واستروح واستمتع فانك ان عشت عيشة فقر وقلة وجوعا فاعلم انك لست بعيدا عن عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام فانها والله تطيب الخواطر. وهي ايضا روح المشاعر ان يعيش المسلم ولو قلت صفة من الجوع الشديد الذي عاشه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى بلغ به الامر ان يحتاج ب اسكات الجوع وتحمله ان يربط على بطنه الحجر. صلوات ربي وسلامه عليه فله وحده النعمة والفضل والمنة وله سبحانه الثناء الحسن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله على كل نعمة انعم بها علينا وكل خير ساقه الينا وكل شر او مكروه وقانا اياه سبحانه وتعالى وقائد الغر المحجلين وحبيب رب العالمين صلى الله ربي وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتم تسليم وبعد فهذه ليلة شريفة مباركة اخوتي المسلمين هي ليلة الجمعة التي جاءت الشريعة بفضلها وبيان خيرها وبركاته وعظيم فضلها في ديننا ايها المسلمون ومن بركات هذه الليلة وخيراتها وفضلها ما حثنا عليه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم من كثرة الصلاة والسلام عليه فقال ان من افضل ايامكم يوم فاكثروا من الصلاة علي فيه فان صلاتكم معروضة علي. وقال عليه الصلاة والسلام ايضا اكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة ونحن في ليلة الجمعة هذه وقد اكرمنا الله عز وجل بالجلوس في بيته الحرام وقرب كعبته المعظمة منتظرين الصلاة الى الصلاة فنجمع بفضل الله تعالى ابوابا والوانا من الفضائل والاجور والخيرات والبركات. تنتظرون الصلاة الى الصلاة وذلكم الرباط وقد تدركون الصلاة جماعة وما يعقبها من فضل واجر وحسنات. وفيما ذلك تجلسون مجالس تستكثرون فيها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومجلس كهذا نتدارس فيه شمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام ونتدارس هديه وسنته وسيرته صلى الله عليه وسلم اقل ما يقوم فيه القائم من مجلس كهذا ان يظفر بقدر ليس باليسير بعدد من الصلوات والسلام عليه صلى الله وعليه واله وسلم فظلا عما يتعلمه من ادب وخلق وهدي وحكمة وحكم شرعي عظيم مجالس سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومجالس ذكر شمائله وتعداد ما يتعلق بهديه باب عظيم يحتاج اليه المسلم في كل حين ان يكون له من قول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ان يكون له من هذه الاية نصيب كبير وحظ عظيم وان تكون الاسوة له برسول الله عليه الصلاة والسلام حاضرة دائما منصوبة امام عينيه في كل وقت يتصفح فيه فيه سيرة المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام تصفحا يحمله على ان يحمل نفسه على الاقتداء والاتباع والتسنن بهدي النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه لان كانت كثرة الصلاة والسلام على رسولنا صلى الله عليه وسلم. في مجلس كهذا هو من اقل ما يدركه المسلم في جلسة يجلسها في هذه الليلة فان الاعظم من ذلك ان يسوق نفسه نحو الهدى والخيرات والبركات. وان يتعلم ايضا من ابواب السنن عظيما يصحح فيه مسير حياته ليكون وفق هدي النبي عليه الصلاة والسلام. نحن امة محمدية مباركة. اورثنا الله هو عز وجل دينا عظيما ونبيا كريما وكتابا برهانا محكما ناسخا لما قبله. كل هذا ينبغي ان يكون للمسلم عزة وشعار تميز وانتساب وانتماء. افتخارنا برسول الله صلى الله عليه وسلم. وحبنا له وتشرفنا حسابي الى امته كل ذلك ينبغي ان يتجاوز حدود العبارات والشعارات الى واقع نعيشه في ميادين الحياة. الى ان تكون حياتنا في كل ابوابها صغيرها وكبيرها قائمة على هدى المصطفى النبي صلى الله عليه واله وسلم فصلى الله يا خير الورى ما بلت الامطار عودا او ثرى وعليك من ربي سلام دائم. ما دامت الشمس بدنيانا ترى وقف بنا الحديث في المجلس الماظي عند باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل ان ما توقفنا عنده نعيد الاشارة والتنبيه الى ان اصل الباب في كتاب الشمائل للامام الترمذي رحمة الله عليه ان الباب بهذا العنوان باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في اصل الكتاب عند الامام الترمذي ترجمة مكررة في بابين اثنين في الكتاب اولهما الباب التاسع وقد اورده هناك وعنون له بقوله باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اتكلم عن اصل الكتاب للامام الترمذي. والباب الاخر هو ايضا عنون له بالعنوان ذاته والترجمة نفسها. وقال باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ترقيمه في الباب هو الثاني والخمسون فكرر الامام الترمذي في اصل الكتاب رحمه الله هذه الترجمة في بابين احدهما التاسع والاخر الثاني والخمسون واتى في الباب التاسع بحديثين فقط هما الحديثان الاولان في الباب الذي بين ايدينا الان حديث ابي هريرة ورواية مالك ابن دينار واما الباب الاخر الثاني والخمسون في اصل الكتاب عند الامام الترمذي فانه جعل فيه بقية احاديث الباب الذي ساقه هنا المختصر الامام الالباني رحم الله الجميع فالذي صنعه الامام الالباني في هذا المختصر ثلاثة اشياء اولها انه دمج البابين المفرقين في اصل الكتاب الباب التاسع والباب الثاني والخمسون فجعلهما بابا واحدا وضم احاديث البابين وسردهما سردا واحدا والامر الثاني الذي صنعه انه لم يجعل هذا الباب المدمج لا في موضع الباب الاول ولا في موضع الباب الثاني يعني لا في الباب التاسع ولا في الثاني والخمسون بل جاء به ها هنا في الباب الثالث والعشرين واما الامر الثالث الذي صنعه الالباني رحمه الله فانه اختار موضع هذا الباب ليكون في الموضع الذي تراه الان نحن للتو انتهينا من باب ما جاء في اتكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتكأة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل هذا الباب باب العيش فاتحة للابواب التي تأتي في انواع الطعام وهيئة ما كان يأكله عليه الصلاة والسلام في باب ما جاء في ايدام رسول الله الله عليه وسلم باب صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها اتية بعد هذا الباب فرأى الامام الالباني رحمه الله وهو يختصر وقد اشترط في اختصاره انه يهذب وربما استعان بشيء من ترتيب التبويب فهذا الذي صنعه في مثل هذا الموضع ظم البابين فجعلهما واحدا لان الموضوع واحد. ثم اختار له موضعا مناسبا من الكتاب ليكون متقدما على تفصيل ما يأتي في عليه الصلاة والسلام. صفة الخبز وصفة الادام وما كان يأكل. وما كان يحب ويشتهي من انواع الاطعمة. تأتي بعد باب المجمل يشرح فيه صفة وهيئة عيشه عامة صلى الله عليه وسلم. وكيف كانت حياته كلها؟ قائمة على من الدنيا وعدم استكثار فيها. فكان صنيعا لطيفا من الامام الالباني رحمه الله في مختصره. فتنويها على هذا نحن اذا درسوا بابا هو في اصل الكتاب بابان اثنان احدهما متقدم والاخر متأخر ثم ايضا مضت مضت الاشارة في الدرس الماظي الى ان هذا الباب باب عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام هو من الاهمية في حياة المسلم بمكان نحن امة مسلمة وقدوتنا جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوتنا في الحياة ومن لا يجب ان يتبوأ هذا منصب سواه عليه الصلاة والسلام ان يكون قدوة واسوة ودليلا لكل مسلم لكل مسلم المقصر والمجتهد السابق والمتهاون الم تعلم والجاهل الذكر والانثى الصغير والكبير الطائع التقي السباق الى الخيرات والاخر المقصر المفرط المتهاون من لا يزال في اخر الركب كلنا نشترك في هذا المبدأ العظيم ان يكون قدوتنا في الحياة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وان تكون سنته نبراسا لنا وان تكون معالم هديه في الحياة دليلا نسير عليه. وينبغي ان تكون شمائل النبي عليه الصلاة والسلام واضحة لكل وان تكون في متناول يديه وان تكون ايضا امام مرأى عينيه بحيث ما يخطو احدنا خطوة في الحياة الا وهو يعلم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن سيرته ومن سنته ومن شمائله ما يعينه على ان يضع قدميه موضع قدمي رسول الله عليه الصلاة والسلام. وان يخطو في حياته الخطوات على وقع خطى حبيب النبي عليه الصلاة والسلام. هذا المبدأ العظيم الكبير مضى ايضا كثيرا في هذا الكتاب المبارك شواهد من حياة الصحابة والتابعين كيف كانوا؟ كيف كانوا يؤطرون حياتهم على هذا المبدأ العظيم؟ وكيف كانوا يربون انفسهم ومن تحت ايديهم على هذا العظيم ان تكون الحياة عامة وفق حياة النبي عليه الصلاة والسلام. والا يجد المسلم في حياته شبرا ولا اقل الا يجد المسلم في حياته موضعا ولو قل بعيدا عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام او يزهد فيه عن موافقة هدى النبي عليه الصلاة والسلام عيشوا عيشوا رسولنا صلى الله عليه وسلم مرآة كبيرة يجب ان ينظر فيها الجميع ينظر فيها لشيئين الاول ان يتعلم من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العيش في الحياة كيف كان يعيش والامر الاخر ان يقيس احدنا عيشه وحياته بحياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فسنجد فوارق ولا بد وسنجد جوانب اختلاف لا محالة. اختلفت الحياة وتعددت الانماط وتطورت معايش الناس في الحياة. لكن هناك اشياء لا ينبغي ان تخضع لتلك التغييرات والتأثيرات وتبقى مع اختلاف انماط الحياة قابلة لان تكون على وفق حياة وعيش رسول لله صلى الله عليه وسلم. وهذا الباب لا ينفك عنه مسلم. كلنا يعيش كلنا يتقلب في هذه الحياة. كلنا يصيب من الدنيا اقليلا او كثيرا فليجعل احدنا من هدي وشمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب الكبير ليجعله نبرا له ومرآة يكرر النظر فيها مرة بعد مرة. لان حياتنا تتقلب بين سعة وضيق بين رخاء وشدة بين فسحة وكربة بين هم وسرور بين فرح وغم. كل هذه الانماط في الحياة عاشها نبينا عليه الصلاة والسلام ولانه بشر فقد كانت تعتري حياته ما تعتري حياة البشر اجمعين. وكان بشرا يعيش له مشاعر عليه الصلاة والسلام في نفسه ومشاعر يتعامل بها مع اهل بيته زوجات واولاد وايضا اصحاب واقارب وعشيرة اصدقاء واعداء. نحن نتكلم عن عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام وكيف كانت حياته هذا الامر الذي قلت يجب ان يكون مرآة منصوبة لكل مسلم يحب رسول الله عليه الصلاة سلام. لكل مسلم يشهد انه عليه الصلاة والسلام ويؤمن ويقر بانه اولى من يتبع. واوجب من يكون هديه وسنته تهرب رأسا للعباد. هذا محل اتفاق. والذي ينبغي ان يكون محل اتفاق كذلك هو ان تتابع الخطى لتضع اقدامها في هذا الطريق الصحيح في هدي النبي عليه الصلاة والسلام. اذ نتصفح الان احاديث هذا الباب ستجد شيئا عجيبا الغاية تدهش له العقول والله. تجد ان نبيك عليه الصلاة والسلام وهو اكرم بشر على ربه عز وجل. واعظم الانبياء وخاتم المرسلين من اختار له ربه المكانة العظمى. من اصطفاه واجتباه وهداه. من رفعه الى منزلة عالية رفيعة. من بوأه مكانة لم يبلغها ملك مقرب. ولا نبي مرسل. من اراد الله له ان يكون عظيما بين البشر فان الله كتب له لونا من الحياة ونمطا من العيشة ربما كانت قليلة في نظر كثير من الناس اليوم حياة قليلة حقيقة حياة قليلة ليس فيها شيء ولا من نعيم الحياة ومتعها الزائف شيء كثير ابدا كما ستسمع الان فما سيمر بك من الاحاديث والاثار هذا ينبغي ان يكون حيا في قلب كل مسلم يعيش اليوم. لان احدنا اما غني او فقير اما موسع له في الحياة او مضيق عليه ابوابها. اما يتقلب في الخيرات والنعيم والبركات بفضل الله وكرمه واما يعيش تتر وعافية وقلة ذات يد كلنا احد هذين الصنفين لا محالة فمن يتصفح عيشة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ومن يعيش في اثنائها ومن يقلب صفحاتها ومن من كثير مما سيمر به الان من المواقف والاحاديث والاثار سيجد انه يعيد النظر والتفكير وترتيب حياة من جديد. فان كان غنيا رأى ان معيار الكرم عند الله لعباده. وان معيار الشرف عند الله بمن اصطفاه من عباده ليس هو بالتوسعة في الحياة والا لكان نبينا عليه الصلاة والسلام اوسع الناس عيشة واكثرهم ملذات الحياة ومن تؤتى له الدنيا من كل ابوابها لكن هذا ينبغي ان نعيد النظر فيه من جديد. يعني احدنا اذا رأى الدنيا قد سيقت اليه بحذافيرها. وفتحت له من ابواب الدنيا ما شاء. من الاموال والارزاق العقار والبيوت والزوجات والمراكب والارصدة من الحلال ولا شك. ينبغي الا ينظر الى مثل هذا الامر انه علامة خير من الله واصطفاء وكرامة. لا شك ان نعمة الله على عبده خير وبركة يحمد المسلم ربه عليها. لكن ابدا لا يمكن ان تكون معيارا يتفاضل به العباد ان تقول ان من كان اكثر خيرات وبركات وسعة في الحياة ان تقول انه اكرم عند الله من غيره من العباد لانه لو كان كذلك كما قلت لكان المصطفى صلى الله عليه وسلم اوسع الناس عيشة واهنئهم بانواع النعيم في الحياة لكنه ما كان كما ستسمع وتقرأ بعد قليل واخر والاخر منا اولئك المقلون في الحياة من ضاقت عليهم ابوابها من يشتكون من قسوة الحياة وشظف العيش. اولئك الذين يعيشون بين دين وهم وكربات وفقر وقلة ذات يد وطعام قليل وحياة ميسورة. والذين يجدون ان هذه الحياة قد قست عليهم بكثير من صعوباتها. فمثل هؤلاء لما يتصفحون عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام يتبدد والله من قلوبهم كل هم يغشاهم بسبب الحياة هذه ليه ؟ لانهم يجدون في عيشة رسول الله، عليه الصلاة والسلام، ما هو اضيق من عيشة كثير من فقراء اليوم. ويجدون ايضا في عيشته عليه الصلاة والسلام ما هو اصعب بمراحل من كثير من حياة فقراء الناس اليوم فيجد في ذلك سلوانا وصبرا وتعزية. بل يجد متعة وانه رغم ما يعيش من ضيق وفقر ودين وكربات انه لا يزال في سعة من نعيم الحياة وعيشها. في باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم. مر بنا في المجلس السابق احاديث ثلاثة امر بها ابتداء حتى نصل اللاحق بالسابق يقول محمد بن سيرين رحمة الله عليه كنا عند ابي هريرة رضي الله عنه. وعليه ثوبان ممشقان من كتان. يعني ثوبان فاخران مخططان من افضل انواع الثياب ومن الكتان لان الصوف اقل منه درجة واخشن وملبسا. لكن الكتان افضل وارقى وانعم ايضا في بلمس يقول كنا عند ابي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط في احدهما فقال بخن بخ يتمخط ابو هريرة في الكتان. لقد رأيتني واني لاخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي. يرى ان بجنونا وما بي جنون وما هو الا الجوع هذا الحديث مضى شرحه وموضع الشاهد فيه ان ابا هريرة رضي الله عنه كان احد اصحاب الصفة في المسجد النبوي واصحاب الصفة الفقراء الذين لا زوجات لهم ولا بيوت لهم فيبقون في المسجد فيه يأكلون وفيه ينامون وفيه يبيتون حتى فرج الله عن احدهم فيتزوج وينتقل او يجد مسكنا فينتقل او عملا فينتقل. لكن الفقراء كان يؤويهم مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام. وكانت الصفة وهو المكان المرتفع في مؤخرة المسجد كان هو مبيت هؤلاء في المسجد. وكانوا يقلون تارة ويكثرون. فربما قلوا فوصلوا الى ما لا يزيد على اصل طابع اليدين اقل من عشرة وربما زادوا فتجاوزوا العشرات فتمر الايام تلو الايام ويبقى اصحاب الصفة هم فقراء الصحابة. وابو هريرة رضي الله عنه احد هؤلاء وهو يحكي عن التي عاشها وانه مرت به ظروف يغشى عليه يخر مغميا عليه من الجوع ما يجد من الطعام وجبة ولا وجبتين ربما يوما ولا يومين. فلا يقوى على حمل نفسه على قدميه واقفا فيغمى عليه من الجوع يحكي ابو هريرة رضي الله عنه هذا ومنه يتبين ومنه يتبين قلة عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام. كيف لان هؤلاء الفقراء كان يتعاهدهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فان بلغ الحد بهم من الجوع والفقر. هذا المبلغ فثق تماما انه لم يكن في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام تمرة زائدة ولا كسرة خبز كان يمكن ان يواسيهم بها. ولو وجد لما بلغ بهم الجوع هذا المبلغ. اذا انت تخبر عن مشهد فيه دلالة واضحة على صفة من الضيق والقلة في عيش رسولنا عليه الصلاة والسلام ان كان هذا اثرا يرويه ابو هريرة وقد وجد النعيم فيما بعد رضي الله عنه. وانه اصبح يلبس من الكتان وبدل الثوب يلبس ثوبين رضي الله عنه ويبلغ به انه اذا احتاج ان يستعمل طرف الثوب ليمسح به انفه فاذا هو الكتان الفاخر. والثوب الذي ما كانوا يعرفون طريقا اليه زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وستأتيك ايضا شواهد في احاديث اخرى للصحابة رضي الله عنهم في هذا المعنى. وانهم عاشوا حتى وصلوا مرحلة فتحت فيها عليهم ابواب الدنيا بشيء من النعيم. الاثر الاخر عن ما لك بن دينار لما قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز قط ولا لحم الا على ظفف. قال مالك سألت رجلا من اهل البادية ما الظفف؟ قال ان يتناول مع الناس. هذي قاعدة مالك ابن دينار وان كانا تابعي لكن مرسله صحيح وله شواهد ايضا في احاديث متصلة تخبر بهذا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. هو ايضا يحكي صورة يقول كان نبينا عليه الصلاة والسلام لم يبلغ به من سعة العيش ان يشبع من الخبز ليس انواع الفواكه والاطايب والطعام والموائد وما يطبخ على شواء وفي فرن وعلى النار لا من الخبز واللحم وهو اقل درجات القوت. ما شبع من خبز قط ولا لحم الا على ضفف وفي بعض الروايات ما كان يجتمع له في اليوم الواحد ان يأكل مرتين من مثل هذا الطعام الا على ضفف قال مالك الضفف كما نقل عن اهل البادية ان يتناول مع الناس يعني ان ينزل به ضيوف فيحتاج في ضيافتهم الى تقديم الطعام لهم فيتأتى له عليه الصلاة والسلام ان يجد في ذلك اليوم سعة في الطعام الذي يأكل والا فان شأنه العام كما ستأتيك الروايات الصريحة انه لم يجد هذا عليه الصلاة والسلام. والان اخبروني عن فقراء اليوم ما الذي يجد احدهم من الطعام؟ وكم يبلغ به الجوع اذا لم يجد وجبة او سنتين؟ وهل ستمر به ظروف مشابهة كهذه او اقسى في الحديث الثالث عن سماك ابن حرب قال سمعت النعمان ابن بشير رضي الله عنهما يقول الستم في طعام وشراب ما شئتم النعمان يخاطب به الحديث بهذا الحديث سامعيه من التابعين. لكن والله لكأنه يخاطبنا اليوم واجعل عبارة النعمان هذه تصك اذنيك فتدخل الى قلبك. اسمعه اذ يقول الستم في طعام وشراب ما شئتم بالله الست في طعام وشراب كما تشاء الست تشتهي الخبز فتشتريه واللحم فتأكله والفاكهة فتقتات بها. وكل ما تشتهي تتناوله من الطعام والشراب. من الحلو والمالح من الحار والبارد الستم في طعام وشراب؟ ما شئتم لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ما يجد من الدقل من سيء التمر ورديئه القاسي وما نخره السوس وما لا يؤكل ما كان يجد من الدقل من رديء التمر ما يجد قبضة كف يملأ بها بطنه فما ظنك بالجيد من التمر فما بالك بالفاخر منه؟ فما بالك بما فوق التمر من الطعام والاطايب المشويات والمطهيات وما يقلى وما يخبز وما كل ذلك ما وجده نبيكم عليه الصلاة والسلام. الذي يقول هذا رجل من الصحابة عاش حياته عليه الصلاة والسلام. ورآه عن قرب يقول والله لقد كان نبيكم ما يجد عاش حياته كلها وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. اليوم لست اسأل احدنا ولست نسائل انفسنا هل وجد احدنا من التمر ما يملأ به بطنه؟ اليوم ان صام الصائم فينا اكل من التمر ما يستفتح به مائدة ممتدة الطعام وليست فقط لملئ البطن هذا الطعام الذي كان يأكله نبيكم عليه الصلاة والسلام. هل وجدت في رواية واحدة حديث واحد؟ قصة واحدة مشهد نقله احد الصحابة ايا كان هل وجدت منه عليه الصلاة والسلام انه تذمر او تسخط او ضاقت به الحياة من قلة ما يأكل من طعام وانه يعول في رقبته زوجات واسر وبيوتات وانه يجد قلة الطعام هما كبيرا يحمله على ظهره كلا والله ما كان هذا في حياته قط اليوم قد تكون من احدى المصائب ان يبيت احدنا طاويا جائعا ما اكل شيئا هو واسرته زوجته واولاده. وان تكون قصة تستحق ان تروى من المأساة وصعوبة العيش انه ما وجد غداء لاسرته اليوم نقول لكل فقير دونك عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله ان كثيرا من فقراء اليوم وهم فقراء يستحقون طول الزكاة والعطف ويتعاهدهم الناس بالمال والطعام والله انهم اوسع عيشا من عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام بمراحل اسئلة كثيرة فاي عيش تتكلم عنه في ضيق وقلة ذات يد وقلة طعام وشراب وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم كما يقول النعمان ما من الدقل ما يملأ به بطنه اليوم نجد من الوان الطعام بل ما يفيض عن حاجاتنا بل ما نأكل ويزداد وما نقتات وما ندخر وما نأكل وما نتصدق نجد كثيرا من هذا وهذا الحال هو اوساط الناس فظلا عن موسع العيش منهم والاغنياء والاثرياء والمترفين اريد ان اقول ان صفة عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام ينبغي ان تكون واضحة للعيان. فان كان احدنا في سعة وجلس على سفرة وما اذا امتدت فيها الوان الطعام وما تشتهيه النفس وما تلذ له العين وما تستروح له الافئدة. عليك ان تتذكر على الفور عيشة اتى النبي عليه الصلاة والسلام ليس لان تترك الطعام وتجفوه وليس لان تتباعد عنه لا كل هذا ما احرمه الله عز وجل. لكن ليكون لك في ذلك عظة وعبرة وانك بلغت مبلغا من سعة العيش ما بلغه اعظم بشر على ربه سبحانه وتعالى نبينا صلى الله الله عليه وسلم ولو كانت المسألة في رضا الله عن العبد واكرامه اياه ان يوسع له في الحياء لما بلغنا مثل هذه المبالغ في المطاعم والمشارب اخيرا وقفنا عند حديث عائشة رضي الله عنها لما قالت ان كنا ال محمد نمكث شهرا ما نستوقد بنار ان هو الا والماء اعد وتأمل ودقق في العبارة ان كنا ال محمد نمكث شهرا ما نستوقد بنار تصورت هذا المعنى ان يكون البيت باهله وساكنيه ليس لهم شيء يحتاجون فيه الى النار ليس يوما ولا يومين ولا اسبوع ولا اسبوعين شهرا كاملا ما عندهم شيء يستحق ان يوقد عليه نار الحديث عند صحيح البخاري من روايته ان عائشة رضي الله عنها قالت لعروة واسمع وفيه اللفظ ذاته مع زيادة. قالت ابن اختي تخاطب عروة عروة بن الزبير ابن اختها. تقول ابن اختي ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار تعرف ما معنى ثلاثة اهلة في شهرين؟ اول الشهر واخره وبداية الشهر الذي يليه ثلاثة اهلة تتوالى وما يوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار عائشة رضي الله عنها ما تتكلم عن نفسها وحجرتها لا هي ولا صويحباتها رضي الله عنها امهات المؤمنين. اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام عنده بدل زوجة لا اثنان ولا ثلاثة ولا اربعة تسع واحدى عشرة ما كان يجد في بيوتاته شيئا توقد عليه نار لا خبز لا شعير لا قمح لا ايدام ما كان يجد وليس لمدة يوم ولا يومين تقول يمر بنا الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار اليوم بالله عليكم افقر خلق الله ما يوقد النار الى كم يعني يوم يومين والله انا لنوقد النار حتى لو على الشاي والقهوة وليس على الطعام نوقد النار اليوم على اشياء ليست هي من صلب العيش ولا من قوام الحياة ولا من لقمة نسد بها الجوعات فانظر كيف بلغ الامر بحياة نبيك عليه الصلاة والسلام؟ ثلاثة اهلة شهرين ما يوقد في بيته في بيوته كلها ما يوقد فيها نار فقال عروة يا خالة ما كان يعيشكم يعني اذا كيف تأكلون ما الذي يعيشكم في الحياة قال يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت الاسودان التمر والماء اما التمر فيسمى اسود للونه واما الماء فيقال له في اللغة اسود وينسب الى التمر فيثنى بالاسودين لان الماء اذا كان في البئر فتطلعت اليه من اعلى لظلمة البئر ليرى اسودا فيقال الاسودان تغليبا فقالت ان هو الا الاسودان التمر والماء اقول استشعر الان وتخيل ان تقتات يوم وليلة على تمر وماء ما يدخل بطنك شيء اخر ثم يصبح يومين ثم ثلاثة ثم تمضي اسبوعا لتظن ان الحياة ما عادت تسع لك من قريب ولا من بعيد. ونبينا صلى الله عليه وسلم هو وزوجته يعيشون الايام المتتابعات بل الهلال تلو الهلال كما تقول عائشة رضي الله عنها ان هو الا التمر والماء قالت الا قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من البانهم فيسقينا. المليحة العنز او الناقة تكون ذات لبن. فيمنح لبنها لضيف او لجار او قريب فكان الانصار بعض جيران رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت لهم منائح. كانت لهم شياه او كانت لهم نوق فيحلبون من البانها دون الى رسول الله عليه الصلاة والسلام ترى هل كانوا يعلمون انهم يهدون الى بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام قدحا من لبن. وقد كانوا يعلمون انه ما اكل طيلة النهار شيئا. فيأتي قدح اللبن ليكون عيشته ذلك اليوم ما تدري والله ثم يكون هذا الحال ليس يوما ولا يومين. ويتعهدونه باللبن اكراما له عليه الصلاة والسلام. وحبا له عليه الصلاة والسلام. لكنك ما تدري والله اكانوا يتصورون انه ان لم يأته هذا اللبن لكانت عيشته وقوته على التمر والماء لا غير هذه عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فقولوا لكل فقير اليوم يشتكي جوعا او دينا او هما او يشتكي قلة ذات اليد والله يقولوا له اين انت عن عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ قولوا له تسلم وتصبر باسباب الحياة طرقها اليه فانه لا يزال راضيا عن ربه ما اتاه. قانعا بما رزقه وكفاه فان المسألة ليست الموائد ولا بكثرة الارصدة وبعظيم ما يملك الانسان من متع الحياة لكنه بقربه من الله ونعيم ما يجد من الحياة. هؤلاء اقوام استغنوا بنعيم القلب عن نعيم البدن. ووجدوا في متعة قربهم من الله ما انساهم لذة الطعام والشراب بل ما تجاوز بهم قرصة الجوع والفقر وما يجدونه من المها في الحياة. لما اقتربوا من ربهم فاكرمهم وادخل على قلوبهم نعيم الحياة سبقا عما قد اجل لهم في اخرها من النعيم والخيرات والمنازل فانهم عاشوا عيشة هنيئة رظيا لا يزال الحديث متتابعا ولا تزال روايات الصحابة رضي الله عنهم تحكي وتصف لنا عيشة رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم عن طلحة حديث ابي طلحة رضي الله عنه قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوعا ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه عن حجرين. قال ابو عيسى يعني الترمذي صاحب الاصل الشمائل قال هذا حديث غريب يشير رحمه الله الى ضعف اسناد هذا الحديث يقول هذا حديث غريب من حديث ابي طلحة لا نعرفه الا من هذا الوجه يعني من هذا الطريق الذي ساق الامام الترمذي سنده في اصل الكتاب قال ومعنى قوله ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر قال كان احدهم يشد في بطنه الحجر من الجهد والظعف الذي به من الجوع الحديث لا يصح سندا وقد اشار الترمذي رحمه الله الى ضعفه لكن ما في الحديث من المعنى صحيح ثابت عند البخاري وغيره كما سيأتي وضع الحجر على البطن او شد الحجر على البطن انما هو انما هو لاسكات الجوع فجرب ان فرغت معدتك يوما وشعرت بقرصة الجوع اضغط بيدك على بطنك على موضع المعدة سيسكت الجوع بالضغط عليها لكن الظغط هذا مستمر ويحتاج الى تتابع وهو لم يأكل الان ولا بعد ساعة وربما ليس الليلة وليس غدا فلن يستطيع احدهم ان يجعل اصابعه ضاغطة على معدته طوال الوقت لكن الحل ان يأتي بحجر فيشده على بطنه بحزام او بازار او بخرقة ونحوها. فاذا شد الحجر على بطنه فكأنما ضغط على معدته ينسي لنفسه الجوع ويذهب قرصة الجوع وحرارته. يقول في هذا الحديث ابو طلحة شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع. ورفعنا عن بطوننا عن انحجر يعني كشفنا عن بطوننا وكل واحد قد ربط على بطنه الحجر قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه عن حجرين يعني كان الجوع الذي به اشد من الذي بهم وكان قد بلغ به الامر ان الحجر الواحد لا يكفي في شده على بطنه لاذهاب حرة الجوع. واحتاج مع ذلك ان يربط الحجرين. الحديث ان كان لا يصح بهذه الرواية وبهذا اللفظ فانه عند البخاري وغيره بسند صحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال ان يوم الخندق نحفر فعرظت كدية شديدة في قصة حفر الخندق. قال فعرظت كدية شديدة يعني حجر صلب او صخرة شديدة ما استطاعوا كسرها ولا استطاعوا تجاوز الحفر فعرضت لهم وقطعت عليهم طريق العمل. قال اعربت كدية شديدة؟ فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق. فقال انا نازل فكان ينزل عليه الصلاة والسلام يشاركهم العمل وكان يحمل معهم التراب وكان يشارك في الحفر. فلما يستعصي عليهم شيء يبلغونه عليه الصلاة والسلام. فلما اخبروه بشأن هذه الصخرة قال انا نازل قال ثم قام وبطنه معصوب بحجر فوجد الصحابة في هذه الرواية كما في الصحيح وجدوا هذا المنبر واذا به عليه الصلاة والسلام قد ربط على بطنه الحجر من الجوع. قال جابر ولبثنا ثلاثة ايام لا نذوق ذواقا ثلاثة ايام ما تذوقوا بفمهم شيء الان بالله عليكم اسألوا اي فقير عن عيشته هل بلغ به الامر من الجوع ان يشد على بطنه الحجر وانه تمر به الايام المتتابعة يوم واثنان وثلاثة ثم هو لا يقوى لا يقوى على ان يجد من الطعام قليلا او كثيرا ما تدخله الى فمه شيء عجيب والله يا اخوة جابر ها هنا رضي الله عنه يوم الخندق يحكي عن حاله وحال الصحابة الذين كانوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد بلغ بهم الامر ما سمعت قال لبثنا ثلاثة ايام ما نذوق ذواقا. حديث جابر هذا رضي الله عنه مع الرواية التي ساقها الامام الترمذي عن ابي طلحة تحكي نعم وعن ابي هريرة الا نستمع الى هذا الحديث على طوله وفيه والله مواطن عديدة من العجب والدهشة. هذه قصة فيها مشهد جمع بين كل من رسول الله عليه الصلاة والسلام هو ابي بكر وعمر. افضل ثلاثة يمشون على الارض في التاريخ اجتمع بهم هذا المشهد وقصوا قصة عجيبة في رواية لا تكاد لها تجد اليوم مثيلا في حياة البشر يخرج ابو هريرة يلقى النبي عليه الصلاة والسلام عفوا يخرج ابو بكر يلقى النبي عليه الصلاة والسلام ثم يدركهم عمر وفي الحديث قصة فيها كثير من مواطن عجب. نعم خرج رسول الله يعني وقت لم يكن من عادته عليه الصلاة والسلام ان يخرج فيه ولم يبين في الرواية هل هي ساعة من ليل او من نهار لكن الغالب كما في القصة الاتية انها في نهار وما تدري متى هذه الساعة هل هي قبل الظهر بعد الظهر وقت ما يستريح الناس في بيوتهم لكنها ساعة كما قال لم يكن عادته عليه الصلاة ان يخرج من بيته ولا من عادته اذا خرج ان يلقاه احد لان الوقت وقت راحة وجلوس الناس في منازلهم وعدم الخروج منها. نعم بالله عليك متع نفسك الان بهذه المشاهد من اقاويل الصحابة. يلقاه ابو بكر فقال ما جاء بك يا ابا بكر؟ قال خرجت القى رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وانظر في وجهه والتسليم عليه. اي شوق هذا ملأ قلوب الصحابة. اي حب هذا اي تعلق هذا لهم برسول الله عليه الصلاة والسلام يجعل رجلا كابي بكر ليس الغريب ولا البعيد ابو بكر الصاحب القريب ثاني اثنين اذ هما في الغار. اقرب الناس من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن زوجه ابنته. ومن يأتيه في كل وقت وان. لكنه الحب العظيم. الذي لا يشبع فيه احدهم من رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا من مجالسته ولا من حب النظر اليه. سؤال كان مباغتا والجواب كان ما جاء بك يا ابا هريرة؟ قال خرجت القى رسول الله عليه الصلاة والسلام حقا اخرجه هذا القصد خرج يريد ان يلقى ويقابل النبي عليه الصلاة والسلام. ما كان عنده مسألة يستفتي فيها ولا كان عنده امانة يؤديها ولا كان عنده قضية اراد ان يشاوره فيها ما عنده ولا شيء بصريح قوله خرجت القى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظر في وجهه والتسليم عليه والله لو كتب الله لك ان تكون صحابيا تعيش تلك الحقبة المباركة لن تجد اجمل من هذا الشعور. ووالله لن تستطيع التعبير عنه. يقول خرجت القى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظر في وجهه والتسليم عليه. هذا الجواب كان اثناء لقائه اياه. وكان كما رأيت مباغتة ولم يكن مرتبا. ولا كان اذا تلاقيا فيه لكنه التقاهم فسأله فقال انما خرجت لهذا الغرض الحب والشوق والتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الحب عندما تحكي عن حب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الشوق هذا الامر الذي حمل الصحابة على تبوؤ اعلى المنازل. عندما عن حب المسلم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. عندما تتحدث عن شوق المؤمن للنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام واردت ان تضرب الامثل فدع عنك شعر الشعراء وقصص الاخبار وتأتي بهذه المواقف الصادقة الناطقة حبا التي تقطر اروع الامثلة في هذا المعنى العظيم الذي عاشته قلوب الصحابة هؤلاء رضي الله عنهم اجمعين. نعم فلم يلبث هذه ابتداء القصة لما مر عمر قال ما جاء بك؟ قال الجوع يا رسول الله هذي منتهى الصراحة. الجوع اخرج عمر من بيته اخرجه الى اين ما خرج هيم في الشوارع على وجهه خرج قاصدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عله يجد عنده مواساة من طعام عله يجد عنده شيئا يواسيه به واهل بيته. قال الجوع ما خرج بك ما جاء بك؟ قال الجوع يا الله. نعم وانا وانا قد وجدت بعض ذلك يثبت عليه الصلاة والسلام انه ايضا قد وجد مما وجد عمر شيئا من ذلك. وانا ايضا قد وجدت بعض ذلك يعني الجوع. نعم ابو الهيثم ما لك بن التيهان الانصاري. رجل من الصحابة الانصار رضي الله عنهم. وسع الله له في رزقه وكان كما سمعت رجلا كثير النخل والشائي يعني له حديقة فيها نخل كثير وله ايضا قطيع من الشياه موقف يرد فيه النبي عليه الصلاة والسلام له جميلة ويكافئه ويكرمه. لكن ابو الهيثم وقلت لك عدد مواقف الرجل ايمانا وصدقا وادبا واكراما للنبي عليه الصلاة والسلام فقال ابو الهيثم يا رسول الله اختر لي فقصده النبي عليه الصلاة والسلام لعله يلتمس عنده طعاما. خرج وفي رفقته وفي رفقته ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. انطلقوا الى منزل ابي هيثم ما لك ابن التيهان الانصاري. قال وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم فلم يجدوه يعني اتوا بيته فما وجدوه في البيت. نعم فقالوا قالت انطلق يستعذب لنا الماء يعني يجلب او يطلب لنا ماء عذبا يعني خرج الى بئر من الابار يحمل الينا ماء عذبا. الماء العذب كان من من القليل المتواجد في بيوت الناس. وغالب الماء الذي يستعملون شربا وطبخا واستعمالا فيه ملوحة ملوحة الابار وملوحة المياه التي ما كانت تكثر في جزيرة العرب المياه الحلوة السارية الجارية. وكان غالب مياه من الابار وليست عذبة بما فيه الكفاية. فكانت الابار العذبة قليلة معدودة. وابو الهيثم رجل وسع الله له في عيشه. فخرج يحمل ماء عذبا لبيته ولاستعمال اهله نعم يزعمها لم يلبثوا يعني ما هي الا وقت يسير حتى اقبل ابو الهيثم اقبل معه قربة يزعمها يعني يحملها القربة التي ملأها ماء. انتهى من مشواره الذي ذهب به وعاد اعاد فوجد عند باب بيته اكرم ضيف على وجه الارض وجد اعظم ثلاثة في التاريخ رسول الله عليه الصلاة والسلام وابو بكر وعمر فلما اقبل والقربة معه دخل بها يحملها ثم اقبل يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه بالاعناق ويحضنه فرحا مسرورا ما هذا الذي ينظر اليه؟ من الواقف بباب منزله هو رسول الله عليه الصلاة والسلام هنيئا والله لابي الهيثم وما اسعدها من لحظة عاشها. خرج من بيته لقضاء حاجة لاهل بيته واسرته. فلما عاد اذا الكبرى نبي الله صلى الله عليه وسلم واقف على بابه. وبصحبته ابو بكر صاحبه ووزيره ورفيقه في الهجرة وثالثهم عمر رضي الله عنه الفاروق المحدث الملهم. الثلاثة على بيت رسول على باب ابي الهيثم ابن التيهان. وعلى رأسهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فانطلق يقوده الفرح والسرور والدهشة التي تعجب لها يحتضن ويعانق رسول الله عليه الصلاة والسلام يفديه بابيه وامه يقول فداك ابي وامي يا رسول الله. وكلنا والله فداؤنا اباؤنا وامهاتنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. غير ان ابا الهيثم وجد متسعا وفرصة فقالها عبر بها عن عظيم حبه وما قام بقلبه فاقبل يحتضن ويعانق ويقول هذه العبارات الرائعة التي حفظها التاريخ ونقلتها الرواية فقط لتقف على قلوب عظيمة لاولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم. حتى تعرف كيف اختار الله تلك القلوب لتكون صحابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. قلوب والله استحقت بما وضع الله فيها من الايمان والصدق واليقين وعظيم التضحية والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما استحقوا به ان يكونوا في ذلك الجيل الكريم الفريد. فانطلق يلتزم النبي عليه الصلاة والسلام ويفديه بابيه وامه. نعم فانطلق بهم الى حديقته الحديقة البستان وقد مر بك انه رجل كثير النخل كثير الشائي. انطلق بهم الى بستانه وفيه النخيل وفيه الشياه فبسط لهم بساطا يكرمهم ويضيفهم ثم انطلق الى نخلة فجاء بقنو فوضعه. قنو النخلة العذق الكامل من الرطب الذي يكون على النخلة فجاء فقطع عذقا كاملا. القنه فحمله كما هو باكمله فوضعه بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر فقال له النبي عليه الصلاة والسلام افلا تلقيت لنا من رطبه؟ يعني ما كان لك حاجة ان تقطع العذق باكمله وانت تعرف ان النخلة تحمل في القنو الواحد والعذق الواحد من ان من من عدد من الرطب والتمر ما يفظل عن حاجة الاثنين والثلاثة لكنه الكرم وحق له ان يبالغ في الكرم لان ضيفه احق من يكرم. رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمع للجواب العجيب. لما قال الا تلقيت لنا من رطبه؟ يعني كان يكفي ان تأتينا ببعض الرطب تنتقيه. فقال يا رسول الله اني اردت ان تختاروا انا اضع لكم القن كاملا والخيار لك. انتقي ما تشتهي يا رسول الله. الرطب هو الذي اصاب فيه حبة التمر قليلا من الترطيب طيب والبسر هو ما كان لا يزال جافا صلبا. وانت تعرف ان العذق او القنوة من النخل يكون فيه من حبات الثمر ما قد اصابه الرطب وما قد لا يزال باقيا صلبا. فربما يعجبك هذا او ذاك فاراد ان يكون الخيار والاختيار من هذه الانواع بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانظري الان الى مواقف ابي الهيثم وعدها عدا مبالغة في الكرم والحفاوة والضيافة. شواهد صدق في الحب وملئ الفؤاد اكراما واعزازا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. بادر فرح اول ما لقيه التزمه قبله فداه بابيه وامه باشر بالاكرام بسط لهم البساط عمد الى نخلة فقطع لهم ذلك القنو ثم لما سأله والا تلقيت لنا من رطبه؟ قال يا رسول الله اني اردت ان تختاروا او تخيروا من رطبه وبسره البصر هو حبة التمر في النخلة اذا كانت لا تزال صلبة ما اتاها شيء من الرطوبة. قال فاكلوا وشربوا من ذلك الماء. نعم بعد ان اكلوا وشربوا قال هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد ليت شعري اي نعيم هذا الذي وجده النبي عليه الصلاة والسلام لكنه قلة العيش التي ترى الماء ارد نعيما والظل البارد من حرارة الشمس نعيما والرطب الطيبة نعيما. فبالله ما الذي سنقول في الوان من الاطعمة واطايب ما تمتد به موائدنا اليوم مما يطبخ وينفخ اليس من النعيم هذه الوسائل التي تبرد بيوتنا ومساجدنا وسياراتنا ومراكبنا فلا يجد احدنا من حر الشمس ولفح الا قدر الانتقال من مكان الى مكان بين فتح باب واغلاق باب اخر. ثم يقول عليه الصلاة والسلام هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة. فحق والله على كل مسلم اذا ما وجد نعيما هواء بارد ومكانة نظيف وماء طيب ولباس نظيف ولقمة سائغة وحياة مستقرة ان يتذكر على الفور انه من النعيم الذي سيسأله ربه عنه. من النعيم الذي كان ادنى منه بكثير ما وجده النبي عليه الصلاة والسلام. فبالله عليكم اذا دخل النبي عليه الصلاة والسلام بيوت بعضنا. ورأى ما فيها من من فاخر الثياب. وفاخر الاثاث وفاخر الطعام وفاخر الشراب ماذا كان يسمي ذلك اذا اذا كان الظل ظل نخلة وليس ظل بيت ولا تكييف ولا الات تبريد واذا كان ما ليس الا ماء بئر ليس برادات ولا ثلاجات ولا مثلجات واذا كان الطعام ليس الا رطبا ليس مما تشتهيه الانفس من الالوان الحلو والحار والبارد والساخن والحلو والحامض وكل انواع تأتيه بين يديه فيتخير ما يشاء. اذا كان هذا فقط عده النبي عليه الصلاة والسلام نعيما. نعيما واقسم بالله ان انه موضع سؤال ففكر جيدا في ثيابك النظيفة التي لبست في الماء الذي تستمتع به. في الطعام الذي تقتات عليه في نعمة اعظم صحة بدن وعافية وبيت تسكنه وزوجة تعينك على الحياة. تصحو وتستيقظ وتنام تتقلب في الوان والوان من النعيم. اذا ما سورة التكاثر او قرأتها ورأيت ربك عز وجل يقول ثم لتسألن يومئذ عن النعيم تأكيد من ربك سبحانه وتعالى. وقضية يقسم عليها النبي عليه الصلاة والسلام. فكر جيدا الا يأخذك الله بعقاب نعمة ما شكرته عليها ولا قدرت حق قدره سبحانه وتعالى فيها. فضلا عن ان يكون هذا النعيم الذي يسوقه الله الينا اسبابا تقودنا الى معصيته جل وعلا. او للتقصير في حقوقه وواجباته والامور التي الزم بها العباد. ثم يجد العباد في بنعيم ربهم الذي يسوقه اليهم مطايا يرتكبونها لتجاوز حدود الله. فوالله ما فسق الفسقة ولا عصى العصاة الا باموال الله التي جعلها في ايديهم. ولا تجبر المتكبرون ولا طغى المترفون ولا اعتدى الناس على بعضهم الا بالاموال التي جعلها الله في ايديهم فعجبا لابن ادم يكرمه ربه ويسوق اليه الخيرات والنعم فيكون فيما ساقه ربه اليه سببا يعصيه به ذل ربنا في علاه لكن المؤمن العاقل الحصيف مهما ضعف واتاه الشيطان واستذلت به القدم في مواضع لا يزال كر مثل هذا. فسرعان ما يؤوب ويتوب ويعود. ربك الذي اكرمك هو احق من يستحيا منه. واوجب من ان يستعظم المسلم حق ربه والله انه لمن الغبن ان تجد احدنا اذا سيقت اليه منة او فظل او نعمة من انسان من بشر مثله من مخلوق ظعيف قليل ذات اليد مثله اهدى اليه هدية عظيمة او ساعدها او وقف بجانبه تراه ممتنا يحمل هذا الجميل له لا يكاد ينساه. فاين ربك الكبير المتعال؟ الذي اكرمك وخلقك من العدم الذي رزقك واواك وانعم عليك ولا زال حتى الساعة يكرمك سبحانه وتعالى بافضاله وانعامه وارزاقه التي تأتيك الى بيتك والى عتبة دارك. ثم سبحانه وتعالى يأمرك فيراك مقصرا وينهاك ويراك مفرطا. ان المؤمن العاقل الى الحصيف. سرعان ما يجد من نفسه تيقظ هذه المواقف. هذا النبي عليه الصلاة والسلام في موقف يخرجه فيه الجوع فيلقى من اصحابه كبار الوزراء والاعوان من يحملهم ايضا قلة الحياء وضيق ابوابها ثم اذا وجدوا اقل ما يجده الانسان في العيش على الحياة ان تكون جرعة ماء وحبات من تمر لينتقل بهم الى هذه النقلة الهائلة يقول لهم افتحوا اعينكم ان هذا من النعيم الذي اسألكم الله عنه قلوب حية والله وضمائر يقظة على الدوام ان تكون عيشة احدنا في الحياة طريقا معبدا يقربه الى الله لا يباعده عنه بحال. وان تكون النعيم وانواعه التي يجدها الانسان في الحياة ابدا ليست الا خطوات تقربه من ربه. فيزداد في حمل نفسه على طاعة ربه ومولاه. ولا يزال لنا في عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة لا يزال في كل خطوة والقصة ما انتهت بعد. والحادثة التي يرويها هان ابو هريرة في قصة هذا الصحب مع ابي الهيثم ابن التيهان لا تزال في منتصفها. نعم طيب فانطلق ابو الهيثم ليصنع لهم طعاما يعني كان الذي قدمه لهم من الماء العذب والرطب او قنو النخلة الذي وضعه بين ايديهم ما كان الا تقدمة للضيافة وليست هي وجبة الطعام وما كان الا اكراما لهم بادرهم به كما يصنع احدنا بضيفه اذا اتى داره يقدم له تقديمة من الطعام والشراب ليست هي الوجبة التي سيكرمه بها فلما انطلق اراد ان يذبح لهم قال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تذبحن لنا ذات ذر يعني لا تعمد الى شاة ذات لبن لانها ذات ولد فاذا ذبحها لا اله الا الله الرحمن الرحيم قال فانطلق ابو الهيثم رضي الله عنه ليصنع لهم طعاما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تذبحن لنا ذات ذر يعني لا تعمد الى شاة ذات لبن لان في ذبحها في ذبحها فوات لمنفعتها من اللبن الذي فيها واراد النبي عليه الصلاة والسلام الا يتكلف ابو الهيثم في ضيافتهم بما يكون سببا لفوات بعض مصالحه في الشاة التي اكرمه الله الله بها قال فذبح لهم عناقا او جديا. العناق العناق الانثى الصغيرة من الماعز والجدي هو الذكر الصغير فذبح لهم ماعزا صغيرا اما عناقا او جديا يعني اما انثى او ذكرا فاتاهم بها فاكلوا فقدم لهم رضي الله عنه من ذلك الماعز الصغير الذي ذبحه اكراما لهم وضيافة لهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك خادم وكان وجه السؤال امران الاول انه رآه عليه الصلاة والسلام يباشر الخدمة بنفسه بدليل انه اول ما جاء البيت ما وجده فسأل امرأته فقالت انطلق يستعذب لنا الماء. يعني يجلب لنا ماء ولو كان له خادم لارسله ولانه رآه عندما جاء بعذق النخلة وعندما قدم الطعام والماء والتمر ولما قام وطبخ وطهى كل ذلك كان يصنعه بنفسه فكان هذا محملا للسؤال هل لك خادم والمحمل الاخر اراد عليه الصلاة والسلام ان يكافئه نظير اكرامه وحفاوته وهكذا كان شأن نبيكم عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدية ويثيب عليها كان يقبل ويكافئ كان يرد الجميل بالجميل وافضل. ما كان عنده شيء عليه الصلاة والسلام لكنه لا اقل من السؤال وان يرصده عليه الصلاة سلام وان يجعله في ذهنه سأله هل لك خادم؟ فقال ابو الهيثم لا ما عندنا ما عندنا خادم ويقوم برعاية اموره بنفسه نعم قال فاذا اتانا اذا اتانا سبي فاتنا يعني اذا بلغنا سبي او جاءنا شيء من الاسرى فاحضر الينا يعني من اجل ان يعطيه النبي عليه الصلاة والسلام شيئا من الاسرى يكون خادما له. نعم طيب قال فاذا اتانا سبي فاتنا فاتي صلى الله عليه وسلم برأسين يعني باسيرين ليس معهما ثالث فاتاه ابو الهيثم بناء على الوعد الذي كان قد اخبره به جاء بناء على الطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم اختر منهما هذان اسيران اختر احدهما ليكون خادما لك وفاء بالوعد الذي وعده به قبل. انظر الان الى موقف ابي الهيثم. هذا الان تركت الاختيار لك وما تختاره لوليس ارضى به. فقال عليه الصلاة والسلام ان المستشار مؤتمن هذي قاعدة. من طلبك المشورة فهي امانة ان المستشار مؤتمن فاذا استشارك انسان في اي شيء فهي امانة فاما ان تصدق واما هي خيانة والعياذ بالله. فمن استشارك فقد ائتمنك قال ان المستشار مؤتمن خذ هذا واشار الى احد الاسيرين فاني رأيته يصلي. الله اكبر الصلاة هي معيار المفاضلة. اسيران لكن احدهما لحظه النبي عليه الصلاة والسلام محافظا على صلاته. فلما سأله ابو الهيثم ان يختار له الاطيب والافضل جعل الصلاة امارة وعلامة على انه اطيب من صاحبه وافضل قال خذ هذا فاني رأيته يصلي. ما احوجنا والله الى ان تكون الصلاة ايضا من جديد معيارا للمفاضلة بين الناس. اذا افظلنا احسننا صلاة واكثرنا حفاظا على صلاته هو افضل من غيره. ثم قال واستوصي به معروفا فانطلق ابو الهيثم الى امرأته فاخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني اعطاني هذا وقص لها ما حصل قال خذ هذا واستوصي به معروفا. انظر الى ما هو اعجب من موقفه بالهيثم في موقف امرأته. قالت امرأته اانت ببالغ حق ما قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام هو ماذا قال له قال له استوصي به معروفا. قال اذا اردت ان تمتثل امره عليه الصلاة والسلام فما انت ببالغ حق هذه الوصية الا بان تعتقه الله هو اخذه محتاجا واراده خادما لكن انظر الى فطانة هذه المرأة الجليلة والصحابية الكريمة. قالت الم يقل استوصي به معروفا اذا اردت ان تبالغ في امتثال هذه الوصية النبوية اعظم معروف تقدمه الى اسير ما هو هو عتقه. قالت ما انت ببالغ حق ما قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام. الا بان تعتقه. قال فهو عتيق. ما تردد. والفاء للتعقيب مباشرة فهو عتيق انظر كيف قدم رغبته في امتثال امر رسول الله عليه الصلاة والسلام على حاجة نفسه وحياته. ثم قال عليه الصلاة والسلام ان الله لم يبعث نبيا ولا خليفة الا وله بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر. وبطانة لا لوه خبالا يعني لا تنصح ولا ترشده ولا تدله على الخير بل تأخذ بيده نحو الخبال والهلاك والله المستعان. قال هذه قاعدة لم يبعثن نبيا ولا خليفة ولعل المناسبة موقف امرأة ابي الهيثم كانت ناصحة وكانت لزوجها في دلالته على الخير ما بلغت. قال ومن يوق بطانة السوء فقد وقي ولهذا ما زال اهل العلم الائمة والخطباء لا يزالون يدعون للخلفاء وولاة الامور بان يقيض الله لهم بطانة صالحة. لان القاعدة ان لكل مسؤول وولي امر وخليفة وامام له بطانتان ولا يسلم منهما انسان. بطانة خير وسداد ونصح وارشاد. وبطانة سوء وغي وفساد وكلتاهما تجر صاحبها الى طريقه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن يوق بطانة السوء فقد وقي ولذلك نحن ندعو لولاتنا فنسألك اللهم لولاة امور المسلمين بطانة صالحة ناصحة راكعة ساجدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يا سميع الدعاء