مدمرة لكثير من الاموال والاشجار والمراكب وغير ذلك. وانواع الفرود التي حصل بها ينقصى من الضرر. من ذلك المجاعة والجد الكثير من البلدان وكل هذا وان لم يذكره الشيخ وهو اظهر ذهاب المسجد الاقصى من ايدي المسلمين ووقوعه في ايدي الصهاينة و احتلال فلسطين من قبل هؤلاء الصهاينة هذا كله راجع الى عدم تمسك المسلمين بدينهم هذه المصايب التي وقعت وبعضها مستمرة وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وهذا هو المجلس آآ الاول من مجالس المغرب في هذه الدورة المباركة والمقرر فيه كتاب وجوب التوبة الى الله والضراعة اليه عند نزول المصايب لشيخنا وشيخ مشايخنا الامام مفتي الانام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اما بعد فاللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. شيخ الاسلام مفتي بن الانام عبدالعزيز بن عبدالله بن رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى من يطلع عليه من المسلمين وفقني الله واياهم للتذكر والاعتبار اتعاظ بما تجري به الاقدار. والمبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والاوزار امين اما بعد فان الله عز وجل بحكمته البالغة وحجته القاطعة وعلمه المحيض بكل شيء يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء وبالنعم والنقم ليمتحن صبرهم وشكرهم فمن صبر عند البلاء وشكر عند الرخاء وضرع الى الله سبحانه وعند اصول المصائب يشكو اليه ذنوبه وتقصيره ويسأله رحمته وعفوه. افلح كل الفلاح. فاز بالعاقبة الحميدة الله عز وجل في كتابه العظيم. الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد جل الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. والمقصود بالفتنة في هذه الاية الاختبار والامتحان وحتى يتبين الصادق من الكاذب. والصابر والشاكر كما قال تعالى وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون. وكان ربك بصيرا. وقال عز وجل كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. وقال سبحانه وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون والحسنات هنا هي النعم من الخصب والرخاء والصحة والعزة والنصر على الاعداء ونحو ذلك. والسيئات هي المصائب كل امراظي وتسليط الاعداء والزلازل والرياح والعواصف والسيول الجارفة المدمرة ونحو ذلك وقال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم المقدمة التي ذكرها الشيخ رحمه الله مقدمة نافعة عظيمة وهي مفيدة لامرين لابد من التنبه اليهما وهما ان الله سبحانه وتعالى يأتي بالمصائب ابتلاء يأتي بالمصائب ابتلاء فما من مصيبة خاصة او عامة ما من مصيبة خاصة او عامة الا ابتلاء من الله عز وجل ويشمل ذلك الخير والشر ويشمل ذلك الحسن والسيء وهنا لا بد ان ندرك ان الناس في الابتلاءات اربعة انواع نوع منهم وهما الكمل من ينجحون في الابتلاء الذي يكون بالعبادات وبي المصائب وهؤلاء هم في اعلى المنازل. لانهم نالوا الرضا ب الشرع تعبدا ونال الرضا بالقدر ابتلاء وقبولا وصبرا والمرتبة السيئة التي تقابل هذه المرتبة وهم حال وهو وهي حال اكثر الناس اليوم انهم لم ينجحوا لا في ابتلاء التعبديات ولا في ابتلاء المصائب والبلاءات وهذا حال كثير من الكفار والمشركين والصنف الثالث هم الذين نجحوا في ابتلاء العبادات فتراهم عبادا لكنهم لم ينجحوا في ابتلاء البلاءات والمصيبات فتراهم يتضجرون اذا اصيبوا بالمصائب القدرية التي قدرها الله عز وجل في الكون عموما وخصوصا وهؤلاء بئس العباد هم وهم خير من المرتبة الرابعة ولا ريب والمرتبة الرابعة هم الذين لم ينجحوا في ابتلاء العبادات فليسوا عبادا بل فساقا لكنهم عند البلاء تجد احدهم يتجلد تجلد الحمار في حمله فهو ناجح في ابتلاء البلاءات لكنه راسب في ابتلاء العبادات ولينظر احدنا ما حاله في هذين النوعين من الابتلاء في العبادات وفي ما يتعلق بالمصائب والبلاءات المقدرة كونا. فالابتلاء واقع اما شرعا واما قدرا وكل ذلك لحكمة بالغة. نعم واما توحيده قال رحمه الله وقال عز وجل دار الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون والمعنى انه سبحانه وقدر ما قدر من الحسنات والسيئات وما ظهر من الفساد ليرجع الناس الى الحق ويبادروا بالتوبة مما حرم الله عليه ويسارعوا الى الى طاعة الله ورسوله. لان الكفر والمعاصي هما هما سبب كل بلاء وشر في الدنيا والاخرة. واما توحيد عز وجل والايمان به وبرسله وطاعته وطاعة رسله والتمسك بشريعته والدعوة اليها والانكار على من خالفها وذلك هو سبب خير في الدنيا والآخرة وفي الثبات على الدارق والتواصي به والتعاون عليه عز الدنيا والآخرة والنجاة من كل مكروه والعافية من كل فتنة كما قال ووقع بعضها وذهب ولله الحمد فما وقع منه واستمر فبسبب الذنوب والمعاصي وبسبب عدم تمسك المسلمين ورجوعهم الى الله عز وجل وما وقع منه وذهب فهذا بفظل الله جل وعلا وقبوله توبة عباده سبحانه يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال سبحانه ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي العزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. وقال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخففنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولنبدلنهم من بعد لصوتهم ام لا؟ يعبدونني لا يشركون بي شيئا من كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. وقال سبحانه ولو ان اهل القرى واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكذبون ونحوها كلها دالة على ان من اعظم اسباب النصر هو ان ان الناس والمسلمون على وجه والمسلمين على وجه الخصوص يقيموا دين الله عز وجل وتوحيده فيأتيهم النصر ومع الاسف الشديد نرى اليوم من المسلمين التفرق والتشرذم والظعف ثم اذا بهم لا ينظرون الى هذا الذي ذكره الله من اسباب النصر ويرجعون الامور ويقولون سبب ضعفنا كذا وكذا وسبب ضعفنا كذا وكذا ومنهم من يعلق سبب الضعف بالحكام ومنهم من يعلق سبب الضعف بكذا والصحيح المنصوص عليه شرعا والمرئي واقعا وقدرا ان اسباب ضعف المسلمين راجع الى عدم تمسكهم بالتوحيد الخالص وعدم اعتصامهم بالكتاب والسنة اجتماعهم على ذلك نعم قال رحمه الله قد بين في ايات كثيرات ان الذي اصاب الامم من العذاب والنكار بالطوفان والريح العقيم ونصيحة والخسية فلذلك كله باسباب كفرهم وذنوبهم كما قال عز وجل كلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصحيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا ما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. وقال سبحانه وما اصابكم من تسليمة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وامر عباد بالتوبة اليه ضراعتي اليه عند الوقوع عند وقوع المصائب. وقال سبحانه يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا اساء ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار وقال سبحانه وتوبوا الى الله جميعا ايها الموقنون لعلكم تفلحون. قال سبحانه وقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن حست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا بهذه الاية الكريمة اكن من الله سبحانه لعباده ترغيب لهم اذا حلت بهم المصائب من الامراض والجراح والقتال والزلازل والريح العاصمة وغير ذلك من المصائب ان يتضرعوا اليه فيسألوه العون وهذا هو معنى قوله سبحانه فلولا اذ جاءهم بأس ما تضرعوا من الامراظ والجراحي والقتال والزلازل والرياح والعواصف والحرايق والفيضانات والسيول والرياح فالمسلم او المسلمون عموما مأمورون بامرين الامر الاول عليهم ان يلتزموا بما امرهم الله جل وعلا من التضرع اليه سبحانه وتعالى والرجوع اليه جل وعلا استغفار والاقلاع من المعاصي والثاني ان يلتزموا بالادعية الواردة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في خصوص هذه الامور. نعم قال رحمه الله وهذا هو معنى قوله سبحانه فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا. والمعنى هلا اذ جاءهم بأس ما تورعون ثم بين سبحانه ان قسوة قلوبهم وتزيين الشيطان لهم اعمالهم السيئة كل ذلك بسبب صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار. وقال عز وجل ولا تنقست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ثبت عن الخليفة راشد رحمه الله امير المؤمنين عمر ابن عبد العزيز انه لما وقع الزلزال في زمنه كتب الى عماله في البلدان رومانيا والمسنين بالتوبة الى الله والضراعة اليه والاستغفار من ذنوبهم. ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه وقع الزلزال في المدينة في خلافته فوعظ الناس وخطب فيهم ثم قال والله لئن زلزلت مرة اخرى لا اساكنكم فيها وامرهم بالتوبة والاستغفار. نعم قال رحمه الله ولقد علمتم ايها المسلمون ما وقع في عصرنا هذا من انواع الفتن والمصائب ومن ذلك تسيط الكفار على المسلمين في افغانستان دين ولا جند وفلسطين ولبنان واثيوبيا وغيرها. من ذلك موقع من الزلازل في اليمن وبلدان كثيرة. ومن ذلك موقع الفيضانات المدمرة والريحة نعم واشباهي من انواع العقوبات رحمه الله وكل هذا واشباهه من انواع العقوبات اه والمصائب التي ابتلى الله بها العباد باصحاب الكفر والمعاصي والانحراف عن طاعته سبحانه العاجلة والاعراض عن الاخرة وعدم لا اله الا من رحم الله من عباده. ولا شك ان هذه المصائب وغيرها توجب على العبادة الادارة بالتوبة الى الله سبحانه من جميع ما حرم الله عليهم والبداية كطاعته وتحكيم شريعته تعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه ومن اتاب العباد الى ربهم وتضرعوا اليه وسارعوا الى ما يرضيه وتعاونوا على البر والتقوى وتآمنوا بالمعروف وتناهوا عن المنكر اصبح الله احوالهم وكفاهم شر اعدائهم ومكن لهم في الارض ونصرهم على عدوهم واسبغ عليهم وصرفه عنهم وصرف عنهم نقمه. كما قال سبحانه وهو اصدق القائلين وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقال عز عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقال عز وجل وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. يمتعكم متاعا حسنا الى المسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. وقال سبحانه وعد الله الذين امنوا وعملوا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن وهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدينهم من بعد صوتهم امنا الاية. قال عز وجل المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة. يؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز فاوضح عز وجل في هذه الايات ان رحمته احسانه وامنه نعمه انما تحصل على الكمال المنشور بنعيم لمن اتقى وامن به واطاع رسله واستقام على شرعه وتاب اليه من ذنوبه اما من اعرض عن كلها تدل على ان الله جل وعلا متفضل وانه سبحانه وتعالى كريم كما قال سبحانه ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم فاذا وقع العذاب فمعنى هذا انهم ما شكروا وكفروا وهذا اما ان يكون المقصود بالكفر هنا كفر النعمة او الكفر بمعنى الشرك فهذا امر خطير لهذا ما وقعت مصيبة وبلاء الا بذنب ولا رفعت الا بتوبة وندم. نعم قال رحمه الله اما من اعرض عن طاعته واصر على كفره واحسانه فقد توعد سبحانه بانواع العقوبات في الدنيا والاخرة وعجل له من ذلك مقتلة فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم فاذا هم مبلسون قطع جابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. فيا معشر المسلم فيا معشر المسلمين حاسبوا انفسكم وتوبوا الى ربكم واستغفروه. وبادروا الى طاعته. واحذروا معصية وتعاونوا على البر والتقوى احسنوا ان الله يحب المحسنين. واقسطوا ان الله يحب المقسطين. واعدوا العدة الصالحة قبل نزول الموت. وارحموا ضعفاء واش فقراءكم واكثروا من ذكر الله واستغفاره وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لعلكم ترحمون واعتبروا بما اصاب غيركم من المصائب باسباب الذنوب والمعاصي. والله يتوب على التائبين. ويرحم المحسنين ويحسن العاقبة المتقين كما قال سبحانه ان العاقبة للمتقين. وقال تعالى ان الله مع الذي ليتقوا والذين هم محسنون. والله هو يعني هذه الخاتمة التي ذكرها الشيخ العلا ان يرحم عباده المسلمين التي ذكرها الشيخ تدل على ان من اسباب رفع البلاء عشرة امور لا بد منها. الاول تحقيق التوحيد. نسأل الله ان نكون منهم الثاني تحقيق المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الثالث المحافظة على الصلوات وادائها في الاوقات الرابع اللزوم التوبة والاستغفار نجوم التوبة والاستغفار و ترك المعاصي الخامس التعاون على البر والتقوى التعاون على البر والتقوى السادس الاحسان وهي كلمة عامة جامعة كحتها افعال واقوال كثيرة السادس العدل العدل في الاحكام سواء من الحكام او بين الناس انفسهم فان العدل من اعظم اسباب كثرة الخيرات وانتشار الامن بين البريات والسعة في الارزاق والمطعومات الثامن من اسباب دفع البلاء النظر في حال المحتاجين لا سيما الايتام والفقراء والمساكين والارامل النظر في حال المحتاجين لا سيما الايتام والفقراء والارامل والمحتاجين التاسع من اسباب رفع البلاء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العاشر من اسباب رفع البلاء التراحم فان الله جل وعلا يرحم من عباده الراحمون يرحم الله عز وجل الراحم الراحمين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص يرحمهم من في الارض يرحمكم من في السماء؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والله المسؤول من اسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرحم عباده المسلمين ان يفقههم في الدين وينظرهم على اعدائه واعدائهم من الكفار والمنافقين وان ينزل بأسه وان ينزل بأسه بهم الذي لا يرد عن القوم مجرمين انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه التابعين والإحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته