اذا نبدأ بالرسالة الثانية العقيدة الصحيحة وما يضادها نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد قال الامام الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم العقيدة الصحيحة وما يضادها الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه اما بعد فلما كانت العقيدة صحيحة هي اصل دين الاسلام واساس الملة رأيت ان تكون هي موضوع المحاضرة ومعلوم بالادلة الشرعية من الكتاب ان الاعمال والاقوال انما تصح وتقبل اذا صدرت عن عقيدة صحيحة فان كانت العقيدة صحيحة بطلا ما يتفرع عنها من اعمال واقوال كما قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وقال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحفظن عملك ولتكونن من الخاسرين. والايات في هذا المعنى كثيرة كتاب الله التوحيد ارضية للبناء ولذلك كان التوحيد اول ركن من اركان الاسلام ولا يمكن بناء اركان الاسلام الاخرى بدون هذه الارضية فمتى ما لم يكن للانسان ارظ فان بناؤه منهد اما يعتبر في في حكم غير الموجود او في حكم المعدوم وانما يكون البناء على ارض وكلما كان الارض ثابتا وصلبا وقويا وعظيما كلما كان البناء قويا ولهذا اصل دين الله عز وجل مبني على التوحيد والاعمال كلها مبني على هذا التوحيد والمشركون لا ندعي انهم ليس عندهم اعمال صالحة عندهم لكنها غير مقبولة عند الله عز وجل غير مقبولة عند الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لوجود الشرك وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله الله جل وعلا لما ذكر الانبياء والمرسلين قال سبحانه وتعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وهذا نص وهذه نصوص صريحة علاوة على ما ذكره الشيخ هذه نصوص صريحة تدل دلالة جليلة بينة ان الله جل وعلا لا يقبل من الاعمال الا ما كان مبنيا على التوحيد والاخلاص. نعم قال رحمه الله قد جل كتاب الله المبين والسنة رسوله الامين عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم على ان العقيدة الصحيحة التلخص في الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. فهذه الامور الستة هي اصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز وبعثنا الله بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ويتفرع عن هذه الاصول كل ما يجب الايمان به من امور الغيب وجميع ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. ربما يقول قائل ان مسائل الاعتقاد اكثر من هذه الاصول الستة فالجواب ما ذكره الشيخ رحمه الله من ان كل مسائل الاعتقاد راجع الى كل مسائل الاعتقاد يرجع الى هذه الاصول الستة اما بالمطابقة واما بالتظمن واما بالالتزام وهذه انواع الدلالات الثلاثة بربط المسائل بعضها ببعضه ولنوضح امثلة لكل نوع من هذه الامثلة لو قال لنا قائل ان الايمان بالله هل معناه افراد الله بالعبادة؟ قلنا نعم. فهذه دلالة بالمطابقة فهذه دلالة بالمطابقة فاذا قال لنا قائل الايمان بربوبية الله عز وجل داخل في الايمان بالله قلنا لا لان افراد الله بالعبادة متظمن لافراده بالخلق والرزق و الايجاد والتكوين والتدبير فان قال قائل فالايمان بالاسماء والصفات قلنا اما ان نستدل بان الايمان بالاسماء والصفات من اركان الايمان بدلالة المطابقة كما في بعض النصوص او بدلالة التظمن كما في بعظها الاخر او بدلالة الالتزام لماذا تستغيث بالله عز وجل دون غيره لانه سميع لانه قوي لانه عزيز وغيره ربما يكون بعيدا عنك لا يسمع وربما يكون قريبا لو سمع لا يقدر وربما لو كان قادرا لكنه ممنوع محجوز عليه محجور عليه ليس بعزيز فهذه طريقة لبيان ان مسائل الايمان ومن سائل الاعتقاد كلها داخلة في هذه الاركان الست اما بالمطابقة واما بالتظمن واما بالالتزام. نعم قال رحمه الله وادلتها هذه الاصول هذه الاصول الستة وادلة هذه الاصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جدا ومن ذلك يقول الله سبحانه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقوله سبحانه امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق وبين احد من رسله وقوله سبحانه يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي نزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. وقوله سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. اما الاحاديث الصحيحة الدالة على هذه الاصول فكثيرة جدا منها الحديث الصحيح المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال له الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره الحديث اخرجه الشيخان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وهذه الاصول الستة يتفرغ عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في اتق الله سبحانه وفي امر الميعاد وغير ذلك من امور الغيب. اولا الايمان بالله فمن الايمان بالله سبحانه الايمان بانه الاله المحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد احسن اليهم والقائم بارزاقهم والعالم بسرهم وعلانيتهم. القادرة على اثبات مطيعهم وعقاب معاصيهم على اثابة مطيعهم والى ايقاظ معاصيهم ولهذا ولهذه العبادة خلق خلق الله السفرين وامرهم كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقال سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقد ارسل الله الرسل وانزل اكتب لبيان هذا الحق والدعوة اليه والتحذير مما يضاده كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال عز وجل الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وحقيقة هذه العبادة هي افراد الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة قوم وذبح ونذر وغير ذلك من انواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه قل بعظمته وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الاصل العظيم. لقوله سبحانه فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالق وقوله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقوله عز وجل فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. ومن الايمان بالله والايمان بجميع ما اوجبه على عباده وفرضه عليهم من اركان الاسلام الخمسة الظاهرة. وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا وغير ذلك من التي جاء بها الشرع المطهر. واهم هذه الاركان واعظمها شهادة ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله وشهادة ان لا اله الا الله تقتضي اخلاص العبادة لله وحده ونفيها ونفيها عما سواه وهذا هو معنى لا اله الا الله فان معناها لا معبود بحق الا الله. فكل ما عبد من دون الله من بشر او ملك او جني او غير ذلك وكله معبود بالباطل والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وقد سبق بيان ان الله سبحانه خلق الثقلين لهذا الاصل الاصيل وامرهم به. وارسل به رسله وانزل به كتبه. فتأمل ذلك جيدا. تدبره كثيرا يتضح لك ما وقع فيه اكثر المسلمين من الجهل العظيم بهذا الاصل الاصيل. حتى عبدوا مع الله غيره. وصرفوا خالص حقه لسواه الله المستعان. ومن الايمان بالله سبحانه الايمان بانه خالق العالم مدبر شؤونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما سبحانه وانه مالك الدنيا والاخرة ورب العالمين جميعا لا خالق غيره ولا رب سواه انه ارسل الرسل وانزل الكتب لاصلاح العبادة ودعوتهم الى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والاجل وانه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك كما قال تعالى الله طريق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. وقال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. ثم استوى على العرش يمشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات لامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. ومن الايمان بالله ايضا الايمان باسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز. والثابتة عن رسوله الامين صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. بل يجب ان تمر كما جاءت بلا كيف مع الايمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي اوصاف الله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير ان يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال عز وجل فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون وهذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم باحسان وهي التي نقلها الامام ابو حسن الاشعري رحمه الله في كتابه المقالات عن اصحاب الحديث واهل السنة. ونقل غيره من اهل العلم والايمان قال الاوزاعي رحمه الله سئل الزهري عن ايات الصفات فقال امروها كما جاءت. وقال الوليد بن مسلم رحمه الله سئل مالك والاوزاعي والليث ابن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الاخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعا امروها كما فجاءت بلا كيد. وقال الاوزاعي رحمه الله كلا والتابعون متوافرون نقول ان الله سبحانه على عرشه ونؤمن بما في السنة من الصفات ولما سئل ربيعة بن ابي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال الاستواء غير مجهول كيف غير معقول؟ ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاء المبين وعلينا التصديق. ولما سئل الامام مالك رحمه الله عن ذلك قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب السؤال عنه بدعة. ثم قال للسائل ما اراك الا رجل سوء وامر به فاخرج روي او روي هذا المعنى عن ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها قال وقال الامام ابو عبدالرحمن عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه نعرف ربنا سبحانه بانه فوق سماواته على عرشه من خلقه وكلام الائمة في هذا الباب وكلام الائمة كلام الائمة في هذا الباب كثير جدا لا يمكن نقله عن في هذه العجالة. ومن اراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب السنة لعبدالله ابن الامام احمد وكتاب التوحيد للامام الجليل محمد ابن خزيمة وكتاب السنة لابي القاسم المالكاء الطبري كتاب السنة لابي بكر بابي عاصم وكتاب السنة لابي بكر ابي عاصم وجواب شيخ الاسلام ابن تيمية لابي حماة وهو جواب عظيم كثير الفائدة وقد اوضح فيه رحمة الله عليه عقيدة اهل السنة سنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والادلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله اهل السنة وبطلان ما قاله خصومهم السنة لابي بكر ابن ابي عاصم هي تعتبر من الكتب المختصرة في بيان السنة. اما كتاب السنة او كتاب شرح اعتقاد اصول السنة لابي القاسم اللالكائي الطبري فيعتبر هذا الكتاب من الكتب المطولات في باب الاعتقاد والشاهد في هذا كله ان عقيدة السلف هو اثبات الصفات بلا كيف اثبات الصفات بلا كيف كما نثبت ان هناك جنة ولا نعرف كيفية نباتي وثمار الجنة كيف تنبت ونعرف ان هناك انهارا في الجنة ولا نعرف كيف هذه الانهار تنبع فهذا يسمى اثبات وجود لا اثبات التكييف فالله جل وعلا اجل واعظم من ذلك كما نثبت ان جبريل عليه السلام له ست مئة جناح ولا نستطيع بعقولنا ان نتصور تركيب هذه الاجنحة بعضها فوق بعض او بعضها اثر بعض او بعضها على بعض فانما هي اثبات وجود ل جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية وان كنا لا نعرف كيف هي هذه الصورة الحقيقية فالرب تبارك وتعالى اجل واعظم نعم قال رحمه الله وهكذا رسالته الموسومة بالتدميرية فقد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة اهل السنة والجماعة بادلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر بما يظهر الحق والباطل لكل من نظر في ذلك من اهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق وكل من خالف اهل السنة فيما اعتقدوا في باب الاسماء والصفات فانه يقع ولابد في مخالفة الادلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه. وايضا كل من خالف اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات فانه لا بد شاء الابى ان يقع اضافة الى ما ذكره الشيخ من التناقض لابد انه يقع اما في التعطيل واما في التشبيه نعم احسن عليكم. قال رحمه الله اما اهل السنة والجماعة فاثبتوا لله سبحانه ما اثبته لنفسه في كتابه الكريم. او اثبته له رسوله محمد صلى الله الله عليه وسلم في سنته الصحيحة اثباتا بلا تمثيل ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ففازوا بالسلام من التناقض وعملوا بالادلة كلها. وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك واخلص في طلبه ان يوفقه للحق ويظهر حجته كما قال تعالى فلنقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق. ولكم الويل مما تصفونه. قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره المشهور عند كلامه على قوله عز وجل ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العصر كلام امل حسنا في هذا الباب يحسن نقله ها هنا لعظم فائدته. قال رحمه الله ما نصه للناس في هذا المقام مقالات جدا ليس هذا موضع بصلها وانما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح ما لك الاوزاعي والثوري والليث ابن سعد والشافعي واحمد اسحاق يراه وغيرهم من ائمة من ائمة المسلمين قديما وحديثا. وهو امرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر والظاهر المتبادل الى اذهان المشبهين منفي عن الله. فان الله لا يشبه شيء من خلقه وليس كمثله وهو السميع البصير. بل الامر كما قال الائمة منهم نعيم ابن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن اثبت لله تعالى ما ورد به الايات الصريحة والاخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفي او نعم. نعم. ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى قال رحمه الله ثانيا الايمان بالملائكة. يتضمن الايمان بهم اجمالا وتفصيلا. فيؤمن المسلم بان لله ملائكة خلقهم لطاعتهم وصفهم بانهم عباد مكرمون لا يسرقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشية مشفقون وهم اصناف كثيرة منهم الموكلون بحمل العصر منهم خزنة الجنة والنار ومنهم الموكلون بحفظ اعمال العباد ونؤمن على سبيل التبصير بمن سمى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم منهم فجبريل وميكائيل ومالك خازن النار اسرافيل الموكل بالنفخ في الصور وقد جاء ذكره في احاديث صحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارد من نار وخلق ادم مما وصف لكم. اخرجه مسلم في صحيحه. بالنسبة اسرافيل عليه السلام من حيث ذكره فقد جاء ذكره في احاديث الصحيحة كما قال الشيخ رحمه الله تعالى واما بالنسبة لكونه هو الملك الموكل بالنفخ في الصور فهذا لم يأتي فيه نص وانما عليه الاجماع نعم قالوا رحمه الله ثالثا الايمان بالكتب يجب الايمان اجمالا بان الله سبحانه وتعالى قد انزل كتبا على انبيائه ورسله لبيان حقه والدعوة اليه كما قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسم. وقال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا في الاية. ونؤمن لا سبيل التفصيل بما سمى الله منها التوراة والانجيل والزبون والقرآن. فالقرآن هو افضلها وخاتمها. وهو المهيمن عليها نصدق لها هو الذي يجب على جميع الامة اتباعه وتحكيمهم مع ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الله سبحانه بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا الى جميع الثقلين. وانزل عليه هذا القرآن الكريم ليحكم بينهم وجعله شفاء مما في الصدور وتبيانا لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين كما قال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون وقال سبحانه ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وقال تعالى قل يا ايها الناس اني الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض. لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. والايات في هذا المعنى كثيرة. رابعا الايمان بالرسل هو الدليل وهو المدلول هو الدليل من حيث كونه اية من ايات الله عز وجل من حيث المبنى ومن حيث المعنى من حيث ما فيه من اخبار الماضين ومن حيث ما فيه من اخبار المستقبلي من ايام الناس وهو المدلول اي الذي يدل دلالة واضحة على احكام الله جل وعلا وهذه خاصية للقرآن الكريم نعم قال رحمه الله رابعا الايمان بالرسل الايمان بالرسل اجمالا وتفصيلا فنؤمن ان الله سبحانه ارسل الى عباده رسلا منهم المبشرين والمنذرين ودعاة ودعاة الى الحق فمن اجابهم فاز بالسعادة من خالفهم باء بالخيبة والندامة وخاتمهم وافضلهم هو نبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. كما قال سبحانه لقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى رسلا بشرينا منذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ومن سمى الله منهم او ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسميته امنا به على سبيل التفصيل والتعيين كنوح وفود وصالح وابراهيم وغيرهم عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى التسليم من لم يأتي ذكره فانا نؤمن به من حيث الاجمال ومثل قوله صلى الله عليه وسلم ان نبيا من الانبياء قرصته نملة فنحن نؤمن بان هذا نبي من الانبياء لكن لا نعلم من هو فنؤمن به ولذلك الذين لم يذكرهم الله اكثر من الذين ذكرهم الله ومن ذكرهم الله هم افظل واشرف وذلك من وجهين الاول ان ذكرهم دليل على ابقاء اثرهم ويحصلون الصلاة والسلام من المؤمنين بعد ذلك بخلاف من لم يذكر والوجه الثاني ان ذكرهم انما كان لحكمة وحكم ومنها الاقتداء بهم فيما ذكرهم الله وخصهم به فذكر ايوب وقصة صبره على البلاء والمرض وذكر يوسف وقصة عفافه وقصة رفعته عن سفاسف اخوته وذكر اسماعيل عليه السلام وقصة تفانيه بطاعته لوالده وهكذا نعم قال رحمه الله خامسا الايمان باليوم الاخر واما الايمان باليوم الاخر فيدخل فيه الايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. كفتنة قبر وعذابه ونعيمه. وما يكون يوم القيامة من الاهوال والشدائد والصراط والميزان والحساب والجزاء ونشر الصحف بين الناس كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله. او من وراء ظهره. فيدخل في ذلك ايضا الايمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والايمان بالجنة والنار. ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه اياهم. وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجب الايمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وسمي هذا اليوم باليوم الاخر لانه ليس بعده يوم فيصبح الناس في الجنة على دوام سرمدي ليس فيه ليل ونهار لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرة جعلني الله واياكم من اهلها ويصبح اهل النار في النار لا يرون فيها نورا ولا ضياء فلا يحسون الا بمضي الايام عليهم ابدا سرمدا لا يرون فيها نهارا نعم ولرحمه الله السادس الايمان بالقدر. واما الايمان بالقدر فيتضمن الايمان بامور اربعة. الامر الاول ان الله سبحانه قد علم ما كان وما وعلم احوال عباده وعلم ارزاقهم واجالهم واعمالهم وغير ذلك من شؤونهم لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى كما قال سبحانه ان الله بكل شيء عليم. وقال عز وجل لتعلموا ان الله على كل كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. جل وعلا ليس علما كسبيا وانما هو علم من صفاته الذاتية علمه سبحانه وتعالى من صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه سبحانه وتعالى فهو لم يزل عالما ولا يزال عالما. نعم قال رحمه الله والامر الثاني كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه كما قال سبحانه قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب قال تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين. قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وهذا الكتاب كتب فيه منذ ان خلق الله عز وجل الخلق اول ما خلق القلم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء الى يوم القيامة حتى يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار. نعم قال رحمه الله الامر الثالث الايمان بمشيئته النافلة فمن فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كما قال سبحانه ان الله افعلوا ما يشاء. وقال عز وجل انما امرهم اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقال عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين الامر رابع خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه. قال سبحانه الله خالق كل شيء وهو على كل شيء اي وكيل. وقال تعالى يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم. هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض؟ لا اله الا هو فأنى توفكون. فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بهذه الأمور الأربعة عند اهل السنة والجماعة. خلافا لمن انكر بعض ذلك من اهل البدع. ويشمل ايضا بيان ان العباد لهم مشيح وان لهم اختيار وان الله جل وعلا لا يخرج عن مشيئته شيء فلو شاء ان يجعلها الارض كلهم على التوحيد لاجبرهم على ذلك لكن لم يجبرهم سبحانه وتعالى لو قال قائل لماذا لم يجبرهم؟ فالجواب لان الدار دار ابتلاء فترك الكافر وما اراد وصاحب الهوى وما اراد ليتم له الابتلاء ويدخل في هذا ايضا الاعتقاد بان الله جل وعلا هو خالق العبد وخالق فعله كما قال سبحانه وتعالى والله خلقكم وما تعملون وقال سبحانه الله خالق كل شيء ويدخل في عموم كل شيء يدخل العبد وفعله سواء كان فعله ايجادا او كان فعله اعداما. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله يدخل في الايمان بالله اعتقاد ان الايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وانه لا يجوز تكفير احد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر كالزنا والسرقة واكل الربا وشرب المسكرات وعقوق الوالدين وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك اي قول الله ان الله لا يغفر ان يشرك به يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وما ثبت في الاحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يخرج من النار ان الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خردل من ايمان ومن الايمان بالله جل وعلا يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان هذا عموم لجميع اهل الايمان سواء كان من اهل الايمان من هذه الامة او من اهل الايمان بادم عليه السلام او بنوح عليه السلام او بابراهيم عليه السلام او بموسى عليه السلام او بعيسى عليه السلام او بغيره من الانبياء نعم قال رحمه الله ومن الايمان بالله الحب في الله والخوظ في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله. في حب المؤمن المؤمنين ويبغض الكفار ويعاديهم. وعلى رأس المؤمنين هذه الامة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهل السنة والجماعة يحبونهم ويوالونهم ويعتقدون انهم خير الناس بعد الانبياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متفق على صحته. ويعتقدون ان افضلهم ابو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم اجمعين. وبعدهم بقية العشرة المبشرين بالجنة ثم بقية الصحابة رضوان الله رضي الله عنهم اجمعين ويمسكون عما شجر بين بقية العشر المبشرين بالجنة بعد علي هم طلحة والزبير و عبدالرحمن بن عوف وابو عبيدة عامر ابن الجراح امين هذه الامة وسعد وهو سعد ابن ابي وقاص وسعيد وهو سعيد ابن زيد ابن عمر ابن نفيل هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة ثم يأتي فظلهم بقية اهل بدر هكذا هو اعتقاد اهل السنة في فضائل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ثم بعد البدريين اصحاب بيعة الرضوان ثم بعد اصحاب بيعة الرظوان الذين اسلموا قبل الفتح ثم الذين اسلموا بعد الفتح والصحابة كلهم والصحابة كلهم عدول وكلهم خيار اختارهم الله بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لا يعني انهم معصومون فانهم ليسوا بمعصومين لكن الخطأ من احدهم مغفور له لما له من مكانة الصحبة او لغير ذلك من اسباب المغفرة التي هم اولى بها ممن بعدهم. نعم قال رحمه الله يمسكون عما شجر بين الصحابة ويعتقدون انهم في ذلك مجتهدون من اصاب فلو اجران من اخطأ فله اجر فيحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين به ويتولونهم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين يتربون عنهن جميعا ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم ويرمون في اهل البيت ويرفعونهم فوق منزلتهم التي انزلهم الله عز اياه كما يتبرأون من طريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. وجميع ما ذكرنا في هذه الكلمة الموجزة في العقيدة الصحيحة التي بعث الله بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وهي عقيدة الفرقة الناجية للسنة والجماعة التي قال التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله سبحانه. وقال صلى الله عليه وسلم انطلقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. وقال الصحابة من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي وهي العقيدة التي يجب التمسك بها والاستقامة عليها والحذر مما خالفها. اما المنحرف الاية الاية تدل على الفرقة الناجية وهي قوله جل وعلا ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك المرحومون هم الفرقة الناجية هم الذين قال عنهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انهم المنصورون وانهم الناجية وانهم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه نعم قال رحمه الله واما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ظدها فهم اصناف كثيرة فمنهم عباد الاصنام والاوثان والملائكة والاولياء والجن والاشجار والاحجار وغيرها. فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل بل خالفوهم وعانجوهم كما فعلت قريش واصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات وشفاء المرضى والبصر على الاعداء ويذبحون لهم وينذرون وينظرون لهم فلما انكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وامرهم باخلاص العبادة لله وحده استغربوا ذلك وانكبوه وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى الله وينذرهم من الشرك ويشرح لهم ما يدعون اليه حتى هدى الله منهم من هدى ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله افواجا فظهر دين الله على سائر الاديان بعد دعوة متواصلة الطويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم والتابعين لهم باحسان ثم تغيرت الاحوال وغلب الجهل على اكثر الخلق حتى عادوا الاكثرون الى دين الجاهلية بالغلو في الانبياء والاولياء ودعائهم ماتت بهم وغير ذلك من انواع الشرك ولم يعرفوا معنى لا اله الا الله كما عرف معناها كفار العرب الله المستعان ولم يزل هذا الشرك يتفشى في الناس الى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة. وشبهة هؤلاء المتأخرين شبهة الاولين وهي قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفاء. وقد ابطل الله هذه الشبهة وبين ان من عبد غيره كائن من كان فقد اشرك به وكفر كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرون ما لا ينفعهم فيقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فرد الله عليهم سبحانه بقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يكسيكون. فبين سبحانه في هذه الايات ان عبادة غيره من الانبياء والاولياء او غيرهم هي الشرك الاكبر. وانما سماها فاعلوها بغير ذلك. وان سماها وان سماها فاعل احسن وان سماها فاعلوها بغير ذلك. يعني الشيخ لا يتغير حكمه بتغيير اسمه فلو جاء المشرك وسمى شركه توحيدا فانه لا يتغير يبقى هو شرك مثل الربا الربا لو غيروا اسمه سموه فائدة هو ربا سموه فائدة او سموه كسبا وسموه بيعا هو ربا فالشرك ما هو حقيقة الشرك؟ صرف العبادة لغير الله صرف العبادة لغير الله شرك فليسموه هذا الفعل ما يريدون. لكن هو يبقى شركا آآ تسميات لا تغير المسميات وانما هي تلاعب بالعبارات لاجل تسويغ هذه الافعال الشنيعة والاقوال الشركية والافعال الشركية بين العباد. وهذا من تلاعب ابليس وما سمي ابليس ابليسا الا لانه يبلس ولانه يدلس نعم قال رحمه الله قال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فرد الله عليهم سبحانه بقوله ان الله يحكم بينهم فيما يختلفون ان الله لا يدري من هو كاذب كفار. فابانا بذلك سبحانه ان عبادتهم لغيره بالدعاء والخوف والرجاء ونحو ذلك كفر به سبحانه اكذبهم بقولهم ان الهتهم تقربهم اليه زلفى. اليوم المشركون اليوم وهم واقعون في شركهم اصناف من حيث استدلالهم على الشرك فالصنف الاكثر هو الذي ذكرهم الشيخ المنصوص عليهم في قوله الله جل وعلا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هذا الصنف الاكثر والاشهر ومن المشركين من يعلم انه على الشرك وانه على باطل فاذا سألته كيف تعبد شجرا او حجرا او غائبا او ميتا او ملكا او ملكا او جنيا فسيقول لك انا وجدنا ابانا على امة وانا على سارهم مقتدون وهي الشبهة اللعينة التي استشهد بها كثير من المشركين وصنف الثالث من اصناف المشركين من يعلم علم اليقين انما عليه هو باطل فما الذي يمنعه من اتباع الحق من التوحيد ومن السنة لماذا لا يتبع التوحيد والسنة اذا تأملت في حاله لا تجد ان السبب ابائه الا الكبر الا الرئاسة الا حب المال والجاه وهذا حال المشركين اليوم على وجه البسيطة فما من مشرك لا نبوذية او هندوسيا او يهوديا او نصرانيا او لا دينيا او علمانيا او ليبراليا ايا كان حتى لو كان ملحد تجد ان شركه راجع الى هذه الامور الثلاث اما الجهل المركب هؤلاء شفعاؤنا عند الله واما الجهل البسيط انا وجدنا ابانا على امة واما الكبر نعم سلام عليكم. قال رحمه الله ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة الطائفة لما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام ما يعتقده واحدة في هذا العصر من اتباع ماركس ومينين وغيرهما من دعاة الالحاد والكفر. سواء سموا ذلك اشتراكيا او شيوعية او بعثية او غير ذلك من الاسماء فان من اصول هؤلاء الملاحدة انه لا اله والحياة مادة ومن اصولهم انكار عادي واحتكار الجنة والنار والكفر بالاديان كلها ومن نظر في كتبهم ودرس ما هم عليه علم ذلك يقينا ولا ريب ان هذه العقيدة مضادة لجميع الاجانب السماوية مفضية باهلها الى اسوء عواقب في الدنيا والاخرة. ومن العقائد المضادة للحق ما يعتقد بعض باطنيه. وبعض المتصوفات على بطلان الدعاوى الملحدين ان ماركوس وليلين الذين هم من اشهر دعاة الالحاد في هذا العصر تمكنوا من اقامة دولة وهي دولة الاتحاد السوفيتي سابقا وما مكثت في الارض حتى قرنا واحدا اقل من قرن واذا هي مندثرة متلاشية حتى ان روسيا اليوم تتبرأ او يظهرون التبرؤ من افكار ماركوس وليلين لعلمهم انها افكار لا يمكن قبولها لا فطرة ولا واقعا وهذا دليل على ان الالحاد في واقع الامر انما هو لاجل التخلص من القيود والوصول الى الشهوات والا فان الالحاد لا يمكن قبوله لو قلت لاي عاقل ان هذا القلم وجد بلا صانع لا يقبل فكيف يقبل ان يوجد هذا الانسان العاقل المفكر بلا صانع؟ هذا امر غريب جدا يدل على سفاهة عقول هؤلاء الملاحدة من وجه فانهم اذا وصلوا الى درجات علمية راقية يعلمون ويستيقنون بوجود المادة وتركيباتها العظيمة وتنظيماتها الرتيبة ثم بعد ذلك يكابرون سبحان من يضل من يشاء نعم قال رحمه الله من العقائد المضادة الى حق ما يعتقده بعض الباطنية وبعض المتصوف ان بعضهم من يسمونهم بالاولياء يشاركون الله في تدبيره يتصرفون في شؤون العالم ويسمونهم بالاقطاب والاوتاد والاغوات وغير ذلك من الاسماء التي اخترعوها لاياتهم. وهذا من اقبح الشرك في وهو شر من شرك الجاهلية العرب لان كفار العرب لم يشركوا في الربوبية وانما اشركوا في العبادة. وكان شركهم في حال الرخاء. اما في حال يخلصون لله العبادة كما قال سبحانه فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاه من البر اذاهم مشركون. اما الربوبية فكانوا معترفين بها لله وحده كما قال سبحانه ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله. وقال تعالى فمن يرزقكم من السماء والارض. امن يملك السمع والاقصى يوجد حيا وميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون والايات في هذا المعنى كثيرة اما المشركون المتتاخرون فزادوا على الاولين من جهتين. احداهما شرك بعضهم في الربوبية. الثانية شركهم في الرخاء والشدة كما يعلم من خالطهم وصبر احوالهم ورأى ما يفعلون عند قبر الحسين والبدو وغيرهما في مصر والى قبر العيدروس في عدن والهادي في اليمن وابن عربي في الشام والشيخ عبد القادر الجيلان في العراق وغيرها من القبور المشهورة التي غلت فيها العامة وصرفوا لها الكثير من حق الله عز وجل وقل من ينكر عليهم ذلك ويبين لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ومن قبره من الرسل عليهم الصلاة والسلام. فانا لله وانا اليه راجعون نسأل الله سبحانه ان اذا قلنا لهؤلاء الذين يعظمون هذه القبور يسمونها مشاهد وهي مشاهد الشرك مشاهد البدع مشاهد الباطل وليس مشاهد حق لو قلنا لاحدهم وهذا حصل معي اني قلت لاحدهم لماذا ليس للانبياء مشاهد ولهؤلاء مشاهد لو كان هذا امرا حقا لكان لكانت الحكمة مقتضية في ان تبقى للانبياء مشاهد حتى يعظموا وليس لهؤلاء الذين انتم تزعمون حتى اصبح في كل بلد مشهدا يعظمه اهله فلاهل الهند مشاهد ولاهل السند مشاهد ولاهل الترك مشاهد ولاهل الصين مشاهد ولاهل الغرب مشاهد ولا تكاد تنتهي فاذا نظرت الى هذه المشاهد البدعية الشركية حينئذ تستذكر قول الله جل وعلا تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. نعم قال رحمه الله نسأل الله سبحانه ان يردهم الى رشدهم وان يكثر بينهم دعاة الهدى ويوفق قادة المسلمين وعلمائهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه انه سميع قريب. ومن العقائد نعم. ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الاسماء والصفات عقائد اهل البدع الجهمية والمعتزلة. من سلك سبيلهم بنفي بصفات الله عز وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ووصفه عز وجل بصفة معدومات والجمادات والمستحيلات تعالى الله عن قولهم كبيرا ويدخل في ذلك من من نفى بعض الصفات واثبت بعضها كالاشاعرة فانه يلزمهم فيما اثبتوا من الصفات نظيرا نظير ما افروا من في الصفات التي نثوها وتأولوا ادلتها فخالفوا بذلك الادلة السمعية والعقلية وتناقضوا في ذلك تناقضا بينا. اما اهل السنة والجماعة وقد اثبتوا لله سبحانه ما اثبته لنفسه او اثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. من الاسماء والصفات على وجه الكمال ولا عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من شائبة التعقيد. فعملوا بالادلة كلها ولم يحرفوا ولم يعطلوا. وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم كما سبق بيان ذلك وهذا هو سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والاخرة وهو الصراط المستقيم الذي سلكه سلف هذه الامة وائمتها ولن يصلح اخرهم الا ما صلح به اولهم وهو اتباع الكتاب والسنة. وترك ما خالفهما. والله ولي التوفيق وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا به. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه. هذه رسالة عظيمة فيها بيان مختصر للعقيدة الصحيحة وما يضادها ايضا ذكر الشيخ رحمه الله فيما يتعلق بالايمان بالله انواع التوحيد الثلاث فحري بنا ان نقرأ رسالة انواع التوحيد الذي بعث الله به الرسل عليهم الصلاة والسلام فنبدأ على بركة الله. نعم