فسأله كم عددهم؟ ابى قال كم تنحرون من الابل كل يوم؟ قال تسعة جزور الى عشر. يعني كل يوم ننحر آآ تسع جمال الى او تسعة من الجزور الى عشر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحديث يتعلق بمقدمات غزوة بدر من الكبرى غزوة بدر التي من اسمائها بدر التي من اسمائها يوم الفرقان كما قال تعالى وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان. ويطلق عليه ايضا يوم البطشة الكبرى كما قال تعالى يوم نبطش البطشية الكبرى انا منتقمون وفي سورة بدر نزلت ايات متعددة من سورة الانفال فلذا فان ابن عباس كان يطلق على سورة الانفال سورة بدر او يقول بدر سورة الانفال فنزلت عدة ايات من سورة الانفال متعلقة بغزوة بدر وما كان فيها من احداث وبعض الايات من سورة ال عمران وايضا كما لا يخفى عليكم ان سورة الاحزاب كثير من اياتها متعلقة يرحمك الله. بغزوة الخندق غزوة الاحزاب وآآ كذلك فان سورة الحشر كثير منها متعلق بغزوة بني النضير الى غير ذلك. فيقول وبالله تعالى التوفيق ان بدر هي بئر عن بدر بئر يقال له ماء بدر بئر بدر ومنطقتها الان منطقة بدر قريبة من مدينة رسول الله صلى الله عليه تبعد عنها عشرات الكيلومترات. لكن في الاصل ان بدر بئر وان كانت اصبحت الان آآ تحولت عن كونها بئر الى مساكن تسكن كما لا يخفى عليكم غزوة بدر عن تاريخها كانت يوم السبت عشر من شهر رمضان وهو في العام الساني من رمضان يعني تاريخها سبعة عشر من رمضان سنة اثنتي اني من هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا وقد قال البراء ابن واجب رضي الله عنهما استصغرت انا وابن عمر يوم بدر اي لم بدرا لكونه رأونا صغارا فلم نشترك معهم في غزوة بدر واما عن شأن غزوة بدر فان غزوة بدر لم يكن مرتب لها ترتيبا كبيرا من عند البشر والذي دبر امرها ورتب امرها هو الله سبحانه وتعالى. وقد قال في كتابه الكريم كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم. ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. الله هو الذي دبرها ورتب امرها وان كان من المسلمين في بادئ الامر من كان من كان يميل الى ان تكون المعنية هي العير ليست النفير. وعن مقدمات هذه الغزوة فكما لا يخفى عليكم ان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه اخرجوا من ديارهم بغير حق. وسلبت اموالهم واخذت دورهم واوزوا اشد الاذى ما لشيء الا لانهم امنوا بالله العزيز الحميد. لاقوا من البلاء ما لاقوا. فكان ثم شيء من الانتصار وخاصة بعد نزول قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا النبي صلى الله عليه وسلم عن عير لقريش مقبلة من الشام في طريقها الى مكة. فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا له يستطلع امر هذه العير القادمة من الشام متجهة الى مكة وعلى رأس هذه العير ابو سفيان ابن حرب ابو سفيان الذي هو صخر ابن حرب وهو ابو قوية رضي الله عنه عن معاوية رضي الله عنه وابو سفيان اسلم فيما بعد رضي الله عنه هو اخر بعد اسلامه فكان على رأسهم ابو سفيان ابن حرب فاخبر بسيسة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامر وفيه جواز ارسال المستطلعين ليأتوننا باخبار القوم فجاء بسيسة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ان لنا طلبة يعني لنا مطلب. فمن كان زهره حاضرا فليأتنا فليأت معنا والمراد بالزعر اما زهر ابل او خيل يركبه يركبه كي نخرج نأتي به. بهذه العير التي هي مقبلة. من الشام الى مكة. لكن انه قال ان له ان لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليخرج معا. فاستأذنه قوم من اصحابه وقالوا ان لنا اظهر لكن في عوالي المدينة فقال لا الا من كان ظهره حاضرا. يعني الا من كانت معه حمولة يركبها. خرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد العير ليس آآ النفير لم يكن يريد القتال انما خرجوا جميعا لملاقاة عير قريش المقبلة من الشام في طريقها الى مكة فسمع ابو سفيان ابن حرب عن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فنأى من معه صوب البحر نجوا من خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اعتراض المسلمين لهم. فتسامع المشركون بذلك وكان ابو سفيان بن حرب قد ارسل الى كفار قريش يطلب منهم النجدة ويطلب منهم الاعانة لملاقاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج كفار قريش وعلى رأسهم ابو جهل ابن هشام ومعهم عتبة ابن ربيعة وعدد كبير من كفار قريش واجبروا عددا من المستضعفين بمكة عن الخروج معهم واخرجوا العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ولم يكن العباس قد اظهر اسلامه رضي الله تعالى عنه. فخرجوا بضجهم وضجيجهم فيما يقارب الفا من العسكر خرجوا وعددهم يقارب الالف لملاقاة عير قريش القادمة من الشام متجه الى مكة. فجاءه في الطريق ان ابا سفيان قد سلم هو ومن معه والعير عير ابي سفيان قد سلمت فاراد بعضهم ان ينثني ويرجع قل لاننا خرجنا لانقاذ ابي سفيان والعير وقد سلمت العير فصار ابو جهل بن هشام على الوصول الى بدر وذلك حتى يتسامع العرب وحتى يشربوا الخمور هنالك وتغنيهم القينات ويرقصن لهم وتتسامى العرب بقريش قوتها فلا يفكر رسول الله بعد ذلك في الاعتداء عليهم بزعمهم ولا في قطع الطريق عليهم وكما قال تعالى ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا جحدا للحج جحدا للحق ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط. واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم. فشجعهم الشيطان واتهم في سورة رجل من كبار العرب على اختلاف في تعيين اسمه هل هو سراقة ابن مالك او غيره؟ وقال لهم اني جار لكم فخرجوا وقد ملاهم الكبر وقد ملاهم الغرور وقد ملأهم الرياء. يراؤون الناس ويرؤون العرب حتى بهم العرب فقالوا سننزل عند ماء يقال له بدر ماء بدر فاه بلغ النبي الخبر ارسل عليا او بعض اصحابه بسرعة الى الماء او وعفوا ارسل بعض اصحابه الى الماء وارسل بعض اصحابه ايضا يتحسسون الاخبار فاتوا برجلين من قريش كطليعة للقرشيين رجل قرشي ومولى لعقبة ابن ابي المؤيد. اما القرشي فاستطاع ان يفر ويهرب. واما مولى عقبة بن ابي معيط فقبض عليه فاوتي به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة. فلما كان ذلك كذلك الصحابة بدأوا ويسألونه كم انتم كم القوم؟ فقال القوم كثير. بطشهم شديد. فكلما له زلك كلما قال لهم زلك ضربوه. قالوا هم العير ام النفير كانوا يتمنون ان تكون هي العير حتى يغنموا وغنيمة باردة وينصرف. قل لا معهم سلاح ومنذ بأس شديد. وابى ان يقول لهم العدد بالضرورة فكلما قال لهم انها النفير وانها القوة وان القوم معهم سلاح ضربوه. واذا كذب عليهم تركوه وازا قال لهم انها العير تركوه. والنبي كان يصلي كما في بعض الروايات. فلما انصرف النبي من صلاته قال اذا صدقكم وتتركونه اذا كذبكم ثم دعاه فقال سأله عن عدد القوم فابى فقال النبي القوم بين التسعمائة والالف على ان الجزور يأكله مائة كل يوم. قال القوم ما من المئة الى الالف. وكان بابان التسعمائة الى الالف عفوا. والرسول عليه الصلاة والسلام كان عدد اصحابه قيل ثلاثمائة وثلاثة عشر وثبت انهم ثلاثمائة وتسعة عشر في القولان يدان والاسانيد بهما صحيحة. ولكن لعل بعض العادين استثنوا الطلائع وبعضهم حسب الطلائع يعني العدد يتراوح ما بين ثلاثمائة الى ثلاثمائة وعشرين. هذا عدد اصحاب الرسل وبدقة قيل ثلاثمائة وثلاثة عشر وبدقة قيل ثلاثمائة وتسعة عشر. ولم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم فارس. اي شخص ان يقاتلوا على فرسه الا المقداد رضي الله تعالى عنه. اما المشركون فعددهم كبير يقارب الالف شخص كما قال البراء كنا نتحدث ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين شهدوا بدرا هم عدد اصحاب ابطلوط الذين جاوزوا النهر ثلاثمائة وثلاثة عشر ولم يجاوز النهر الا مؤمن. كذا قال رضي الله تعالى عنه. لما علم النبي عليه الصلاة والسلام ان اهل الشرك في طريقهم الى منطقة بدر ينزلون حول ماء بدر اسرع النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه بسرعة واتوا ببعض وكانوا يتعاقبون على بعير كل ثلاثة على بعير. كل واحد يمشي مسافة او المسافة تقريبا اربعين او خمسين كيلو. المهم كل واحد يمشي شيئا والاخر يركب. فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يتعاقب البعير مع علي ابن ابي طالب ومع ابي لبابة رضي الله عنهما. فقال علي وابو لبابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اركب يا رسول الله ونحن تمشي نحن نكفيك المشي. فقال عليه الصلاة والسلام ما انتم باقوى على المشي مني وما انا باغنى عن الاجر منكما. ما انتم باغنى باقدر على المشي مني وما انا باغنى عن الاجر منكما. وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. حتى وصل الى بدر فاخذوا مواقعهم وارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من يأتي بالاخبار فرأوا عند الجبل الاحمر رجلا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال يا علي نادي حمزة لان حمزة كان من اهل الشرك فسأله وقال النبي من هذا الذي فوق الجمل الاحمر او بجانب الجبل الاحمر لعله يقول خيرا. فجاء حمزة وقال يا رسول الله هذا الرجل هو عطلة ابن ربيعة ويقول لقومه من اهل مكة يا قومي اني ارى رجالا مستميتين في القتال وسيستميتون في القتال. فارى ان نرجع ارى ان نرجع. لان القوم ان يتركوكم بسهولة المهم انه قال ارى رجالا مستميتين في القتال وارى ان نرجع وقولوا عني اني قد جبنت هذا اليوم. حتى لو قلتم عني اني جبان. فاسمعوا كلامي. اطيعوني وارجعوا الى هاجمه ابو جهل وقال له ابو جهل اراك ملأت زهرا وخوفا وامتلأت رئتيك من الخوف او امتلأت رئتيك من الخوف الجبن فاخذته العزة اعني عتبة ابن ربيعة فقال لابي جهل يا مصفر اسيتيه انا ملئت رعبا ستعلمون غدا او ستعلمون اليوم من الجبان. ستعلمون اليوم من الجبان اقنعه او استفزه ابو جهل حتى اقر انهم يقاتلون القوم. يقاتلون اهل الاسلام على الصعيد الاخر فالرسول عليه الصلاة والسلام بدأ يرتب اموره كما قال تعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. المهم ان النبي عليه الصلاة والسلام رتب اصحاب رتب المقدمة والمؤخرة وسيأتي بيان هزا الترتيب ان شاء الله تعالى واه وقف النبي عليه الصلاة والسلام يدعو دعاء طويلا في صبيحة يوم بدر حتى سقط رداؤه عن منكبيه عليه الصلاة والسلام حتى سقط الرداء عن منكبيه وهو يدعو قائلا اللهم ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض بعد اليوم. ورد النبي صلى الله عليه وسلم ان يستشير اصحابه فقد امر بالاستشارة اذ لو قال وشاورهم في الامر لانهم ما خرجوا يريدون القتال انما خرجوا يريدون العير عير ابي سفيان وكان العقد الذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم والبيعة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه سلم مع الانصار كان من مضامنها ان يحمونه مما يحمون منه انفسهم ما دام في مدينته ما دام في مدينتهم لم يقولوا لم يكن في بنود المعاهدة انهم يخرجون معه الى الخارج ويقاتلون فلذا استشارهم النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا السواد الاعظم في غزوة بدر فالسواد الاعظم من تلينا مع رسول الله كانوا من الانصار. كانوا على اقل التقدير اربعة اضعاف المهاجرين. فقد قال بعض العلماء كان مئتان واربعين من الانصار على وجه التقريب وستون من المهاجرين على وجه التقريب. فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في القتال فجاء ابو بكر يتكلم فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يلقي كبير بال لكلام ابي بكر اعرض فعلم ابو بكر انه ليس المقام بمقام له في الكلام فقام عمر يتكلم فاعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن عمر ايضا فحينئذ طنا سعد بن عبادة رضي الله عنه سيد قبيلة الخزرج وقال يا رسول الله لعلك تريدنا اما والله يا رسول الله لو امرتنا ان نخيض البحر لخيضناها معك. اي لو امرتنا ان نقتحم البحر بخيولنا لا اقتحمنا البحر معك يا رسول الله. وتكلم كلاما طيبا فامضي على بركة الله يا رسول الله وسر النبي لذلك وجاء المقداد فتكلم كلاما ايضا طيبا جميلا فقال يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن نقول لك يا رسول الله اذهب انت وربك فقاتلا معكم مقاتلون. فسر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا كله. وكما قال ابن مسعود لقد شهدت المقداد موقفا لان كنت انا لكان احب الي من حمر النعم يوم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت ربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب انت وربك فقاتلا. انا معكما مقاتلون. فبدأت ترتيبات الغزو كان من اهمها حسن استعانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله. فالله يقول يا ايها الذين امنوا اذا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا. لعلكم تفلحون. فاعتصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه واكسر من الذكر واكثر من الدعاء. ولم يعتمد على قوته صلى الله عليه وسلم ولا على قوة اصحابه فان عدد المشركين كان الفا وعددهم هم ثلاثمئة على وجه التقريب. فهي ثلاثة اضعاف حينئذ مدججون بالسلاح وعندهم فرسان عدد كبير من الفرسان ومعهم كبار الشجعان مشغولين المشهورون معهم كبار الشجعان المشهورين من قريش. عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وابو جا لبني هشام وغير هؤلاء من صناديد قريش وائمة الكفر فيها. وكانوا من ذوي الشوكة القوية والنبي عليه الصلاة والسلام معه من الشجعان رضي الله عنهم حمزة ابن عبد المطلب طالب وعلي بن ابي طالب والمقداد ايضا من الشجعان وعمر ابو بكر رضي الله عنهما والسعدان سعد ابن عبادة وسعد ابن معاذ على ما اذكر سعد ابن معاذ اراجع النظر فيه في هذا الباب ان شاء ومعه عدد كبير من الذين تركوا ديارهم واموالهم ابتغاء رضوان من الله سبحانه تعالى. هذا وبهذا القدر اجتزئ والى تفاصيل الغزوة ان شاء الله في درس قادم والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله قلتم وما اظهر آآ العباس اسلامهم في يعني كان مسلما هو العباس لما جاءوا عند الاسر قال انا كنت مسلما لكن ظاهره كان على كان مع المشركين في القتال. بارك الله فيكم بارك الله فيكم وحفظكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نعم