ويرد على هؤلاء الجهمية وغيرهم بقول الله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموا فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فقد اخبر الله سبحانه وتعالى بهذه الايات الكريمة انه ارسل الرسل ليطاعوه وامر بطاعتهم وامر بطلب الاستغفار منهم ونفى الايمان عمن لمحكم الرسول في موارد النزاع ولا يكون في نفسه حرج ويسلم لحكم الله ورسوله تسليما كاملا ومن الادلة قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم بين الله سبحانه وتعالى ان من ان علامة محبة الله اتباع الرسول ان علامة محبة الله ودليل محبة الله اتبعوا الرسول فمن اتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فهو من احباب الله. ومن خالف الرسول فهو من اعداء الله ومن لم ينقذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه يعمل بارادة نفسه وهذا غش للنفس وهو من الكبر واذا كان الذين يقولون لن نؤمن حتى يكون لنا مثل الرسل كفار فكيف بما قال انه اعلى من الرسل ولكن هؤلاء الجهمية والعياذ بالله استحوذ عليهم الشيطان. فاعرضوا عن النصوص ولم يعملوا بها وتركوها ورائهم ظهريا ولذلك وصلوا الى ما وصلوا اليه. نسأل الله السلامة والعافية ظاهر النصوص وكلام العلماء وظاهر الحالة الجاهلية انهم كفار والعياذ بالله وانه ليس معهم من الايمان شيء ولا من الدين شيء. ولهذا قال كثير من العلماء وعلى رأسهم الامام احمد رحمه الله ان كلام الجهمية يدور على انه ليس فوق العرش الا. وليس فوق العرش وليس هناك اله ولا خالق ولا رب وقد رد عليهم الامام احمد رحمه الله في رسالة له صغيرة الحجم لكنها عظيمة المعنى والمتن تسمى بالرد على الزنادقة الرد على الجهم والزنادقة. رسالة صغيرة مطبوعة وكثيرا ما ينقلها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وينقل نصوصا منها في كثير من كتبه حتى انه ربما نقلها كلها وفرقها في كتبه هي رسالة عظيمة على صغر حجمها