الله واياك لما فيه رضاك. ان الربا كبيرة من كبائر الذنوب التي جاء تحريمها مغلظا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بجميع اشكاله وانواعه ومسمياته قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا يا شيخ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نعتذر لكم عن هذا الخلل بالنيابة عن الاخوة القائمين في خدمة الدروس جزاهم الله خيرا. نبدأ اليوم برسائل المقررة في مجلس المغرب من هذه الدورة الصيفية المباركة المخصصة في رسائل الشيخ ابن باز رحمه الله واليوم معنا رسالة التحذير من المساهمة مساهمة في البنوك الربوية نبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال المبارك نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد قال في خلاء اغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال شيخ الاسلام مفتي الانام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. بسم الله الرحمن الرحيم من عبد العزيز بن عبدالله بن باز من يراه من اخواننا المسلمين وفقني الله واياه لسلوك صراط مستقيم وجنبنا جميعا طريق المغضوب عليهم والضالين امين. اما بعد وقد كثرت الدعايات من المساهمة في بنوك ربوية الصحف المحلية والاجنبية واغراء بايداع اموالهم فيها مقابل من فوائد ربوية صدريها معلنة كما تقوم بعض الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس تجيز التعامل مع البنوك الربوية بفوائد محدودة وهذا امر خطير فيه معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لامره. والله سبحانه وتعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امر ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ومن المعلوم من الدين بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة ان الفوائد المعينة التي يأخذها ارباب مساهمتهم اه او ايداعهم في البنوك الربوية حرام وهي من الربا الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن كبائر الذنوب ومما يعم البركة مما ينفق البركة ويغضب الرب عز وجل ويسبب عدم قبول العمل وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما المرسلين فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات اني بما تعملون عليم. قال تعالى يا ايها الذين امنوا ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. ثم ذكر رجل يطيل السفر اشهد افضل يمد يديه الى السماء يا رب يا رب مقام موحى رغم مشربه حرام وملبسه حرام وبذي بالحرام فالى يستجاب لذلك. رواه مسلم. وليعلم كل مسلم انه مسؤول امام ربه عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه. ففي الحديث عن النبي صلى تزول قدم عبد يوم القيامة حتى ترسل عن اربع عن شبابه فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه عن عمره فيما افناه عن ما له من اين جمعه؟ وفيما انفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟ واعلم يا عبد الله وفقنا مضاعفة علكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. وقال تعالى وما من ربا ليربو في اموال الناس فلا يربو عند الله. وقال تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي طبقوا الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا. ومن جاءه موعظة ربي فانتهى فله ما سلف امره الى الله. ومن عادى فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. يمحق الله الربا ويربي الصدقات. والله ايحب كل كفار اثيم. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اروا ما بقي من الربا ان كنتم موقنين. فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. فما اعظم جرمة من فما اعظم جرمة من حارب الله ورسوله. نسأل الله العافية من صلى الله عليه وسلم الربا من اعظم الكبائر فيما يتعلق بالحقوق المالية حتى اختلف العلماء ايهما اعظم الربا او اخذ اموال الناس ظلما والذي يترجح ان اخذ اموال الناس ظلما هي كبيرة بحق خاصة الناس واما الربا فهي كبيرة في حق خاصة الناس وفي حق عامتهم بمعنى اخر الربا جريمة مالية اقتصادية كبيرة متعلقة بالمجتمعات واقتصادهم ومن هنا عظمت هذه الجريمة نعم قال رحمه الله فما اعظم جريمة من حارب الله؟ قال في صحيح مسلم عند جابر النبي اجتنبوا السبع الموبقات. نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. واكل الربا يتيم التولي يوم القفز المحشرات والغافلات المؤمنات متفق على صحته. وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه انه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل الربا وموكله فهذه بعض الادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي تبين تحريم الربا وخطره على الفرد والامة وان من وتعامل به وتعاطاه فقد ارتبط كما كبيرة من كبائر الذنوب وقد اصبح محاربا لله ولرسوله الربا محرم بالنص وبالاجماع ولا اعلم عالما من علماء الامة قال بجواز الربا وما ينقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لانه كان لا يرى بأسا بربا الفضل وانما كان يحرم ربا نسيئة او العكس فهذا ثبت عنه رجوعه. نعم قال رحمه الله فنصيحتي لكل مسلم يريد الله دار الاخرة ان يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه وماله وان يكتفي بما اباحه الله ورسوله وان يكف عما حرمه الله ورسوله. ففيما اباح الله كفاية وغنى عن ما حرم فعلى المسلم لنفسه الذي يريد لها الخير والنجاة من عذاب الله والفوز برضاه ورحمته ان يبتعد عن الاشتراك في البنوك الربوية او الايداع فيها بفوائد او الاقتراب منها بفوائد. لان المساهمة فيها او لذاتها بفوائد او اقتراب منها بفوائد كل ذلك من المعاملات الربوية ومن التعاون على الاثم والعدوان ومن التعاون على الاسم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله سبحانه وتعالى على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب. فاتق الله يا عبد الله واهدي بنفسك ولا بكثرة البنوك الربوية ولا بكثرة انتشار معاملاتها في كل مكان ولا بكثرة المتعاملين معها فان ذلك ليس دليلا على اباحتها وانما هو دليل على كثرة الاعراض عن امر الله ومخالفة شرعه والله سبحانه وتعالى يقول وان تذاكر ما في الارض يضلوك عن سبيل الله ومع الاسف الشديد ان كثيرا من الناس لما انعم الله عليهم ووسع عليهم من فضله واغناهم بكثرة المال اصبحوا لا يهتمون بالعمل باحكام الاسلام والاستغناء بما اباح الله لهم عما عليهم وانما يهتمون بما بما يجري عليه بما يدر عليهم المال من اي طريق كان حلال ان كان ام حرام. ومع ذلك وما ذلك الا لضعف ايمانهم وقلة من ربهم عز وجل وغلبة حب الدنيا على قلوبهم ونسأل نسأل الله لهم نسأل الله لنا ولهم السلامة والعافية من كل ما يخالف شرعه وهذا الواقع مؤلم لحال كثير من المسلمين مؤذن بحلول لغضب الله ونقمته وقد قال سبحانه محذرا ومنذرا من شؤم المعاصي والذنوب واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منهم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب. اني اوجه نصيحتي للمسؤولين في الصحف المحلية خاصة في البلاد الاسلامية عاما يطهر من نشر آآ من نشر كل ما يخالف شرع الله المطهر في اي مجال من مجالات الحياة كما اوصي الجهات المسؤولة بالتأكيد على رؤساء الصحف بان لا ينشروا شيئا فيه مخالفة لدين الله وشرعه. ولا شك ان هذا امر واجب عليهم وسيسألون عنه امام اذا قصروا فيك ما اوصي اخواني المسلمين عامة ان يتقوا الله وتبارك وتعالى ويتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وان يكتفوا ويحذروا ما حرمه الله ولا يحتروا بما قد يكتب او ينشر من فتاوى مقالات تجيز المساهمة في القنوت الربوية او بفوائده او تقلل من ذلك لان هذه الفتاوى والمقالات لم لم تبني لم تبنى على ادلة شرعية لا من كتاب الله ولا من سنة رسول صلى الله عليه وسلم وانما هي اراء الرجال وتأولاتهم نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من مضلات الفتن والله المسؤول ان يوفق المسلمين عامة وولاة امورهم خاصة كتاب ربي وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرع الله في جميع شؤونهم الخاصة والعامة وان يأخذ بنواصيهم الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وان يجنب الجميع طريق المغضوب عليهم والضالين انه ولي ذلك والقادر عليه والله وسلم على خير خلقه نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اثاب الله الشيخ على هذه النصيحة وآآ اقول ايها الاخوة والاخوات يجب علينا ان نحذر من تغيير المسميات فقد يسمون الربا فائدة قد يسمون الربا مشاركة وقد يسمون الربا مسابقة فلنحذر من هذه المعاملات وان تغيرت الاسماء فان الشريعة الاسلامية احكامها متعلقة بالاسم والمسمى فاذا غير الاسم وبقي المسمى فالحكم لا يتغير