الشريط العشرون غزوة بني المصطلق. سنتكلم ان شاء الله جل وعلا في هذا اليوم عن حادثتين وقعت زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم اول حادثة وقعت زمن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت وهي سنة وهي سنة ست من الهجرة غزوة بني المصطلق او غزوة المريسيع وهذه الغزوة كانت في شعبان سنة ست من الهجرة وقيل غير ذلك اي قيل انها وقعت قبل ست من الهجرة اي في السنة الرابعة في اخرها وسبب هذه الغزوة ان النبي صلى الله عليه وسلم بلغه ان رئيسا بني مصطلق الحارث ابن ابن ابي ضرار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بريدة ابن الحصين لتحقيق الخبر. فاتاهم ولقي الحارث ابن ابي ضرار وكلمه ثم رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره الخبر فلما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من صحة الخبر ندب الصحابة ندبهم اي امرهم بالخروج. وخرج جماعة من المنافقين في هذه الغزوة. وذلك ان اولئك المنافقين كانوا يظهرون الاسلام ويبطنون النفاق فلما سمع الحارث بن ابي ضرار بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف خوفا شديدا فتفرق عنه من كان معه من العرب فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى المريسيع وهو مكان آآ ماء لخزاعة وراية المهاجرين كانت مع ابي بكر الصديق ورأيت الانصار كانت مع سعد بن عبادة قال ابن القيم رحمه الله تعالى ولم يكن بينهم قتال. وانما اغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم على الماء بعد ان فر اكثر المقاتليهم فسب النبي صلى الله عليه وسلم دراريهم واموالهم كما في الصحيح قال اغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون. وهذا في صحيح البخاري وكان من جملة السبي في هذه الغزوة جويرية بنت الحارث سيد قومه وقعت جويرية في سهم ثابت ابن قيس. فكاتبها والمكاتبة هو ان يقول لها لك حريتك على ان تعطيني شيئا من المال مئة دينار مئتي دينار حسب ما يتفق واياها عليه. فكاتبها فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ادى عنها اي سدد النبي صلى الله عليه وسلم المكاتبة. ثم تزوجها صلوات الله وسلامه عليه. فتزوجها وهي حرة ولما سمع المسلمون بان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج بجويرية اعتق من كان معهم من وسبي بني خزاعة وقالوا اصهار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المنافقون الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كان رأسهم عبد الله بن ابي بن سلوم هذا الرجل قد نبهنا سابقا الى ان الاوس والخزرج قد اتفقوا على ان يجعلوه ملكا. عليهم وكان يزين له تاج الملك في الوقت الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم الى المدينة فانشغل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن ابي ابن سلوم فاغضبه ذلك جدا وحنق اي غضب وحقد على الاسلام والمسلمين وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لانه اخذ مكانه الذي كان يرجوه ولما رأى ان امر الاسلام بدأ ينتشر بسرعة في المدينة قال مقولته المشهورة اني ارى ان هذا الامر قد توجه فاظهر اسلامه واظهر معه كثيرون ممن كانوا يتبعونه ويسيرون برأيه ومنشورته ايضا اظهروا الاسلام على نفاق في قلوبهم. ووقعت حادثة الثاني من هذا المنافق في تلك الغزوة اما الحادثة الاولى فان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان معه اجير يقال له جهجاه الغفاري ازدحم هذا الجهجاه هو وسنان ابن وضر الجهني على الماء. لا يتخاصما على الماء. تخاصما على هذا يقول دوري وهذا يقول دوري قتل صار بينهما عراك فصرخ الجهني يا معشر الانصار ثم صرخ جهجاه وقال يا معشر المهاجرين عند ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وهذا يدل على ان الناس الى الان يعني فيهم ممن لم يدخل الايمان قلبه تماما فيه بعض امور الجاهلية وذلك انه دعا بدعوى الجاهلية قال يا معشر الانصار وذاك يقول يا معشر المهاجرين يعني يريد ان يقوم معه الانصار وذلك يريد ان يكون معه المهاجرون بغض النظر عن الحق مع من يكون واياك قال النبي ابي دعوة الجاهلية فسماها جاهلية صلوات الله وسلامه عليه دعوها فانها منتنة فلما سمع عبد الله بن ابي بن سلول بذلك الحدث وهو ان هذا المهاجرين قال يا معشر المهاجرين امام الانصاري وهم في بلادهم يعني في المدينة والانصار كما تعلمون قد اووا المهاجرين وسكنوهم اسكنوهم في منازلهم وزوجوهم من نسائهم واعطوهم من اموالهم. فغضب عبدالله بن ابي بن سلول عند ذلك ثم قال اوقد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما نحن وهم الا كما قال الاول امن كلبك يأكلك يقول لها يعني يتكلم عن المهاجرين يقول هؤلاء كمثل من قال سم من كلبك يأكل سمناهم واعطيناهم ثم يأكلوننا في بلادنا اما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ثم اقبل على من حضره فقال لهم هذا ما فعلتم بانفسكم احللتموهم بلادكم وقاسمتموهم اموالكم اما والله لو امسكتم ما بايديكم لتحولوا الى غير ذلك لما سمع زيد ابن ارقم وكان حاضرا وكان صغيرا شابا صغيرا. لما سمع هذا الكلام من عبد الله ابن ابي ابن سلول ذهب الى عمه فاخبره فاخبر عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عند رسول الله عمر فقال عمر يا رسول الله مر عباد ابن بشر فليقتله لان قوله سم من كلبك يأكلك وقوله ليخرجن الاعز منها الاذل هو لم يتكلم عن المهاجرين فقط بل شمل معهم رسولهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يا عمر؟ اذا تحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه يعني عند ذلك سيقول الناس الذين لا يعلمون ان هذا الرجل من المنافقين سيقولون ان محمدا يقتل اصحابه ثم سكت النبي صلى الله عليه واله وسلم فلما ارتحل الناس جاء اسيد ابن حضير رضي الله تبارك وتعالى عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بلغك ما قال صاحبكم؟ يعني عبدالله بن ابي لان اسيد بن حضير من رؤوس الانصار. كان سيدا من سادات الاوس فقال وما قال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فقال اسيم بن حضير فانت يا رسول الله تخرجه منها ان شئت. هو والله الدليل وانت العزيز. ثم قال يا رسول الله ارفق به والله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجه فانه يرى انك استلبته ملكه يعني هذا اسيد ابن حضير هنا يعتذر لعبدالله ابن ابي ابن سلول ثم مشى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس اي في رجوعه من غزوة بني المصطلق حتى اصبح وصدر يومهم ذلك حتى اذته الشمس ثم نزل بالناس وقعوا نياما اي تعبانين وذلك ما يريدهم ان يتكلموا بهذا الامر. اتعبهم في حتى مجرد ان يصلوا ينامون ولا يتكلمون في هذا الامر الا وهو كلام عبد الله ابن ابي وسلول في رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه اما ابن ابي عبد الله فلما علم ان زيدا زيد ابن ارقم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخبر ذهب الى النبي وحلف وقال قال والله يا رسول الله ما قلت وانما كذب علي زيد وقال من حضر من الانصار يا رسول الله عسى ان يكون الغلام قد اوهم في حديثه نعم ممكن يكون غلام اوهن ولم يحفظ ما قال الرجل فصدقه. قال زيد فاصابني هم لم يصبني مثله قط لانه كانه يتهم بالكذب او بعدم الفهم. والاولى اقوى يقول فجلست في بيتي من الحزن يقصد ببيته اما ان يقصد المدينة عندما رجع واما ان يقصد بيته اي اه في حال نزولهم في السفر. يقول فانزل الله جل وعلا اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله. انهم انساء ما كانوا يعملون. ذلك بانهم امنوا ثم كفروا طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم. وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لو رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدي القوم الفاسقين. هم الذين يقولون لا تنفقوا وعلى من عند رسول الله حتى ينفضوا. ولله خزائن خزائن السماوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل لله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ولكن المنافقين لا يعلمون هنا بين الله تبارك وتعالى ان زيدا لم يخطئ رضي الله تبارك وتعالى عنه وانما اصاب بما قال وان عبد الله ابن ابي ابن سلول كاذب في مدعاه. عند ذلك ارسل النبي الى زيد فقرأها عليه ثم قال له ان الله قد صدقت اي فيما قلت وهذا المنافق العجيب انك انه كان له ولد اسمه كاسم ابيه اسمه عبد الله عبد الله بن عبدالله بن ابي وكان رجلا صالحا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لما بلغه ان والده قال هذا الكلام. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وقف في مدخل والده الى المدينة. وقال له اانت يقول لوالده اانت الذي تقول لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لرسول الله والاعز وانت الاذل. فحمية العقيدة هنا طغت على حمية الولادة وقدم حمية عقيدته على حمية ولادته. فقال لوالده والله لرسول صلى الله عليه وسلم هو الاعز وانت الاذل ثم قال والله لا تدخلوا الى المدينة الا وانا قاتلك او اني اذن لك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عند ذلك امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يتركه ودخل الى المدينة