بدليل قوله صاحبكم هذا. وقولهم انكم قد جئتم من عندي هذا الرجل بخير هذه التعبيرات تدل على انهم ليسوا مسلمين فهذه العبارة لا يقولها مسلم ينبغي لمن ابتلي بشيء من ذلك سؤال الان حول حكم رقية غير المسلم اذا اشتكى وكيف تكون الرقية عليه؟ وبما يوصى غير المسلم بعد الرقية لا حرج في رقية المسلم لغير المسلم الرقية ضرب من دروب العلاج وكما ان الطبيب المسلم يجوز ان يعالج المسلم وغير المسلم الراقي المسلم يجوز ان يرقي المسلم وغير المسلم. لا سيما اذا كان يرجو من وراء رقيته انشراح صدره الاسلام وفتح مغاليق قلبه للايمان مما يدل على هذا ما جاء في رقيا سيد الحي بالفاتحة فالظاهر ان القوم كانوا غير مسلمين ابن القيم رحمه الله يقول تضمن هذا الحديث اصول الشفاء لهذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه. وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء. هذا مع كون المحل غير قابل اما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين او اهل بخل ولؤم فكيف اذا كان المحل قابلا وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في مسألة المرقي هل كان مشركا؟ فقال محتما. ليس فيه شيء ظاهر السياق انهم غير مسلمين. الاشبه انهم كفار فيجوز ان يرقى الكافر او ان يرقي المسلم الكافر ما لم يكن حربيا ما لم يكن حربيا ايضا مما يدل على ذلك ما رواه خالد بن السلط عن عمه انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم ثم اقبل راجعا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال اهله انا حدثنا ان صاحبكم هذا قد جاء بخير هل عندكم شيء نداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ فاعطوني فاعطوني مائة شاء فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال هل قلت غير هذا؟ قلت لا. فقال خذها. فلا عمري لمن اكل برقية باطل لقد اكلت برقية حق وفي رواية انا انبئنا انكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخير. فهل عندكم من دواء؟ الظاهر ان هؤلاء القوم الذين مر بهم هذا الصحابي كفار ان يحسن فيه النية وان يجعل من ذلك سبيلا الى ايقافه على سماحة الاسلام ورفقه بالمخالف وان يتخذ ذلك سبيلا الى دعوته الى الاسلام ان شاء الله