السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احشى الله اليكم ما رأي فضيلتكم في من يعتبر منع الاخرين من غير المتخصصين في الشريعة من الكلام في احكام الشرع تحجيرا على العقول وتقديسا لاراء البشر فالحمد لله رب العالمين وبعد هل يا ترى اذا تكلم غير السياسي في امور السياسة سيقبل منه هذا الكلام ام سيقال له ليس هذا بعشك فادرج فلكل ميدان رجاله هل يا ترى اذا تكلم غير الاطباء في الطب فجاء العوام الذين لا خبرة ولا معرفة قتلهم بمسائل الطب وقواعده واصول فنه. وتطبيقاته العملية ثم صاروا يتكلمون في الطب. هل سيقبل منهم الاطباء هذا الكلام ام سينكرون عليهم ويرفعون بامرهم لولاة الامر؟ يأمرونهم بان يسكتوا او يحجرونهم الجواب لا شك انه الثاني. ولذلك لكل ميدان رجاله فلما اذا جاء ميدان الشريعة واثبات الاحكام واستنباطها فتحنا المجال للجميع للعامي والعالم والجاهل والمتعلم والصغير والكبير والذكر والانثى اوليس للشريعة سياج يوجب حرمتها وتعظيمها في قلوبنا نحن معاشر المسلمين. لما ننكر على من يتكلم في الطب وليس طبيبا وننكر على من يتكلم في السياسة وليس سياسيا وننكر على من يتكلم في اخطاء اعطال السيارات وليس ميكانيكيا وننكر على من يتكلم في فنون المعمار وليس مهندسا ثم اذا جاء سياج الشريعة فتحنا الباب على مصراعيه كل من اراد ان يتكلم فليتكلم وليحلل من يحلل وليحرم من شاء ما يشاء وليوجب من شاء ما يشاء لما اذا جاء مكان لم اذا جاء سياج الشريعة هدمناه وفتحنا الابواب على مصراعيها للجميع. لم؟ لم؟ هذا دليل على اننا لا نعظم الشريعة. من يقول هذا الكلام فانه لا يعظم الشرع. فالشريعة لها رجالها ليس من باب التعصب والتحجر ولكن من باب التعظيم نحن نعظم شريعة الله عز وجل. ومن تعظيمها ان لا نجعل الالسنة تلوي كذبا في تحليل او تحريم بسبب جهلها. يجب علينا محاربة كل جاهل يريد ان يتخوض في اثبات شيء من الاحكام الشرعية لا اننا نريد اختصاصها بانفسنا لا وانما نريد بذلك تعظيم الله ورسوله وتعظيم دينه وشريعته وكتابه هذا من باب التعظيم وليس من باب التحجر. فاياك ان تصف اهل العلم اذا انكروا دخول غير المتخصص في اثبات شيء من احكام الشرع ان ترى انهم يتحجرون على عقول الاخرين. لا هذا من سوء الظن بالعلماء. بل هذا من باب تعظيم شريعة الله. الا ترى الله عز وجل ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. اترى ان الله عز وجل بقوله لا تقفوا قد تحجر واسعا! اولا ترى الى قول الله عز وجل قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون افتريد من لا يعلم ان يتكلم في الاحكام الشرعية ويتقول على الله بجهله حتى تريد من اهل العلم ان يسمحوا لغير العالم ولغير المتأهل ان يثبت شيئا من الاحكام؟ اولا تسمع الى قول الله عز وجل ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. وبناء على ذلك فقد اجمع العلماء في كل امة اجمع الشرائع من لدن ادم الى شريعة محمد عليهم الصلاة عليهم الصلاة والسلام. ان من جملة المحرمات في جميع الشرائع القول على الله عز وجل بلا علم. فلا يجوز لاحد ان يتخوض في احكام الشريعة الا بعلم. ولا يجوز لاحد ان يثبت شيئا منها الا اذا كان متأهلا بالالة التي اشترطها الفقهاء في باب الاجتهاد من كتب دخول الفقه ليس من باب اختصاص الامر بانفسنا او من باب حرمان غيرنا الا يدخل معنا. ولكن والله من باب تعظيم شريعة الله. فكما ان الاطباء يمنعون من يريد التكلم في الطب وليس طبيبا. فكذلك علماء الشرع يمنعون من ان يتكلم احد في شيء من الشريعة اذا لم يكن متأهلا بالشروط التي نص الفقهاء عليها. فيجب علينا ان نعظم الله هذا من تعظيم الله هذا من تعظيم رسول الله هذا من توقير شريعة الله من تعظيم دين الله ذلك ومن يعظم حرمات فانها من تقوى القلوب. وذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. هذا من تعظيم حرمات الله من تعظيم شعائر الله وليس من باب التحجر كما يفهمه من يريد ان يتخوض في الشريعة تحليلا وتحريما على ما يشتهيه ابوه وامه بغير اثبات بدليل شرعي ولا استناد الى برهان مرعي. نعوذ بالله من بعض المقال الذي لا يتضمن الا ازدراء الشرع واحتقار الشريعة وكأنها ليست بشيء. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد