ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون وقد اجابهم الاقلون وكفر بهم الاكثرون جهلا وتقليدا للاباء والاسباب. واتباعا للظن والهوى الهوى ولا يكون بما تمليه العقول والاعراف ولذلك هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء والاولياء ويزعمون انهم يتقربون الى الله بذلك هو كمن يعبد الله بما يراه وهذه ليست عبادة هذا شرك ايضا ذكر الشيخ رحمه الله فيما يتعلق بالايمان بالله انواع التوحيد الثلاث فحري بنا ان نقرأ رسالة انواع التوحيد الذي بعث الله به الرسل عليهم الصلاة والسلام فنبدأ على بركة الله. نعم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد. فان الله سبحانه وتعالى قال بعث رسله عليهم الصلاة والسلام دعاة للحق وهداة للخلق بعدها مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد رسل فبلغوا الرسالة وادوا الامانة ونصحوا لاممهم وصبروا على اذاهم وجاهدوا في الله حق جهاده حتى اقام الله بهم الحجة وقطع بهم المعذرة كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا وفي الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه. وقال سبحانه. اسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا؟ اجعلنا من دونه من دون الرحمن اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. فبين سبحانه في هذه الايات انه ارسل الرسل ليدعو الناس الى عبادة الله وحدهم يبذرونهم وينذر عن الشرك به وعبادة غيره. قد بلغ الرسل عليهم الصلاة والسلام ذلك ودعوا الى توحيد الله في عبادته فارجوا فارسوا لاممهم قواعد العدالة والبر والسلام. ونجحوا في مهمتهم غاية النجاح لان مهمتهم هي البلاغ والبيان. اما داية للقلوب وتوفيقها لقبول الحق فهذا بيد الله سبحانه ليس بيد الرسل ولا غيره ولا غيرهم كما قال عز كما قال الله عز وجل ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء قال سبحانه فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ وقال الهداية هداية نوعان هداية توفيق وتقليب القلوب وتثبيت القلوب وما يتعلق بالقلوب فهذه خاصة بعلام الغيوب جل وعلا والنوع الثاني هداية الارشاد والدلالة والبيان والتوظيح فهذه يقوم بها الانبياء عليهم الصلاة والسلام واتباعهم بالنصوص المنزلة من الله جل وعلا هي مشتركة بين الله في البيان وبين الرسل والدعاة الى الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله وقال سبحانه وتعالى على رسله الا البلاغ المبين وقال سبحانه لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان يقوم الناس بالقسط ولا سيما خاتمهم وامامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه قد نجح في دعوته اعظم نجاح واكمل الله له ولامته الدين واتم عليهم النعمة. وجعل شريعته شريعة كاملة عامة بجميع الثقلين. منتظرة لجميع مصالحه العاجلة والآجلة كما قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال سبحانه وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا. وقال عز وجل قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له كما قال سبحانه وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا. الشهدوا فالقوم ستكتب شهادتهم ويسألون وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم انهم الا يخلصون. ام اتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون. بل قالوا انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مهتدون. وكذلك ما ارسلنا من قبرك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون قال اولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ابائكم؟ قالوا انا بما ارسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين وقال تعالى لما ذكر اللات والعزى وما لاه ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس لقد جاءهم من ربهم هدى. ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرا وقد يحمل بعضهم على التكذيب والمخالفة الحسد ما قد يحمل بعضهم على التكليف والمخالفة الحسد والبغي والاستكبار مع كونه يعرف الحق كما جرى لليهود فانهم يعرفون محمدا عليه الصلاة والسلام كما يعرفون ابناءهم ولكن حملهم البغي والحسد وايثار العاجلة على التكذيب وعدم اتباعه كما جرى لفرعون وقومه قال الله تعالى عن موسى انه قال لفرعون وقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر الاية. وقال تعالى فرعون وقومه فلما جاءتهم اياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا انظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال سبحانه على الكفار قريش في تكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى ظلما وعلوا ظلما وعلوا متعلقة بجحدوا وجحدوا بها وجحدوا بها. لماذا جحدوا بها؟ هل لانها لم تستبن لهم او لم تكن واضحة جلية لأ جحدوا بها ظلما وعلوه واستيقنتها انفسهم فان قال قائل فلماذا اخرت ظلما وعلوا مع انها معمول جحدوا الجواب ان تقديم واستيقنتها انفسهم لبيان ان الجحود انما هو ظاهري والاستيطان قلبي فان سال سائل ما سبب الجحود الظاهري فالجواب ظلما وعلوا. نعم قال رحمه الله وقد كانوا يعرفونه في الجاهلية بالصدق والامانة. ويسمونه الامين ويشهدون له بالصدق فلما جاءهم بغير ما عليه ابائهم واسلافهم انكروا عليه وكذبوه واعادوه واذوه وقاتلوه. هذه سنة الله في عباده مع رسله ودعاة الحق امتحنوا ويكذبون ويعادون ثم تكون لهم العاقبة. كما شهدت بذلك الايات والمحكمات والاحاديث في قصة الاسراء والمعراج لما امر الله نبيا يخبرهم بانه اسري به قال ارأيتم لو اني اخبرتكم ان خلف هذا الوادي من يغير عليكم ما كنتم مصدقين؟ قالوا كلهم يعني كلهم الان يسمعونه وآآ يجتمعون الى خطابه قالوا كلهم ما جربنا عليك كذبا قط هذا اكبر دليل انهم يلقبونه بالصادق واما الامين فهذه شهادة منهم له بالامانة انهم مع خصومتهم اياه كلهم كانوا يضعون اماناتهم عنده ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم يبقى عليا ليوصل الامانات الى اهلها ومما يدل على انه امين انه لما دخل عليهم وهم يتنازعون في وضع الحجر قالوا هذا الامين رضيناه حكما نعم قال رحمه الله كما شهدت بذلك الايات المحكمات والاحاديث الصحيحة والوقائع المعروفة قديما وحديثا. وكما شهد هرقل عظيم الروم لما سأل ابا سفيان عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته وكيف الحرب بينهم وبينه؟ فقال ابو سفيان انها بينهم وبينه سجال يدالون عليه ويدال عليهم فقال هرقل هكذا الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وقد وعد الله الرسل اتباعهم بالنصر والتمكين وحسن العاقبة وحسن العاقبة في الدنيا والاخرة. كما قال عز وجل ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. وقال سبحانه انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. والذين كفروا سوف تعشل لهم واضل اعمالهم. ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم. وقال عز وجل كان حقا علينا نصر المؤمنين وقال سبحانه وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم اما يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون والآيات في هذا المعنى كثيرة ومنهم من تأمل سنة الله في عباده علم صحة ما دلت عليه هذه الآيات من جهة الواقع اما قد علم ذلك من جهة النقل وانما يصاب اهل الاسلام في بعض الاحيان بسبب ما يحصل منه من الذنوب والتفريط في امر الله الاعداد المستطاع لاعدائهم ولحكم اخرى واسرار عظيمة كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. قال سبحانه اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها؟ قلتم ان هذا؟ قل هو من عند انفسكم. ان الله على كل شيء قدير وقال عز وجل ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. يعني دين الانبياء دين منصور وبقدر تمسك اتباع الرسل بالدين ينصرون ولهذا لو تأملنا كيف ان الصليبيين جاوب عدددهم وعتادهم فاستولوا على بيت المقدس هيأ الله له رجلا كرديا وهو صلاح الدين الايوبي فاخرجهم من بيت المقدس بعد تمكنهم من بيت المقدس قرابة تسعين سنة ثم اذا تأملنا الى ما حصل من الفساد على يد التتار وكيف انهم ابادوا الخلافة العباسية من على وجه الارض فهيأ الله له رجلا من اهل مصر من المماليك وهو سيف الدين قطز والظاهر بيبرس حتى هزم الله ايدي هؤلاء مجاهدون من المماليك انكسرت شوكة التتار كلهم فرجع منهم من رجع الى بلادهم واسلم منهم من اسلم هذا كله يدل على عظمة وقوة هذا الدين ونصر الله لاتباعه نعم قال رحمه الله ومن يتأمل دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام وحال الامم الذين دعتهم الرسل يتضح له ان التوحيد الذي دعوا اليه ثلاثة انواع نوعان اقر بهما المشركون فلم يدخلوا بهما في الجسم وهما توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات. واما توحيد بالاقرار هنا الاقرار الجملي وليس الاقرار الكلي والاقرار الجملي متصور منهم اما لان الاقرار الجملي باق عندهم من انبيائهم السابقين الذين ينتسبون اليه مع انحرافهم في توحيد الالوهية واما لان الاقرار الجملي موافق للعقول والفطر السليمة اما الاقرار التفصيلي فهذا لم يكن عليه المشركون بسبب ان الاقرار التفصيلي لا يتم الا بالنصوص الشرعية واهل الشرك فاقدون للنصوص الشرعية. فاذا قرأنا في كتب العقائد ان المشركين مقرون بتوحيد الربوبية فالمقصود من حيث الجملة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما توحيد الربوبية فهو لقاء بافعال الرب من الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة الى غير ذلك من افعاله سبحانه. فان المشركين قد اقروا بذلك واحتج الله عليهم به. بانه يستلزم توحيد العبادة ويقتضيه كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فانى ينفكون. وقال تعالى ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله الايات وقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله افلا تتقون؟ المعنى فقل افلا تتقون الاشراك به في عبادتي وانتم تعلمون انه الفاعل لهذه الاشياء وقال على كل من الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل افلا تذكرون. قل من من رب السماوات السبع ورب ذو العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وانتم تعلمون سيقولون هنا الا قل فان لا تسحروا. ولا يأتي في هذا المعنى كثيرة وكلها دالة على اقرارهم بافعال الرب سبحانه ولم يدخلهم ذلك في الاسلام كما بعدم اخلاصهم العبادة لله وحده وذلك حجة عليهم فيما انكروه من توحيد العبادة لان الخالق لهذه الاشياء التي انكروها هو المستحق لان يعبد وحده لا شريك له نعم. اما النوع الثاني فهو توحيد الاسماء والصفات. وقد ذكر الله ذلك في ايات كثيرات ولم ينكره المشركون سوى ما ذكر ما ذكر عنهم من انكار للرحمة لقوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب. وهذا على سبيل المثابرة والعناد الا فهم يعلمون انه سبحانه هو الرحمن كما وجدت ذلك في كثير من اشكالهم. قال الله سبحانه هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. وقال الله عز وجل قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال عز وجل الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال سبحانه فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. والايات في هذا المعنى كثيرة وكلها دالة على ان الله سبحانه له الاسماء الحسنى والصفات العلى وله الكمال المطلق في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله لا شريك له في ذلك. وقد سلف الامة على وجوب الايمان بكل ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الاسماء والصفات واقرارها كما جاءت والايمان بان الله سبحانه موقوف بها على الحقيقة لا على المجاز على الوجه اللائق به شبيه له في ذلك ولا ند له ولا كفؤ ولا يعلم كيفيتها الا هو سبحانه. وهو الموصوف بمعاليها كلها على الكمال المطلق الذي لا يشابه فيها احد كما تقدم في قوله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذا النوع حجة قاطعة على استحقاق ربنا سبحانه العبادة كالنوع الاول. ومعنى قوله ليس كمثله شيء اي ليس كذاته شيء واذا تقرر انه ليس كذاته شيء فان ذلك يدل دلالة التطابق المطابقة والتظمن والالتزام انه ليس كاسمائه اسم وليس صفاته وصف وليس كافعاله فعل لان الاسمى والصفات والافعال مبنية على الذات ليس كمثله شيء ليس كذاته شيء وهو السميع البصير. نعم قال رحمه الله اما النوع الثالث فهو توحيد العبادة وهو الذي جاءت به الرسل ونزلت الكتب بالدعوة اليه والامر بتحقيقه والامر بتحقيقه وخلق الله من اجل وخلق الله من اجله ثقلين وفيه وقعت الخصومة بين الرسل واممهم كما قال تعالى وقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال عن نوح وهود وصالح شعيب عليهم الصلاة والسلام ان كل واحد منهم قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال سبحانه وابراهيم ان قال لقومه اعبدوا الله واتقوا ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. انما تعبدون من دون الله اوثانا افكا. ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم اسقاط فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فقال عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وقال عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الا الاية. قال سبحانه اياك نعبد واياك نستعين. والايات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على ان الله سبحانه وارسل الرسل وانزل الكتب. وانزل الكتاب وخلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له ويخص بالعبادة دون كل ما سواه وقد تنوعت عبادة المشركين لغير الله فمنهم من عبد الانبياء والصالحين ومنهم من عبد الاصنام ومنهم من عبد الاشجار والاحجار ومنهم من عبد الكواكب وغيرها وغيرها فارسل الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وانزل الكتب لانكار ذلك كله ودعوة الخلق كلهم الى عبادة الله وحده دون كل ما سواه فلا يدعى الا الله ولا يستغاث الا به ولا يتوكل الا عليه ولا يتقرب بالنظور والذبائح الاله عز وجل الى غير ذلك من انواع العبادة وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. وقد زعم المشركون انهم قصدوا بعبادة الانبياء والصالحين واتخاذهم زعموا انهم انما ارادوا بذلك القربة والشفاعة الى الله سبحانه وتعالى فرد الله عليهم ذلك وابطله بقوله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلمون وفي السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وقال عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص. والذين اخذ من دونه اولياءه ما نعبدهم الا يقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما هم يختلفون ان الله لا يدري من هو كاذب كفار. التقرب الى الله جل وعلا لا يكون وبدع العبادة الاخلاص لله فيما امر ونهى و الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه العبادة نعم قال رحمه الله لما دعا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قريشا وغيرهم للكفار العرب الى هذا التوحيد. انكروا واحتجوا على ذلك انه خلاف ما عليه اباؤهم واسلافهم كما قال سبحانه وعجبوا ان جاءهم منذر منهم. قال الكافرون هذا ساحر كذاب واجال الاري اتيناه واحدا ان هذا لشيء عجاب. وقال سبحانه انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. فيقولون انا لتارك الهتنا لشاعر مجنون. وقال سبحانه وجاء بالحق وصدق المرسلين. والايات الدالة على كفرهم واستكبارهم وعنادهم كثيرة جدا قد سبق ذكر الكثير منها. والواجب على الدعاة الى الله سبحانه ان يبلغوا عن الله دينه بعلم وبصيرة. وان يصبروا ولا ييأسوا وان تذكروا وعد الله رسله واتباعهم بالنصر والتمكين في الارض اذا نصروا دينه وثبتوا عليه واستقاموا على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. كما تقدم ذكر ذلك في الايات المحكمات كما جرى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فقد اوذي واوذي من القريب والبعيد كيف صبر كما صبر الرسل قبله واستمر في الدعوة الى ربه وجاهد في الله حق الجهاد. وصبر اصحابه ونصروه وجاهدوا معه حتى اظهر الله دينه. واعز جنده وخذل اعداءه ودخل الناس ودخل الناس في دين الله افواجا سنة الله في عباده فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن لسنة الله تحويلا كما قال تعالى ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون فتقدم قوله عز وجل كان حقا علينا نصر المؤمنين. وقوله سبحانه وعد الله الذين امنوا بكم وعملوا الصالحات ليستخيفنهم كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولن يبدلنهم من بعد خوفهم ام لا يعبدونني لا المشركون بي شيئا. الاية وقال سبحانه فاصبر ان العاقبة للمتقين واسأل الله عز وجل ان ينصر دينه ويعلي كلمته. امين. وان يصلح احوال المسلمين. امين. ويجمع قلوبهم على الحق. امين. وان يفقههم في دينه وان يصلح قادته. امين. ويجمعهم على الهدى ويوفقهم لتحكيم شريعته. والتحاكم اليها. والحذر مما خالفها انه جواد الكريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين نحمد الله عز وجل على ما من به علينا من اتمام هذه الرسائل الثلاث شكر الله لكم حسن الاستماع ولي بعمر حسن القراءة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الملتقى بعد المغرب ان شاء الله