الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد فات من مجلس من مجالس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكما قال القائل في قصص الانبياء وسيرهم وسيرة النبي الامين عليه الصلاة والسلام اقصص عليه احاديث حديثهم يجلو الفؤاد الصاد واحسن من ذلك قوله تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤاد وقوله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب هذا وما تتمة الفوائد المستنبطة من غزوة احد؟ من الفوائد المستنبطة من غزوة احد الايمان بالقدر فان الله قال يواسي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله. الم يكن وان هذا يحدث الا وقد اذن الله فيه وبين ربنا العلة من ذلك فقال وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا فقيل لهم تعالوا وقاتلوا في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان. فقوله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فبازن الله لان الله قدر ذلك وكتبه ولو لم يأذن فيه ما كان ايضا قال تعالى في هذا الباب يذكر المؤمنين ويعلمهم يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا. وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. الله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا في ماذا قال وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فالكافر اذا خرج اخوه مسافرا فمات في السفر في حادث او مات في القتال يقول ليته ما خرج ليتني منعته. ليتني حبسته ليتني ليتني يندمه الشيطان يندمه الشيطان فيعيش في قلق واضطراب فنهانا الله ان نكون كهؤلاء انما قال تعالى والله يحيي ويميت وكما قال لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. فشأننا عند المصائب ليس الندم شاننا عند المصايب ان نقول انا لله وانا اليه راجعون. هذا شأننا اما شأن الكفار يقولون عن اخوانهم الذين قتلوا او ماتوا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا وهذا التنديم عقوبة من الله سبحانه وتعالى لاهل الكفر. قال تعالى ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. فمن الفوائد الايمان بالقدر فمن ثم لا يندم المؤمن اذا فاته من الغزو او من الغنيمة شيء فهذا قدره الله ومن الفوائد ان الاستعجال استعجال الرزق او المكسب الكبير مع المعصية يضرك فالصحابة ما سبب الذي حل بهم استعجالهم المكسب الغنيمة فلما استعجلوا الغنيمة تخالفوا امر الرسول عليه الصلاة والسلام ونزلوا من على جبل الرماة يشاركون اخوانهم الغنيمة وجمع الغنيمة فحل بهم من البلاء ما حل فلا تتعجل المكسب بطريقة فيها حرام فهم عصوا الرسول من اجل دنيا يصيبونها فوقع بهم من البلاء ما قد وقع كما اخبر الله تعالى في كتابه الكريم من المستفاد ايضا بيان ان الانبياء بشر. يصيبهم ويصيبوا البشر الا فيما يتعلق بالشريعة فانهم معصومون الانبياء يقتلون قتل على قال تعالى في شأن اليهود وقتلهم الانبياء بغير حق ويجرحون. فالرسول جرح في الغزوة شج رأسه كسرت رأسه شج رأسه وكسرت رباعيته اسنانه المقدمة كسرت في هذه الغزوة. عليه الصلاة والسلام. فالانبياء يجوعون ويعطشون ويجرحون ويمرضون ويقتلون الى غير ذلك مما يصيب البشر وقد اصيب ايوب عليه السلام بالمرض ثمانية عشر عاما فلا يظن شخص انك ما دمت مؤمنا لن تبتلى في بدنك او في مالك او في ولدك او في اهلك بل البلاء سنة ملازمة وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة والنبي يقول اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل يبتلى المرء على قدر دينه فان كان في دينه صلابة جيل له في البلاء فلا يظن شخص انه ما دام تقيا انه سيعافى في كل شيء وهذا ظن خاطئ والله قال ان تكونوا تألمون في انهم يألمون كما تألمون. ولذا تجد علماء وفضلاء ابتلوا باشد الامراض ابتلوا بالسرطانات ابتلوا بالطاعون وكم من صحابي جليل مات بسبب طاعون امواس في زمن امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان طاعونا يعصف بالادميين فلم يكن يستثنى صحابي من غير صحابي والكل يبعثون على نواياهم وعلى دينهم فقد تبتلى وانت صالح تقي ولكن شتان ما بين الملأ الذي يحل بالعصاة وبين البلاء الذي يحل بالمطيعين فبلاء الذي يحل بالمطيعين لرفع الدرجات ولتكفير الخطيئات اما الذي يحل يحل بالعصاة والمجرمين انتقام من الله منهم كما قال فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. وعلى الجميع ان يعلم ان الايام وليداوله الله بين الناس فلو كان النصر دائما حليفا لاهل الايمان لدخل في المؤمنين وفي صفوفهم من ليس منهم فدخل المنافق ودخل الكافر الكذاب ولكن شاء الله ان يبتلى اهل الايمان للتمييز. تمييز الصف المسلم وبان الصادق من الكاذب وبيان المؤمن من المنافق. وكما سمعتم قبل قول الله تعالى ما كان الله ليزر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب الايات. فالابتلاءات تلاحز وتبين كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم. قال تعالى وتلك الايام نداولها بين الناس من القصة قصة احد ان القصة تبين خطر وجود المنافقين في الصف المسلم وقد قال تعالى في ايات اخر لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا وقد قال تعالى قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم الامة الينا ولا يأتون البأس الا قليلا. فقد يكون لك ضعيف الايمان تريد العمرة؟ يقول لك يا اخي دعك من العمرة اولادك اولى يثبطك عن اعمال البر قد يكون لك رغبة في حج بيت الله الحرام وانت موسر يسبتك من اجل الدنيا قل هناك صفقات وصفقات وانت لم تحج الفريضة فضلا عن النافلة فالصديق قد يعين على الخير وقد يثبت عن فعل الخير قد ترى صديقا حميما طيبا صالحا يذكرك تراه يستأذنك تقول له الى اين تذهب؟ يقول اذهب لزيارة خالتي ما زرتها منذ ستة اشهر تقول انا ما زرت خالتي من سنوات فيحملك قوله على ان تتذكر بر الخالة وصلة الخالة. ترى الصديق الصالح دائما ذاكرا لله شاكرا لان بعكس الصديق الشرير فوجود المنافقين في الوسط المسلم يؤزي ويضر وبعدهم خير من وجودهم بعدهم خير من وجودهم. ولذلك فان الله قال ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعث ان بعثهم فثبطهم وقال مبينا علة لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا فسادا والاوضاع خلالكم يبغونكم الفتنة او ضعوا اسرعوا بالفساد فيما بينكم والاوضاع خلالكم يبغونكم الفتنة. وفيكم سماعون لهم فيكم ناس ضعفاء الفهم يصدقونهم هم يتكلمون. فالمنافق قد تزن انت انك فاهم الاعيب المنافق. نعم ممكن تكون انت فاهم الاعيب المنافق. لكن منكم اخوة ضعفاء الايمان قد يقعون في الفخ لا يفهمون ليس كل الناس على درجة واحدة من العلم فقد وقع فيما وقع فيه الافاضل في حديس الافك كحسان بن ثابت رضي الله عنه بسبب كلام المنافقين تكلموا امامه فصدقهم وطفق يتكلم بالذي تكلم به ويطعن في عرض ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكان في من وقع في ذلك ايضا اما حسن ابن ثابت مصلح ابن اساسة البدري الذي شهد بدرا وهو قريب لابي بكر يطعن ارضا في عرض ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسبب الكلام واسلوب المنافقين الساحر الكذاب اسلوب ساحر جعله يتورط ويطعن في عرض ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها واسكنها فسيح الجنان. فاحزر على نفسك من اصدقاء السوء واحزر على نفسك من اهل النفاق صدق الله اذ قال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خذالا والاوضاع خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون له كما لا يخفى عليكم ان القادة والكبراء سبب في ازا كانوا امناء كانوا سببا في استقرار الامم فان موسى عليه السلام لما خرج من مصر او لما خرج لتكليم ربه حصلت فتنة بعد خروجه من الديار المصرية وقد وصى اخاه هارون عليه السلام ان كان هارون يلين الجانب صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام كان اه خبر بني اسرائيل تخبيرا واسعا وكان ايضا رضي الله عليه الصلاة والسلام بيقول لعزم من الرسل من العزم من الرسل لما خرج من انتقامه وذهب لتكليم ربه ماذا كان خدعهم السامري وهارون يزكر ولكن لا جدوى لتذكير هارون مع هؤلاء وكادوا يقتلون هارون صلى الله عليه وسلم فلما خرج موسى خدعهم السامري بالعجل الذي صنعه وقال هذا الهكم واله موسى. فنسي. فوجود القادة حكماء في وسط الناس ووجود المصلحين يدفع الله بهم الاشرار ويدفع الله بهم الفجار ولذلك كان وجود امير المؤمنين عمر رضي الله عنه سببا في حسم كثير من المشاكل والمسائل التي كادت ان تثار في فتنة استخلاف ابي بكر الصديق او في قصة استخلاف ابي بكر الصديق. وكان عمر حاسما حازما فقطع الله به السن المنافقين رضي الله تعالى عنه فهذه على الاجمال بعض الفوائد المستنبطة في غزوة احد ولا يتشائم احد فان النبي عليه الصلاة والسلام رغم ما حدث في جبل احد يقول احد جبل يحبنا ونحبه احد جبله جبل يحبنا ونحبه صاد النبي احدا ومعه ابو بكر وعمر وعثمان وفي بعض الروايات علي فرجف بهم قال اثبت احد فان عليك نبي وصديق او شهيد وفي رواية وشهيدان قال في رواية ما عليك الا النبي او صديق او شهيد فقال احد جبل يحبنا ونحبه فلا نتشاءم ابدا في جبل احد والذي حدث عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث احد جبل يحبنا ونحبه. فاثبت له محبة لكن لا يعلمها الا الله في جواز السخرية من الكفار اعني في غزوة احد تفيد ذلك فلما خرج رجل من صفوف المشركين ينادي ويتحدى المسلمين ويقول يا اصحاب محمد هل منكم من مبارز؟ ويتحدى فبرز له حمزة ابن عبدالمطلب رضي الله عنه وقال يا سباعي يا ابن امي انمار مقطعة البزور يعني امك كانت شغالة ختانة تختن البنات هكذا معنى الكلام ياه يا سباعي يا ابن امي انمار مقطعة البزور اتحدي الله ورسوله ثم انقض عليه حمزة فكان كامس الذاهب فقتله حمزة في الحال ففي جواز السخرية في الحرب ممن بطريقة توهن قوى العدو والتي يسميها المعاصرون الحرب المعنوية ضد اهل الكفر التي تسبط هممهما تحطم عزائمهم وقد سلك هذا المسلك. ولذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال ابو سفيان وبعد انقضاء الحرب يوم بيوم بدر والحرب سجال فقال النبي لعمر لا تجيبوه سم قال لنا العز ولا عزة لكم. عمر مات مالك نفسه عمر ما تمالك نفسه لما وجده يقول افي القوم ابو بكر؟ افي القوم محمد؟ يعني في القتل يا محمد افي القوم ابو بكر افي القوم عمر بن الخطاب ان النبي وجه لعمر الكلام ان لا يجيب يجيبه بشيء. الا ان عمر تكلم وقال يا عدو الله قد ابقى الله لك ما يسوؤك ان الرسول لم يصب بشيء وابو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم فقال ابو سفيان فالحرب سجال والايام دول. قال عمر قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال عمر قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال ابو سفيان لنا العزى ولا عز لكم فقال عمر الله مولانا ولا مولى لكم فهذه الاشياء توهن قوى العدو حتى وان كان منتصرا لا يشعر بلذة الانتصار ولذا لما كان ابو سفيان في طريق الرجوع الى الى مكة هو واصحابه فظاهرهم انهم انتصروا نظر ابو سفيان ما الذي اجتنيناه بعد الغزوة ما الذي اجتنيناه بعد الغزوة نعم ظاهر هذه الغزوة النصر ظاهرها النصر ولكن ماذا كان قال ابو سفيان ونظر نزرة عامة لنتائج المعركة. فقال لاصحابه لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردفتم انا ما اتيتن بفتيات غنيمة نستمتع بهن ما محمد قتلتم لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردفتم؟ بئس ما صنعتم ما الذي صنعتموه يقول لاصحابه ذلك. هل امه مرة ثانية نستأصلهم؟ فحينئذ انتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فجمعوا قواهم لملاقاة ابي سفيان ابن حرب عند مكان يقال له حمراء الاسد والغزوة التي سميت بحمراء الاسد هم ابو سفيان ان يرجع ومن معه لاستئصال البقية الباقية بنى لي الاسلام وطفق المنافقون يتكلمون كما حكى الله قولهم اذ قالوا لاهل الايمان ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فجعلوا النفاق يقولون لاصحاب الرسول ان الناس يرحمك الله قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء فلما سمع اهل الايمان ذلك من اهل النفاق استجمعوا قواهم واستعانوا بالله سبحانه فندب النبي الصحابة فخرج منهم عدد من الافاضل وعدد من الذين ندموا على الفرار فبلغت ابو سفيان امورهم فخشي ان تكسر هيبته وان يهزم جيشه بعد انتصار ظهر لهم فابى الا ان يرجع الى مكة بعد ان استشار المشيرين عليه فكان جبانا ولم يرجع الى حمراء الاسد قالت عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير كان ابواك منهم من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح قال تعالى للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم وكان من الفوائد التحزير من الشيطان ومن اوليائه قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه وفيها لاهل العلم وجهان اولهما اشهرهما والمعنى انما ذلكم الشيطان يخوفكم يا اهل الايمان من اوليائه انما ذلكم الشيطان يخوفكم يا اهل الايمان من اوليائه واتباعه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فقيل يخوف اولياءه على المفعولية يخوف اولياءه من الاسلام لكن الاول اولى لقول الله تعالى فلا تخافوهم فخافوني ان كنتم مؤمنين. هذه بعض الفوائد التي استلت من هذه الغزوة الكريمة فقد تبينت فوائد اخر فيها والله قال في كتابه الكريم وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فلم يكن هؤلاء واولئك اعني اهل الايمان الاسلام لينالوا مرتبة الشهادة في سبيل الله الا بمثل هذا الذي حدث يوم احد كما قال تعالى ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين فهذه الايات مواساة لنا الان لما يحصل لاخواننا في الصين الملحدة وفي غيرها من دول الكفر من التنكيل باهل الاسلام فلعل الله ان يرفعهم درجات وان يتخذ منهم شهداء هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم ونسأل الله ان يلحقنا واياكم بهذا الركب المبارك الكريم ركب النبيين والصديقين والشهداء ايها الصالحين وحسن اولئك رفيقا. وصل اللهم على نبينا محمد وسلم. والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله