينبغي ان يستمسكوا به وهو كتاب الله. فقال وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ابدا. ان ان اعتصمتم به كتاب كتاب الله وهو العصمة من كل ظلالة والهداية من كل غواية والصراط الذي من سلكه وصل الى الله امنا مطمئنا هو الصراط المستقيم قال وانتم تسألون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت فقال باصبعه السبابة رفعها الى السماء وينكتها عليهم اللهم اشهد استشهد الله عليهم بما شهدوا له من البلاغ بعد هذه الخطبة اذن بلال ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصلي بينهما جمعا والسر في الجمع في هذا اليوم هو هو المبادرة الى آآ قضاء الفريضة اشتغالا بالطاعة لان الحجاج يشتغلون بعدها بالطاعة حيث يشتغلون بذكر الله ودعائه وسؤاله في الموقف ولذلك آآ شرع لهم الجمع ليتفرغوا للطاعة والدعاء والعبادة ثم اذن بلال وقال ولم يصلي بينهما شيئا ثم ركب حتى اتى الموقف. كل هذا الذي جرى قبل دخول عرفة ولهذا السنة الذي فعلها صلى الله عليه وسلم انه لم يدخل عرفة الا بعد الزوال وما يفعله الناس من الدخول قبل الزوال الان انما هو الحاجة او للمصلحة والا فالاصل السنة الا يدخل الا بعد الزوال كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لكن الناس يفعلون التقدم الذي نشاهده لحاجتهم الى ذلك وحذرا من الزحام واكتظاظ الناس في هذا الموقف قال فجعل ثم ركب حتى حتى ثم ركب حتى اتى الموقف على المكان الذي وقف فيه في عرفة فجعل بطن ناقته القصوى الى الصخرات يعني جعل راحلته وجهها مستقبل القبلة الى الصخرات وهي الصخرات القريبة من الجبل المعروف في عرفة وهو جبل هلال اسمه جبل هلال ويسمى جبل عرفة ويسمى جبل الرحمة كل هذه التسميات يسمى بهذا الجبل وجعل حبل المشاة بين يديه يعني جعل الطريق الذي يمر به الناس بين يديه قربا منهم وقضاء لحوائجهم وآآ سدا آآ ما آآ يكون من آآ سؤاله من حاجة السائلين الى السؤال وما اشبه ذلك واستقبل القبلة صلى الله عليه وسلم وهذا فيه سنية استقبال القبلة بالوقوف وانه يقف على راحلته اذا تيسر له ذلك وكان ارفق به فالنبي صلى الله عليه وسلم وقف على راحلته فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس يدعو الله تعالى ويذكره ويعظمه وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص اي سقطت الشمس وذهبت الصفرة قليلا ثم انصرف صلى الله عليه وسلم ودفع من عرفة وبه يكون قد انتهى الوقت المسنون بالوقوف لمن جاء عرفة نهارا فانه يقف حتى تغرب الشمس ثم آآ آآ ينصرف كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وانصرافه قبل غروب الشمس عامة العلماء يرون انه ترك لواجب وان الواجب والاستمرار حتى تغرب الشمس حتى ان بعضهم يقول حتى اذا رجع وجب عليه دم لو خرج ورجع والذي يظهر انه اذا رجع ليس عليه شيء لكن لا ينصرف حتى تغرب الشمس قال واردف اسامة اي اركبه خلفه واردد الموسمة بن زيد خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام يعني ضيق عليها الزمام شدد حتى ان رأسها يصيب مورك رحله لان لا تندفع في سيرها ويقول بيده وذلك لاكتظاظ الناس وازدحامهم فكان جمعا عظيما ايها الناس السكينة السكينة كلما اتى حبلا من الحبال ارخى لها قليلا حتى تصعد وهذا فيه الرفق بالدابة حيث انه يترك لها الحبل شيئا قليلا اذا ارادت الصعود اعانة لها على ما تقبل عليه من ارتفاع وعلو فصلى بها حتى اتى المزدلفة والمزدلفة هي ثالث المشاعر التي يقف فيها الحاج بعد وقوفه بمنى يوم الثامن عرفة في نهار التاسع يقف في العشية عرفة بعد غروب الشمس في ليلة النحر يقف في مزدلفة حتى اذا اتى المزدلفة وهي المشي على الحرام وسميت مزدلفة لانها اه لان بها يقرب آآ الحاج الى الحرم وقيل لانها محل قربة وازدلاف وقيل غير ذلك من الاسباب التي سمي هذا المكان بها وتسمى جمعا ويسمى وتسمى المشعر الحرام كل هذه مما تسمى به هذه البقعة فصلى بها المغرب والعشاء حملا بما امره الله تعالى به حيث قال فاذا فضت من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام المشعر الحرام هو مزدلفة. واول الذكر الاذان مع الصلاة ولذلك لم يبدأ بشيء قبل الاذان. امر المؤذن فاذن وصلى امتثالا لامر الله. واذكر الله فاذا افطت من على رقبتهم فاذكروا الله عند المشعل حرام قال ولم يسبح بينهما شيئا يعني لم يتنفل بنافلة بينهما. التسبيح هنا الصلاة ثم اضطجع حتى طلع الفجر اي نام صلى الله عليه وسلم وصلى الفجر حتى حين تبين له الصبح الصبح باذان واقامة فصلى الفجر في اول وقته وهذا هو السنة ليشتغل ويغتنم الوقت في الذكر بعد الصلاة ثم ركب القصوة حتى اتى المشى على الحرم ومشى على الحرام وفي موضع المسجد الان وان كان الاسم يطلق على كل مزدلفة لكنه علم على هذه البقعة وهو المكان الذي وقف به النبي صلى الله عليه وسلم حتى اتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل وافق واقفا حتى اسفر جدة حتى انتشر الظياء والنور فدفع قبل ان تطلع الشمس مخالفة للمشركين الذين كانوا لا يدفعون الا بعد شروق الشمس واردف الفضل ابن العباس حتى اتى بطن محسر في انصرافه من مزدلفة من عرفة الى مزدلفة اردف اسامة بن زيد وفي انصرافه من مزدلفة الى منى اردف. فالفضل ابن عباس. وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم وآآ حرصه على هؤلاء الشباب ان ينقلوا عنه العلم وان يأخذوا عنه الهدي النبوي فكل ذلك مما يدل على تواضعه لم يردف عمر او ابا بكر او عثمان او علي كبار الصحابة انما اردف الصغار تواضعا وحرصا على ان ينقلوا عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. حتى اتى آآ بطن الوادي حتى اتى بطنه محسر وهو الوادي بين منى و مزدلفة حرك قليلا حرك قليلا اي في سيره قال بعض اهل العلم ان التحريك هنا سببه ان هذا الموضع هو الموضع الذي عذب فيه اصحاب الفيل وقال اخرون بل التحريك هنا لطبيعة المسير فان الاودية هابطة وبالتالي يكون سير الدواب وسير الناس فيها اه سريعا وهذا المعنى لعله اقرب لان الصواب في مكان عذاب اصحاب الفيل انه خارج الحرم انهم لم يدخلوا الحرم بل كانوا خارج الحرم اذ انهم اهلكوا بطير ابابيل في المغمس وهو خارج حدود الحرم قال ثم سلك الطريقة الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى اتى الجمرة التي عند الشجرة واليوم يأتي من حيث تيسر له من اي طريق تيسر له الوصول الى الجمرة تحقق المقصود لاختلاف المعالم وزوال آآ آآ الطرق والمسالك التي كانت في زمانه صلى الله عليه وسلم والمقصود الوصول الى هذا المكان فحيث ما تيسر له اتاه حتى اتى الجمرة التي عند الشجرة وهي جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات وبهذا يحصل التحايل الاول في قول في قول جماعة من اهل العلم لحديث عائشة اذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء الا النساء وقيل لابد مع اه الرمي من حلق او طواف بمعنى ان يفعل اثنين من ثلاثة والامر في هذا قريب الاظهر انه يحصل تحلل برمي جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف هذا تصوير وتشبيه للحصى التي رمى بها صلى الله عليه وسلم رمى من بطن الوادي ثم انصرف الى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده هذا العمل الثاني الذي فعله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ابتدأ برمي جمرة العقبة سبع حصيات وبه يحصل التحلل الاول ثم نحر هديه صلى الله عليه وسلم وقد نحر ثلاثا وستين بيده ثم اعطى عليا فنحر ما غبر واشركه في هديه وكان قد نحر صلى الله عليه وسلم وكان قد اهدى صلى الله عليه وسلم مئة من الابل ثم امر من كل بدنة ببضعة اي بقطعة فجعلها فجعلت في قدر وطبخت فاكل من لحمها وشرب من مرقها فاكل من لحمها وشرب من مرقها لتحقيق ما امر الله تعالى بقوله فكلوا منها واطعموا البائس الفقير وفي الاية الاخرى واطعم القانعة والمعتم ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فافاض الى البيت ولم تذكر ولم يذكر الحلق وفي روايات اخرى انه بعد ان اه نحر هديه وحلق رأسه صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ركب فافاض الى البيت لطواف الحج وهو الطواف وهذا الطواف ركن كما سيأتي. فصلى بمكة الظهر وقيل صلى بمنى. والذي يظهر انه صلى بمكة وصلى بمنى لما عادى باصحابه فاتى بني عبد المطلب يسقونه من زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا ان يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه فشرب منه صلى الله عليه وسلم هذا مجمل ما فعله صلى الله عليه وسلم في يوم تروية وفي يوم عرفة وفي يوم النحر ثم عاد صلى الله عليه وسلم الى منى وبقي فيها الى زوال شمس يوم الثالث عشر رمى جمرة العقبة رمى الجمار ابتداء بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ثم انصرف وصلى الظهر خارج منى يقول يصنف وكان يفعل المناسك ان يفعل العبادات والطاعات ويقول للناس خذوا عني مناسككم اي كان صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم الناس وان يتلقوا عنه كيف يحجون. فكان يقول خذوا عني مناسككم يعني اعمال النسك فاكمل ما يكون المصنف يقول فاكمل ما يكون من الحج الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه واصحاب واصحابه رضي الله عنهم يعني اكمل صفات الحج ما كان فيه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فكلما اقترب المؤمن في عمله نسكه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان اقرب الى السنة وكان اقرب الى آآ تحقيق المطلوب في الحج وكان اعظم اجرا وثوابا فانه آآ قد جعله الله تعالى اسوة حسنة من اكتسى به فقد امتثل ما امر الله به ورسوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم لكن ما الحد الادنى الذي لا يجوز لاحد ان يخل به حتى يأتي بالحج على وجه مجزئ الحد الكامل هو تمام الاتساع والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قدمه فاما الحد الادنى فهو الاتيان بالواجبات والاركان بالاركان والواجبات ولذلك قال ولو اقتصر الحاج على الاركان الاربعة وعدها والواجبات التي هي وعدها كان بذلك قد آآ فعلى ما يجزئ ولهذا قال لاجزاء ذلك اي لكفاه وبرأت ذمته وتحقق المطلوب ولم يطالب بشيء ما هي الاركان؟ وما هي الواجبات يقول رحمه الله ولو اقتصر الحاج على الاركان الاربعة التي هي الاحرام والوقوف بعرفة والطاف والسعي والواجبات التي هي الاحرام من الميقات والوقوف بعرفة الى الغروب والمبيت ليلة النحر بمزدلفة وليالي ايام وليالي ايام التشريق بمنى ورمي ورمي الجمار والحلق او التقصير لاجزاءه ذلك. هذا جواب الشرط في قوله ولو اقتصر الحاج على الاركان والواجبات لا اجزاءه ذلك واعد الاركان واعد الواجبات بعد ان فرغ المصنف رحمه الله من ذكر صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم. ولما لم يستوعب كل شيء اشار الى ان الاكمل في الحج ما كان وفق هديه صلى الله عليه وسلم. ذكر الحد الادنى وهو الحد المجزئ في الحج اقل ما ينبغي ان يأتي به الحاج هو ما ذكره المصنف في قوله ولو اقتصر الحاج على الاركان الاربعة التي هي واحد الاحرام اثنين الوقوف بعرفة ثلاثة الطواف اربعة السعي هذه الاركان اما الاحرام فالاتفاق منعقد على ان الاحرام ركن من اركان الحج قال الله تعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج اي تلبس به واحرم به بل حج لابد فيه من احرام فالاحرام ركن من اركان الحج لا يقوم الحج الا بالاحرام ولما نقول ركن يعني هو امر لا يمكن ان يأتي يحصل الفعل الا بوجوده فهو جزء منه اركان البناء لا يقوم البناء الا بها وكاركان الانسان تطلق على اليدين والرجلين لا تحصل مصالح البدن وتقوم الا بها فالاركان هي جزء الشيء الذي لا بد منه لقيام لقيامه اول اول ذلك الاحرام والاحرام هو الدخول في النسك بان يعزم بقلبه انه داخل في النسك ملتزم لاحكامه الثاني الوقوف بعرفة لقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة الثالث السعي الثالث الطواف لقوله تعالى ثم وليطوفوا بالبيت العتيق لقوله تعالى وليطوفوا بالبيت بالبيت العتيق بحكمة المجيء الى مكة حكمة النداء قال يشهدوا منافع لهم واذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام ثم قال ثم ليقضوا ثفاثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق فجعلت تتوافى بالبيت العتيق من مقاصد المجيء ولذلك العلماء مجمعون على ان الطواف ركن من اركان الحج لان المقصود هو زيارة هذا البيت وتعظيم هذا البيت وذاك بطوافه بالطواف به والاتيان اليه. وليطوفوا بالبيت العتيق اما السعي فعده المؤلف وركنا. وهذا الذي ذهب اليه الامام احمد وجماعة من اهل العلم. وهو قول الجمهور وذهب طائفة الى ان السعي واجب من واجبات الحج وليس ركنا. وقال اخرون بل السعي سنة الاقرب والله تعالى اعلم ان السعي واجب من واجبات الحج فليس فيه حديث بين واضح او فيه فليس فيه نص بين واضح في ركنيته كقوله الحج عرفة وكقوله وليطوفوا بالبيت العتيق وما اشبه ذلك فهو واجب من واجبات الحج على الصحيح من قوله العلماء قال والواجبات التي هي اي بعد ان عد الاركان انتقل الى ذكر الواجبات طبعا التصنيف لهذي بالواجبات والتصنيف لما قبلها بالاركان هو مبني على واجب وما يقوم به هو ما يقوم مع نقصه دون بدل ولا عوظ ولا مؤاخذة فهو سنة قال والواجبات التي هي الاحرام من الميقات بتوقيت النبي صلى الله عليه وسلم ولقولهن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج او العمرة والوقوف بعرفة الى غروب الشمس بفعله صلى الله عليه وسلم وقوله خذوا عني مناسككم ولم يثبت ان النبي فيه رخص فيه لاحد آآ وقد قال الامام احمد لم ارى احدا يخفف فيه كلهم يشدد فيه فتشديد السلف بالنفرة من من عرفة قبل غروب الشمس يدل على اه ان ذلك من الواجبات فهو اجماع كما حكاه الامام احمد رحمه الله الامر الواجب الثالث من واجبات المبيت ليلة النحر بمزدلفة وذلك لقوله فاذكروا الله عند المشي عن الحرام ولان النبي صلى الله عليه وسلم رخص للضعفاء والترخيص يدل على الوجوب وقد قيل بركنية المبيت بمزدلفة وقيل بسنيته والصواب انه واجب من الواجبات كما ذكر المصنف رحمه الله وهو قول الواجب الرابع المبيت ليالي ايام التشريق بمنى لان النبي صلى الله عليه وسلم رخص فيه لرعاء الابل وهذا لا يكون الا في حقه الا الا لواجب الرخصة لا تكون الا في مقابل العزيمة وهذا قول الجمهور وقال بعض اهل العلم بل المبيت بمنى سنة وينبغي ان يعلم ان المبيت بمنى واجب على الصحيح من القولين لكنه مقيد بالاستطاعة فمن لم يكن له مكان او عجز عن ايجاد محل فانه لا يجب عليه الخامس من الواجبات رمي الجمار والمقصود بالجمار ايام ايام التشريق وكذلك يوم النحر فرمي الجمار من واجبات الحج وآآ ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لزمها وفعلها وامر وامر بها في قوله بمثل هذه فارموا واياكم والغلو فانما هلك من كان قبلكم الغلو في الدين آآ وقوله انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة وراو من الجمار لاقامة ذكر الله في حديث عائشة في السنن وفي اسناده بعض المقال السادس من الواجبات الحلقة والتقصير قال الله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون اه امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عند التحلل بالحلق كما في الحديبية المقصود ان الحلاق والتقصير من واجبات الحج كما دلت على ذلك احاديث عديدة وهو محل اتفاق ثم قال لاجزأ ذلك اي لاغناه برئت ذمته بهذا العمل الذي اجتمعت فيه هذه الاعمال الاحرام والوقوف بعرفة والطواف والسعي وهي اركان على ما ذكر مصنف والاحرام من الميقات والوقوف بعرفة الى غروب الشمس والمبيت والمبيت ليلة النحر المزدلفة وليالي التشريق بمنى ورمي الجمار والحلاقة والتقصير بهذا يكون قد حقق الحج المجزئ وهو اقل درجاته ثم قال والفرق بين ترك الركن في الحج وترك الواجب هذا نجعله مبدأ درسنا غدا ان شاء الله تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد