الشريط الرابع والعشرون عمرة الحديبية. وقعت الحديبية وهذه الوقعة اي الحديبية كان في السنة السادسة من الهجرة في اخرها في ذي القعدة من تلك السنة اري الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وهو في المدينة انه دخل هو واصحابه المسجد الحرام وانهم طافوا واعتمروا وحلق بعضهم وقصر اخرون. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بذلك ففرحوا فرحا وذلك لشوقهم الى بيت الله تبارك وتعالى وظنوا ان هذه الرؤيا اه تكون محققة في نفسي الوقت الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم فامر الصحابة بالتجهز فتجهزوا ليخرجوا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم واستنفر صلوات الله وسلامه عليه العرب ومن حوله من البوادي ليخرجوا معه فابطأ كثير من الاعراب واستخلف على ابن ام مكتوم وخرج منها كما هو مشهور في يوم الاثنين في اول ذي القعدة في السنة السادسة من الهجرة كما ذكرنا وكان قد اخرج من نسائه في تلك السفرة ام سلمة اذ خرجت مع النبي صلى الله عليه واله وسلم ولم يخرج معه بسلاح صلوات الله وسلامه عليه الا سلاح المسافر. اذ لم يكن قد خرج صلوات الله سلامه عليه لقتال وانما خرج عمرة صلوات الله وسلامه عليه ووصل صلوات الله وسلامه عليه الى الحديبية قال صاحب نسب حرب الحديبية تقع غرب مكة على بعد اثنين وعشرين كيلو متر على الطريق الى جدة. وقد تغير اسمها اليوم الى منطقة الشميسي والحديبية اختلف اهل العلم هل هي من الحل؟ او من الحرم؟ فذهب بعضهم الى انها جمعت بين الحل والحرم وهذا قول الامام الشافعي رحمه الله تعالى انه قال بعضها في الحل وبعضها في الحرم سنقرأ خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الحديبية من آآ صحيح الامام البخاري رحمه الله تبارك وتعالى قال الامام البخاري رحمه الله تبارك وتعالى في صحيحه حدثني عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر قال اخبرني الزهري قال اخبرني عروة ابن الزبير عن المسك ابن محرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه. قال خرج رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم زمن الحديبية حتى اذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم. والغميم مكان بين مكة والمدينة قال ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة. وذلك ان قريش سمعت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من المدينة يريد مكة فخرج خالد الوليد بطليعة اي بعدد من الجيش ليستقبل او ليرد النبي صلى الله عليه واله وسلم فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يغيروا الطريق فقال فخذوا ذات اليمين يقول الراوي فوالله ما شعر بهم خالد حتى اذا هم بقترة الجيش. اي بغبار الجيش. لان الخيل يأوى الابل والهدي الذي ساقه معه النبي صلى الله عليه وسلم يكون لها غبار تفاجئوا اهل مكة بالغبار كونه من بعيد فانطلق من انطلق يركض نذيرا لقريش. وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل وهذه كلمة تقال للناقة اذا ارادوها ان تمشي. فالحت اي امتنعت عليهم فقالوا خلأت القصواء. القصواء هي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وكان من عادته ان يسمي دوابه وهذه السنة غابت عن الكثيرين في هذا الزمان وهي ان يسمي الانسان دابته وبعض حاجياته فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمي ناقته تلك بالقصواء قالوا خلأت القصواء اي هذا يعني امر يصيب الابل وقد يصيب الخيل وانها تمنعت عن المشي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلأت القصواء وما ذاك لها ولكن حبسها حابس الفيل وحابس الفيل هو لما اراد ابرهة ان يهدم الكعبة وكان قد جاء معه بالفيلة وكان يرأس تلك الفيلة فيل عظيم يقال له محمود وهذا الذي كان يقود الفيلة فكانوا اذا ارادوه الى طريق مكة امتنع عليهم وبرك. فاذا ارادوه الى غير ذلك الطريق قام مسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل حبس القصواء ما حبس الفيل وهي رحمة الله تبارك وتعالى بهذا البيت واهل هذا المكان ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا اعطيتهم اياها هنا النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد قتالا ولكن يريد صلحا صلوات الله وسلامه عليه المهم ان تحقن الدماء ثم زجرها اي زجر النبي فوثبت. اي قامت. قال فعدل عنهم اي عن الدخول الى مكة حتى نزل باقصى الحديبية على سمد قليل الماء والثمن هي حفرة يكون فيها الماء يقول على صمد قليل الماء يترببه الناس. يتربضه الناس اي يأتون ويأخذون منه بعض الماء يواصلوا طريقهم قال يتربظه الناس تربظا اي يأخذون منه اخذا. فلم يلبسه الناس حتى نزحوه وذلك لكثرة من مع النبي صلى الله عليه وسلم ذاك في حديث جابر انهم الف واربع مئة او الف وخمس مئة عدد كبير لما يأتون لحفيرة فيها ماء وكل يأخذ منها لا شك ان الماء سينفذ وهذا الذي وقع وهو انهم لما صاروا يأخذون من هذا الماء نزحوه وشكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش انتهى الماء يقول فانتزع سهما من كنانته ثم امرهم ان يجعلوه فيه. ان يجعلوا هذا السهم في الحفرة في الماء يقول فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه وهذه اية وعلامة من الله تبارك وتعالى على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى انه مبعوث من رب العزة تبارك وتعالى فبينما هم كذلك اذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله وسلم من اهل تهامة. عيبة النصح هم الناصحون للنبي صلى الله عليه وسلم والذين يجعل لهم اسراره ويأتمنوا لذلك يسمون عيبة النصح فقال اي بديل بن ورقاء اني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا اعداد مياه الحديبية ومعهم العود المطافين وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت يعني اهل مكة بانو كيعملو يا اهل مكة قال انهم سيقاتلونك يا محمد. ومعهم العود المطافين وهي نوع من الابل يريدون ان النبي صلى الله عليه واله وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لم نجئ لقتال احد. ولكنا جئنا وان قريشا قد نهكتهم الحرب واضرت بهم يعني يبين النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس خائفا منهم ولكن بين انه يريد العمرة وان الحرب قد انهكت قريشا فمالهم وللحرب؟ قال فان شاءوا مددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس. فان اظهر فان شاءوا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا. والا فقد جموا. اي وانهم ابوا هو الذي نفسي بيده لاقاتلنهم على امري هذا حتى تنفرد سالفتي ولا الله امره هنا بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله انه لا يريد القتال وانما يريد ان يعقد صلحا مع قريش يقول ان شاءوا ماددتهم مدة اي صلحا بمدة ويخل بيني وبين الناس ادعو الى الله تبارك وتعالى. فان اظهر اي ان تصر فان شاءوا ان يدخلوا اي في الاسلام فعلوا والا فقد جموا اي منعوا دماءهم ومنعوا انفسهم وان هم ابوا يعني ابوا ان يمكنونني من الدعوة وارشاد الناس الى الخير فوالذي نفسي بيده لاقاتلن انهم هنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم انه طلب ان طلبه للصلح لا عن جبن ولا عن خوف ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يرى المصلحة عدم القتال ولذلك بعد ان بين انه مريد للصلح وانه لا ينوي القتال نبه الى انه ليس بخائف من قريش فقال هو الذي نفسي بيده لاقاتلنهم على امري هذا حتى تنفرد سالفتي يعني حتى اموت في سبيل هذا الامر ولينفذن الله امره اي لينصرن الله دينه بمحمد او بغير محمد صلوات الله وسلامه عليه قال بدين سابلغهم ما تقول قال فانطلق حتى اذا اتى قريشا قال انا جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فان شئتم ان نعرضه انكم فعلنا فقال سفهاؤهم وهذا فيه تحظير ليسمعوا بانصات لو جاء وقال قال كذا وقال كذا وقال كذا قال بعضهم ما سمعنا ما انتبهنا. لكن هنا في تحضير تريدون ان تسمعوا؟ تريدوا ان اقول لكم ماذا يريد ثم بعد ذلك ذكر لهم ذلك. يقول فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا ان تخبرونا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا. فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة ابن مسعود فقال اي قومي الستم بالوالد؟ قالوا بلى. قال اولست بالولد؟ قالوا بلى ان يقول انتم كالوالد بالنسبة لي وانا كالولد بالنسبة لكم يريد ان يطمئنهم الى انه لن يغشهم ابدا. فهل تستهمونني؟ قالوا لا. قال الستم تعلمون اني استنفرت اهل عكاظة؟ فلما دلحوا علي جئتكم باهلي وولدي ومن اطاعني قالوا بلى يعني انه يقول استنفرت اهل عكاظ يعني قومه فلما بلحوا اي بلحوا يعني امتنعوا عنه تركهم وهاجر الى كويس لانه ليس من قريش هو ثقفي عرب بن مسعود من ثقيف وليس من قريش. ولكنه جاء باهله وولده ومن اطاعه من قومه وسكن مكة وصار كواحد منهم قال فان هذا قد عرض عليك قد عرض عليكم خطة قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني اته واستفسر يعني منه قالوا اؤته اذهب اليه فاتاه اي ذهب عروة بن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه نحوا من قوله لبدين يعني قريبا من كلامه لبدين فقال عروة عند ذلك اي محمد ارأيت ان استأصلت امر قومك اي قتلتهم. يعني قاتلتهم وانتصرت عليهم ارأيت ان استأصلت امر قومك هل سمعت باحد من العرب اجتاح اهله قبلك وان تكن الاخرى يعني استأصلوك هم يقول اذا انت انتصرت وقتلت قومك من فعلها قبلك؟ يأتي ويقاتل قومه ويقتلهم من فعلها قبلك يا محمد يقول وان كانت الاخرى اي ان انتصرت عليك قريش يقول وان تكن الاخرى فاني والله لا ارى وجوها واني لا ارى اشوابا من الناس خليقا ان يفروا ويدعون يعني يقول له وان كانت الاخرى اي انتصرت عليك قريش يقول فاني لا ارى وجوها واني لارى اشوابا من الناس يقول يعني اللي معك هؤلاء لن ينصروك. انا ما ارى وجوها ما ارى رجالا ما ارى اقوياء ما ارى اشباح. مجرد اشباح. واخلاق من الناس هذا مكي وهذا مدني وهذا من خزاعة. وهذا من غيره من العرب. ولا يعرفون يقول ارى اشباحا ما ارى اناسا ما ارى رجالا ما ارى شجعانا ما ارى فوارس يقول وان هؤلاء لخليق بهم ان يفروا ويدعوك فقال له ابو بكر انصص بضر اللات انحن نفر عنه وندعه؟ ابو بكر هنا سب عروة ابن مسعود وقال له كلمة وهي امصص بضر اللات اي اذهب الى الهك الذي تدعوه وابقى عنده هناك اما نحن فلا نفر عن محمد صلى الله عليه واله وسلم. انحن نفر عنه وندعه؟ فقال عرظ ابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم من ذا؟ من هذا الرجل الذي يسبني فقال النبي هذا ابو بكر قال اما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم اجزك بها لاجبتك وذلك ان عروة ابن مسعود كانت عليه دية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فساعده ابو بكر في ديته تلك واعطاه شيئا من المال فهذه نعمة اسداها ابو بكر لعروة وهنا ابو بكر سب عروة فقال عروة كيف تسبني؟ من انت؟ قال له هذا ابو بكر فقال انت لك علي منة ولك علي يد ومساعدة في السابق ولاجل ذلك لن اتكلم معه. ساسكت عنك ساقبل منك هذه. وفي بعض الروايات انه قال له ولكن هذه بتلك يعني هذه المسبة التي سببتني اياها بتلك المساعدة اذا انت الان بعد هذا ليس لك يد علي ولن ارد عليك مقابل تلك اليد او المساعدة التي كانت لك علي قال الراوي وجعل اي عروة ابن مسعود يكلم النبي صلى الله عليه وسلم. فكلما تكلم كلمة اخذ بلحيته يعني وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم يمسك لحية النبي صلى الله عليه واله وسلم. يقول والمغيرة تبن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر المغفر هو الذي يغطي الوجه وكلما اهوى عروة بيده الى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب اي المغيرة ضرب يده السيف وقال له اخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عروة ابن مسعود يمسك لحية النبي يلاطفه وهو يكلمه. فيأتي المغيرة ابن شعبة فيضرب يده بنعل السيف اي بقبضة السيف لا يضرب يده يقول ارفع يدك عن لحية النبي صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه وهذا عروة كان رجلا عظيما في قومه ولذلك لما انزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعنون عروة ابن مسعود يقول لو كان هذا القرآن انزل على عروة ابن مسعود كنا اتبعناه. لكن ينزل على محمد لا ما نتبعه وعروة كانت له ايش؟ مكانة ومنزلة فغضب من ابي بكر لما قال له وغضب من المغيرة لما ضربه بنعل السيف يبعد يده عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا فقال له المغيرة ابن شعبة والمغيرة بن شعبة ايضا ثقفي وعروة ابن مسعود ثقفي وهو من نفس قبيلته فقال له عروة بن مسعد اي غدر؟ يعني يا غدار الست اسعى في غدرتك يقول وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم واخذ اموالهم. ثم جاء فاسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما الاسلام فاقبلوا واما المال فلست منه في شيء يعني يقول لان عرب بن سعود لما فعل المغيرة هذا الامر قبل اسلامه قتل ناس واخذ اموالهم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم اسلم بعد ذلك فقال الاسلام مقبول واما المال هذا غير مقبول لانه مال حرام يبقى مال اناس فيذكر ان عروة ابن مسعود المال بدل المغيرة ودفع الدية عن المغيرة فقال الست اسعى بغدرتك؟ يعني هكذا تكافئني يعني كما وقع منه مع ابي بكر يقول يعني وقع من ابي بكر في مساعدة عروة عروة ايضا وقعت له مساعدة تجاه المغيرة المهم يقول ثمان عروة جعل يرمق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه قال فوالله بدأ ينظر الى الصحابة يلتفت اليهم الف واربع مئة الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم يقول عروة فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم لك بها وجهه وجلده واذا امرهم ابتدروا امره. واذا توضأ كادوا يغتسلون على وضوءه واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده وما يحدون اليه النظر تعظيما له هنا عروة ابن مسعود بذكائه وانتباهه بدأ ينظر الى الصحابة الان وحالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم فوجد امرا عجبا ما يتنخم يكفل النبي صلى الله عليه وسلم ما تسقط الكفلين الارض يقطفونها يتمسحون بها تبركا باثر النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا توضأ صلوات الله وسلامه كادوا يقتتلون على وضوءه اي على الماء الذي توضأ به منهم من يشرب ومنهم من يتمسح به واذا امر ابتدروا الامر اي اسرعوا بالاستجابة لامر النبي صلى الله عليه وسلم. اذا تكلموا عنده يخفضون اصواتهم بين يديه صلوات الله وسلامه عليه. ما يحدون النظر اليه احتراما وتوقيرا له صلوات الله وسلامه عليه. وهذا يظهر لنا رواية عمرو بن العاص رضي الله تبارك وتعالى يقول لما اسلمت او قبل ان اسلم كان محمد ابغض خلق الله اليه. فلما اسلمت كان والله احب خلق الله اليه. والله ما كنت اشبع منه نظرا لماذا؟ يقول اجلالا له صلوات الله وسلامه عليه ما يحد النظرين يقول حتى لو قيل لي صفه ما استطعت وهكذا كان يفعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول المسور يقول فرجع عروة الى اصحابه فقال الى اصحابه اي قريش. فقال اي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصرى وكسرى والنجاشي لانه كان عظيما في قومه والله ان رأيت مليكا قط يعظمه اصحابه ما يعظم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ما وجدت قيصر ولا كسرى ولا النجاشي ولا غيرهم من الملوك يعظمهم اقوامهم كما يعظم اصحاب محمد محمدا صلوات الله وسلامه عليه قال والله ان يتنخموا نخامة الا وقعت في كف رجل منهم. فدلك بها وجهه وجلده واذا امرهم ابتدروا امره واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه. واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده وما يحدون اليه النظر تعظيما له طبعا هذه الامور التي رآها عروة ابن مسعود من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انما فعلوا ذلك لامر الا وهو انه قال عروة ابن مسعود اول ما جاء قال هؤلاء او شاب من الناس سينصرفون عنك ليسوا بفرسان يتركونك تقتل فاراه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعض محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك لم يكن من عادتهم انه اذا سفل يأخذون في المدينة ابدا ما نقل هذا الا هنا. وكذلك انهم يقتتلون على وضوءه. اروهم هنا نعم بقية الامور رفع الصوت حد النظر الى النبي صلى الله عليه وسلم في دار الامر؟ هذا نعم في كل زمان ومكان. مع النبي صلى الله عليه واله وسلم ولكن هذا الامر وهو ابتداء الوضوء اخذ النخامة التمسح بها هذا اروه عروة ابن مسعود ليعلم مدى حبهم للنبي صلى الله عليه واله وسلم ثم بعد ذلك قال وانه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها. اي كما قال بدين ابن ورق فقال رجل من بني كنانة وهو يقال له الحليث. وهو من الاحابيس. والاحابيش هم مجموعة من الناس خرجوا من قبائل الهم وعاشوا في مكة. قال دعوني اتيه او اتيه قالوا اؤت فلما اشرف على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ورآه الرسول صلى الله عليه وسلم من بعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدنة فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء ان يصدوا عن البيت فلما رجع الى اصحابه قال رأيت البدنة قد قلدت واشعرت. فما ارى ان يصدوا عن البيت يعني هذا الرجل كان ممن يعظم البدن اي ممن يعظم تقديم البدن الى مكة. مشاعر فلما رآه النبي وسلم اكتفى عن الكلام معه بالعمل بالفعل. وهذا يبين لنا انه لكل مقام مقال النبي صلى الله عليه وسلم تصرف مع هذا تصرفا يليق به وينفع معه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم امره باظهار انهم انما جاءوا للعمرة. فقدموا بين ايديهم البدن وهي الهدي الذي اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينحر منه ويذبح في يعني مكة للعمرة وهذا يبين لنا ان حتى العمرة ايضا فيها هدي. الهدي ليس خاصا بالحج بل حتى العمرة فيها هدي هنا النبي صلى الله عليه وسلم جاء لعمرة وجاء معه وساق الهدي صلوات الله وسلامه عليه وتقليدها هو وضع علامة على الابل يعرف منها من يراها انها هدي سيقدم لله جل وعلا واما الشعيرة فهو انهم كانوا يجرحون السنام ويخرج منه الدم ويسيل على جسد البعير فعندما يراه الرائي من بعيد يعرف انه ايضا قدم هديا لله جل وعلا فلذلك هذا الرجل بمجرد ان رأى الهدي قد قدم بين يديه رجع ولم يتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم كلمة واحدة