بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم في هذه الليلة. ليلة الاثنين الثالث من المحرم من سنة ثلاث وثلاثين واربع مئة والف ونحن في جامع الراجحي في حي الجزيرة بمدينة الرياظ لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدرسة الثامنة والسبعين من دروس شرح الفية ابن مالك رحمه الله تعالى وقف بنا الدرس عند الكلام على باب نعمة وبئس وما جرى مجراهما وفي بداية كالمعتاد نقرأ ما قاله امامنا ابن مالك رحمه الله تعالى فقال نعمة وبئس وما جرى مجراهما اعلان غير متصرفين نعمة وبئس رافعان اسمين مقارني او مضاهين لما قارنها كنعم عقبى الكرما ويرفعان مضمرا يفسره مميز كنعم قوما معشره وجمع تمييز وفاعل ظهر فيه خلاف عن همو قد اشتهر وما مميز وقيل فاعل بنحو نعم ما يقول الفاضل ويذكر المخصوص بعد مبتدأ او خبر اسم ليس يبدو ابدا وان يقدم مشعر به كفى كالعلم نعم المقتنى والمقتفى واجعلك بئس ساء واجعل فعلا من ذي ثلاثة كنعمة مسجلى ومثل نعمة حبذا الفاعل ذا. وان ترد ذما فقل لا حبذا واولي ذا المخصوص ايا كان لا تعدل بذا فهو يضاهي المثل وما سوى وما سوى ذرفع بحبة او فجر بالباء ودون ذا انضمام الحى كثر طيب نعمة وبئس وما جرى مجراهما رأينا ان ابن مالك رحمه الله تعالى عقد عقد الباب في احد عشر بيتا بدأ هذه الابيات رحمه الله تعالى ببيان نوعي نعمة وبئساء بالمدح والذم فقال فعلان غير متصرفين نعمة وبئس اي ان نعم وبئس في المدح والذم فعلان. ماضيان جامدان غير متصرفين جامدان اي لا يستعمل منهما غير الماضي لا المضارع ولا الامر ودليل كونهما فعلين ماضيين دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما تقول نعم الرجل زيد ونعمت المرأة هند وبئست المرأة هند وفي الحديث فبها ونعمة وفي الاثر نعمة البدعة وهذا هو مذهب جمهور النحويين انهما فعلان ماضيان وعزي الى جماعة من الكوفيين منهم الفراء ان نعم وبئس اسمان ويستدل لذلك في دخول حرف الجر عليهما بينما في قول بعض العرب نعم السير على بئس العين وكقولي بعض اهل الجاهلية عندما بشر بانثى قال والله ما هي بنعم الولد ومعروف ان حروف الجر لا تدخل الا على الاسماء والجمهور يخرجون نحو ذلك على ان حرف الجر فيه قد دخل على اسم مقدر فيقدرون في نعم السير على بئس العير يقدرون نعم السير على عير مقول فيه بئس العير ويقدرون في قولهم والله ما هي بنعم الولد يقدرون والله ما هي بولد وقول فيه نعم الولد ومع ذلك فالذي نص عليه الفراء في كتابه المطبوع معاني القرآن الذي نص عليه فيه انهما فعلان ككلام بقية جمهور النحويين. لكن يذكر في كتب النحو ان الفراء يقول انهما اسمان فلعله قال ذلك في كتاب اخر او تراجع عن هذا القول وبعد ان بين ابن مالك ان نعمة وبئس فعلان جامدان بين لنا ان فاعل نعمة وبئس لا يكون الا اسماء معينة ثلاثة اسماء فقط يجوز ان تقع فاعلا لنعمة وبئس فقال في ذلك رحمه الله رافعان اسمين مقارنين ال او مضافين لما قارنها كنعم عقبى الكرما ويرفعان مضمرا يفسره مميز كنعم قوما معشره فذكر ان فاعل نعمة وبئس لا يكون الا ثلاثة اسماء الاول الاسم الظاهر المعرف بال الاسم الظاهر المعرف بال نحو زيد نعم الرجل الرجل فاعل نعمة وهو معرف بال او تقول نعم الرجل زيد فنعم فعل ماض والرجل فاعله وهو معرف بال وتقول عمرو بئس الرجل والصدق نعم الخلق والكذب بئس الخلق ومن ذلك قوله تعالى بئس الاسم الفسوق باساء فعل ماض الاسم فاعله وهو معرف بال ومن ذلك قوله تعالى نعم المولى ونعم النصير نعم المولى فعل وفاعل نعم المصير فعل وفاعل والفاعل معرف بال ومن ذلك قوله تعالى لبئس المولى ولبئس العشير وهذا هو قول ابن مالك مقارني ال اي اسم ظاهر معرف بال والاسم الثاني الذي يقع فاعلا لنعمة وبئس هو اسم الظاهر المضاف الى ما فيه ال الاسم الظاهر المضاف الى ما فيه ال نحو الصدق نعم خلق الرجل الصدق نعم خلق الرجل نعم فعل ماظ خلق فاعل وهو مضاف الى الرجل او تقول نعم خلق الرجل الصدق وتقول الكذب بئس. خلق الرجل وتقول الاكرام نعم عقبى الكرماء وهذا مثال ابن مالك مثل بقوله نعم عقبى الكرماء وتقول وتقول العقاب بئس عاقبة الخائنين ومن ذلك قوله تعالى ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين. نعم فعل ماض دار فاعل وهو مضاف للمتقين ومن ذلك قوله تعالى ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين وهذا هو قول ابن مالك رحمه الله او مضافين لما قارنها كنعم عقبى الكرماء الاسم الثالث الذي يقع فاعلا لنعمة وبئس هو الضمير المستتر المميز بتمييز هو الضمير المستتر المميز بتمييز والتمييز كما هو معروف لا بد ان يكون نكرة منصوبا نحو زيد نعم رجلا او نعم رجلا زيد فنعم رجلا نعم فعل ورجلا تمييز منصوب والفاعل ضمير مستتر وتقول عمرو بئس رجلا والصدق نعم خلقا وهذا هو قول ابن مالك ويرفعان مضمرا يفسره مميز كنعم قوما معشره معشره نعم قوما نعم فعل ماض قوما تمييز والفاعل مستتر ومعشره هو المخصوص بالمدح ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى بئس للظالمين بدلا اي والله اعلم بئس بدلا. للظالمين بئس فعل ماض بدلا تمييز للظالمين جار ومجرور متعلق ببدلا بدلا للظالمين. فاين فاعل بئس ضمير مستتر ومن ذلك قول الشاعر واظنه زهير ابن ابي سلمى قال نعم امرأ هرم لم تعر نائبة الا وكان لمرتاع لها وزرا الشاهد نعم امرأ هرم نعم فعل ماض امرأ تمييز والفاعل ضمير مستتر وهرم هو المخصوص بالمدح ومن ذلك قول راجز تقول عرسي وهي لي في عومرة بئس امرأ وانني بئس المرة عرسي اي زوجي اي زوجتي تقول بئس امرأ اي بئس امرأ انت فحذفت المخصوص وسيأتي ان المخصوص يجوز حذفه بئس امرأ بئس فعل ماض وامرأ تمييز والفاعل ضمير مستتر بئس امرأ انت تعني زوجها وانني بئس المرة اي بئس مرات انا وحذفت المخصوص ايضا بئس فعل ماض والمرأة فاعل لانه معرف بال هنا من النوع الاول ويقال امرأة ومرأة ومرة كل ذلك يقال بمعنى واحد فهذه ثلاثة انواع لفاعل نعمة وبئس ذكرها ابن مالك يبقى نوع الرابع بفاعل نعمة وبئس سيذكره ابن مالك بعد قليل ويذكر الخلاف فيه وهو ماء وهو كلمة ما التي بمعنى الشيء او بمعنى شيء كقولك نعم ما تقول او نعم ما عملت او بئس ما عملت فما هنا فاعل الا قول وسيأتي الخلاف فيها قريبا ولا يكون فاعل نعمة وبئس غير ما ذكر ذكرنا اربعة اسماء تكون فاعلا لنعمة وبئس سوى ذلك من الاسماء لا يجوز ان تكون فاعلا لنعمة وبئساء كاسماء الاشارة لا تقل زيد نعم هذا الرجل ولا تكون ضميرا بارزا لا تكون ضميرا بارزا لا تقول الرجل نعم انت ولا يكون الفاعل اسما مضافا الى ضمير نحو الصدق نعم صدقكم لا يكون فاعل نعمة وبئس الا معرفا بال او مضافا لما فيه ال او ضميرا مميزا بنكرة او كلمة ما على خلاف سيأتي ثم بعد ذلك ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى حكم الجمع بين الفاعل الظاهر وبين التمييز ذكر حكم الجمع بين الفاعل الظاهر وبين التمييز. فقال وجمع تمييز وفاعل ظهر فيه خلاف عنهم قد اشتهر نحن عرفنا يا اخوان في فاعل نعمة وبئس انه اما ان يكون اسما ظاهرا اسما ظاهرا فيه ال او مضاف الى ما فيه ال واما ان يكون ضميرا فان كان ظميرا مستترا لابد له من تمييز هذي انواع فاعل نعمة وبئس طب هل يجوز ان تجمع بين هذه الانواع يعني هل يجوز ان تجعل الفاعل اسما ظاهرا ومع ذلك تأتي له بتمييز فتقول على ان تجعل الفاعل اسما ظاهرا معرفا بال تقول نعم الرجل زيد طيب وان تجعل الفاعل ظميرا مميزا بنكرة فتقول نعم رجلا زيد طب هل يجوز ان تجمع بين جعل الفاعل اسما ظاهرا وتجعل له تمييز فتقول نعم الرجل رجلا زيد نعم الرجل رجلا زيد آآ نعم الفارس فارسا زيد نعمت الفتاة فتاة هند يقول ان الجمع بين الفاعل الظاهر يعني الفاعل الذي هو اسم ظاهر وبين التمييز فيه خلاف بين النحويين مشهور اي انها اسم تام معرفة بمعنى الشيء فهي كما التي بعدها اثم واعرابها حينئذ فاعل والتقدير في قولك نعم ما عملت اي نعم الشيء شيء عملته نعم الشيء شيء عملته على ثلاثة اقوال القول الاول الجواز يجوز ان تجمع بين الفاعل الظاهر والتمييز. فتقول نعم الرجل رجلا زيد وتقول بئس الخلق خلقا الكذب وهذا قول المبرد وابن السراج والفارسي القول الثاني في المسألة المنع عدم الجواز بل الواجب ان تأتي باحدهما اما بالفاعل الظاهر فتقول نعم الرجل زيد او بالفاعل المستتر وتأتي بالتمييز فتقول نعم رجلا زيد وهذا هو المنقول عن سيبويه القول الثالث الجواز اذا اختلف لفظ الفاعل الظاهر عن لفظ التمييز فيجوز في نحو نعم الرجل فارسا زيد لاختلاف لفظ الفاعل عن التمييز ولا يجوز في نحو نعم الرجل رجلا زيد لاتفاق لفظ الفاعل مع لفظ التمييز الثالث الجواز اذا اختلف لفظ الفاعل عن لفظ التمييز يعني اختلف لفظهما نحو نعم الرجل فارسا زيد الفاعل الرجل والتمييز فارسا. اختلف اللفظان هذا يجوز عندهم اما اذا اتفق لفظ الفاعل والتمييز نحو نعم الرجل رجلا زيد هنا يجوز عندهم ومشترط الافادة باختلاف اللفظ وكيف تحدث الافادة يعني ان يكون له فائدة جديدة باختلاف اللفظ. لانه اذا كان اللفظ واحدا نعم الرجل رجلا هل سيحمل معنى جديدا لا اذا سيكون معناه ماذا التأكيد معناه التأكيد. اما اذا اختلف اللفظ فان فان معناه سيكون معنا جديدا فائدة جديدة والراجح من هذه الاقوال الثلاثة هو القول الاول الجواز لورود ذلك في السماع لورود ذلك في السماع ومن ذلك قول الشاعر جرير يمدح عمر ابن عبد العزيز رحمه الله قال تزود مثل زاد ابيك فينا فنعم الزاد زاد ابيك زادا ونعم الزاد زاد ابيك زادا. اي فنعم الزاد زادا زاد ابيك ومن ذلك قول الاخر نعم الفتاة فتاة هند لو بذلت رد التحية نطقا او بايمائي وقال نعم الفتاة فتاة هند ومن ذلك قول جرير يهجو بني تغلب قال والتغلبيون بئس الفحل فحلهم فحلا وامه مو زلاء من طيقه قال بئس الفحل فحلهم فحلا اي بئس الفحل فحلا فحلهم طيب ثم قال ابن مالك رحمه الله تعالى وذكر اختلاف النحويين فيما اذا جاءت بعد نعمة وبئس ذكر اختلاف النحويين فيما اذا جاءت بعد نعمة وبئس وقال وما مميز وقيل فاعل بنحو نعم ما يقول الفاضل ونقول كلمة ماء تأتي بعد نعمة وبئس كثيرا فتكون بمعنى الشيء او شيء تكون بمعنى الشيء يعني اسم معرفة بمعنى الشيء او تكون بمعنى شيء اي اسم نكرة بمعنى شيء ويكون بعدها حينئذ اسم او فعل يكون بعدها اسم او فعل فوقوع الاسم بعدما نحو قوله تعالى ان تبدوا الصدقات فنعما هي نعم ما هي نعماء لان ما اذا جاءت بعد كلمة نعمة جاز لك في ذلك الفك يقولون الاظهار نعم ما ويجوز لك في ذلك الادغام فتقول نعما نعما فتدغم الميم من ماء بالميم من نعمة وقوله تعالى ان تبدوا الصدقات فنعما هي مكونة من نعمة ومن ماء والذي بعد ما اثم وهو الضمير هي ومن ذلك اي من مجيء الاسم بعدما الواقع بعد نعمة وبئس ان تقول ان اتقيت الله فنعم ما انت وان عصيته فبئس ما انت ومنه قولك ان ساعدت الناس فنعم ذلك وان خذلتهم فبئس ما فعلك فهذه امثلة على وقوع الاسم بعدما الواقع بعدها نعمة وبئس فما نوع ما حينئذ اذا وقع بعدها اثم الجواب انما حينئذ اسم تام معرفة بمعنى الشيء اسم تام معرفة بمعنى الشيء والاسم الواقع بعدها هو المخصوص بالمدح او الذم آآ قوله ان تبدوا الصدقات فنعما هي المعنى والله اعلم فنعم الشيء هي ونعم الشيء فنعم الشيء هي نعم فعل ماض الشيء فاعل هي المخصوص بالمدح فما في الاية حينئذ فاعل طيب واذا قلت ان اتقيت الله فنعم ما انت اي فنعم الشيء انت وان عصيته فبئس ما انت فاي فبئس الشيء انت وهكذا فهذا تفسيرها اذا وقع بعدها اثم طيب وان وقع بعدها فعل فمثل ماذا مثل قولك نعم ما عملت ويجوز ان تدغم فتقول نعم ما عملت وبئس ما قلت ومن ذلك مثال ابن مالك نعم ما يقول الفاضل ولك ان تقول نعم ما يقول الفاضل فاذا وقع بعدما هذه فعل فما نوعها حينئذ وما اعرابها الجواب ما ذكره ابن ما لك في هذا البيت فقال وما مميز وقيل فاعل اذا ما هذه اذا وقع بعدها فعل فيها للنحويين اقوال اشهرها قولان القول الاول انها بمعنى الشيء نعم فعل ماض ما فاعل بمعنى الشيء نعم الشيء شيء عملته هذا المخصوص وتقول بئس ما عملت اي بئس الشيء شيء عملته وفي مثال ابن مالك نعم ما يقول الفاضل اي نعم الشيء شيء يقوله الفاضل وهذا القول هو المنسوب الى سيبويه القول الثاني فيما قال فيه ابن مالك وما مميز والقول الثاني فيما انها بمعنى شيء اي انها اسم نكرة بمعنى شيء فتكون تمييزا فتكون تمييزا والفاعل ضمير مستتر والتقدير في قولك نعم ما عملت التقدير نعم شيئا املته نعم شيئا عملته وفي قولك بئس ما قلت اي بئس شيئا قلته بئس شيئا قلته بئس فعل شيئا تمييز والفاعل ضمير مستتر فعلى القول الاول انما بمعنى الشيء فما فاعل فهي نحو بئس الرجل زيد نعم ما قلت اي نعم الشيء شيء قلته بئس نعم الرجل زيد وعلى هذا القول تكون ما من الاشياء التي تقع فاعلا لنعمة وبئس كما قلنا قبل قليل وعلى القول الثاني انما بمعنى شيء والتقدير نعم شيئا قلته ان هذا الاسلوب هو من وقوع الفاعل ضميرا مميزا بنكرة كقولك نعم رجلا زيد ومن ذلك قوله تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم بئس ما اشتروا به انفسهم وقعت ماء بعد بئس وبعدما فعل بئس ما اشتروا فعلى القول الاول انما بمعنى الشيء يكون التقدير والله اعلم بئس الشيء شيء اشتروا به انفسهم وعلى التقدير الثاني ان ما نكر بمعنى شيء يكون التقدير والله اعلم بئس شيئا اشتروا به انفسهم ومن ذلك قوله تعالى ان الله نعما يعظكم به وقعت ما بعد نعمة والذي بعد ما فعل يعظكم على القولين على تقدير نعم شيء شيء يعظكم به او نعم شيئا يعظكم به والذي يظهر من كلام ابن مالك في هذا البيت انه يقدم ويرجح كون ما في هذا الاسلوب تمييزا نكرة لانه قال وما مميز على سبيل الاخبار وما مميز ثم ساق الخلاف فقال وقيل فاعل ثم ذكر ابن مالك رحمه الله تعالى اعراب المخصوص بالمدح او الذم فقال ويذكر المخصوص بعد مبتدأ او خبر اسم ليس يبدو ابدا المخصوص بالمادح هو زيد في نحو قولك نعم الرجل زيد وهو زيد في قولك زيد نعم الرجل والمخصوص بالذم كعمرو في قولك عمرو بئس الرجل او بئس الرجل عمرو فنعم الرجل وبئس الرجل سبق ان قلنا ان اعرابها فعل وفاعل نعم فعل والرجل فاعل بئس فعل والرجل فاعل واما المخصوص بالمدح او الذم ففي اعرابه تفصيل لانه اما ان يتقدم واما ان يتأخر ان تقدم قلنا زيد نعم الرجل وان تأخر قلنا نعم الرجل زيد ونبدأ بالحالة الاولى اذا تقدم فنقول اذا تقدم المخصوص كقولك زيد نعم الرجل وعمرو بئس الرجل فالمخصوص مبتدع وقولك نعم الرجل جملة فعلية خبر مبتدأ فنعرب قولنا زيد نعم الرجل زيد مبتدأ ونعم فعل ماض والرجل فاعله والجملة الفعلية من الفعل والفاعل نعم الرجل خبر مبتدأ قولنا زيد نعم الرجل كقولنا زيد قام ابوه اما ان تأخر المخصوص وقلنا نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو ويجوز لك في اعرابه وجها الوجه الاول ان يكون مبتدأ مؤخرا ونعم الرجل جملة فعلية خبر مقدم وعلى هذا الاعراب نقول نعم الرجل زيد نعم فعل والرجل فاعله وهي جملة فعلية خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر فتكون هذه الجملة كقولنا قام ابوه زيد قام ابوه زيد اي زيد قام ابوه ثم اخرت المبتدع وهذا الاعراب متفق على جوازه عند النحويين بل ان بعض النحويين لا يذكر غيره والاعراب الاخر للمخصوص اذا تأخر ان يكون خبرا للمبتدأ محذوف التقدير نعم الرجل هو زيد وكلمة هو تعود الى الممدوح اي نعم الرجل الممدوح زيد فنعم الرجل فعل وفاعل هو زيد يعني الممدوح زيد جملة اسمية مبتدأ وخبر ثم حذفنا المبتدأ واتصلت الجملتان فقيل نعم الرجل زيد اذا فنعم الرجل زيد على ذلك جملتان فعلية واسمية وهذا الاعراب يجوزه بعض النحويين وبعض النحويون وبعض النحويين يجوزون وجها ثالث يقوم على الوجه الثاني وهو ان يكون زيد مبتدأ والخبر محذوف اي نعم الرجل زيد الممدوح وهذا اضعف من الاعرابي السابق وابن مالك رحمه الله تعالى في بيته ذكر الوجهين دون ترجيح ولكنهما في المخصوص المؤخر لانه قال ويذكر المخصوص بعد اي المخصوص المتأخر ويذكر المخصوص بعد اما مبتدأ واما خبر اسم ليس يبدو ابدا يعني ان المبتدأ على القول الثاني محذوف حذفا واجبا ثم بعد ذلك يذكر ابن مالك رحمه الله تعالى ان المخصوص بالمدح والذم يجوز حذفه يذكر ان المخصوص بالمدح والذم يجوز حذفه. فيقول وان يقدم مشعر به كفى كالعلم نعم المقتنى والمقتفى يريد ان المخصوص بالمدح او الذم يجوز حذفه ان تقدم دليل عليه او نقول ان قام دليل عليه واشهر دليل يقوم عليه ان يتقدم ذكره في الكلام وهذا قوله وان يقدم مشعر به وذلك ان تقول مثلا رأيت محمدا المجتهد في دروسه نعم الطالب اي نعم الطالب هو يعني نعم الطالب محمد فحذفت المخصوص لانه تقدم ذكره من قبل امثلة ذلك كثيرة وكانت تقول مثلا الجنة دار المتقين ونعمة الدار اي ونعمة الدار هي وكأن يقال لك جاء زيد وتقول نعم الرجل اي نعم الرجل هو ومن ذلك قوله تعالى في ايوب عليه السلام انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب المعنى والله اعلم نعم العبد هو اي نعم العبد ايوب ومن ذلك قوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل اي نعم الوكيل هو ومن ذلك قوله تعالى حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين اي فبئس القرين انت ومثل ابن مالك لذلك بمثال مشكل فقال وان يقدم مشعر به كفى العلم نعم المقتنى العلم نعم المقتنى اين المخصوص بالمدح ها العلم العلم هنا تقدم ام حذف لانه تقدم مشعر به المقصود هنا تقدم قلنا من قبل ان المخصوص يجوز ان يتقدم زيد نعم الرجل ويكون مبتدأ ويجوز ان يتأخر نعم الرجل زيد فيجوز فيه اعرابان ثم الان نقول ويجوز ان يحذف كأن تقول زيد اخي ونعم الرجل اي نعم الرجل هو يعني يحذف في جملته وفي قوله العلم نعم المقتنى المقصوص لم يحذف وانما تقدم ولهذا اخذ عليه كثير من الشراح هذا المثال وخطؤه فيه والصحيح ان يقال مثلا العلم عزيز نعم المقتنى هكذا يمشي وحاول بعضهم تصحيح مثال ابن مالك في جر العلم كالعلم نعم المقتنع فيصح المثال حينئذ كالعلم جار ومجرور ثم تبدأ جملة جديدة وهو المثال المراد نعم المقتنى ويكون المخصوص محذوفا وحاول بعضهم تصحيح المثال بالنصب كالعلم نعم المقتنى على ان العلم منصوب بالاختصاص يعني بفعل محذوف تقديره نحو الزم العلم نعم المقتنى وبهذا ايضا يصح المثال ولكن العلم في جميع النسخ نسخ الالفية جاء بالرفع وهكذا في نسخ الشراح فلهذا اخذوه عليه والله اعلم كل ما سبق من هذه الابيات تكلم فيها ابن مالك رحمه الله تعالى على نعمة وبئس والعنوان الذي عقده للباب نعم وبئس وما جرى مجراهما وباقي الابيات سيتكلم فيها على ما يجري مجرى نعمة وبئس ويبدأ ذلك بقوله وهي اربعة ابيات اربعة ابيات يبدأ ذلك بقوله واجعلك بئس ساء واجعل فعلى من ذي ثلاثة كنعمة مستلى وذكر هنا شيئين يجريان مجرى نعمة وبئس في الدلالة على المدح والذم وفي اخذ احكامهما فاول الاشياء التي تكون بمعنى المدح والذم هو الفعل ساء الفعل ساء قد يأتي فعلا متصرفا كبقية الافعال فتقول ساء عملك وعملك يسوء ويتصرف ولا علاقة لنا به حينئذ ولكنه قد يأتي آآ اسلوب كأسلوب بئس فتقول ساء الرجل زيد بمعنى بئس الرجل زيد فيأخذ احكام بئس من حيث انواع الفاعل وحذف المخصوص ونحو ذلك ومن ذلك قوله تعالى مساء صباح المنذرين اي ساء صباح المنذرين صباحهم ومن ذلك قوله تعالى ساء مثلا القوم الذين كذبوا باياتنا ساء مثلا القوم الذين كذبوا باياتنا وساء كبئس ومثلا تمييز والفاعل ضمير مستتر والقوم الذين كذبوا باياتنا هو المخصوص بالذنب كقولك بئس مثلا القوم الذين كذبوا باياتنا وتأتي ما بعدها ايضا كما تأتي بعد بئسا ومن ذلك قوله تعالى ساء ما يزرون فتكون ما هنا عن القولين المذكورين فيما الواقعة بعد بئس اما ان تكون بمعنى الشيء اي ساء الشيء شيء يزرونه او تكون بمعنى شيئا اي ساء شيئا يزرونه ومن ذلك قوله تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا فهذا كقولك بئس رجلا فهذا الامر الاول الذي يجري مجرى بئس واما الامر الثاني الذي يجري مجرى بئس ونعمة فهو في قول ابن مالك رحمه الله واجعل فعل من ذي ثلاثة كنعم مسجلى مشتلا اي مطلقا يقول يجوز لك ان تجعل الفعل الماضي على وزن فعل ويكون بمعنى بئس ونعم تحول ما شئت من الافعال الماضية ان كانت على وزني فعلى او فعل فتحولها الى فعل وان كانت على وزني فعل فانها تستعمل حينئذ بمعنى نعمة وبئس من ذلك ان تقول شرف الرجل زيد تمدحه بذلك وتقول لؤم الرجل زيد تذمه وتقول شرف غلام الرجل زيد ولك ان تقول شرف رجلا زيد كما تقول نعم رجلا زيد ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتا بقولك في الكلام بئس مقتا ان تقول ما لا تفعل وكبر هذا فعل يدل على الذنب مقتل تمييز والفاعل ضمير مستتر ان تقولوا هذا اسم مؤول فهو المخصوص بالذنب ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وحسن اولئك رفيقا ومن ذلك قوله تعالى كبرت كلمة تخرج من افواههم كبرت كلمة تخرج من افواههم اي كبرت كلمة تخرج من افواههم كلمتهم او كبرت كلمة تخرج من افواههم الذي قالوه آآ المخصوص هنا بالذنب محذوف والله اعلم فذكر ابن مالك في هذا البيت شيئين يجريان مجرى نعمة وبئس الاول ساء وهو لا يجري الا مجرى بئسا والثاني الفعل المحول الى وزن فعل وهذا يأتي على وزن وهذا يأتي كنعمة في المدح ويأتي كبئس في الذنب ثم يذكر ابن مالك ايضا شيئا اخر يجري مجرى نعمة وبئس في المدح والذم فيقول ومثل نعم حبذا الفاعل ذا وان ترد ذما فقل لا حبذا اذا ذكر في هذا البيت ان مما يجري مجرى نعمة وبئس قول العرب حبذا ولا حبذا ففي المدح تقول حبذا زيد كقولك نعم الرجل زيد وفي الذم تقول لا حبذا عمرو كقولك بئس الرجل عمرو وهذا كثير في كلام العرب ومن ذلك قول الشاعر الا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العادل ومن ذلك قول الشاعرة ام سلمة الا حبذا اهل الملأ غير انه اذا ذكرت مي فلا حبذا هي يقول فلا حبذا هي كان يجوز ان تقول وان ذكرت مي فلا حبذا لكن صرحت هنا بالمخصوص بالذم وهذا يبين ان حذف المخصوص وان دل عليه دليل جائز ومن ذلك قول العرج يا حبذا تلك الحمول وحبذا شخص هناك وحبذا امثاله ومن ذلك قول جرير يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كان وحبذا نفحات من يمانية تأتيك من قبل الريان احيانا فمع اتفاقهم على ان حبذا ولا حبذا في المعنى كبئس ونعم الا ان النحويين اختلفوا في اعراب حبذا زيد ولا حبذا زيد على ثلاثة اقوال القول الاول ان حبذا زيد كقولك نعم الرجل زيد معنى واعرابا فحبذا زيد مكونة من الفعل الماضي حبا ومن اسم الاشارة ذا فحب فعل ماض وذا فاعله وزيد هو المخصوص بالمدح فيعرب كاعراب مخصوص في نعمة وبئساء فتقول حبذا زيد زيد هنا مبتدأ مؤخر وابتدأ مؤخر وخبره الجملة الفعلية حبذا وهذا القول هو قول قول الجمهور قال به ابو علي الفارسي وابن برهان وابن خروف وهو القول المنسوب الى سيبويه القول الثاني في اعراب هذا الاسلوب ان حبذا تركبت فصارت كلمة واحدة ان حبذا تركبت فصارت اسما فهي مبتدأ وزيد خبره حبذا زيد يقول حبذا تركبت فصارت كلمة واحدة اسم كقولك الممدوح زيد فحبذا مبتدأ وزيد خبره او بالعكس فحبذا خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر وهذا قول المبرد في المقتضب وقول ابن السراج في الاصول وقول ابن عصفور في شرح الجمل وهناك قول ثالث وهو اضعف هذه الاقوال وهو ان حبذا تركبت فصارت كلمة واحدة تركبت فصارت فعلا حبذا تركبت فصارت فعلا ماضيا وزيد فاعله وقال بذلك بعض ضعفت النحويين فهل ثلاثة اقوال اقواها الاول اما القول الثالث فضعيف واما القول الثاني فهو ادعاء لان ادعاء التركيب ادعاء لا حاجة له مع امكان ابقاء الكلام على اصله ولا يسار الى غير الاصل مع امكانه ثم يذكر ابن مالك بعد ذلك حكما يتعلق بحبذة ولا حبذا يذكر حكما من احكام حبذا ولا حبذا. فيقول واولي ذا المخصوص ايا كان لا تعدل بذا فهو يضاهي المثل يقول في هذا البيت ان هذا الاسلوب حبذا ولا حبذا التزمت فيه العرب بلفظ ذا مع المذكر والمؤنث ومع المفرد والمثنى والجمع فيقال مع المذكر حبذا زيد ومع المؤنث يقال حبذا هند ولا يقال حبذا هند وكذلك مع المفرد حبذا زيد ومع المثنى حبذا الزيدان ولا يقال حبذان الزيدان هذا قوله واول ذا المخصوص ايا كان يعني بعد ذا تذكر المخصوص ايا كان مذكرا او مؤنثا مفردا او مثنا او مجموعة. طيب لماذا والتزمت العرب ذا مع الجميع قال فهو يضاهي المثل يعني ان هذا الاسلوب صار عند العرب كالمثل والمثل لا يغير والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين