ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين ثم اما بعد. ففي مستهل هذه المجالس العلمية الايمانية العقدية. اود ان انوه ابتداء بهذه الخطوة المباركة التي اه قامت بها الجمعية بتقديم دورة علمية موجهة للاسرة. فهذه بادرة يشكرون عليها وسبق يكتب لهم. وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ان يخاطب الناس عامة. لا يخاطب النخب فقط او يخاطب المتخصصين بل يوجه خطابه للناس جميعا. كما امره ربه عز وجل بقوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت امنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. فلهذا كان بابي هو هو وامي يعلم الكبير والصغير. الحاضر والبادي العربي والاعجمي. آآ الرجل والمرأة جميع الناس كانوا مستهدفين. كان يخصهم بالتعليم والموعظة. حتى ان النساء يوما قلنا له يا رسول الله غلبنا عليك الرجال. فاجعل لنا يوما تأتينا فيه. قال نعم. فوعدهن يوما واتهن في بيت فوعظهن فهذه الدورة آآ دورة مباركة وفتح ان شاء الله تعالى نسأل الله تعالى ان آآ يقتفى فاثرها ويتأسى بها في بقية المناطق لكي ينال التعليم جميع طبقات الناس. وما يتعلق بهذه المجالس موجه لاحكام عقدية تهم الاسرة. وهذه الاحكام التي تهم الاسرة يعني انها تهم كل انها تهم كل احد. لان الاسرة هي الاب والام والابن والبنت. فهم الناس جميعا. وسنتناول عددا من المحاور نسأل الله عز وجل ان يبارك في الوقت. ليتسع ونتمكن من ايصال معلومة واضحة بينة بعونه تعالى لكم ولمن بلغ عبر البث. فسنتحدث معشر الاخوة وهو الاخوات ومن بلغ ابتداء عن تعريفات مهمة لابد لنا ان نعيها وان ندرك بعدها هي كثيرا ما تطرق اسماعنا بلا ريب. تعريف الاسلام والتوحيد والعقيدة. علينا ان نحيط علما ونحسن تصور هذه المصطلحات. فما فما الاسلام؟ الاسلام هو دين الله للناس جميعا ان الدين عند الله الاسلام هكذا قال ربنا عز وجل الدين الذي بعث الله تعالى به انبيائه جميعا هو دين الاسلام ليس الا. ذلك ان الله تعالى لما اهبط الابوين من الجنة قال قل اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا وباياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وفي الاية الاخرى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. هدى الله او له الى عباده عن طريق انبيائه ورسله. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فاختار الله تعالى من بين الناس عن علم وحكمة اناسا خصهم بهذه المنقبة وهم الرسل. قال سبحانه رسلا مبشرين ومنذرين لا هنا للناس على الله حجة بعد الرسل. وهكذا عاش الناس اه حقبة من الزمن موحدين لله تعالى كان الناس امة واحدة. ثم بعد ذلك اختلفوا ووقعوا في الشرك. كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. اذا انبياء الله تعالى هم الذين بلغوا دينه. ودينه سبحانه هو دين الاسلام الذي بعث به جميع انبيائه ورسله كما قال سبحانه واصغوا. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي الى ايه؟ انه لا اله الا انا فاعبدوه. هكذا بعث الله جميع المرسلين. ولهذا كان كل رسول يبادئ قومه بهذه الجملة. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. قالها نوح وقالها هود وقالها صالح وقالها لوط كل انبياء الله تعالى بدأوا قومهم بهذا. الى ان الت النوبة الى نبينا صلى الله عليه وسلم فدعا قومه الى ما دعت اليه الانبياء من قبله. فشريعتهم واحدة ومن منهجهم واحد اقول منهجهم واحد لقول الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. فالدين واحد ان الدين عند الله الاسلام. اذا الههم واحد ودينهم واحد ومنهجهم واحد. فلما كان دعوتهم واحدة فلما كان الامر كذلك لم يجز التفريق بينهم. كما قال ربنا لا نفرق بين احد من رسله اما المفرقين فقال ان الذين ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله قولوا لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض. ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين ان عذابا مهينا. والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم. اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا رحيما. اذا لعله تبين لكم معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ ان دعوة الانبياء ياء واحدة كلهم اتوا بتوحيد الله تعالى ونبذ عبادة من سواه. لذلك لم يجوز التفريق بينهم وكان متعينا على كل مسلم ان يؤمن بكل رسول ارسله الله. وان من كذب برسول واحد فقد كذب بالانبياء جميعا. تأملوا كيف ان الله تعالى قال كذبت قوم نوح المرسلين. مع ان نوح هو اول رسول واول نبي فكيف صدق انهم كذبوا جميع المرسلين وهم بعد لم يأتوا. لان التكذيب برسالة نبي واحد تكذيب برسالة الانبياء جميعا. لان دعواهم واحدة ودينهم واحد. ولما كان الامر كذلك صار اتباع جميعا مسلمون. صار اتباع الانبياء جميعا مسلمين. كل اتباع الانبياء مسلمون والدليل ونقصد بالاسلام ها هنا وارجو ان تتفطنوا لهذا الاسلام بالمعنى العام. لان الاسلام اما بالمعنى العام هو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. فهذا ينطبق على كل اتباع المرسلين. الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. هذا هو تعريف الاسلام بالمعنى العام فلما كان الامر كذلك صار كل نبي وكل اتباع نبي يعرفون انفسهم بهذا التعريف تأملوا معي. يقول الله تعالى عن نوح وامرت ان اكون من المسلمين. ويقول تعالى عن ابراهيم اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. وقال عنه وعن اسماعيل ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وقال ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا مسلما ما وما كان من المشركين. بل ان الله تعالى وصف جميع انبياء بني اسرائيل بالاسلام. فقال سبحانه تأملوا انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا. فانبياء بني اسرائيل كلهم مسلمون يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. وقال سبحانه على وجه الخصوص عن يعقوب وبنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت؟ اذ قال لبنيه اتعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحو له مسلمون. ارأيتم؟ وقال سبحانه وتعالى علوط واهل بيته. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وقال عن يوسف عليه السلام وهو يناجي ربه انت وليي في الدنيا والاخرة. توفني والحقني بالصالحين. وقال عن موسى وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. ارأيتم ان كنتم مسلمين. ولهذا قال سحرة فرعون لما املوا قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين. وفرعون حين ادركه الغرق فهم بهذا وعبر عنه بلفظه فقال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين لم يقل من بني اسرائيل لم يقل من اليهود. قال وانا من المسلمين. لكنه قال ذلك حيث لا ينفعه. بل قال الله تعالى عن في قصة سليمان وملك وما ملكة سبأ قالت واسلمت مع سليمان لله رب العالمين هؤلاء هم انبياء بني اسرائيل المتقدمون. فماذا عن اخر في اسرائيل عن اخر بني اسرائيل عيسى عليه السلام ومن تبعه يقول الله عز وجل عن الحواريين امنا بالله واشهد بان مسلمون. وفي اية اخرى واشهد باننا مسلمون. بل ان الجن لما اسمعوا القرآن؟ قالوا ماذا؟ قالوا وان منا المسلمون ومنا القاسطون. فمن اسلم فاولئك تحروا وبما امر الله تعالى به الانبياء والمرسلين امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فقال له وامرت ان اكون اول المسلمين. وفي موضع وامرت ان اسلم لرب العالمين. وقال في موضع قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين اذا تبين لكم معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ ان دين الله واحد. وان ليس لله عدة اديان كما يتوهم بعض الناس يظن بعض الناس ان لله دينا اسمه اليهودية ودينا اسمه النصرانية. لا ليس لله الا دين واحد هو دين الاسلام. فان قلت فما اليهودية اذا؟ وما النصرانية؟ اليهودية هي مآل اليه دين موسى عليه السلام بعد تحريف الاحبار والنصرانية هي ما ال اليه دين عيسى عليه السلام بعد تحريف الرهبان. لكن الله تعالى ليس له دين اسمه اليهودية وليس له دين اسمه النصرانية. بل دين الله واحد هو الاسلام. ولما كان الامر كذلك برأ الله تعالى ابراهيم وانبياء بني اسرائيل من اليهودية والنصرانية. استمعوا يقول الله عز وجل ما كان يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا مسلما. وقال ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق يعقوب والاسباط كانوا هدى او نصارى. قل اانتم اعلم ام الله؟ فهذا يدلنا على تبرئة الله تعالى لانبيائه ورسله من التهود والتنصر. وانهم على دين على دين واحد هو الاسلام الذي هو ملة ابراهيم. قال ربنا عز وجل ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. وملة ابراهيم هي الاسلام. اذا ارجو ان يكون الامر واضحا لدى الجميع ان دين الله واحد وهو الاسلام بالمعنى العام. الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. اما الاسلام بالمعنى الخاص فهو ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. من العقائد الصحيحة والشرائع العادلة والاخلاق القويمة والاداب العالية هذا هو الاسلام بصورته الختامية. الذي غلب غلب اسمه على اه ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه. فهو الاسلام بالمعنى الخاص. الانبياء دينهم واحد لكن شرائعهم متنوعة. كما جاء في الحديث الصحيح الانبياء اخوة لعلات انبياء اخوة لعلات. يعني بمعنى انهم كابناء الضرائر. كابناء الضرائر. ابناء الضرائر ابوهم واحد وامه هاتهم شتى فلما كان الامر كذلك صار التنوع في الشرائع لان الشرائع كما تعلمون يدخلها النسخ بل ان العقيدة او الدين او الرسالة الواحدة قد يقع فيها نسخ وهي شريعة واحدة. فكيف شريعة عن شريعة فبهذا تبين لنا بشكل جلي ان الاسلام هو الدين الذي بعث الله به جميع انبيائه ورسله وهو الاسلام بالمعنى العام. وان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الاسلام بالمعنى الاخص. وهو ما خص الله تعالى به محمدا صلى الله عليه وسلم من العقائد الصحيحة والشرائع العادلة والاخلاق القويمة والاداب العالية التي كانت ناسخة لما قبلها من الشرائع. وذلك ان الله تعالى ذكر في سورة المائدة الرسالات السابقة فذكر التوراة وقال انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. ثم ثنى بالانجيل فقال وقفينا على اثارهم عيسى ابن مريم واتيناه الانجيل. ثم ثلث بالقرآن فقال وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. فمعنى مصدقا لما بين يديه من الكتاب اي مصدقا لاخباره لان لا يدخلها النسخ ومهيمنا على ايه؟ اي ناسخا لاحكامه. فالشرائع ينسخ بعضها بعضا. فكان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة للشرائع السابقة. الا ما اقر شرعنا من شرع من شرع من قبله فبهذا يتبين لنا حقيقة دين الاسلام. وانه الدين الذي لا يقبل الله دينا سواه. يقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. فلا يجوز لاحد بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ان يبقى على يهوديته ولا على نصرانيته. فضلا عن الاديان الوضعية الوثنية. لكن حتى الكتابية لا يجوز البقاء عليها، بل يجب ان يدخل في عقد الاسلام. كما تلونا انفا قل يا يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. الذي له ملك السماوات والارض. لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته. وماذا؟ واتبعوه لعلكم تهتدون وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة امة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة. يعني امة الدعوة الى يوم القيامة. يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار وبهذا يتبين لكم معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ ان الدعوة الى تقارب الاديان او تلفيق الاديان انها دعوة باطلة. وان الدعوة المتعينة التي لا يجوز سواها هي الدعوة الى دين الاسلام. فقد امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم امرا صريحا فقال قل يا اهل الكتاب تعالوا اذا نحن اصحاب المبادرة نحن من نوجه الدعوة قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. ما تلكم الكلمة؟ لم يدعها الله تعالى لقول فقيه. ولا لتفسير المفسر بل تولى بيانها نفسه سبحانه الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بان مسلمون. ليس ثم حل وسط ولا التقاء في منتصف الطريق. ولا دين ملفق من مجموع الاديان كما ينادي به بعض الزنادقة. وهذا الامر من الوضوح بمكان. ومن رأى وقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ادرك بشكل جلي انه لقي المشركين ولقي اليهود ولقي النصارى ولم يدخل معهم في شيء من الالتقاء في منتصف الطريق. بل كان يدعوهم الى الدخول في عقد الاسلام. وتوحيد رب العالمين. ساكن اليهود في المدينة كانوا ثلاث قبائل فكان يدعوهم الى الاسلام. يأتي اليهم في كنسهم في يوم مدراسهم. فيقول يا معشر يهود اروني اثني عشر منكم يشهدون ان لا اله الا الله واني رسول الله يرفع الله اللعنة والغضب عن كل يهودي تحت اديم السماء. فلا ينبعث له هذا العدد لم ينبعث له الا شخص واحد. وكان يستضيفهم ويدعوهم الى مجلسه ويدعوهم الى الاسلام لم يدعوهم الى حلول وسط. بل دعاهم الى الدخول في عقد الاسلام. ولما اتاه وفد نصارى نجران. حاجهم حجوه دعاهم الى الدخول في الاسلام لم يدعوهم الى بيان مشترك او كلام ملفق او اه اقرار كل على ما هو عليه. بل دعاهم الى الدخول في الاسلام. ولما بلغ الامر منتهاه ولم يستجيبوا نزلت اية مباهلة وهي قول الله عز عز وجل فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم وانفسكم ثم نبتهل. فنجعل لعنة الله على الكاذبين. ان هذا لهو القصص الحق. وهكذا اصحابه من بعده صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم لما ساحوا في الارض فاتحين دعوا الناس الى الدخول في عقد الاسلام. لانه الدين الحق. فمن اجاب فهم فله ما لهم وعليه ما عليهم. ومن امتنع فاما ان ان يبذل الجزية عن يد وهو صاغر. واما هذا الذي كان عليه الفاتحون الاولون من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اذا تبين هذا فعليك ايها المؤمن ان يمتلئ قلبك غبطة شعورا بنعمة الله تعالى عليك. ان هداك للاسلام. فالله قد امتن على المؤمنين بهذا فيجب ان ان نحمد ربنا على هذه النعمة العظيمة يقول ربنا عز وجل لقد من الله على المؤمنين اذ عاث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. فالواجب علينا ان نعتز بديننا. وان نعلم انه هو الدين الحق. وان من الدعوات المبطلة التي ينادي بها بعض الناس كقول بعضهم الحقيقة نسبية ليس لاحد ان يدعي امتلاك المطلقة الى غير ذلك من زخرف القول وبهرج العمل. بل نقول ثمة محكمات قطعيات لابد من اعتقادها وثم امور اجتهادية قابلة لاختلاف الانظار. وهي الامور الفرعية اما الامور قطعية فانها ليست محلا للمفاوضة ولا للنقاش بل هي قطعيات ووحي من الله عز وجل كما قال ربنا عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض ارض على الى الله تصير الامور. اذا فرغنا من التعريف الاول وهو تعريف الاسلام وعرفنا اهل الاسلام بالمعنى العام ومعنى الاسلام بالمعنى الخاص. وننتقل الى آآ تعريف التوحيد. فما التوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا والتوحيد يعني اه في اصل اللغة جعل الشيء واحدا. جعل الشيء واحدا كما يقال مثلا في الجامعات آآ تم توحيد الشعب. يعني ضم بعضها الى بعض او توحيد الفصول يضمون بعضها الى بعض الى اخره الشيء واحدا. لكنه في هذا المقام يراد به اعتقاد الله واحدا. لاننا لسنا الذين نجعل نجعل الله واحدا هو واحد سبحانه. شاء من شاء وابى من ابى هو الله الواحد الاحد. فمعنى التوحيد من حيث الوضع وغوي يعني اعتقاد الله واحدا. والتوحيد معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ آآ ينقسم الى ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. فيجب ان نوحد الله تعالى بكل هذه الانواع الثلاثة ولا نجعل له شريكا في اي منها. فاما توحيد الربوبية فهو ان يعتقد الانسان اعتقادا جازما ان الله تعالى هو الخالق لا خالق سواه. وهو المالك لا مالك سواه. وهو المدبر لا مدبر سواه وقد عبر بعض اهل العلم عن هذا بقولهم توحيد الله بافعاله. ما هي افعاله سبحانه؟ الخلق والملك والتدبير ما يتبعها من الرزق وانزال المطر وان بات الارظ والصحة والمرض وغير ذلك من افعاله سبحانه وتعالى فيجب ان نوحد الله تعالى بذلك بان نعتقد انه الخالق لا خالق سواه. وانه الرازق لا رازق سواه انه المدبر لا مدبر سواه. وانه المالك لا مالك سواه سبحانه وبحمده. هذا هو ما نقصده في اه توحيد الربوبية فهو يدور حول هذه المعاني الثلاث الخلق والملك والتدبير. فاما الخلق فاستمعوا يقول الله عز وجل الله خالق كل شيء. فالله الخالق وما سواه مخلوق. وقال سبحانه خلق كل شيء. ليس ثم الا خالق او مخلوق. فالله الخالق وما سواه مخلوق. وكل خلق اضيف لغير الله فهو خلق نسبي. بمعنى التشكيل والتصوير لا الانشاء من العدل. مثلا لو قال قائل كيف تقولون في قول الله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين. فها قد اثبت خالقين المقصود الخالقين هنا ليس الذين ينشئون شيئا من العدم. وانما المقصود التشكيل والتصوير. كما قال هو الذي يصوره في الارحام كيف يشاء. فاحسن المصورين هو الله سبحانه وتعالى. اما الخلق بمعنى الانشاء من العدم فهذا يختص به سبحانه. ايضا لابد ان نعتقد اعتقادا جازما بان الله هو المالك لا مالك سواه. ما الدليل يقول الله عز وجل الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض وقال ولله ملك السماوات الارض وقال قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء. وقال ولم يكن له شريك في الملك. وقال ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. وقال ولهذا فكل ملك اضيف اليه الى غيره سبحانه فهو ملك نسبي مؤقت محدود. مثلا لو قال قائل اليس الله تعالى يقول او ما ملكت ايمانكم او ما ملكتم مفاتحه اليس الله تعالى يقول اه للرجال نصيب لام التمليك يقول للذكر مثل حظ الانثيين لام التمليك. ويقول انما الصدقات للفقراء الى اخره. لابد تمليك. فيقال نعم. هذا تمليك وملك لكنه ملك نسبي محدود مؤقت لا يدوم. ولهذا قال ربنا عز وجل انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون. كما انه ايضا ليس ملكا مطلقا. فلو قدر ان انا انسان ملك مثلا رزمة من الدراهم او النقود واراد ان يتلفها ويحرقها حشرنا عليه وظربنا على يده لانه سفيه فملك كل احد ملك محدود مقيد وليس ملكا مطلقا. اما الامر الثالث فهو الامر والتدبير ذلك ان الله سبحانه وتعالى يقول قل ان الامر كله لله ويقول الا له الخلق والامر؟ تبارك الله رب العالمين وقال وقضي الامر والى الله ترجع الامور. وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس لك من امري شيء. فمن دونه من باب اولى. ليس لك من الامر شيء. وآآ قال تعالى لله الامر من قبل ومن بعد وبناء عليه فكل تدبير اظيف الى غير الله عز وجل فهو محكوم بتدبير الله. تأملوا قول الله الله عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. يعني لو قال لنا قائل قد اثبت الله لنا ملكا اليس فرعون يقول اليس لي ملك ملك ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي؟ اليس الله تعالى يقول اه حرثكم انا شئتم نقول نعم لكن هذا محكوم هذا محكوم عفوا بامر الله وتدبيره الحديث عن الامر والتدبير محكوم بامر الله وتدبيره. انما امره اذا اراد وامره سبحانه وتعالى وتدبيره نوعان كوني وشرعي. فاما امره الكوني فلا بد من نفاذه ولابد من حصوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. اما امره الشرعي اقيموا الصلاة. اتوا الزكاة. فانه لا يلزم ووقوعه فقد جعله الله تعالى منوطا بمشيئة العبد واختياره ليترتب عليه الثواب والعقاب وهكذا فبقية افعال الله ترجع الى هذه الثلاثة. الى الخلق والملك والتدبير. مثل الرزق والاماتة والصحة والمرض وانزال الغيث وان بات في الارض وتسليط الرياح واجراء الفلك وتعاقب الليل والنهار والحمل والوضع والعز والذل وغيرها كل هذه من امور الربوبية. اذا نقول لابد من توحيد الله في الربوع في بربوبيته بان نعتقد بان الله سبحانه وتعالى هو الرب وحده لا شريك له في الربوبية. فمن نقض شيئا من اركان الربوبية فهو كافر بالله العظيم. من اعتقد خالقا مع الله من اعتقد مالكا مع الله. من اعتقد مدبرا مع الله فقد كفر بالربوبية. لهذا قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله. لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. اذا الامر كله لله. سبحانه وبحمده. لا يملكون ذرة استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة هو سبحانه لا يستكثر بعباده من قلة. ولا يستعز بهم من ذلة. هو الغني الحميد سبحانه وبحمده. يجب ان يمتلئ قلبك ايها المؤمن وانت ايتها المؤمنة يقينا بهذا. وان الله ها هو الخالق المالك المدبر وحده لا شريك له في هذا ابدا. واذا امتلأ القلب بهذا حصل لما بعده وهو توحيد العبادة. او توحيد الالوهية. وهو الذي بعث الله به جميع انبيائه ورسله. ذلكم ان توحيد الربوبية امر فطري. فطر الله الناس على الاقرار بربوبيته. كما يفطر المولود على البحث عن الطعام والشراب والبعد عما يضره يفطر على توحيد رب العالمين. يقول الله يقول النبي يقول الله عز وجل فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل او يسلمانه او يسلمانه. لم؟ لان الفطرة هي الاسلام. فهو باق على فطرته. الا ان يطرأ عليها تغيير لهذا كان توحيد الربوبية امر فطري. وانما وقع الخلاف بين الانبياء واقوامهم في النوع الثاني وهو توحيد الالوهية او توحيد العبادة. فوقع الناس في الشرك. وذلك انهم كانوا على التوحيد من بعد ادم عليه السلام الى قريب من زمن نوح. وقد قال ابن عباس كان بين ادم وبين نوح عشرة قرون كلهم على التوحيد فحين اذ عبدوا الاصنام وذلك انه كان بين قوم نوح آآ رجال صالحون يقال لهم ود وسواء ويغوث ويعوق ونسر. فلما ماتوا اتى الشيطان الى اصحابهم وقال لو انكم عمدتم الى كمجالسهم التي يجلسون فيها فرسمتم لهم تماثيل ونصبتم لهم فيها انصابا حتى اذا رأيتموهم نشدتم على العبادة فابتلعوا الطعم واغراهم بذلك ففعلوا ولم يعبدوهم. فلما هلك ذلك القرن وجاء قرن بعده ودرس العلم قال هؤلاء شفعاؤكم عند الله فارجوهم واخشوهم وسلوهم ففعلوا وعبدوهم من دون الله. هكذا صار يوسف بعضهم بعضا بهذا وقالوا لا تذرن الهتكم. ولا تذرن ودوا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا. وقد اضلوا كثيرا فلاجل ذا بعث الله النبيين لينذروا قومهم من مغبة الشرك ويدعونهم الى عبادة الله وحده دون ما سوى فتوحيد توحيد الالوهية هو الاعتقاد الجازم بان الله وحده هو الاله الحق المستحق للعبادة دون ما سواه. هذا معنى قولك ايها المؤمن ويا ايتها المؤمنة لا اله الا الله. ماذا تعني هذه الكلمة التي هي اول الاسلام واوسطه واخره تعني لا بحق الا الله. لا يستحق العبادة الا الله. سواء كانت تلك العبادة عبادة قلبية. كالخوف والرجاء والمحبة والتوكل والاستعانة ونحوها او كانت عبادة لسانية كالدعاء والتلاوة وقراءة القرآن او كانت عبادة بدنية كالقيام والقعود والركوع والسجود والطواف والسعي واماطة الاذى عن الطريق وحلق الرأس تقربا الى الله فلا تصرف لغير الله. او كانت عبادة مالية كالزكاة والصدقة. فمعنى توحيد العبادة اي افراده سبحانه بالعبادة دون ما سواه. وعدم صرف شيء من انواعها لغير الله عز وجل لهذا خلق الله الخلق كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال ولقد بعثنا في كل امة الرسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وتلونا عليكم انفا قول كل نبي ارسله الله الى قومه يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. فهذا هذا هو توحيد الالوهية وهو حلبة الصراع وساحة النزاع بين الانبياء واقوامهم ولنا عود الى بعض خصاله. واما النوع الثالث من انواع التوحيد فهو توحيد الاسماء والصفات. وذلك بان نعتقد بان نثبت ما اثبته الله لنفسه في كتابه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته من الاسماء الحسنى صفات العلا نثبتها له اثباتا بلا تمثيل. وننزهه تنزيها بلا تعطيل. ونعتقد انه ان له المثل الاعلى في كل ما وصف وسمى به نفسه. فالله سبحانه وتعالى قد تعرف الى عباده بجملة من اسماء الحسنى والصفات العلى. فكل ما سمى الله ووصف به نفسه فالواجب علينا ان نصف الله تعالى ونسميه به وكل ما نزه الله عنه نفسه من صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين فالواجب علينا ان ننزه الله سبحانه وتعالى عنه. وما سكت عنه فلم يذكره لا بنت ولا اثبات فاننا نسكت عنه ونمسك ولا نقول الا ما قال ربنا او قال نبيه صلى الله عليه وسلم. اذا تبين بهذا بان من توحيد هذا التوحيد الخاص وهو توحيد يتعلق بالعلم بالله الذي هو اشرف انواع العلوم فيجب ان تعتقد ان الله واحد احد سميع بصير عليم قدير حكيم. الى اخر مسرد الاسماء الحسنى وان تعتقد ان كل اسم فانه يدل على صفة. فالسميع يدل على السمع والبصير يدل على البصر. والعليم يدل على العلم الحكيم يدل على الحكمة فتثبت لله تعالى هذه الصفات على اكمل ما يكون لقوله تعالى ولله المثل الاعلى في السماوات والارض وله المثل الاعلى. اي الوصف الاعلى كذلك ايضا تثبت ما اثبت آآ الرب لنفسه من الصفات التي لم تقترن باسماء. اثبت الله لنفسه صفة العلو وصفة النزول وصفة الاستواء وصفة المجيء وصفة الاتيان وغير ذلك والرضا والسخط والغضب فيجب ان تثبت لله على الوجه اللائق به لماذا؟ لان الله تعالى اعلم بنفسه واصدق قيلا من خلقه واحسن فاذا كان كذلك فليس لاحد ان يفتات على نصوص الكتاب والسنة ولا يتجنى عليها بنوع من انواع العدوان من تأويل وتحريف وتعطيل وتجهيل وتمثيل وتشبيه. لهذا اذ نقول نثبت لله اثباتا بلا تمثيل. وننزه الله تعالى تنزيها بلا تعطيل. هذه امهات الباب الذي هو توحيد الله عز وجل. فالتوحيد يجب ان يجري على هذه المقامات الثلاثة. وهي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. الصفات فلا يجعل لله شريكا في ربوبيته. ولا يجعل لله شريكا في ولا يجعل لله شريكا في اسمائه وصفاته. وممن اشرك مع الله تعالى في ربوبيته الذين يدعون ان خالقا مع الله او ان مدبرا مع الله كقول مثلا الثانوية من اه الفرس او المعنوية يقولون بوجود الهين. اله النور واله الظلمة. وكما يدعي ايضا ان نصارى حينما يقولون بالاقاميم الثلاثة. فيقول قائلهم الاب والابن وروح القدس اله واحد. او ان ينكر الله كما انكر الملاحدة والشيوعيون فيقولون لا اله والحياة مادة اه ان شاء الله تعالى نتم بعد صلاة المغرب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه فيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس احكام عقدية تهم الاسرة ضمن الدورة الاسرية العلمية الاولى التي تقيمها الجمعية الدعوية في المعابدة مكة المكرمة. وقد تناولنا في المجلس الاول تعريف الاسلام والتوحيد. ونتحدث الان عن تعريف العقيدة. هذا اللفظ الذي يطرق اسماعنا كثيرا. ما معناه؟ العقيدة علم وفن من علوم اهل الاسلام هو اهمها واشرفها. وذلك لانه يتعلق بالعلم بالله تعالى والعلم بالله تعالى اشرف العلوم لانه متعلق باشرف معلوم. واصل لفظ العقيدة مأخوذ من العقد وهو الربط والجزم. العقد هو الربط والجزم. وقد سميت العقيدة عقيدة. لانها حكم دهنا الجازم العقيدة هي حكم الذهن الجازم المتعلق بالعلم بالله تعالى. لهذا سميت العقيدة عقيدة. ولها اسماء اخر اصطلح عليها السلف يجوز ويسوغ بها. فمن اسماء هذا العلم الشريف اضافة الى علم العقيدة الايمان. والتوحيد الاصول فهذه اسماء وكذلك السنة. فما زال السلف يصنفون المصنفات المتعلقة باصل الدين وامهاته ومحكماته. ويريدون بها هذا. فيسمون ذلك العقيدة والايمان والتوحيد والسنة والاصول. فهذه تسميات صالحة صحيحة. وعلى كل واحد منها امثلة يطول المقام ذكرها من مصنفات السلف. لكن ثم اسماء لا يسوغ ان يسمى هذا العلم الشريف بها. مثل فلسفة لا يجوز ان تسمى آآ العقيدة الاسلامية فلسفة. لماذا؟ لان الفلسفة نتاج بشري مأخوذة بل هي كلمة يونانية مكونة من جزئين في لوصوفي. فتيلي معناها محبة صفر يعني حكمة فهي محبة الحكمة. والفلسفة علم نشأ عند اقوام لا صلة لهم بعلوم الانبياء وهم الاغريق ومن شابههم. فهم لا يأخذون عن انبياء الله تعالى ولا يصدرون عن الوحي. وانما يصدرون عما تمليه عليه عقولهم. فلذلك لا يوجد شيء اسمه الفلسفة الاسلامية كما يعبر بعض الكتاب. فالفلسفة نتاج بشري آآ عقلي يصيب ويخطئ واما العقيدة فهي وحي الهي من عند الله معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. من التسميات الباطلة التي لا يجوز ان تسمى بها العقيدة. علم الكلام وهذا اصطلاح انتشر وشاع في قرون خلت فيطلقون على ما يتعلق بهذه المسائل آآ الشريفة علم الكلام. وقد دم السلف رحمهم الله علم الكلام. وآآ انبوا من اتخذه منهجا وخالف طريقة السلف بالاخذ بالاثار والاحاديث. وحتى قال الامام احمد رحمه الله لا يفلح صاحب كلام ابد. وقال الشافعي حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال. ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من اقبل على علم الكلام وترك الكتاب والسنة. فالمتكلمون هم قوم يحاولون اثبات العقائد الدينية بالطرق العقلية وحسب. فقد درسوا المنطقة اليوناني الاغريقي وآآ هو عبارة عن وقوانين عقلية فاتخذوها آآ منهجا لاثبات العقائد او نفيها. ثم بعد ذلك يعرضون عليها نصوص الكتاب والسنة. فما وافق مقدماتهم العقلية قبلوه. وما خالفها ردوا. وهذا خلاف طريقة المحدثين الذين يعولون على النص والدليل ويعتصمون بالكتاب والسنة. فلهذا ذم السلف الكلام واهله كما سمعتم. وبالفعل فعل فان هذا المسلك لا ينشئ الا حيرة. وضياعا للاعمار. وقد عبر عن هذا اه احد كبرائهم الذين تعمأ الذين الذي تعمق في هذا العلم وقال كلاما ينبئ عن طيلة عمره. يقول لقد يقول ينشد ابياتا يقول نهاية اقدام العقول عقال. واكثر سعي العالمين ضلالة وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقالوا ثم قال لقد تأملت الطرق الكلامية. والمناهج الفلسفية فلم ارها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ووجدت اقرب الطرق طريقة القرآن. اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى. يعني فاثبت الاستواء. واقرأ في النفي ليس كمثله في شيء يعني فانزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين. ثم قال ومن جرب تجربتي عرف معرفتي لكننا نقول لسنا بحاجة ان نخوض تجربته وقد عافانا الله تعالى وكفانا بما انزل على نبيه من الهدى ودين الحق ومن الاسماء التي لا يسوغ ان يسمى بها هذا العلم آآ الفكر الاسلامي العقيدة ليست فكرا. الفكر نتاج بشري. فلا يجوز ان تسمى العقيدة فكرا اسلاميا. ربما وجد الفكر في بعض الامور عشية او الاجتهادات الفرعية. اما العقيدة فهي وحي من عند الله عز وجل. لا يجوز ان تسمى فكرا. وقريب من هذا اه قول بعضهم التصور الاسلامي. مرة اخرى ليست العقيدة تصورات وتخيلات وانما هي وحي نزلوا من عند الله. واقبح من هذا وذاك قول بعضهم الايديولوجيا الاسلامية. اخذا من كلمات ايديولوجي وهي كلمة اجنبية فعلا الفكرة فعلينا معشر طلبة العلم وطالباته هو من بلغ ان نحافظ على الالفاظ الشرعية ونعتز بها والا نستطيع نستعيض عنها بالفاظ محدثة يزوقها بعض الناس يروجونها كأنما تنبئ عن ثقافة واطلاع وغير ذلك لا نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير. اذا هذا هو معنى العقيدة فاذا سمعت لفظا العقيدة فالمراد بهما يعقد عليه القلب من الحقائق الايمانية والمعارف القلبية التي آآ يتعبد بها لله رب العالمين. اه اما حكم تعلم التوحيد والعقيدة فلا ريب انه من اوجب الواجبات. ليس تعلق التوحيد والعقيدة من فضول العلم. بل هو من اسسه. والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذ غدا الى اليمن ماذا قال له؟ قال انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وفي لفظ آآ توحيد الله. فدل ذلك على وجوب الدعوة الى العقيدة وتعلمها. ولما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتبا الى ملوك الارض الى هرقل والنجاة والمقوقس وكسرى وملك غسان وملك المنابرة وغيرهم. كان يدعوهم الى والى توحيد الله وعبادته. ومن اشهر كتبه كتابه الذي كتبه الى هرقل عظيم الروم. حيث كتب فيه من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم. اما بعد اسلم تسلم. يؤتيك الله اجرك مرتين. فان توليت فانما عليك اسم الاريسين ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا اتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. فاول الدعوة هي الدعوة الى توحيد الله كما هي طريقة جميع الانبياء يقولون لاقوامهم يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ولما دعا النبي وصلى الله عليه وسلم الى التوحيد كفار قريش عظم عليهم الامر واتوا الى ابي طالب وقالوا له يا ابا طالب هذا ابن اخيك ذم الهتنا وعاب اباءنا كما اه اه الهتنا فخذ لنا منه وخذ له منا. يعني يريدون ان يفاوضوا ابا طالب بحكم انه المجيب لابن اخيه صلى الله عليه وسلم لكي يصلوا الى حل وسطي. فدعا ابو طالب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. وكان الى جواره موضع يتسع لمجلس رجل واحد. فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم فخاف ابو جهل ان النبي صلى الله عليه وسلم الى جنب عمه فيرق له قلبه ويلين له فقام وجلس في ذلك الموضع. وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ممسكا بصائر الباب. لا موضع له. فقال له ابو طالب يا ابن اخيه هؤلاء قومك اتوني قالوا خذ لنا من ابن اخيك وخذ له منا. فقال يا عمي لا اسألهم الا كلمة واحدة. فجثا ابو جهل على ركبتي فقال وابيك نعطيك عشرا. ليس كلمة واحدة نعطيك عشر كلمات. لكن يعني كما يقول خلصنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله. فقام القوم ينفضون ازرهم ويقولون فعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة. ان هذا الا اختلاق وانطلق الملأ منهم واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد. انهم كانوا قال الله عز وجل انهم كانوا اذا قيل لهم لا لا اله الا الله يستكبرون. والمقصود يرعاكم الله ان تعلم العقيدة والتوحيد ليس من نافلة العلم بل هو اصل العلم ويجب البدء به. فعلى كل مسلم ان يعرف عقيدته التي يلقى بها ربه. واذا وضع الانسان في قبره فانه يسأل ثلاثة اسئلة كلها تتعلق بالعقيدة لا تتعلق بالطهارة والصلاة والزكاة والحج والصوم لا يقال له من ربك ما دينك ومن نبيك؟ هذه هي الاصول الثلاثة. ولهذا اسس الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب كتابه الاصول الثلاثة على هذه المباحث الثلاثة. لان الانسان اذا اتقنها وظبطها فانه يتمكن من اجابة الملكين اما اذا كان كما جاء في الحديث يقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ذلك انه امعة يسمع الناس يقولون شيئا فلا يتجاوز طبلة اذنيه ولا يتجاوز تراقيه لا الى سويداء قلبه. اما المؤمن العارف لعقيدته المدرك لها الذي يعبد الله على بينة فانه يدري يدرك معاني هذه العقيدة. لذلك كان لزاما على كل مؤمن ان يعرف اصول الاعتقاد ومبادئه واسسه واعظمه ما سمعتم في المجلس الاول فيما يتعلق بتوحيد الله تعالى في ربوبيته والوه واسمائه وصفاته. وذلكم ان توحيد الله تعالى وان كنا قلنا انه ثلاثة انواع لكنه يؤول الى قسمين توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في القصد والطلب. فتوحيد القصد فتوحيد المعرفة يسمى التوحيد العلمي. او التوحيد الخبري وهو ما وهو ما يتضمن توحيد الربوبية الاسماء والصفات. بمعنى ان ينطوي القلب على معارف صحيحة. ان يعقد على علوم صائب ليس فيها ضلالة. وهي التي دل عليها دلت عليها سورة الاخلاص. قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فسورة الاخلاص تدل على التوحيد العلمي. التوحيد الخبري. توحيد والاثبات. اما النوع الثاني من التوحيد فهو توحيد القصد والطلب. الذي هو توحيد العبادة او توحيد الالوهية او توحيد العمل وهو الذي دلت عليه سورة الكافرون. قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين فهي براءة من كل معبودات المشركين. ومن عبادتهم واخلاص لله تعالى في العبادة. فكل ما يتقرب به الى الله فانه لا ينصرف الى سواه. من جميع انواع العبادة القولية والقلبية والمالية والبدنية. كلها خالصة لله. قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين. قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فلهذا نقول معشر الاخوة والاخوات ومن بلى يجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يتعلم العقيدة والتوحيد كما علمها النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه. اتاه جبريل وجلس اليه واسلم ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وسأله مسائل. فكان مما سأله قال فاخبرني عن الايمان. قال الايمان ان تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. هذه اصول الايمان هذه اركان العقيدة. فلا يجوز لاحد ان يتخطى هذا الى غيره ويقول اهم شيء الحلال والحرام لا ما هو اعظم من الحلال والحرام ان ربك وتوحده فانه لا قيمة لعمل لم يؤسس على التوحيد. فوحد الله اولا ثم اعمل لهذا قال الله تعالى ومن احسن آآ آآ قال قال آآ سبحانه وتعالى ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. فاسلام الوجه لله هو العقيدة لانه التوحيد اسلام الوجه لله يعني اخلاص التوجه له فلا يلتفت يمنة ولا يسرة الى معبودات سواه. وهو محسن هو الاتباع بان يكون متعبدا لله تعالى بما شرعه نبيه صلى الله عليه وسلم. فلهذا كانت الشهادتان الان ركنا واحدا لانه لا يتم لا يتم احدهما او لا تتم احداهما الا بالاخرى. فشهادة ان لا لا اله الا الله تدل على الاخلاص. وشهادة ان محمدا رسول الله تدل على المتابعة. فلا يمكن فصل احدهما عن الاخر لانك اذا اخلصت العبادة لله تعالى كنت محتاجا ان تعبده كما يحب لا مجلى كما تحب انت وما السبيل الى عبادته كما يحب ما جاء به انبياؤه ورسله. لهذا اقترنت بها شهادة ان محمدا رسول الله. وكذلك شهادة ان محمدا رسول الله. لا يمكن ان تنفع صاحبها الا اذا كان مخلصا لله تعالى قال الفضيل ابن عياض رحمه الله حين سئل عن قول الله تعالى آآ الذي خلق الموت والحياة ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه. احسن عملا اي اخلصه واصوبه. لم يقل ايكم اكثر عملا قال قال ايكم احسن عملا؟ احسن العمل هو اخلصه واصوبه يعني ما كان خالصا صوابا خالصا لله موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. آآ وبعض الناس يرعاكم بعض الناس اه حينما يقال العقيدة يخيل اليه ويتوهم ان هذا ندخله في اشكالات وفي شكوك وفي امور هو في غنى عنها فيتهرب عن هذا الامر وهذا وهم الذين حين افشل العقيدة بالتعقيد هم المتكلمون. اما العقيدة الاسلامية التي جاء بها ناطق الكتاب وصحيح السنة هي التي هي نعيم القلب. هي نعيم القلب. وهي صلاحه وهي انسه. كما تقرأ قول الله تعالى قل هو الله هو احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد. وكما تقرأ اية الكرسي وكما تقرأ اخر سورة الحشر وغيرها من المواضع التي يعرف الرب بها بنفسه. الست تجد في قلبك طمأنينة واسترواحا وسكينة هذه هي العقيدة اما اللغط والشغب واللجاج والجدال فهذا احدثه المتكلمون الذين خرجوا عن طريقة السلف رحمهم الله. وادخلوا علم العقيدة في المنطق اليوناني. فافسدوها انشاء هذا الانطباع من جراء ذلك. حيث صار بعض الناس يظن ان هذه اه ارض ملغومة. من دخلها فهو في خطر. نعم العقيدة امرها مهم وخطير لكنها بينة واضحة. تجيب على على الاسئلة وتجعل الانسان اه على في طمأنينة. وفاقد العقيدة لا يمكن ان ان ان ينعم بل لا بد ان يشقى. الم يقل الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. وبالمقابل قال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن ماذا؟ فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فلا بد من تعلم العقيدة من مصادرها. ومصادرها ثلاثة الكتاب والسنة والاجماع. فمن تعلم العقيدة من مصادره فيها فقد استمسك بالعروة الوثقى. الكتاب والسنة والاجماع. اذا اردت اردت ان تعرف ربك وما ينبغي له من اسماء الحسنى والصفات الحسنى من صفات الكمال ونعوت الجلال فخذها من الكتاب والسنة. اذا اردت ان تعرف بقية اركان الايمان من الايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر فخذها من الكتاب والسنة. وكذلك ايضا من عقد عليه اجماع السلف لان السلف لا يخرجون عن دلالة الكتاب والسنة وهم قد سمعوا التنزيل وعلموا التأويل من رسول صلى الله عليه وسلم. اما من زاغ يمنة ويسرة فسيشقى فسيشقى. وخذوا هذا لشاعر نظم ابياتا تنبئ عن هذا الشعور بالحيرة. يقول جئت لا اعلم من ولكني اتيت ولقد ابصرت قدامي طريقا فمشيت وسابقى سائرا ان شئت هذا ام ابيت اصحيح ان بعد الموت بعث ونشور؟ فحياة فخلود ام ثناء فدثور؟ اكلام الناس صدق؟ ام كلام الناس زور اصحيح ان بعض الناس يدري لست ادري؟ ولماذا لست ادري؟ لست ادري. لا يدري لماذا لا يدري. اين هذا ممن وجد برد الايمان وطمأنينة واليقين. وسكينته. الا بذكر الله تطمئن القلوب. فالمؤمن يدري من اين جاء والى اين يسير وكيف يسير والى ما المنتهى والمصير. لا يخفى عليه شيء من ذلك عجائز المسلمين وشيوخهم يعلمون هذا ويطمئنون اليه يعيشون عليه ويموتون عليه. فينبغي لكم معشر اه الاخوة والاخوات ان تحرصوا على تعلم العقيدة من مصادرها الاصلية من الكتاب والسنة والاجماع على فهم السلف الصالح رحمهم الله. واعلموا يرعاكم الله ان التوحيد له فضل عظيم. فما تقرب لله تعالى بحسنة افضل من التوحيد. ولا عصي الله بسيئة اعظم من الشرك. حتى ان التوحيد يرجح بكثير كثير من السيئات واليكم بعض النصوص الدالة على فضل التوحيد. يقول الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا كانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ما شاء الله. الامن والاهتداء. لمن؟ الذين امنوا ولم لبسوا ايمانهم بظلم. لما سمع الصحابة رضوان الله عليهم هذه الاية قالوا يا رسول الله واينا لم يظلم نفسه؟ ظنوا ان المقصود ضد الظلم في الاية هي المعاصي. وهي التي لا يكاد يخلو منها احد. فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما المراد بالظلم هنا فقال الم تسمعوا الى قول العبد الصالح ان ان الشرك لظلم عظيم. فالظلم المقصود به الشرك هو الظلم العظيم. صحيح ان ظن الانسان لنفسه او ظلمه لغيره يثلم ايمانه لكنه لا يكلمه بحيث يزول عنه الايمان. فليبقى له اصل الايمان. من سلم من الظلم قليله وكثيره. فانه يحصل له الامن التام والاهتداء التام. ومن وقع في قل من الاكبر الذي هو الشرك فانه يفقد الامن التام والاهتداء التام. ومن شاب ايمانه شيء من الظلم لنفسه او لغيره نقص من امنه واهتدائه بقدر ما نقص. بقدر ما نقص كما يقال الكل للكل والحصة للحصة. بهذا يتبين ان من فضل التوحيد وثماره حصول الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة. يقول ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى فلا يضل ولا يشقى اي لا يضل في دنيا ولا يشقى في الاخرة. وقد روى الشيخان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه وان الجنة حق وان النار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. ارأيتم من اتى بالتوحيد فقد ضمن الله له الجنة. من اتى بالتوحيد فقد ضمن الله له الجنة. لكن ربما يشوب توحيده شيء من الكبائر فيكون تحت المشيئة والارادة لكن مآله الى الجنة. لابد بسبب حسنة التوحيد. وان عفا الله عنه وغفر له دخل الجنة متى؟ اولا كما قال ربنا عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهما للشيخان من حديث عثمان رضي الله آآ عنه ان الله حرم على النار من قال لا اله ان الله يبتغي بذلك وجه الله. اذا من ثمرات التوحيد وفضائله التحريم على النار. فمن قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله حرم الله عليه النار. اما انه حرمها عليه تحريما مؤبدا فلا يدخلها اصلا او حرم الخلود فيها اذا كان من اهل الكبائر. وشاء الله ان يعذبه بقدر ذنبه. فهذا من فضائل التوحيد وفي الحديث ايضا الذي رواه الترمذي يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا اتيتك بقرابها مغفرة. فحسنة التوحيد معشر المؤمنين والمؤمنات حسنة عظيمة. حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث عن صاحب البطاقة فقال ينادى برجل برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا. يعني من المعاصي والذنوب حتى يظن انه قد هلك. فيقال له انك لا تظلم ان لك عندنا شيئا. فتبرز له بطاقة. فاذا مكتوب فيها لا اله الا الله. فيقول في نفسه وما عسى ان تصنع هذه البطاقة بجنب هذه السجلات. فوضعت السجلات في كفة. يعني في كفة الميزان. ووضعت في في الكفة الاخرى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت البطاقة وطاشت السجلات. ثقلت لا اله الا الله بهذه الذنوب والخطايا. فكيف بمن ليس عليه ذنوب وخطايا؟ والمقصود انه اتى بتوحيد النقي لا شائبة فيه ليس المقصود بلا اله الا الله معشر الاخوة والاخوات ان يملأ الانسان الجو بلا اله الا الله دون ان ان يعرف معناها ولا مقتضاها لا لو كانت كذلك لك انت مجرد حروف من حروف المعجم. من الحروف الابجدية لا تقدم ولا تؤخر لكن المقصود ان يأتي بها كما جاء في الحديث خالصا من قلبه يبتغي بذلك وجه الله هي مقيدة بقيود من العلم بمعناها والعمل بمقتضاها والمحبة والاخلاص والصدق واليقين. والموالاة عليها والمعاداة عليها فهي كلمة ثقيلة. كلمة عظيمة كلمة ثابتة. كما قال ربنا عز وجل الم ترى كيف والله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة. اصلها ثابت وفرعها في السماء. هي كلمة التوحيد لا اله الا الله تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون. وضرب الله مثلا كلمة خبيثة كشجرة خبيثة. اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. وهي كلمة الشرك والالحاد ثم قال يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما اذا هذا من فضائل التوحيد من فضائل التوحيد والعقيدة معشر الاخوة والاخوات ان التوحيد والعقيدة هو اساس الدين. هو اصل الدين واساس دعوة المرسلين. بما بعث الله جميع انبيائه ورسله استمعوا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه. فهو فهي اساس الدين واصل دعوة المرسلين. ومن ذلك اه ان العقيدة سبب الطمأنينة القلبية والسعادة النفسية ففاقد العقيدة والايمان لا يمكن ان يهنأ ولا يمكن ان يطمئن. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. ومن فضائل العقيدة ثمرات حصول الاضطراب العقلي للانسان. يعني بمعنى استقامة العقل واستواء التفكير. كل من ظل عن عقيدة تخبط. يتخبط يطوح يمنة ويسرة ويقول شيئا ثم ينقضه بعد حين. اما من اعتصم بالعقيدة فانه يسير على هدى من الله لا يختلف حاله وكلامه ومقاله. لان ان الله تعالى يقول الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. يعني متشابهة يعني يشبه بعضه بعضا. يصدق بعضه بعضا لا ينافي بعضه بعضا. فكذلك من سار على هدى الله فانه يسير بمنهج مطرد يصدق بعضه بعضا لا لا اختلاف فيه ولا تفاوت. اما الذين سلكوا المسالك الاخرى فانهم كما ضربت لكم مثالا آآ يتخبطون ويندمون على ان ضيعوا اعمارهم في مثل هذا. قال احدهم وهو على فراش الموت قال لقد خضت البحر الخضم وتركت علوم اهل الاسلام. وها انا ذا اموت على عقيدة امي يعني انه لم ينتفع كما قال اه صاحبه ولم ننتفع من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا فاما السلف اهل الحديث الذين اعتصموا بالكتاب والسنة فقد اطمئنوا الى خبر الله ورسوله ووافوا ربهم بقلب سليم. قال الله عز وجل في قصة في قصة ابراهيم عليه السلام ومناجاته لربه لا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. ما هو القلب السليم؟ القلب والسليم كما قال ابن القيم هو الذي سلم من كل شبهة تخالف خبر الله ورسوله. ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله. مرة اخرى يقول ابن القيم القلب السليم هو الذي سلم من كل شبهة تخالف خبر الله ورسوله. ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله. فمن وافى الله بهذا القلب فهو الناجي الذي يدخل الجنة. ماذا تتظمن مسائل الاعتقاد؟ حينما نقول العقيدة ماذا تتضمن العقيدة من ابواب؟ يعني مثل ما نقول مثلا الفقه يتضمن عبادات ومعاملات صلاة العبادات تتضمن كتاب الطهارة كتاب الصلاة كتاب آآ الزكاة كتاب الى اخره. والمعاملات البيوع والخيار والشط الى اخره. اذا ما الذي تتضمنه العقيدة؟ العقيدة تتضمن اصول الايمان الستة. الايمان بالله بملائكته بكتبه برسله باليوم الاخر بالقدر خيره وشره. ثم يتبعها بعد ذلك امور تتعلق بها مثل مسألة القرآن. لانه وقع خوض في مسألة القرآن ودع قوم بانه مخلوق وانه ليس كلام الله حقا. ومسألة الايمان وحقيقته وانه قول وعمل ويزيد وينقص. ومسألة الصحابة وحقوقهم وحقوقهم والرد على من طعن فيهم. ومسألة الاولياء ومسألة الجماعة حقوق ولاة ولاة الامر. هذه تعتبر ملحقات وتوابع لاصول الايمان. هذه هي مباحث العقيدة من اتقنها وظبطها فقد حصل هذا العلم. فاشرفها الايمان بالله. وقد ذكرنا لكم انفا ان الايمان بالله لا يتم الا بالايمان بربوبيته والايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته. والايمان ملائكة لا يتم الا بالايمان بوجودهم وانهم مخلوقون من نور والايمان بما علمنا اسمه منهم باسمه كجبرائيل وميكائيل واسرافيل. ومن لم نعلم اسمه فاننا نؤمن به اجمالا. وهم اكثر الملائكة الملائكة كثر عليهم صلوات الله وسلامه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم آآ وقد ذكر البيت المعمور في السماء السابعة قال يدخله كل يوم سبعون الف ملك. لا يعودون اليه. اخر ما عليهم. يعني ما تأتيهم النوبة مرة اخرى. ويقول الله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو. ويقول صلى الله عليه وسلم ابطت السماء وحق لها ان تئض يعني ثقلت. صار يسمع لها اطيط كاطيط الرحل اذا ثقل بالراكب. اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربعة اصابع الا وملك راكع او ساجد لله تعالى. والله لو ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله ولا يتم الايمان بالملائكة الا بالايمان بما علمنا من صفاتهم. التي بلغتنا كقول الله تعالى جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة وربع. يزيد في الخلق ما يشاء. جبريل عليه السلام له ست مئة جناح سد الافق واخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه يخفق الطير سبعمائة عام. تبارك الله. ولا يتم الايمان بالملائكة الا ايماني بما علمنا من وظائفهم. وذلك ان ملائكة الرحمن لهم وظيفة عامة مشتركة. وهي العبادة والتسبيح يسبحون الليل والنهار لا يفترون. لا يسأمون لا يستحسرون. وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون. لكن لهم وظائف تخصصية. فجبريل عليه السلام موكول بالوحي الذي به حياة القلوب قافيل موكول بالنفخ في الصور الذي به حياة الابدان. وميكائيل موكول بالقطر من السماء الذي به حياة الارض نبت ولهذا كان هؤلاء الثلاثة هم سادة الملائكة. وهناك سواهم فملك الموت موكول بقبره الارواح ومنكر ونكير كما جاء تسميتهما في بعض الاحاديث موكولان بسؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه. وهنا ملائكة سياحون في الارض يبحثون عن حلق الذكر. وهناك ملائكة تقاتل مع المؤمنين اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق فاضربوا منهم كل بنات لهم وظائف اخرى يطول المقام بذكرها. كذلك لابد من الايمان بالكتب. وهو ان الله سبحانه وتعالى انزل كتبا على فلا يتم الايمان بالكتب الا بان يؤمن الانسان بانها منزلة من عند الله حقا. وانها ليست كلاما كنبي ولا ملك. بل هي كلام رب العالمين. واشرفها القرآن العظيم. والتوراة والانجيل والزبور المذكورة في القرآن. وانه يجب الايمان بما علمنا اسمه منها باسمه. كالاربعة المذكورة وصحفه ابراهيم وما لم نعلم اسمه منها فاننا نؤمن به اجمالا. فلله رسل كثر انزل الله عليهم كتبا لا نعلم اسماءها فنؤمن اجمالا ان الله تعالى انزل عليهم كتبا والامر الثالث ان نؤمن بما صح من اخبارهم. فكل خبر ثبت عن نبي من انبياء الله فانه يجب علينا ان نؤمن به. ولا سبيل لنا للعلم بصحة ما ينسب الى انبياء الله السابقين الا فيما اخبرنا الله تعالى عنه في كتابه او حدث عنهم نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته. واما المرويات عن بني اسرائيل من الاخبار فاننا ننظر فيها فان كان كتابنا يشهد لها قبلناها صدقناها لان كتابنا شهد لها. كما يوجد في كتبهم من خبر خلق ادم وحواء واسكانهما الجنة. ومن خبر ومن خبر نوح وابراهيم ويوسف وموسى وغير ذلك. فهذا نصدقه لان كتابنا شهد به. النوع ما شهد كتابنا بكذبه. كما يوجد في كتبهم والعياذ بالله من وصف الله بالنقائص والعيوب كقولهم ان الله وتعالى ندم على اغراق الناس وبكى تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا او طعنهم في انبياء الله قولهم ان لوطا عليه السلام شرب الخمر وزنا بابنتيه وهذا موجود في كتبهم. او زعمهم ان سليمان عبد الاصنام او زعمهم ان المسيح ابن الله او ثالث ثلاثة او ان الله حل فيه وتجسد فهذا نعلم قطعا يقينا بانه مما كتبوه بايديهم ليشتروا به ثمنا قليلا. فنرده ونكذبه. يبقى بعد ذلك قسم ليس في كتابنا ما يشهد له وليس في كتابنا ما يكذبه. فهذا لا نصدقه ولا نكذبه. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم اذا حدثكم اسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم. فعسى ان تصدقوهم في حديث كذبوكم فيه. وعسى ان تكذبوهم في حديث صدقوكم فيه وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم. ولكنه قال وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. يعني فيما لم يقع فيه كذب وتزوير. الامر الرابع فيما يتعلق بالايمان بالكتب العمل بشريعة بالشريعة المنزلة الينا وهي القرآن العظيم. فانه ناسخ لما تقدم. وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب يعني مصدقا لها في اخبارها. لان الاخبار لا يدخلها النسخ ومهيمنا عليه. ومعنى مهيمنا عليه اي ناسخا وحاكما وقاضيا ومؤتمنا. الركن الثالث او الرابع هو الايمان بالرسل الايمان بالرسل. فلا يتم الايمان برسل الله تعالى الا بتحقيق اربعة امور. الامر الاول الايمان بان رسالتهم من عند الله. محو اصطفاء واختيار من الله عن علم وحكمة. لا كما يدعيه الفلاسفة انها لاجتماع قوى فيهم. الفلاسفة الملاحدة يقولون ان الانبياء هم قوم اجتمعت فيهم عدة قوى وقوى قدسية وقوى تخيلية وقوى تأثيرية فصاروا انبياء. والصوفية او غلاة الصوفية يزعمون ان النبوة تكتسب بالرياضة والمجاهدة وغير ذلك. ولذلك حاول بعضهم ان يكتسبها فباء بالفشل فنقول ان ان لابد من الايمان بان رسالة الانبياء من عند الله الله يصطفي من الملائكة رسله ومن الناس الله اعلم حيث يجعل رسالته. وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من قريتين عظيم. اهم يقسمون رحمة ربك. نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. فنعتقد ان الله اختار من شاء عن علم وحكمة من عباده ليكونوا انبياء ورسل. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان الامر الثاني الايمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه. ومن لم نعلم اسمه فاننا نؤمن به اجمالا. وقد علمنا من اسماء الانبياء في القرآن العظيم خمسة وعشرين نبيا رسولا. ذكر الله منهم ثمانية عشر في سورة الانعام مجتمعين واخرون مبثوثين في اي الكتاب. فمجموع من ذكر في القرآن العظيم كلهم انبياء رسل. كما قال الله وقد ارسلنا من قبلك رسلا منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك. اذا من لم يقصصه الله على نبيه فان نؤمن به اجمالا وهم كثر. لان الله قال وان من قرئ وان من قرية الا خلا فيها نذير. وقالوا ولقد بعثنا في كل امة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. لكن الله قص على نبيه من كان حولهم لكن قطعا انه في اصقاع الارض الصين واستراليا والامريكتين ما كان الله ليدع الناس بلا رسل. لكن لم تبلغنا اخبارهم فنؤمن بهم اجمالا الامر الثالث تصديق ما صح من اخبارهم ولا سبيل لنا كما قلنا في مسألة الكتب بالعلم باخبار الانبياء السابقين الا بما اودعه الله في كتابه او صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم. كقول النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك فالناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. الامر الرابع العمل بشريعة من ارسل الينا منهم وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فلا يجوز التحاكم الى التوراة او الانجيل. فضلا عن ما سواهما. قال الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. رأيت المنافقين يصدون عنك فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا فلابد من العمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وعدم تجاوزها الى غيرها. وعدم التحاكم الى ما سواه فانها ناسخة لكل ما تقدمها. ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يدي الخطاب رضي الله عنه صحف ومن التوراة يقرأها عليه تلون وجهه وتغير. فقال ابو بكر لعمر ثكلتك الثواكل يا ابن الخطاب فلا ترى الى ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر قال اعوذ بالله من سخط الله ورسوله قال امتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية. ولو كان موسى بن عمران بين ظهرانين ما وسعه الا اتباعي. اما الركن الخامس فهو الايمان بالبعث. او الايمان باليوم الاخر. ولا يتم ذلك الا اربعة امور الامر الاول الايمان بما يكون في القبر. لان القبر هو مبدأ الحياة الاخرة والذي يكون في القبر امران احدهما فتنة القبر. وهو سؤال الملكين للميت عن ربه ودينه ونبيه. الامر اني عذاب القبر او نعيمه. فان المؤمن ينعم في قبره حتى تقوم الساعة. والكافر يعذب حتى تقوم الساعة وربما عذب بعض المؤمنين بسبب معاص ارتكبوها في الدنيا كقول النبي كفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال انهما ليعذبان. وما يعذبان في كبير. بلى انه لكبير. يعني ليس صعبا شاقا لكن في حقيقته من الكبائر اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. ثم اخذ جريدة فشقها شقين ونصب على كل كل قبر شقا وقال ارجو ان يخفف عنهما ما لم تيبسا. اما الكفار فانهم في عذاب متصل دائم والعياذ بالله. حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما وكان راكبا بغلة له. فمر بستة او سبعة اقبر فحادت به بغلته حتى كادت ان تطرق فالتفت فاذا ستة او سبعة اقبر فقال قبور من هذا؟ فذكروا اناسا ماتوا في الجاهلية. فقال لولا الا تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من اصوات اهل القبور ما اسمع. يعني لو سمعنا اصحاب المعذبين اصوات المعذبين في قبورهم ما دفن احد احدا. الامر الثالث الامر الثاني الايمان بالبعث وهو ان الله يخرج ناس من قبورهم يوم القيامة احياء. حفاة غير منتعلين. عراة غير مكتسبين غير مكتسين. غرلا غير مختونين بهما ليس معهم شيء. كما بدأنا اول خلق نعيده. الامر الرابع الامر الثالث الايمان بالحساب. وهو ان الله تعالى يحاسب الخلائق يوم القيامة. فالكفار حسابهم بان بذنوبهم فيقرون بها ويعترفون فتظل ايديهم الى ارجلهم الى اعناقهم ويقذفون في النار. عياذا بالله واما المؤمنون فحسابهم على نوعين. عرض ومناقشة. فاما العرض فهو لمن سبقت له من الله الحسنى اراد الله تعالى ان يدخله الجنة ابتداء. ويدل عليه حديث ابن عمر رضي الله عنهما. يدني الله عبده المؤمن يوم القيامة فيضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه. اتعرف ذنب كذا يوم كذا؟ اتعرف ذنب كذا يوم كذا؟ فيقول اي ربي اي ربي حتى انه قد هلك. فيقول له ربه اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. ما اسعده ما اهنأك على الله واياكم منه. حينما يقرع سمعه هذا الوعد من الله. اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. هذا هو واما المناقشة فانها تتعلق بمن اراد الله ان يعذبهم من عصاة الموحدين فيدقق معهم الحساب قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك. قالت عائشة يا رسول الله اليس الله تعالى يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال يا عائشة ذاك العرض ومن نوقش الحساب عذب من نوقش الحساب عذب. وللحديث صلة بين الاذان والاقامة ان شاء الله. لا اله الا الله اه نتم ما يتعلق ما يتعلق بأركان الإيمان بقي مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر الامر الرابع وهو الايمان بالجزاء او الايمان بالجزاء. وهو الجنة والنار فان الله سبحانه وتعالى اعد دارا لعباده المتقين هي الجنة. فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فيها من صنوف النعيم الحسي. والنفسي المعنوي ما لا تصفه العبارات وعدد دارا لاعدائه الكافرين. فيها من صنوف العذاب الحسي. والمعنوي ما تخشع له الابدان فيجب الايمان بالجنة والنار وانهما مخلوقتان موجودتان الان. كما دلت على ذلك نصوص كثيرة كقول الله تعالى عن الجنة اعدت للمتقين. وعن النار اعدت للكافرين. وكما ورد في حديث الكسوف حين تقدم النبي صلى الله عليه وسلم وحين تأخر فقد اري الجنة والنار. ودلائل اخرى كثيرة وايضا انهما باقيتان لا تثنيان. انهما باقيتان لا لا تثنيان. وتفاصيل ذلك تبسط في غير هذا الموضع. اما الركن السادس فهو الايمان بالقدر. الايمان بالقدر. فلا يتم ايمان امرئ بالله حتى يؤمن بالقدر. ولا يتم الايمان بالقدر الا بتحقيق اربعة امور. الامر الاول الايمان بعلم الله تعالى المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا كليا وجزئيا. ما يتعلق بافعاله وما يتعلق بافعاله فقد علم ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون. هذا اول كل شيء في امر الايمان بالقدر ان يمتلئ قلبك يقينا ان الله تعالى لا يطرأ عليه علم لم يكن علمه من قبل فعلم الله محيط بكل شيء. فتؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما يتعلق بافعاله وما يتعلق بافعال عباده. افعاله كالخلق والرزق والاحياء والاماتة. الاجال والارزاق. وافعال عباده الطاعات والمعاصي فقد علم من سيطيعه ومن سيعصيه. علم ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون. الامر تاني الايمان بكتابة الله تعالى لمقدوراته في اللوح المحفوظ. كما جاء في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. حتى العجز والكيس رواه مسلم. وقد جمع الله تعالى هاتين المرتبتين. اه في اية واحدة فقال الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. آآ الامر الثالث الايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى لا يكون في ملكه ما لا يريد. كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والامر الرابع الايمان بخلق الله تعالى لجميع الاشياء. الله خالق كل شيء وخلق كل شيء. ذواتها وصفاتها وحركاتها. ذواتها وصفاتها وحركاتها. والله خلقكم وما تعملون الله الخالق وما سواه مخلوق. فلا يتم ايمان امرئ بالقدر حتى يستجمع هذه المراتب الاربعة. فمن اخل بها او بشيء منها فليس بمؤمن بالقدر. والايمان بالقدر لا ينافي اثبات مشيئة الانسان وفعله. فان بعض بس يظن انك ان مقتضى الامام بالقدر ان يعتقد الانسان ان الانسان مسير مجبور مقهور لا الانسان له مشيئته حقيقية وله فعل حقيقي لكنه تابع لمشيئة الله بمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اثبت الله لنا مشيئة وفعلا. فقال لمن شاء منكم اذا لك مشيئة. ان يستقيم اذا لك فعل واستقامة وقال في الاية الاخرى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى. وقال واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. من الذي اعطى واتقى وصدق؟ العبد من الذي بخل واستغنى وكذب؟ العبد فكانت النتيجة في الاول تيسيره لليسرى وهي الجنة. والاخر تيسيره للعسرى وهي النار والايمان بالقدر لا يسوغ للانسان ولا يبيح له الاحتجاج بالقدر. يعني بعض الناس مثلا يقول كيف يقدم الله علي المقادير ثم يعذبني عليها. هذا سؤال الجواب عنه سهل جدا. وهو ان ان يقال له متى علمت بان هذا هو وقدر الله عليك. اقبل الفعل ام بعده؟ لا يمكن ان يدعي انه علم بان هذا هو مقدور الله عليه ومكتوب الله عليه قبل ان وانما علم ذلك بعد ان فعله بمحض اختياره وسبق اصراره. فقد اتى ما اتى وترك ما ترك عن نية مبيتة وعن ارادة ومعرفة. ولما قال المشركون لو شاء الله ما اشركنا ولا ولا حرمنا من شيء صحيح. لو شاء الله ما وقع ذلك. لكن هل لهم حجة فيه؟ رد الله عليهم بثلاثة ردود. فقال اولا كذلك كذب الذين من قبلهم. فسمى مقالتهم كذبا. والكذب هو مخالفة الخبر للواقع. ثم قال حتى ذاقوا سنة ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه. لان الله حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة. ثم قال ثالثا وهي الناسفة والناقضة لدعواهم قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل اطلعتم على كتابكم ووجدتم انكم تشركون تحلون وتحرمون ففعلتم ما فعلتم بناء على اطلاع مسبق. لا يمكن ان ان يقولوا نعم. اذا ما حقيقة الامر ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرسون. فلا حجة لهم. ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وبها خرج النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من من اصحابه ولما يلحد القبر قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار. قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ يعني ما دام ان كل شيء مكتوب فلنتكل على المكتوب ولا دع العمل فمن كتبت له الجنة سيؤول الى الجنة وما كتبت له النار سيؤول الى النار لماذا اجابهم؟ قال لا. اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فاما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة. ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. فاذا قيل لك هل العبد مسير او مخير فلا تقل مسير باطلاق ولا مخير باطلاق. قل كلمة لا يعدلها شيء ولا يسد مسدها شيء. قل عبد ميسر. كما قال الله فسنيسره لليسرى فسنيسره للعسرى. وكما قال نبيه صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له. آآ نكتفي بهذا القدر آآ من آآ فقرة آآ البرنامج لهذه الليلة وما بقي منه نرحله ان شاء الله الى آآ لقاء الغد لانه اوسع. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم علم نافعا وعملا صالحا وتجارة لا تبور وان يحسن عاقبتنا في جميع الامور. والحمد لله رب العالمين