السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الامين. وعلى اله وصحبه النبي صلى الله عليه وسلم التي تتبادل المسلمون في غزوة احد المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته اي اسنانه المقدمة وقتل قوما من خيار اصحابه. كحمزة بن عبد المطلب اسد الله ورسوله ومثل به فشقت بطنه واستخرجت كبده فلكتها امرأة وكذلك مصعب بن عمير رضي الله عنه الداعي الى الله واول وافد على مدينة رسول الله كداع يدعو الى الله سبحانه وقتل طائفة من خيار الصحابة وان كان الظاهر مؤلما لكن في هذه الغزوة كم هائل من الحكم والغايات. والمؤمن على اية حال يستفيد من الاحداث التي تمر به. ان كانت خيرا او شرا حمد الله. ثم يدقق النظر فيما حدث له هل هو ابتلاء من الله؟ لذنب ارتكب فيستغفر الله من الذنب. فان الله قال في كتابه الكريم وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا الها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون وقال فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فقد يرى الشخص امرا ما يرى ان فيه شرا وهو يحمل كل الخير. والعكس قد كون كما ذكر الله في كتابه الكريم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو وشر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. من الفوائد المستنبطة من هذه الغزوة بيان شؤم المعصية حتى نحذرها ونبتعد عنها. فالذي يدبر الامر كله هو الله. وبذنبك تبتلى قال الله تعالى في كتابه الكريم وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عهد النبي اليهم بالوقوف على جبل الرماة مع اميرهم عبد الله ابن جبير لما رأوا علامات النصر لاحت لاهل الاسلام في صباح يوم احد. خالفوا امر الرسول وكان امرهم ان يبقوا على جبل الرماة وين رأوا الصحابة والرسول تتخطفهم الطير ولا يبرحوا اماكنهم. فلما رأوا الغنائم تجمع نزلوا وجمعوا الغنائم او نزلوا لجمع الغنائم فاستداروا عليهم عدوهم وكان من امر الله ما كان. وقد قال تعالى ولقد صدقكم الله وعده اذ باذنه اي تبالغون في قتلهم في الصباح باذن الله. حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. اي حل بكم البلاء الذي يوجد حل فالمعصية لها شؤم فعلينا ان نحذر منها تمام الحذر ولا يعنيك البشر في كبير شيء فان الذي يسلطهم هو الله والذي يكف اذاهم هو الله. قال تعالى ولو شاء الله لصلتهم عليكم وقال وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم. ولا يخفى عليكم شؤم المعصية. قد وردت عشرات من الايات تدل على هذا الاصل ان المعصية لها شؤم. وتعقبها وابتلاءات فابونا ادم كان في رغد من العيش مع زوجته حواء وفي غاية من التستر ايها الكسوة فبمجرد ان اكل من الشجرة نزع عنهما لباسهما فبادت لهما سوءاتهما. ازيل لباس وانكشفت العورات ونزل الى هذه الدنيا. دار الكبد ودار المشقة. بعد ان كان وقد قال الله له ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى. ولا يخفى عليكما اذا ان الله قال وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت نعم الله فماذا كان فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فماذا كان فاخذهم العذاب وهم ظالمون؟ وقصص الامم التي سبقت كقصة سبأ وقصة فرعون غير هؤلاء وهؤلاء كثير وكثير. فالمعصية لها شؤم فعلينا ان نحذر المعصية وقد ورد عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه انه رأى دملة في يده. فنظر اليها وقال استغفر الله. فقيل له لذلك ما وجه قولك استغفر الله؟ قال وما يدريني ان الله قال وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. فهي من اعظم الدروس المستفادة من غزوة احد. بيان شؤم المعصية بيان شؤومي المعصية. ايضا من الفوائد المستنبطة انك قد ترى الشخص وظاهره الصلاح والخير وتظنه يبتغي وجه الله بكل اعماله. ولكنه قد يريد دنيا وانت لا تعلم فلذلك لا نحلف ان احدا ما يريد الخير او يريد الحق لا نحلف على ما في القلوب. فان ان الله قال في شأن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين خرجوا لقتال العدو مع الرسول صلى الله عليه وسلم منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. قد ورد بسند فيه مقال يسير والايات تشفع له ان الصحابي قال والله ما كنت اظن ان احدا منا يريد الدنيا حتى اخبرنا الله بذلك. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فقد يتسرب الى بعض الصالحين حب الدنيا. وقد يعصي من اجل هذا الحب من الفوائد المستنبطة في هذا الصدد ان الذنب اذا لم تتب منه يشمه الى ذنب اخر. الذنب اذا لم تتب منه يجر الى ذنب اخر. نزرت نظرة الى امرأة ولم تتب قد تجرك الى كلامها. وهكذا. فالذنب قد يجر الى ذنب اخر دل على ذلك قوله تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. يعني اوقاهم في الزلل بسبب كسبهم الاول. فانهم لما برزوا لعدوهم بعد ان فروا وآآ دعاهم الداعي للقاء ووقفوا يقاتلون العدو جاءهم الشيطان قال تقاتلون انتم عصاة انتم فررتم وقيل انه ذكرهم بمعاص سبقت منهم تزلاهم قالوا كيف تقتلون وانتم عصاة! عصيتم رسولكم وكنتم معاة من قبل. بعضكم عصا من قبل فحملهم هذا على التراجع والفرار. فاستزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. فدفعا لهذا الخطر علينا اذا ازنبنا ان نبادر بالتوبة وبالاستغفار حتى لا نستزل من وراء هذا الذنب. وقد قال من قال نظرة ابتسامة فسلام فموعد فلقاء والعياذ بالله. فعلى الشخص ان يحذر من ذلك حذرا شديدا من الفوائد التي استنبطت من هذه الغزوة المباركة كما قال تعالى المنافقين فان اهل النفاق لا لا يظهرون الا عند وقت الشدائد. ومن يحبونك ايضا يظهرون عند وقت في الشدائد. فاذا ابتليت تجد شامتا يشمت فيك وصديقا حميما في الظاهر اذا به ينقلب رأسا على عقب شامتا مظهرا الشماتة فيك وترى المحبين يبحثون لك عن علاج لما انت فيه فمنهم من يعرض عليك مالا ومنهم من يشفع لك شفاعات حسنة. ومنهم من ينصحك ومنهم من يقف بجوارك يتصل بك ليل نهار اطمئنان فالشدائد تظهر اهل النفاق من اهل الصلاة. تظهر المحب من المبغض قال تعالى وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر اقرب منهم يومئذ اقرب منهم للايمان. يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون. فالشداد تظهر الطيب من الخبيث والمحب من المبغض ولا وقد قال تعالى في هذه الغزوة والايات التي فيها. ما كان الله ليزر المؤمنين على ما انتم عليه ويهدد الذي يقول ذلك. فقال له ابو بكر على رسلك ايها المتكلم. ثم دخل فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات. فقبله وبكى وقال اما الموتة التي كتبها الله عليك لم يكونوا يتركوا بمجرد قول لا اله الا الله. حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب. الايات. فاظهرت اهل النفاق. واظهرت قوما انشمتوا بالاسلام كما قال بعضهم لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. محمد كان يقول ويقول اننا سنفتح كسرى ونفتح الروم والان وبه وبه. وبه. فاظهرت من المبغض من فوائدها اتخاز شهداء وهذه من اكبر النعم كما قال تعالى ويتخذ منكم شهداء. وقال تعالى وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فدائما الغزوات فهذه مواساة لنا الان. اذا رأينا ما يحدث لاخواننا الصينيين في تركستان من الملاحدة الصينيين تأخذنا الشفقة والقلوب قطع اذا رأينا كلبا من الملاحدة يريد اخواننا ويهنوا اخواتنا. ولكن عزاؤنا ان الله يتخذ من هؤلاء الشهداء فالدنيا مدوها قصير ومنتهي. والدنيا فانية. فقد مثل بحمزة. رضي الله عنه هو حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو اسد الله واسد رسوله. ولكن وكما قال سحرة فرعون فاقضنا انت قاد انما تقضي هذه الحياة الدنيا. انما تقضي هذه الحياة الدنيا فمن فوائد هذه الغزوة المباركة. اتخاذ شهداء وفي الغزوة نزلت الايات. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يشيرون بنعمة من الله وفضل. وان الله لا يضيعه. اجر المؤمنين فهكذا اتخاذ الشهداء من اعظم الفوائد. ونحن نفرق ونفترق عن اهل الكفر والشرك والالحاد في كوننا نؤمن بالله واليوم الاخر. قال تعالى قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين نحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده. او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون فاتخاز الشهداء نعمة من الله يمن بها على الشهداء ومن ثم قد قال الرسول صلى الله الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لوددت اني اغزو في سبيل الله فاقتل. ثم احيا فاقتل ثم احي فاقتل. لما يرى من فضل الشهادة وفي الحديث عن رسول الله وفي الحديث او في الازهر ان الله اطلع على الشهداء فقال هل تشتهون شيئا؟ ازيدكم فيقولون يا ربنا نريد ان نرجع الى الدنيا. فنقتل في سبيلك لما يروا من فضل الشهادة في سبيل الله. فمن ثم لا نحزن على شهيد نال الجنة واكرمه الله بها. قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند اول دفعة من دمه. ويرى مقعده من الجنة. ويجار من الفزع الاكبر ويجار من عذاب القبر. ويزوج اثنتين وسبعين من حور العين. ويوضع على رأسه تاج الوقار او يشفع في سبعين من اهل بيته او كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك فان النبي قال في الذين قتلوا في غزوة مؤتة وكانت لهم منزلة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر ابن عمه ابن رواحة شاعره. زيد حبه ابن حارثة. لما قتلوا وجاء الخبر بوحي قال وبكى وما يسرنا انهم عندنا او وما يسرهم انهم عندنا زلك لما رأوه من فضل الشهادة في سبيل الله. فهذا من عظيم الفوائد ومن فوائد هذه الغزوة المباركة. التذكير بان الذي يعبد ويرجى هو الله. ونحن ان كنا نكن كل الحب لرسولنا محمد. عليه الصلاة والسلام. ونفديه بانفسنا وبكل ما تملك لكننا لا نعبده. انما الذي يعبد هو الله. لقد قال الله تعالى لما شاع في الناس ان محمدا قد قتل صلى الله عليه وسلم واستقبل من استقبل الامر بانكسار واستقبله من استقبله بشماتة ويستقبله من استقبل. بيأس قال وما الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا. وسيجزي الله الشاكرين. وكأن من نبي قاتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله. وقبلها وما كان لنفس انت الا بازن الله. هزه الايات وعاها. الصديق ابو بكر رضي الله عنه. ويوم ان الرسول عليه الصلاة والسلام واضطرب الناس وماجوا. وجاء عمر يتوعد الذي يقول ان الرسول قد مات وينفي ان يكون الرسول قد مات والناس مجتمعين في المسجد يبكون وينتظرون الخبر الصحيح. وعمر ينفي ان يكون الرسول مات كيف قد مت يا رسول الله؟ وذكر كلاما ثم خرج. واسكت عمر الذي ما زال يتكلم فقال ايها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. وتلى الاية الكريمة وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم؟ الايات فمهما بلغ بنا الامر الى حب شخص ومات هذا الشخص فالله الذي نعبده حي لا يموت سبحانه وتعالى. الله حي لا يموت. والامال كلها متعلقة بالله سبحانه والرجاء كل الرجاء في الله سبحانه وتعالى. وما عند الله سبحانه وتعالى. فلا نيأس ابدا من رحمة الله ولا نقنط ابدا من روح الله. علينا دائما وابدا الا نيأس ولا نقنط من رحمة الله هذه بعض الفوائد وثمة فوائد اخر تأتي في حينها في درس قادم ان شاء الله نسأل الله ان واياكم. امين. بهذا الركب المبارك. امين. ركب النبيين والصديقين. امين. والشهداء والصالحين. امين. وحسن اولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واياكم