وزيد بعد رب والكافي فكف وقد يليهما وجر لم يكف يقول ان ماء قد تزاد بعد خمسة احرف من حروف الجر وهي من وعن والباء و الكاف هو رباء وحكمها يختلف طيب ثم بعد ذلك يتكلم ايضا على استعمالات حروف الجر فيتكلم على زيادة ما بعد بعض حروف الجر فيقول وبعد من وعن وباء زيد ماء فلم يعق عن عمل قد علم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم بهذه الليلة ليلة الاثنين اخر ليلة في ذي الحجة او اول ليلة في محرم من سنة احدى وثلاثين واربع مئة والف في الجامع الراجحي في حي الجزيرة في مدينة الرياض لنعقد الدرس الذي يتم الستين من دروس شرح الفية ابن مالك عليه رحمة الله تعالى ولا زال الكلام موصولا يا اخوان على حروف الجر فقد ذكرنا ان ابن مالك ذكر في هذا الباب عن حروف الجر ثلاث مسائل الاولى اقسامها والثانية معانيها والثالثة استعمالاتها وانتهينا من الكلام على اقسامها ولا زلنا في الكلام على معانيها بدأ بالكلام على معاني من ثم ذكر حروفا اخرى ومعانيها والليلة ان شاء الله نكمل ما بقي من معاني حروف الجر وانا ادخل ان شاء الله تعالى الى ما تيسر من الكلام على استعمالاتها فقال رحمه الله تعالى على للاستعلاء ومعنى في وعن بان تجاوزا على من قد فطن وقد تجي موضع بعد وعلى كما علا موضع عن قد جعل كبر بكافل وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد واستعمل اسما وكذا عن وعلا من اجل ذا عليهما من دخلا ومز ومنذ اثنان حيث رفعا او اولي الفعل فجئت مذعا وان يجرا في مضي فكمل هما وفي الحضور معنى في استبن وبعد من وعن وباء زيد ماء فلم يعق عن عمل قد علم وزيد بعد رب والكافي فكف وقد يليهما وجر لم يكف السلام وقوله رحمه الله تعالى على للاستعلاء ومعنى قيل وعن ذكر في هذا الشرط ذكر في هذا الشطر معاني حرف الجر على فذكر لعلى ثلاثة معاني الاول الاستعلاء والثاني ان تكون بمعنى في والثالث ان تكون بمعنى عن فالمعنى الاول ان تكون للاستعلاء والمراد بالاستعلاء الدلالة على العلو وهذا المعنى هو اصل معاني على واكثرها استعمالا ولا يذكر البصريون لعلى غير هذا المعنى والاستعلاء او العلو قد يكون حقيقيا كقولك زيد على السطح او الكتاب على المنضدة وكقوله تعالى وعليها وعلى الفلك تحملون وقد يكون الاستعلاء غير حقيقي كقوله تعالى فضلنا بعضهم على بعض و قوله ولهم علي ذنب وقوله او اجد على النار هدى وفي قوله عن رسولنا عليه الصلاة والسلام وانك لعلى خلق عظيم فكل هذه الشواهد فيها علا للاستعلاء اما استعلاء حقيقيا او مجازيا المعنى الثاني لي على ان تكون بمعنى في اي ان تكون للظرفية مثلوا لذلك بقوله عز وجل عن نبيه موسى عليه وعلى نبيه الصلاة والسلام ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها قالوا اي في حين غفلة من اهلها وكذلك قوله عز وجل واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان قالوا المعنى في ملكي سليمان اي في زمن ملك سليمان والله اعلم بمراده المعنى الثالث ان تكون على بمعنى عن كقول الشاعر اذا رظيت علي بنو قصير لامر الله اعجبني رظاها اي اذا رضيت عني وقد لقد ذكرنا من قبل ان هذه الحروف حروف الجر لا يثبت لها البصريون الا معنى واحد ويجعلون المعاني الاخرى معاني بلاغية وليست معاني حقيقية ويأخذ بقولهم اهل البلاغة وكثير من اهل التحقيق ويرى كثير من الكوفيين ويتبعهم كثير من المتأخرين ان هذه الحروف كما ذكر ابن مالك ان على معناها الاصلي والاكثر الاستعلاء وقد تكون بمعنى فيه وقد تكون بمعنى على فظاهر هذا الكلام ان قوله عز وجل ودخل المدينة على حين غفلة كقولنا ودخل المدينة في في حين غفلة والبصريون يقولون هناك فرق بين الجملتين بين قولنا دخل على حين غفلة ودخل في حين غفلة و يجعلون الاية ابلغ بالمعنى الذي قصدت اليه من قولنا في حين غفلة وشرحنا ذلك في مواضع كثيرة وقولهم يتضح في شواهد اكثر منه في شواهد اخرى وكما ذكرنا مثلا في قوله تعالى عن فرعون وسحرته الذين امنوا ولاصلبنكم في جذوع النخل فقال هؤلاء ان فيه بمعنى علاء فقوله ولاصلبنكم في جذوع النخل لقولنا ولاصلبنكم على جذوع النخل لان التصليب انما يكون على الجذع ولا يكون فيه وقال البصريون ان هذا الحرف على حقيقته يعني انه للدلالة على الظرفية وليس بمعنى الا على معنى التظمين يعني ولا معنى الاية والله اعلم على قولهم هذا ولاصلبنكم في جذوع النخل اي ولاصلبنكم على جذوع النخل وابالغ في ذلك حتى كأني ادخلكم فيها اذا فعلى وفي كلاهما المقصود بالاية اما على فدل عليه لاصلبنكم واما المبالغة في التصليب حتى كانه يدخلهم فيدل على ذلك فيه فبدل ما يستطرد ويقول الكلام وينص على الفعلين والحرفين لاصلبنكم عليها حتى ادخلكم فيها تكتفي العرب بذكر احد الفعلين فيدل على حرفه المحذوف يكتفون بالحرف الاخر فيدل على فعله المحذوف وهذا المراد بالتظمين تظليل ان الكلام يقوم على ارادة فعليه فيحذف احدى الفعلين بدلالة الحرف عليه الحرف المذكور ويحذف الحرف الثاني اللي قالت الفعل المذكور ومثلنا على ذلك بامثلة اخرى في قوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله وعلى قول هؤلاء ان يشربوا بها عباد الله كقولنا يشرب منها عباد الله لان الشرب انما يكون من العين لا يكون بها وقالوا ان الباء هنا بمعنى من وقال البصريون من تبعهم من البلاغيين والمحققين ان هذه الحروف باقية على معانيها الاصلية والمعنى والله اعلم على التظمين اي عينا يشرب منها فيرتوي بها عباد الله يشرب صرح به فدل على حرفه المحذوف يشرب منها لان الشرب انما يكون من الشيء وحذف الارتواء لجلالة حرفه المذكور لان المدح والثناء انما يكون بالالتواء ولا يكون بمجرد والشرب لان الشرب قد يحصل من المرتوي ومن غير المرتوي وانما المدح انما يقصد ويفهم عندما تنص على الباء يعني لو قال عين يشرب منها فقط لكان دالا على مجرد الشرب وليس فيه دلالة على الارتواء طيب يريد ان يذكر انهم يشربون ويرتبون ولا يريد ان يطيل الكلام لان الاطالة تنافي في كثير من الاحوال الفصاحة بلغة العرب كما تعرفون تقوم على الاختصار ما دام المعنى معروفا فمن اهم طرق الاختصار عند العرب التظليل طيب ثم قال رحمه الله نعم قبل ان تسأل اكمل عندما تعرض كثير من المحققين كابن القيم وابن تيمية لهذه المسألة اختاروا فيها قولا البصريين حتى قال ابن القيم فيما اذكر عندما تعرض لهذه المسألة قال والبصريون في ذلك هم اهل التحقيق والكوفيون في ذلك هم اهل الظاهر خذوا بالظاهر لكن البصريين اخذوا التحقيق وابن تيمية كلامه في ذلك مشهور. كلامه في ان هذا يقوم على البلاغة ليس يقوم على مجرد التناوب ان حرف ناب عن حرف ونحو ذلك بحوث وكلام طويل نعم نعم نعم الثمرة تعود الى المعنى والبلاغة هذا يدل على بلاغة القرآن انه استطاع ان يؤدي هذه المعاني الكثيرة بلفظ قصير هذا هو البلاغة عند العراق ولهذا عندما نزل القرآن وسمعته العرب فتنوا به وعرفوا انه معجز وانه بليغ ثم عندما نقول هذا الحرف قام مقام هذا الحرف يعني تقل البلاغة في ذلك وكل انسان يمكن ان يفعل ذلك يضع حرفا مكان حرف وتمشي الامور لكن لا عندما ان ما يوضع هذا الحرف الباء وكانت ظهرا تقول من الا لمعنى مقصود يفهمه العرب الفصيح عندما سمعوا هذه هذه الايات فتنوا به حتى كان بعض الكفار يسجد وهو كافر لسماعه لبعض هذه الايات من فصاحتها وبلاغتها ونعرف قصص مذكورة في السيرة من ذلك حتى يذكر عن الفرزدق انه معروف بالمجون ومع ذلك اذا سمع بعض الايات كان يسجد على طريقة العرب والقدماء فيقولون ليس هنا مكان السجود ويقول هذا سجدة الفصاحة عندما سمع قوله تعالى فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا هذه الاية تحتاج الى محاضرة لشرح الفصاحة والبلاغة التي فيها فلما فلما استيأسوا منه ما قال يأسوا خلصوا ما قال خرجوا نجيا يعني في سورة كاملة تصور وظعهم مع هذا الملك وما الذي حدث لهم ثم تصور خروجهم من المجلس وحالاتهم فلما استيأسوا منه يعني بلغ الامر يعني حاولوا حاولوا حاولوا حتى وصل الامر الى حد الاستيئاس طيب ما خرجوا خلصوا خلصوا وهم يتناجون وبعضهم نحاول مرة ثانية نرجع ماذا نرجع ماذا نقول لابينا يعني صور كل ذلك في كليمات فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا لهذا سجد الفرزاق وان كنا لا نقرر ذلك شرعا لكن اقصد ان هذه الامور اذا نوقشت وانها تؤدي الى هذا البلاغة وتبين بلاغة القرآن والعرب قديما فتنوا ببلاغة القرآن يكون بالفعل لهذه الامور التي خرجت عن ظاهر اللغة فائدة اما اذا قلنا مجرد مناوبة فقد قد كما يقول يعني من يرد قول الكوفيين يقول هذا اثبات لللغو في اللغة انه لا. تقول يشرب منها ولا يشرب بها سواء واللغو منتفعا لغة العرب نعم ابن مالك في كل كتبه يفعل ذلك يعني مذهبه ظاهر مذهبه آآ مذهب المتأخرين تقول هذه الحروف هذا الحرف يأتي بمعنى كذا وبمعنى كذا وبمعنى كذا كما فعل الان في الالفية فعلت الكتب حتى كتبه المتوسعة والتي حقق فيها مذهبه واعظمها كما قلنا شرح التسليم. تسهيلة فوائد وشرحه فعلى ذلك ايضا طيب ثم قال رحمه الله تعالى بعد ان انتهى من الكلام على معاني على ذكر معاني عن فقال لعن تجاوزا عنا من قد فطن وقد تجي موضع بعد وعلا كما علا موضع قد جعل فذكر لعن ايضا ثلاثة معان المعنى الاول المجاوزة والثاني ان تكون بمعنى بعد والثالث ان تكون بمعنى على المعنى الاول ان تكون دالة على المجاوزة ما معنى المجاوزة يعني بعد شيء اي شيء جاوزه حتى ابتعد عنه هذه المجاوزة والمجاوزة هو اصل معاني عن واكثرها استعمالا والمجاوزة تكون حقيقية وغير حقيقية فمجاوزة الحقيقة كأن تقول سرت عن البلد يعني صرت حتى تجاوزتها وكقولك رميت السهم عن القوس يعني رميته حتى تجاوزه وابتعد عنه وقد تكون المجاوزة غير حقيقية لقولك اخذت العلم عن العلماء يعني كانه تجاوزهم اليك وفي قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا وفي قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره يعني خالفوه جاوزوه ابتعدوا عنه والمعنى الثاني ان تكون بمعنى بعد ويمثلون لذلك بقوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق المعنى والله اعلم لتركبن حالا بعد حال يعني يتصرفون في الخلق انت تنتقل من حال الى حال هذا المعنى والله اعلم قالوا معنى الاية لتركبن طبقا بعد طبق اي حالا بعد هل وقوله عز وجل قالوا عما قليل ليصبحن نادمين عما اي عن ماء فعن هذه حرف الجر وما حرف زائد وما تزاد بعد عن فالمعنى والله اعلم قالوا عن قليل يعني بعد قليل ليصبحن نادمين والمعنى الثالث لعلى والمعنى الثالث لعن ان تكون بمعنى على ومثل ذلك بقوله تعالى ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه المعنى والله اعلم فانما يبخل على نفسه قالوا ومن ذلك قول الشاعر لاه ابن عمك لا افضلت في حسب عني ولا ان تديان فتغزوني فقال لا افضلت في حسب عني اي لا فضلت في حسب علي وقول ابن مالك وقد تجي موضع بعد وعلا يدل على ان هذين المعنيين لعله قليلان وهو كذلك ثم انتقل رحمه الله تعالى الى الكلام على معاني الكاف من حروف الجر فقال شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد فكم ذكر من معنى للكاف ذكر ثلاثة معان نعم المعنى الاول التشبيه والثاني التعليل والثالث الزيادة للتأثير والمعنى الاول التشبيه وهو اصل معانيها واكثرها وهو الذي يذكره البصريون كقولك زيد كالاسد وكقوله تعالى فكانت وردة كالدهان وفي قوله وله الجوار المنشآت تا الأعلام والمعنى الثاني التعليل يعني ان تكون بمعنى اللام الدالة على التعليم قالوا ومن ذلك قوله تعالى واذكروه فما هداكم قال المفسرون المعنى واذكروه لهدايته اياكم. يعني اذكروه بسبب هدايته اياكم من اجل هذا السبب فالكاف دلت على التعليل المعنى الثالث ان تكون زائدة للتأكيد التأكيد قلنا من المعاني المعتبرة في اللغة والتأكيد يراد به تأكيد المعنى المفهوم من قبل لان المعاني اما معاني مؤسسة واما معاني مؤكدة معاني المؤسسة التي لا تفهم الا باللفظ حتى يقال هذا اللفظ والمعاني المؤكدة هي المعاني التي تفهم من قبل ثم يأتي هذا اللفظ مؤكدا للمعنى المفهوم السابق بالتأكيد معنى معتبر في لغة العرب فمن ذلك قول الراجس تصير مثل بعصف مأكول فسيروا مثل كعصف مأكول قالوا الكافرون زائدا للتأكيد والمعنى فصيروا مثل عصف مأكول وكقول رؤبة يصف خيلا قال لواحق الاقراب فيها كالمقق لواحق الاقراب اي دوامر الخواصر وهذا مما تمدح به الخيل فيها كالمقى اي فيها المقق والمقق هو الطول الفاحش يقول لواحق الاقرب يعني اوامر الخواصر فيها طول فيها كالمقاق المقق هو طول الفاحش ومن ذلك ما حكاه الفراء عن بعض العرب انه قيل له كيف تصنعون الاقط والارقام معروف واللبن الجامد ويسميه بعظ الناس الان البقل كيف تصنعون الاقط وقال كهين تهينا يعني هينا فزاد الكاف للتأكيد وجعل كثير من المفسرين قوله عز وجل ليس كمثله شيء من ذلك يعني جعلوا الكهف في هذه الاية زائدة للتأكيد قالوا والمعنى ليس مثله شيء اي ليس شيء مثله وليست الكاف هنا باقية على اصلها لو كانت باقية على اصلها الدلالة على التشبيه لكان معنى الاية الظاهر ليس مثل مثله طيب وليس معنى الاية على ذلك وانما المراد نفي الشبيه والمثيل وليس المراد نفي الشبيه والمثيل عن مثله بل قالوا ان هذا المعنى قاصد لان فيه اثباتا للمثيل ثم نفي نفى ان يوجد مثل لهذا المثيل من اجل ذلك قال الجمهور ان الكافرون زائدة وهذا وبعضهم ان يؤول ذلك تأويلات اخرى فبعضهم قال ان المثل هنا مراد به الذات اي ليس كذاته شيء وبعضهم قال المراد بالمثل الصفات قالوا ليس كصفاته شيء وتأويلات اخرى لكن كل التأويلات على ان الكاف والمثل ليس على معنيهم الاصلي والجمهور على ان التأول هنا في الكاف فهي الزائدة والمثل باقي على اصلي معناه طيب قول ابن مالك وبها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيل الورد يدل على ان هذين المعنيين للكاف قليلان لان الاصل في قد مع المضارع انها تدل على القلة طيب ثم انتقل بعد ذلك تم نعم ثم يجعلون معناها التشبيه وما سوى ذلك يحملونه على البلاغة ومن البلاغة ان يأتي الحرف زائدا يعني كونه زائدا لا يجعله معنى مستقلا زائدا للتأكيد لا يجعله معنى مستقلا لان الزيادة من المعاني البلاغية ليست من المعاني الحقيقية الثابتة التي لا تعرف الا بهذا اللفظ لكنه تأكيد والتأكيد من المعاني البلاغية التي تقصد عند آآ كون المتلقي شاكا في كلامك او منكرا لكلامك او تخاف من ذلك فتؤكد كلامك فهو معنى بلاغي فقط تزيد حرفا في الكلام للتأكيد فيعود اه المعنيان الاخران الى الى البلاغة نعم يعني كانك تقول ان معنى ان قول البصريين ظاهر في بعض الحروف وقد يعني يغمض او يكون متكلفا في شواهد اخرى اذا قلنا دائما الحرف ليس له الا معنى واحد والمعنى الاخرى كلها محمولة على البلاغة ثم نبحث عن الوجه البلاغي لذلك نعم بعضهم يقول ذلك قول الكوفيين هو واظح في كثير من الشواهد لكن تتبعهم في كل الشواهد قد يكون متعبا الا انهم يقولون بذلك وهذا يحتاج الى انسان محقق وفاهم للمعنى ولكلام العرب لكي يقف على هذه الاسرار والا فان الاصل في الكلام ان يأتي على جادته يعني ان تقول شربت آآ من العصير لا تقول شربت بالعصير ما يجوز عندهم ان تقول شربت بالعصير وشربت من العصير والكوفيون يجيزون ان تقول شربت من العصير وشربت بالعصير مع ان هذا لا تقوله العرب قديما ولا حديثا اما البصير فيقولون تقول شربت من العصير وجوبا الا اذا اردت الا اذا كان متكلم فصيحا وعارفا للمعنى واراد ان يقول اني شربت وارتويت فتقول شربت بالعصير اذا كنت تريد انك شربت وارتويت اما اذا اردتها فقط ان تقول شربت فلا تقل الا شربت منه يعني يجوز ذلك اذا اردت المعنى الذي جاء في نحو هذه الاية وفي شواهد ايضا من العرب عن العرب في ذلك نعم يعني لو قلت مثلا شربت بالكأس في اشكال هنا لكن المعنى يختلف المعنى يختلف اذا قلت شربت بالكأس قلباه هنا ما معناها؟ الاستعانة لان الكأس ليس مشروبا وانما الة الشرب من ذبحته ذبحته بالسكين. هل السكين مذبوحة؟ ولا الة الذبح الة الذبح ماشي ذبحته بالسكين شربت بالكأس لكن المشروب نفسه الماء او العصير لا تقول شربت بالماء شربت بالعصير تقول شربت منه هل العين يشرب بها؟ ما شاء الله عليك ان تأخذ العين فاشرب بها طيب ما ما يحتمل ان تكون البالي الاستعانة في الاية عينا يشرب بها تشرب تشرب الماء بالعين تشرب منها حتى ترتوي بها ايه هذا المعنى والله اعلم تم بالنسبة للاشتراك وافضل من تكلم عن الاشتراك ابن تيمية كلام طويل جدا في الاشتراك وهذه المباحث ويسمونها مباحث فقه اللغة او مباحث معاني حروف الجر او نحو ذلك او الاساليب اللغوية كالشرط والاستفهام يعني بعثها اهل اصول الفقه افضل من النحويين لانها تدخل في معانيهم اما النحوي فعمله الصناعة قناعا نحوية من حيث يجوز او لا يجوز اما المعاني المترتبة على الصناعة فيدرسها البلاغيون الاصوليون فلهذا اهتموا بها لانها تدخل في علمهم اكثر من دخولها في النحو حتى قال كثير من النحويين ان الكلام على معاني حروف الجر ليس من النحو فلهذا لا يتعرظ نحن المتقدمون الا لما ما ثم تعرض له المتأخرون لشدة الاحتياج اليه فالكلام على نحو الاشتراك انقل في اصل اللغة لا اشتراك لكن كيف حدث الاشتراك ومن حدث الاشتراك بتعدد المتكلمين يعني مثلا السيف عند العرب السيف ثم قالوا المهند ثم قالوا العظم ثم قالوا الصارم الى اخره وقل هذي يعني جاءت قبيلة اخرى مثلا فسمتها بالصارم وقبل ثالثة ومجموعة سماه بالمهند ثم جاء النقلة ونقلوا كل ذلك فصار للسيف اسماء لا ان العرب في اصل وضع وظعوا للسيف اكثر من اسم ولكن الواظعين تعددوا فتعددت الاسماء فمن هنا يأتي الاشتراك نعم نعم الفتاوى نعم الم طويل في الفتاوى وهناك دراسة رسالة دكتوراة ان جهود شيخ الاسلام ابن تيمية اللغوية والنحوية في جامعة عراقية ومطبوعة الان مطبوعة يعني دراسة جيدة من تعب فيها الباحث وحقق كثيرا من المسائل طيب لا اله الا الله الى هنا يكون امامنا ابن مالك رحمه الله تعالى استنفذ ما اراد ان يقوله في معاني حروف الجر وان لم يستوفها ولكنه ذكر اكثرها لينتقل الى المسألة الثالثة وهي الاخيرة في كلامه على حروف الجر قلنا الاولى اقسام حروف الجر انتهينا منها والثانية معاني حروف الجر انتهينا منها والثالثة استعمالاته حروف الجر وقال في ذلك بعد ان انتهى من معاني الكاف قال واستعمل اسما وكذا عن وعلا من اجل ذا عليهما من دخل يقول رحمه الله تعالى ان العرب استعملت الكاف وكذلك استعملت على وعن اسماء استعملتها اسماء يعني جعلت هذه الكلمات الكاف وعن وعلى اسماء ما معنى استعملتها اسماء؟ جعلتها اسماء يعني عاملتها معاملة الاسماء ووضعوها في مواضع الاسماء. يعني اوقعوها فاعلا واوقعوها مفعولا به وادخلوا عليها حروف الجر ونحو ذلك من خصائص الاسماء لان الفاعل مثلا لا يكون الا اسما والمفعول به في اصله لا يكون الا اسما وحروف الجر كما عرفنا لا تدخل الا على الاسماء فهذا معنى هذا البيت فمثال وقوع الكافر اسما قول الشاعر اتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل اتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن لانها فعل واين الفاعل الناهي ذوي شططنا المفعول به هذا المنهي طب لو الشطط ما الذي ينهاهم قطعني قطعني ولن ينهى ذوي شطط كالطعن كالطعن هو الفاعل فجعل الكاف فاعلا بمعنى مثل الطعن يعني لو قال مثل فاوقع مثل فاعلا لم يكن هناك اشكال لان كلمة مثل اسم وتقع فاعلا لكنه اوقع الفاعل هنا الكاف لانها في معنى مثل فكيف نعرب حينئذ ينهى فعل مضارع وذوي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء وهو مضاف شدد مضاف اليه كالطعن الكاف الكاف فاعل في محل رفع مبني على الفتح وهو مضاف والطعن مضاف اليه جعلنا الكاف فاعلا وهو من خصائص الاسماء وجعلناه مضافا مع ان الاظافة ايضا من خصائص الاسماء ومن ذلك قول الشاعر وما قتل الاحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليد وما قتل الاحرار كالعفو يعني مثل العفو فقتل فعل ماض والاحرار مقتول مفعول وكالعفو فاعل اعرابها كالبيت السابق ومن ذلك قول العجاج والعجاج والد من والد رؤبة وهما اشهر راجزين عند العرب العجاج وابنه رؤبة وهم من افصح الفصحاء واكثر النحو على النقل عنهما ولهما ديوانان مطبوعان. وسعرهما كله رجس يعني ما في قصيدة غان العجاج بيض ثلاث كنعاج جمي يضحكن عن كالبرد المنهم فقال يضحكن عن كالبردي عنك البرد فادخل حرف الجر عن على الكاف لانه جعلها اسما بمعنى مثل يعني عن مثلي البرد الاعراب عن حرف جر والكاف اسم في محل جر وهو مضاف والبرد مضاف اليه ومن ذلك من وقوع الكاف اثما قول امرئ القيس عن فرس قال بكبن الماء ورحنا بكبن الماء يجلب وسطنا تصوب فيه العين طورا وترتقي رحنا اي رجعنا ارض جر تبني يعني بمثل ابن الماء يعني بابن الماء الغرنوق فرس يصفه كالغرم قمعت في لونه او في سرعته او قال ورحنا بكبن الماء فادخل الباء على الكاف لانه جعلها اسما طيب وقوله يجلب وسطنا يجلب اي يدور في الجنبات وسطنا ظرف للدوران وقال الاخفش والمراد به عند الاطلاق هو الاخفش الاوسط سعيد بن مسعدة المجدي ابويه قال من ذلك اي من ايقاع الكاف اسما قوله تعالى اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير تنفخ فيه فيكون طيرا باذن الله اخلق فعل والفاعل مستتر تقديره انا والمخلوق المفعول تخلق ماذا ايه اين المفعول المخلوق اخلق كهيئتي اني اخلق لكم من الطين كهيئة كهيئة الطير فاوقع الكاف هنا مفعولا لانه جعله المخلوق والمفعول انما يكون اسما في اصله فهذا هو عراب الاخفاشي. وقال الجمهور ان المفعول هنا محذوف وقوله كهيئة صفة له والمعنى والله اعلم اني اخلق لكم من الطين هيئة كهيئة الطير طيب هذا ما يتعلق بوقوع الكاف اسما قلنا ومما يقع اثما ايضا على فمن وقوعي على اثما قول الشاعر غدت من عليه بعدما تم ضمؤها تصل وعن قيظ بزيزاء مجهلي يصف طيرا وقد رجنت على بيضها وتخلف عنها صاحبها حتى تعبت فصبرت مقاومة حتى بلغ منها الظمأ كل مبلغ بعدما تم ضمؤها فعندما تم ضمؤها ماذا فعلت غداة من عليه يعني قامت وذهبت من عليه يعني من فوقه فادخل من على على لن عليه لانه جعل على اسما بمعنى فوق من عليه فمن حرف جر وعلى اسم في محل جر مبني على السكون طيب ما اعراب الهاء في قوله عليه نعم مضاف اليه مضاف اليه لان على هنا اسم وليس حرف جر لتقول ان الهاء في اسم في محل يلا واضح طيب ومثال وقوع عن اسما قول الشاعر ولقد اراني للرماح رديئة ولقد اراني للرماح بريئة من عن يميني مرة وامامي بريئة الذي الشيء الذي ينصب ليكون هدفا للرماح ونحوها مما يرمى يقول صرت لها مثل الدريئة فهي تمر من عن يميني تارة وامامي من عن يميني ادخل من عن عن ادخل من على عن لانه جعل عن اسما بمعنى جانب من جانب يميني طيب ومن ذلك قول القطامي فقلت للركب لما ان علا بهم من عن يمين الحبية نظرة قبلوا فقلت للركب لما انعلى بهم من عن يمين المحيا نظرة قبلوا اي من جانب يمين الحبياء الحبية موضع في الشام ونظرة فاعل لعلى يعني فقلت للركب لما علتهم نظرة لما علتهم نظرة في جانب الحبية قبلوا نظرة القبل هي النظرة الاولى. التي لم يسبقها نظرة سابقة طيب ثم انتقل بعد ذلك الى الكلام على مذ ومنذ وذكر استعمالهما ومعناهما فقال رحمه الله تعالى ومذ ومنذ اثنان حيث رفع او اولي الفعل كجئت مذدعا وان يجرا في مضي فكمن هما وفي الحضور معنى في استبن معنى في فذكر في هذين البيتين استعمال ومنذ ومعناهما فذكر رحمه الله ان ومنذ في العربية استعمالين فيستعملان اسمين ويستعملان حرفي جر يستعملان اسمين ويستعملان حرفي جر فمتى يكونان اسمين سلام عليكم السلام عليهم ما اسمك نايف لماذا تلعب يا ناس عند الباب اذهب الى اصحابك وقل لهم لا تلعبوا في المسجد اصلحك الله فمتى تكون منذ ومنذ اثنين قال ابن مالك في موضعين حيث رفع او اولي الفعل فالموضع الاول اذا جاء بعدهما اسم مرفوع والموضع الثاني اذا جاء بعدهما فعل الموضع الاول اذا جاء بعدهما اسم مرفوع كأن تقول ما رأيت زيدا مذ يومان او يوم الجمعة او منذ سنة ونحو ذلك فتكون ومنذ اسنين. لماذا قلنا انهما هنا اثنان لان بعدهما اسم مرفوع طيب ما رأيت زيدا مذ يوم ان يوم ان اسم مرفوع ومذ اسم اتفقنا على ذلك صارت جملة اسمية مبتدأ وخبر فقيل مذ مبتدأ ويومان الخبر على معنى ما رأيت زيدا مدة عدم رؤية اياه يومان وقيل العكس اي ذ خبر مقدم ويومان مبتدأ مؤخر والمعنى ما رأيت زيدا اليوم ان مدة عدم رؤيتي اياه فهما قولان والذي دعا الى القول الثاني ان يومان مبتدأ ومذ خبر ان نمذ هنا تدل على الظرف فيها دلالة على الظرف والذي يقع ظرفا مبتدأ من خبر الخبر كقولك العيد الليلة والسفر غدا طيب والموضع الثاني الذي تقع فيه ومنذ اثنين قلنا اذا جاء بعدهما فعل اذا جاء بعدهما فعل كأن تقول ما جئت زيدا منذ عاد او جئتك مذ دعوتني فمذ هنا اسم لماذا قلنا انها اسم لانه وقع بعدها فعل والفعل لابد له منه فاعل بعده اذا ما الذي وقع بعد مذ مفرد او جملة ها جملة فعلية فماذا يكون الاعراب؟ اعراب وود حينئذ جئت دعوت ومن ماله يقول فجئت مجزعا دعاء فعل وفاعله مستتر وموظف زمان يعني جئت في هذا الوقت جئت في هذا الوقت ومن ذلك قول الفرزدق مادحا ما زال منذ عقدت يداه ازاره فسما فادرك خمسة الاشبار ما زال مذ عقدت يداه ازاره يعني منذ ان ميز واستطاع ان يحزم عليه ازاره فسما منذ ذلك الحين وهو تامن فسما فادرك خمسة الاشبار يعني القبر يعني منذ ان ميز الى ان دخل القبر وهو سام عالم طيب الشاهد قوله مذ عقدت فعقدت فعل والفاعل يداه والمفعول المعقود ازاره ومد ظروف زمان لعقدته والاستعمال الثاني لمولد ومنذ ان يكون حرفي جر متى يكونان حرف الجر اذا جاء بعدهما اسم مجرور كقولك ما رأيته منذ يومين او ما رأيته منذ شهر فمنذ حرف جر ويومين اسم مجرور بمنذ علامة جره الياء طيب ما معنى منذ ومنذ حينئذ منذ يوم نوعه حرف جر عمله الجر لكن معناه الابتداء يعني بمعنى من دائما لا لا طيب قلنا ان معنى منذ ومذ يتحدد بزمن مجرورها فاذا كان مجرورها معرفة حاضرا فهي بمعنى اذا كان مجرورها معرفة حاضرا يعني في زمان التكلم وهي على معنى فيه كأن تقول ما رأيت زيدا منذ يومنا ما رأيت زيدا منذ يومنا يومنا وزمن التكلم في زمن واحد او هذا اليوم قبل التكلم هذا اليوم هو يوم التكلم حاضر وهو معرفة فما معنى ما رأيته منذ يوم منذ يومنا يعني ما رأيته في يومنا هذا المعنى عند العرب ومن ذلك ان تقول ما رأيته منذ شهرنا او منذ او منذ اسبوعنا يعني ما رأيته في هذا الاسبوع ما رأيته في هذا الشهر ما رأيته في هذه السنة لان المجرور معرفة وهو زمن التكلم طيب وان كان المجرور ماضيا يعني المجور زمنه قبل زمن التكلم فهو على معنى من كأن تقول وانت في يوم الاثنين تقول ما رأيت زيدا منذ يوم الجمعة وزمن التكلم يوم الاثنين ويوم الجمعة المجرور زمنه حاضر او ماضي ماضي اذا ما معنى قولك ما رأيته منذ يوم الجمعة يعني ما رأيته من يوم الجمعة وكذلك في قولك ما رأيته منذ شهر النكرة او ما رأيته منذ سنة وما رأيته منذ اسبوع يعني ما رأيته من تهر او من سنة واضحا معنا يا اخوان لاني ساسأل ما الفرق بين قولك ما رأيته منذ شهرنا وما رأيته منذ شهر وانتم كلكم اعراب الاقحاح ماذا تفهمون من قولنا ما رأيته منذ شهر يعني ما رأيته منذ ثلاثين يوما طيب وما رأيته منذ شهرنا يعني ما رأيته في شهرنا هذا الذي مضى كله او بعضه يعني لو كنا مثلا في شهر محرم نحن الان في العاشر من محرم في يوم عاشوراء وقلت لك ما رأيت زيدا منذ شهرنا يعني ما رأيته في هذا الشهر شهر محرم يعني ما رأيته منذ عشرة ايام فاذا قلت ما رأيته منذ شهر يعني ما رأيته منذ زمن شهر يعني من ثلاثين يوم ولهذا فرق بين المعرف الحاضر لانه بمعنى في ما رأيته في هذا الشهر و الماضي ومن الماضي النكرة نكمل بس ثم نفتح مجال الاسئلة ومن ذلك قول زهير لمن الديار بكنة الحجر اقوينا مذ حجج ومزدهرين يعني اقوينا من حجج ومن دهر وقال امرؤ القيس قفا نبكي من ذكرى حبيب وعرفان وربع عفت اثاره منذ ازمان اي من ازمان فمنذ فمنذ كمذ الا ان الغالب على منذ ان تكون حرف جر وقد تأتي اسما والغالب انا ان تكون اسما وقد تأتي ارفع يلا سلة تفضل ايهما ابلغ لا لا تحظرني اجابة الان لكن الاختلاف المعنى هو الذي ذكرته لك اذا قلتها منذ يومين يعني ما رأيته من يومين الى الان فما رأيته منذ يومان او ما رأيته منذ يومان يعني ما رأيته مدة عدم رؤيتي يومان فمعنى الاجمالي واحد لكن ايهما آآ يعني ما الفرق الدقيق بينهما؟ لا يحضر لذلك فان زيدت ما بعد من وعن والباء فانها لا تكفها عن عمل الجر بل تبقى حروف جر عاملة لقوله تعالى مما خطيئاتهم اغرقوا مما اي من ما والمعنى والله اعلم من خطيئاتهم اغرقوا من هنا حرف جر لكن ما معناه؟ درسنا معانيه من ها ابتدائية او سببية او ظرفية سببية يعني بسبب خطاياهم فمن حرف جر عامل لم يكف عن عمله ماء حرف زائد وخطيئاتي اسم مجرور بمن ومن ذلك قوله تعالى اما قليل ليصبحن نادمين عما اي عن ما قليل فما زائداه ولم تكف عن عن الجر والمعنى عن قليل ليصبحن نادمين وعرفنا ان الحروف الزائدة كلها معانيها التوكيد ومن ذلك قوله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم برحمة من الله نمت لهم. قال بما رحمة من الله لنت لهم المعنى والله اعلم برحمة من الله لنت لهم ثم زيدت ما فلم تكف الباء عن العمل ومن ذلك قوله تعالى فبما نقضهم ميثاقهم اي بنقضهم ميثاقهم فزيادة ما بعد هذه الاحرف زيادة قياسية مطردة للدلالة على التأكيد اذا فاذا زيدت ماء بعد من وعن والباء فانها لا تكفها عن العمل واذا زيدت ماء بعد الكاف ورب يجوز فيهما حينئذ ان يكفى عن العمل وهذا هو الاكثر ويجوز ان يعملا وهذا جائز قليل يجوز فيهما ان يكفى عن العمل فيصيران حرفي جر مكفوفين فلا يعملان وما حرف زائد كاف طيب ويجوز ان يعمل فيبقى حرفي جر عاملين وما زائدة غير كافة فمن الكف وهو الاكثر قول الشاعر اجيا واعلم انني وابا حميد كما النشوان والرجل الحليم اريد حذاءه ويريد قتلي واعلم انه عبد لئيم فان الحمر من شر المطايا كما الحبطات شر بني تميم فهنا قال كما النشوان اي كالنشواني فلو لم يأت بماء لوجب ان يقول كالنشواني فلما جاء بماء جاز له ان يقول فالنشوان وهذا الاكثر وجاز ان يقول النشواني فكما النشواني فان قال كما النشوان فالكاف جارة وما زائدة والنشوال اسم مجرور. النشوان يعني السكران وان قال كما النسوان طنكاف مكفوفة عن العمل وما زائد كافة والنشوان مبتدأ وخبره محذوف يعني كما النشوان هو ومن ذلك ايضا قوله كما الحبطات شر بني تميم فالكاف مكفوف وما حرف الزائد الحبطات شر بني تميم. الحبيطات مبتدأ وشر خضر خذ الخبر مصرح به وهنا يجب ان يكف عن العمل. لانه ادخلها على جملة ادخلها على جملة اسمية ونعرف ان حروف الجر يا اخوان تدخل على ماذا لا تدخل الا على الاسماء ما تدخل على الافعال ولا الحروف ولا الجمل اسمية وفعلية ولا شبه الجمل خصائص الاسماء دخلت على جملة اسمية الحبطات شر بني تميم ها لان عملها كف وابطل وازيل بماء فما كفتها يعني كفتها عن العمل وكفتها عن الاختصاص بالاسم وقلنا مثل ذلك فان واخواتها اذا اتصلت بماء لو قلت فان زيدا قائم طب ادخل ماء تقول انما انما زيد قائم فدخلت انما على زيد على اسم جملة اسمية زاد قائم طب انما انما قام زيد صح ذلك كيف ادخلت؟ اما على فعل لان ما كفتها ما معنى كفتها يعني كفتها عن العمل وكفاتها عن الاختصاص ب الجملة الاسمية طيب بملحوظة في الابيات يقول كمن نشوان والرجل الحليم واعلم انه عبد لئيم كمنحبطات شر بني تميم ها اختلفت حركة الروي وفي البيت الاول والثاني الضم فما النسوان والرجل حليم واعلم انه عبد لئيم. وفي الثالث كما الحابطات شر بني تميمي هذا عيب من علوم الشعر الشعر ماذا يسمى يسمى في علم العروض والقافية يسمى الاقواء الاطواء هو اختلاف حركات الروي وهذا قد يقع عند بعض الشعراء المتقدمين وهو من اشد العيوب وبذلك قول الشاعر ربما الجامل المؤبد فيهم وعناجيج بينهن المهار رب حرف جر ودخلت عليها ماء فكفتها عن العمل فقيل ربما جاملوا نعم ولو لم تدخل عليها رب لوجب ان يقول رب كامل فيجر ربما الجامل المؤبد فيهم فاخبر عن الجامل المؤذن بانه فيهم الجامل مبتدأ وفيهم الخبر الجامل يعني القطيع من الجمال والمؤبا يعني المهيأ للقنية والاقتناء والعناجيد جمع جوج وهو الخيل الجيد. والنهار جمع مهر وهو معروف ولد الفرس ومن ذلك قول الشاعر اخ ماجد لم يخزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه فسيف عمرو مبتدأ واخبر عنه بانه لم تخنه مضاربه فالكاف هنا دخلت على اسم ام على جملة اسمية جملة في اسمية ما الذي جوز ذلك كون الكاف مكفوفا عن العمل وعن الاختصاص بالاسم هذا هو الكثير فيها وهو الكف واما اعمالها مع زيادة ما بعدها فهو قليل جائز فلك ان تقول في البيت السابق واعلم انني وابا حميد كما النسواني والرجل الحليم ومن ذلك قول الشاعر ماوية يا رب كما غارت شعواء كاللذعة بالمسم ماوية اي يا ماوية زوجته ترخم قال ماوية يا ربة ماء اوروبا فيها لغات من لغاتها ربتان ربة ماء فادخل ماء زاد ماء بعد ربى ربما غارة جر بها ام لم يجر جر الغارة هي الحرب السريعة الدعوة المنتشرة منتشرة كاللذعة بالميسم تنبه هذه الغارة بسرعتها كانها لذعة بالميسم وهذي من اجمل التشبيهات وقال الشاعر وننصر مولانا ونعلم انه كما الناس مد روم عليه وجارموه شعر قال كما الناس مجروم عليه وجارمه كما الناس جر ان كيف يلا ولو كف لجاز فكان يقول كما الناس ومن ذلك قول الشاعر ربما ضربة بسيف ثقيل بين بصرى وطعنة النجلاء فقال ربما وزاد ماء مع حرف الجر ربا ومع ذلك ابقى عمله فقال ضربتين هذا ما تيسر شرحه باستعمالات حروف الجر ليبقى الكلام على مسألة واحدة بحروف الجر وهي اعمال حروف الجر وهي محذوفة نرجئها ان شاء الله الى الدرس القادم ومع الابتداء ايضا بالكلام على باب الاضافة كان هناك من سؤال او نذكر بعض الفوائد واللطائف القائمة على ما تم شرحه من قبل مما ذكرناه في الدرس الماضي ان الباء قد تأتي للدلالة على البدالية كقوله عليه الصلاة والسلام عن امنا عائشة رضي الله عنها ما يسرني بها تمر النعم اي ما يسرني بدلها حمر نعم امر فعل وهو جمع مفرده مفردة حمراء نعم فعلى وافعال يجمعان على فعل حمراء وحمراء وحمراء فهن تمر وصفر وخضر والمراد بحمر النعم النوق الحمر وهن انفس اموال العرب وقد يخطئ بعض المتكلمين في قراءة الحديث ونحوه فيقولون حمر النعم تمر بضم الميم والحمر فعل وهو جمع مفرده قمار حمار مفردة وجمعه تمر واحمره وحمير وحمور وحمرات ومحموراء كل ذلك جمع لحمار والمعنى لا شك انه ينعكس ويفسد افظل وانفس اموال الابل صارت الحمير طيب فان قلت قرأنا في هذا الدرس قول الشاعر في زيادة ما بعد بعد حروف الجر فان الحمر من شر المطايا كما الحبطات شر شر بني تميم فقال فان الحمر من شر المطايا يريد بالحمر الحمير ام ان نوق الحمر تريد الحميث يعني يريد الحمر الا انه سكن الميم لضرورة الشعر وفي الحديث قوله عليه الصلاة والسلام نعم لا لان المعنى واضح بقوله من شر المطايا والحمر من خير المطايا عند العرب فمفهوم انه يريد الحمر لكنه سكن للظرورة طيب وفي الحديث قال نعم والنعم مفرد الانعام قال المرقش الاكبر وهناك منقشون اخرون من الشعراء قال لا يبعد الله التلذب والغارات اذ قال الخميس نعم الخميس والجيش والغارات الحروب السريعة والتلبب لباس الحروب يقول لا يبعد الله هذه الامور اذا قال الجيش ماذا قال نعم ما معنى نعم في البيت ها ابن اه الزمخشري ذكر الميت في كتابه المفصل في العربية شاهدا على حذف المبتدأ فذكر ابن هشام في مغني اللبيب ان بعض مشايخ القراء اعرب نعم في هذا البيت بتلميذه بان الحرف جواب نعم عكس لا ثم بحثوا عن الشاهد فلم يجدوه في البيت اين الشاهد؟ اين المنفذ المحذوف والصواب ان نعم هنا مفرد انعام يعني اذا قال الخميس هذه نعم فاضيروا عليها طيب ومما قرأناه في هذا الدرس قول الشاعر لاه ابن عمك لا افضأت في حسب عني ولا انت ديان فتغزوني هذا البيت لي آآ ابي الاصبع العدواني بقصيدة جميلة له ذو نية يقول في اولها يا من لقلب طويل الهم محزون امسى تذكر ريا ام هارون ومنها ابيات مشهورة كقوله فاني ابي ابي ذو محافظة وابن ابي من ابيين وقوله لاهي ابن عمك لا هي اي لله ثم حذف حرف الجر ثم حذف اللام من لفظ الجلالة فصارت لا هي وهذا جائز في مثل هذا الاسلوب فان لفظ الجلالة الله كما تكلمنا في درس سابق الله اصله اله كتبت منه الهمزة فصار لا ثم ادخلت ال والزمت فصار الله ثم فخمت الالف تعظيما فصار الله فاذا حذفنا ال فانه سيذهب بعد ذلك الى لا وجاء في قراءة شاذة وهو الذي في السماء لاه وفي الارظ لا ما معنى لاهي ابن عمك اي لله ابن عمك يريد لله در ابن عمك نريد بذلك نفسه لانه كان يتكلم مع ابن عمه الذي خذله فقل لله در ابن عمك الذي هو انا اما انت فلا افضلت في حسب عني ولا انت ديان فتغزوني ومما قرأناه في هذا الدرس قول الشاعر اتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل هذا البيت من قصيدة للاعشاء الكبير لان الاعشين كثيرون مميزة بالاعشى الاكبر وهو ميمون ابن القيس واذا قيل الاعشى على الاطلاق فالمراد به الاعشى الاكبر من المؤذن ابن قيس وهذا البيت من قصيدة جميلة مشهورة له يقول في اولها ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل وهذه القصيدة لجمالها عدها كثير من الادباء من المعلقات وجعلوا المعلقات عشرا السبع المشهورة المعروفة وزادوا عليها ثلاثا منها لا نية الاعشاء فهذا ما تيسر ذكره وشرحه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين