او لاستنقاذ المستضعفين ونقلهم. والقصة في ذلك شهيرة قصة الرجل الذي يقال له مرصد ابن ابي مرصد وهذا مرصد كان صحابيا وكان في الجاهلية له صديقة يقال لها عناق. فلما من الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد هذا درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تقدم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر الى المدينة وارسى قواعد الدولة الاسلامية جميع كما اطلقها بعض معاصرينا وبنى المسجد عليه الصلاة والسلام وامن المدينة اتى وبينا من قبل احوال اهل المدينة في مواجهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان منهم الانصار الذين استقبلوا الرسول افضل استقبال وكانت هناك منافقون وكان هناك هود على اختلاف طوائفهم بنو النضير بنو قينقاع بنو قريظة وكانت هناك فئات لم تزل من الاوس والخزرج وكان هناك اعراب وبدو يحيطون بالمدينة ومتواجدون ايضا بعضهم في المدينة وبذلوا بدأت الوفود تهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبائل شتى ومن انحاء جزيرة العرب بدأ قوم يهاجرون وبدأ قوم يخرجون من مكة يتجهون الى المدينة. فهذا ازعج المشركين من قريش ازعاجا شديدا وخافوا من ان يتقوى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقوى زوجته وتقوى دولته بهجرة الناس اليه. فبدأوا في منع الناس من الهجرة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هانا يشوشون على الناس واحيانا يخيفونهم ويضغطون بكل قوة بل قد يصل الامر الى قتل من تسول له نفسه ان يهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهرت فئة مسلمة في مكة فئة مستضعفة تريد الهجرة لكنها لا تستطيع ان تهاجر لمنع اهل الشرك لها من الهجرة. وهؤلاء المستضعفون بمكة قد ذكر الله شيئا من امرهم في سورة النساء فقال سبحانه وتعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيل ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. فهؤلاء المستضعفون مكة كان امرهم يقتصر على اقامة الصلاة وعلى ايتاء الزكاة. ولكن كانت هناك نداءات بين الحين والاخر لحثهم على الهجرة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجاء نصوص تبين فضل هذه الهجرة الى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم تتلوها نصوص وجاء الترغيب في الهجرة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا. وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم مثال بدأ الاذى يشتد على المؤمنين المتواجدين بمكة بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يستطيع دون الخروج بل كان للشرك اذا ارادوا ان يحاربوا الرسول عليه الصلاة والسلام اجبروا هؤلاء المؤمنين على الخروج معهم لقتال الرسول عليه الصلاة والسلام. فلما خرجت طائفة منهم مع اهل الشرك يوم بدر وعرفهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكان المسلم الذي مع الرسول يرمي المشركين فيصيب سهمه المسلم الذي في صفوف المشركين فجاءوا الى الرسول اعني المسلمين الذي معه وقالوا يا رسول الله قتلنا اننا قتلنا اخواننا حدث كذا وكذا. فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا اي قالت لهم الملائكة فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها اولئك مأواهم جهنم واساة مصيرا. الايات فعزر الله بعضهم بقوله ان المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلتهم ولا يهتدون سبيلا. قال ابن عباس رضي الله عنهما كنت انا وامي من المستضعفين بمكة. كان ابن عباس انذاك صغيرا لم يبلغ الحلم وامه امرأة امه ام الفضل من زوجة العباس هي امرأة لا تستطيع الهجرة. قال كنت انا وامي من المستضعفين بمكة رضي الله تعالى عنهم. الحاصل ان بعض المسلمين كان يسعى جاهدا للهجرة ولكنه يمنع ويؤذى. فلذا كان الرسول احيانا ولما يعانيه المسلمون بمكة الاذى يقنط في الصلاة في صلاة الفجر يقنت احيانا ويقول اللهم انجي الوليد بن الوليد. اللهم انج عياش ابي ربيعة اللهم انجي سلامة ابن هشام ويدعو اللهم عليك بفلان وفلان. اللهم اسجد وطأتك على كان يقنت في صلاة الصبح احيانا ويدعو للمستضعفين في عدة بلاد. سواء في مكة او في غير مكة عليه الصلاة والسلام بل وصل الامر به الى انه كان يدعو باللعن احيانا على بعض المشركين حتى انزل الله تعالى ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم زالمون. فترك النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء باللعن. وكان من اصحاب رسول الله من يبذل محاولات لاستنقاذ بالاسلام وفق لان ينقل الاسار من مكة الى المدينة. يهربهم او يحملهم حتى يهربهم فلا بدات ليلة فاذا بعناق تراه في الليل فقالت مرصد؟ قال نعم مرصد قالت يا مرصد هلم فبت عندنا الليلة. قال يا مرصد ان الله حرم الزنا. عفوا يا اعناق ان الله حرم الزنا فلما قال ذلك ذهبت الى اهل مكة وقالت لهم هذا رجل يحمل اسراكم ويهربهم فجاءوا يبحثون عليه فدخل في مغارة وبال على رأسي هم لا يشعرون. فلما سلمه الله سبحانه وتعالى ونجاه خرج ففك سارة ثم انطلق بهم الى مكة وجاء يستأذن النبي عليه الصلاة والسلام آآ تزوج عناقا فنزلت الاية الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زاني او مشرك. وحرم ذلك على المؤمنين الشاهد انه كان يحمل الاسار ينقلهم من مكة الى المدينة. وقد سبق وبين ان سألوا عليا رضي الله عنه يا علي هل عندكم شيء يا ال البيت خصكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيركم قال ما عندنا الا كتاب الله وفهم اوتاه رجل فيه وما في هذه الصحيفة قالوا وماذا في هذه الصحيفة؟ قال فيها كذا وكذا وفيها فكاك الاسير. فكاك اي السعي في فك فك اسر الاسير. فكان الصحابة رضي الله عنهم يسعون جاهدين الاستنقاذ المستضعفين دارت للمستضعفين بمكة احكام شرعية. زهرت للمستضعفين بمكة احكام شرعية. وهذه الاحكام الشرعية ما زالت قائمة لكل مستضعف. المستضعف يختلف في حكمه عن غيري المستضعف. ان لان الله قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. فقد يكون اشخاص مستضعفون في زماننا الان بل قد تكون دول بكاملها مستضعفة في زماننا الان. واذا تصرفت تصرفا معينا قد آآ تدمر احيانا فزهرت للاستضعاف احكام ولابد ان تكون للاستضعاف احكام فالرجل في حال ضعفه يختلف عن الرجل في حال قوته. بل الرسول عليه الصلاة والسلام قال من رأى منكم منكرا فليغيره يرهب يده فان لم يستطع فبلسانه. فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. فكان للاستضعاف في كانت للاستضعاف احكام كانت ولم تزل سارية مبناها على ان الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يكلف نفسا الا ما اتاها وان الله اباح للمضطرين وباحد ولم يبحها لغير المضطرين. وقد قال تعالى في كتابه الكريم الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. فاصبحت هناك لزاما احكام تتعلق بالمسلم في زمن الاستضعاف وهذه لابد من مراعاتها. ومراعاة احوال مسلمين وقد قال ربنا سبحانه وتعالى في اية من كتابه الكريم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. هل معنى قوله ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلان لو اني في حال كونكم الاقوى لا تضعفوا كما قال تعالى في كتاب في كتابه الكريم ولا تهنوا في ولا تحزنوا اعني سورة اية سورة محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الله سبحانه في ايات من ال عمران ولا تهنوا ولا احزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. والاخرى مم فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون. فقوله ولا تهنوا وتدعوا الى السلم في في حال كونكم الاعلون مبينة بعض البيان لقوله ال عمران ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون فيبين ان الواو حالية اي لا تهنوا ولا تحزنوا في حال كونكم الاقوى وآآ والاعلى ليست ليس المعنى الذي قد يتبادر الى الذهن. ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم العلو اي انتم الاعلون بايمانكم. يعني لا تضعفوا ولا تجبنوا وانتم الاعلون بايمانكم. ليس هذا المعنى وتبادر وان كان الجزء الاخير صحيحا. ولكن المعنى الذي ارتضاه عدد من المفسرين ولا تضعفه عن ملاقاة القوم وطلب القوم في حال كونكم الاقوى في حال كونكم الاقوى والله تعالى اعلم وجه شهير من وجوه التفسير. فالحاصل ان الشخص في حال قوته يختلف اما اذا كان في حال ضعفه. يختلف تماما عما اذا كان في حال ضعفه. لا نقول ببقاء العهد المكي كما هو الان بما هو ونلغي ايات تحريم شرب الخمر وايات السيف لا انما عندما نصوص عامة تصلح لاي عهد كان. وهي قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. قوله تعالى لا الله نفسا الا وسعها. آآ قوله تعالى الا من اكره قلبه مطمئن بالايمان. قوله تعالى فمن اضطر غير باغ ولا فلا اثم عليه لانه يلزم ان نفهم ان الاستضعاف له احكامه. الاستضاف له واحكامه يعني احيانا اه كما قال الله سبحانه وتعالى في شأن موسى عليه السلام فخرج منها خائفا يترقب وهو اشجع الناس في زمانه. نبي الله وكليمه موسى من اشجع الناس في زمان والانبياء شجعان. ومع ذلك خرج منها خائفا يترقب فهو في مواجهة دولة وهو شخص وحيد في مجابهة هذه الدولة. فالشاهد من هذا ان الاستضعاف له احكام وان القوة لها احكام. فظهرت طائفة من الاحكام المتعلقة بالمستضعفين في مكة والمدينة عفوا المستضعفين بمكة وفي سير البلاد التي حجب اهلها عن الهجرة في سبيل الله وعن الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي ان تستلم من هذه الحقبة من الزمن الاحكام التي تخص المستضعفين اينما يكونون وحيثما يكونون والله تعالى اعلى واعلم. ولو صنف رجل او عالم كتابا قيما في فقه الاستضعاف وكان منصفا فيه لا كان له وجه. ان هذا الكتاب قد طبت به عقليات اقوام كالذي يقول ان لا انا اقاتل الصين الشعبية ولو كنت وحدي. لان الله قال فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك في افهام قد تضبط اذا خرج لنا كتاب في فقه الاستضعاف. موقف كموقف عبدالله ابن مسعود وهو يرى الرسول عليه الصلاة والسلام يؤذى ويلقى على ظهر اذى الجزور وهو يصلي ويقول ما استطيع ان افعل شيئا عن شخص ضعيف البنية امام جبابرة قريش ومعهم السيوف ومولى من الموالي ما يستطيع ان يغير شيئا. فلا شك ان امره يختلف عن امري غيره من الذين ليسوا بمستضعفين فكان ابو بكر يمنعهم ويصدهم ويقول لما تقتلون رجلا ان يقول ربي الله فالاستضعاف له فقه وليس معنى هذا دعوة الى الجبن والى اتخاذل انما انزال الامور منازلها اللائقة بها والله اعلم وصل اللهم على نبينا محمد وسلم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله خيرا. واياك. اتفضلي