الشريط الثامن والعشرون حكم المحاربين ثم حكم القاتل لنفسه. عندنا بعض الحوادث التي وقعت بعد صلح الحديبية وقبل خيبر. حيث كان اذكرهما على عجالة ثم ننتقل الى خيبر يقول الامام مسلم في صحيحه حدثنا ابو جعفر محمد بن الصباح وابو بكر بن ابي شيبة واللفظ لابي بكر قال حدثنا ابن علية عن حجاج ابن ابي عثمان قال حدثني ابو رجاء مولى ابي قلابة عن ابي قلابة قال حدثني انس بن مالك رضي الله عنه انه قال ان نفرا من عكل عكل قبيلة عربية من عدنان يقول ان نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام يقول فاستوخموا الارض وسقمت اجسامهم فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اصابهم مرض مغص من بطونهم تأذوا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم الا تخرجون مع راعينا في ابله فتصيبون من ابوالها والبانها اي من ابوال الابل والبان وهذا فيه شفاء وهذا حديث صحيح في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم امرهم ان يشربوا من ابوال والبان الابل وابوال الابل طاهرة. على الصحيح من اقوال اهل العلم فقالوا بلى اي نفعل فخرجوا فشربوا من ابوالها والبانها فصحهم شوفوا ولكن كيف كان جزاء هذا المعروف يقول فقتلوا الراعي وطردوا الابل يعني اخذوها وقتلوا الرعي واخذوه الابل يقول فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ما فعلوه من الغدر فبعث في اثارهم في اصحابه بعثه في اثارهم يقول فادرك فجيء بهم فامر بهم صلوات الله وسلامه عليه فقطعت ايديهم وارجلهم وسمر اعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا هذا عقاب من يفسد في الارض قطع ايديهم وارجلهم وسمل او سمر اعينهم اي بالمسامير وتركهم في الشمس حتى ماتوا طيب انا اليست هذه قسوة للنبي صلى الله عليه وسلم لا ليست قسوة هذا قصاص والله تبارك وتعالى يقول الانف والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصار فمن تصدق به فهو كفارة له. ومن لم يحكم بما انت انزل الله فاولئك هم الظالمون وقال فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين القصاص بل هو عين الحق ولذلك قال انس انما سمل اعين اولئك لانهم سملوا اعين الرعاء وهم بدأوا بهذا اي هم اعتدوا على الرعاء الذين يرعونه الابل فعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم بجنس عملهن وذلك انهم اعتدوا فاعتدي عليهم بمثل ما اعتدوا. وان كان الاعتداء الثاني ليس اعتداء في حقيقته. وانما هو قصاص وكذلك من الحوادث التي وقعت ما ذكره الامام البخاري رحمه الله في صحيحه قال حدثنا قتيبة قال حدثنا يعقوب عن ابي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تبارك وتعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو المشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عسكره ومال الاخرون الى عسكرهم وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم لا يدع لهم شاذة ولا فادة الا اتبعها يضربها بسلكه. اي قاتل قتالا شديدا شرسا فقيل ما اجزأ منا اليوم احد كما اجزأ فلان. لن يمدحونه بفعله هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انه من اهل النار فقال رجل من القوم انا صاحبه اي اتبعه يقول فخرج معه هذا الرجل. فكلما وقف وقف معه واذا اسرع اسرع معه لانه يعلم يقينا ان النبي صلى الله عليه وسلم هل ينطق عن الهوى وانه ما قال هذه الكلمات صلوات الله وسلامه عليه الا عن علم علمه اياه ربه تبارك وتعالى يقول فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت. فوضع سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه اي سن السيف جعله بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه يقول فخرج الرجل اي الذي تابعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اشهد انك رسول الله قال وماذا؟ قال الرجل الذي ذكرت انفا انه من اهل النار فاعظم الناس ذلك فيكم من اهل النار؟ استغربوا فقلت انا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت ووضع نصل سيفه في الارض وذبابه بين ثم تحامل عليه فقتل نفسه. يذكر بذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال رسول الله صلى عند ذلك ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار. وان ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة وفي بعض طرق هذا الحديث ان هذه القصة وقعت في خيبر فقد ذكر الامام البخاري كذلك قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني سعيد ابن المسيب ان ابا هريرة رضي الله عنه قال زدنا خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الاسلام. هذا من اهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل اشد القتال حتى كثرت به الجراح فكاد بعض الناس يرتاب. اي يرتاب فالرجل الشديد ثم ومن اهل النار فوجد الرجل الم الجراح فاهوى بيده الى كنانته فاستخرج منها اسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدق صدق الله حديثك انتحر فلان قتل نفسه. فقال صلى الله عليه وسلم قم يا فلان انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ان الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر والله اعلم يعني متى وقعت هذه القصة فهي في خيبر او او قبل خيبر ولكن الشاهد منها ان الانسان لا يجوز له ان يحكم على الناس من ظاهرهم. وقد بوب الامام البخاري بابا في صحيحه باب لا يقال فلان شهوت. لان هذا الانسان ظاهره انه شهيد ومع هذا اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان باطنه خلاف ظاهرهم وانه كافر. قيل له قاتلت وفعلت قال انما قاتلت دفاعا عن قومي فالقصد انه لا يشهد لشخص معين انه في الجنة او في النار وانه شهيد او غير ذلك وانما يقول كما قال المنزل فان لا بد قائلا فليقل نحسبه كذلك والله حسيبه