فقد اخطأت نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما قوله سبحانه في سورة نوح الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيه ان نورا وجعل الشمس سراجا بالعين المجردة مثل الشمس والقمر وعطارد والزهرة وغيرها من الكواكب المريخ ونحوها هذه التي تشاهد في العين المجردة في الصحاري والبراري والبحار بالليالي المظلمة هذه الافلاك ليست هي السماوات السبع. ومن قال ذلك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس مغربي هذه الدورة الصيفية المباركة في دورتها الثانية والمخصصة في رسائل مفتي الانام الامام الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز رحمه الله تعالى ونأخذ اليوم ان شاء الله رسالتين الاولى الادلة النقلية والحسية على امكان الصعود الى الكواكب والثانية بالجواب المفيد في حكم التصوير فنبدأ بالرسالة الاولى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والقراءة مع ابي عمر الشيخ غلام. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ولا اما بعد. اللهم احفظ لنا شيخنا اغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال شيخ الاسلام وسط الانام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه. اما بعد فقد تكرر السؤال عما يدعيه بعض رواد الفضاء من الوصول الى سطح القمر. واما يحاولون من الوصول الى غيره من الكوادر كثرة الى غيره من الكواكب ولكثرة التساؤل والخوض في ذلك رأيت ان اكتب كلمة في الموضوع تنير السبيل وترشد الى الحق في هذا الباب ان شاء الله فاقول ان الله سبحانه وتعالى حرم على عباده القول بغير علم وحذرهم من ذلك في كتابه المبين فقال عز وجل قل انما حرم ربي فاحشة ما ظهر منها وما بطن. والاثم والباغية بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. واخبر سبحانه ان الشيطان يأمر بالقول عليه بغير علم. وقال تعالى يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا. ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وامر سبحانه عباده المؤمنين بالتثبت في اخبار الفاسقين فقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة. فتصبحوا ما فعلتم نادمين فالواجب على المسلم عموما وعلى طلبة العلم خصوصا الحذر من القول على الله بغير علم. فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يقول هذا حلال وهذا حرام وهذا جائز وهذا ممتنع الا بحجة يحسن الاعتماد عليها. والا فليسعه ما وسع اهل العلم قبله وهو الامساك عن الخوظ فيما لا يعلم. وان يقول الله اعلم او لا ادري. وما احسن قول الملائكة عليهم السلام بربهم عز وجل. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. الناس في ادعاء العلم والقول في العلم على اربعة انواع نوع منهم يعلم انه لا يعلم الا يدعي العلم ويسكت بحلم وقسم اخر يعلم وعنده بينة فيتكلم بعلم وحلم وهؤلاء هم في اعلى المراتب وعكسهم وهم الذين ليس عندهم علم ويدعون العلم وهؤلاء في خطر شديد ويصدق عليهم قول الله جل وعلا وان تقولوا على الله وظنوا ان ما ذكر او ظنوا ان ما ذكره الله في هذه الايات الكريمات وما جاء في معناه يدل على ان الكواكب في داخل السماء او ملصق بها كيف يمكن الوصول الى سطحها؟ وتعلقوا ايضا بما قاله بعض علماء الفلك من ان القمر في السماء الدنيا طارت في الثانية ما لا تعلمون والقسم الرابع هم الذين اه لا يعلمون وهم الذين يعلمون ويسكتون ولماذا يسكتون يسكتون خوفا من الاشتراع في العلم وهذا وهؤلاء هم ايضا على خير. نعم قال رحمه الله وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اذا سألهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء لا يعلمونه قالوا الله ورسوله اعلم. وما ذاك الا لكمال علمهم وايمانهم وتعظيمهم لله عز وجل. وبعدهم عن التكلف ومن هذا الباب وجوب والتثبت فيما يقوله الكفار فيما يقوله الكفار والفساق وغيرهم عن الكواكب وخواصها وان كان الوصول اليها وما يلتحق بذلك فالواجب على المسلمين في هذا الباب كغيره من الابواب وعدم المبادرة بالتصديق او التكريم الا بعد حصول المعلومات الكافية التي يستطيع المسلم ان يعتمد عليها ويطمئن اليها في التصديق والتكذيب وهذا هو معنى قوله سبحانه في الاية السابقة من سورة الحجرات يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. الاية والتبين هو التثبت حتى توجد المعلومات والقرائن تشهد لخبر الفاسق ونحوه. بما يصدقه او يكذبه ولم يقل سبحانه ان جاءكم فاسق ابإن فردوا خبره. بل قال فتبينوا لأن الفاسق سواء كان كافرا او مسلما عاصيا فلا قد يصدق في خبره فوجب التثبت في امرها وقد انكر الله سبحانه على الكفار تكذيبهم بالقرآن بغير علم. وقال جل وعلا بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وما احسن ما قاله العلامة ابن القيم رحمه الله في قصيدته الكافية الشافية ان البدار ان البدار برد شيء برد شيء ان البدار برد شيء لم تحط علما به سبب الى الحرمان. نعم. واعظم من ذلك واخطر واخطر الاقدام على التكفير تفسيقي بغير حجة يعتمد عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان هذا من الجرأة على الله وعلى دينه. ومن القول عليه بغير علم وهو خلاف طريقة اهل العلم والايمان من السلف الصالح رظي الله عنهم وجاء لنا من اتباعهم باحسان. لماذا قدم الشيخ هذه المقدمة بين بيدعي هذه الرسالة لانه وجد في ايام السبعينات والستينات من القرن الماضي الميلادي من كان ينكر امكان الوصول الى الكواكب او الى الافلاك الموجودة حول الارض وكان يرتب على ذلك ان من يقول بذلك يكفر وهؤلاء حال المتعجلين في العلم والشيخ رحمه الله اراد التنبيه على هذين الامرين الخطيرين الاول الرد بلا بينة ولا حجة القول على الله بغير علم الثاني آآ بناء التكفير او التفسيق على القول الاول نعم قال رحمه الله وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما وقال صلى الله عليه وسلم من دعا رجل بالكفر او قال يا عدو الله وليس كذلك الا حار عليه. اي رجى عليه ما قال وهذا وعيد شديد يوجب الحذر من التكفير والتفسير لا عن علم وبصيرة. كما ان ذلك وما ورد فيما لا يوجب الحذر من ورطات اللسان والحرص على حفظه الا من الخير اذا علم هذا اذا علم هذا فلنرجع الى موضوع البحث المقصود. وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الايات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب. فلم نجد فيها ما يدلها الدلالة صريحة على عدم امكان الوصول الى القمر او غيره من الكواكب وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم امكان ذلك وقصار ما يتعلق به من انكر ذلك او او كفر من قاله ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر حيث قال سبحانه ولقد جعلنا في السماء بروجا للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم. الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين. وقال تعالى في سورة الفرقان تبارك الذي جعل في شرائب بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وقال في سورة الصافات انا زينا السماء الدنيا بزينة كواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف قطفة فاتبعه شاب ثاقب. وقال سبحانه في سورة الملك ولقد زهن السماء الدنيا بمصابيح وجها لها رجوما للشياطين. واعتدنا لهم عذاب السعير وقال في سورة نوح الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا؟ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا زهرة الثالثة والشمس الرابعة والمريخ في الخامسة والمشتري في السادسة وزحل في السابعة. وقد نقل ذلك كثير من المفسرين وسكتوا. والجواب ان يقال ليس في الايات مذكورات ما يدل على ان الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب داخل السماء ولانها ملصقة بها. وانما تدل الايات على ان هذه الكواكب في السماء وانها زينة ولفظ السماء يطلق ولا ولا يوجد دليل لا من الكتاب ولا من السنة ما ذكره بعض الفلكيين القدامى ونقله بعض المفسرين من ان عطارد في السماء الثانية وان الزهر في السماء الثالثة بل قول بعض الفلكيين القدامى ونقل ذلك من بعض المفسرين ان هذه الافلاك في السماء كذا وفي السماء كذا وفي السماء كذا قول باطل مخالف للنصوص فان النصوص دالة على ان للسماء ابوابا فلو كان عطارد بعد في السماء الثانية لما امكننا ان نراها ولو كانت الشمس في السماء الرابعة لما امكننا ان نراها فهذا دليل على بطلان هذا القول من الفلكيين القدامى. نعم قال رحمه الله كما في قوله سبحانه اامنتم من في السماء شيخنا ولفظ السماء يطلق نعم احسن ولفظ السماء يطلق في اللغة العربية على كل ما علا وارتفى كما في قوله سبحانه وامنتم امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور اما منتم من في السماء يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير قال جماعة من المفسرين في هاتين الايتين ان في للظرفية وان السماء المراد بها العلو يحتج بذلك على ان الله سبحانه في جهة العلو فوق العرش ذاك الا لان اطلاق السماء على العلو امر معروف في اللغة العربية. وقال اخرون من اهل التفسير ان في هنا بمعنى على وان بالسماء هنا السماء المبنية كما قال سبحانه فسيحوا في الارض اي على الارض وعلى هذا يكون المعنى ان الله سبحانه فوق السماء فيوافق ذلك بقية الايات الدالة على انه سبحانه فوق العرش وانه استوى عليه استواء يليق بجلاله عز وجل ولا يشابه فيه استواء خلقه كما قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو السميع البصير وقال سبحانه ولم يكن له كفوا احد. وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ومن انكر هذا المعنى وصف الله سبحانه وتعالى فقد خالف الادلة الشرعية من الكتاب والسنة الدالة على علو الله سبحانه واستوائها على عرشه واستواء يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعقيب كما خالف اجماع سلف الامة ومن هذا ومن هذا الباب قوله سبحانه في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناه وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ذكر جماعة من المفسرين ان المراد بقوله سبحانه في هذه الاية وانزل من السماء ماء ان المراد بالسماء هنا هو سمي بذلك لعلو وارتفاعه فوق الناس فمن هذا الباب ايضا قوله عز وجل في سورة الحج من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء الاية قال المفسرون معناه فليمدد بسبب الى ما فوقه من سقف ونحوه فسماه سماء لعلوه بالنسبة لمن تحته. ومن هذا الباب قوله تعالى المتر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرضها في السماء الاية. فقوله هنا في السماء في العلو. قال صاحب القاموس سما سموا ارتفع وبه اعلاؤه كاسماه. الى ان قال والسماء معروفة وتذكر وسقف كل شيء انتهى. معروفة تؤنث وتذكر وسقف كل شيء انتهى. السماء بلغة القرآن والسنة وهي في لغة العرب تأتي لعدة معاني المعنى الاول مطلق العلو. المعنى الاول ايش مطلق العلو في السماء يعني في العلو والمعنى الثاني ان كلمة السماء علم على الفلك الذي يحيط بالارض وهو السماء الدنيا الفلك المحيط بالارض وهو السماء الدنيا وهكذا السماء الثانية والثالثة فهذه على وصف العلمية وايضا كلمة السماء تأتي بمعنى السحاب بمعنى السحر وانزلنا من السماء ماء اي من السحاب رابعا سما بمعنى المطر كما في حديث الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم على اثر سماء من الليل اي اثر مطر من الليل اذا كلمة السماء مشتركة والذي يدل على احد هذه المعاني هو السياق. نعم. قال رحمه الله والادلة في هذا الباب من كلام الله سبحانه وكلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكلام المفسرين وائمة اللغة على اطلاق لفظ السماء على الشيء المرتفع كثيرة كثيرة اذا اذا عرف هذا اكتمل ان يكون معنى الايات ان الله سبحانه جعل هذه الكواكب في مدار بين السماء والارض وسماه سماء لعلوه وليس فيما علمنا من من الادلة ما يمنع وقد ذكر الله سبحانه ان الشمس والقمر راجعان في فلك في ايتين من كتابه الكريم وهما قوله عز وجل في سورة الانبياء وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر من في فلك يسبحون وقوله سبحانه في سورة ياسين الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون. ولو كانا ملصقين بالسماء لم يوصفا بالسبح لان السبح هو الجري في الماء ونحوه. ومعنى كل في فلك في الموضعين تفسر بمعنيين وكلاهما صحيح الاول كل في فلك اي في مدار فلكي مستدير كل في فلك اي في مدار فلكي مستدير والمعنى الثاني كل في فلك يسبحون ان المقصود به التشبيه اي كل في صورة فلكية تسبح وتجري وكلا المعنيين الصحيح فان هذه الكواكب هذه الافلاك لها مدارات فلكية خاصة وهي على صورة فلكية مدورة خاصة. نعم قال رحمه الله وقد ذكر ابن جرير رحمه الله في تفسيره المشهور ان الفلك في اللغة في لغة العرب هو الشيء الدائر. وذكر فيما نهو عن السلف عدة اقوال ثم قال ما نصه؟ والصواب من القول في ذلك ان يقال كما قال الله عز وجل وكل في فلك يسبحون. وجائز ان يكون ذلك الفلك كما قال مجاهد كحديدة الرحى وكما ذكر كما ذكر الحسن كطاحونة الرحى. وجائز ان يكون موجا مكفوفا. وان يكون قطب السماء وذلك ان الفلك في كلام العرب وكل شيء دائر فجمعه افلاك ونقل رحمه الله عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم انه قال ما نصوا الفلك في ما الذي بين السماء والارض من مجاري النجوم. والشمس والقمر وقرأت النجوم والشمس والقمر تفسير زيد ابن اسلم دليل على انه فسر الفلك بمعنى المدار وتفسير العطاء والحسن ومجاهد دليل على انهم فسروا نفس الكواكب بانها افلاك لانهم قالوا كحديدة الرحى او كطاحونة الراحة يعني مدورة نعم قال رحمه الله وقرأ تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وقال تلك البروج بين السماء والارض وليست في الارض انتهى. وقد نقل الحافظ ابن كثير رحمه الله في التفسير كلام ابن زيد هذا وانكره ولا وجه لانكاره عند التأمل لعدم الدليل على نكارته. وقال النسفي في نصه والجمهور على ان الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم انتهى وقال في تفسيره رح المعاني ما نصه؟ قال اكثر المفسرين هو موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر انتهى وعلى هذا القول في تفسير الفلك والايات المتقدمة كانفا لا يبقى اشكال في ان الوصول الى سطح القمر او غيره من الكواكب لا يخالف الادلة السمعية ولا يلزم منه فيما دل عليه القرآن من كون الشمس والقمر في السماء. ومن زعم ان المراد بالافلاك السماوات المبنية فليس لقوله حجة يعتمد عليها فيما نعلم. بل ظاهر الادلة النقلية وغيرها يدل على ان السماوات السبع غير الافلاك. ويحتمل انه اراد بالسماء في الايات المتقدمة السماء السماء الدنيا كما هو ظاهر في اياته في اية الحجر وهي قوله سبحانه وقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين. وصريح في اية الملك هي قوله سبحانه ولقد ان السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. ولم يرد سبحانه ان البروز في داخلها وانما اراد سبحانه انها بقربها وتنسب اليها كما يقال في لغة العرب فلان مقيم في المدينة او في مكة وانما هو في ضواحيها وما حولها. واما وصفه سبحانه للكواكب بانها زينة للسماء فلا يلزم منه ان تكون ملصق قاتا بها. ولا دليل على ذلك بل يصح ان تسمى زينة لها وان كانت منفصلة عنها وبينها وبينها فضاء. كما يزين الانسان سقفه كما يزين الانسان سقفه بالقماش سريات كهربائية ونحو ذلك من غير ضرورة الى الإلصاق الى الصاق ذلك بها ومع هذا يقال في اللغة العربية فلان زين سقف بيته. وان كان بين الزينة والسقف فضاء. واما قوله سبحانه في سورة نوح يعني القول بان الافلاك السبعة هي السماوات السبع هذا قول نقله شيخ الاسلام عن الفلكيين القدامى وليس فيه دليل صحيح والصواب ان الافلاك السبعة او الكواكب السبعة غير السماوات السبع فالافلاك السبعة المرئية المشاهدة وليس في الادلة ما يدل على ان معناه ان الشمس والقمر في داخل السماوات وانما ما له عند الاكثر ان نورهما في السماوات لا اجرامهما فاجرامهما خارج السماوات ونور ما في السماوات والارض. وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الاية في عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسير حيث قال في تفسيره حدثنا عبد الاعلى قال حدثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما انه قال ان الشمس والقمر وجوههم وجودهما والله اعلم يا شيخنا نعم وجوده معناه وجودهم؟ لا لا وجوههما قبل السماوات. احسنت. يعني اتجاه السماوات. صح. ان الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات والارض. يعني لو قلنا وجودهما قبل الشهادة خطأ بالاجماع. نعم لان الشمس والقمر وجدتا بعد السماوات والارض احسنت و هذي اللي بعدها تشنها مم وقفيتهما قبل الاخر. ايه. ايه. واقفيتهم ما قبل الارض انتهى وفي سنده انقطاع لان قتادة لم يدرك عبدالله بن عمرو ولعل هذا ان صح عنه مما تلقاه عن بني اسرائيل وهو كذلك. هذا من الاسرائليات التي لا تصدق ولا تكذب نعم وظاهر الاية آآ يدل على ان نورهما في السماوات لا اجرامهما. واما كون وجوههما الى السماوات او اقفيتهما الى الارض فموضع والله سبحانه وتعالى اعلم بذلك. اذا كان اهل السنة والجماعة يعتقدون بالاجماع ان الشمس والقمر والافلاك هذه المشاهدة بالعين المجردة بالليالي المظلمة في الصحاري المقفرة والمحيطات الموحشة هذه بالاجماع عندهم انها افلاك مستديرة. فاذا كان كذلك فلا يمكن ان اه يقال هذا له وجه وهذا له قفا. نعم قال الان هل يمكن ان تقول الكرة لها وجه وقفى ما يمكن لان الشيء الفلكي البيضة لا يمكن ان تقول هذا وجهه وهذا قفاه لماذا؟ لان الشيء الفلكي المستدير لا يكون له وجه وقفى. وانما كله وجه وقفاه ما كان في باطنه له وجه وباطن له ظاهر وباطن. نعم قال رحمه الله واما قولوا من قال من اهل التفسير ان ذلك من باب اطلاق الكل على البعض لان القمر في السماء الدنيا والشمس في الرابعة كما يقال رأيت بني تميم ميم وانما رأى بعضهم فليس بجيد ولا دليل عليه وليس هناك حجة يعتمد عليها فيما نعلم. تدل على ان القمر في السماء الدنيا والشمس الرابعة واما قول من قال آآ واما قول من قال تلك من علماء الفلك فليس فليس بحجة عليها لان اقوالهم غالبا مبنية على التخمين لا على قواعد شرعية واسس قطعية فيجب التنبه لذلك ويدل على هذا المعنى ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله سبحانه الم تروا وكيف خلق الله سبع سماوات طباقا الاية حيث قال ما نصه؟ قوله تعالى الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا؟ اي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط او هو من الامور المدرك المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات فان الكواكب السبع السيارة يكشف بعضها بعضا فادناها القمر في السماء الدنيا وهو يكشف ما فوقه ويطارد في الثانية والزهرة في الثالثة والشمس والرابعة والمريخ في الخامسة والمشتري في السادسة وزحل في السابعة واما بقية الكواكب هي الثوابت ففي ففي ثامن يسمونه فلك الثوابت والمتشرعون منهم يقولون هو الكرسي. متشرعون يعني عالم فلكي لكن عنده علم شرعي. هم. مثل الغزالي اه الغزالي ابو حامد ونحوه من مثل الرازي ونحوهم لكن هذا القول لا يستقيم ابدا نعم قال رحمه الله والمتشرعون. والمتشرعون منهم يقولون هو الكرسي والفلك التاسع والاطلس والاثير عندهم الذي حركته على خلاف حركة سائر الافلاك. وذلك ان الفرار من اهوالها وقد قدم ابن جرير هذا القول وذكر ان في الاية التي بعدها ما يدل على اختياره ما يدل على اختياري له. والقول الثاني الاية اللي بعدها يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس ومبدأ الحركات وهي من المغرب المشرق وسائر افلاك عكسه من المشرق الى المغرب ومعها يدور سائر الكواكب تبعا ولكن للسيارة حركة معاكسة بركة افلاتها فانها تسير من المغرب الى المشرق كل كل يقطع فلكه بحسبه. فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة والشمس في كل سنة مرة وزحل في كل ثلاثين سنة مرة من اهوال يوم القيامة وعلى هذين القولين يكون المراد بالسلطان القوة ومما ذكرناه على هذا التفسير يصح ان يقال ان اية سورة الرحمن دالة على امكان الصعود الى الافلاك ولكنها في نفس الوقت دالة على عجز البشرية وذلك بحسب اتساع افلاكها وان كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة. هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام على اختلاف بينهم. في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها انتهى وقول الحافظ رحمه الله هنا على اختلاف بينهم الى خير يدل على ان علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفة ومن من كون القمر في السماء الدنيا ويطالع في الثانية والزهرة في الثالثة والشمس والرابع الى اخره وغير ذلك مما نقله عنهم ولو كانت لديهم ادلة قطعية على ما ذكروه لم يختلفوه. ولو فرض انهم اتفقوا على ما ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة لان لانه غير معصوم. وانما الاجماع المعصوم هو اجماع علماء الاسلام الذي قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. الحديث. فاذا اجتمع علماء الاسلام على حكم من اجتماعا قطعيا لا سكوتيا فانهم بلا شك على حق لان الطائفة المنصورة منهم. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تزال الحق حتى امر الله وظاهر الادلة السابقة. وكلام الكثير من اهل العلم او اكثر كما حكاه النسفي والالوسي ان جميع الكواكب منها الشمس والقمر تحت السماوات وليست ليست في داخل شيء منها وبذلك يعلم انه لا مانع من ان يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا يمكن ان تسير فيه المركبات الفضائية يمكن ان تنزل على سطح القمر وغيره من الكواكب ولا يجوز ان يقال بامتناع ذلك الا بدليل شرعي صريح يجب المصير اليه كما انه لا ان يصدق من قال انه وصل الى سطح القمر وغيره من الكواكب الا بادلة علمية تدل على صدقه. ولا شك ان الناس بالنسبة لمعلوماتهم عن الفضائل ورواد الفضائل ومن كان لديه معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد وغيرها دلته على صحة ما ادعاها رواد الفضاء الامريكيون وغيرهم من وصولهم الى سطح فهو معذور في تصديقه ومن لم تتوافر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه التوقف والتثبت حتى يثبت لديه ما يقتضي التصديق او التكذيب عملا بالأدلة السالفة ذكرها ومما يدل على امكان الصعود الى الكواكب قول الله سبحانه في سورة الجن فيما اخبره به فيما اخبره به عنهم وان لمسنا فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبة. وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع. فمن يستمع الان يجد له شيئا رصدا. فاذا كان الجن قد كان من الصعود الى السماء حتى لمسوها وقاعدوا منها مقاعدا فكيف يستحيل ذلك على الانس في هذا العصر الذي تطور فيه العلم والاختراع حتى وصل الى حد لا يخطر بباله لاحد من الناس حتى مخترعيه قبل ان يخترعه اما السماوات يعني اذا كان الجن قد وصلوا الى السماء حتى لمسوا السماء وصار لهم مقاعد بقرب السماء هي المقاعد هذي اشبه ما تكون بما يسمى اليوم بالاقمار الصناعية التي تجلس في العلو وتعطي الاخبار الى السفه فاذا كان هذا ممكنا عند الجن وهم اقل عقلا واقل علما واقل قوة من مجموع البشر فهذا يدل على ان البشر يمكنهم ذلك ايضا نعم قال رحمه الله اما السماوات المبنية فهي محفوظة بابوابها وحراسها فلن يدخلها شياطين الانس والجن كما قال الله تعالى وجعلنا السماء سقفا محفوظا ومعنا ياتيها معرضون وقال تعالى وحفظناها من كل شيطان رجيم. وثبت في الاحاديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء مع جبريل لم يدخل السماء الدنيا وما بعدها الا باذنه فغيرهم من خلق من باب اولى واما قوله سبحانه في سورة الرحمن يا معشر الجن والانس ان استطعتم من تنفذ من اطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بالسلطان فليست واضحة الدلالة على امكان الصعود الى الكواكب لان ظاهرها وما قبلها وما بعدها مما تدل وما بعدها يدل على ان الله سبحانه اراد بذلك بيان عجز ثقلين عن النفوذ من اقطار السماوات والارض. وقد ذكر الامام النجير رحمه الله وغيره من علماء التفسير في هذه في تفسير هذه الاية الكريمة اقوالا احسنها قولان احدهما ان المراد بذلك يوم القيامة وان الله سبحانه اخبر فيها عن عجز ثقلين يوم القيامة عن الفرائض فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان فدلالة اللحاق صريحة ان المقصود الخطاب يا معشر الجن والانس هو يوم القيامة. نعم قال رحمه الله والقول الثاني ان المراد بذلك بيان عجل ثقلين عن الهروب من الموت لانه لا سلطان لهم حتى يمكنهم هؤلاء سلطان لهم يمكنهم من الهروب من الموت. كما انه لا سلطان لهم على عن خروجها من قطر السماوات والارض فالانسان مهما فعل حده من ابتداء الارض والى امتهان السماء الدنيا اما ان يخرج عما بينهما فلا يمكنه ابدا لقوله جل وعلا ان استطعتم ان تنفث فهو سبحانه فتح باب التحدي ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان يعني حتى وصولكم الى هذه الاقطار لا يمكن الا بسلطان وما عندكم سلطان اذا لا تستطيعون نعم قال رحمه الله مما ذكرناه يتضح انه لا حجة في الاية لمن قال انها تدل على امكان الصعود الى الكواكب وان المراد بالسلطان العلم وان يتضح ايضا ان اقرب اقوال فيها قول من قال ان المراد بذلك يوم القيامة اخبر الله سبحانه فيه انه يقول ذلك للجن والانس في ذلك اليوم تعجيزا لهم اخبارا انهم في قبضة الله سبحانه وليس لهم مفر مما اراد مما اراد بهم ولهذا قال بعدها يرسل عليكم اشواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. فالمعنى والله اعلم ان انكما لو حاولتم الفرار من ذلك اليوم لارسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران منهما. اما في الدنيا فلا يمكن لاحد النفوذ من اقطار السماوات المبنية لانها محفوظة بحرصها بحرسها. احسن الله اليك. لانها محفوظة بحرسها وابوابها كما تقدم ذكر ذلك والله سبحانه وتعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. خلاصة القول انه اصول وكالة ناسا ووصول الروس الى القمر مع انهم لم يدعوا وصولهم الى القمر ان الوحيد الذين ادعوا الوصول الى القمر هم الامريكان واكذبهم طوايف من بني جنسهم وغيرهم وآآ لكن هذا الامر لا يترتب عليه حكم شرعي لان القمر فلك من الافلاك التي هي من الافلاك التسعة اه او من اه من خارج السبعة اذا لم نحسب الشمس والقمر فهي معروفة عند المتقدمين والمتأخرين انها في فلك بين السماء والارض. نعم