ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بالصراط. نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يجوزه احسن جواز. الصراط يقول وان الصراط كحق الصراط فعال بمعنى مفعول وهو الجسر المضروب على متن جهنم. اي على ظهرها يمر منه ويمر عليه اهل الايمان اهل الاسلام. اما الكفار فهم لا يمرون على الصراط يذهب بهم الى النار دون مرور. فكل ما جاء من احوال الناس في مرورهم على الصراط فهو لاهل الايمان. فهو لاهل الايمان لان الكفار لا يمرون على الصراط بل يريد يلقون في النار القاء اه قال الله تعالى وان منكم الا واردها اي وارد النار كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثية. فاهل الايمان يريدون النار لكنهم في الخروج منها على احوال. قال رحمه الله حق يجوزه بقدر اعمالهم اي يمرون على الصراط بقدر اعمالهم. وهذا الجواز يتفاوت فيه الناس على حسب ما يكون من اعمالهم وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم احوال الناس في ذلك منهم من يمر كلبح البصر ومنهم من يمر البرق ومنهم من يمر اجود ما يكون من ركاب الخيل ومنهم من يمر من يركب اجاويد الابل ومنهم من يمشي من يجري جريه ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبو حبوا ومنهم من تتخفته تتخطفه الكلاليب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الجسر ولا دحظ مزلة دحظ مزلة اي انه كثير الزلل عليه قطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد هكذا آآ وصفها النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها السعدان اي تمسك في باحوال الناس وقوله دحض ما زال يوضح انه واسع وقد قال ابو سعيد بعد سياق حديث الصراط قال بلغني ان الجسر ادق من الشعر واحد من السيف ولعل ذلك الاختلاف الوصف انما هو اختلاف انما هو اختلاف باعتبار حال الماظين عليه فمنهم من يكون الصراط في حقه لاحظوا المجلة واسع ومنهم من يكون ادق من الشعر واحد من السيف. ثم اه مما ذكره المصنف رحمه الله قال والايمان بحوظ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من الايمان باليوم الاخر الايمان بالحوظ وانه ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم ويعتقد اهل السنة والجماعة ان الحوض ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم لاغاثة هذه الامة من ظمأ الموقف وهو كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وكرامة لامته واصل حوض المكان الذي يجتمع فيه الماء من الارض. ولذلك يسمى آآ ما مجتمع الماء يسمى حوضا وهذا الحوض ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم الكتاب في قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر فالكوثر هو الخير الكثير الذي تفضل الله تعالى به على نبيه. وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال فانه نهر وعدني الله عدنه الله عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامة. انيته عدد النجوم هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيختلج العباد منهم فاقول ربي انه من امتي فيقول فيختلف العبد منهم ان يؤخذ ويمنع فيقول ربي انهم امتي فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ما تدري ما احدث بعدك. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لم فسر الكوثر بانه الحوض والنهر الذي يعطاه صلى الله عليه وسلم فيرده من يرده من من الناس من من امته في اليوم الشديد العطش. وقد جاءت جاء في الحوض احاديث بلغت حد التواتر في ذكره وذكر وصفه وطوله وعرضه وما ما فيه من من اخبار تتعلق به قال والايمان بحوظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد آآ ترد امته لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل او غير اي يمنع من الحوض من جرى منه خروج عن هديه صلى الله عليه وسلم ومخالفة لما كان عليه صلى الله عليه وسلم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان فضيلة الشرب منه قال انا فرطكم على الحوض اي انا سابقكم ومتقدمكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ ابدا. وهذا فضل الله تعالى واحسانه. ان من مر على الصراط فانه لا يظمأ من مر على الحوض فشرب منه فانه لا يظمأ ابدا ثم قال رحمه الله وان الايمان. وان الايمان قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون فيها النقص وبها الزيادة ولا يكمل قول ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل ولا قول وعمل الا بنية ولا قول ولا عمل ونية الا بموافقة السنة وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. وان احياء عند ربهم يرزقون. هذا في بيان حقيقة الايمان. وكان الاولى في التأليف ان يقدم هذا في اول الحديث يعني الايمان لانه يشمل الايمان بالله والايمان بالملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل وسائر اركان الايمان. لكن المصنف رحمه الله ذكره بعد ما تقدم مما ذكره من اصول الايمان قال الايمان قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح. فالايمان لا يمكن ان يتم لاحد ولا يستقيم ايمان واحد الا بان يجمع القول باللسان وهو النطق بالشهادتين وبسائر ما يجب النطق به من الاعمال واقرار القلب واخلاصه والعمل بالجوارح. والايمان آآ يزيد وينقص فليس الايمان مستقرا على حال بل ايمان كل احد في زيادة او نقصان وهذا ما دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة فان الايمان يزيد بالتقوى وينقص بالمعصية. ولذلك قال الله تعالى فزادهم ايمانا الذي رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة من خلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين والزيادة تقتضي وجود النقص والايمان شعب وخصال كلما زاد الانسان اخذا بهذه الشعب والخصال حقا من خصال الايمان ما ينجو به. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها. قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. وهذا يدل لما ذكر المصنف من من ان الايمان عمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح ثم قال رحمه الله آآ يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصانها بنقصها فيكون فيه النقص فيكون فيها النقص وبها الزيادة. فيكون فيها اي بسببها النقص وبها الزيادة اي بسببها يكون الزيادة بالاعمال. قال ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل. ولا قول قول وعمل الا بنية. ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة ثم قال وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة خلافا للخوارج الذين يكفرون بمجرد الكبائر فان الكبائر ليست سببا للتكفير. وهذا ما كان عليه اه الخوارج الذين يكفرون الامة بكبائر الذنوب ومثلهم المعتزلة الذين لا يحكمون بالكفر لكنهم يخرجونهم عن الايمان. وهذا مما يتصل بمباحث الايمان لانه من مما يتعلق بالاسماء والاحكام. هذا ما يتصل آآ حقيقة الايمان وما ذكره المصنف رحمه الله. ثم عاد الى ذكر ما ما يتصل باليوم الاخر. فقال وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون. كما قال الله تعالى تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. والمقصود بالشهداء هنا هم من قتلوا في المعركة مع اهل الكفر من قتل في ارض المعركة مع اهل الكفر ويلحق بهم من من ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء اه اه حكما كالمقتول ظلما والمبطون والغريق والحريق وصاحب الهدم فهؤلاء شهداء كما دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم اي لهم حكم الشهادة من حيث فضلها وادراك منزلتها لكنهم ليسوا كشهيد المعركة في الفضل والاجر. يقول رحمه الله وارواح اهل السعادة هذا مما يتعلق باليوم الاخر ايضا. وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون وارواح اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين. وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وان على حفظتين يكتبون اعمالهم وهذا هذا ما يتصل باليوم الاخر قال وارواح اهل السعادة اسأل الله ان نكون منهم باقية اي لا تفنى ناعمة اي منعمة الى يوم القيامة الى يوم يبعثون فهم وفي نعيم الى يوم البعث والنشور. ويقابلهم اهل الفجور واهل الكفر ان ارواحهم في عذاب وسعير. ذاك ما دل عليه القرآن الحكيم في مثل قوله جل وعلا النار يعرضون عليها وحاق بال فرعون اشد العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وقد قال الله تعالى مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا. وقال تعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. فالايات الدالة على ان الارواح معذبة ومنعمة كثيرة في كلام الله عز وجل وكذلك جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس انه مر بقبرين قال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبيران اما احدهما فكان لا يستتر من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. وقد اه اه مر النبي صلى الله عليه وسلم بجملة من قبور المشركين فقال صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من من عذاب القبر مرتين او ثلاثة فقالوا نعوذ بالله من بالقبر والادلة على هذا متظافرة في الكتاب والسنة ثبوت عذاب القبر ونعيم وثبوت نعيم القبر عذابه لاهل الكفر والعصيان ونعيمه لاهل الطاعة والاحسان. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الطاعة والاحسان. وقوله ان المؤمنين ان المؤمنين وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون هذا بيان لفتنة القبر. وفتنة القبر غير عذاب القبر. فتنة القبر تجري على كل مقبور. كل انسان يموت اي يختبر فيأتيه ملكان يسألانه ما ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ واما عذاب القبر فهذا لا يكون الا لاهل الكفر او لاهل الفسوق والفجور ممن شاء الله تعالى ان تجري عليهم العقوبات في آآ في قبورهم. وقد جاء بيان هذه الفتنة فيما رواه قالوا مسلم من حديث قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد اذا وضع في قبره وتولى وذهب اصحابه حتى انه ليسمع قرع نعالهم اتاه ملكان فاقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيسألانه ما شاء الله تعالى ان يسألانه. ثم قال رحمه الله وان على العباد حفظة يكتبون هذا يتعلق بالاصل الخامس من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة. الايمان بالملائكة ومن ذلك الايمان بان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم. نعم. ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم. وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه وان خير القرون القرن القرن الذي هذا الاصل الخامس من اصول الايمان الايمان بالملائكة والايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان لا يتم ايمان احد حتى يؤمن بان الله تعالى خلق ملائكة من نور وانهم اه عباد مكرمون وانهم لا يعصون الله تعالى ويفعلون ما يؤمرون ويؤمن بمن سماه الله تعالى منهم كجبريل وغيره ممن سمى الله تعالى من الملائكة وان هؤلاء الملائكة لهم اعمال ذكر المصنف رحمه الله هنا من اعمالهم انهم حفظة يكتبون مال العباد كما قال تعالى ان وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. لا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم. اي لا يسقط شيء مما كتبوا والله تعالى بما يكتبون محيط. كما قال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. قال تعالى انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وكما قال ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فالله مطلع عليهم وعلى ما يكتبون. وكل شيء فعلوه في الزبر وكل وكبير مستقر اي مكتوب فان الله تعالى لا يخفى عليه شيء من شأن عبادهم وقد وكل ملكة ملائكة يكتبون كل ما يكون من من من احوال العباد. وقد قال تعالى ويرسل عليكم حفظة. وقال تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ والحفظ هنا والتسكير وايضا الحفظ هنا هو وقاية الانسان مما لم يقدره الله تعالى عليه كما قال تعالى له معقبات من بين يديه ومن يحفظونه من امر الله قال رحمه الله ان الملك وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه. هذا ثاني ما ذكره رحمه الله من اعمال الملائكة. ان منهم من يقبض ارواح بني ادم وهذا الملك آآ ذكره الله تعالى في كتابه قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. وقال تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم. وهذا يدل على ان الذين يتوفون الناس اكثر من ملك لانه قال تعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم الجواب عن هذا الذي قد يتوهم منه تعارض ان الله اخبر عن ملك واحد وثم ذكر انهم جماعة الذي يقبض الروح هو ملك واحد اوكل الله تعالى اليه قبض ارواح بني ادم. ولكن هذا الملك له اعوان من الملائكة آآ يأخذون هذه الروح يرفعونها الى الى الله عز وجل ان كانت من اهل النعيم او ينزعونها ويجرون عليها ما يقسم الله تعالى من العذاب ان كانت من اهل واما اسم هذا الملك فلم يثبت في شيء من السنة اسمه الملك لا دليل على انه آآ اه عزرائيل كما يسميه البعض فهذا ليس له اصل في كلام الله عز وجل ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم انما هو ملك الموت وهو ملك ومن ممن اه اه اوكل الله تعالى اليهم هذا العمل. بعد ذلك عاد الى ذكر شيء يتصل بالملائي بالرسل وهو وهو حفظ قدر الصحابة. فما يتصل بالصحابة رضيوان الله عليهم هو من تمام الايمان الرسل فان من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم اكرام صحابته ومعرفة مكانتهم ومعرفة منزلتهم فكل من قدحها في الصحابة فانه يخل بما يجب عليهم من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا سماء في وجوههم من اثر السجود ذلك مثل في التوراة ومثل في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. استدل الامام مالك رحمه الله من هذه الاية ان كل من نال الصحابة بسوء فانه مندرج في قول ليغيظ بهم الكفار. فان فيه من خصال الكفر ما يكون مندرجا في هذه الاية التي ذكر الله تعالى فيها غيظ الكفار على اصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه. يقول رحمه الله وان خير القنون وان لا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الا باحسن ذكر والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن ويظن بهم احسن المذاهب نعم هذا ما يتعلق بحق الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقد ذكر فيه جملة من المسائل من ذلك قوله رحمه الله آآ في بيان حق الصحابة قال وان يجب ان يعتقد المؤمن ان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اصحابه وامنوا به اي رأوه مؤمنين به صلى الله عليه وسلم. ثم الذين يلونهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم تابعوا التابعين. ثم قال وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون وهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في خلافات ترتيبهم في المنزلة كترتيبهم في الخلافة يقر اهل السنة والجماعة لهم جميعا بالفضل ويقدمون ويقدمونهم في ترتيب على نحو ما اه اجمعت عليه الامة وسار عليه سلفها من تقديم ابي بكر مع عمر ثم عثمان ثم علي الله تعالى عنه ويحفظون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ان يذكروا بسوء ولذلك قال والا يذكر احد من اصحابه من صحابة رسول الله الا باحسن ذكر هذا الواجب في حقهم جميعا والامساك عما شجر بينهم يعني ما وقع بينهم من خلاف يجب على المؤمن ان يمسك ذلك وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب. فلا يظن فيهم سوءا ولا شرا ولا يجوز ان يلصق بهم آآ ما تتوهمه العقول من من ظلم او جور ولا يثبت لهم العصمة لكن يمسك عما بينهم من خلاف ويلتمس لهم احسن المخارج ويظن فيهم احسن الظنون. فهذا حقهم رظي الله تعالى عنهم. بعد ذكر جملة مما يعتقده اهل السنة والجماعة مما يتحقق بهم اجتماع. فقال والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم. نعم والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واقتفاء اثارهم والاستغفار لهم وترك المراء والجدال في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا. اي من حقوق آآ التي يجب على المؤمن ان يعتقدها وان يعمل بها. ان يطيع لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم. وذاك ان انه لا يمكن ان تتحقق الجماعة التي يوصف بها اهل السنة والجماعة الا بالاجتماع على ولاة الامر. وقد اكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة وبين ان الاجتماع على ولاة الامر مما ينتظم به حال الناس وينالون به خيرا عظيما حتى مع قصور ولاة الامر. قال صلى الله عليه وسلم من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر فليصبر عليه. من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه من فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة الجاهلية وقد جاء في حديث عوف ابن مالك قيل يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ يعني عندما نرى شيئا نكرهه فقال النبي صلى الله عليه لا ما اقاموا فيكم الصلاة. واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة. ولذلك لا تتحقق الرحمة والالفة في المجتمع الا بهذا المعنى. قال ولا تدعوا عليهم ولا ندعوا عليهم اي من طريق اهل السنة والجماعة انهم لا يدعون على ولاتهم بل يدعون لهم بخير لان الدعاء لهم ليس لذواتهم فقط بل المصلحة فيه لذواتهم ولعموم الامة ولهذا يقول الامام الامام احمد وغيره لو ان لي دعوة مجابة لجعلتها للامام لان بصلاحه تصلح الامة. قال رحمه الله وعلمائهم واتباع السلف الصالح واتباع واتباع السلف الصالح واختفاء اثارهم والاستغفار لهم. اي مما ينبغي ان للمؤمن ان ان يحقق هذه المعاني التي يتحقق بها الاجتماع واعلم ان ترك آآ الطعن في العلماء وفي الولاة مما يصلح به حال الناس. ولهذا الان الذين ينالون من الامة تفريقا وافسادا سواء كانوا من التكفيريين بشتى اصنافهم او من المبتدعين المعروفين من الرافضة وغيرهم الى اي شيء يعمدون في تفريق الامة وتشتيتها الى امرين اسقاط مكانة العلماء والطعن في الولاة. واعلم انه اذا سقطت مكانة العلماء. فانه لا يستطيع الناس ان يرجعوا الى من ما من يتخذونهم ائمة يهتدون بهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض هذا العلم من لا ينتزع هذا العلم من الناس انتزاعا انما يقبضه بقبض العلماء فاذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا وهذا هو الذي يسعى اليه من يسقط مكانة العلماء سواء من المفسدين الذين يدعون الى التغريب او من المفسدين الذين يدعون الى التكفير والتفجير او من الذين آآ يطعنون في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينالون منهم من الرافضة وغيرها. كل هؤلاء يجتمعون في هدف واحد وهو اسقاط مكانة العلماء. والطعن في الولاة لان بهما تتحقق المقاصد لكل من اراد ان يصيب الامة بسوء او مقتل. ولهذا ينبغي للانسان ان يستشعر مثل هذه المعاني ويتركها ديانة. وان يتعبد الله تعالى بحفظ لسانه عن ولاة الامور وعن العلماء وان يحفظ مكانتهم هذا لا يعني انهم معصومون ولا يعني انهم لا يخطئون لكن شتان بين من يصوب خطأ ويناصح فالمؤمنون اولياء بعضهم اولياء بعض كما قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله وبين من يطعن الامة في علمائها لاسقاط العلماء او يتكلم في الولاة ليفرق الناس ويوقع الشر بينهم ومما ينبغي ان يعلم ان من طريق اهل السنة والجماعة ترك المراء والجدال في الدين. والمراء والجدال في الدين المقصود به المماراة التي لا يتحقق بها باطل ولا يظهر بها حق بل التي هي لاشاعة الشر ونشر الفرقة بين اهل الاسلام وادخال على الناس هذا مما يذم اما المراء لاقامة الحق او المجادلة بالتي هي احسن لبيان الهدى فذاك مما امر الله تعالى به في قوله وجادلهم وجادلهم بالتي هي احسن وقوله وقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراءة ولو كان محقا هذا عندما يكون المراء غير محق لهدى ولا اه خير اما اذا كان محققا للهدى والخير فانه لا يترك بل هو مما امر الله تعالى به في قوله وجادلهم بالتي هي وقال ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن. اما الجدال بالباطل فهذا مما ذم الله تعالى آآ في كتابه قوله ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. هذا هو الجدال المذموم. ثم قال رحمه الله وترك وترك وترك كل ما احدثه المحدثون وصلى الله اي من طريق اهل السنة والجماعة ترك كل ما احدثه المحدثون في اصول الدين وفي العمل فان ذلك مما يفضي الى الشر والفساد فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وقد قال صلى الله عليه وسلم وكل بدعة. ثم قال المصنف بعد ان انتهى من ذكر ما ذكر من مسائل الاعتقاد قال وصلى الله على سيدنا محمد نبي وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد هكذا استعرظنا ما يسر الله تعالى من آآ هذه العقيدة المباركة وهذه مقدمة النافعة واسأل الله اسأل الله والله العظيم رب العرش الكريم ان يغفر لمؤلفها وان يجعله في جنات النعيم وان يتبعنا اثر السلف الصالحين وان يحشرنا في زمرة عباده المتقين وان ينصرنا على المعتدين. اللهم انصرنا ولا تنصر علينا. اللهم انصرنا ولا تنصر علينا. اللهم انصرنا على من بغى علينا. اللهم اثرنا. ولا تؤثر علينا. اللهم من اراد بلاد الحرمين بسوء فاجعل سوءه في نحره واجعل دائرة السوء عليه. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد