نبدأ الرسالة الثانية حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج. نعم. قال رحمه الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد. فلا ريب ان الاسراء والمهراج من ايات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى عظم وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل. كما انها من الدلائل على قدرة الله الباهظة على علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه. قال الله سبحانه وتعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. الذي باركنا حوله نور يومنا اياتنا انه هو السميع البصير وتواتر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انه عولج به الى السماء وفتحت له ابوابها حتى جاوز السماء السابعة فكلمه ربه سبحانه بما اراد وفرض عليه الصلوات الخمس وكان الله سبحانه وفرض اولا خمسين صلاة فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف حتى جعلها خمسا فهي خمس في الفرظ وخمسون في الاجر لان الحسنة بعشر امثالها فلله الحمد والشكر على جميع نعمه. الحمد لله وهذه الليلة التي حصل فيها الاسراء والمعراج لم يأتي في الاحاديث صحيح تعيينها لا في رجب ولا في غيره. يعني ليلة الاسراء والمعراج من حيث التاريخ لا يعلم على وجه صحيح ثابت انها اي ليلة هي فان قال قائل لكن بعض المؤرخين ذكر انها في ليلة آآ سبع وعشرين من رجب يقال هذه روايات تاريخية لا سنيد لها. او اسانيدها واهية فهل نبني ديننا على الامور الواهية الاسراء والمعراج واقع تواترا في اي شهر في اي ليلة لا يعلم. نعم قال رحمه الله وكل ما ورد في تعيينها. احسنت. وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. آآ عند اهل العلم بالحديث ولله الحكمة البالغة في الناس لها ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين ان يخصوها بشيء من العبادات ولم يجر لهم ان يحتفلوا بها لان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ولم يخصها بشيء ولو كان الاحتفال بها امرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للامة اما بالقول واما بالفعل ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر. ولنقله الصحابة رضي الله عنهم الينا فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الامة ولم يفرطوا في شيء من الدين بل هم السابقون الى بل هم السابقون الى كل خير فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروع لكانوا اسبق الناس اليه والنبي صلى الله عليه وسلم هو انصح للناس فقد بلغ الرسل وقد بلغ الرسل غاية البلاء. وادى الامانة وادى الامانة فلو كان بلغ الرسالة نعم وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ وادى الامانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه فلما لم يقع شيء من علم ان الاحتفال بها وتعظيمها ليس من الاسلام في شيء. وقد اكمل الله لهذه الامة دينها واتم عليها النعمة. وانكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله ما لم يأذن به الله. قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة اليوم اكملت لكم دينكم اتممت نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقال عز وجل في سورة الشورى ام لهم شركاء وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. ولولا كلمة الفصل قضي بينهم ان الظالمين لهم عذاب اليم. وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة التحذير من البدع والتصريح بانها ضلالة تنبيها للامة على عظم خطرها وتنفيرا لهم من اقترافها ومن ذلك وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا يساره امرنا وفي صحيح مسلم عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة زاد النسائي بسند جيد وكل ضلالة في النار في النار. وفي السنن عن الالباظ ابن سارية رضي الله عنه انه قال كان قال وعظنا رسول صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة موجه فاوصنا. فقال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عليكم عبد في انه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بالسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وقسمتها عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السلف الصالح بعدهم التحذير من البدع والترهيب منها وما ذاك الا لانها زيادة في الدين وهو شرع لم يأذن به الله وتشبه باعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله ولان لازمها التنقص للدين الاسلامي واتهامه بعد بعدم الكمال واتهامه بعدم الكمال ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم والمنكر الشنيع والمصادمة لقول الله عز وجل اليوم اكرمت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي والمخالفة الصريحة لاحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحذرة من البدع المنفرة منها. وارجو ان يكون فيما ذكرناه من الادلة كفاية مقنع لطالب بالحق في انكار هذه البدع اعني بدعة الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج والتحذير منها وانها ليست من دين الاسلام في شيء. ولما اوجب الله من النصح للمسلمين وبيان ما شرع شرع الله لهم من الدين وتحريم كتمان العلم رأيت تنبيه اخواني المسلمين على هذه البدع التي قد فشت فشت التي قد فشت في كثير من الامصار حتى اظنها بعض الناس من الدين والله المسؤول ان يصلح احوال المسلمين جميعا ويمنحهم الفقه في الدين ويوفقنا واياهم للتمسك بالحق والثبات عليه وترك ما قال فانه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه. لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن ابى في ليلة الاسراء والمعراج او ما يسمونه بليلة الرغائب شيء صحيح فينبغي الحذر والحمد لله ان الدين اغلق باب هذه الاحتفالات تصوروا معي لو فتح باب الاحتفالات يحتفلون بباب الاسراء والمعراج يحتفلون بليلة نزول الوحي يحتفلون بليلة الهجرة يحتفلون بليلة آآ غزوة بدر يحتفلون بليلة فتح الخندق يحتفلون بليلة فتح مكة يحتفلون بنصر المسلمين في تبوك. يحتفلون ثم بعد ذلك لا ينتهون حتى يحتفلوا بتولية ابي بكر ثم تولية عمر ثم تولية عثمان ثم تولية علي ثم تولية الحسن ثم لا يكتفون حتى يحتفلوا بموت فلان وفلان وفلان وفلان فيصبح حياة الناس ليست عبادة حياة الناس اما احتفال بفلان واما غم لفلان ودين الله ليس قائم لفلان ولا لفلان دينه والله قائم على اخلاص العبادة لله عز وجل والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم