اما اذا لم يكن منه تقصير في تحصيل العلم فانه لا يعافى. فالاحكام تتبع العلم. فاذا بلغ العلم ثبت الحكم. وهذا مأخوذ من قوله رحمه الله وما لم تقم عليه الحجة قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فاخبر تعالى انه لا يغفر الشرك واخبر انه يغفر ما دونه لمن يشاء. ولا يجوز ان يراد بذلك التائب. كما بما بلغه عن الرسل وما لم يبلغه لم يعرفه ولو بلغه لامن به. ولكن امن بما رسل ايمانا مجملا فهذا اذا عمل بما علم ان الله امره به مع ايمانه وتقواه ثم قال وقوله الله جنات عدن يدخلونها مما يستدل به اهل السنة على انه لا يخلد في النار احد من اهل التوحيد. واما دخول كثير من اهل الكبائر النار. فهذا مما تواترت فيه السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تواترت بخروجهم من النار وشفاعت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر واخراج من يخرج من النار بشفاعت نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعة غيره فمن قال ان اهل الكبائر مخلدون في النار وتأول الاية على ان السابقين هم الذين يدخلونها وان المقتصد او الظالم لنفسه لا يدخلها كما تأوله من تأوله من المعتزلة فهو مقابل بتأويل المرجئة الذين لا يقطعون بدخول احد من اهل الكبائر النار. ويزعمون ان اهل الكبائر قد يدخل جميعهم الجنة من غير عذاب. وكلاهما مخالف للسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاجماع سلف الامة وائمتها طيب الان الايات في سورة فاطمة ذكر الله جل وعلا فيها اقسام اهل الاسلام ممن اصطفاهم جل وعلا بوراثة الكتاب فقال ثم اورث الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير بعد ذلك ذكر جزاء هؤلاء الغصتين فقال جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب الى اخر الايات. هذا هل يدخل فيه الظالم لنفسه هذا الاشكال الذي اوجب الاختلاف بين اهل العلم في كون الظالم لنفسه من اقسام هذه الامة او من هذه الامة الله جل وعلا ذكر هؤلاء المصطفين باقسامهم ثم ذكر جزاءهم. فقال جنات عدن. الشيخ رحمه الله يقول اولا الشيخ اختار ان الاقسام هذه خاصة بمن بأمة محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فيكون قوله تعالى جنات عدن يدخلونها هذا جزاء لجميع اصناف الامة جميع اصناف الامة ولذلك قال وقول الجنات عدل يدخلونها مما يستدل به اهل السنة على انه لا يخلد في النار احد من اهل التوحيد يعني وان كان ظالما لنفسه فانه يعاقب. بقدر جرمه ان شاء الله ذلك ثم بعد ذلك يؤول الى الى الجنة فهذه من ادلة اهل السنة والجماعة على انه لا يبقى في النار من اهل التوحيد احد. قال رحمه الله واما دخول كثير من اهل الكبائر يعني من اهل الاسلام واهل الكبائر هم من اي اصناف الامة من الظالم لنفسه. اما دخول كثير من اهل الكبائر النار فهذا مما تواترت به السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا يرد على من؟ يرد على المرجئة الذين يقولون بانه لا يدخل النار من كان في قلبه ايمان مهما كان عنده من المعاصي ويستدلون بهذا لان الله عز وجل بعد ان ذكر الاصناف قال جنات عدن يدخلونها وذكر الجسد. فالجمع بينهما ان الدخول هنا لا يلزم منه ان يكون دخولا ابتدائية انما يدخل الجنة حسب ما معه من العمل فان كان معه من الذنوب ما يستوجب دخول النار وشاء الله ان يؤاخذه بتلك المعاصي والسيئات فانه يدخل اولا النار ثم يمحص بهذه النار واذا خلص من السيئات واثارها دخل الجنة. فقوله جنات عدن يدخلونها اما ابتداء او مآلا ابتداء في المقتصد والسابق بالخيرات ومآلا في من؟ في الظالمين وعلى هذا الاية لا اشكال فيها وليس فيها دليل لمن؟ للمرجئة الذين قالوا لا يدخل احد من اهل النار وهذا قول ورد عليهم الشيخ بقوله واما دخول كثير من اهل الكبائر الى النار فهذا مما تواترت به السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ولا يمكن ان نرد ذلك لكونه متواترا. طيب يقول كما تواترت بخروجهم من النار هذا ايضا رد على الطائفة المقابلة للمرجية وهم المعتزلة وهم الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين يقولون انه من دخل النار فلا خروج له من له فانه لا يدخل النار الا اهلها الذين لا سبيل لخروجهم منها يقول رحمه الله كما تواترت بخروجهم من النار وشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر الاحاديث متواترة في الامرين في خروج اهل الكبائر من النار وفي ان منهم من يخرج بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واخراج من يخرج من النار شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعة غيره. فمن قال ان اهل الكبائر مخلدون في النار؟ لماذا تأول الاية؟ من قال ان اهل الكبائر يعني الظالم لنفسه في النار لماذا تأول الاية قال رحمه الله تأول الاية على ان السابقين هم الذين يذكرون فجعل قوله تعالى جنات عدن جنات عدن يدخلونها هي في السابقين والمغتصبين بل حتى في السابقين فقط ولذلك قال وان المقتصد او الظالم لنفسه لا يدخلها وهذا غلط غلطه واضح لان الادلة واضحة في انهم يدخلونها. يقول كما تأوله من تأوله من المعتزلة والوعيدية. قال فهو مقابل فهو مقابل بتأويل المرجئة الذين لا يقطعون بدخول احد من اهل الكبائر النار. ويزعمون ان اهل الكبائر قد يذكر الجميع هم من غير عذاب وهؤلاء مخالفون للسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم وايضا يخالفون لاجماع السلف وائمته اذ سلف الامة وائمتها ثم فصل الشيخ رحمه الله في الرد على هاتين الطائفتين. نعم. او ابتداء ان شاء الله ان يغفر له اي نعم سترنا ان شاء ان الله ان شاء الله يغفر له لن يذكره كما سيأتي الان في كلام الشيخ نعم وقد دل على فساد قول الطائفتين قول الله تعالى في ايتين من كتابه وهو قوله تعالى يقوله من يقوله من المعتزلة لأن الشرك يغفره الله لمن تاب وما دون الشرك يغفره الله ايضا للتائب فلا يعلق بالمشي فلا يعلق بالمشيئة ولهذا لما ذكر التائبين قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فهنا عمم المغفرة واطلقها فان الله يغفر للعبد اي ذنب تاب منه فمن تاب من الشرك غفر الله له ومن تاب من الكبائر غفر الله له واي ذنب تاب العبد منه غفر الله له. ففي اية التوبة عمم واخلاقه في تلك الاية خصص وعلق فخص الشرك بانه لا يغفره وعلق ما سواه على المشيئة ومن الشرك التعطيل للخالق وهذا يدل على فساد قول من يجزم بالمغفرة لكل مذنب ونبه ابشرك على ما هو اعظم منه كتعطيل الخالق او يجوز الا يعذب بذنب فانه لو كان كذلك لما ذكر انه يغفر للبعض دون البعض. ولو كان كل ظالم لنفسه مغفورا له توبة ولا حسنات ماحية لم يعلق ذلك بالمشيئة. وقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. دليل على انه يغفر للبعض دون البعض. فبطل النسب والعفو نعم يقول رحمه الله في ابطال بدعة هاتين الطائفتين الطائفة المرجئة والمعتزلة يقول رحمه الله وقد دل على فساد قول الطائفتين قول الله تعالى في ايتين من كتابه يعني مجموع ما تدل عليه الايتين يدل على فساد هذا المذهب او هذين المذهبين قال رحمه الله وهو قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء سبحانه وتعالى نفى مغفرة الشرك. وما دون الشرك جعل مغفرته معلقة بالمشيئة. ان شاء غفر وان شاء اخر يقول فاخبر تعالى انه لا يغفر الشرك. واخبر انه يغفر ما دونه لمن يشاء. قال ولا يجوز ان يراد بذلك التائب ان يراجع بذلك باي شيء. يعني بهذه الاية لا يجوز ان يكون المراد في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر وما دون ذلك لمن يشاء من تاب سواء من الشرك او ما هو دون الشرك. يقول رحمه الله كما يقوله من يقوله من المعتدين وجه بطلان هذا التأويل للآية وان المراد بها التائب قال لأن الشرك يغفره الله لمن تاب هذا ما في اشكال الشرك يغفره الله لمن تاب. والا لما صح اسلام اهله لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم مشركين. ودعاهم الى التوحيد. فاذا كان الشرك الذي فاذا كانت الاية انه فانه فانه ممن لم يتبع الشيطان ولم يكن مذنبا. وما تقدم يدل على انه لا يدخلها الا من قامت عليه الحجة بالرسل. هذا فيه في هذا الفصل بيان تفاوت الناس في الولاية كما انهم يتفاوتون في الايمان تدل على ان الشرك لا يغفره الله سبحانه وتعالى من التائب كان ذلك ايش؟ لم يقبل اسلام احد يقول رحمه الله لان الشرك يغفره الله لمن تاب وهذا امر لا اشكال فيه. وما دون الشرك يغفره الله ايضا للتائب ولغير التائبين لكن نص التائب لانهم حملوا الاية على السائب قال فلا يعلق بالمشيئة. اذا كان يغفره الله للتائب فانه لا وجه للتعليق بالمشيئة. لان من تاب تاب الله عليه كما دلت عليه النصوص يقول ولهذا لما ذكر المغفرة للتائبين على وجه العموم لم يعلقها بشيء قال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. اين ذكر التوبة في الاية؟ لكن هذا فعل الله. اين هذه الاية ما فيها صريح ما فيها ذكر التوبة من انسان صريح لكنها في الاية التي بعدها صريحة وهي قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له الانابة مقتضاها الرجوع والرجوع يكون بالتوبة. لكن ايضا هنا مغفرة قوله تعالى لا تقنطوا ومن رحمة الله فيها اشعار بانهم اذا طمعوا في رحمته بفعل ما يوجب حصول الرحمة لهم من التوبة فانه يحصلونها يقول رحمه الله فهنا اي بهذه الاية اية الزمر عمم المغفرة واطلقها. عممها في اي شيء في الذنوب جميعا واطلقها فلم يقيدها بالشرك او بذنب معين بل جعلها في كل ما يثاب منه طيب فان الله يرجو العبد اي ذنب تاب منه فمن تاب من الشرك غفر الله له ومن تاب من الكبائر غفر الله له واي ذنب تاب العبد منه غفر الله له وهذا امر واضح جري ولكن انها لا تعنى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ثم قال رحمه الله ففي اية التوبة اي الاية التي ذكرت فيها آآ التوبة قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم عما واطلق فالمراد باية التوبة قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم. وفي تلك الاية اية ايش؟ النسا ان الله لا يغزو ان يشرك به. خصص وعلق. خصص الشرك. يقول فخصص الشرك بانه لا يغفره وعلق ما سواه على المشيئة. لو على قولك في اية التوبة الزمر المراد اية الزمر وفي تلك الاية اية المساحة السماء يحصل النفس. قال وعلق ما في واحد ومن الشرك التعطيل للخالق. ما معنى التعطيل للخالق اي نسيوا لا تخالف كما يقوله من يقوله من الملاحدة فالتعطيل اعظمه التعطيل الكلي وهو تعطيل الرب تعطيل الكون عن ربه ويدخل فيها ايضا التعطيل الجزئي الذي يخرج به الانسان من الاسلام في تعطيل الجهمية. يقول وهذا يدل على فساد قول من يجزم بالمغفرة لكل ذنب. ونبه بالشرك على ما هو اعظم منه ثم تكلم عن ذلك كلام واضح الاخير واضح نعم واذا كان اولياء الله عز وجل هم المؤمنون المتقون. والناس يتفاضلون في الايمان والتقوى هم متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك. كما انهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك واصل الايمان والتقوى الايمان برسل الله وجماع ذلك الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم فالايمان به يتضمن الايمان بجميع كتب الله ورسله. واصل الكفر والنفاق هو الكفر بالرسل وبما جاءوا به فان هذا هو الكفر الذي يستحق صاحبه العذاب في الاخرة فان الله تعالى اخبر في كتابه انه لا يعذب احدا الا بعد بلوغ الرسالة. قال الله تعالى وما كنا معذبين حتى لا نبعث رسولا وقال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى ان والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ويونس وهارون سليمان واتينا داوود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقص هم عليك وكذب الله تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى عن اهل النار كلما القي فيها فوز سألهم خزنتها اه الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. فاخبر انه كلما القي في النار فوج اقروا بانهم جاءهم النذير فكذبوه فدل ذلك على انه لا يلقى فيها فوز الا من كذب النذير. وقال قال في خطابه ابليس لاملأن جهنم من كرم من تبعك منهم اجمعين. فأخبر انه يملؤها فاذا على فاذا ملئت بهم لم يدخلها غيرهم فعلم انه لا يدخل النار الا من تبع الشيطان. وهذا يدل على انه لا يدخلها من لا ذنب له وفيه ايضا بيان اصل الايمان والتقوى وانه لا يضطر ايمان وتقوى الا بالايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم فالايمان به يتضمن الايمان بجميع الكتب والرسل. لان النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء به الايمان بالرسل والايمان بالكتب ولا يتحقق ذلك لاحد الا اذا امن للنبي صلى الله الا اذا امن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الكفر وانه ايضا يتفاوت واصله وهو الكفر بالرسل. واذا كفر بالرسل فقد كفر بما اخبروا به مما بالله مما يتعلق باليوم الاخر ومما يتعلق برسل الله وكتبه وملائكته المهم ان اصل الكفر هو الكفر بالرسل فمن لم يؤمن بالرسل فانه قد انهدم معه كل اصول الاسلام. كل اصول الايمان انهدم له كل اصول الاسلام الايمان فلا يقر له شيء. لان الرسل هم الذين يعرفون بالله ويعرفون باليوم الاخر يعرفوننا بقية اركان الايمان. ثم تكلم رحمه الله استطرادا بانه من رحمة الله بعباده انه لا يعذب احد حتى تقوم عليه الحجة والحجة هي بلوغ الرسالة. واستدل بذلك بكلام واضح بين لكن آآ قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال رحمه الله في الاعتدال بهذه الاية قال يغفر للبعض دلت الاية على انه ينفر للبعض ويؤاخذ البعض ثمان الظاهر من المرجئة يقطعون بانه لا بانه لا يدخل احد من اهل الكبائر ان بسبب الكبير المشهور على المرجئة انهم يقولون لا يدخل النار احد بكبيرة هذا المشهور عنه قد تكون منهم فئات مترددة لكن المشهور ان لا يأتي في مناقشات العلماء لهم هم الذين يقولون بانه لا تضر مع الايمان ماتوا ومعنى عدم الضرر انه لا يناله بها عقوبة فلعل هذا يعني قول طائفة منهم مجملا واما الايمان المفصل فيكون قد بلغه كثير مما جاءت به الرسل ولم يبلغه بعض ذلك فيكون وقد بلغه كثير مما جاءت به سلف امن به ايمانا مفصلا. ولم يبلغه بعض ذلك فهو من اولياء الله تعالى له من ولاية الله بحسب ايمانه وتقواه وما لم تقم عليهم حجة فان الله تعالى لم يكلفه معرفته والايمان المفصل به فلا يعذب على تركه لكن يفوته من كمال ولاية الله بحسب ما فاته من ذلك. ففي هذا الفصل بين رحمه الله مراتب اولياء الله عز وجل من حيث الايمان. وانهم مرتبتان. مرتبة من لم يبلغه العلم مفصلا. من لم يبلغه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التصفيف وامن بما بلغ والقسم الثاني من امن ايمانا مفصلا بين رحمه الله ان من امن ايمانا مجملا له من الولاية بقدر ما معه من اليقين والايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم ولا ينقصه ذلك او في الاصح عبارة الاصح لا يخرجه ذلك عن الولاية. وان كانت درجته في الولاية دون الذي امن ايمانا مفسرا ومن هنا نعلم ان الايمان ينقسم الى قسمين ايمان مجمل وايمان مفصل ضابط الايمان المجمل هو الايمان بما تضمنه حديث جبريل الذي فيه بيان مراتب الدين هذا هو ضابط الايمان المجمل واما الايمان المفصل فهو الايمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم واما ثبت في سنته صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان الناس يتفاوتون فيها يتفاوتون في ادراك هذا ويتفاوتون ايضا في فهم هذا فقد يفهم احد من النصوص ما لم يفهمه غيره. فيزداد بذلك علم. فتعلوا بذلك درجته ولكن هل من لم يؤمن الايمان التام الكامل يخرج عن الولاية؟ الجواب قبل قليل جاء وهو انه لا يخرج ولكنه ينقص ينقص في الولاية بقدر ما نقص من الايمان وهذا يفيدنا يا اخوة فضيلة طلب العلم وان طالب العلم له من المزية ما ليس لغيره لانه يسعى في تكميل نفسه وتحقيق اعلى درجات الولاية لانه كلما ازداد علمه وقبل ذلك وعمل به كلما ارتفعت درجته في ولاية الله عز وجل. وكبر نصيبه منها وهذه لا تكون الا للمشتغلين بالعلم الذين وهبوا انفسهم واوقاتهم للعلم فانهم يحصلون من ولاية له ما لا يحصله غيرهم ولذلك قال الله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء نعم وفي فائدة ايضا ان التكليف يتبع العلم. فلا يؤاخذ احد قبل الحج الا ان كان مقصرا في تحصيل العلم ببلوغ العلم يعني فان الله تعالى لم يكلفه معرفته والايمان المفصل به فلا يعذبه على تركه. وقد نص الشيخ رحمه الله في غير هذا الموضع على هذه القاعدة ان التكليف تابع للعلم فلا يثبت التشريك الا اذا ثبت العلم نعم فمن علم بما جاء به الرسول وامن به ايمانا مفصلا وعمل به فهو اكمل ايمانا وولاية لله ممن لم يعلم ذلك مفصلا ولم يعمل به وكلاهما ولي الله تعالى. والجنة متفاعلة تفاضلا عظيما. واولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب ايمانهم وتقواهم. قال الله تبارك وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها كما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم مصناها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة تعالى ها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فبين الله سبحانه وتعالى انه من يريد الدنيا ومن يريد الاخرة من عطائه وان عطاءه ما كان محظورا من بر ولا ثم قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات تفضيلا فبين الله سبحانه ان اهل الاخرة يتفاضلون فيها اكثر مما يتفاضل الناس في دنيا وان درجاتها اكبر من درجات الدنيا وقد بين تفاضل انبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين فقال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح وقال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه رحمه الله ذكر في هذا المقطع تفاضل اولياء الله عز وجل في الولاية واستدل لذلك بان الجنة درجات. وهذه الدرجات انما هي لاولياء الله عز وجل وبينها تخاف والتفاضل الذي بين درجات الاخرة تفاضل كبير عظيم ولذلك قال الله جل وعلا لما ذكر المفاضلة في الاخرة بين الدرجات قال وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا اكبر درجات هذا في الدرجة وما يكون فيها من التقصير. وما فيها من الانعام. واكبر تفضيل هذا في المفاوتة بين هذه الدرجات ثم اذا كانت الجنة درجات وكان ينزلها اهل التقوى والايمان على قدر ما معهم من التقوى والايمان دل ذلك على انهم متفاوتون في الوصف الذي استحقوا به الجنة وهو ولاية الله جل وعلا. وما معهم من التقوى والايمان والدليل واضح ثم استطرد رحمه الله في بيان التفاضل وان الله جل وعلا فاضل في هذه الدنيا بين الناس فاضل فيما بين الناس في امور الدين وفي امور الدنيا ففي امور الدنيا تجد الغني الذي عنده من المال الشيء الكثير الذي لا يحصيه وتجد من هو في الغذاء دون ذلك وتجد الذي لا يجد ما يسد رمقه وبينهما درجات في الفقر والغنى. تفاضل كبير هذا في امر الدنيا اما في امر الدين فكذلك فاضل الله جل وعلا بين الناس في الدين فالرسل وهم صفوة بني ادم فاضل الله بينهم كما قال جل وعلا تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض المرتبة الثانية الانبياء. فاضل الله جل وعلا ايضا بينهم فقال سبحانه وتعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض والتفظيل هنا في الوصف الذي ذكر. فهناك التفظيل في وصف الرسالة. والتفظيل هنا في وصف النبوة وكذلك اهل الايمان كما سيأتي فيما يذكره من النصوص في الوصف الذي اتصفوا به وهو ايمان فاذا كان الله جل وعلا في هذه الدنيا اقام لنا ما نشاهد به المفاضلة بين العباد في امر دينهم ودنياهم فالمخاصمة في الاخرة اعظم واكبر ومن عظيم بلغت القرآن وحسن تقريبه للمعاني انه يضرب الامثلة من الامور المعنوية بامور حسية مشاهدة يدركها الناس تقرب المفاضلة التي تكون في الاخرة في درجات الناس في المفاضلة التي تكون بينهم في الدنيا ثم ذكر الفرق وهو ان المفاضلة في الاخرة اكبر ولذلك قال انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض يعني في هذه الدنيا ثم ذكر ان هذه المفاضلة ثابتة ايضا في الاخرة ولكنها متميزة عن المفاضلة في الدنيا فقال وللاخرة اكبر درجات واكبر وهذه امور يعني الوقوف عندها مما يشجع الانسان على التأمل في القرآن والتدبر واستنباط المعاني والعمل بما من اجله انزل القرآن وهو تدبره نعم يذكر الشيخ رحمه الله الان الادلة على المفاضلة بين المؤمنين في هذه الدنيا نعم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن قوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء ما افعل؟ فان لو تفتح عمل الشيطان وفي الصحيحين عن ابي هريرة وعمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ فله اجر. وقد قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقال قتلوا وكلا وعد الله الحسنى وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اول الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم انفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكل من وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. درجات منه ومغفرة ورحمة الله غفورا رحيما. وقال تعالى اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. الذين امنوا وجاهدوا سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون. يبشر ربهم برحمة من هو رضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم. وقال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويغزو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير. نعم كل هذه النصوص تدل على المفاضلة بين المؤمنين الاول ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير. يعني في المؤمن القوي وفي المؤمن الظعيف خير. اثبات التفضيل والخيرية لا ينفي الخيرية عن المفضل عليه او المقبول فان فيه خير. ولذلك لدفع هذا التوهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كل خير. لان وصف الايمان خير قليله وكثيره ولكن لا ينفي هذا ان يكون الناس في الايمان على درجة وقولها المؤمن القوي القوي في اي شيء بعض الناس يقول القوي في جسمه وهذا ليس بصحيح يستدل بها على القوة في الجسم. اول ما يدخل في هذه المفاضلة الوصف المذكور في الحديث وما هو الوصف المذكور الايمان فالمفاضلة هنا لا في قوة الابدان ولكن سعة سعة الافهام ولا في غير ذلك مما يتفاضل به الناس او فيه الناس انما هو في الايمان ومقتضيات ولوازمه. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. يعني في ايمانه وهذه الخلية تثبت بقدر ما مع الانسان من من الايمان والعمل الصالح وفي كل الخير وهذا تفصيل جملة على جملة في وصف العام وهو الايمان. واذا كان المؤمنون متفاضلين في ايمانهم الذي لسبب تثبت لهم الولاية فالولاية متفاضلة ولا ليست متفاضلة تكون ولاية الله لهم ايضا متفاوتة. طيب وفي الصحيحين عن ابي هريرة نحن ناخذ من النصوص ما ما له علاقة في كلامنا يقول وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة عن ابي هريرة وعمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله نجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر. هنا مصابرة في عمل خاص وهو الحكم فجعل الذي يصيب يجتهد ويصيب خيرا من الذي يجتهد ولا يصيبه او يخطئ وجه المفاضلة هنا او من اين اخذنا انذاك افضل؟ من قوله فله اجران والاجر مرتب على الفضل بقدر ما مع الانسان من الفضل بقدر ما يستحق من الاجر. طيب اذا هذا مفاضلة عمل خاص والذي قبله مفاضلة في امر عام وهو الايمان. طيب. قوله وقد قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل فتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا ومن قبل وقاته من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الفساد هذا فضل باعتبار الزمان وهو السبق الى العمل الصالح الذي في الحديثين السابقين التفضيل باعتبار العمل. وهنا تفضيل من جهة اخرى وهي السبت الى الطاعة لا مجرد الزمان انما السبق الى الطاعة لان من تقدم في الانفاق دل على سبقه ومصارعته الى مرضاة الله جل وعلا. ولذلك استوجب الفضل لسبقه بالانفاق. لا يستوي منكم من انفق من قبل الفجر وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا. من بعد وقاتل ثم من رحمة الله. وعظيم بره واحسانه بعباده المؤمنين ان قال وكلا وعد الله الصدق فاثبات الفضيلة لاولئك لا ينفيها عمن لحق. ثم بعد ذلك ذكر نصه الرابع. وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله في اموالهم وانفسهم مع من مع من لم يقم بذلك. لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر. والمجاهدون المفاضلة بين فريقين من المؤمنين فريق القاعد من غير ضرر. قعد عن الجهاد بالمال والنفس من غير ضرر. وفريق جاهد بماله ونفسه ابتغاء رضوان الله عز وجل فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. وهذا تفضيله في عمل خاص وهو الجهاد في سبيل الله ثم قال اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام؟ فمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله وهذا تفضيل بين فريقين من الناس بين اهل الايمان واهل الكفر لان الكفار كانوا يمتدحون انفسهم ويرون انهم افضل من اهل الايمان لاجل ما يقومون به من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فقال الله جل وعلا رادا عليهم ومبينا لحقيقة الفضل والصدق عنده قال جعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستور عند الله ونفي الاستواء دليل على السبق والفضل واكد ذلك بقوله تعالى الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله يعني من اولئك الذين اقتصروا في العمل الصالح على السقاية المسجد الحرام ثم ايضا النص الاخير فيه المقابلة بين من كان على هذه الحالة ممن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه خير امن هو بخلاف هذه الحال. هذا تشملت الاستفهام لان الاستفهام لم يتم امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. ايش خير خير ممن هو على خلاف هذا. ثم جاء الجواب في قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون والاستفهام هنا مظمن معنى النفي يعني لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ومن هم الذين يعلمون هم الذين وصفهم الله في اول الاية امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه هؤلاء هم الذين يعلمون الذين فضلوا على غيرهم. فاثبت العلم هؤلاء ونفاه عن ما عمن سواهم. وهذا مما يفيد ايها الاخوة ان العلم لا يقصد لذاته فقط بل انما يكون فضيلة لصاحبه اذا قارنه وصاحبه امل فان الله جل وعلا امتدح هؤلاء ووصفهم بالعلم لما عملوا بمقتضى علمهم. امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما الاخرة يخافوا ويرجوا رحمة ربه. فهو يجمع بين هذين الجناحين بين الخوف والرجاء في عبادته لربه سبحانه وتعالى انما يتذكر اولو الالباب. طيب ثم قال وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون قدير وهذا ايضا فيه المفاضلة بين اهل العلم ومن لم يكن كذلك او الشاهد ان الله جل وعلا فاضل بين اهل الايمان في اعمالهم وفاضل بين الانبياء وفاضل بين الرسل وفاضل بين الناس في دنياهم. فدل ذلك على ان اولياء الله تعالى كذلك هم في درجات وهم متفاوتون في ولايتهم لله سبحانه وتعالى حسب ما يقوم فيهم من اعمال الخير