بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي النبي البشير البشير النذير وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد حياكم الله وبياكم في هذه الليلة ليلة الاثنين الثاني عشر من شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة والف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام في جامع الراجحي بحي الجزيرة في مدينة الرياض. لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس الخامس والسبعين من دروس شرح الفية ابن مالك رحمه الله تعالى في درس هذه الليلة ان شاء الله سنتكلم على باب ابنية اسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها وقد عقده ابن مالك رحمه الله تعالى في عشرة ابيات سنقرأها جميعا ونشرحها ان شاء الله تعالى جميعا في هذه الليلة قال رحمه الله تعالى ابنية اسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها كفاعل صغ اسم فاعل اذا من ذي ثلاثة يكون كغذا وهو قليل في فعلت وفعل غير معدا بل قياسه فعل. وافعال فعلان نحو اشر ونحو صبيان ونحو الازهر وفعل مولى وفعيل بفعل. كالضخم والجميل والفعل جمل وافعل فيه قليل وفعل وبسوى الفاعل قد يغنى فعل. وزنة المضارع اسم فاعلي من غير ذي الثلاث كالمواصل مع كسر متلو الاخير مطلقا. وضم ميم زائد قد سبق. وان فتحت منه ما كان انكسر رسم مفعول كمثل المنتظر وفي اسم مفعول الثلاثي الطرد زنة مفعول كآت من قصد وناب عنه نقلا ذو فعيل نحو فتاة او فتى كحيل هذه الابيات العشرة التي ذكرها ابن مالك رحمه الله تعالى السبعة الاولى منها في صوغ اسم الفاعل والصفة المشبهة به والثلاثة الابيات الاخيرة في صوغ اسم المفعول وسبق الكلام على على تعريف اسم الفاعل وتعريف اسم المفعول في الباب الذي قبل هذا بباب اعمال اسم الفاعل تكلمنا هناك على تعريف اسم الفاعل واسم المفعول وسيأتي الكلام بتوسع على تعريف الصفة المشبهة والفرق بينها وبين اسم الفاعل في الباب القادم ان شاء الله تعالى وهو باب اعمال الصفة المشبهة. اما هذا الباب فهو معقود لبيان كيفية في صوغ اسم الفاعل وكيفية صوغ الصفة المشبهة به وكيفية صوغ اسم المفعول وسنجد ان الكلام على اسم الفاعل وعلى الصفة المشبهة متداخلا بسبعة الابيات الاولى لماذا لانهما بمعنى واحد فاسم الفاعل والصفة المشبهة بمعنى واحد فهما يدلان على ان الموصوف بهما قد فعل الفعل فاذا قلت قائم اسم فاعل القائم هو الذي فعل القيام وكذا الضارب والمكرم والمستخرج وكذلك الصفة المشبهة نحو البطل البطل الذي فعل البطولة او وقعت عليه البطولة الذي فعل اي بمعنى اسم الفاعل الذي فعل وكذلك الشجاع الذي فعل الشجاعة والسهل الذي فعل السهولة والشريف ونحو ذلك ولهذا يسمون الصفة المشبهة ماذا يسمونها الصفة المشبهة باسم الفاعل مشبهة باسم الفاعل لانها كاسم الفاعل من حيث المعنى الاجمالي ولكنهما يختلفان يختلفان في الصوغ في اللفظ وهذا هو الذي سيذكر في هذا الباب ويختلفان في المعنى الدقيق وسيأتي بيان المعنى الدقيق لاسم الفاعل وللصفة المشبهة في الباب القادم كما ذكرنا ان شاء الله تعالى بخلاف اسم المفعول فاسم المفعول يدل على ان الموصوف به قد وقع الفعل عليه نحو المضروب المضروب اي الذي وقع الضرب عليه كذلك المشروب والمكرم والمستخرج وهكذا ولهذا سنبدأ ان شاء الله تعالى كما بدأ ابن مالك بالكلام على ابنية اسم الفاعل والصفات المشبهة باسم الفاعل اذا فالكلام الان على ابنية اسم الفاعل والصفات المشبهة به. يعني على كيفية صوغ اسم الفاعل وعلى كيفية صوغ الصفات المشبهة ونقدم لذلك بمقدمة فنقول الفعل اما ثلاثي واما غير ثلاثي رباعي خماسي سداسي هذه قسمة معروفة والثلاثي الثلاثي من المعلوم ان له خمسة اقسام الاول فعلى المتعدي فاخذ وضرب وكتب يقول اخذه وضربه وكتبه فهو فعل متعدي الثاني الفعل الثلاثي هو فعلى اللازم فجلس وقعد وخرج ودخل ما تقول خرجه لانه لازم يقول خرج منه ودخل اليه وجلس عليه والثالث فعل المتعدي فعل المتعدي شرب تقول شربه وسمع سمعه وعلمه وفهمه والرابع من اقسام الفعل الثلاثي هو فعل اللازم كفرح وطلب والخامس من اقسام الفعل الثلاثي هو فعل فعل بضم العين ولا يكون الا لازما كرماء وصغر وكبر وشرف وعظم ونحو ذلك فاذا عرفنا هذه المقدمة نقول ان اسم الفاعل يصاغوا ويؤخذ من الثلاثي وغير الثلاثي ونبدأ بالكلام على صوغه من الثلاثي فنقول اما صوغه من فعل المتعدي فيكون على وزن فاعل فضربه فهو ضارب وكتبه فهو كاتب ونصره فهو ناصر. وباعه وبائع لان بائع اصلها بيع واخذه فهو اخذ اذا فاسم الفاعل من فعل المتعدي يكون على وزن فاعل وقد يأتي على وزن فعيل ناصر ونصير. تقول نصره فهو ناصر ونصير فناصر اسمه فاعل ونصير كذلك اسم فاعل واما فعل اللازم فيؤخذ اسم الفاعل منه ايضا على وزن فاعل تقول دخل فهو داخل وخرج فهو خارج وجلس فهو جالس وقعد فهو قاعد وسعى على وزن فعلى اصلها سعيا فاسم الفاعل على وزن فاعل فاسم الفاعل من سعى ساع واصلها عيون ساعي ثم حذفت الياء فقيل ساعر وقد يأتي اسم الفاعل منه على وزن فعيل كقعد فهو قاعد وقعيد وجلس فهو جالس وجليس وهكذا واما فعل المتعدي فيؤخذ اسم الفاعل منه على فاعل ايضا يقال سمعه فهو سامع وعلمه فهو عالم فهمه فهو فاهم شربه فهو شارب ورحمه فهو راحم وهكذا وقد يأتي اسم الفاعل منه على فعيل ايضا وقال سامع وسميع وعالم وعليم وراحم ورحيم وهكذا اذا ففعل المتعدي وفعل اللازم وفعل المتعدي هذه الثلاثة يصاغ اسم الفاعل منها جميعا على وزن فاعل وقد يأتي على وزن فعيل ماذا يبقى من الفعل الثلاثي يبقى فعل اللازم كفرح وفعلا ولا يكون الا لازما. هذان الوزنان فعل اللازم وفعل ولا يكون الا لازما لا يأتي اسم الفاعل منهما على وزن فاعل قياسا الا ما سمع وهو شاذ كقولهم حمض فهو حامض وطهر فهو طاهر ونعم فهو ناعم هذه في فعلاء واما في فعل اللازم وكقولهم امن فهو امن وسلم فهو سالم وعقرت المرأة فهو فهي عاقر وهذا هو مراد ابن مالك رحمه الله تعالى في قوله كفاعل صغ اسم فاعل اذا من ذي ثلاثة يكون كغداء وهو قليل في فعلت وفعل غير معدل يقول اسم الفاعل يصاغ على وزن فاعل من الثلاثي من الثلاثي فاطلق الاوزان ثم عاد فخصص فقال وهو قليل في فعنت وفعل غير معدل فعلت ما يأتي فيه فاعل الا قليلا الا سماعا. وكذلك فعل غير المعدى يعني فعل اللازم وهذا الذي شرحناه وقلناه فقد علمنا الان ان اسم الفاعل لا يأتي على وزن فاعل من فعل اللازم ومن فعل الذي لا يكون الا لازما الا سماعا شذوذا فالسؤال الان ما قياس اسم الفاعل من فعل اللازم ومن فعل الذي لا يكون الا لازما كيف تأخذ اسم الفاعل من فعل اللازم كفرح ومن فعل كعظم الجواب في ذلك يقوله ابن مالك في هذه الابيات قال بل قياسه فعل وافعل فاعلان نحو اشر ونحو صديانة ونحو الاجهري وفعل مولى وفعيل بفعل كالضخم والجميل والفعل جمل وافعل فيه قليل وفعل اي ان فعل اللازم فعل اللازم قياس اسم الفاعل منه يكون على فعلم وافعل وفعلان يكون على فعل وافعل وفعلا وهذا قوله بل قياسه فعل اي فعل وافعال فعلا ثم ضرب امثلة نحو اشر الشراء فهو اشر ونحن صديان صدياء فهو صبيان ونحن الاجهر جهرا فهو اجهر واما فعل ولا يكون الا لازما فقياس اسم الفاعل منه يكون على فعل وفعيل يكون على فعل وفعيل ويقل فيه افعل وفعل وهذا هو قول ابن مالك وفعل مولى وفعيل بفعل فعل وفعيل اولى بفعل كالضخم والجميل الضخم ضخم فهو ضخم الجميل جمل فهو جميل قال والفعل جمل وافعل فيه قليل وفعل وافعل فيه قليل وفعل قد يأتي اسم الفاعل على فعل وعلى افعل ولكن هذا قليل فنعود بعد ذلك ونقول بعد ان شرحنا الابيات نفصل ما فيها ففعل اللازم فعل اللازم كفرح فعل اللازم قياسه كما ذكر ابن مالك ان يكون على فعل او فعلان او افعل على فعل بكسر العين للاعراض الاعراض يعني الاوصاف التي تزول لا تثبت تأتي وتذهب كفرح فهو فرح الفرح عرظ تقول فرح فهو فرح لا فارح اتقول محمد فارح قل محمد فرح يعني يفعل الفرح لكن اسم الفاعل منه على فعل ارح لا فارح ونضر فهو نضر وبطر فهو بطر واشر فهو اشر الوزن الثاني لفعل اللازم ان يكون اسم الفاعل منه على فعلان وذلك اذا دل على امتلاء على امتلاء او حرارة باطن على امتلاء او حرارة باطن كعطش فهو عطشان وصدي فهو صديان وشبع فهو شبعان وقد يكون اسم الفاعل منه على افعل وذلك يكون في الالوان والخلق الالوان جمع لون والخلق جمع خلقة نحن سود فهو اسود وخضر فهو اخضر وعور فهو اعور وحول فهو احول وعمي فهو اعمى وهكذا فهذا اسم الفاعل من فعل اللازم اما فعل ولا يكون الا لازما فاسم الفاعل منه يكون على فعل فعل كضخم فهو ضخم وسهل فهو سهل وصعب فهو صعب وشهم فهو شهم وقد يكون اسم الفاعل من فعل على وزن فعيل نحو جمل فهو جميل وشرف فهو شريف وكرم فهو كريم وكبر وصغر فهو كبير وصغير وقد يأتي اسم الفاعل من فعل اللازم قليلا انا افعل نحو خطب فهو اخطب خطب اذا كانت فيه خضرة يعني لون الخضرة فهو اغضب وهذا قليل وقد يكون اسم الفاعل منه على وزن فعل نحو بطل فهو بطل بطل يعني صار بطلا بطل فهو بطل وحسن فهو حسن وهذان الوزنان القليلان ذكرهما ابن مالك وهناك اوزان اخرى ايضا متعددة يأتي عليها اسم الفاعل من فعل اللازم بلا قياس وقد يأتي اسم الفاعل من فعل اللازم على فعال كجبن فهو جبان وقد يأتي على فعال تشجع فهو شجاع وهذه سماعية لا قياسية وبعد ان ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى ابنية اسم الفاعل من الثلاثي فعلى متعديا ولازما وفعل متعديا لا ولازما وفعل اللازم ختم ذلك بقوله وبسوى الفاعل قد يغنى فعل يعني ان الفعل الثلاثي الذي على وزن فعل الذي عرفنا ان اسم الفاعل منه على وزن فاعل ضرب فهو ضارب قعد فهو قاعد قد يأتي اسم الفاعل منه على غير وزن فاعل وبسوى الفاعل قد يغنى فعل. يقول الفعل الثلاثي الذي على وزن فعل قد يأتي منه اسم فاعل على غير وزن فاعل قد يستغني بوزن اخر عن وزن فاعل وهذا قليل سماعي كطاب يطيب فهو طيب ما وزن طاب يطيب فهو طيب ما اصل ذلك ها طاب يطيب الاصلياء اذا الوزن الاصل طيب يطيب طيب انقلبت الالف ياء طابا يبو نقلت الكسرة من الياء الى الساكن قبلها ليتخلص من الثقل الحاصل من اجتماع كسروياء فصارت يطيب طاب يطيب فهو طيب ما وزن طيب طيب الاصول عندنا طيبة طاء يا اباء اما طيب فهي زائدة كي علم طييب فيعل ليس على وزن فاعل طيب وقالوا ايضا شاخ يا شيخ فهو شيخ شيخ يشيخ فهو شيخ شيخ يا شيخ اذا فالاصل يائي ما اصل شاخ يا شيخ شيخ يشيخ ثم قلبت الياء الفا في شيخا فصارت شاخا واما يشيخ فنقلت الكسرة من الياء الى الساكن قبلها ليتخلص من الثقل الناشئ من اجتماع كسرة وياء فصارت يا شيخ فهو شيخ خل ما وزن شيخ اعلن وليس على وزن فاعل وقالوا شاب يشيب ها شاب الرجل يشيب فهو فهو اشيب شاب يشيب فهو اشيب الاصليائي ايضا الاصل شيب يشيب فصار ما ذكرناه قبل قليل شاب يشيب فهو اشيب اشيب على وزن افعل واما قول الناس شائب وهم يقولون شايب واصلها شائب فهذه اما لحن واما عود الى القياس المرفوض يعني العرب رفضوا هذا القياس ولم يقولوا شائب وانما قالوا اشيب وهذا القياس المرفوظ يستعمل ممن ظعفت فصاحته او من الجاهل موجود عند غير المتعلمين موجودين عند الاطفال يسمى في اللغة القياس الخاطئ او العود الى الاصول المرفوظة يعني لو قلنا مثلا محمد قائم وهند قائمة وانا ناجح وهي ناجحة وانا احمر وهي احمره قد يقول بعض الاطفال احمره لانه يقيس على ان التأنيث بالتاء هذا قياس نعم قياس لكنه قياس خاطئ وكذلك يقال فيه شعب هذا عود الى القياس المرفوظ طيب وبذلك ننتهي من الكلام على صياغة اسم الفاعل من الثلاثي ليتكلم من بعد ذلك ابن مالك على صوغ اسم الفاعل من غير الثلاثي الرباعي الخماسي السداسي وفي ذلك يقول رحمه الله وزنة المضارع اسم فاعلي من غير ذي الثلاث كالمواصل مع كسر متلو الاخير مطلقا وضم ميم زائد قد سبق يقول اسم الفاعل يصاغ من غير الثلاثي رباعيا كان او خماسيا او سداسيا على وزن مضارعه نأتي بمضارعه ثم نقلب حرف المضارعة ميما مضمومة ونكسر ما قبل الاخر وهذه قاعدة مطردة لا يشد عنها شيء وضرب مثالا على ذلك بالمواصل فالفعل وصنع رباعي وليس وصل الثلاثي وواصل يواصل فهو مواصل تأتي يواصل ثم تقلب اليمين المضمومة وتكسر ما قبل الاخر مواصل واما الفعل الثلاثي وصل فاسم الفاعل منه وصل فهو واصل نعم وكذلك في اكرم يكرم فهو مكرم وكذلك في الخماسي انطلق ينطلق فهو منطلق وفي السداسي استخرج يستخرج فهو مستخرج استخرج فهو مستخرج وخرج رباعي لان الراء مشددة خرج فهو مخرج وتخرج فهو متخرج واخرج فهو اخرج فهو اخرج يخرج فهو مخرج الفرق بين مخرج ومخرج مخرج من الفعل اخرج يخرج اما مخرج فمن الفعل خرج يخرجه نحن قلنا عرفنا اذا عرفنا الفعل نعرف اسم الفاعل منه واذا عرفت اسم الفاعل نعرف الفعل لانهما مرتبطان على حد سواء قلنا هذه القاعدة مطردة لا تنخرم وليس لها جواد وما سبق هو ابنية اسم الفاعل والصفات المشبهة بها يعني كيفية صوغ اسم الفاعل والصفات المشبهة بها لكن تلاحظون اننا كنا نقول في اثناء الشرح اسم الفاعل من فعل المتعدي على وزن فاعل واسم الفاعل من فعل اللازم على فاعل واسم الفاعل من فعل المتعدي على وز فاعل واسم الفاعل من فعل اللازم على وزن فعل او افعل او فعلان ففرح يفرح فهو فرح او فرحان انظروا اطلقنا اسم الفاعل على فعل انا فرح ولا اسم الفاعل من من فعل على فعل فرح فهو فرح يفرح فهو فرح واسم الفاعل من فعل ولا يكون الا لازما على وزن فعل او فعيل كضخم فهو ضخم او جملة فهو جميل فاطلقنا على كل ذلك اسم فاعل لانها في الحقيقة كلها اسماء فاعلين الا انهم في الاصطلاح لا يطلقون اسم الفاعل الا على ما كان على وزن فاعل فان لم يكن على وزن فاعل فانهم يسمونه الصفة المشبهة على وزن فعل فرح او فعلان عطشان او افعل احمر او على وزن فعل كصعب او على وزن فعيل كعظيم او على وزن فعال او فعال كجبال وشجاع فاسم الفاعل والصفة المشبهة يتفقان في شيء ويختلفان في شيئين يتفقان في شيء في المعنى الاجمالي فكلاهما يطلقان على من فعل الفعل فقائم الذي فعل القيام وشبعان الذي فعل الشبع وهكذا ويختلفان في امرين الامر الاول لفظي فاسم الفاعل على وزن فاعل والصفات المشبهة على اوزان مختلفة والامر الثاني الذي يختلفان فيه معنوي وهذا يحتاج الى زيادة بيان ستأتي ان شاء الله تعالى في الباب القادم كما وعدنا في اول الدرس في باب اعمال الصفة المشبهة لننتقل بعد ذلك بعد ان انتهينا من الكلام على ابنية اسم الفاعل والصفات المشبهة بها الى الكلام على اسم المفعول ابنية اسماء المفعولين اي اوزانها وكيفية صوغها وفي ذلك يقول ابن مالك رحمه الله تعالى وان فتحت منه ما كان انكسر صار اسم مفعول كمثل المنتظر وفي اسم مفعول الثلاثي طرد زنة مفعول كآت من قصد وناب نقلا عنه ذو فعيل نحو فتاة او فتى كحيل فذكر ايضا في هذه الابيات ان اسم المفعول يصاغ من الثلاثي ومن غير الثلاثي الا انه بدأ بالكلام على كيفية صوغه من غير الثلاثي فنتبعه في ذلك ونقول اسم الفاعل اسم المفعول يصاغ من غير الثلاثي رباعيا كان او خماسيا او سداسيا على قاعدة مطردة وهي ان تأتي ان تأتي بالفعل المضارع ثم تقلب حرف المضارعة ميما مضمومة وتفتح ما قبل الاخر اي انه كاسم الفاعل من غير الثلاثي الا انك باسم الفاعل تكسر ما قبل الاخر وفي اسم المفعول تفتح ما قبل الاخر وهذا هو قوله وان فتحت منه ما كان انكسر لانه قال هذا البيت بعد القاعدة التي ذكرها في اسم الفاعل من غير الثلاثي. صار اسمه مفعول كمثل المنتظر المنتظر من انتظر خماسي انتظر ينتظر فهو منتظر اسم فاعل كسرت ما قبل الاخر وهو منتظر وتحت ما قبل الاخر فهو اسم مفعول وكذلك تقل مواصل ومواصل ومكرم ومكرم ومنطلق ومنطلق ومستخرج ومستخرج ومتخرج ومتخرج ومخرج ومخرج ومخرج ومخرج طيب ثم ذكر اسم المفعول من الثلاثي فقال وفي اسم مفعول الثلاثي اطرد زنة مفعول نعم اسم المفعول ليس فيه التفصيل الذي ذكرناه باسم الفاعل بل هو يأتي من الفعل الثلاثي كله على وزن واحد على وزن مفعول قال كاثم من قصد يعني مقصود مفعول تقول مقصود مضروب مشروب مأخوذ مأكول مدروس مفهوم وهكذا. الا ان الذي يجب التنبه له هو ان اسم المفعول يؤخذ من الفعل المبني للمعلوم. اسف اسم المفعول يؤخذ من الفعل المبني للمجهول فهو في معناه ويعمل عمله اما اسم الفاعل والصفة المشبهة به فهما فهما يؤخذان من الفعل المبني للمعلوم فهما في معناه ويعملان عمله فاذا قلت اكرمت الرجل فانا مكرم والرجل مكرم واذا قلنا اخرج البخاري هذا الحديث فالبخاري مخرج والحديث مخرج اما اذا قلنا خرج البخاري هذا الحديث فالبخاري مخرج والحديث مخرج واذا قلت استخرجت الحديث من صحيح البخاري فانا مستخرج والحديث مستخرج وصحيح البخاري مستخرج منه نعم واذا قلنا جلس الولد على الكرسي فالولد جالس اسم فاعل والكرسي مجلوس عليه فمجلوس اسم مفعول واذا قلنا اعطيت الفقير ريالا فانا معط مفع عن القاعدة اعطى يعطي ها نقلب الياء من مضموم اكثر ما قبل اخر يعطي معطي لكن الاسم اذا كان اخره هي وقبلها كسرة نحذف الياء وننون كقاظ نقول معط فانا معط والريال معطى هي معطى مفع على القاعدة والفقير ها الريال معطى والفقير معضل له معطى له نعم وكذلك لو قلنا منح المدرس المجتهدة جائزة فالمدرس مانح والجائزة ممنوحة والمجتهد ممنوح له طيب بعد ان بين كيفية صوغ اسم المفعول من الثلاثي وغير الثلاثي؟ قال وناب نقلا عنه ذو فعيل نحو فتاة او فتى كحيل اي ان مجيء فعيل بمعنى اسم المفعول قليل. يقول لقد جاء فعيل بمعنى مفعول ولكنه قليل مقتصر فيه على السماع والنقل نحو رجل جريح رجل جريح جريح بمعنى فاعل او مفعول مفعول مجروح قد ذكرنا من قبل ان اسم الفاعل ها قد يأتي على وزني فعين في فعل المتعدي كناصر ونصير نصير نصير بمعنى فاعل او مفعول ناصر او منصور ناصر ومن فعل اللازم كقعيد وجليس ومن فعل المتعدي شهد فهو شاهد وشهيد وعلم فهو عالم وعليم مجيء فعيل بمعنى فاعل هذا كثير كثير فلم ينص عليه ابن مالك ولو نص عليه لكان افضل ولكنه نص على القليل وهو مجيء فعيل بمعنى مفعول طيب فهذا الكثير وهو فعيل بمعنى فاعل كثير ولهذا يبقى على القاعدة ما معنى يبقى على القاعدة اي قاعدة التذكير والتأنيث نقول انا شهيد وهي شهيدة هذا رجل شهيد وهذه امرأة شهيدة وهكذا واما فعيل بمعنى مفعول فهذا قليل يقول وناب عنه وناب نقلا يعني هذا مختص بالسماع والنقل ولانه قليل يستوي فيه المذكر والمؤنث بشرط ذكر الموصوف وتقول هذا رجل جريح وهذه امرأة جريح ولا تقل امرأة جريحة وتقول هذا هذه فتاة كحيل وهذا فتى كحيل كحيل بمعنى كاحل او مكحول مكحول مفعول وتقول هذا رجل قتيل وهذه امرأة قتيل لانه بمعنى مفعول وهكذا قلنا يستوي فيه المذكر والمؤنث بشرط ذكر الموصوف فان لم يذكر الموصوف وجب التذكير مع المذكر والتأنيث مع المؤنث رفعا للبس فتقول رأيت جريحا هنا ورأيت هناك جريحة رأيت جريحا هنا ورأيت جريحة فعرفنا ان الاول مذكر والثانية مؤنثة لانك لم تذكر الموصوف ولو قلت رأيت رأيت هنا رجلا جريحا ورأيت هناك امرأة جريحا لانك ذكرت الموصوف واما فعيل بمعنى فاعل فهو كثير جدا كنصير وقدير ورحيم وسميع الى اخره طيب واما كسير فهو فعيل بمعنى فاعل ام مفعول مفعول ويستوفيه المذكر والمؤنث ودحين ده حين هذا رأس دهين بمعنى مدهون وضريح طريح الفراش ايظا مفعول لو قلنا مريض ها نعم بمعنى اسم الفاعل او المفعول هاه ها لا هذا ولا هذا هذا ليس فعيلا بمعنى فاعل او مفعول وانما هذا فعلم فعل مرض فهو مريض صفة مشبهة هذه صفة مشبهة ان قلنا ان فاعل اللازم يأتي على فعل وفعيل وفعل نولى وفعيل بفعل الا بل قياسه فعل وافعل فاعلان فهناك صفات مشبهة لكن الكلام كله على ما يأتي من فعل ما يأتي من فعل هذا الذي يقول انه فعيل بمعنى فاعل او بمعنى مفعول بذلك ان يكون يا اخوان قد شرحنا في هذا الدرس بحمد الله كما ترون عشرة ابيات وكنا فيما مضى نشرح في الدرس بيتين او ثلاثة ابيات وان يعني بالغنا شرحنا اربعة ابيات او خمسة ابيات لان اول النحو كان بحاجة الى مزيد من الشرح والتأمل واما باقي النحو بعد ذلك فان السير فيه سيكون اسرع لان اكثرهم كما ترون يقوم على معلومات سابقة تم شرحها وانتهينا منها فاما ان نحيل اليها واما ان نعتمد على اننا شرحناها فلا نطيل كلام فيها ولما ننتصف في الالفية بعد سننتصر ان شاء الله بعد درسين او ثلاثة. لكن الباقي سيكون اسهل بكثير ممن مضى ان شاء الله تعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين