احسن الله اليكم كيف نرد على بعض من يفعل ما يريده ويهواه مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم استفت قلبك ثم قال وان افتاك الناس وافتوك او قال وان افتاك المفتون فتجده يأخذ بما استهوته نفسه وتطلعت اليه او تطلع اليه هواه. فكيف نرد عليه بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد لا ينبغي للانسان ان يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم استفت قلبك انه يستغني عن العلماء ويستغني عن الكتاب والسنة ويستغني عن الادلة ويستغني عن نظر العلماء وترجيحاتهم وتأليفاتهم مستغنيا بقلبه وما يفتيه به قلبه لا ينبغي ان نفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ابدا. فان الذي قال هذا الكلام هو الذي انزل الله عليه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فهذا المعنى يجب علينا ان نخرجه من قلوبنا فلا تزال الامة محتاجة الى ادلة الكتاب والسنة ومحتاجة الى من يستنبط لها احكامها من اهل العلم رحمهم الله تعالى فاذا ما مقصود الحديث مقصود الحديث يعرف ان اذا قسمنا القلوب الى قسمين الى قلوب سليمة والى قلوب متلوثة فالقلوب السليمة هي هي تلك القلوب التي لم يخالطها شيء من من الشبهات ولا من الشهوات ولا من القواعد الفلسفية المنطقية التي تفسد وتطمس نور البصر والبصيرة. هذا هو القلب السليم المذكور في قول الله عز وجل الا من اتى الله بقلب سليم. فهو قلب خال من كل ما يفسده او يطمس نور بصيرته فقد جعل الله عز وجل في هذا القلب فطرة تدله على تدله على الحق وتعينه على ابصاره وتهديه اليه باذنه عز وجل. هذا القلب هو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم استفت قلبك. اي اذا اختلف اهل العلم في مسألة او التبس الحق عليك وكان قلبك سليما فان سلامة الفطرة وسلامة القلب وخلوه مما يفسده ويطمث بصيرته طريقا لهدايتك باذن الله عز وجل. فلا يقصد رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعارض بقلبك ادلة الكتاب والسنة او ان تعارض بقلبك فتاوى اهل العلم رحمهم الله. لا لا يقصد بذلك. ولكن اذا ورد شيء من اللبس على الحق. فحينئذ الرجوع الى الفطرة سليمة سبيل من سبل الهداية لمعرفة الحق باذنه. فيقصد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القلب السليم. واما القلب الذي انطمست نور بصيرته بسبب الشبهات وبسبب الشهوات وخلوه من الايمان وخلوه من مراقبة الله وامتلائه بمحبة الشهوات وتعفن بعفن الشبهات فهذا لو يستفتيه الانسان فانه سوف يكون سببا لهلاكه وعطبه. فالقلب الذي يقصده رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هو ذلك القلب السليم واما القلب المتلوث بالقواعد الفلسفية المنطقية او بشيء من الشبهات والشهوات فلا يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ابدا. فالواجب التفريق بين هذا وهذا والله اعلم