ان الحمد لله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل ليست من بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم اما بعد نستأنف بحول الله جل وعلا دروسنا العلمية في حلقة المسجد الاعظم العلمية راجينا من الله جل وعلا ان ننتفع جميعا بما يسر الله جل وعلا بمنه وفضله من تدبر وتدارس لايات القرآن الكريم وبيانات النبي عليه الصلاة والسلام للكتاب وباقول العلماء وقواعد علوم الشريعة اصولها وفروعها التي بها جميعا وبهذا الامر جميعا تتخرج الربانية صفة في طلبة العلم والمتحلقين حول موائد العلم باذن الله جل وعلا اذا خلصت النيات وقويت العزائم واحررت اليوم بحول الله ان نتحدث عن شيء من القصد والغاية المرجوة من مجالس العلم والتدارس لكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولسائر قواعد علوم الشريعة وهذه الغاية او المقصد قد حدد قد حدده الله جل وعلا في القرآن الكريم وبين وسيلته في القرآن الكريم ايضا واما الغاية وقوله سبحانه ولكن كونوا ربانيين مما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون واما الغاية ابل واما الوسيلة فقوله سبحانه هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فهذا السياق هو ذاك مآله واحد وهو ان يحصل العبد منزلة ربانية في العلم الربانية العلمية التي تجعل الانسان فعلا عبدا لله سبحانه وتعالى غاية ووسيلة ولنبدأ باذن الله جل وعلا بحديث حول الاية الاولى ولكن كونوا ربانيين. بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون وقرأت كما تعلمون وكما نذكر مرارا بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون وكلاهما قراءة متواترة صحيحة فهذا الوصف الربانية الذي هو ضرب من المصدر الصناعي ويعطي الصفة للانسان الذي تخرج على منهج تعلم وتعليم الكتاب وتدارسه ودراستي ربانية لها دلالة النسبة الى الرب او التربية والرب هنا بما هو مربي وايضا بما هو مصدر ايضا يمكن رب الشيء يربه ربا اي تربية ولذا قلت هو منسوب الى التربية بمعنى الرب او بالاحرى منسوب الى الرب بمعنى التربية ان الرب يمكن ان يفهم بمعنيين. المعنى اللول هو المالك مول الشي. وهو الله جل وعلا وتصح النسبة اليه كما نقول رحماني فعبد رباني اي منسوب الى الرب بما انه يسعى الى الله ويقصد اليه فهذه اضافة عبدية كما نقول عبد الله او بالاحرى نسبة عبدية بالنسبة الحصيلة في الإضافة سواء يعني عبد الله هي اضافة ولكن فيها معنى النسبة من الناحية المعنوية. وليس من الناحية النحوية اي عبد الله منسوب الى الله بالعبدية لانه عبد ديال الله وكذلك الرباني منسوب الى الرب بما تلقى عن الله من تربية ومن منهج تربوي تلقاه وهو ايضا يلقن ويمكن ايضا ان يؤخذ المعنى الآخر الذي ذكرته قبل قليل ان الرباني هو المنسوب الى الرب بالمعنى المصدري للكلمة تقديري ان الرب هنا مصدر لرب فعل رب يرب ربي رب متل ربا يربي. بحال بحال رب الشيء يربه اي نماه. وزكاه ربا اي تنمية وتزكية وهذا المعنى وذاك اللول والثاني مآلهما واحد النتيجة ديالهم واحد فاما المعنى الأول فهو مفيد للغاية التي من اجلها وضع العلم ونزل العلم الله جل وعلا انزل العلم على العباد وعلمه من يشاء من خلقه قرآنا وسنة وما استنبط منهما من علوم الشريعة من اجل ان يكون له عبادا مخلصين الربانية اذن فيها معنى الاخلاص لله الواحد القهار الربانية اخلاص وتوحيد للقصد والوجهة انه الى الله وحده العبد الرباني لا يراعي غير الرب في علمه عالما ومتعلما كل امره لا يراعي غير الرب جل وعلا والرباني ايضا بالمعنى التربوي للكلمة هو الذي فسره ابن عباس رضي الله عنهما كما ورد في صحيح الامام البخاري موقوفا على ابن عباس قال والرباني الذي يربي بصغار العلم قبل كباره يربي بصغار العلم قبل كبار اي انه يتدرج المتربين والمريدين والمتعلمين المراتب الصغيرة القريبة بقصد ان يدرجهم عبر سلم التعلم الى ان يصلوا الى المراتب البعيدة العالية لان ذلك معنى التربية ومعنى الرب من رب يرب ربا الرباني من يربي بصغار العلم قبل كباره وهذا معنى عظيم جدا