الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الرابعة في كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى الرد. الرد على اهل البدع الذين نفوا استواء الله عز وجل على العرش لقيام توهم حاجته الى العرش فان قائلهم يقول وبئس ما قال كذبا وزورا وبهتانا على الله عز وجل. ان من استوى فلا بد لزاما ان يحتاج الى ما استوى عليه. ولو ابعدنا ما استوى عليه لسقط المستوي. فهم لا يتصورون من صفة الاستواء اي لله عز وجل الا تصور من يحتاج الى من استوى عليه. فيقولون بما ان صفة الاستواء تقتضي حاجة الله عز وجل الى العرش فاذا لا بد من تأويلها وتحريفها واخراجها عن مدلولاتها. لانه لا يجوز اي يظن بالله عز وجل انه يحتاج الى شيء. فالذي جعلهم ينكرون صفة العرش هو هذا التوهم. لما قام في اذهانهم انه ربما يكون محتاجا للعرش وللاستواء على العرش وهي حملة العرش قالوا اذا انكروا صفة الاستواء وعطلوها واجعل معناها الاستيلاء حتى تتخلصوا من هذا المحذور الذي لا يجوز ظنه في الله عز وجل. ولو انه تقر ولو ان ولو ان عقولهم قد تقررت فيها هذه القواعد وهي ان الله عز وجل مستغن الغنى الذاتي الذي لا يمكن ابدا ان ينفك عنه لا ازل ولا ابد ولا يمكن ان يحتاج الله عز وجل الى احد من خلقه لما اوصلهم الى نهاية اليمة وهي تحذف صفة الاستواء الثابتة لله عز وجل بالادلة المتواترة القطعية ويقولون لو اننا ابعدنا العرش عن الرب لسقط الرب كذا قالوا. فاذا ماذا نقول؟ ماذا نقول؟ نحرف صفة الاستواء حتى لا نظن هذا الظن في قيام شيء من الحاجة في الله عز وجل. ونحن نقول لا والله وكلا والف كلا لا والله بل استواؤه فعل فعله الله عز وجل سبحانه وهو من جملة صفاته فعلية التي يتصف الله عز وجل بها متى؟ متى شاء. فالله عز وجل لم يخلق العرش لحاجته للاستواء عليه. فالاستواء صفة من صفاته قد اتصف الله عز وجل بها فانه يتصف بما يشاء. والعرش مخلوق من جملة مخلوقاته ولكن العرش شرفه الله عز وجل بان جعله محلا للاستواء فقط. فالعرش هو الذي باستواء الله عز وجل عليه كما قال الله تبارك وتعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار. فلو ان العرش لم يستوي الله الله عز وجل عليه لكان من جملة المخلوقات لا شأن لا شأن لها. لكنه لما خلقه اختاره محلا لاستوائه. كما خلق بني ادم واختار منهم الانبياء وكما خلق الانبياء واختار منهم الرسل. وكما خلق الرسل واختار منهم اولو العزم. اولي العزم. وكما خلق اولي العزم واختار منهم الخليلي. وكما خلق الخليلين واختار منهما محمد صلى الله عليه وسلم فله الخلق وله الاختيار. فاذا العرش من جملة مخلوقاته ولم يكتسب ذلك الشرف العظيم الا لانه محل ها محل استواء الرب تبارك وتعالى فلذلك نبه الامام الطحاوي بقوله وهو مستغن عن العرش وما دونه لازالة هذا التوهم. الذي قام في عقول هؤلاء الاوبئة ولبيان بطلان كلامهم والرد عليهم. فالله عز وجل مستغن عن اعظم المخلوقات وافخم المخلوقات وهو العرش واكبر المخلوقات في استغناؤه عن هذا المخلوق يلزم منه من باب اولى استغناؤه عما عما دونه من السماوات والارض والافلاك وما وما فيهما فلا يمكن ابدا ان يحتاج الله عز وجل لشيء. ومن قام في ذهنه ان الله قد وتصور حاجته لشيء من مخلوقاته عظم هذا المخلوق او صغر. فقد ظن بالله ظن السوء. ويا ويله من الله ان لم يصحح هذا الظن قبل قبظ روحه. فقد توعد الله عز وجل اصحاب الظن السوء فيه بالوعيد العظيم في قوله ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. ولذلك اجمع العلماء على ان ظن على ان سوء الظن بالله عز وجل من اعظم الكبائر. من اعظم الكبائر. بل انا اقول انه اكبر الكبائر على الاطلاق وما الشرك؟ وما الشرك؟ الا نوع سوء ظن بالله عز وجل؟ وما البدعة الا نوع سوء ظن بالله عز وجل وما المعصية الا نوع سوء ظن بالله عز وجل فما وقع اهل الشرك في الشرك واهل البدعة في البدعة واهل المعصية في معصيتهم الا لسوء ظنهم. الا لقيام سوء ظن في الله تبارك وتعالى فلا يجوز ان يظن في الله تبارك وتعالى انه محتاج لاحد