بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اخواني اخواتي سلام الله عليكم ورحمته وبركاته يتحدث الناعقون عن الاسلام بان الاسلام شرعا الرق. وكأني بهم يظنون بان الرق لم يكن موجودا قبل الاسلام والاسلام هو من اوجد هذه الشراء. دعونا نقول بان الرق موجود منذ فجر التاريخ الانساني والناس استرقوا قبل الاسلام وبعد الاسلام. لذلك ينبغي ان نعرض لهذه الشرعة من خلال عيون المنصف فين؟ في قصة الحضارة لويلد يوراند يخبرنا هذا المؤرخ الامريكي الذي توفي في عام الف وتسعمية وثمانين تقريبا يقول لنا ان ارسطو في عام ثلاث مئة وخمسين قبل الميلاد يتحدث عن سكان اثينا وهم نصف مليون انسان فيقول من بينهم اربع مية وسبعين الف من العبيد. بمعظم سكان اثينا كانوا من العبيد في ذلك الزمان. وعندما نتحدث عن اثينا فاننا عن كل مدن اوروبا لان النسبة ستكون متقاربة هنا وهناك. اذا انتقلنا الى الى ما بعد ذلك الى القرن الميلادي الاول يقولون عدد العبيد في روما في عام ثلاثين قبل الميلاد كان يقرب من اربعمائة الف انسان. اي النصف سكان روما وهكذا تستطيع ان تجد ارقاما مشابهة اينما اتجهت في اوروبا يقدر جالينوس نسبة العبيد الى الاحرار بواحد الى ثلاثة كل عبد امامه ثلاثة من الاحرار. هذه النسبة كانت قبل الاسلام بزمن طويل. ايضا في زمن المسيحية بقي العبيد موجودين في المجتمع الذي حكمته الكنيسة. الكنيسة للامانة دعت الى التخفيف من الرق. لكن مع ذلك لم تحرمه. لماذا؟ لانها لا تستطيع ان تحرمه الاستعباد في ذلك الزمان هو شرعة قانون دولي لا يتعلق بمجتمع واحد يتعلق بجميع المجتمعات الانسانية. هؤلاء يسترقون من هؤلاء هؤلاء يسترقون من اولئك. لذلك لا تستطيعوا امة من الامم ان تتخلص منه ما لم تتوافق عليه الامم القائمة حينذاك هذا ما حصل في زماننا هذا حيث التزمت جميع القيم او جميع الامم بقيمة محاربة الرق والقضاء عليه والمسلمون يرحبون في ذلك. اذا ويل ديورانت ينقل لنا عن وجود العبيد ومئات من العبيد يعملون عند الكنيسة هم عبيد عند الكنيسة. لكن كانت الكنيسة تحرم على العبيد ان يكونوا اسسا في هذه الكنيسة يواصل ولد يوراند فيقول لم تحرم الكنيسة الاسترقاق بل كان اتباع الدين القويم يعني الارثوذكس المسيحيون وكذلك الرومان وكذلك المارقون عن الكنيسة وكل هؤلاء كانوا يرون ان الاسترقاق نظام طبيعي لا يمكن القضاء عليه. لكنه يتحدث بان الكنيسة حاولت التخفيف من هذا الرق. وحاولت اضافة الكثير من القيم الفاضلة التي تخفف من معاناة العبيد وهذا امر يشكر لها ولا يستطيع المسلم الا ان يتعامل بايجابية مع هذا الامر لكن كم كان عدد هؤلاء الرقيق في زمن سلطان الكنيسة وبعد الاسلام بما يزيد عن الف سنة يخبرنا ولد جيران بان عدد الرقيق في فرنسا في القرن الثامن عشر الميلادي يعني قبل قرنين من الزمان كان تقارب المليون انسان. المليون انسان كم كان عدد سكان فرنسا في ذلك الزمان؟ كلهم كانوا لا يزيدون عن ستة ملايين انسان تستطيع ان تقول بانه بعد الاسلام بالف سنة ما زال الرقيق اصلا في الحياة الاوروبية القائمة على الاسرة والمبادئ المسيحية. وحينما انتهى الاسترقاق وحينما ظهرت حرية العبيد لم يكن هذا بسبب دواء اخلاقية واليورانج يخبرنا لا القضية لم تكن اخلاقية انما كانت ضمن منظومة اقتصادية. عندما حصل الموت الكبير او الطاعون الاسود الذي اجتاح اوروبا فقتل كثيرا من الناس نقص عدد العبيد بشكل كبير. واحتاجوا الى ما يسمى بعبيد الارض فظهر نوع جديد ارقى من من العبودية المعتادة وهم العبيد الذين يعملون تحت سلطة الاقطاع في ارضه فهم عبيد للارض وليسوا عبيدا له وهكذا تم الانتقال الى نظام جديد ثم ترقى فيما بعد ذلك الى ان وصلنا الى النظام الجديد الذي يمنع البتة. ماذا عن الرق في المجتمع المسلم حينما وجد الاسلام؟ الاسلام كان في تعامله مع هذه الشرعة الدولية الموجودة من قبله. لم يكن بوسعه ان يلغيها لوحده ان تلغي الاسترقاق فلا تسترق الاخرين تستطيع ان تفعل ذلك. لكن ماذا اذا استرقك الاخرون؟ ماذا اذا اخذ مسلمون رقيقا في التاريخ كما سيحصل وكما سيمر معنا. دعونا نقول بان الاسلام استطاع ان يخفف اباء الرق وان يخفف من مساوئه. وجعل من فاضل الاعمال اعتاق العبيد. فك رقبة هذا كان من صالح الاعمال وعندما تحدث الله تبارك وتعالى عن مصارف الزكاة فجعل منها اعتاق الرقاب فتلك فضيلة عظيمة دعا اليها الاسلام لانه حريص على تخليص البشرية من هذا الرق. جاك اه اه ريسلر في الحضارة العربية يقول بان الاسلام استطاع ان يقدم نظاما جديدا للرق عملا لابد منه باعتباره حقيقة واقعة. فما الذي تستطيع ان تفعله اذا اعترفت بان هذا الرق حقيقة موجودة لا تستطيع دفعها ما فعله الاسلام انه فتح المجال امام تحرير الرقيق وفي المقابل منع الاسترقاق وقيده الا في اضيق الظروف. اذا انتقلنا الى توماس ارنولد وهو يتحدث هذا السير الانجليزي يتحدث عن قضية الرق. فيقول عندما تسمعون عن الرقيق في المجتمع المسلم لا تتخيلوا ما كان يحصل عند الرومان حيث كان العبيد يقتلون ويضعون في صالات المصارعة مع الوحوش هذا غير موجود في مجتمع المسلم اذا اردت ان تتحدث عن الرق في المجتمع المسلم فعليك ان تنسى تلك الصور الوحشية والفظائع التي التي لم يرتكبها المسلمون ولا يوجد في الاسلام ما يوجد عند غيرنا. لذلك الرق عندنا كان اشبه ما يكون اليوم ممارساتنا الاجتماعية حينما يستحضر الانسان سائقا او خادما ليس اكثر من ذلك بكثير. كارل بروكمان هذا الرجل الالماني وله كتاب مهم تاريخ الشعوب الاسلامية يقول بان الكنيسة اعترفت بالرق. اعترفت بي لان انه ممارسة تقوم عليها الحياة الاقتصادية. لكن كما كما صنع الاسلام صنعت الكنيسة حيث الزمت بحسن المعاملة وكذلك حثت على الاعتاق واعتبر الاسلام عتق العبد من الاعمال الصالحة والجوران في قصة الحضارة يذكر لنا نموذجا غريبا يقول ان المرء ليدهش من كثرة ابناء العبيد والجواري الذين كان لهم شأن عظيم في الحياة العقلية والسياسية في العالم الاسلامي. خلفاء بني العباس معظمهم كانوا ابناء جواري لا يستثنى من ذلك الا الامين والا ابو جعفر المنصور وباقي خلفاء بني العباس كلهم كانوا من ابناء جواري لان النظام الاسلامي يضع ابن الجارية مع ابن الحرة في منزلة واحدة. فكلهم ابناء اب واحد فام هذه الجارية حينما تلد ابنها تصبح بحكم الحرة تصبح في الفقه الشريعة ام ولد اتقوا بمجرد موت زوجها ولا تطلق منه ولا يجوز له ان يبيعها في السوق لانها ام ولد. بمعنى هذه في التخلص من نظام الاسترقاق. لننتقل الى مستشرق الايطالية لوريا فاجليري. وهي تقول اما الرق الذي بدأ على ما يبدو مع اقامة المجتمع الانساني. واستمر عبر الاجيال بين جميع الشعوب حتى عصيرها الحاضر. اذا هو ليس صناعة اسلامية. طيب ماذا عن الوضع الاسلامي للرقي تقول حالة العبيد بين المسلمين هي افضل مما يحب الاوروبيون ان يعتقدوا. افضل مما يريده الاوروبيون من خدمهم. لذلك تقول لوريا من غير العدل ان نقارن بين الرق في الشرق وبين الرق القائم قبل قرن واحد في الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان تقارن بين الامرين لان الرقة لم يكن نظاما تعسفيا كما هو الحال في الولايات المتحدة امريكية التي قبل ما يقرب من اربعين او خمسين سنة فقط تخلت عن نظام التمييز العنصري. دعونا نسأل الرقيق ما هو رأيهم في الاسلام؟ هل كان الرقيق ممن بادر الى الاسلام فاسلم؟ ام كانوا اشد الناس امتناعا عن الاسلام توماس كان الليل في كتابه الابطال يقول لم يكن من قبيل المصادفة ان الكثيرين ممن سبقوا بالايمان برسالة في محمد صلى الله عليه وسلم كانوا من بين المحرومين والضعفاء في مكة كان العبيد والنساء يدركون ان هذا الدين يحمل اليهم رسالة الامل. رسالة الامل كانت موجودة في الاسلام. لذلك سنجد انه في مقدمة من دخل الاسلام في بلاد الدنيا كان هم العبيد. لماذا؟ لان انهم رأوا مستقبلا باهرا زاهرا ينتظرهم في ظل الاسلام الذي اخى بين المسلمين رغم وجود العبودية كشرعة دولية في ذلك الزمان. توماس ارنولد يقول لم يكن للعبيد امل في حاضرهم ولا في مستقبلهم فازال الاسلام بعون من الله هذه المجموعة من الفساد والخرافات فبدأ عهد جديد للعبيد في الاسلام؟ العهد الذي يستطيع ان يصبح العبد اماما في المسجد ويقف بلال ذي العبد على سطح الكعبة ليؤذن ويقول ابو بكر رضي الله عنه او يقول عمر رضي الله عنه عن ابي بكر ابو بكر سيدنا واعتق اي بلال الحبشي رضي الله عنه فيصبح هذا العبد سيدا للمسلمين انما سبقهم بما قدمه من عمل صالح لان القاعدة الاسلامية تقول ان اكرمكم عند الله اتقاكم من العجيب ما نقله توماس ارنولد ان هناك في بعض المناطق في افريقيا دخل المسلمون الى بعض المناطق في افريقيا واسترقوا منهم. اخذوا رقيقا من تلك البلاد واتوا بهم الى بلاد المسلمين. توماس ارنولد يقول بان اولئك العبيد مع انهم لم يكونوا عبيدا. المسلمون هم من استرقوهم وقد ظلموهم في ذلك. يقول مع ذلك اولئك العبيد كانوا يشكرون لمن استرقهم يشكون له انه استرقهم لانهم عن طريق هذا الرق تعرفوا على الاسلام فرضوا بالعبودية في ظل الاسلام ورأوها افضل من الحرية على الكفر وهذا يذكرنا بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع زيد ابن حارثة. حينما كان رقيقا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه اهله يطلبون منه ان يبيعه اليهم ليعود حرا. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم انا اعرض ما هو خير من شرائكم؟ ما هو؟ قال ان اخيره ان اسأله فاذا اختاركم علي ذهب معكم ان اختارني عليكم فما كنت بالذي يترك من اختارني. فلما خير زيد رضي الله عنه بين الذهاب مع اعمامه مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو حين ذاك عبد اختار المكث مع النبي صلى الله عليه وسلم لان الرقة في شرعة محمد صلى الله عليه وسلم يعطي من الحرية ما لا يحوزه حتى احرار الناس في ذلكم الزمان. توماس ارنول يقول لنا بانه حين وصل المسلمون الى اسبانيا. كان في مقدمة ان وقف معهم من ساعدهم اليهود وايضا الرقيق. رحب بالمسلمين هؤلاء الارقاء الذين حل بهم البؤس والشقاء في عهد المسيحيين الكاثوليك. لماذا؟ دائما ستقرأ اينما وصل الفاتح المسلم اقرأ عبارة التسامح الديني. كان هؤلاء الارقاء الذين وصلوا الى الحضيض اول من تدين بالاسلام لماذا؟ لان الاسلام بالفعل هو محرر العبيد نصل الى سؤال مهم. لماذا لم يلغي الاسلام الرقة باية واحدة بكلمة واحدة. كما قال الله عز وجل الا عن الخمر انما الانصاب والازلام رزق من عمل الشيطان فاجتنبوه. فكان يكفي ان تنزل اية فينتهي الرق. القضية ليست هذه البساطة القضية كما اسلفت شرعة دولية. والقضية ايضا فيها امور اقتصادية واخرى اجتماعية هناك مريئة هناك كتاب عنوانه مريض من الحرية سيكفروم فريدوم. اه يقول هذا الكتاب وقد صدر في عام الفين وفي عام الفين واتناشر بمناسبة مرور مية وخمسين سنة على تحرير ابراهيم لينكون للعبيد في عام الف وتمانمية وواحد وستين. جيم داونز يقول لم يكن من هؤلاء لم يكن هؤلاء الذين حررهم ابراهيم لينكون محظوظين. لانه ربع عبيد الذين حرروا ماتوا في السنة الاولى من تحرير العبيد. لماذا؟ اصابتهم الامراض الجرب والجدري والجوع والافات والامراض وما استطاعوا القيام بامور انفسهم. لذلك عندما يكون تحرير العبيد ضمن منظومة قيمية ضمن منظومة اجتماعية ضمن منظومة اقتصادية تكافلية يصبح هذا عملا قيما نبيلا. اما عندما يكون مجرد قرار ويلقى هذا العبد في الشارع ليلاقي الجوع بعد ان كان مكفولا ليقابل المرض والبرد وغير ذلك من الامراض التي لا يستطيع وحده ان وان يصرف على نفسه فهذا في الحقيقة القاء له في الماء وهو مكتوف. لذلك لم يحرم الاسلام استرقاق لان هذا الاسترقاق انما ينتهي حينما تنتهي بواعثه الموضوعية وحينما تنتهي الامور المتعلقة به اجتماعيا واقتصاديا. ايضا لا يصح ان يطالب الاسلام بالغاء الاسترقاق. بينما يسترق المسلمون من قبل اولئك الذين يطالبوننا بالغاء الرقيق. نعم المسيحيون عندما هاجموا المشرق الاسلامي اخذوا رقيقا من المسلمين. اخذوا مسلمين احرار جعلوهم رقيق. والجيران تحكي لنا في قصة الحضارة بان الكنيسة اباحت استرقاق المسلمين والاوروبيين الذين يعتنقوا الدين المسيحي. اي واحد يخالف الكنيسة يصبح عندهم جائز ان يصبح رقيقا. كان الاف من الاسرى الصقالبة او المسلمين يوزعون عبيدا على الاديرة. ظل الاستلقاء ظل الاستلقاء قائما في اراضي الكنيسة وضياع الباباوات حتى القرن الحادي عشر الميلادي. لماذا يطالب المسلم بعدم الاسترقاق ولا يطالب الاخرون بالكف عنه. اذا اكفت عنه امم الارض فنحن اولى الناس ان نكف عنه ونرحب بهم. المؤرخ النصراني ابن العبري ينقل لنا عن اصول الروم الى تخوم بلاد المسلمين. وانهم دخلوا اليها وانهم احرقوا وسبوا وانهم اخذوا ست مئة امرأة مسلمة وساروا بها الى مصر واسترقوهم. لماذا يطالب الاسلام بالغاء الاسترقاق وهؤلاء ما زالوا يسترقون ابناء وبنات المسلمين. حينما توافقت امم الارض جميعا على ترك الاسترقاق فان المسلمين اول من رحب بهذه الشرعة الجديدة لانها تتوافق مع قيم الاسلام ومع رح الاسلام ومع مبادئ الاسلام نحن اول من يرحب بهذا والقرآن اول من تنبأ بانتهاء هذه الشراء. وهكذا يظهر ان الناعقين المتحدثين عن الاسلام لم يقرأوا تاريخ الانسانية بالقديم ولم يقرأوا كتبهم وما فيها من تشريع بهذه لهذا الاسترقاء ينبغي عليكم قبل ان تطعنوا في الاسلام ان تقرأوا قليلا في كتبكم وان تدبروا قليلا في تاريخ البشرية. لنا عودة باذن الله تبارك وتعالى شكر الله لكم حسن الاستماع. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته بركاته