قال الشافعي بصفتي احياء على قولين احد نص الحافظ ابن رجب ان عباد الشام اخذوا ذلك من من وين؟ من كتب بني اسرائيل ومعلوم ان ديننا لا يثبت بكتب بني اسرائيل ولذلك علماء الحجاز انكروا ذلك جملة وتفصيله ومما يدلك على انهم اخذوا ذلك من كتب بني اسرائيل اختلافهم في صفة احيائها على قولين نعم قال رحمه الله احدهما انه يستحب احياه جماعة في المسجد الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة والايات والاحاديث في هذا المعنى جزى الله الشيخ خيرا على هذه الرسالة المباركة نبدأ الان بالرسالة الثالثة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان قال رحمه الله الحمد لله الذي اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة اما فقد قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم لم يأذن به الله. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي صحيح مسلم عن جابر رضي وهي تدل دلالة صريحة على ان الله سبحانه وتعالى قد اكمل لهذه الامة دينها واتم عليها نعمته ولم ولم يتوفى نبيه عليه الصلاة والسلام الا بعد ما بلغ البلاغ المبين وبين لامتي كلما شرعه الله لها من اقوال وامال. واوضح صلى الله عليه وسلم ان كل ما يحدثه الناس بعده ينسبون الى دين الاسلام من اقوال او اعمال فكله بدعة مردود على من احدثه لو حسن قصده وقد وقد عرف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر وهكذا علماء الاسلام بعدهم فانكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وانكار البدعة كابن وضاح والطرطوشي وابي شامة رحمهم الله وغيره بهم ومن البدع التي احدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها احاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها اما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع كما نبه على ذلك كثير من اهل العلم وسيأتي ذكر بعض كلامهم ان شاء الله وورد فيها ايضا اثار عن بعض السلف من اهل الشام وغيرهم الذي اجمع عليه جمهور العلماء ان الاحتفال بها بدعة. وان الاحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوعة وبعضها موضوع وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف وغيره والاحاديث الضعيفة انما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت فاصلها بادلة صحيحة. اما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له اصل في فليس له اصل صحيح. بل حتى يستأنس له بالاحاديث الضعيفة يعني الاحاديث الواردة في فضل العبادة في ليلة النصف من شعبان كلها احاديث موضوعة بقي الان الكلام عن الاحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان فهذه قال عنها الشيخ انها كلها ظعيفة او موظوعة لا شك انه لم يأتي حديث في فضل ليلة نصف من شعبان وانما ثبت فيه حديث واحد عند بعض المحدثين وهو حديث مغفرة الله الذنوب في ليلة النصف من شعبان وهذا ليس لذاتي ليلة النصف من شعبان وانما هي لاجل تقدمة رمضان نعم قال رحمه الله وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الامام ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وانا انقل لك ايها ما قاله بعض اهل العلم في هذه المسألة حتى تكون على بينة في ذلك وقد اجمع العلماء رحمه الله رحمهم الله على ان الواجب رد ما تنازل فيه الناس من المسائل الى كتاب الله عز وجل والى سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما حكم فما حكم به او احدهما فهو الشرع الواجب الاتباع وما خالفهما وجب اطراحه وما لم ان يرد فيهما من لم يرد احسن اليك. وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله. فضلا عن الدعوة اليه وتحميده كما وقال سبحانه في سورة النساء يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني بعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يسمموا تسليما. ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرا وهي نص في وجوب رد رد مسائل الخلاف الى الكتاب والسنة. ووجوب الرضا بحكمهما. وان ذلك ومقتضى الايمان وخير للعباد في العاجل والاجل واحسن تأويل اي عاقبة. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف في هذه سنة بعد كده من سبق ما نصه وليلة النصف من شعبان كان التابعون من اهل الشام كخالد بن معدان ومكحول لقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها او يجتهدون فيها في العبادة وعنهم اخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل انه بلغهم في ذلك اثار اسرائيلية فلما شهر ذلك عنهم في اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد اهل البصرة وغيرهم. وانكر ذلك اكثر علماء الحجاز منهم عطاء وابن وابي مليكة ونقله عبدالرحمن بن زيد بن اسلم بن الاسلم عن فقهاءه في المدينة وقول اصحاب مالك وغيرهم وقالوا ذلك كله بدعة واختلفوا علماء كان خالد بن معداه لقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها احسن ثيابهم ويتبخرون يتكحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ووافقهم اسحاق ابن راهوية على ذلك وقال في قيامها في المسائل الجماعة ليس ذلك ببدعة ونقله حرب الكرمان في مسائله وانما لم يقل بدعة بناء على ثبوت الحديث عندهم. هذه مسألة مهمة عند الامام اسحاق ولو ان الحديث لم يثبت عنده لكانت القاعدة عند الامام اسحاق هي قاعدة الامام احمد نعم والثاني انه يكره الاجتماع فيها في المساجد الصلاة والقصص والدعاء ولا يكره ان يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه وهذا قول الاوزاعي امام اهل الشام وفقيههم وعالمهم وهو وهذا هو الاقرب ان شاء الله تعالى الى ان قال ولا ترجيح الحافظ ابن رجب وهذا هو الاقرب ان شاء الله تعالى نعم الى ان قال ولا يعرف للامام احمد كلام في ليلة ليلة نصف شعبان ويتخرج في استحباب قيام عنه روايتان من روايتين عنه في لقيام ليلتي العيد فانه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لانه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. واستحبها في رواية لفعل عبد الرحمن ابن زيد اه لفعل عبد الرحمن ابن يزيد ابن الاسود لذلك هو من التابعين فكذلك قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه وثبت فيها عن طائفة من التابعين من اعيان فقهاء اهل الشام. انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله وفيه تصريح منه بانه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان واما ما اختاره الاوزاعي رحمه الله من بقيامه للافراد واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول فهو غريب وضعيف لان كل لان كل شيء لم يثبت الادلة الشرعية كونه مشروعا لم يجز للمسلم ان ان في دين الله سواء فعله مفردا او في جماعة سواء اسره او اعلنه. لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو وغيره من الادلة الدالة على انكار البدع والتحذير منها. قال وقال الامام ابو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه الحوادث والبدع ما نصه. وروى ابن وضاح زيد ابن اسلم قال ما ادركنا احدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون الى النصف من شعبان ولا يلتفتون الى حديث مكحول ولا يرون لها فضلا على ما سواهما. وقيل لابن ابي مليكة ان زيادا النميري يقول ان اجر ليلة النصف من شعبان كاجر ليلة القدر. فقال لو سمعته وبيدي عصا لضربته وكان زياد قاصا انتهى المقصود نعم وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في الفوائد المجموعة ما نصه حديث يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة من فاتحة الكتاب وقل هو الله احد هذا وقل هو الله احد عشر مرات قضى الله له كل حاجة الى اخره. وهو موضوع وفي الفاظه المصرحة مما يناله فاعلها من ثواب لا ما لا انسان له تمييز في وضعه ورجاله ورجاله مجهولون. وقد روى من طريق قد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعه ورواتها مجاهيل قال في المختصر حديث صلاة النصف من نصف شعبان باطل ولابن ولابن حبان من حديث علي اذا كان ليلة اذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ضعيف وقال في اللآلئ مئة ركعة في نصف شعبان بالاخلاص عشر مرات مع طول فضله للدينمي وغيره موضوع وجمهور واتي في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال واثنتا عشر ركعة بالاخلاص ثلاثين مرة موضوع واربع عشرة ركعة موضوع وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الاحياء وغيره وكذا من المفسرين وقد روي صاحب احياء ابو حامد الغزالي وكذا من المفسرين الثعالب والثعلب ونحوهم من الذين يكثرون من الفضائل والموضوعات نعم وقد رويت صلاته هذه الليلة يعني ليلة النصف من شعبان على انحاء على انحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة ولا ينفي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم من البقيع ونزول يا رب ليلة نصف الى سماء الدنيا وانه يغفر انه يغفر لاكثر من من عدة شعر غنم كلب فان الكلام انما هو في هذا الصلاة الموضوعة في هذه الليلة هذا طبعا كلام الشوكاني كلام الشوكاني فيه دلالة على انه يصحح حديث اه ان الله يغفر لاكثر من عدة شعر غنم كلب نعم قال رحمه الله فان الكلام فان الكلام انما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة على ان حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع كما انه حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام الليلة لا ينافي كونه هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسب ما ذكرناه انتهى المقصود. وقال الحافظ العراقي مما يدل على ضعف حديث عائشة بخروج النبي صلى الله عليه وسلم الى البقيع في ليلة النصف ان اصل الحديث في الصحيحين وليس فيه ذكر ليلة النصف من شعبان. نعم وقال الامام العراقي حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه. قال وقال الامام النووي في تاب المجموع الصلاة المعروفة بصلاة الرغائبين اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة اول جمعة من رجب وصلاة ليلة النصف من شعبان مئة ركعة هاتان الصلاتان بدأتان منكرتان لا يغتر بذكرهما في كتاب ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب واحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فيهما. اه كتاب قوت القلوب هو للمكي وهو ليس من علماء الحديث بل هو من علماء المتصوفة كذلك احياء علوم الدين انما هو احياء علوم دين المتصوفة لابي حامد الغزالي. نعم قال ولا بالحديث المذكور فيهما فان كل ذلك باطل ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الائمة فصنف ورقات في استحبابهما فانه غالط في وقد صنف الشيخ الامام ابو محمد عبدالرحمن بن اسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في طنما فاحسن فيه واجاد. وكلام اهل العلم في هذه المسألة آآ كثير جدا ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام من كلامه في هذه المسألة لطال بنا الكلام ولعل فيما ذكرنا كفاية مقنعا لطالب الحق. ومما من الايات والاحاديث وكلام اهل العلم يتضح يتضح لطالب الحق ان الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة او غيرها وتخصيص يومنا بصيام بدعة منكرة عند اهل العلم وليس له اصل في الشرع المطهر بل هو مما احدثه مما حدث بالاسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم. ويكفي طالب الحق في هذا الباب قول الله عز وجل يوم اكملت لكم دينكم وما جاء في معناها من الايات وقول النبي صلى الله عليه وسلم من اكثر في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وما جاء في معناه من الاحاديث في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصهما بالصيام من بين الايام الا ان يكون في صوم الا يكون الا ان يكون في صوم يصومه احدكم فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة للجائزة لك انت هذه لكانت ليلة الجمعة اولى من غيرها لانها يومها هو خير خير يوم طلعت عليه الشمس بنص الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي دل ذلك على ان غير من الليالي من باب اولى لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة الا بدليل صحيح يدل على التخصيص. بناء على هذا نقول ان حديث ان الله يطلع ليلة النصف من شعبان على اهل الارض فيغفر لكل من على اهل الارض الا لمشاحن او مشرك حديث صحيح لكنه لا يدل على فضل قيام ففي هذه الليلة او على فضل العبادة في هذه الليلة لان هذه المغفرة ابتدائية من الله لمن سعى الى المغفرة ولمن لم يسعى الى المغفرة نعم قال رحمه الله لما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامه والاجتهاد فيها نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وحث الامة على قيامها وفعل ذلك بنفسه كما في صحيحنا النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فلو كانت ليلة النصف من شعبان او وليلة اول جمعة من رجب او ليلة الاسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال او شيء من العبادة لارشد النبي صلى الله عليه وسلم الامة اليه او فعله بنفسه ولا وقع ولو وقع شيء من ذلك ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم الى الامة ولم يكتموه عنهم وهم خير الناس وانصح الناس بعد الانبياء عليهم الصلاة ورضي الله عن اصحابه ورضي الله عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وارضاهم وقد عرفت انفا من كلام العلماء انه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة اول جمعة من رجب ولا في ليلة نصف من شعبان فعلم ان الاحتفال بهما بدعة محدثة في الاسلام وهذا وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة بدعة من كرة وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس انها ليلة الاسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشيء من عبادة كما لا يجوز الاحتفال بها للادلة السابقة هذا لو علمت فكيف والصحيح من اقوال العلم انها لا تعرف وقول من قال انها ليلة سبع انها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا اساس له في الاحاديث الصحيحة. ولقد احسن من قال وخير الامور السالفات على الهدى وشر الامور المحدثات البدائع والله مسئول ان ينفقنا سائر المسلمين بالتمسك بالسنة والثبات عليهما والثبات عليها والحذر مما خالفها انه جواد كريم صلى الله وسلم على عبده ورسول نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزى الله الشيخ خير على هذا النصح العظيم للامة واصابه خير ما ما اصاب به عالم عن امتي