رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا يحنث لان هذا حق وصدق وقد تلقت الامة الصحيحين بوافر القبول واعتنوا بهما اي عناية المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانه لمن رحمة الله جل وعلا على عباده وخاصة على هذه الامة ان من رحمته ان بعث لنا رسولا نؤمر طاعته وتكتب لنا الاجور عند اتباعه ومن رحمة الله جل وعلا بنا ان انزل علينا كتابا هو كلامه كتابا حكيما عليما كتابا فيه من الايات البينات ما يشفي الصدور يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ومن رحمة الله جل وعلا ان جعل هذا الكتاب مفصلا ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي ومن رحمة الله جل وعلا ان جعل هذا الكتاب العزيز المحكم جعله او حجة على الناس الى يوم القيامة فاذا كان هذا القرآن حجة كان واجبا علينا ان نتدبره لنعرف النبي صلى الله عليه وسلم في مجموع الامور خاصة في باب الاعتقاد اذا كان كذلك فاعلم ان هذا العلم علم غير نافع وانه سيرتحل عن صاحبه سيرتحل اما اليوم واما غد واما بعد غد لا بد ونعلم مواقع حججه ومدارك معانيه وتنزيله. هذا القرآن العظيم امرنا الله الله جل وعلا بتدبر اياته. فقال جل وعلا في سورة القتال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال جل وعلا في سورة النساء افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال جل وعلا في سورة المؤمنون افلم يدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين هذا القرآن العظيم واجب علينا تدبر اياته. وهذا التدبر هو الذي يجعل المسلم استشعروا القرآن ويستشعر عظمة هذا الكتاب الذي انزله الله هدى وشفاء. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء هذا التدبر الذي امرنا به اعلى ما يؤخذ واغلى ما يستفاد من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم لان الله انزل هذا القرآن على رسوله. والرسول صلى الله عليه وسلم هو اعلم الخلق بمعاني كلام لله جل وعلا فكان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يبين ما في ايات الذكر الحكيم من معاني اما تأكيدا لما ورد فيها واما تبيينا لمجملها واما تقييدا لمطلقها اما تخصيصا لعامها وغير ذلك من انواع البيان الذي جاءت به السنة لهذا الكتاب العظيم بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم واتاه وحيا اتاه وحيا مثل القرآن الا وهو السنة لان السنة اي الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم سواء في باب الاعتقاد اي باب التوحيد او في الفقه اعني الفقه الاصغر الذي هو فقه الفروع او في باب العمل الذي يسميه بعض الناس السلوك. كل هذا كانت السنة يعني طريقة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مستفادة من القرآن وكانت ايضا وحيا من الله جل وعلا اتاه نبيه عليه افضل الصلاة والسلام. هذا الوحي ليس مثل القرآن في كونه قد بلغه جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى متعبد بتلاوته ونحو ذلك لا ولكن السنة وحي من جهة اخرى وهي من جهة انها من عند الله جل وعلا. الهمها نبيه عليه افضل الصلاة والسلام وامره جل وعلا ان يبلغ السنة. كما امره ان يبلغ القرآن قال جل وعلا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى كما هو احد وجهي التفسير لهذه قال حسان بن عطية رضي الله عنه وهو من التابعين قال كان جبريل ينزل بالسنة يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم كما كان ينزل بالقرآن. معنى هذا ان السنة وحي من عند الله واجب الاتباع كما ان القرآن واجب الاتباع. وذلك ان الله جل وعلا علينا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وجعل طاعة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام من طاعته جل وعلا من يطع الرسول فقد اطاع الله. ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا. جعل جل وعلا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حتما لا خيرة لنا في اتباعه او عدم اتباعه بل الواجب ان ان نتبعه صلى الله عليه وسلم وان ننبذ اختيارنا للامور فينبغي وجوبا ان نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ونترك اختيارنا عند قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقد فرض الله طاعة رسوله عليه افضل الصلاة والسلام في ايات كثيرة من اي الذكر الحكيم تبلغ سبعين اية او تزيين كلها توجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فمن ذلك قول الله جل وعلا يا وائل سورة ال عمران قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله الرحيم قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. وقال جل وعلا في نفسها قال واطيعوا الله واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. وقال جل وعلا في سورة النساء ايضا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقال جل وعلا في السورة نفسها في الاية التي تليت عليكم سابقا من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا وقال جل وعلا في سورة الانفال يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قال جل وعلا في سورة الاحزاب وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخير من امرهم والايات في ذلك كثيرة. ومنها ايضا قوله جل وعلا في سورة النور في اواخرها انما اكان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا اولئك هم المفلحون الايات التي امرت بطاعة الله وطاعة رسوله كثيرة جدا. فبلغت المواضع التي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كتاب الله نحوا من سبعين موضعا او اكثر كما قاله الامام احمد رحمه الله في كتابه طاعة الرسول. الله جل وعلا حين افترض علينا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل هذه الفريضة احد شقي اعظم اركان الاسلام. الا وهو الشهادتان الثاني من الركن الاول هو شهادة ان محمدا رسول الله. هذه الشهادة هذا الشق منها هو معنى طاعة وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فمن شهد ان محمدا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعنى ذلك انه اقر بقلبه او نطق بلسانه ان رسول الله صلى الله عليه سلم هو المقتدى به وهو المطاع. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي المحك الذي يسبغ عنده الرجال فمن اعني بالرجال يعني اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. هو المحك الذي يختبر به الناس رجالا نساء فان من الناس من يقول انه متبع لدين الاسلام ظاهرا وباطنا. ولكنه عند اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتقديم ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم على محاب النفس وشهواتها وعلى ملذاتها واهوائها تاقتوا الدعاوي حين اذ ويظهر المحق من المبطل. فالمحق هو الذي اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم طاهرا وباطنا. اذا سمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال سمعنا واطعنا. ولا يقول كما قال يهود سمعنا وعصينا لا بل يقول كما امره الله جل وعلا ان يقول انما كان قول المؤمنين اذا ادعو الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. ولذلك كان المتقدمون اذا تليت عليهما احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتت فيها الاوامر او اتت فيها النواهي قالوا حينها قالوا سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا فيسمع احدهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع احدهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم يسمعها للامتثال والاتباع والعمل لا يسمعها لاجل التبرك فقط او لاجل ان يعلم منها كذا وكذا دون العمل لا بل يسمعها لاجل ان يعمل بها تحقيق عن للشق الثاني من شهادة ان محمدا رسول الله. هذه الاوامر والنواهي التي بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلت الينا هي التي سماها اهل العلم السنة. سنة النبي صلى الله عليه وسلم. سواء كان المنقول لنا في باب الاعتقاد اي في باب التوحيد او كان المنقول لنا في باب السلوك اعني الاعمال والزهد والورع ونحو ذلك او كان المنقول لنا في ابواب الفقه من طهارة وصلاة و زكاة كل هذه يطلق عليها السنة. فالسنة عند السلف هذه الامور جميعا. لا يفرقون بين نوع منها والاخر كلها عندهم سنة وكلها عندهم واجب الاتباع. ولذلك الف علماء المسلمين الفوا المصنفات الكثيرة التي اسموها بالسنة. ويعنون بالسنة الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في باب الاعتقاد مثلا. فالف مثلا عبد الله ابن الامام احمد رحمه الله تعالى الف كتاب فالسنة يعني بالسنة هنا السنة الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الاعتقاد والف علماء الحديث من بابة اخرى الفوا كتبا اخرى اسموها السنن. ويعنون بالسنن هنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الانواع الثلاثة الاخرى من الفقه والسلوك والزهد والورع ونحو ذلك. فاذا السنة عند المتقدم هي عامة شاملة للامور المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم في امور الشريعة جميعا. هذه طنه التي قلنا انها تشمل هذا كله. واجب علينا ان نتعرف عليها. وان نكثر الادمان ادمان الاطلاع عليها علما وعملا. لان العلم ايها الاخوان العلم يهتف بالعمل. فان اجابه لارتحل العلم يهتف بالعمل تعال يا عمل فان اقبل العمل على صاحب العلم ورسخ في قلبه وعملت به عند ذاك قر العلم والا اي وان لم يتبع ارتحل العلم ارتحل العلم لان العلم والعمل قرينان لا ينفك احدهما عن الاخر. فمن تعلم السنة مثلا ولم تجد في عمله. لم تجد في عمله ما هو موافق لان العلم مقترن بالعمل ولا شك. فمن عمل بما علم اورثه الله جل وعلا علم ما لم يعلم ومصداق هذا في كتاب الله جل وعلا في اواخر سورة البقرة حيث قال جل وعلا واتقوا الله ويعلمكم الله فاذا بالتقوى اي بالعمل يعلم الله جل وعلا ابن ادم ما خفي عليه وييسر عليه ما عسر عليه من امور الشريعة ولذا يروى عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جل وعلا يروى عنه انه قال ربما استعصت علي المسألة من مسائل العلم لا اجد لها بابا فاستغفر الله جل وعلا اكثر من الف مرة فيفتح لي مغلقها فيفتح لي مغلقها؟ انظر كيف تقرب الى الله بالاستغفار؟ الاستغفار الصحيح فاورثه الله جل وعلا عباد الله انا اريد من هذا ان اقرر ان العلم لابد وان يتبعه عمل. ان سمعنا اية لا لابد ان نعمل بها لا نتهاون في ايات الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان الامر امر عظيم يعقبه في القلب غصة ربما بقيت شجن وقلا في حلق صاحبها الى ان يموت لا تهاون في امر الله لنقل اذا سمعنا كلام الله او سمعنا سنة رسول الله لنقل سمعنا واطعنا ولا نقل مثلما قاله اولئك الغلاة اولئك الكفرة اليهود حين قالوا سمعنا وعصينا. المؤمن يقول عند سماع رسول الله سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا اذا تليت الاحاديث في المساجد نسمع ونطيع اذا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بامر اجبنا وينهى عن نهي انتهينا هكذا هم المؤمنون هكذا يفعل اهل الايمان اما الذين يسمعون ايات الله ويسمعون احاديث رسول الله ثم لا يعملوا بها هؤلاء خطر عليهم عليهم واي خطر لانهم يسمعون كلام الذي اوجب الله جل وعلا طاعته ومحبته ونصرة شريعته واتباعه يسمعون كلامه ثم لا يجيبون انه لمن العجب. كان السلف من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعدون سنة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن. من جهة انهم يجعلون احكام احكاما مذكورة في القرآن وان لم ينص في القرآن على احكامها تفصيلا. فمن ذلك فان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال فيما اخرجه البخاري في صحيحه لعن الله المستوحمات والواشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قالت امرأة من بني اسد وكيف تلعن هؤلاء يا ابن مسعود قال ومالي لا العن من لعنه الله وذكره الله في كتابه. قالت لقد قرأت ما بين اللوحين فلم اجده قال ان كنت قرأتيه فقد وجدتيه الم تقرأي قول الله جل وعلا وما اتاكم فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قالت بلى. قال فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك اذا يحتج المحتج بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على انها قد ذكرت في عموما تحت قوله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا مر بعض السلف على رجل يلبس ثيابا وهو محرم قال له لم لا تتجرد من المخيط؟ قال اتني باية في كتاب الله فيها التجرد من المخيط. قال في كتاب الله التجرد من المخيط قال واين هو؟ قال في قول الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يلبس المحرم السراويل ولا العمائم ولا البرانس الى اخر الحديث. اذا فالسلف كانوا يتبعون رسول الله اتباعا وطاعة لله جل وعلا. فان محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله جل وعلا. الله جل وعلا في قلب العبد اعظم واكبر من اي مخلوق في هذا الوجود ولكن محبة الناس ومحبة الامور في هذه الدنيا هي تابعة لمحبة الله جل الواجب علينا ان نحب الله وحده ولا نحب احدا سواه الا من امرنا الله جل وعلا بحبه وكان لله جل وعلا اذ امرنا الله بحبه. ذلك هم الرسل هم الصحابة هم اهل الايمان هم اهل الطاعة لا يؤمنوا احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. فالمحبة هذه المحبة هذه هي فرع وتبع لمحبة الله جل وعلا حتى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي تبع وفرع عن محبة الله جل وعلا. ومن الناس من من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فلا احد يحب فوق محبة الله جل وعلا ولا مثل محبة الله جل وعلا ومحبة الخلق بعد ذلك هي تبع لمحبة الله جل وعلا. فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تبع لمحبة الله جل وعلا. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. وفي الحديث الاخر المتفق على صحته ثلاث من كن في وجد بهن حلاوة الايمان. وذكر الاولى منها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان في حياته محبة لذاته صلى الله عليه وسلم ولسنته. اعني بالمحبة لذاته ان يفدى رسول الله الله عليه وسلم اذ كان حيا بالمال والنفس. وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم. اما اليوم بقي لنا من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع محبته صلى الله عليه وسلم على جميع احواله وجميع صفاته بقي لنا محبة سنته عليه افضل الصلاة والسلام. ومعنى محبة سنته ان نجعل سنته مقدمة على الوالد وعلى الولد وعلى الناس اجمعين. حتى قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاحبك يا رسول الله اكثر من والدي وولدي الا نفسي قال لا قال لا قال فالان قال عمر فالان احبك يا رسول الله اكثر من نفسي يعني سمعا وطاعة او كما قال صلى الله عليه عليه وسلم. ما معنى هذا؟ معنى هذا ان تقدم محاب الرسول صلى الله عليه وسلم. الثابتة في سنته من الاوامر والنواهي ان تقدم على اهوائنا وعلى شهواتنا عندها يجد العبد حلاوة الايمان يجد للايمان حلاوة لو جلد عليها بالسيوف لقتل دونها هذا هو المحك هذا هو الذي يجده من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما حتى على نفسه الذي بين جنبيه يعني على اهواء النفس وشهواتها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ايها الاخوان ينبغي لنا الاهتمام بها قراءة وتعلما واستجابة لله وللرسول والسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظها الله جل وعلا كما حفظ كتابه العزيز. فقال جل وعلا في اوائل سورة الحجر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. والذكر هو القرآن والسنة مبينة لمجمل القرآن ومقيدة لمطلقه ومخصصة لعامه فهي من الذكر. وفي اية النحل اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فالسنة من الذكر كما ان القرآن من الذكر والله سبحانه وتعالى قد تكفل لنا بحفظ كتابه. تكفل هو جل وعلا بان يحفظ كتابه. فقال قال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. كلها بالصيغة المنسوبة الله جل وعلا المتكلم ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. كل كلمة فيها ظمير يرجع الى الله جل وعلا. فهو سبحانه تكفل لنا بحفظ كتابه. وهذا من العجب ان قرأ كتابا غضا طريا انزله الله من نحو الف واربع مئة سنة غضا طريا كما انزل من حفظ الله جل وعلا. السنة تكفل الله بحفظها. ولكن جعل حفظها موكول لامة محمد صلى الله عليه وسلم ابتلاء واختبارا ورفعا لدرجات المؤمنين من العلماء الذين ذبوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حفظها الله جل وعلا بان سخر لها جهابذة العلماء الذين نفوا عنها تحريف المبطلين تأويل الجاهلين وادعاء المدعين. نفوا عنها الوضع اي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ميزوا صحيحها من سقيمها ميزوا نقدها من بهرجها. كل هذا اختبر الله جل وعلا هذه الامة بهذه الامور فقامت بها هذه الامة احسن قيام فجعل الله جل وعلا حفظ السنة لاهل العلم. واهل العلم حفظوها بما حفظت به اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل الصحابة رضي الله عنهم. اذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نظر الله امرئا بلغ عني حديثا. فرب مبلغ اوعى من سامع. فارشد رسول الله صلى الله عليه وسلم امته والصحابة على ان يبلغوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. يبلغوها لمن جاء بعده الصحابة رضوان الله عليهم بمجموعهم لم تكن تخفى عليهم سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم لا في حاله ولا في باب التوحيد ولا في باب الفقه ولا في باب الزهد والعمل الذي يسمى السلوك لم يكن يخفى على مجموع الصحابة شيء من ذلك فبلغ الصحابة رضوان الله عليهم بلغوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم لمن بعدهم. ثم بلغها من بعدهم يعني من التابعين بلغوها لمن بعدهم. ثم بلغها من بعدهم لمن بعدهم. كذلك الى ان دونت الكتب التي ذكرت فيها احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم باسانيدها حفظت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى في حياته ان تكتب سنته. لاجل الا تختلط بالقرآن فنهى عن الكتابة ثم بعد ذلك رخص فيها فكتبها بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو بن العاص وكتبها غيره ثم بعد ذلك نقلت لنا اما من واما من الحفظ في الصدور نقلت الى زمننا هذا حتى دونت الكتب في القرن الثاني والقرن الثالث من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اذا فالسنة محفوظة. لا جدال بانها محفوظة قد بلغت لنا كما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم او كما قالها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوها لنا بالاسانيد التي نقلوها عن العلماء اذا اراد احد السلف من القرن او القرن الثالث او القرن الرابع او نحوها اي يذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر معه حجته طريقه الذي وصل به الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو المسمى بالاسناد. مثلا يقول الامام البخاري حدثنا ابن قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال حدثنا الزهري قال حدثنا ابن عمر رضي الله عنه. هذا مثال نقلوها بالاسانيد كل عالم كل امام من ائمة التابعين او كل حافظ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناقل للسنة يذكر من سمع السنة منه من الناس. يذكر اسمه ليبرأ من العهدة فيقول حدثني فلان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني فلان عن فلان ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال علماء الحديث وجهابذة السنة ميزوا هذه الاسانيد والرجال المذكورة فيها ميزوها فعرفوا الصحيح من الضعيف. فلذا ميز اهل العلم المتقدمون السنة الى صحيح سنة صحيحة وسنة ضعيفة. يعني سنة منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم صحيحة الاسناد يجب العمل بها واعتقاد ما فيها هذا معنى السنة الصحيحة. فالفوا الكتب التي فيها السنة الصحيحة. مثال ذلك كتاب الامام العلم امير المؤمنين في الحديث ابي عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله رحمة واسعة وهو اول اول من كتب في الصحيح كتب كتابه الصحيح ضمنه الاحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال اهل العلم هو اصح الكتب بعد كتاب الله جل وعلا لان فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنف مسلم بن الحجاج كتابه الصحيح ايضا المقصود من هذا ان السنة حفظت في الكتب وعلماء المسلمين دونوا هذه السنة وميزوا صحيحها من سقيم بها يجب ان نعلم هذا ولا نتهاون بالسنة حيث يقول بعض المغرضين من الناس ان السنة نقلها اناس لا ندري اصدقوا ام كذبوا. سبحان الله هو يقيس على نفسه واهل زمنه. لا يقيس ولا يعرف ذلك الزمن الذي كان فيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث لم يكن فيهم كذب ابدا. ولم يكن فيهم بدعة بل كان فيهم الصدق والخير والصلاح والعفاف وانما يأتون ما قد يأتون عن تأويل يبتغون فيه رضا الله جل وعلا اذا السنة التي نقلت لنا بالاسانيد الثابتة الصحيحة تجب العناية بها وخاصة الصحيحين وفي كلمة للحافظ الذهبي تذكرتها الان. قال في كتابه تذكرة الحفاظ كلمة معبرة رحمه الله في اخر احدى الطبقات في كتابه قال فادمن النظر في الصحيحين والزم نفسك فان الزمن زمن سوء حتى تلقى الله جل وعلا. يعني بذلك ان نلزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. التي فيها العلم الذي يحثنا على العمل ولا يعني بذلك ان يلزم احدنا بيته ويترك الامر والنهي ويترك النصح والارشاد لا انما يعني ان يكون الرجل حرث بيته ويترك فضول الكلام والمجالس الفارغة التي لا فائدة فيها يلزم النظر يتدبر كتاب الله ويتدبر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وينظر في الصحيحين ثم بعد ذلك اذا خالط الناس خالطهم بالحق اذا قال قال حقا واذا نطق نطق بالصدق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح ولذا قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه حين خطب الناس قال يا ايها الناس انكم تقرؤون هذه الاية وتضعونها في غير موضعها. يا ايها الذين امنوا عليكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا فشى المنكر ولم تغيروه او الله ان يعمهم بعقاب. اذا فشى المنكر في قوم ولم يغيروه اوشك ان يعمهم الله بعقاب منه اذا فقوله صلى الله عليه وسلم اذا تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اوشك الله ان يعمهم بعقاب منه هو تفسير الاية يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم يعني لا تحزنوا اذا ضل الناس لان الحزن وذهاب النفس حسرات منهي عنه يقول الله جل وعلا في سورة فاطر فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. ولكن المسلم المؤمن اذا علم كلام الله وعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم امر ونهى فادامة النظر في الكتب كتب السنة التي نوصي بها ليس معنى ذلك الاعتزال عن الناس لا بل معنى ذلك الاتصال والاختلاط والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. متبعين في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه. حيث قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم. ولكن ايها الاخوان العلم بالسنة هو الذي به يجد المرء المخالطة الصحيحة لانه يرى النبي صلى الله عليه وسلم امامه كما جاءت الاحاديث به. ويرى افعال الصحابة رضي الله عنهم امامه كما ما جاءت بذلك الاثار عنهم. فاذا هو يتبع صاحب السنة الذي يدمن الاطلاع على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد في نفسه الاتباع لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ولما فعله صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فإدمان النظر في السنة يورث العمل يورث الدعوة يورث الخير يورث الهداية للناس اجمعين. ولكن على طالب السنة وطالب الخير ان يقول وان يعمل كما قال مالك ابن انس امام دار الهجرة رضي الله عنه وارضاه قال صاحب السنة حين سئل قيل له الرجل يكون عالما بالسنة اي يجادل عليها؟ قال لا ينطق بالسنة فان قبلت منه فذاك والا سكت معنى ذلك انه يجب النطق بالسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وان لا يأخذ الانسان منا في ذلك لومة لائم ابدا. ولكن لا نجعل ذلك في سبيل المعارك لا لكن السلف كانوا ينطقون بالسنة فان قبلت منهم والا سكتوا في بيتك ايها العبد في عملك اذا اعتنيت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطق بها وادعو الخلق اليها ولكن بالرفق والطؤدة والحكمة نطق بلين ومداراة حتى اذا تعرض للسنة او استهزء بها او باهلها عند ذاك. فللمؤمن عمل اخر. لا يرضى بان يستهزأ احد بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ولا بافعاله ولا بافعال اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. اذا فهما مقامان تجب العناية به والتفريق بينهما الاحاديث كما قلنا قبل قليل يعني سنة النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم قسمين باحد الاعتبارات احاديث صحيحة يجب العمل بها واعتقاد ما فيها واحاديث ضعيفة الاحاديث الضعيفة بانواعها لا يجوز العمل بها الا بشروط عند بعض اهل العلم في الحديث الذي لا يشتد ضعفه الاحاديث المكذوبة مثلا الاحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الاحاديث الباطلة المنكرة ونحو ذلك ينبغي محاربتها بل يجب لان ذلك من نفي الكذب والذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك واجب علينا. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال في الحديث الاخر من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين وفي رواية او في ضبط احد الكاذبين فاذا الكذب يجب ان ينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي العناية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونفي الكذب عن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن قد يسأل سائل يقول كيف ان في الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مثلا لست طالب علم يعرف صحيح الحديث من ثقيمه الجواب ان يقال ان تسأل اهل العلم احاديث قد تعلق على ابواب المساجد. وتكون مكذوبة. مثال ذلك وهي احاديث كثيرة ما نراها منها ما يقولون عقوبة تارك الصلاة من ترك الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر خصلة منها خمس في كذا وخمس في كذا وخمس في كذا هذا حديث مكذوب على رسول الله اذا فالمسلم اي مسلم سواء كان طالب علم او لم يكن طالب علم اذا قرأ حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم ولم ارى معه من خرجه من اصحاب الصحيح او اصحاب الكتب المعتمدة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل اهل العلم حتى لا يقر في قلبه ويستقر حديث ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يصح نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم. يكون في اعتقاده كلام يظنه من كلام النبي وهو ليس من كلام النبي. وقد يعمل به وقد يتأثر به. اذا فالاحاديث التي نسمعها ولا نعرف من ذكرها من اهل العلم ولم يذكرها عالم معتمد عليه كالتي توضع على ابواب المساجد في بعض الاحيان او نحو ذلك ينبغي ان نسأل عنها ينبغي ان يسأل عنها اهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا نتساهل في ذلك ايها الاخوان سنة النبي صلى الله عليه وسلم عزيزة اليوم عزيزة بمعنى انه نادر وقليل الذين يلتزمونها ظاهرا وباطنا. ولا حول ولا قوة الا بالله وهذا من الامر المؤسف من الامر المؤسف ان نرى الذين يتمسكون بالسنة قليل بل اقل من القليل وليس ذاك فقط وانما يظن انهم على خطأ وهذا من البلية ان يعمل الناس بخلاف السنة ثم هم ينكرون على من اتبع السنة سواء في ملبسه او في هيئته او في صلاته او في عباداته هم لا يأبهون بالسنة ومع ذاك ينكرون على ما تنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والواجب في هذه المسائل ان يسأل عما استشكله المسلم ان يسأل المسلم عما استشكله من احكام دينه يسأل اهل العلم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اهل الذكر يسألون فيما اشكل علينا اذا ايها الاخوان اوصيكم ونفسي بان نتحرى سنة النبي صلى الله عليه وسلم لهيئاتنا والبستنا وان نعلمها اهلنا وننشرها في بيوتنا فاننا مثلا في هذا المسجد اجتمعنا نسمع كلام الله ونسمع كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وما قاله اهل العلم المتقدمون لكن عندنا اناس في البيوت كثير لم يصلهم هذا البيان فكيف يعمل معهم انه لمن التقصير ان يسمع احدنا الموعظة يسمع كلام الله وكلام رسوله ثم هو لا يبلغه اهل بيته ولا يبلغه خاصته وزملائه لا ليكن همنا الاول هو تبليغ العلم. تبليغ ما سمعنا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام يقول بلغوا عني ولو اية بلغوا عني ولو اية والله جل وعلا قال في اخر سورة التوبة وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. اذا ننقل الاهتمام بالسنة الى بيوتنا نعلمه اهلنا فانه حق لهم علينا ان نعلمهم ما يجب عليهم من طاعة الله وطاعة رسوله نذكرهم بالله نذكرهم باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلزمهم الزاما برفق وتوعدة على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الامور كلها هذا هو الواجب علينا واني اسأل الله جل وعلا ان يجعل هذا الاجتماع اجتماعا مرحوما وان يجعل تفرقنا بعده تفرقا من المعاصي والاثام معصوما. والا يجعل منا شقيا ولا محروما وان يجعلنا ممن اذا علم عمل ممن اذا علم عمل بما علم وان لا يجعل ما علمنا سبحانه حجة علينا وان يجعله حجة لنا اللهم انا نعوذ بك من دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع. اللهم وانا نعوذ بك علم لا ينفع ونعوذ بك من شماتة الاعداء. اللهم ونعوذ بك من تسلط الاشرار ومن تسلط ممرضي القلوب على قلوبنا. اللهم باعد بيننا وبينهم وباعد بين قلوبنا والاعيبهم واحابيلهم وايحاءاتهم في كل مكان يتبعوننا والعاصم هو الله وجل وعلا فنسألك اللهم ان تعصمنا منهم والا تجعل لهم طريقا علينا. انك انت ولي ذلك والقادر عليه اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واصلي واسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسئلة التي قد تقدم في المحاضرة ما به يجاب عنها لا اذكرها لاجل الاختصار ولاجل الكثرة. لدي هنا بعض الاسئلة هي كثيرة لكن لاجل الوقت نأخذ بعضها سائل يسأل يقول انا شاب واصلي ولكني اسهو في الصلاة ما الحل الجواب ان الصلاة مع الجماعة هي الحل صلاة الفرائض واجبة مع الجماعة في المساجد وكما تعلمون ان الشيطان الذي مثل بالذئب يأكل من الغنم القاسية الذئب لا يأتي الى الغنم المجتمعة ويتسلط عليها. انما يأتي المنفردة القاصية فيتسلط والشيطان يأتي العبد اذا كان يصلي بمفرده ويتسلط عليه. بالوساوس وبحضور امور الدنيا ونحو ذلك. اما اذا تعود العبد على الصلاة في الجماعة فانه يذهب عنه كثير من ذلك. ويستعين الله جل وعلا في النوافل في ان يزيل ما به. ويتعوذ من الشيطان كثيرا وعليه بالورد بورد ثابت بعد الصلوات الخمس وهو ان يقرأ اية الكرسي ثم بعد ذلك سورة الاخلاص ثم بعد ذلك ذلك يقرأ المعوذتين فانه لعله بذلك ينجو من ذلك ويذهب عنه اثره يقول اذا نويت صيام التطوع وذلك بعد صلاة الفجر. فهل يجوز ذلك؟ وهل يجوز ذلك في رمضان صيام التطوع لا يشترط له نية قبل الفجر بل اذا لم يطعم الانسان اذا لم يطعم المسلم ثم بعد ذلك اراد ان يتم بقية يومه صائما فنوى اثناء النهار ما لم يطعم فله ذلك وله اجر صيام بقية يومه الذي نواه لان الاجر على نيته وهو نوى بعض فيكون اجره على بعضه الذي نواه. ولكن الصيام صيام التطوع صحيح اذا نواه اثناء النهار لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان عليه افضل الصلاة والسلام يأتي بيته فيقول هل عندكم طعام؟ فاذا قالوا لا قال اني اذا صائم. فقوله اني اذا مفيد لانه كان قبل ذلك ليس على نية الصوم. لان اذا ترتيبية فقوله اني اذا صائم افاد انه احدث الصيام ونواه بعد ان لم يكن ينويه اما في رمضان يشترط في صحة الصوم النية. نية الصوم قبل طلوع الفجر. فمن نوى الصوم قبل طلوع الفجر اجر فصيامه صحيح ومن نوى الصوم بعد الفجر فصيامه غير صحيح وعليه ان يعيده لما روت حفصة وروى غيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صيام لمن لم يبيته من الليل. لا صيام لمن لم يبيته من الليل. وفي رواية من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له. هذا في رمضان تتسحر كل يوم هذه نية النية ليست هي التلفظ النية ان يقوم بقلبك انك صائم غدا انك صائم غدا فانت وانت تتسحر لو قيل لك لماذا تغفل هذا؟ الان قلت باني اريد الصيام غدا. اليس كذلك؟ كما ان نية الصلاة هو مجيئك. فمنذ تحركت من بيتك الى المسجد وانت في نية. نية الصلاة يعني ارادة وقصد للصلاة. هذه هي النية. وليست النية هي التلفظ بل التلفظ وبالنية بدعة كما نبه عليه اهل العلم يقول ما حكم تحية المسجد تحية المسجد واجبة على الصحيح من اقوال اهل العلم وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم في اصل العمل اما الصيام فانه اذا كنت صائم كنت صائما وقلت اني صائم فليس في ذلك رياء لكن هذه لعلها اذا اثني عليك بذلك من عاجل بشرى المؤمن بخلاف الصلاة فانها اجزاء تختلف فقد يكون الرياء في بعضها دون بعض. مثلا يدخل الصلاة وهو خال من الرياء ثم يعرض له اثناء صلاته رؤية شخص يعرفه او نحو ذلك فيريد ان يحسن صلاته بعد ذلك فهذا يدخله الرياء اما الصيام في اثنائه فلا اعلم انه يدخله رياء اذا لم يكن من اساسه والله اعلم لكن يستحسن في ذلك ان يحاذ عن الجواب وان تجيبه بالمعاريظ التي تحتمل اكثر من وجه يقول هل من ترك السنة يذم على ذلك مثل حلق اللحية وقيام الليل السنة في كلامنا الذي قدمناه لا نعني بها السنة التي هي قسيمة الواجب والمحرم والمكروه ونحو ذلك لا انما نعني بالسنة هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كلها من ابواب التوحيد في ابواب التوحيد يعني في باب الاعتقاد وفي باب الفقه في باب العمل بمجموعها هذا يذم من تركها. اما السنة بهذا الاعتبار الاخر الذي هي السنة عند عند الفقهاء يعني المندوب فهذا لا يذم على تركها. لكن السنة اذا كانت منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد تكون واجبة مثل اعفاء اللحى فقد جاءت فيها احاديث كثيرة تأمر باعفاء اللحية فاعفاء اللحية واجب وحلق اللحية حرام لا يجوز. ولذا فانه ان قلنا ان اعفاء اللحية من السنة لا نعني بذلك السنة يعني لا يذم من لم يفعلها. يعني ان من لم يفعلها فلا حرج عليه. لا. نقول السنة هنا بمعنى الطريقة. والا فان توفير اللحى واعفائها واجب لان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في احاديث كثيرة انه قال اعفوا اللحى وحفوا الشوارب خالفوا المشركين وفي رواية ارخوا اللحى وفي رواية وفروا اللحى وغير ذلك المشركون والمجوس كان من سيماهم ومن ديدنهم حلق اللحية او تقصيرها. ولذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت هذه الشريعة بالامر بمخالفة في اعفاء اللحية واعفاء اللحية مثلا لما سأل السائل عنه لا يظن انه امر خفيف لا تبع له لكنه امر يدل على باطن صاحبه فان المسلم الذي اسلم نفسه لله واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسعه ان يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم في اي امر فمن خالفه في مسألة فاعلم ان لها عنده اخوات. كما قال السلف الصالح رضوان الله عليهم اذا رأيت العبد يعمل المعصية فاعلم ان لها عنده اخوات واذا رأيت العبد يعمل بالحسنة فاعلم ان لها عنده اخوات فلا يظن ان المعصية تكون معصية بمفردها لا بل المعصية تجر الى المعصية ومن ترك الواجب يذم على ذلك. هذا يقول هل من ترك السنة يذم على ذلك مثل حلق اللحية؟ نعم اذا كانت السنة بالاعتبار الثاني وهو العام الذي يفيد الوجوب وغيره هذا يذم على تركها. اما السنة التي هي بمعنى المندوب فهذه لا يذم على تركها هذا يقول نجد كثيرا بعض الاحاديث المعلقة في الشوارع مثل النظافة من الايمان هل هو صحيح ام لا؟ واذا كان غير صحيح امل ابلاغ البلدية الحديث هذا النظافة من الايمان لا اعلمه ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن وردت احاديث بمعناه تحث عليه مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ينهى فيه عن التشبه باليهود ونظفوا افنيتكم ولا تشبهوا باليهود واما النظافة من الايمان بهذا النص فلا اعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي جامع الترمذي حديث لفظ ان الله نظيف يحب النظافة. فان النظافة محبوبة ولا شك وبها تميزت هذه الامة عن غيرها. فان اليهود والنصارى كانوا اهل قذارة ليسوا باهل نظافة. فتميزت هذه الامة عنهم بحرصها على النظافة قوله عام ابلاغ البلدية بذلك لعله يكون هذا ان شاء الله تعالى بعد البحث في الحديث اكثر يقول لدي جار وهو لا يصلي. وقد نصحته عدة مرات ولم ينتهي فما العمل؟ عليك بمداومة نصيحته ومقاطعته في نفس الوقت الذي لا يصلي اذا كان جارا ليس ابا ولا غير ذلك فعليك بمقاطعته ولكن ليس معنى المقاطعة ترك النصيحة. معنى المقاطعة ان لا تجيب دعوته والا تختلط به اختلاطا. يستأنس لذلك لاجل ان الاختلاط يورث الرضا بالعمل. فمن اكثر الاختلاط مع شخص ظن انه راض عن فعله وان فعله ليس مذموما الذي يترك الصلاة يجب ادامة نصيحته ومقاطعته لقول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر. هذا حديث بريدة الذي في السنن. واما جابر الذي رواه مسلم في الصحيح ان بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر. اذا كان كذلك وانك ترك الصلاة كفر فمعلوم ان المسلم لا يواد الكافرين. لا تجد قوما يؤمنون بالله الاخر يوادون من حاد الله ورسوله فالذي لا يواد الله ورسوله ويترك الصلاة هذا لا يواد بل تترك مودته ويقاطع يقول هل في الصحيحين احاديث ضعيفة؟ واذا كان فما هي؟ الصحيح ان منزهة عن الاحاديث الضعيفة لا يوجد في صحيحين حديث ضعيف قال ان في الصحيحين حديثا ضعيفا فهو مردود عليه. بل وينبغي تأديبه. اذا كان من عامة الناس اما اهل العلم فقد يكون لهم نظر لكن لا يفهمه عامة الناس. اما المتون اعني الاحاديث الموجودة في الصحيحين فكلها صحيحة اذا كانت مسندة للنبي صلى الله عليه وسلم متصلة الاحاديث الموجودة في الصحيحين اذا كانت مسندة للنبي صلى الله عليه وسلم فهي صحيحة ولا يسوغ لاحد ان يقول ان في الصحيحين حديثا ليس صحيحا بل هذا قوله مردود عليه وينبغي ان يوعظ في نفسه واعظم بليغا لان الامة اجمع على صحة هذين الكتابين وان ما فيهما صحيح. حتى قال بعض اهل العلم انه من حلف على ان امرأته طالق اذا كان في الصحيحين حديث ضعيف فقالوا لا يقع الطلاق اراه لا يحلف او اذا حلف بالطلاق ان ما في الصحيحين من كلام يقول بماذا تنصح من الكتب المختصرة في تعلم السنة؟ ارى ان يبدأ بالكتب المختصرة لطالب العلم مثل عمدة الاحكام هذه فيها الاحاديث الفقهية المتفق عليها. واما في احاديث الزهد والرقائق وما يتبع ذلك فهناك كتاب رياض الصالحين وهو كتاب مشهور نافع جدا. كتاب مشهور نافع جدا قد جعل الله له القبول في الارض. ولعل السائل اذا كان من طلبة العلم يتصل يعني بالسؤال بعد المحاضرة يفصل له القول في هذا يقول على الاية يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم وقد قدمنا الجواب عنها هذا سائل يقول ما حكم قول الشخص نطيع الله والرسول طاعة عمياء ما حكم هذا القول؟ هذا القول حق لكن لا يعنى بالطاعة العمياء الطاعة التي ليس فيها تعبد وليس فيها خضوع وذل مقرون مع المحبة لا طاعة العمياء معناها ما قال الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخير من امرهم. هذا هو معنى الطاعة العمياء. فان اراد هذا المعنى هذا هو المعنى الصحيح. الذي يجب التعويل عليه ويجب الاعتناء به ويجب ويجب ان نقصر انفسنا عليه حتى تعتاد ذلك يقول قلت ان العلم يتبعه العمل. وانا اعرف صاحبا لي يقرأ القرآن ولا وكثيرا ما يكذب واعرفه في ذلك وهو من القرآن اقول يجب عليك ان تعظه في نفسه وتقول له اتق الله كيف تكذب وانت تقرأ في القرآن في سورة النحل انما ايفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله من قرأ القرآن لابد ان يمتثل ما فيه. فهذا الذي قرأ القرآن ولم يمتثل ما فيه يخشى عليه. فيوعظ في نفسه اعظم بليغا لعل الله ان يذهب عنه هذه الخصلة الرديئة. الا وهي الكذب والكذب من كبائر الذنوب. كذب من كبائر الذنوب لهذه الاية ولاحاديث في الصحيحين وغيرها لا مجال لذكرها الان تقول ما حكم قول المسلم في حق النبي صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي عند ذكر اسمه بعد وفاته؟ الجواب ان هذا جائز بل ومطلوب لانه صلى الله عليه وسلم هو بابائنا وامهاتنا. الان حيث انه صلى الله عليه وسلم مقدمة محابه على محابنا ومقدمة اوامره على شهواتنا وملذاتنا فهو لابائنا وامهاتنا اذا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بامر استجبنا له ولو خالف في ذلك امر او امر الوالدة فهو بابائنا وامهاتنا. تفتية في حياته وطاعة بعد مماته صلى الله عليه وسلم يقول اذا رأيت شخصا عنده اخطاء في صلاته فهل ابين له ذلك مثل مد اليدين؟ آآ يعني البصق وسط اليدين كبسط الكلب ونحو ذلك ان هذا مطلوب ومحبب فالمؤمن دائما ينصح اخاه لكن ينصحه بعبارة لينة بعبارة مدعاة للقبول لا انصحه بعبارة فجة تجعله يذهب عنك والا يجعل بينك تجعل بينك وبينه مسافة وبونا شاسعا لا يقبل منك بعد ذلك بل تنصحه وتبين له ولا ينبغي لمسلم ان يرى من اخيه خطأ ولا ينصحه منه فان المؤمن مرآة اخيه والنصح واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وذكر منها النصح لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فالنصح واجب وينبغي العناية به. ولكن النصح له اداب وشروط. بعض الناس يفتقدها واذا افتقدها ضرة اكثر من نفعه وهو مأجور