بعد ذلك يقول رحمه الله ومن ذاك اي من علامات صحة قلبه وسلامة فؤاده احساس المحب لقلبه بضرب وتحريك الى الله دائما. اي من دلائل صحة القلب من دلائل سلامة الفؤاد ومن دلائل وقاية القلب مما يكون من اسباب الهلاك او المرض ان ينجذب القلب الى الله عز وجل ان يتحرك القلب رغبة فيما عند الله. هذا معنى قولي رحمه الله احساس المحب لقلبه بضرب بضرب اي بحركة واضطراب الى ان يصل الى مبتغاه ولماذا اظاف الحركة للقلب لان القلب هو السائر الى الله جل في علاه فالسير الحقيقي سير القلوب لا سير الابدان. السير الحقيقي سير القلوب لا سير الابدان فالابدان تتبع القلب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. وانما يكون صلاح القلب باقباله على ربه فاذا تحرك القلب نحو الله عز وجل بالطاعة والاحسان والقيام حقوق الرحمن جل في علاه انقاد انقادت الجوارح ولا بد الا ان يكون هناك عجز واذا كان هناك عجز بلغ الانسان الاجر والثواب ولو لم يعمل قال الله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فالله عز وجل بلغه مبتغاه لما حال دونه ودون ما يبتغي حائل خارج عن اختياره وهو الموت وكما جاء في حديث انس وفي حديث جابر في خبر الذين تخلفوا عن غزوة آآ تبوك غزوة ذات العسرة لاجل العذر قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولقطعتم واديا الا شاركوكم في الاجر قالوا وهم في المدينة يا رسول الله؟ قال وهم في المدينة حبسهم العذر. وفي رواية حبسهم المرض. فهؤلاء بلغوا ما بلغوا من الاجر والثواب والفظل بما فتح الله تعالى عليهم من النية الصالحة والعزيمة الصادقة والرغبة الجازمة في ادراك طاعة الله عز وجل لكن عاجزوا عن ذلك بابدانهم فبلغهم الله امالهم وادركوا ما يأملونها من الاجور بما قام في قلوبهم من صحة الاقبال على الله عز وجل. هذا ما فهم من كلام المؤلف رحمه الله في قوله ومن ذاك احساس محب لقلبه بضرب وتحريك الى الله اي في السير اليه والسير الى الله عز وجل الناس فيه متفاوتون اشار الى ذلك الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابي هريرة من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب اليه ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة فالناس متفاوتون في السعي الى الله عز وجل وكلما حفز الانسان نفسه في طاعة الله عز وجل ادرك من الاقبال من ربه ما يكون عونا له على المزيد ولهذا اهل الطاعة لما يجدونه من بهجة الطاعة ونعيمها تقلقهم انفسهم اذا فقدوا الطاعة وتجد منهم الما على فوات ما كان من طاعة وتجد منهم تحملا للمشاق في سبيل القيام بطاعة الله عز وجل يشير الى ذلك قول الحق جل في علاه تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. فالله عز وجل اخبر عن هؤلاء ان جنوبهم جعفر اي تبعد عن اماكن النوم لما في قلوبهم من الابتهاج بلقاء الله عز وجل لما في قلوبهم من السرور بمناجاته فلما تحرك القلب تبعه البدن فكان التجافي للجنوب تابعا لعظيم الرغبة فلا تقر جنوبهم على حال في فرشهم بل يجدون ما يقلقهم للقيام بين يدي ربهم جل في علاه وهذا من تحريك القلوب الى الله عز وجل من تحرك القلب وسفره وعظيم رغبته فيما عند الله تعالى دائما. فانجذاب فالانجذاب الى الله تعالى لا بل المؤمن دائموا الرغبة فيما عند الله حتى في سياق الموت تأتيه البشائر فيرى من ملائكة الرحمة ما ينجذب به الى لقاء ربه في حب لقاء ربه ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه وذاك في حال السياق عندما يرى المؤمن من البشائر والروح والريحان ما يسر به ينجذب الى لقاء ربه فيرغب في لقائه جل وعلا بمفارقة بدنه لروحه فيتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. بعد ذلك يقول ومن ذاك احساس المحب لقلبه بضرب وتحريك الى الله دائما الى ان يهنئ بالانابة مخبتا فيسكن في ذا مطمئنا منعما. يعني هذه الحركة وهذه الرغبة وهذا السعي في مرظاة الله عز وجل لا ينقطع بل هو دائم الى ان يبلغ مرتبة الانابة والاخبات وعند ذلك تطمئن نفسه ويسكن قلبه ويذهب عنه كل كدر هذا معنى قوله رحمه الله الى ان يهنئ بالانابة مخبتا يعني الى ان يفوز ويتنعم التهنئ هنا بمعنى التنعم بالإنابة والإنابة تقدم ذكرها وهي الإقبال على الله على المقترن بالمحبة والخضوع والاعراض عما يغضبه جل في علاه فقد ذكرنا ان الانابة تقوم على اربعة امور الاقبال على الله عز وجل الخظوع له المحبة له جل في علاه الاعراض عن غيره هذه مقومات تحقيق الانابة فالمنيب من فاز بهذه الخصال يكون خاضعا لله محبا له مقبلا على ايه معرضا عما سواه عندنا في في هذه الاربع الخضوع المحبة والتعظيم الخضوع لا يكون الا لعظيم والمحبة كمال الحب له جل في علاه والاقبال السعي في مراضيه ظاهرا وباطنا سرا واعلانا فردا وجمعا والاعراب عن عن ما سواه او وذلك بالاعراب عن كل ما يغضب الله عز وجل من قول او شخص او عمل فهذا هو المنيب الى الله عز وجل. واذا تحققت الانابة فاز بالاخبات والاخبات من الاعمال الجليلة التي يدرك بها الانسان اجرا عظيما وفوزا كبيرا. ولذلك قال الله تعالى وبشر ثم ذكر من اعمالهم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هؤلاء هم المخبتون فيكون مخبتا لله عز وجل بما يكون من اقباله عليه ورغبته فيما عنده سبحانه وبحمده. ولذلك يقول رحمه الله الى ان يهنى بالانابة مخبتا وعرفنا من هو المخبت هو من تحلى بهذه الخصال التي ذكرها الله عز وجل في اية آآ سورة الحج وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. بعد ذلك ذكر ثمرة هذا العمل وهنا تنبيه الى ان كل عمل صالح يشتغل به الانسان لابد ان يدرك منه اجرا معجلا. كما ان كل معصية وكل ذنب لابد ان ينال منه عقوبة حاضرة وهذا من رحمة الله بعباده ان اذاقنا شيئا من ثمار اعمالنا الصالحة كذلك اذاقنا شيئا من عواقب اعمالنا الرديئة والاصل في ذلك ما يكون في القلب من البهجة والسرور بالطاعة. وما يكون في القلب من الضيق والظلمة والكدر بالمعصية هذا هو الاصل ولذلك يقول هنا رحمه الله في ثمار هذا السعي في مرظاة الله تعالى وما يحبه قال فيسكن في ذا مطمئنا منعما. قوله في ذا اي في هذه الدنيا يسكن في هذه الدنيا ولا سكن الا بطاعة الله تعالى ولا طمأنينة الا بالاقبال على الله عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب وكل من لم يطمئن قلبه بذكر ربه وعبادته فهو في اضطراب وقلق وفي انواع من البلايا التي تنزل بقلبه فتزعجه لا يهنأ بها. حتى ولو كان منعما في مسكنه منعما في اه مشربه ومأكله وفي عشيرته الا انه لا يجد سكنا الا بالاقبال على الله عز وجل فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى فلا يغنيه عنه حب ثاني اذا لم يعمر اذا لم يعمر القلب بمحبة الله وتعظيمه الاقبال عليه وطاعته وما يكون من ثمار ذلك من الطمأنينة والسكن فانه في عناء كما قال الله تعالى عن الكفار بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج اي مضطرب لا سكن لهم ولا قرار وان بدا ما بدا عليهم من مظاهر القوة ومظاهر السعد ومظاهر السرور ما يبدو حقيقة الامر ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا لكن هذا لا يعني ان لا يكون لهم من متع الدنيا ما قد يكون فتنة لمن يراهم. قال الله تعالى ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ما هو شيء ليس بشيء لا يغني سعادة في الدنيا ولا يدرك به نجاة في الاخرة ولذلك قالوا وان كل ذلك ان هنا بمعنى ما وان كل ذلك وماذا وما كل ذلك الا متاع الحياة الدنيا والدنيا مهما زانت وطابت فهي دار الكدر والقذر والاذى كما قال كما قال الحق جل في علاه لقد خلقنا الانسان في كبد فلا فلا طمأنينة ولا سلامة من هذا الكبد الا طاعة الله عز وجل في الدنيا وبما اعده لعباده الصالحين في الاخرة. ولهذا لما سئل الامام احمد متى يرتاح المؤمن؟ قال عندما يضع قدمه في الجنة نعم هنا الراحة الحقيقية اسأل الله ان يذيقني واياكم اياها الله يجعلنا ممن يفوز بها يا رب الراحة ليست بشيء من متاع الدنيا ان من راح في الدنيا بطاعة الله وبالقيام بحقه ولو لوجد الانسان لذلك الما وتعبا لانه ما فيه راحة الا بتعب لا تبلغ الامال ولا تدرك المرغوبات الا على جسر التعب. وهذه سنة الله تعالى في هذه الدنيا. انه لا يدرك الانسان فيها شيئا مما يحب الا بنوع من التعب فلا بد من صبر ومصابرة لادراك المطلوب يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فقوله رحمه الله في هذا البيت الى ان يهنى بالانابة مخبتا فيسكن في ذا يعني في امر في هذه الدنيا مطمئن منعما التنعيم هنا في الاصل نعيم القلب. قال الله عز وجل ان الابرار لا في نعيم. وقد قال جماعة من السلف ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. هذه الجنة هي ما يكون في القلوب من بهجة وسرور ولذة وانشراح احن وطمأنينة وسكون بمعرفة الله عز وجل والقيام بحقه سبحانه وبحمده بعد هذا لما ذكر الطمأنينة عاد الى ذكر ايظا اسباب صلاح القلب وعلامات صلاح القلب طبعا ما تقدم هي ايضا من الاسباب نحن في الدرس الماضي اذا كان وصلنا الى السبب رقم كم تسعة او الثامن ثمانية اسباب طيب فيما ذكره المؤلف في قراءتنا اليوم اذا صح قلب العبد بان ارتحاله هذا هو السبب العاشر من اسباب سلامة القلب وصحته ان يرتحل الى الدار الاخرة ان يبتغي ما عند الله عز وجل ان يكون همه في فوزه يوم القيام بين يدي ربه جل في علاه. هذا السبب العاشر السبب الحادي عشر الانابة وقد تقدم ذكره في اه فيما فيما مضى اه ولكن نعم السبب الحادي عشر قوله اه قال ومن ذاك احساس المحب لقلبه بضرب ان ان يعمر قلبه يعني هذا يمكن ما ما نجعله سببا منفردا لان هذا نوع من البسط في السبب السابق وهو اقبال القلب على الله. ارتحال القلب الى الله بان يكون قلبه متحرك تجاه ربه. فهذا ليس سببا آآ مستقلا السبب الحادي عشر كما ذكرت الانابة الى الله عز وجل ومما تقدم لكن هنا اظاف اليه الاخبات فنقول السبب الحادي عشر من اسباب صلاح القلوب الاخبات الى الله عز وجل وهو الذي قال فيه تعالى وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمين الصلاة ومما رزقناهم ينفقون بعد هذا قال رحمه الله ومنها دوام الذكر هذا هو السبب الثاني عشر من اسباب صلاح القلب. دوام ذكره جل في علاه قال رحمه الله ومنها دوام الذكر في كل حالة يرى يرى الانس بالطاعات لله مغنما هذا هو السبب الثاني عشر من اسباب صحة القلب وعلامات صحته ان يشتغل الانسان بذكر الله عز وجل والذكر هو من اجل العبادات وارفع القربات واعظم القربات نفعا في تحقيق صلاح القلب واستقامته. ولهذا جاء في الصحيح من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت. فهذا التمثيل هو بيان لعظيم اثر الذكر في القلب فكلما زاد الانسان ذكرا لله عز وجل زاد منه قربا وزاد له حبا وزاد لشرعه تعظيما وقياما فالذكر من اعظم ما يعين الانسان على القيام بحقوق الله عز وجل ولكن الذكر الذي يثمر هذه الثمار هو ما كان في القلب واللسان والجوارح فان الذكر يكون بالقلب تفكرا في ايات الله واسمائه وصفاته وجلاله وعظمته ويكون باللسان تحميدا وتمجيدا وتسبيحا وتلاوة لكتابه وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وتعلما للعلم وتعليما له ما الى ذلك مما يكون من عمل اللسان فكله من ذكر الله. الان نحن في ذكر من ذكر الله. المتحدث في ذكر والمستمعون في ذكر فهذا من ذكر الله عز وجل باللسان فتعليم العلم واستماعه من ذكر الله عز وجل سواء ذكرا باللسان او ذكرا بالقلب فعندما تسمع هذا الكلام وتفكر فيه فانت ذاكر لله عز وجل بقلبك فالذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح في العمل بطاعة الله عز وجل يقول رحمه الله في الذكر الذي هو من اسباب صلاح القلب وعلامات استقامته في كل حالة في كل حاله اي او في كل حالة ان يكون ذكره دائما لا مقتصرا على حال من الاحوال وهذا ما كان عليه حال سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه كيف في الصحيح من حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل احيانه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل احيانه. يعني في كل اوقاته فلا يخلو وقت من اوقاتهم من ذكر الله عز وجل ويقول قائل طيب ما كان النبي يذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب كما في كما في الحديث الصحيح عند الخمس من حديث علي لم يكن يحجزه شيء من القرآن الا الجنابة فالجواب على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر ربه بقلبه حتى في حالات امتناعه من تلاوة القرآن. وكما ان الانسان يذكر الله حتى وهو على جنابة فانه لا يمنع من ذكر الله من ذكر الله عز وجل بلسانه تسبيحا وتحميدا وتمجيدا. فقولها رحمه الله يذكر الله في على كل احيانا يعني بقلبه وبلسانه وبجوارحه فلا يخلو حال من احواله من ذكر الله عز وجل. انتم الان وانتم صامتون تسمعون لهذا بيان وهذا الايضاح لكلام الله وكلام رسوله هو مما يكون فيه الانسان ذاكرا لربه لانه مشتغل بقلبه في فهم ما يحصل له به النجاة والسلامة والفوز والسبق. فهذا من ذكر الله عز وجل يذكر الله على كل احيانه. يقول رحمه الله ومنها دوام الذكر في كل حالة في كل حالة يرى تنسى بالطاعات لله مغنما هذا هو السبب الثالث عشر من اسباب صلاح القلب واستقامته ان يرى الفوز واستبقى والنجاة والنجاة في قيامه بطاعة الله عز وجل لا يكون هذا الا من اصحاب القلوب السليمة التي تدرك ان الغنيمة والربح والفائدة في تحقيق طاعة الله عز وجل ولهذا يقول يرى الانثى الانشراح والبهجة بالطاعات اي بالقيام بها مغنما اي ثمرة ونتيجة تحفزه على مزيد عمل وهذا ما اشرت اليه قبل قليل من ان من رحمة الله بعباده ان يذيقهم بعض ثمار الصالحات. فيكون هذا حاملا له على الاستزادة وان يذيقهم شيئا من عقوبات المعاصي والسيئات ليكون رادعا لهم عن ان يمظوا في شيء منها وما كان من بلايا الدنيا مما لا يتصل بالسيئة فانه مذكر للانسان انها ليست دار قرار وانه لا يدوم لها حال في نعيم وقرار بل هي سريعة الارتحال. يرى الانسى بالطاعات لله مغنمة اي يرى طاعة الله عز وجل غني يفوز بها ينجح بها. ثم قال رحمه الله ويصبح ويصحب حرا دله في طريقه. وكان معينا ناصحا متيمما. ومنها اذا ما فاته الورد مرة تراه كئيبا نادما متألما. ومنها اشتياق القلب في وقت خدمة اليها كمشتد به الجوع والظما ومنها ذهاب الهم وقت صلاته بدنياه مرتاحا بها متنعما. ويشتد عن بعده وخروجه وقد زال عنه الهم والغم فاستمى. فاكرم به قلبا سليما مقربا الى الله قد اضحى محبا متيما. ومنها اجتماع الهم منه بربه بمرضاته يسعى سريعا عظما ومنها مراعاة وشح ومنها مراعاة وشح بوقته. كما شح ذو المال البخيل صمما يقول رحمه الله ويصحب حرا دله في طريقه وكان معينا ناصحا متيمما اي من اسباب صلاح القلب ومن علامات استقامته وصلاحه ان يتخذ صحبة صالحة. فالصحبة الصالحة من اسباب صلاح القلب واستقامته ولا ريب ان الصاحب الصالح مما يعين الانسان على طاعة الرحمن جل في علاه. وقد شرع الله تعالى جملة من العبادات لاجل ان يحفز الناس على الطاعة بالاجتماع عليها فشرع الجماعات وشرع الجمع وشرع انواعا من العبادات يجتمع عليها اهل الاسلام كالحج والاعياد يجتمع ذكورهم واناثهم ومجموعهم حتى الصغار في بعض الاعمال يشرع اجتماعهم كالاعياد ونحو ونحوها. كل هذا لتحقيق معنى التعاون والتكاتف على طاعة الله عز وجل فالصحبة الصالحة تعين الانسان على طاعة الرحمن ولذلك مثل النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح والجليس السوء بما يبين عظيم الاثر الحاصل من كل واحد منهما ففي الصحيح من حديث ابي موسى الاشعري قال صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير حامل مسكين اما ان يحذيك يعني يطيبك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه رائحة طيبة يحذيك تتطيب او تشم منه رائحة طيبة. واما جليس السوء فهم فهو اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد عنده ريحا كريهة تتأذى منها فكذلك الصاحب الطيب هو مما ينشط الانسان على طاعة الله عز وجل. وقد ذكر الله تعالى في امثلة اصحاب السوء وعظيم اثرهم ما ذكره في قوله جل وعلا يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه ليتني لم اتخذ فلانا خليلا فتندم على ترك صحبة الرسول التي هي عنوان الفلاح والنجاح يا ويلتا ليتني لم اتخذ ثم ذكر بعد ذلك ندامته على مصاحبته من ارداه واوقعه في الهلاك يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه. ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر. بعد اذ جاءني وكان الشيطان الانساني خذولا وفي الاية الثانية فاطلع فرآه في سواء الجحيم قالت الله ان كدت لتردين اي اوشكت ان توقعني في الردى لكن الله نجاه منه ولهذا ينبغي للانسان ان ينتقم من الاصحاب من يقربه الى الله عز وجل وان يتوقى كل صاحب يقربه الى الشر والسوء والفساد ولهذا يقول ويصحب حرا دله في طريقه اي عرفه في طريقه واعلمه في طريقه الى ما يكون به راشدا خارجا عن الضلالة فالدلالة تقي الضلالة الدلالة تقي الضلالة. فاذا دلك صاحبك في طريقك الى الرشد والخير فقد نجوت من الهلاك والضلال ثمان هذه الصحبة لا تقتصر فقط على الدلالة بل اذا اذا تيسر لك مع الدلالة اعانة كان ذلك نورا على نور ولذلك قال وكان معينا اي باذلا جهده في اعانتك وعونك على ما ترشد به وتصلح به حالك. وكان معينا ناصحا متيمما. ناصحا اي باذلا النصح والنصح هو بذل غاية ما يعلمه مما يحصل له به النفع. فالنصح هو ابانة الخير والدلالة عليه على وجه لا يكون فيه غش ولا تدليس ولا خفاء ولا التباس بل على وجه يكون به الانسان معرفا بالحق على اكمل ما يكون. ناصحا والنصيحة بها فائدتان الفائدة الاولى الدلالة على الخير وهذا ما اشار اليه سابقا. والثاني يحصل به الاعاء ويحصل به الوقاية من السوء والشر فالنصيحة نصيحتك لاخيك يتحقق بها فائدتان الفائدة الاولى دلالة على الخير واعانته عليه والفائدة الثانية وقايته من الشر والتورط فيه