ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ اية من كتاب الله يذكر فيها النار. يعني انا مش خايف من الموت ولا خايف من بعدي عنكم لكن انا خايف وكان هو الوحيد الذي ذهب معه الى الطائف. والله كاني اشوفه وهو يدافع بكل ما اوتي من قوة عن حبيبه صلى الله عليه وسلم حتى شجت رأسه وسالت دماؤه غزيرة اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد مع الدرس الثامن من دروس السيرة النبوية العهد المدني فترة الفتح والتمكين وضح لنا في الدرس السابق ان الدولة الاسلامية في العام السابع من الهجرة كانت تسير من ارتفاعا الى ارتفاع ومن مجد الى مجد فمن فتح خيبر الى انتصارات متتالية على غطفان الى عمرة القضاء بكل ابعادها السياسية والدعوية الى اسلام ابطال مكة الثلاثة خالد ابن الوليد وعمرو ابن العاص وعثمان ابن طلحة رضي الله عنهم اجمعين هكذا كانت الدولة الاسلامية وكان الوضع يسير في تقدم ملموس واضح لكل الناس لكن هذا النمو المتزايد لفت انظار الكثيرين ممن لم تكن لهم علاقة مباشرة بالدولة الاسلامية. لكن حسوا بخطر قيام هذه الدولة الفتية في المدينة المنورة ومن ثم بدأوا في التحرش بالدولة الاسلامية وتفاقم الامر حتى وصل الى اراقة دماء مسلم هذه المشاكل في مجموعها كانت تأتي من شمال الجزيرة العربية شمال الجزيرة العربية كان موطنا لعدة قبائل كبرى من قبائل العرب يعني من اشهرها قبائل لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلا وغسان وقضاعة وغيرها من القبائل كان الكثير من هذه القبائل يدين بالنصرانية. يوالي الدولة الرومانية القريبة من هذه الاماكن. الدولة الرومانية كانت محتلة بلاد الشام وليه هيمنة على هذه المنطقة بكاملها وزعماء هذه القبائل على عظمها كانوا عبارة عن مجرد عمال لهراكل على بلادهم يعني كعادة الدول الصغرى في التعامل مع الدولة العالمية العملاقة ولما بدأت الدولة الاسلامية في الظهور وبخاصة بعد غزوة الاحزاب بدأت هذه المنطقة الشمالية في التحرش بالدولة الاسلامية. لما نيجي نعمل مراجعة سريعة لتاريخ هذه المنطقة المنطقة الشمالية من الجزيرة العربية. مع الرسول عليه الصلاة والسلام في خلال السنتين السابقتين اللي هم سنة ستة وسبعة من الهجرة. هتلاقي ان امور بتتصاعد وتنذر بصدام ضخم قريب. يعني مثلا مر بنا في شهر جمادى الاخرة سنة ستة هجرية اعتراض قبيلة جوزام لدحية الكلبي رضي الله عنه وارضاه. وتذكرون انهم سلبوا كل ما كان معه من هدايا موجهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان هذا سببا في ارسال سرية زيد ابن حارثة رضي الله عنه وارضاه الى منطقة حفنة. واتكلمنا عليها قبل كده. كانت سرية ضخمة خمسمية رجل وهذه السرية هزت هذه المناطق وحققت نجاحا كبيرا للمسلمين برضو مر بنا رفض هرقل لفكرة الاسلام مع ايمانه الجازم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الا انه ضن بملكه واثر ان يكون ملكا على ان يكون مؤمنا. وبرضو مر بنا موقف الحارس ابن ابي شمر زعيم دمشق وعزم هذا الرجل على تجهيز الجيوش لغزو المدينة لولا ان هرقل منعه كما ذكرنا. يبقى حوادث كثيرة تنبئ عن قرب صدام بين المسلمين وبين هذه المنطقة الشمالية غير كده حصل احداس جديدة قامت قبيلة قضاعة في ربيع اول سنة تمانية هجرية باغتيال مجموعة من الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم عددهم خمستاشر واحد كان على رأسهم كعب بن عمير الانصاري او عمرو بن كعب الغفاري رضي الله عنهم اجمعين قبيلة قضاعة اعترضت طريقهم وقامت بقتل الخمستاشر جميعا الا رجلا واحدا فقط هذه السرية التي خرجت للدعوة الى الله عز وجل تعرف بالسرية ذات اطلاح. وفيها كما ذكرنا اعتدت قبيلة قضاعة ولم يكن لها علاقة سابقة بالمسلمين لمين؟ اعتدت على الدولة الاسلامية او على مجموعة من رعايا الدولة الاسلامية. ثم تفاقم الامر جدا عندما ارسل الرسول عليه الصلاة والسلام رسالة الى عظيم بصرى بالاردن. بص لها منطقة واسعة في الاردن. الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل له رسالة يدعوه فيها للاسلام. وحامل الرسالة كان الحارث ابن عمير رضي الله عنه. وهو في الطريق طرد طريقه شرحبيل ابن عمرو الغساني وهذا عامل هرقل على منطقة البلقاء برضه في الاردن وقيد الحارث بن عمير ثم ضرب عنقه. طبعا قتل الرسل هذه جريمة شنيعة. الاعراف كانت تقضي بعدم قتل الرسل وكان هذا تجاوزا خطيرا جدا جدا من هذه القبائل هذه القبائل كما ذكرنا معظمها كان يدين بالنصرانية ويتبع الدولة الرومانية بعد هذا الحادث زاد الامر سوءا جدا. وبدأت الدولة الرومانية ونصارى الشام يتعقبون كل من اسلم ويقتلونه. حتى وصل الامر الى قتل والي معان بالاردن. لانه كان ايه؟ كان اسلم فقتلوه لاسلامه ازاء هذه الاوضاع المتردية كان لابد للدولة الاسلامية من وقفة جادة وقفة للدفاع عن هيبة الدولة الاسلامية والثأر لكرامتها وقفة لتأمين حركة الدعاة المسلمين لهذه المناطق الشمالية من الجزيرة وقفة لتأمين خط سير التجار المسلمين من والى الشام فالموضوع خطير فعلا ولو سيطرة هذه القبائل العربية او الدولة الرومانية على مخارج ومداخل الجزيرة العربية الشمالية تاريخه طويل جدا جدا تاريخه مجيد فعلا ومع ذلك الا انه يخشى ان يسقط في النار اذا مر على الصراط امال احنا نعمل ايه؟ مش عارف هذا دفعه الى ان يقول هذه الكلمة الايمانية العظيمة اي ضيوف جدا جدا على المدينة المنورة. وما ننساش ان الجنوب في قريش يبقى انا عندي في الشمال دلوقتي مشكلتين كبار مشكلة الدولة الرومانية والقبائل العربية المتحالفة مع الدولة الرومانية اللي هي معظمها قبائل نصرانية لخم وجذام وغسان وغيرها من القبائل. هذه مشكلة ضخمة كبيرة ومشكلة اللي هي مشكلة قبائل قضاة اللي اعتدوا على الخمستاشر صحابي رضي الله عنهم وارضاهم وقتلوهم وهذه القبائل ايضا قبائل كبرى ولكن منفصلة عن القبائل المتحالفة مع الدولة الرومانية. يبقى دولت قصتين منفصلتين لكن لابد من وقفة جادة معهما الرسول عليه الصلاة والسلام اثر ان يبدأ بواحدة تلو الاخرى يحل مشكلة وبعدين التانية وبدأ صلى الله عليه وسلم بحل مشكلة القبائل العربية المتنصرة الموجودة في الشمال. ولان هذه المناطق خطيرة جدا ولان اعداد القبائل هناك كبيرة ولان مساندة الدولة الرومانية لهم متوقعة من حلفاء الدولة الرومانية. عشان كده الرسول عليه الصلاة والسلام حرص على تكوين جيش قوي جدا يستطيع ان يقوم بالمهمة على الوجه الامثل عشان كده الرسول صلى الله عليه وسلم عمل عدة خطوات مهمة. اولا كون اكبر جيش اسلامي خرج من المدينة حتى هذه اللحظة عدد الجيش ده تلت تلاف مقاتل اكبر رقم يحارب في تاريخ الاسلام الى هذه اللحظة الحاجة التانية ولى على الجيش زيد ابن حارثة رضي الله عنه وارضاه ولو تفتكروا زيد ابن حارثة قضى فترة تدريبية هامة جدا في السنة السادسة من الهجرة رأيناه يقود خمس سرايا متتالية وزيد ابن حارثة جاء الى هذه المنطقة قبل ذلك جاء الى شمال الجزيرة العربية في سرية حسماء سنة ستة هجرية وكانت مستراية الضخمة الكبيرة. فهو اعلم بهذه المنطقة من غيره من الصحابة الحاجة التالتة لم يجعل لهذه السرية صلى الله عليه وسلم اميرا واحدا بل عين ثلاثة من الامراء ان قتل واحد تولى الاخر فقال ان قتل زيد فجعفر بن ابي طالب وان قتل جعفر فعبدالله بن رواح وواضح من هذه التولية المتتالية للامراء ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتوقع حربا ضروسا في هذه المنطقة. حربا يقتل فيها الامراء الثلاثة وهي المرة الاولى والاخيرة وهي المرة الاولى والاخيرة في حياته صلى الله عليه وسلم التي يولي فيها ثلاثة من الامراء على سرية واحدة. ولعل ذلك كان بوحي من الله عز وجل الحاجة الرابعة اخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجيش البطل الاسلامي الفذ خالد ابن الوليد رضي الله عنه ما كنش مر على اسلام خالد الا تلت شهور فقط ولعل حداسة اسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه هي التي منعت الرسول عليه الصلاة والسلام من تولية خالد على الجيوش كلها. هو لا يعرف الجنود المسلمين ولا يعرف طاقات الجنود المسلمين كما انه لم يختبر بعد مع الصف المؤمن. هذه اول مهمة يختبر فيها خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه بعد ان اسلم ومهمة قيادة ثلاثة الاف مسلم هذه مهمة كبيرة جدا يا اخوان تحتاج الى رجل له تاريخ مأمون مع المسلمين. عمر خالد في الاسلام تلات شهور فقط. وعمره في الجاهلية اكتر من عشرين سنة ولابد من اختبار تجهز الجيش الاسلامي بهذه الصورة القوية ومع ان المهمة صعبة والطريق الطويلة جدا جدا اكتر من الف كيلو من المدينة المنورة ومع ان الطريق في صحراء قاحلة والخروج كان في حر شديد. خروج المسلمين كان في جمادى الاولى سنة تمانية هجرية هذا يوافق اغسطس ستمية تسعة وعشرين ميلادية. يعني في عز الحرب مع كل هذه المصاعب الا ان معنويات الجيش الاسلامي كانت مرتفعة جدا وبالذات ان الرسول عليه الصلاة والسلام خرج بنفسه لتوديع الجيش وفضل ماشي معهم حتى بلغ ثانية الوداع صلى الله عليه وسلم وحرص الرسول عليه الصلاة والسلام ان تكون مهمة هذا الجيش واضحة تمام الوضوح المسافات بين المدينة وبين الاردن كبيرة جدا جدا. مش هتكون في فرصة للاستشارة او اخد الرأي عشان كده الرسول صلى الله عليه وسلم كان محدد مهمة الجيش في امرين تيفه مرفوع في كل المعارك ولسانه ينزل بالقوارع الشعرية على رؤوس اعداء الاسلام وشفنا قبل كده انه كان يقول الشاعر بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام في عمرة القضاء في داخل الحرم الامر الاول دعوة هذه القبائل الى الاسلام. كما ذكرنا اكثر من مرة اسلامهم احب الينا من اموالهم احب الينا من غنائمهم. فكان دايما يقدم الدعوة صلى الله عليه وسلم الامر الثاني قتال شرحبيل ابن عمرو الغساني ومن عاونه حيث انهم كما ذكرنا قتلوا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث ابن عمير رضي الله عنه. ومع ان القتال لرد الهيبة والاعتبار وانتقاما لكرامة الدولة الاسلامية وثأرا للحارث ابن عمير رضي الله عنه وتأديبا لشرحبيل ابن عمرو وقومه مع كل هذا الا ان الرسول عليه الصلاة والسلام حرص على الا تخرج الحرب الاسلامية عن ضوابطها الشرعية وحرص ان يلتزم المسلمون تماما باخلاقهم حتى في اشد حروبهم صورة رائعة حضارية من ارقى الصور في التاريخ قال لهم صلى الله عليه وسلم وهم يخرجون من المدينة. كما روى ابو داوود عن انس رضي الله عنه قال لهم انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا ثانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم واصلحوا واحسنوا ان الله يحب المحسنين في رواية صحيح مسلم زاد ولا تمثلوا او في رواية ولا تمثلوا اي بالجثث بعد القتل هذه هي الحرب في الاسلام. صورة راقية جدا تحتاج طبعا الى تفصيل لكن لا تتسع المجال الى هذا الان. لكن كل هذه النصائح وجهت لجيش خرج للانتقام لكرامة الامة الاسلامية. تخيل المهم في هذا المقام ان نذكر ان هذا الجيش الاسلامي الكلام ده مهم جدا جدا هذا الجيش الاسلامي لم يكن خارجا لحرب الدولة الرومانية بل على العكس اسلام الدولة الرومانية كان امرا متوقعا او على الاقل ان تبقى على الحياد ليه بنقول الكلام ده؟ عشان الطريقة الطيبة التي قابل بها هرقل دحية الكلبي رضي الله عنه وللقناعة التي اظهرها هرقل برسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان متوقع ان تتغير قلوبهم للاسلام وبالذات انهم اهل كتاب ومن النصارى مكانش الرسول صلى الله عليه وسلم طالع لحرب الدولة الرومانية. انما كان طالع لحرب شرحبيل ابن عمرو الغساني الذي قتل رسول رسول الله صلى عشان كده الجيش الاسلامي اللي خرج لشمال الجزيرة العربية كان يعتبر من الجيوش الكبيرة فعلا في عرف ذلك الزمن وبالذات ان القبائل العربية لم يكن من عادتها ان تتوحد في حروبها وليس من المتوقع ان يلقى هذا الجيش الاسلامي جيوشا اكبر منه بكثير هذه الخلفية لابد ان نضعها في اذهاننا قبل ما نحلل موقعة مؤتة عشان نعرف ان هذا الجيش لم يلقى به الى التهلكة ابدا. انما كان بحسابات ذلك العصر من الجيوش القوية الضخمة. تلات تلاف مقاتل ايضا من الخلفيات المهمة جدا لهذا الجيش انه كان جيشا اخرويا بمعنى الكلمة يعني ايه الكلام ده اقصد بكلمة اخرويا ان هذا الجيش بكامله كان من المؤمنين الصادقين الراغبين حقيقة في الموت في سبيل الله المشتاقين حقيقة للشهادة في سبيل الله الطامعين في الجنة الخائفين من النار كان جيشا رائعا بمعنى الكلمة عبر عن ذلك احد افراد هذا الجيش عبدالله ابن رواحة رضي الله عنه وارضاه. لما جه الجيش خارج من المدينة المنورة هذا القائد الجليل رضي الله عنه بكى بكاء شديدا الناس افتكرت ان هو خايف من الموت فقالوا لهم ما يبكيك يا ابن رواحة فقال والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم يكون مصير النار ليه الكلام ده لانه سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ قول الله عز وجل وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا يقول عبدالله بن رواحة فلست ادري كيف لي بالصدور بعد الورود يعني هذا يعبر سبحان الله عن مدى حساسية وتقوى عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه مع حياته الجهادية الرائعة بداية من بيعة العقبة الثانية. كان من نقباء الخزرش بيت العقبة الثانية ومرورا بكل المشاهد مع الرسول عليه الصلاة والسلام. من اهل بدر ومن الثابتين في احد ومن اهل الاحزاب ومن اهل بيعة الرضوان. وهو من الذين عاشوا حياتهم يجاهدون بالسنان واللسان لست ادري كيف لي بالصدور بعد الورود الناس طيبوا خاطره وقالوا له وقالوا للجيش كله صحبكم الله ودفع عنكم وردكم الينا صالحين غانمين ردكم الينا صالحين غانمين يا ترى هي ديت فعلا الامنية اللي كانت عند عبدالله بن رواحة رضي الله عنه ان يرده الله عز وجل الى المدينة غانما ابدا يا اخواني ويا اخواتي ما كنتش دي امنيته انما كان يريد ان يلقى الشهادة في سبيل الله عز وجل لقد خرج عبدالله بن رواحة ليموت ولم يخرج ليعود رد عليهم عبدالله بن رواحة بشعر هذا الشعر يعبر عن طبيعته وعن طبيعة الجيش كله. كل الجيش الاسلامي اللي خارج لمؤتة قال لكنني اسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبد يعني ايه الكلام ده؟ اسأل الله عز وجل مغفرة منه وضربة سيف شديدة جدا تقذف الزبد تخرج الدماء حتى تتفجر من جسدي هذه امنيته امنية ان يضرب بالسيف ليموت او طعنة بيدي حرانة مجهزة بحربة تنفذ الاحشاء والكبد حتى يقولوا اذا مروا على جدس اذا مرت الناس على قبري حتى يقولوا اذا مروا على جدث ارشدك الله من غاز وقد رشد انا الله لما مريت على قبر عبدالله بن رواحة ذكرني احد اصحابي هناك ان اقول ارشدك الله من غاز وقد رشد الناس اللي متعودة تمر على قبر عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه. منذ ذلك الزمن اعد مئات السنوات على استشهاد عبدالله بن رواحة والجميع يقول ارشدك الله من غاز وقد رشده. صدق يا اخواني هذا الجيش فعلا كان يطلب الموت واحنا اتعلمنا ان الجيش الذي يطلب الموت توهب له الحياة ادي قاعدة حقيقية هذه سنة ثابتة كلمة عميقة جدا قالها الصديق رضي الله عنه وارضاه وكلنا حافزينها. احرص على الموت توهب لك الحياة الجيش كان فعلا حريصا على الموت وسنرى كيف ستوهب له الحياة وصل الجيش الاسلامي الكبير الى منطقة معان بالاردن رحلة طويلة جدا شاقة وصل هناك في جمادى الاولى سنة تمانية هجرية عند وصول الجيش الاسلامي وجد هناك في انتظارهم مفاجأة غير متوقعة وجد ان الدولة الرومانية قد القت بثقلها في هذا الصراع اعدت جيشا هائلا عدد مائة الف مقاتل. تخيل وان العرب النصارى الموالين للرومان قد اعدوا كذلك مائة الف مقاتل. تانيين فيكون مجموع جيوش العدو مائتي الف مقاتل رقم مهول لا يتخيل وبالذات ان الجيش الاسلامي تلات تلاف بس هنعمل ايه قدام كل هذه الجيوش الجرارة تجمع الروماني اخواني واخواتي بهذه الاعداد كان امرا عجيبا حقا ليس العجب في ان الرومان كثرة. احنا تعودنا على هذه الارقام في حروب الرومان لكن العجب ان يجمع هذا العدد المهول لحرب ثلاثة الاف مقاتل فقط والكلام ده ممكن يتفسر من اكثر من وجه اولا من الممكن انهم لم يدركوا عدد المسلمين فاعدوا عددا يكافئ اي اعداد للمسلمين او انهم ادركوا فعلا عدد المسلمين وارادوا استئصال المسلمين تماما لكي لا تقوم لهم قائمة مش مجرد هزيمة لأ استئصال او انه رقي لكونه يدرك انه يحارب نبيا او اتباع نبي اراد ان يعد القوة خارقة لعله يهزم هذا الجيش المؤمن. او لعله كل ذلك المهم ان ده فعلا واقع الدولة الرومانية جهزت ميت الف واستعانت بميت الف تانيين من العرب النصارى عشان تحارب تلت تلاف مقاتل مسلم واذا كان هذا التجمع غريب من الرومان فهو كذلك ايضا غريب من العرب العرب لم يكن من عادتهم التجمع والاتحاد بل كان يحارب بعضهم بعضا لم تجمعهم قضية مطلقة ومع ذلك قدروا يجمعوا ميت الف في موقعة واحدة الكلام ده ما لوش الا تفسير واحد. هذا التفسير هو اشارة السيد هرقل لهم بالنهوض معه الكثير من القبائل والدول العربية لا تتحرك عند داعي القتال الا اذا اخذت اذنا من القائد الاعظم للدولة الاولى في العالم عندها يهب الجميع لتنفيذ الامر كانهم الى نصب ينفضون المهم اتجمع في ارض معان مائة الف مقاتل. غالبهم من النصارى سواء من الرومان او العرب بينتظروا قدوم الجيش الاسلامي من المدينة المنورة كانت مفاجأة بكل المقاييس ازاء هذا الوضع الخطير عقد المسلمون مجلسا استشاريا زي عادتهم دايما وبدأوا في تبادل الرأي. وظهر تلات اراء الرأي الاول كان يشير بان يرسل المسلمون رسالة للرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة يخبرونه بالخبر الاعداد ضخمة جدا هائلة. اما ان يمدهم بمدد واما ان يأمرهم بقتال او يأمرهم بانسحاب لكن هذا الرأي طبعا ما كانش واقعي المسافة بين معان وبين المدينة لا تقطع الا في اسبوعين على الاقل. ذهابا فقط يعني معنى كده ان الجيش هينتظر شهر كامل قبل اخذ القرار وده مستحيل وان قبل هو بذلك لن تقبل قوات التحالف الرومانية العربية يبقى ده كان الرأي الاول وما كانش واقعي قوي زي ما شفنا اما الرأي الثاني فكان يشير بان ينسحب زيد ابن حارثة رضي الله عنه اللي هو قائد الجيوش ينسحب بالجيش ولا يدخل في اي قتال وقال اصحاب ذلك الرأي لزيد ابن حارثة قد وطأت البلاد واخفت اهلها فانصرف بانه لا يعدل العافية شيء فهم هذا الفريق يرون ان هذه الحرب مهلكة ولا داعي لدخول هذه الحرب الرأي التالت كان الدخول في الموقعة دون تردد مواجهة هزه الاعداد المهولة في حرب فاصلة صاحب الرأي ده كان مين؟ كان عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه قام وقال في منتهى الوضوح يا قوم والله ان التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون. الشهادة سبحان الله! اللي انتم خايفين منه الموت هو ده اللي احنا عايزينه هو ده اللي احنا خرجنا عشانه ان التي تكرهون لا التي خرجتم تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كسرة وما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به. فانطلقوا فانما هي احدى الحسنيين اما ظهور واما شهادة سبحان الله كان كلام في منتهى الوضوح. لخص في كلمته القصيرة جدا اساسيات الجهاد في سبيل الله الجيش المسلم المؤمن جيش بيطلب الشهادة يحرص على الشهادة النصر لا يأتي بعدد ولا عدة. انما يأتي من عند الله عز وجل. ومش معنى كده طبعا ان يترك المسلمون الاعداد ولكن يجب ان يفعلوا ما عليهم والله عز وجل بعد ذلك ينصرهم. وفعلا المسلمين يا اخواني اعدوا ما عليهم في حدود الطاقة اعدوا جيش قوامه تلات تلاف مقاتل وده شيء كبير جدا برضو من كلام عبدالله بن رواحة بناخد ان العدة الرئيسية للمسلمين في القتال هي دين الاسلام قال وما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمها الله به وبرضو بناخد من كلامه ان نهاية المعركة عند المسلمين حاجة من اتنين اما نصر واما شهادة اما الرضا بالهزيمة فليس اقتراحا مطروحا عند المسلمين. مرفوض وسبحان الله لما عبد الله بن رواحة قال هزه الكلمات قال الناس جميعا والله صدق ابن رواح سبحان الله! اجتمعوا جميعا على قرار القتال ولنا مع هذا القرار وقفة لا شك ان اقدام الصحابة رضي الله عنهم على هذا الامر بهذه الصورة الجماعية لهو خير دليل على انهم طلاب اخرة وليسوا طلاب الدنيا وان الصدق والاخلاص والتجرد يملأ قلوبهم جميعا واما شجاعتهم بالغة وان قوتهم النفسية والقتالية فوق حدود التصور فعلا. لا شك في كل ذلك لكننا نريد ان نفهم قرار الحرب هذا بضوء القياسات المادية التي رآها الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم سؤال مهم جدا يا اخوان ويا اخواتي هل كان قرار الحرب هذا قرارا صائبا يعني كان مفروض نقاتل ولا ما نقاتلش الاجابة بسرعة قبل ان يذهب الذهن هنا او هناك نعم كان صائبا ولا شك في ذلك وعلى كده في دليل شرعي مهم جدا ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعلق اي تعليق سلبي على هذا الامر ولم يعنف الصحابة لا من قريب ولا من بعيد على امر القتال هذا ولا حتى ذكر انه كان اولى الا يقاتله والرسول عليه الصلاة والسلام زي ما انتم عارفين لا يسكت على منكر سكوته صلى الله عليه وسلم اقرار واقراره سنة يعني ايه الكلام ده يعني لو تعرض المسلمون لنفس الظرف بكل تفصيلاته فان قرار الحرب انذاك سيكون قرارا صائبا لكن كيف الجمع بين هذا القرار وبين عدم جواز القاء الجيش الاسلامي في التهلكة هذا القرار الذي اشار به عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه خلي بالنا انه لم يلقى اي معارضة من الجيش مع وجود طاقات عسكرية هائلة في هذا الجيش. وعلى رأسهم طبعا البطل الاسلامي الفذ خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه واحنا عرفناه فعلا عبقري وعرفناه واقعي لا يرى بأسا ابدا في الانسحاب اذا رأى ان الحرب مهلكة وخلي بالك هذا الجيش الاسلامي الكبير ليس ملكا لافراد بعينهم. انما هو ملك الدولة الاسلامية. ليس ملكا لافراد يضحون به انشاء ذلك نعم حب الشهادة امر عظيم جدا. لكن ان غلب على ظن القادة ان الجيش سيهلك بكامله يصبح الاقدام هنا مفسدة اذ كيف يضحي القادة بثلاثة الاف مقاتل هم كل عماد الدولة الاسلامية في ذلك الوقت اذا لابد ان المسلمين كانوا يرون ان القتال امر ممكن. وان النصر امر محتمل وانه وسيلة واقعية جدا جدا لمجابهة الظرف الصعب الذي وضعوا فيه لكن كيف يكون امرا واقعيا ان يلتقي ثلاثة الاف بمئتي الف تفسير الكلام ده عندي له تلات احتمالات الاحتمال الاول ان المسلمين قد اخفقوا في الحصر الدقيق لاعداد المقاتلين الرومان والعرب فقدروهم مثلا بخمسة اضعاف او عشرة اضعاف او اكثر من ذلك او اقل من ذلك وجدوا ان القتال مع صعوبته ممكن يعني ممكن نحارب الاعداد ديت وكل معارك المسلمين السابقة كانت باعداد اقل بكثير من اعداد المشركين والله عز وجل يقول في كتابه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله وربنا سبحانه وتعالى ذكر ايضا في سورة الانفال ان الجيش المؤمن قادر على مواجهة عشرة اضعافه ان كان قوي الايمان حقا. قال سبحانه وتعالى اياكم منكم عشرون صابرون يغلب مائتين واياكم منكم مائة يغلب الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون نعم نزل التخفيف بعد ذلك وجعل المسلم باثنين من الكفار لكن من الممكن ان يصل المسلم الواحد الى عشرة من الكفار بل قد يزيد على ذلك يصبح الرجل بالف من الكفار كما قال الصديق رضي الله عنه في حق القعقاع ابن عمرو التميمي رضي الله عنه في حق عياض ابن غن رضي الله عنه وكما قال عمر ابن الخطاب في حق عبادة ابن الصامت والزبير ابن ومسلمة ابن مخلد والمقداد ابن عمرو كلهم قال ان الواحد فيهم بالف وهذا الجيش الاسلامي في مؤتة من الواضح من اول لحظة انه جيش من المؤمنين الصادقين. الواحد فيهم فعلا يوزن عشرات بل مئات من الكافرين. عشان كده كان قرار الحرب مقبول عند المسلمين وبالذات كما ذكرنا انه من المحتمل انهم قدروا اعداد النصارى بانها عشرين او تلاتين الف فقط وليس اكثر من ذلك. وهذا امر محتمل. لان تقدير هذه الارقام قد يكون مستحيلا في هذه الظروف. وبالذات انهم في ارض مجهولة للمسلمين لا يعرفون خباياها ولا كمائنها ولا طرقها ولا غير ذلك اذا ده احتمال هو انهم قدروا اعداد الرومان والعرب باقل من تعدادها الحقيقي الاحتمال التاني ان تكون في هناك مبالغة في اعداد الرومان والعرب وانهم فعلا يكونوا اقل من الارقام المهولة التي ذكرت في الكتب يعني ما وصلوش ميتين الف لكن لا شك انهم كانوا اضعاف اضعاف المسلمين. يبقى ده احتمال انهم فعلا يكونوا اقل ميتين الف الاحتمال التالت وهو مهم جدا جدا هو ان قادة المسلمين وجدوا ان الانسحاب لن ينجيهم من جيوش التحالف الرومانية العربية وانه ان بدأ الجيش الاسلامي في الفرار فقد يحاصر من كل الجهات وفي الحالة ديت هتكون المعركة عبارة عن مجزرة حقيقية يذبح فيها الجيش الاسلامي بكامله عشان كده كان الافضل الثبات والمقاومة. لان الكلام ده هيعطي دفعة نفسية ايجابية للجيش المسلم عشان بيهاجم وبيخطط لهزيمة الاخرين بدلا من ان يفكر في الهرب والدفاع فقط والعكس هيكون بالنسبة لقوات التحالف الرومانية العربية هذه القوات قد تهتز من رؤية اناس يطلبون الموت وقد تكون في معركة من هذا القبيل نجاة للطرف المسلم وبيأيد هذا الكلام ان فكرة الانسحاب شرعيا سليمة. ما فيهاش مشكلة وذكرها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه بوضوح عندما قال في سورة الانفال ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. في الاية ديت ربنا سبحانه وتعالى بيحدد سببين للانسحاب. لا يأثم المسلم فيهما. الاول هو ان ينسحب كخطة حربية. ليعاود الحرب من جديد والتاني هو ان تعود فرقة من الجيش الى جيشها الام. لكي تستعد بصورة اكبر للقتال ثم تعاود القتال من جديد. وفئة المسلمين المعركة او الجيش الام لهذا خذ فرقة من الجيش الى جيشها الام لكي تستعد بصورة اكبر للقتال ثم تعاود القتال من جديد. وفئة المسلمين في هذه المعركة او الجيش ام لهذا الجيش كان في المدينة المنورة عشان كده انسحاب الجيش الاسلامي. سواء الى مكان اخر بالاردن او بالجزيرة العربية او حتى عودته الى المدينة المنورة ليس فيه شرعي ولذلك كان اخذ الصحابة بهذا الرأي امر ممكن. ان وجدوا انه يفيد المسلمين وعلى العكس ليس من المقبول شرعا ان يدخل المسلمون في معركة وهم يعلمون انهم جميعا سيستشهدون ويفنى الجيش الاسلامي بكامله لان هذا يعد تهورا وليس اقداما ومن هنا نقدر نقول ان الجيش الاسلامي وجد انه لا امل في الانسحاب ولا نجاة في الفرار وانهم يجب ان يواجهوا هذا الظرف برجولة لكي يخرجوا منه على الاقل باقل خسائر ممكنة. ومن ثم كان قرار الحرب وعدم الانسحاب ويجوز انه قد تحققت الاحتمالات الثلاثة يعني يكون قادة المسلمين قد قدروا اعداد الرومان والعرب باقل من عددها الحقيقي وان تكون هذه الاعداد فعلا اقل من ميتين الف وان يكون المسلمون قد وجدوا فرصة الانسحاب منعدمة وغير ممكنة عسكريا. وعشان كده خدوا قرار الحرب المهم ان قرار الحرب اتاخد في هذا الموقف طبعا ضيف لكل الكلام ده ان سمعة الدولة الاسلامية كانت ولا شك ستتأثر سلبا اذا انسحب الجيش الاسلامي من المعركة بعد ان قطع لها كل هذا الطريق الطويل فكيلو ومن ثم كان قرار حرب فعلا حافظا جدا جدا لكرامة الدولة الاسلامية رضي الله عنه وارضاه هجرة وجهاد ودعوة وعبادة وقيادة وتجرد شفناه في العام السادس من الهجرة يقود السرايا تلو السرايا في جرأة عجيبة وثبات نادر. وكأنه يعد لهذا اليوم العظيم يبقى المسلمين خدوا قرار الحرب بشورة او قل باجماع وانطلقوا حتى يختاروا مكانا للقتال. قبل ما الرومان يختاروا وبالفعل وصل المسلمون الى منطقة مؤتة فقرروا اقامة المعسكر هناك والاستعداد للقتال منطقة مؤتة في الاردن جنوب محافظة الكرك الان وانا الحقيقة زرت ارض مؤتة عشان اشوف المكان اللي تمت فيه المعجزة الاسلامية معجزة معركة مؤتة لقيت المكان عبارة عن سهل منبسط ليس فيه جبال ولا عوائق طبيعية من مياه او اشجار او اي شيء فيه من المزايا ما ييسر فعلا على المسلمين عملية القتال اولا كون السهل منبسطا يحرم الفريقين من المناورة. يحرم الفريقين من واضع الكمائن طبعا الكلام ده لو عمله الرومان هتبقى مصيبة بالنسبة للجيش الاسلامي الحاجة التانية ان السهل عبارة عن ارض صحراوية العرب طول عمرهم متعودين على القتال في الارض الصحراوية. بخلاف الجيوش الرومانية اللي متعودة على القتال في الاراضي الخضراء في الشام وفي تركيا. وفي هذه الاراضي الكثيرة الاشجار الحاجة التالتة السهل مفتوح من جنوبه مفتوح على الصحراء الواسعة الرومان قد لا يجرؤ على التوغل في هذه الصحراء وبكده يقدر الجيش الاسلامي ينسحب اذا اراد الانسحاب كمان في جنوب السهل يعني في خلف الجيش الاسلامي بعض التلال من الممكن ان تستغل هذه التلال في اخفاء الجيش الاسلامي ورائها اذا اراد الانسحاب ليلا حاجة الخامسة هذا السهل ليست به اي عوائق طبيعية كما ذكرت. ليست هناك اي نوع من الحماية للجندي الا ان يحتمي وراء سيفي ودرعه ومن ثم في هذا المكان المفتوح سيظهر اثر الشجاعة والاقدام والتجرد. وهذا الجانب بلا شك يتفوق فيه الجانب الاسلامي تماما الجنود في الجيش الاسلامي بيقاتلوا عشان قضية هامة الجنود عندهم هدف سامي جدا جدا وعينيهم على الموت في سبيل الله بينما يفتقد الرومان الى الهدف. الجنود الرومان ما هم الا قطيع. لا يدري لماذا يقاتل. لا يدري ماذا يجني من وراء القتال الامر قد جاء من القيادة العليا وليس عليهم الا التنفيذ وان كان هناك نصب فالذي سيحتفل بالنصر والذي سيسعد به هو القادة والقيصر وان كان هناك هزيمة فهم الذين سيدفعون الثمن من ارواحهم وابدانهم ده كان شأن الجيوش الرومانية وهو شأن كل الجيوش العلمانية في العالم اما العرب النصارى المشاركون في المعركة فلم يشاركوا فيها الا طاعة لهرق لا حبا في القتال ولا يرغبون في ثواب ولا جنة. منتهى احلامهم ان يرضى عنهم هرقل كالتان يا اخواني ويا اخواتي بين من يبحث عن رضا هرقل وبين من يبحث عن رضا رب العالمين سبحانه وتعالى بين من يقاتل ليعيش وبين من يقاتل ليموت اختيار الارض المنبسطة بهذه الصورة ستجعل اليد العليا للشجاع على الجبان وللمقدم على المدبر وده كله في صالح المسلمين واقتربت ساعة الصفر اشرف موقعة في السيرة النبوية امواج بشرية هائلة من الرومان والنصارى العرب تنساب الى ارض موت ورجال كالجبال من المسلمين يقفون ثابتين في وجه اقوى قوة في العالم انذاك وارتفعت صيحات التكبير من المسلمين وحمل الراية زيد ابن حارث رضي الله عنه وارضاه واعطى اشارة البدء لاصحابه واندفع كالسهم رضي الله عنه وارضاه صوب الجيوش الرومانية وكان قتالا سبحان الله لم يشهد المسلمون مثله قبل ذلك ارتفع الغبار في ارض المعركة في ثوان معدودات. وما عدا احد يسمع الا اصوات السيوف او صرخات الالم. لا يتخلل ذلك من الاصوات الا صيحات تكبير المسلمين او بعض الابيات الشعرية الحماسية التي تدفع المسلمين دفعا الى بذل الروح والدماء في سبيل اعلاء كلمة الاسلام وسالت الدماء غزيرة بارض مؤتة وتناثرت الاشلاء في كل مكان ورأى الجميع الموت مرارا ومرارا كانت فعلا ملحمة بكل المقاييس وسقط اول شهداء المسلمين البطل لام العظيم والقائد المجاهد زيد ابن حارثة رضي الله عنه كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط مقبلا غير مدبر بعد رحلة جهاد طويلة طويلة جدا. بدأت مع الايام الاولى في نزول الوحي. من اوائل من اسلم على وجه الارض وصاحب الرسول عليه الصلاة والسلام في كل المواطن يوم ان يلقى ربه شهيدا مقبلا غير مدبر لا يبكين احد على زيد ابن حارثة هذه اسعد لحظة مرت عليه منذ خلق وحمل الراية بطل جديد جعفر ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه البطل الشاب المجاهد عمره اربعين سنة بس وقت مؤتمر قضى معظم هذه السنوات في الاسلام اسلم في اوائل ايام الدعوة. قضى ما يقرب من خمستاشر سنة في بلاد الحبشة مهاجرا بامر الرسول عليه الصلاة والسلام ورجع من الحبشة على المدينة المنورة في محرم سبعة هجرية لقى الرسول عليه الصلاة والسلام في خيبر ما استريحش ساب المدينة واتجه بسرعة لخيبر ليجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة حقيقية صادقة في البذل والتضحية ثم كانت هذه المعركة الهائلة حمل الراية بعد سقوط اخيه في الاسلام زيد ابن حارثة وقاتل قتالا لم يرى مثله واكثر الطعن في الرومان رضي الله عنه وارضاه. ثم تكالبوا عليه وكان يحمل راية المسلمين كما ذكرنا فقطعوا يمينه رضي الله عنه وارضاه. فحمل الراية بشماله لكي لا تسقط وهو حي فقطعوا شماله رضي الله عنه فاحتضنها بعض ضيق قبل ان يسقط اذا رضي الله عنه وارضاه ليأخذ الراية من بعده بطل اخر بطل ثالث عبدالله ابن رواحة رضي الله عنه وارضاه يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كما جاء في البخاري وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره. اي ليس منها شيء في ظهره يعني قاتل دايما للامام لم يفر ولو للحظة واحدة رضي الله عنه وارضاه. ومن ارض المعركة يا اخواني واخواتي الى الجنة مباشرة لا يسير فيها بل يطير روى الحاكم الطبراني باسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت جعفر بن ابي طالب ملكا في الجنة مدرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة الله روى البخاري ايضا ان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان اذا حي ابن جعفر رضي الله عنه قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين رضي الله عنه فدفع له الراية وقال له انت اعلم بالقتال مني فقال خالد سبحان الله في تواضع ولسه عمره في الاسلام تلات شهور انت احق بها مني. انت شهدت بدرا فنادى ثابت يا معشر المسلمين ربنا سبحانه وتعالى ابدل جعفر ابن ابي طالب جناحين بدلا من يديه اللتين قطعتا في سبيل الله عز وجل حياة جهادية طويلة جدا جدا والمكافأة الجنة ثم حمل الراية عبدالله بن رواح رضي الله عنه وارضاه الخزرجي الانصاري المجاهد الشاب الذي اشترك في كل الغزوات السابقة وجاهد كما ذكرنا بسيفه وجاهد بلسانه وهو الذي كان يحمس المسلمين لاخذ قرار الحرب. وهو الذي كان يتمنى الا يعود الى المدينة. بل يقتل شهيدا في ارض الشام حمل الراية وقاتل قتالا عظيما مجيدا حتى قتل في صدره رضي الله عنه وارضاه ما تردد ابدا كما اشيع عنه رضي الله عنه وكيف يتردد يا اخواني ويا اخواتي من يدفع الناس دفعا للقتال كيف يتردد من يحمس الناس على طلب الشهادة كيف يتردد من يثق به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيجعله على قيادة هذا الجيش الكبير كيف يتردد من شهد له صلى الله عليه وسلم انه شهيد ومن دعا له صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بالثبات كيف هذا التردد الذي اشيع عنه لم يتفق عليه عامة اهل السير لم ينقله الكثير من كتاب السير لم ينقله موسى ابن عقبة في مغازيه ولم ينقله المقريزي في امتاع الاسماع ولم ينقله ابن سعد في الطبقات ولكن ذكره فقط ابن اسحاق رحمه الله في سيرته. وفي هذه الرواية تناقض شديد جدا. تناقض بين اول الرواية واخر الرواية في اولها جهاد وتحفيز على الشهادة وفي اخرها تردد وهذا لا يستقيم اما ما ورد في ابن اسحاق ايضا من ان هناك ازورارا في سرير عبدالله بن رواحة في الجنة فهو منقطع السند وضعاف ابن كثير وضعفه البيهقي وعاربه ابن كثير بحديث انس ابن مالك في البخاري والذي ذكر فيه ان عبد الله بن رواحة قتل شهيدا ولم يذكر ترددا ولم يشر الى ذلك ابدا. لعل الذي اشاع ان عبدالله بن رواحة قد تردد ما نسب اليه من شعر في هذا الموقف قد يوحي انه متردد لكن هذا الشعر انصح نسبه ورواياته على فكرة فيها اختلاف بين العلماء في الصحة هذا لا يحمل ابدا على معنى عدم الاقدام انما يحمل معنى تحميس النفس على شيء خطير بذل الروح والتضحية بالنفس يا اخواني واخواتي ليس امرا بسيطا عابرا في حياة الانسان. تحمل الام الضرب بالسيف والطعن بالرمح ليس شيئا سهلا اذا قال الانسان لنفسه بعض الكلمات التي تصبره على تحمل الالام وتشجعه على فراق الاحبة وتدفعه الى الموت لا الى الحياة ما تضير في ذلك. هذا امر محمود بل هو مطلوب كان من شعره يومئذ ان قال يا نفس ان لم تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد سليط. وما تمنيت فقد اعطيت. ما رغبت فيه الشهادة الان. وما تمنيت فقد اعطيت ان تفعلي فعلهما هديتي ان تفعلي كما فعل زيد وجعفر ابن ابي طالب رضي الله عنهما هديتي وبالفعل يا اخواني كان قتاله شديدا وجهاده عظيما وطعن في صدره رضي الله عنه وارضاه وتلقت دماء بيديه ودل لك بها وجهه رضي الله عنه وارضاه واصيب شهيدا كما ذكر صلى الله عليه وسلم في مسند احمد وسنن النسائي والبيهقي عن ابي قتادة رضي الله عنه وارضاه بسند صحيح. هذه الروايات الصحيحة بحق هذا البطل الذي شوهت صورته بهذا الامر وهذا لا يستقيم في حقه ابدا وهو الذي دفع المسلمين هذا الدفع في هذه المعركة الهائلة فقط القاعدة الثلاثة شهداء سبحان الله ليثبتوا لنا وللجميع ان القيادة مسئولية وان الامارة تكليف وليست تشريفا ابدا وان القدوة هي ابلغ وسائل التربية ثباتهم لا شك كان سبب في ثبات الجيش الاسلامي جهادهم لابد انه دفع الجيش الاسلامي لبذل كل طاقة ما يفر الجنود يا اخواني ويا اخواتي الا بفرار القادة ما تسقط الراية الا بهوانها على حاملها لكن في مؤتة ما سقطت راية المسلمين ابدا ولا لحظة من لحظات القتال بعد استشهاد البطل العظيم عبدالله بن رواحة رضي الله عنه وارضاه حمل الراية الصحابي الجليل ثابت ابن اكرم البدري. اكرم بالقاف رضي الله عنه وارضاه البدري يعني ممن شهد بدرا فقال يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم فقالوا انت انت تحمل الراية فقال ما انا بفاعل. في ناس احسن مني لهذا المجال ثم تقدم الى خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه القائد المعجزة فاجتمع الناس على خالد واعطوه الراية وحمل الراية خالد رضي الله عنه وجاهد جهادا سبحان الله يكفر به عن العشرين سنة الماضية. هذه اول مواقفه في سبيل الله. ولابد ان يري الله عز وجل منه بأسا وقوة وجلدا واقداما رضي الله عنه قاتل خالد بن الوليد كما لم يقاتل من قبل حتى يقول كما في صحيح البخاري لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة اسياف سبحان الله! فما بقي في يدي الا صفيحة يمانية سبحان الله! يعني ايه صفيحة يمنية يعني سيف يمني سيف عريض تسع اسياف كاملة تكسرت في يديه وهو يحارب الرومان. تخيل كم من البشر قتلة بهذه الاسياف ومع ذلك تمر في قتالي كل ما يتكسر سيف ياخد سيف تاني ويقاتل. معركة ضارية حقيقة لكن ثبت ثباتا عجيبا. وثبت المسلمون بثبات خالد رضي الله عنه وارضاه تمر القتال يا اخواني يوم كامل ما تراجع المسلمون لحظة وقفوا كالسد المنيع امام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية واستمر هذا الحال حتى جاء المساء. تخيل من الصباح الى المساء في معركة واحدة تلت تلاف قدام متين الف شيء مهول يا اخواني ما كانش في عادة الجيوش في ذلك الوقت ان تقاتل ليلا. لان ممكن كل واحد يقتل اصحابه وهو مش واخد باله تتحاجز الفريقان واستراح الرومان ليلتهم هذه. لكن المسلمين سبحان الله كان في حركة دائبة بدأ خالد ابن الوليد في تنفيذ خطة بارعة عبقرية للوصول بجيشه الى بر الامان الخطة لها هدف واضح الهدف هو اشعار الرومان ان هناك مددا كبيرا قد جاء للمسلمين. عشان الاحباط يدخل جنود الرومان والعرب المتحالفين معهم لان هم بالكاد في اليوم السابق كانوا يتقاتلون مع ثلاثة الاف فكيف اذا جاءهم مدد طب يعمل ايه خالد ابن الوليد عشان يدي هذه القناعة للجيش الروماني العربي اللي قدامه اولا جعل الخيل طوال الليل سبحان الله تجري في ارض المعركة. حركة دائمة تسير الغبار الكثيف. فيخيل للرومان انه هناك مددا قد جاء للمسلمين. طول الليل الحاجة التانية غير من ترتيب الجيش جعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة. وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة. لما شاف الرومان هذه الامور في الصباح كفرايات والوجوه والهيئة قد تغيرت ايقنوا ان هناك مددا قد جاء للمسلمين. فهبطت معنوياتهم تماما قال الله الحاجة التالتة جعل في اخر الجيش على بعد كبير من الجيش على اعلى احد التلال مجموعة من الجنود المسلمين منتشرين على مساحة عريضة ما لهمش دور الا اثارة الغبار الاشعار الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين الحاجة الرابعة بدأ خالد ابن الوليد في اليوم التاني من المعركة يتراجع تدريجيا بجيشه الى عمق الصحراء شعر الرومان ان خالد المريد بيسحبهم بيستدرجهم الى كمين في الصحراء فترددوا في متابعته. سبحان الله! وقفوا على ارض مؤتة يشاهدون انسحاب خالد دون ان يجرؤوا على مهاجمته او على متابعته بعدي سبحان الله! بالفعل نجح مراد خالد بن الوليد. وسحب الجيش بكامله الى عمق الصحراء ثم بدأ الجيش في رحلة العودة الى المدينة المنورة سالما الله اكبر لنا مع هذا الموقف يا اخواني ويا اخواتي وقفات هل كانت موقعك مؤقت هزيمة للمسلمين امكنت نصر المسلمين هل كانت مجرد انسحاب ناجح لان ده افضل النتائج اللي ممكن نتوقعها في مثل هذه الظروف؟ ام انها كانت نصرا جليلا للمسلمين وهزيمة من كرة للرومان الحقيقة تباينت اراء المحللين القدامى والمحدثين حول هذه المعركة تباينت تباينا عظيم الفعل منهم من رأى ان المعركة كانت انتصارا للمسلمين يعني من الناس اللي قالت الكلام ده موسى ابن عقبة في مغازيه الزهري الواقدي ارجح ذلك ايضا البيهقي وابن كثير هؤلاء جميعا رأوا ان المسلمين انتصروا انتصارا جليلا في موقعة موت ومن العلماء من اعدها هزيمة من كرة للمسلمين كما اشار بذلك ابن سعد بطبقاته ومنهم من قال ان كل فئة قد انحازت عن الاخرى يعني شبه تعادل بين الكفتين مال الى ذلك ابن اسحاق في سيرته وابن القيم بزاد الميعاد الحق يا اخواني واخواتي انا اميل وبشدة مع الرأي الاول القائل بان هذا كان انتصارا حقيقيا للمسلمين. وعندي على الكلام ده ادلة كتير اولا ما جاء في البخاري عن انس رضي الله عنه يحكي عن معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو يخبر اصحابه عن نبأ اهل مؤتة قبل ان يعودوا الى المدينة المنورة قال صلى الله عليه وسلم وخلي بالك من الكلمات اخز الراية زيد فاصيب ثم اخذ جعفر فاصيب ثم اغنى ابن رواحة فاصيب يقول انس وعيناه تذرفان. يبكي صلى الله عليه وسلم على استشهاد الثلاثة. وكانوا جميعا من احب الناس الى قلبه صلى الله عليه وسلم ثم قال صلى الله عليه وسلم حتى اخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم وحط بقى عشر خطوط تحت هذه الكلمة حتى فتح الله عليهم كلمة حتى فتح الله عليهم هذه لا تحتمل معاني كثيرة هذه تحمل معنى النصر والفتح والعلو الله عز وجل لا يفتح عليهم بمجرد الانسحاب لكن الواضح ان المسلمين انتصروا وفتح الله عليهم. ثم قرر خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه ان ينسحب وان يكتفي بهذا الانتصار دون محاولة تابعت الجيش الروماني لان خالد المريدي اخواني واخواتي كان واقعي جدا جدا واقعي الا بعد درجة. علم انه لا يستطيع ان يتوغل في ارض الروم بهذا الجيش الاسلامي الصغير. كان هذا فعلا فتحا من الله عز وجل على المسلمين كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام عايز يذكر انهم فقط ان سحبوا دون انتصار لقال كلمة تفهم عن هذا المعنى مثل مثلا حتى انجاهم الله او نحو ذلك من الكلمات. وهو صلى الله عليه وسلم ابلغ البشر واوتي جوامع الكلم ويستطيع ان يصف بكلمة واحدة كده الحدث تماما كما تم في ارض مؤتمر حتى فتح الله عليه الدليل التاني روى الامام احمد في مسنده بسند صحيح وكذلك النسائي والبيهقي عن ابي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه قبل ان يعود اهل مؤتة الى المدينة الا اخبركم عن جيشكم هذا الغازي انه منطلقوا حتى لقوا العدو واصيب زيد شهيدا فاستغفروا له. فاستغفر له الناس والكلام بعد ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ثم اخذ اللواء جعفر بن ابي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا اشهدوا له بالشهادة اغفروا له فاستغفر الناس له ثم اخذ اللواء عبدالله بن رواحة فاثبت قدميه حتى اصيب شهيدا فاستغفروا له. خل بالك هذه الرواية صحيحة. تشهد لعبدالله لا بنروحها بالثبات وتشهد له بالشهادة. فاستغفروا له استغفر له الناس ثم يقول صلى الله عليه وسلم ثم اخذ اللواء خالد بن الوليد فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبعيه وقال اللهم هو سيف من سيوفك فانصره يقول عبدالرحمن بن مهدي احد رواة الحديث وهو شيخ الامام احمد بن حنبل فانتصر به هذا دعاء من الرسول عليه الصلاة والسلام لسيف الله المسلول خالد وللجيش الاسلامي بالنصر ودعاؤه مستجاب صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث يا اخواني ويا اخواتي من معجزاته ويخبر به عن الغيب ومحال محال ان يتحقق خلاف ما ذكره صلى الله عليه وسلم للصحابة لانه ذكره على سبيل الحجة الدامغة لنبوته صلى الله عليه وسلم والحجة الدامغة لانباءه بالغيب. فلما يدعو فيه بالنصر فلازم حصل فعلا نصر وهذا التصريح في هذه الرواية ورواية كما ذكرنا الصحيح الدليل التالت مهم جدا كم عدد شهداء المسلمين في هذه الموقعة الطاحنة تخيل رقم لا يتخيله احد مطلقا مهما فكرت في دماغك مش هتوصل للرقم الصحيح اتناشر شهيد فقط منهم الامرأة التلاتة اتناشر واحد من التلات الاف هم اللي استشهدوا بحربوا متين الف ومات اتناشر واحد بس هذا دليل دامغ على انتصار المسلمين. لان الجيش المهزوم مستحيل يموت منه اتناشر بس. وبالذات لو كان مهزوم من ميتين الف ولا حتى الجيش المتعادل لان قتلى الرومان اضعاف ذلك. وكفاية بس اللي قتلهم خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه بتسع سيوف وراء بعض اذا كان شهداء المسلمين اقل من قتلى الرومان فهذه من ابلغ علامات النصر الدليل الرابع غنم المسلمون غنائم عدة من مؤتة ولا يغنم الا الجيش المنتصر بل انهم غنموا ممتلكات بعض كبار القادة الرومانيين. يعني قتلوا بعض قادة الرومان واخذوا اسلابهم وروى ذلك الامام مسلم في صحيحه وابو داوود واحمد عن عوف ابن مالك الاشجعي رضي الله عنه. شف في كلام عوف ابن مالك بيقول ان احد ان قتل روميا يحمل سلاحا مذهبا ويركب فرسا عليه سرج مذهب. والمسلم خد كل الكلام ده. هذه غنيمة عظيمة ولا يحمل الذهب في المعارك الا القادة الكبار وليس عامة الجن الدليل الخامس لم نسمع بعد هذه الغزوة عن شماتة شعرية من شعراء قريش او فخرا من عرب الشمال كانوا لا يتركون مثل هذه الاحداث ابدا تمر دون قصائد شعرية. لو هزم المسلمون ما تركهم اعداؤهم في اشعارهم ابدا. لكن ما سمعناش عن الكلام ده. بالعكس طمعنا فخر من المسلمين على لسان كعب بن مالك رضي الله عنه وارضاه حسان بن ثابت رضي الله عنه وارضاه في موقعة مؤتة وهذا لا يأتي الا بالنصر الدليل السادس ومهم جدا تركت هذه الموقعة اثرا ايجابيا هائلا على عرب الجزيرة. وبالذات على المناطق الشمالية ورأينا بعد هذه الموقعة وفود القبائل التي طالما عاندت الاسلام والمسلمين تأتي مذعنة الى المدينة المنورة لتعلن اسلامها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. لو كانت هزيمة ما فعلوا ذلك. ولو كان تعادلا لانتظروا رد فعل الرومان. ولكن مسارعة هؤلاء تنبأ عن شعورهم بالرهبة والجلال من هذه الدولة التي وقف جيشها هذه الوقفة امام جحافل الروم والعرب متنصرة لو كانت الغلبة للرومان وللقبائل المتحالفة معها في هذه الموقعة لكان التسابق لطلب ود الرومان وغسان هو السمة الغالبة ولكن ذلك لم يحدث وسبحان الله حاجة غريبة جدا حصلت بعد مؤتة من القبائل التي اتت للمدينة قبائل غطفان سبحان الله وراجع بقى الدرس اللي فات وكلامنا على غطفان وحرب غطفان للمسلمين ازدادا انبهار غطفان بقوة المسلمين. مش ممكن الكلام ده يحصل بعد هزيمة اتت غطفان الى المدينة تبايع على الاسلام. وكذلك اتت بنو سليم واشجع وذبيان وفزارة وغيرها. كل هؤلاء اتوا يبايعون على الاسلام واشتركوا بعد ذلك كما سنتبين في فتح مكة ممكن بعد هزيمة يحصل الكلام ده يا اخوان اما ما قيل في استقبال الجيش بكلمة يا فرار افررتم في سبيل الله فهذه الرواية سندها ضعيف. وحتى لو صحح. فالرسول عليه الصلاة والسلام نفسه في هذه الرواية يدافع عن الصحابة ويقول ان ما توهمه بعودة الجيش دون احتلال لمواقع الرومان او اخذ غنائم كثيرة ليس فرارا بل قال ليسوا بالفرار بل هم القرار ان شاء الله. هذا ان صحت الرواية. وفي رواية تانية برضو فيها ضعف تقول ان مجموعة صغيرة من المسلمين فرت الى المدينة المنورة وحتى هذه الرواية تذكر فيها ان الرسول عليه الصلاة والسلام عذر هذه الطائفة وقال انا فئة لهم. يعني هؤلاء انحازوا الى فئة شرعية في المدينة المنورة فهذا امر ليس فيه خطأ شرعي ان صحت الرواية ايضا الحقيقة يا اخواني ويا اخواتي بكل وضوح موقعة مؤتة كانت انتصار بكل المقاييس فعلا كانت انتصارا للانسان على نفسه يرغم نفسه على خوض غمار المصاعب والمشاق بل والموت دون تردد كانت انتصارا على الدولة الرومانية في اول لقاء بينها وبين المسلمين وسيكون بداية سلسلة مضنية من الحروب كانت فيها اليد العليا دوما للمسلمين كانت انتصارا على القبائل العربية الشمالية التي سارعت بعد عام من هذه الاحداث بالدخول في دين الاسلام بعد ان رأت قوة وبأس الاسلام كما رأت قبل ذلك حكمة واخلاق الاسلام وايقنت تماما ان هذا دين من عند رب العالمين سبحانه وتعالى وكانت انتصارا على كل عدو للدولة الاسلامية حتى قريش سبحان الله! قريش لما رأت هذه الاحداث حارت ماذا فعل المسلمون مع الدولة الاولى في العالم؟ كان ذلك سببا في هزيمة نفسية قاسية لاهل مكة. مهدت تماما لما سيأتي بعد ذلك من فتح مكة وفتح البلاد المحيطة بمكة هذه هي موقعة موت وهؤلاء هم الامراء الشهداء تماثل وهذا هو خالد ابن الوليد سيف الله المسلول على اعداء المسلمين الاضافة الرائعة للدولة الاسلامية ثلاثة اشهر السابقة وهذا هو الجيش الاسلامي الذي يكتب له النصر وهذا يا اخواني ويا اخواتي هو الدليل العملي الواقعي ان الله عز وجل ينصر من نصره ويقف مع من جاهد في سبيله ويدافع عن الذين امنوا ويمحق الذين كفروا ونسأل الله عز وجل ان يعز الاسلام والمسلمين وان يرفع رايات المؤمنين وان يربط على قلوب الموحدين ونسأله سبحانه وتعالى ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. وجزاكم الله خيرا كثيرا السلام عليكم