لانه يؤدي الى بطلان اوامر كثيرة في الدين واما ان هذه الاوامر التي فيها الامر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم باقية. فحينئذ لا بد ان نتبع السنة هذه السنة نبدأ بالرسالة الثانية المقررة اليوم وهي بعنوان وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من انكرها. نعم قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد المرسل رحمة للعالمين. وحجة على على العباد اجمعين وعلى اله واصحابه الذين حملوا كتاب ربهم سبحانه وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم الى من بعدهم في غاية الامان والاتقان والحفظ التام للمعاني والالفاظ رضي الله عنهم وارضاهم وجعلنا من اتباعهم باحسان اما بعد فقد اجمع العلماء قديما وحديثا على ان الاصول المعتبرة في اثبات الاحكام وبيان والحرام في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ثم اجماع علماء الامة. وقد ذكر هذا كل من صنف في التفسير من المتقدمين وفي شرح الاحاديث وكذلك في علوم الحديث وكذلك في الفقه وكذلك في اصول الفقه كلهم يذكرون ان الاصول المعتبرة في اثبات الاحكام كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع الامة وبعضهم يزيد على ذلك اصلا رابعا وهو معتبر وهو المقيس على ما ورد في الكتاب والسنة المقيس على ما ورد في الكتاب والسنة لا المقيس على امر خارج عنهما. نعم قال رحمه الله واختلف العلماء في اصول اخرى اهمها القياس وجمهور اهل العلم على انه حجة اذا استوفى شروطه المعتبرة والادلة على هذه الاصول اكثر من ان تحصر واشهر من ان تذكر. اما الاصل الاول فهو كتاب الله العزيز. وقد دل كلام ربنا عز وجل في مواضع من كتاب بهذا وجود على وجوب اتباع هذا الكتاب والتمسك به. والوقوف عند حدوده. قال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. ولا تتبعوا من دونه اولياء قبيلا ما تذكرون. فهذه الاية تبع ما انزل اليكم اذا قلنا ان ماء هنا موصولة فيكون المعنى يتبع الذي انزل اليكم والذي انزل الينا هو امران القرآن والسنة واذا قلنا ان ما هنا نكرة موصوفة فيكون المعنى يتبع شيئا انزل اليكم فهذا اعم وعلى كلا التفسيرين فان هذه الاية حجة على وجوب اتباع الكتاب والسنة قال رحمه الله قال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط طريق مستقيم وقالت هذه الاية تفسيران احدهما قد جاءكم من الله نور ان المقصود بالنور هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم. وكتاب مبين عطف عليه وهذا تفسير معروف والتفسير الاخر قد جاءكم من الله نور ان النور وصف للقرآن وكتاب وصف اخر للقرآن وهو من باب عطف الصفات بعضها على بعض. نعم رحمه الله وقال تعالى ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقال تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ما معنى لا يأتيه الباطل من بين يديه يعني لا يمكن ان يأتي في مستقبل الايام ما يكون دليلا على بطلان شيء من القرآن ابدا ولا من خلفه ولا يمكن لاحد ان يجد شيئا في القرون الماضية يخالف ما اخبر به القرآن وهذا دليل على انه منزل من الرحمن. نعم ولذلك قال تنزيل من حكيم حميد. وكونه حكيم فانزله بحكمة وكونه حميد فانزله برحمة نعم وقال تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ وقال تعالى هذا بلاغ للناس ولينذروا به والاية في هذا المعنى كثيرة وقد جاءت الاحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم امرة بالتمسك بالقرآن والاعتصام به دالة على من تمسك به كان على الهدى. ومن تركه كان على الضلال ومن ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في خطبته في حجة الوداع انكم انه قال في خطبته في حجة الوداع اني تارك فيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله. رواه مسلم في صحيحه وفي صحيح مسلم ايضا عن زيد بن ارقم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله في الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتهم وفي لفظ قال في القرآن لو سمعنا اذكركم الله في اهل بيتي ليس معناه انهم حجة وانما المقصود اذكركم الله في اهل بيتي يعني اوصيكم فيهم خيرا اوصيكم فيهم خيرا وهذه الحديث الذي في صحيح مسلم نص على ان الخلافة لا تكون في ال البيت اذ لو كان في ال البيت لوصاهم على الناس. فلما وصى الناس عليهم علمنا انهم سيكونون مأمورين لا يكونون امرين. وقد كان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم نعم وفي لفظ قال في القرآن هو حبل الله من تمسك به كان على الهدى ومن تركه كان على الضلال والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وفي اجماع اهل العلم والايمان من الصحابة انبادهم على وجوب التمسك بكتاب الله والحكم به والتحاكم اليه مع سنة رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكفي ويشفي يعني اطالتي في ذكر الادلة الواردة في هذا الشأن. اما الاصل الثاني من الاصول الثلاثة المجمع عليها لم نعلم فيما سبق من الازمان بقرون السلف والصحابة والتابعين ومن تبعهم ان احدا خالف في دلالة الكتاب وفي مدلول الكتاب وانه اصل وانما وجد هذا بعد ما بعد القرن الرابع حيث طلع قرن الشيطان فزعم الزاعمون من اهل الاعتزال ان القرآن ليس حجة على الاطلاق الا ان يكون دليله قطعيا الا ان يكون مدلوله قطعيا والمدلول القطعي عندهم هو زعمهم انه لا يختلف فيه اثنان وآآ ولذلك زعموا ان القرآن ليس بحجة الا اذا كان قطعي الدلالة وهذا والله ما عرف الا من رنات ابليس وان كان قد اشهره وقاله من ينتمي الى المشيخة والى العلم كالزمحشري او كالراجي وامثالهم نعم قال رحمه الله اما الاصل الثاني من الاصول الثلاثة المجمع عليها فهو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من اهل العلم والايمان يؤمنون بهذا الاصل الاصيل ويحتجون به ويعلمونه ويعلمونه الامة. وقد الفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة واوضحوا ذلك في كتب اصول الفقه والمصطلح. والادلة على ذلك لا تحصى كثرة فمن فمن ذلك ما جاء في كتاب الله العزيز من الامر باتباعه وطاعته وذلك موجه الى اهل عصر ومن بعدهم لانه رسول الله الى الجميع ولان مأمورون باتباعه وطاعته حتى تقوم الساعة ولانه عليه الصلاة والسلام هو المفسر لكتاب الله والمبين لما اجمل فيه باقواله وفاله وتقريره. ولولا السنة لم يعرف المسلمون عدد ركعات الصلوات وصفاتها ما وما يجب فيها لم يعرفوا تفسير احكام الصيام والزكاة والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يعرفوا تفاصيل احكام المعاملات والمحرمات وما اوجب الله بها من حدود وعقوبات ومما ورد في ذلك من الايات قوله تعالى في سورة ال عمران واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. وقال تعالى في سورة النساء يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا. قال تعالى في سورة النساء ايضا من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا وكيف وكيف تمكن طاعته ورد ما تنازع فيه الناس الى كتاب الله وسنة رسوله اذا كانت سنته لا يحتج بها او كانت كلها غير محفوظة. وعلى هذا القول يكون الله قد احال عباده الى شيء لا وجود له. وهذا من ابطل الباطل ومن الكفر بالله وسوء الظن به. يعني ان يقول ان في القرآن اكثر من كما قال الامام احمد من بضع وثلاثين موضعا بضعة وثلاثين موضعا كلها فيها الامر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فطاعة الرسول في حياته الصحابة يسمعون قوله طيب اذا مات كيف نطيعه الان نحن امام امرين اما ان هذه الايات اصبح لا مدلول لها وحينئذ يكون المعنى خاويا. وهذا من ابطل الباطل لابد ان تكون باقية ومحفوظة حتى نتبعها فان قال قائل ان العلماء اختلفوا في هذه السنن نقول خذ ما اجمع عليه الامة مما في الصحيحين وما تنازعوا فيه فحينئذ اسأل الراسخين في العلم. نعم قال رحمه الله قال عز وجل في سورة النحل وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وقال فيها ايضا وما انزلنا وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه. وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. فكيف يكل الله سبحانه اية النحل واية في الموضعين في الموضع الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم يبين للناس الذي نزل اليهم يبين للناس الذي نزل اليهم فهو يبين بقوله وفعله تفسير القرآن وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم الذي اختلفوا فيه اما بالقرآن واما بقوله واما بفعله. نعم وقال فيها ايضا وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه هدى ورحمة لقوم يؤمنون. فكيف يكل الله سبحانه الى رسوله صلى الله عليه وسلم تبيينا المنزل اليهم سنته وسنته لا وجود لها او لا حجة فيها ومثل ذلك قوله تعالى في سورة النور قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان قال لو فإنما عليهما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. وقال تعالى في سورة في السورة نفسها واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. وقال في سورة الاعراف قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته. واتبعوه لعلكم تهتدون وفي هذه الايات الدلالة الواضحة على ان الهداية والرحمة في اتباعه عليه الصلاة والسلام. فكيف يمكن ذلك مع عدم العمل بسنته او القول بانه لا صحة له او لا يعتمد عليها وقال عز وجل في سورة النور فليحذر الذين يخالفون عن امر تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وقال في سورة الحشر وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرة وكلها تدل على وجوب طاعته عليه الصلاة والسلام واتباع ما جاء به كما سبقت الادلة على وجوب اتباع كتاب الله والتمسك به وطاعة اوامره ونواهيه وهما اصلان متلازمان. من جحد واحدا منهما فقد جحد الاخر وكذب به. وذلك كفر وضلال خروج عن دائرة الاسلام باجماع اهل العلم والايمان. لم ينكر حجية السنة حسب علمي اه في الاولين الا شرذمة من الخوارج وكان انكارهم للسنة ليس جملة وتفصيلا وانما انكروا بعض السنن بانكارهم رجم المحصن او المحصنة وانكارهم المسح على الخفين ونحو ذلك من المسائل الفقهية التي انكروها وانما برز وظهر قرن الشيطان في اوائل القرن الخامس الهجري حينما زعم الزاعمون ان السنة لا حجة فيها الا ان تكون موافقة للعقول ويقصدون بالعقول عقولهم هم وهذا آآ من الاصول المظللة التي وضعت لصد الناس عن السنة. اذا قلنا ان السنة لا نقبلها الا اذا وافقت العقول عقول من عقل الفلسفي او المنطقي او الصوفي او عقل السني ان كان المرجع عقل السني فالسني كالشافعي واحمد ابن حنبل وابن المبارك وسفيان الثوري والاوزاعي وابو حنيفة والصاحبان والبخاري ومسلم وابو داوود والترمذي وائمة السنة كلهم عقولهم قبلت هذه السنن والباب والواجب في هذا الباب ان يكون عقولهم مقدما على عقول من سواهم. لانهم الصقوا الناس بالاحاديث السنا نقدم عقول ذي الطب السنا نقدم عقول اصحاب الطب في طبهم على عقول اصحاب اه اه المحاماة مثلا؟ السنا نقدم اصحاب عقول اصحاب الهندسة في هندستهم عقول المحدثين مقدم في هذا الباب اثباتا ونفيا. نعم قال رحمه الله وقد تواترت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعته واتباع ما جاء به وتحريم معصيته. وذلك في حق من كان في وفي حق من يأتي بعده الى يوم القيامة ومن ذلك ما ثبت عنه في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد اطاع الله ومن فقد عصى الله الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله لماذا لان الله امر بطاعته فنحن نطيعه لان الله امر بطاعته نحن لا نطيع مثلا ابو طالب لان الله لم يأمر بالطاعة لا نطيع فلانا من الناس لان الله لم يمر بالطاعة اذا طاعة الرسول طاعة لله لان الله امرنا بطاعة وعصيان الرسول عصيان لله. نعم قال رحمه الله وفي صحيح البخاري عنه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قيل يا رسول فهو من يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وخرج احمد وابو داوود والحاكم باسناد صحيح عن المقدام بن معد كلب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه. الا يوشك رجل شبعان على اريكته يقول عليكم بهذا القرآن. فما وجدتم فيه من فاحلوا ما وجدتم فيه من حرام فحرموه. واخرجه ابو داوود ابن ماجة بسند صحيح عن ابن ابي رافع عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا الفين احدكم كن متكئا على اريكته. يأتيه الامر من امره مما امرت به. مما امرت به. او نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله وعن الحسن بن جابر انه قال سمعت مقدام ابن مالك رضي الله عنه يقول حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبرة اشياء ثم قال يوشك احدكم احدكم ان يكذبني وهو متكئ يحدث بحديث فيقول بيننا وبينكم كتاب الله. فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ان ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله. لفظة الا انما حرم رسول الله مثل ما حرم الله هذه اللفظة الا انما حرم رسول الله مثل ما حرم الله هذه اللفظة من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجه الحاكم الترمذي وابن ماجة وباسناد صحيح وقد تواترت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه كان يوصي اصحابه في خطبته ان يبلغ شاهدهم الغائب شاهدهم غائبهم فيقول لهم رب مبلغ اوعى من سامع. ومن ذلك ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر قالوا لهم فليبلغ الشاهد الغائب فرب من يبلغه اوعى فرب من يبلغه او له ممن سمعه. نعم. فلولا ان سنته حجة على من سمع وعلى من بلغته. ولولا انها باقية الى يوم القيامة لم يأمروا بتبليغها فعلم بذلك ان الحجة بالسنة قائمة على من سمع من فيه عليه الصلاة والسلام وعلى من نقلت اليه بالاسانيد صحيحة وقد حفظ اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته عليه الصلاة والسلام القولية والفعلية. وبلغوها من بعدهم من التابعين ثم بلغها التابعون من بعدهم وهكذا نقلها العلماء الثقات جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن وجمعوها في كتبهم واوضحوا صحيحها من سقيمها ووضعوا لمعرفة يأتي ذلك قوانينه وضوابط معلومة بينهم. يعلم يعلم بها صحيح السنة من ضعيفها. وقد تداول اهل العلم يعني القوانين التي وضعها علماء الحديث لقبول الحديث النبوي يعتبر اختراعا من مخترعات العلم لم يسبقهم اليه احد بل لم تسبق امة هذه الامة في هذه القوانين العجيبة والظوابط البديعة التي وضعت في قبول احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ان المنصفين من الغرب اليوم لما نظروا الى هذه القوانين تعجبوا منها ومن ضبطها ومن دقتها ومن حسن ترتيبها نعم قال رحمه الله وقد تداول اهل العلم كتب السنة من من الصحيحين وغيرهما وحفظوها حفظا تاما كما حفظ الله كتابه العزيز من عبث العابثين والحاد الملحدين وتحريف المبطلين تحقيقا لما دل عليه قوله سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ولا شك انه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل فقد حفظها الله كما حفظ كتابه وقيض الله لها علماء علماء نقادا ينفون عنها تحريفا للمبطلين وتأويل الجاهلين ويذبون عنها كلما الصقه بها الجاهلون الكذاب والكذابون والملحدون. لان الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه الكريم وبيانا لما اجمل فيه من الاحكام ضمنها احكاما اخرى لم ينص عليها كتاب العزيز كتفصيل احكام الرضاعة وبعض احكام المواريث وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها الى غير ذلك من الاحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله العزيز. هذه مسألة مهمة هل القرآن يمكن؟ هل السنة يمكن ان يأتي فيها حكم غير موجود في في القرآن؟ الجواب نعم هذا وحي وهذا وحي نعم قال رحمه الله ذكر بعض ما ورد عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من اهل العلم في تعظيم السنة وجوب العمل بها في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. فقال له عمر رضي الله عنه كيف تقاتلهم؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فان قالوها عصى مدمني دماءهم واموالهم الا بحقها. فقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه اليس الزكاة من حقها والله لو منعوني علاقة كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلتهم على منعها فقال عمر رضي الله عنه فما هو الا ان عرفت ان الله قد شرح صدر ابي بكر الصديق رضي الله عنه للقتال فعرفت انه الحق وقد تابعه رضي الله عنهم على ذلك فقاتلوا اهل الردة حتى حتى ردوهم الى الاسلام وقتلوا من اصر على ردته. وفي هذه القصة اوضح دليل على تعظيم السنة ووجوب العمل بها وجاءت يعني ابو بكر الصديق رضي الله عنه لما جمع الصحابة واستشارهم في قتال اهل الردة ما عارضه احد لا عثمان ولا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا احد ما عرظه الا عمر ثم لما بين لعمر علم عمر الوجه وجه الاستدلال ولم يقل هذا استدلال بالسنة ودل فهذه الواقعة دلالة اجماعية على ان السنة حجة والله لو منعوني حناقا والعناق وصغير الشاة وفي رواية عقال وهو ما يربط به آآ حبل يربط به الابل والنوق. نعم قال رحمه الله وجاءت الجدة الى الصديق رضي الله عنه تسأله عن ميراثها فقال لها ليس لك في كتاب الله شيء ولا اعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لك بشيء. وساسأل الناس ثم سأل رضي الله عنه الصحابة فشهد عنده عنده بعضهم بان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى الجدة السدس وقال فقضى لها بذلك مع ان هذه القضية وهي قضية اعطاء الجدة السدس هي في الظاهر مخالف للقياس العقلي لان القياس العقلي يقتضي كما ان الجد ينزل منزلة الاب فان الجد ينبغي ان تنزل منزلة الام ينبغي ان تنزل منزلة الام لكن سنة قاضية ان لها السدس في جميع الاحوال فهي لا تأخذ اكثر من السدس ولا يقل نصيبها من السدس. نعم وكان عمر رضي الله عنه يوصي ماله ان يقضوا بين الناس في كتاب الله فان لم يجدوا القضية في كتاب الله فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما اشكل عليه حكم واملاص المرأة وهو اسقاطها جنينا ميتا بسبب تعدي احد عليها سأل الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك فشهد عنده محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما بان النبي صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بغرة عبد توأمه وقضى بذلك رضي الله عنه. ومعنى غرة عبد يعني رأس او رقبة عبد او امان. يعني يأتي الذي ضرب بطن المرأة فاسقطت جنينها يأتي بعبد ويجعله هذا العبد عبدا آآ المرأة او امة ياتي بامة ويقول هذه امة بدل الجنين الذي اسقطته عوضا او مقدار ذلك من المال كما ذكر ذلك الفقهاء. نعم ولما اشكل على عثمان رضي الله عنه حكم اعتداد المرأة في بيتها بعد وفاة زوجها واخبرته دريعة بنت مالك بن سنان اخت ابي سعيد الخدري رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم امرها بعد وفاة زوجها ان تمكث في بيته حتى يبلغ الكتاب اجله. قضى بذلك رضي الله عنه وهكذا قضى بالسنة في اقامة للشرب على الوليد ابن عقبة. ولما بلغ علي رضي الله عنه ان عثمان رضي الله عنه ينهى عن متعة الحج اهل علي رضي الله عنه بالحج والعمرة. جميعا وقال لا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول احد من الناس ولما احتج بعض الناس على ابن عباس رضي الله عنهما في متعة الحج بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما في تحبيذ افراد الحج قال ابن عباس يوشك ان تنزل حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقولون قال ابو بكر وعمر فاذا كان من خالف السنة لقول ابي بكر وعمر تقشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفهما لقول من هو دونهما من دونهما او لمجرد رأيه واجتهاده فلما نازع بعض الناس عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما في بعض السنة فقاله عبدالله هل نحن مأمورون باتباع عمر او باتباع السنة؟ ولما قال رجل لعمران ابي عمران ابن حسين رضي الله عنهما حدثنا عن كتاب الله وهو يحدثهم عن السنة غضب رضي الله عنه وقال ان السنة هي تفسير كتاب الله ولولا سنة لم نعرف ان الظهر اربع والمغرب ثلاثا والفجر ركعتان ولم نعرف تفسير احكام الزكاة الى غير ذلك مما جاءت به السنة من تفسير الاحكام ومن تفصيل الاحكام. يعني الانسان اذا كان يقرأ صحيح البخاري او صحيح مسلم فانه وهو يقرأ صحيح البخاري يقرأ صحيح مسلم يقرأ السنن فان ذلك في الواقع هو تفسير عملي لما في كتاب الله عز وجل تفسير بياني لما في كتاب الله عز وجل. فقول بعض الناس ها نفسر القرآن فقط بدون السنة انما هي مخادعة نعم قال رحمه الله والاثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تعظيم السنة ووجوب العمل بها والتحذير من مخالفتها كثيرة جدا. ومن ذلك ايضا ان عبد الله ابن عمر رظي الله عنهما لما حدث بقوله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا امام الله مساجد الله. قال بعظ ابنائه والله لنمنع فغضب عليه عبدالله وسبه سبا شديدا وقال اقول قال رسول الله وتقول والله لنمنعهن ولما رأى عبد الله ابن المغفل المزهير رضي الله عنه وهو من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض اقاربه يخذف نهاه عن ذلك وقال له ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وقال انه لا يصيد صيدا ولا ينكر عدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين. ثم رآه بعد ذلك يقذف فقال والله لا كلمتك ابدا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القذف ثم تعود. الخذف هو اخذ الحجارة الصغيرة التي تكون مثل الحمصة او مثل الفول ووضعها على اصابع اليد ثم رميها هكذا هذا يسمى الخذف بنقطتين بنقطة الخاء وبنقطة الذال نعم قال رحمه الله واخرج البيهقي عن ايوب الشختياني التابعي الجليل انه قال اذا حدثت الرجل بسنة فقال دعنا من هذا وانبئنا عن القرآن فاعلم انه ضال وقال الاوزاعي رحمه الله السنة قاضية على الكتاب اي تقيد ما اطلقه او باحكام لم تذكر في الكتاب كما في قوله لا سبحانه وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. الامام آآ الاوزاعي ابو عمرو عبد الرحمن ابن عمرو الاوزاعي امام الشام في زمانه وكان في الشام منزلته كمنزلة مالك في المدينة ومنزل ومنزلة ابي حنيفة رحمه الله في الكوفة وكان مقارنا لهما. نعم وسبق قوله صلى الله عليه وسلم الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه واخرج البيهقي عن عامله الشعبي رحمه الله انه قال لبعض الناس انما هلكتم في حين في حين تركتم الاثار يعني بذلك الصحيحة واخرج البيهقي ايضا عن الاوزاعي رحمه الله انه قال لبعض اصحابه اذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث. فاياك ان تقول بغيره فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغا عن الله تعالى واخرج البيهقي عن الامام الجليل سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله انه قال انما العلم كله العلم بالاثار وقال مالك رحمه الله ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر واشار الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابو حنيفة رحمه الله اذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل العين والرأس. وقال الشافعي رحمه الله متى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا متى رويت آآ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا فلم اخذ به فاشهدكم ان عقلي قد ذهب. يا رب وقال ايضا رحمه الله اذا قلت قولا وجاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافه فاضربوا بقول الحائط وقال الامام احمد بن حنبل رحمه الله لبعض اصحابه لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي وخذ من حيث اخذنا وقال ايضا رحمه الله عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذهبون الى رأي سفيان والله سبحانه يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ثم قال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله عليه الصلاة والسلام ان يقع في قلبه شيء من الزيغ في اهلك ومن هنا ندرك ان كثيرا من اهل البدع يرتدون ويقع فيهم الشرك والكفر ما سبب ذلك؟ سبب ذلك؟ ردهم السنن نعم قال رحمه الله واخرج البيهقي عن مجاهد ابن جابر التابعي الجليل انه قال في قوله سبحانه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. قال الرد الى الله الرد الى كتابه ورد الى الرسول الرد الى السنة. واخرج البيهقي عن الزهري رحمه الله انه انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. وقال موفق الدين ابن قدامة رحمه الله في كتابه روضة الناظر في بيان اصول الاحكام ما نصه. والاصل الثاني من الاجلة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة لدلالة المعجزة على صدقه ولامر الله بطاعته وتحذيره من مخالفة امره انتهى المقصود. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اي عن امر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته. فتوزن الاقوال والاعمال باقواله واعماله. فما وافق ذلك قبل. وما خالفه فهو مردود على قائره وفاعله كائنا من كان. كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي فليخشى وليحذر من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا. ان تصيبهم فتنة اي في قلوبهم من كفر او نفاق او بدعة او يصيبهم عذاب اليم اي في الدنيا بقتل او حد او حبس او نحو ذلك. كما روى الامام احمد قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام لمنبه انه قال هذا ما حدثنا ابو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل كمثل رجل استوقد نارا فلما اضاءت ما حولها جاء الى الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار يقعن فيها وجاء يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها قال فذلك فذلك مثل ومثلكم انا اخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها اخرجاه من حديث عبد الرزاق قال السيوطي رحمه الله في رسالته المسماة مفتاح الجنة في في الاحتجاز بالسنة. ما نصه؟ اعلموا رحمكم الله ان من انكر ان كون اهل الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قولا كانوا فعلا بشرطه المعروف في الاصول الى الحجة كفر وخرج عن دائرة الاسلام وحشر مع اليهود والنصارى او مع من شاء الله من فرق الكفرة انتهى المقصود. والاثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من اهل العلم في تعظيم السنة. هنا بالنسبة للتكفير منكر السنة لا شك ان من انكر السنة جملة وتفصيلا يكفر وهذا بالاجماع لا اعلم فيه خلافا وانما الخلاف فيمن رد بعض السنن هل يكفر او لا؟ والصواب ان فيه تفصيل فان كان رده لان ذلك لم يثبت فهذا لا يكفر وان كان رده لقوله ان السنة ليست بحجة فهذا يكفر. نعم قال رحمه الله تعالى والاثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من اهل العلم في تعظيم السنة ووجوب العمل بها والتحذير من مخالفتها كثيرة جدا. وارجو ان يكون فيما ذكرنا من الايات والاحاديث الكفاية ومقنع لطالب الحق. ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه. والسلامة من اسباب غضبه وان يهدينا جميعا صراطه مستقيم انه سميع قريب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اه جزى الله الشيخ خيرا واثابه خير ما جازى من نافح عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسكنه الفردوس الاعلى وهذه رسالة مباركة عظيمة نافية على قصرها وآآ آآ يعني الرسالة هذه لطيفة جدا والشيخ رحمه الله كان معروفا عن حبه للسنة واقتداؤه بالسنة وارشاده الى السنة فجزاه الله خيرا كما كان بقوله وفعله ذابا عن السنة واعانا الله واياكم على التمسك بالسنة ننتقل الى الرسالة الثالثة المقررة اليوم