ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم. فجعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح به دينه القويم. وهدى به الصراط المستقيم ان الساعة اتية لا ريب فيها هذا الاصل الاصل الثالث من اصول الايمان الايمان بالرسل. قال فيه رحمه الله الباعث اليهم لاقام الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم. فالايمان بالرسل غايته ومقصوده هو التعريف الدلالة على دعوة الخلق الى عبادته وحده لا شريك له. ولذلك يقول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. الله تعالى يصطفي من عباده لن يجعلهم واسطة بينه وبين العباد لامرين. الامر الاول التعريف بالله عز وجل وبيان ما له من كمالات. الامر الثاني معرفة الطريق تبين وتوظيح الطريق الموصل الى الله عز وجل. وبهذا تنحصر مهمة الرسل. فالايمان بالرسل هو ان تؤمن بكل ارسله الله تعالى وان المقصود من ارساله تعريف الخلق بالله ولاقامة الحجة عليه. وقد جعل الله تعالى الايمان بالرسل اصلا من اصول الدين واصلا من اصول الايمان. يقول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق المغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. فجعل الايمان بالنبيين والرسل ممن من اصول الايمان التي لا يتم البر الا بها. يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله فالايمان بالرسل لا يتم ايمان احد الا به وهو مجمل ومفصل. ايمان مجمل نؤمن بكل رسول ارسله الله تعالى كما قال تعالى منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليه جاء ذكر جماعة من هؤلاء الرسل في القرآن فمن علمت في كتاب الله او سنة رسوله انه رسول او نبي وجب عليك الامام به على وجه التعيين كما قال تعالى تلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ثم قال ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون كل هؤلاء رسل وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس ثم قال واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين هؤلاء رسل سماهم الله تعالى فيجب الايمان بهم. اذا الرسل من حيث الايمان بهم ينقسمون الى قسمين. من سماه الله الايمان به. من لم يسمه الله فاننا نؤمن بكل رسول ارسله الله تعالى الى الناس وكل نبي نبأه الله تعالى واوحى اليه ومن الايمان بالرسل الايمان بخاتمه. وهذا ايمان خاص وهو واجب على كل البشرية. ممن بعث فيهم الله عليه وسلم فكل البشر يجب عليهم الايمان الايمان به بعد بعثته ولذلك قال ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فهذا من الايمان بالرسل. الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. والايمان بانه خاتم المرسلين. وخاتم النبيين وخاتم النذر قال فجعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا. وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. وهذا من الايمان به صلوات الله وسلامه عليه واهل السنة والجماعة يعتقدون انه خاتم النبيين وانه اخرهم كما قال تعالى ما كان محمد ابا احد من من رجالك ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ان مثلي ومثلا الانبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فاحسنه وجمله الا موضع لبنة منه فجعل الناس يطوفون بهذا البيت ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ثم قال صلى الله عليه وسلم فانا ابنة وانا خاتم النبيين فانا اللبنة التي اكتمل بها البناء وجمل وحسن وانا خاتم النبيين. ثم ان الايمان به يقتضي قبول ما جاء به من الاخبار والانقياد بما جاء به من الاحكام صلوات الله وسلامه عليه. فلا يتم ايمان احد الا بان يقبل كل ما اخبر به صلى الله الله عليه وسلم وانما اخبر به هدى ونور وينقاد لكل ما ثبت لديه من مما جاء عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا من الايمان بالرسل وهو ثالث اصول الايمان. الاصل الرابع من اصول الايمان التي ذكرها المصنف رحمه الله الامام باليوم الاخر قال رحمه الله وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون. وان الله سبحانه وتعالى ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات طفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر. وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن عاقبه الله بناره اخرجه منها بايمانه. فادخله به جنته فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ويخرج منها بشفاعة ويخرج منها بشفاعة صلى الله عليه وسلم من شفع له من اهل الكبائر من امته وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار خلود لاوليائه. واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم. وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه. وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به والحد في اياته وكتبه ورسله. وجعلهم محجوبين وجعلهم محجوبين عن رؤيته. وان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة. والملك صفا صفا لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها الموازين لوزن اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ويؤتون صحائفهم باعمالهم فمن اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. ومن اوتي كتابه وراء ظهره اولئك يصلون سعيرا وان الصراط حق يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نعل جهنم. وقوم ابقتهم فيها اعمالهم والايمان بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ترده امته لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير. وان الايمان قول باللسان واخلاص القلب وعمل بالجوارح يزيد قوله رحمه الله وان الساعة اتية لا ريب فيها هذا من اصول الايمان الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر هو اسم لكل ما اخبر الله به ورسوله مما يكون بعد الموت من الحياة البرزخية ومن البعث والنشور ومن اهوال القيامة ومما يكون من المستقر في جنة او نار. كل هذا يندرج تحت الايمان باليوم الاخر. اذا المعنى العام للايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما اخبر الله تعالى به ورسوله مما يكون بعد الموت ليشمل الحياة البرزخية ويوم القيامة والحياة الاخرة والايمان باليوم الاخر اصل دلت عليه الادلة واجتمعت عليه الرسل. ولذلك جميع الرسل اتفقوا في دعوتهم لاقوامهم على هذا الاصل وهو الايمان باليوم الاخر. وقد ذكر المصنف رحمه الله ان الايمان باليوم الاخر لا ريب فيه. فيجب الايمان به على وجه لا شك والاشتباه يقول رحمه الله وان الساعة اتية لا ريب فيها اي لا شك في مجيئها. والساعة هنا تشمل الساعة العظمى التي يقوم فيها الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا والسعة الخاصة التي تكون لابن ادم وهي موته. فالساعة هذه وتلك اتيتان لا محالة. والايمان بهما من الايمان باليوم الاخر. الذي جعله الله تعالى اصلا من اصول الايمان يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قد ذكر الله تعالى انه يوم لا ريب فيه كما قال الله كما قال تعالى الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب اي لا شك فيه ولا التباس بل لعظيم اثباته قرر الله تعالى ذلك بامر النبي صلى الله عليه وسلم اما ان يقسم بالله على هذا الامر في ثلاثة مواضع من كتابه امر الله ورسوله بالاقسام على اليوم الاخر قال تعالى ويستنبئونك احق هو اي حق ما اخبرتنا به من يوم القيامة احق هو؟ فماذا قال له الله عز وجل قل اي وربي انه لحق وكذلك في الموظع الثاني قال تعالى وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة فماذا امر الله تعالى رسوله؟ قال تعالى قل بلى وربنا قيل تأتينكم اي الساعة التي كذبتم بها. والثالثة في قول زعم الذين كفروا الا الا يبعثوا فقال الله تعالى في بزعمهم وتكذيبهم قل قل بلى وربي لتبعثون. فالايات في اثبات اليوم الاخر بينة جلية ظاهرة وهي تشمل الايمان بكل ما اخبرت به الرسل مما يكون بعد الموت على وجه الاجمال وايضا الايمان بكل ما ثبت لديك مما اخبر به الرسل مما يكون بعد الموت. وقد ذكر المصنف رحمه الله جملة مما يكون بعد الموت فقال رحمه الله وان الساعة اتية لا ريب وان الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون. وهذا من الايمان باليوم الاخر ان ان تعتقد ان الله يبعث الناس بعد موتهم. فما من احد في السماوات ولا في الارض الا اتي الرحمن عبدك كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الا اتي الرحمن عبدا. ومن الايمان باليوم الايمان بان الله سبحانه ضعف لعباده المؤمنين الحسنات. اي زادها ونماها واكرمهم جعلها مضاعفة وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وذاك فضله جل وعلا وغفر لهم الصغائر الكبائر وهذا من احسانه وجعل من له من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته. اي ان شاء آآ هو دائر بين المشيئة اما المؤاخذة واما العفو. جميع الخلق من اهل الايمان اصحاب الكبائر الذين لم يتوبوا منها هم اما بين مغفرة واما بين مؤاخذة ان الله لا يغفر ان يشرك به الا فانه لا يغفر الا ان يتوب منه. لكن ما دونه من الكبائر والذنوب ان شاء غفر وان شاء اه. اخذ سبحانه وبحمده. وصفح لهم بالتوبة نعم ثم قال رحمه الله وصافح لهم بالتوبة هكذا عندك وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر. وهذا كما قال الله تعالى في محكم كتابه ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وكما قال تعالى والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش. واذا ما غظبوا هم يغفرون. فهؤلاء مستحقون لمغفرة الله عز وجل ورحمته وفضله. قوله رحمه الله وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته ذكر الدليل على ذلك بقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. واذا جاز جل وعلا على فانه لا لا يضاعفها بل يعاقب بمثلها كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها وكما قال من يعمل سوءا يجزى والله تعالى قد وعد عباده بحق السيئات لمن تاب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله ايغفر الذنوب جميعا. ثم قال رحمه الله ومن عاقبه بالنار اي من عاقبه من اهل الكبائر بالنار اخرجه من منها من ايش؟ من النار بايمانه فادخله به جنته هذا اول اسباب الخروج من النار الخروج من النار لمن دخلها بسبب الكبائر والمعاصي والسيئات يكون بالايمان. وهذا لكل اهل الايمان لاهل لا اله الا الله فانهم لا يخلدون في النار. اهل الكبائر لا يخلدون في النار اذا دخلوها. وان لم يتوبوا من ذنوبهم وسيئاته بل اما ان يعفو الله تعالى عنه. واما ان يؤاخذهم جل وعلا بسبب سيئاتهم فيدخلهم النار فيعذبون ويطهرون ثم يخرجون هذا اذا لم تدركهم الشفاعة كما سيأتي. اذا كل مسلم فانه لا يخلد في النار ثم قال قال رحمه الله ويخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. من شفع له من اهل الكبائر من امته. هذا مما اهل السنة والجماعة الشفاعة لاهل الكبائر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة من منحه الله تعالى الشفاعة ثاني ما يخرج به اهل النار من النار من اهل التوحيد اذا دخلوها الشفاعة والشفاعة لله عز وجل لا تكون الا باذنه ولا تكون الا برضاه كما قال تعالى وكم من ملك السماوات والارض لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. وقد دلت على هذا النصوص فانه قد جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لامته قال فيأتون فيأتي اليه الناس فانطلق على ربي فيؤذن لي عليه. فاذا رأيت ربي وقعت له ساجدا لا يبتدأ بالشفاعة صلى الله عليه وسلم. فيدعني ما شاء ان يدعني في تمجيده وتعظيمه واجلاله ثم يقال لي ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطى واشفع تشفع. وهذا يشمل شفاعته يشمل شفاعته العامة وشفاعته في الكبائر من امته فان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع هاتين الشفاعتين الشفاعة العامة التي يأتي الله تعالى بها الى الخلق لفصل والشفاعة التي يحصل بها اخراج المستحقين اه اخراج من دخل النار من من امته فيخرجهم الله تعالى بشفاعته. بعد ذلك قال رحمه الله وانه سبحانه اذا من من الايمان باليوم الاخر الايمان بالشفاعة ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها. دار دار خلود لاوليائه فيها بالنظر الى وجهه الكريم. كل هذا مما يندرج في الايمان باليوم الاخر. الجنة هي دار النعيم الكامل هذا تعريف الجنة الجنة دار النعيم الكامل التي اعد الله تعالى فيها لعباده ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الله تعالى خلقها وهي مخلوقة الان معدة لاولياءه. كما دل على ذلك القرآن والسنة فالجنة اعدها الله تعالى لاوليائه خلقها فاعدها دار خلود لاوليائها. خلود لا انقضاء له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يا اهل الجنة خلود فلا موت. واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم. وهذا اشارة وبيان ان من الايمان باليوم الاخر الايمان بان نعيم اهل الجنة النظر الى وجهه الكريم جل وعلا. ثم قال وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه اي ان الجنة التي اهبط منها موسى التي اهبط منها ادم عليه السلام هي جنة قلت وهذا احد القولين في المسألة وبه قال كثير من اهل العلم وهو ظاهر القرآن. وقيل بل الجنة التي اخرج منها ادم هي جنة ليست جنة الخلد لان جنة الخلد لا يدخلها الناس الا جزاء اعمالهم. والذي يظهر ان الجنة التي اخرج منها ادم عليه السلام هي الجنة. قلت هذا ظاهر القرآن وما ذكر من انها جنة اخرى يحتاج الى اقامة دليل وما ذكر هو احتمال قال رحمه الله وهي التي اهبط منها ادم وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه صفته الخليفة المقصود بها المقصود به ان الله اقامه في الارض ليقيم شرعا. والا فالله تعالى تبي غائب لان الخليفة انما يسمى خليفة اذا غاب من يخلفه عنه. والله تعالى خليفة آآ خليفة كل احد على اهله كما نقول في دعاء السفر انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل فهو الذي يعقبك في اهلك فيحفظهم ويرعاهم فالمقصود بالخليفة هنا اي ان الله تعالى اقامه لاقامة شرعه في في في ارضه جل في علاه. قال وخلق النار فاعدها دار الخلود نار هي دار دار العذاب التي اعدها الله تعالى من خالف امره عصاه من الكفار وغيرهم. آآ قال وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به هاي دار دوام لمن كفر به فهي دار خلود لمن كفر به. اما من لم يكفر به فانه اذا دخلها يخرج منها بايمانه او بشفاعة الشافعين او برحمة ارحم الراحمين. قال رحمه الله والحدث اياته اي كفر به وهذا تفصيل وذكر لصور الكفر والحد في اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته. وهذا اعظم عذاب اهل النار انهم لا يرونه جل وعلا كما قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فاعظم نعيم اهل الجنة رؤية الله عز وجل واعظم عذاب اهل النار انهم عن الله محجوبون جل في علاه فلا يرونه كما ذكر في الاية ثم ذكر المصنف رحمه الله بعد ذكر خلق الجنة والنار قال رحمه الله وان الله تبارك وتعالى هذا مما يتصل بالايمان باليوم الاخر الايمان بان الله تعالى يجيء يوم القيامة على وجه يليق به سبحانه وبحمده والملك صفا صفا. ايوة حال الملائكة انهم صفوف عند مجيء الله تعالى لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها يعني هذا المجيء هو لفصل لفصل لفصل لفصل القضاء بين الخلق. وقوله تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا دليله قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا فيأتي الله عز وجل كما قال تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر فيأتي الله تعالى على على هذه على هذا النحو وعلى صفة تليق به وغاية المجيء وقصده المطلوب منه هو فصل القضاء والحكم بين الناس. ولذلك قال توضع الموازين. اي الله تعالى يأمر بوضع الموازين فتوضع الموازين والمقصود بالموازين ما يقاس به ثقل الاشياء جمع ميزان وهو ما يقاس به ثقل الاشياء وخفتها. والمراد هنا ما ينصبه الله تعالى يوم القيامة. مما توزن به اعمال العباد ويظهر به عدو ربهم كما قال تعالى والوزن يومئذ الحق. وكما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فتوزن اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فامه هاوية. وكما قال تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. فالناس ينقسمون الى هذين القسمين. من تثقل موازين ونسأل الله ان نكون منهم. ومن تخف موازينهم قولوا الموازين وخفتها على حسب ما يكون مع الانسان من صالح العمل وسيئه. والموزون في الاصل هو العمل كما قال النبي وسلم كلمتان خفيفتان على على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان للرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وقد يوزن العمال لاظهار فظله ومقامهم كما جاء في حديث عبد الله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل عبد الله ابن مسعود اثقل من جبل احد في الميزان. فهذا يبين عظيم مكانته ورفيع منزلته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل العظيم من اهل الكفر يوم القيامة انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين القيامة لا يزن عند الله تعالى جناح بعوضة. فلا يقيم الله تعالى له وزنا كما قال تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة فزنا لانه ليس لهم عمل صالح بل اعمالهم تتبدد قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء ام منثورا؟ اذا الوزن يوم القيامة للاعمال وقد يوزن العمال. وايضا توزن دواوين العمل نعم. توزن الثالث لما يجري به الوزن وزن دواوين العمل. والمقصود بدواوين العمل السجلات التي فيها ما يكتب من اعمال العباد. ومن ما يتصل بالايمان باليوم الاخر الايمان بالصراط كما ذكر المصنف رحمه الله ولعل ذلك يكون بعد الاذان